ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


3 مشترك

    بدرية البشر / متجدد


    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - احذروا السفر مع الإخوان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:20

    ربما - احذروا السفر مع الإخوان
    بدرية البشر
    الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٣
    هل أخبرتكم مرة بحكاية زميلنا الأستاذ الجامعي الذي روى لنا على سبيل النكتة ما حدث له في مطار جدة حين كان يصحب أمه ذات الثمانين عاماً في رحلة خارج السعودية وفوجئ بأن ضابط الجوازات يقول له إنه لا يمكنه أن يصطحب أمه معه، ولا بد من إذن زوجها، فقال له الأستاذ الجامعي: «والدي أعطاك عمره منذ زمن»، فسأله ضابط الجوازات الذي يعرف عمله جيداً «حسناً ومن هو وكيلها الشرعي؟»، قال له الأستاذ: «أخي الأكبر»، قال موظف الجوازات: «إذاً لا تخرج أمك إلا بموافقة خطية منه هو». يقول الأستاذ الجامعي ذو اللحية البيضاء: «من شدة شكّي في منطق القرار التفت إلى أمي الهرمة ذات الثمانين عاماً أتفحصها لأفتش عما يمكن أن يخيف هذا النظام الذي وضعنا أنا الأستاذ الجامعي في عمر الستين وأمي في الثمانين في ورطة من هذا النوع».
    قصة زميلنا انتهت عند امتثاله للنظام، أو ربما أن أخاه سكت عن تجاوزه فلم يشتكه بأنه يفسد أمه ويخرجها في سفر خارج المملكة من دون إذنه، فهذا بالضبط ما حدث مع الرجل الذي أعلنت «الحياة» عنه بأن المحكمة الجزائية في الرياض تنظر في قضية تهريب «مواطنة» إلى أميركا من دون إذن زوجها!
    الخبر يشي بقضية تهريب سيدة، لكن في التفاصيل حيث تكمن الشياطين -أعاذنا الله منها- تكتشف أن هذه السيدة هي أم لديها أبناء يدرسون في أميركا، يعني بلغوا العشرين عاماً، وأن الشيطان الكبير الذي ضحك عليها وهربها إلى أميركا هو أخوها، والسبب الشيطاني الذي هربت من أجله كان كي تزور أبناءها المبتعثين. والواضح طبعاً من الخبر أن هؤلاء الأبناء ليسوا أبناء الزوج المشتكي بل هم أبناؤها من زوج آخر. هل هذا آخر شيطان يخرج علينا من القصة؟ طبعاً لا، فالشياطين لا تهرول عبثاً، والقصة تقول، أو توحي من رؤوس شياطينها أن الزوجة تقيم مع أخيها ويبدو أن العشرة بينها وبين زوجها متعذرة، كما ولا شك أنها غير قادرة على أن تحصل على الطلاق، لأن الرجل الذي اشتكى أخاً تسافر معه أخته لن يهديها الطلاق هكذا بسهولة، بل سيستخدم حقه المطلق بالطلاق وسيمرمر حياتها، وإن كانت بنت أبيها فلتطاولْه.
    الواضح أن الأخ غاوي تهريب، فهذه ليست المرة الأولى التي هرَّب فيها الأخ أخته فقد هربها من قبل إلى دبي، وهذه المرة طالت خطاها فهرَّبها إلى أميركا، لاحظوا أن التهريب في لغة أخرى سفر، ويأتي في لغة أخرى تهريب.
    الزوج الذي اشتكى الأخ يقول إن الأخ استغل جهل الجوازات، فأخته بعد طلاقها الأول احتفظت بوضعها مطلقة ولم يسجل زواجها الثاني حتى يتم نقل الملكية له، هذه تحتاج شرحاً لكن ليس وقته الآن. المهم أن هذا الأخ الشيطان ضحك على الجوازات وعلى الزوج وهرَّب أخته التي يبدو أنها تقيم معه منذ وقت. الله أعلم ماذا سيصدر في حق المهرِّب والمهرَّبة في المحكمة الجزائية، هل يسجن الأخ أم سيلاقي تهمة كبيرة سمعنا بها من وقت قريب استخدمها أحد القضاة ضد مساعدة زوجة؟ هذه التهمة اسمها «التخبيب»، وهي إفساد الزوجة على زوجها. أما منذ متى كانت المرأة كيساً من الحجارة تنتقل من ملكية الأخ أو الأب إلى ملكية الزوج فيصبح سفر المرأة مع أخيها من دون موافقة الزوج مشكلة قانونية ينظر فيها القضاء ويعاقب عليها وليست مشكلة عائلية تحل بالتراضي وكل ينام على الجنب اللي يريحه، فهذا حدث مراراً عندنا، ولو أخذتكم إلى أكثر الصور الحالكة التي تجلى فيها أوسع أشكال ملكية الزوجة لزوجها في قضائنا، فهي أن الزوج إذا قتل زوجته عمداً مثلما فعل زوج القتيلة السعودية «دليل» التي كتبت عنها الصحافة، فلن ينال سوى 12 سنة سجناً، وحين تقتل الزوجة زوجها تنال الإعدام من غير كلام. لذا تعوذوا من الشيطان ولا يوسوس أخ لأخته بأن يسافر بها كي تزور أبناءها حتى لا يجدا نفسيهما في الجزائية.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - اجتهدتْ دبي... فنالت النصيب

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 22:52

    ربما - اجتهدتْ دبي... فنالت النصيب
    بدرية البشر
    السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣
    يوم الأربعاء الماضي تابع العالم شاشات التلفزيون، وتجمع جمهور كبير حول برج خليفة وسط مدينة دبي يشاهد على شاشة عرضٍ كبيرة نتائج المسابقة. شخصت الأبصار تتابع على مدى أربع ساعات نتائج مكتب المعرض الدولي العالمي في باريس، إذ اجتمع 168 سفير دولة، كي يختاروا المدينة الفائزة باستضافة معرض إكسبو 2020 في عملية معقدة وطويلة على مدار ثلاث جولات. وما أن انطلقت المسابقة حتى كانت دبي تتقدم المدن الأربع بفوارق هائلة ونسبة نجاح كبيرة، ففي الجولة الأولى حصدت 45 في المئة من الأصوات، ثم انتهت في الجولة الثالثة بـ77 في المئة، في مقابل 29 في المئة للمدينة الروسية، وهو ما يعني فوزاً ساحقاً.
    من نافذتي استطعت سماع الصيحات التي انطلقت من بطون بيوت دبي فرحاً، والناس من قناة «دبي» تهنئ باللغتين العربية والإنكليزية من كل الجنسيات هذه المدينة المجتهدة التي فازت.
    استعدّت دبي لكلتا الحالتين: فوزها وخسارتها، فتحزمت بألعابها النارية من برج خليفة وفي الساحات في حال فوزها، وفي حال خسارتها تجهزت بأخلاق الفروسية بخطاب تهنئ فيه الفائز إن كان غير دبي. لكنني كنت أقرأ في الوجوه التي تعمل مثل النحل منذ بدأت الترشح أنها واثقة من الفوز وتصرّ عليه، مثل تلميذ ذاكر جيداً وشعر بأن التوفيق حليفه.
    فازت دبي في الحصول على معرض إكسبو عام 2020، ومنذ اليوم وحتى سبعة أعوام مقبلة ستعيش دبي ما سمّته «إكسبو لايف»، أي (حياة إكسبو) الذي ستعمل من خلاله على إشاعة الوعي الثقافي، من أجل الاستفادة من فرص إقامة هذا المعرض الذي سيبدأ في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 حتى نيسان (أبريل)، وهو الوقت الذي يكون فيه الطقس في أجمل حالاته. حتى 2020 سيكون الخط الأحمر من مترو دبي وصل إلى أرض المعارض، كي يتمكن الجميع من الوصول إلى معرض إكسبو من خلال المترو، فأشهر ما تميزت به دبي في ملفها الذي تقدمت به للمسابقة هو حصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في جودة الــــطرق، وفقاً لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس) لعام 2013-2014، كما احتلت المرتبة الأولى إقليـــمياً والـ11 عالمياً في مجال جودة البنية التحتية لوســائل النقل، وفقاً للتـــقرير العــالمي لتــمكين التجارة 2012 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا.
    دبي سعيدة بحصولها على هذه الفرصة، فعلى مدى تاريخ تنظيم معارض إكسبو الدولية منذ 150 عاماً لم تتم استضافة أي منها من قبلُ في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرقي آسيا.
    دبي سعيدة بالفوز الذي منحها فرصاً تجارية وثقافية واقتصادية، إذ تتوقع أن تصل العائدات المالية لدبي من استضافة «إكسبو 2020» إلى أكثر من 139 بليون درهم (نحو 28,8 بليون يورو)، كما سيسهم هذا المعرض في خلق نحو 280 ألف فرصة عمل في الإمارات، ويحافظ على استدامة 1.4 مليون وظيفة إقليمياً في الفترة من 2013 إلى 2021، كما سيوفر فرص عمل لمن يقطنون خارج الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يؤدي إلى نمو المنطقة بسواعد شابة ونشيطة.
    ستتيح استضافة «معرض إكسبو الدولي 2020» في دبي لزواره سهولة أكبر في الوصول إليه من مختلف أنحاء العالم، كما سيشكل فرصة مهمة للشباب في الإمارات والمنطقة عموماً لتبادل الآراء والتعلم من الآخرين والمساعدة في بلورة مستقبلهم المشترك. وتتوقع دبي أن يستقطب المعرض 25 مليون زائر على مدار ستة أشهر، وسيكون حوالى 70 في المئة منهم قادمين لزيارته من خارج الإمارات.
    دبي تستحق الفوز، فقد أنفقت حكومتها في الأعوام الستة الماضية أكثر من 70 بليون درهم لتطوير بناها التحتية عالمية المستوى في قطاع الطرق والمواصلات، وخصصت 100 مليون يورو لمساندة مشاريع «إكسبو لايف» المختلفة، التي بإمكانها توفير حلول جديدة للتنقل والاستدامة والفرص، وسيكون التقديم متاحاً للجميع من كل البلدان. وتستحوذ دبي على 80 في المئة من المعارض المقامة في المنطقة التي تشمل المنطقة العربية والخليج وبعض المناطق في آسيا. دبي اجتهدتْ ولكل مجتهد نصيب.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty العنف بعد الساعة العاشرة!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 22:53

    العنف بعد الساعة العاشرة!
    بدرية البشر
    الإثنين ٢ ديسمبر ٢٠١٣
    صرح مصدر مسؤول ضمن خبر القبض على شبان متحرشين أنهم سيحققون في قضايا التحرش ولا يستعجلون في الحكم، لأن الفتيات أحياناً يكن السبب في التحرش، وفي هذه الجملة دلالات نسبية، فبحسب المتحدث يكون أحياناً وضع الأصباغ الملونة على أصابع الفتاة إثارة للشبان ودعوة سافرة لتحرشهم بها، وعليه فإن كل فتاة تكشف عن عينيها أو عن وجهها أو تلبس عباءتها بطريقة غير مألوفة في المنزل، أو تخرج لتناول الغداء مع زميلاتها في مكان قريب من عملها كما حدث مع فتيات الخبر، مدعاة لئلا تلوم الفتاة إلا نفسها إذا ما تحرش بها الشبان، هذا المفهوم للعنف يؤكده تصريح جاء على لسان رئيس محكمة الاستئناف يقول فيه إن خروج المرأة للسوق أو العمل هو أحد أسباب تعنيفها. ولكننا لا نفهم أن المرأة التي تجلس في منزلها ستكون بمأمن عن العنف، لأن دار الحماية أكدت عبر تصريح لها أنها لا تستطيع أن ترد على طلب الحماية للنساء اللاتي يتعرضن للعنف في منازلهن بعد الساعة العاشرة ليلاً، مما يعني أنه حتى النساء اللاتي يجلسن في منازلهن هن عرضة للعنف، وإذا ما تعرضن له بعد العاشرة ليلاً فإن وزارة الشؤون الاجتماعية حتى اليوم لا تستطيع أن توفر لهن الحماية بعد العاشرة، من دون إلزام الرجال الذين يعنفون زوجاتهم أو أبناءهم بأن يتوقفوا عن العنف بعد العاشرة. بعد كل هذه التصريحات التي جاءت من مصادر «مسؤولة» فهمنا أن النساء هن في مجرى سيل للعنف المبرر سواء داخل المنزل أم خارجه، وتبريره يأتي على «كيف» و «مزاج» الرجل سواء كان مسؤولاً أم شاباً يسير في الشارع، فإذا قابل فتاة تضع كحلاً في عينيها أو صبغاً على أظافرها فهو من يقرر إن كانت تستحق العنف أم لا؟ نسيت أن أقول لكم إن التوقيت أيضاً مهم في العنف، فخروج المرأة في المساء يختلف عنه لو خرجت في الصباح، لكن حتى هذه مسألة فيها وجهة نظر بالنسبة إلى بعض التفسيرات، وإذا خرجت الفتاة في فترة ما بعد الظهر لمركز تجاري تتناول الغداء مع زميلاتها ومر بهن شبان فهن يستحققن العنف، أما بحسب رئيس محكمة الاستئناف فهذا كله ليس كافياً، بل إن خروجها من المنزل بحد ذاته للعمل أو السوق مبرر لتعرضها للعنف، وبالنسبة إلى بعض رجال الشرطة فإن المرأة إذا كانت زوجة وجلست في المنزل وتعرضت للعنف فهو رجل يؤدب زوجته.
    المفارقة التي دائماً تأتي علي بالي، هي لماذا إذا اشتكت الزوجة زوجاً يضربها عند الشرطي الذي ينظر إلى شكواها على أنها مشكلة عائلية وليست قانونية، لكنها إذا ذهبت لأخيها واستعانت به، وجاء وضرب زوجها حينها تتدخل الشرطة وتعتبر الأمر جناية، بمعنى أن عراك رجلين مهما كانت درجة قرابتهما هو ضرر يمنعه القانون، لكن لو وقع هذا الضرر على امرأة، فإن المسألة تدخل في حيص بيص فلسفي تتداخل فيه المسؤولية مثلما تتداخل في سؤال من الأول البيضة أم الدجاجة؟ ولا تعجب أن تجد في قضية اغتصاب فتاة أن تحمل هي جزءاً من المسؤولية.
    وضع الشاب خارج حدود المسؤولية الدينية والأخلاقية والثقافية أمر لا يضر الفتاة وحدها بل ويضر الشاب نفسه، فالمرء مسؤول عن أفعاله مهما كانت المحرضات الخارجية، فالله سبحانه وتعالى يضع الذكر والأنثى على مستوى واحد من المسؤولية، فأنت لا تقتل لمجرد أنك وجدت محلاً يبيع السكاكين، ولا تسرق لمجرد أن الحارس كان نائماً. لكنك إذا وجدت امرأة ضعيفة أو وقعت عينك على ما تظن أنها مدعاة لإثارتك فإنك تصبح خارج الحكم. الغريب أن هذا الشاب السعودي المنفلت الذي يعتبر أن عيناً كحيلة لفتاة سعودية أو ظفراً مصبوغاً مدعاة للإثارة في بلاده، لا يكون هو نفسه حين يرى نساء شبه عاريات في شوارع مدينة لا تبعد ساعة عن بلاده بالطائرة، فهو يعرف جيداً أن التحرش بالنساء ليس خياره الشخصي، بل هو قانون يلتقطه منذ أول استغاثة ويرمي به في غياهب الجب. لهذا يرتدع، ونحن هنا خدمنا الشاب لأننا وفرنا عليه صراعاً أخلاقياً وفكرياً حين يرى كل فتاة، فلا يسأل نفسه هل يتحرش بها أم لا؟ لذا فإن تطبيق قوانين منع العنف ضد النساء لا ينقذ فقط النساء بل والرجال أيضاً، وطالما أن قضاءنا ومسؤولينا يقدمون مصلحة الرجل على مصلحة المرأة، فدعونا نتحرك من هذا المنطلق احموا الرجال وامنعوهم من التحرش بالنساء، حرام يضيع مستقبلهم.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - ابدأوا بالمعروف... «اعملوا معروف»!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 22:57

    ربما - ابدأوا بالمعروف... «اعملوا معروف»!
    بدرية البشر
    الأربعاء ٤ ديسمبر ٢٠١٣
    قرأت خبراً نشرته صحيفة «عكاظ» ولم أفهمه جيداً، فهو يقول إن هناك شباباً أطاحت بهم الشرطة، ساعدوا فتاة على الفرار من أيدي رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. احتجت أن أفهم من له علاقة بمن. ومن ساعد من؟ فإذا بالخبر يحوي صورة لولاها لكنت طويته على رغم ما فيه من مضايقات وتجاوزته، فالصورة التي نشرت تبيّن فتاة تلبس عباءة من رأسها حتى أخمص قدميها، وتضع نقاباً على وجهها وهي تهرب ومن خلفها رجال يركضون. الخبر يشير - كي نفهمه جميعاً - إلى أن رجال الهيئة دهموا سيارة شاب متوقفة أمام مركز تجاري، بسبب وجوده مع فتاة، والفتاة كما عرضت الصورة تلبس ثياباً أكثر من محتشمة، فقام بعض الشباب الذين حضروا في المكان بتحريرها من رجال الهيئة ثم هربوا، لكن المسألة لم تنته، إذ استعان رجال الهيئة برجال الشرطة لاحقاً، وكما قال الخبر بالنص: «تمكنت الشرطة من الإطاحة بهم بعد عملية بحث وتتبع للجناة».
    الخبر يحوي جملاً تليق بتجار مخدرات وقتلة وتفجيرات، لكن الجناية هنا لا تتعدى خبر فتاة وجدت مع شاب في سيارته أمام مركز تجاري، وتم القبض عليهما. أعرف أن وجود فتاة مع شاب غريب في سيارة أمر لا يوافق عليه مجتمعنا المحافظ، لكنني أنظر للمسألة من منطلقها الإسلامي والأخلاقي والشرعي الذي ندعي نحن أننا أصحابه، وعن منهج انتهاك حرمات الناس وممتلكاتهم بحجة الإصلاح وإنكار المنكر. ماذا لو ترتب على إنكار المنكر عشرات المنكرات؟ وأدى لظلم الناس وتسبب لهم بالأذى والفضيحة؟ ففي صحيفة «عكاظ» نفسها نشر خبر عن توقيف رجل هيئة يزوّر محاضر قبض ودخول منازل من دون إذن، فهل هذه حماسة لإنكار المنكر بالوقوع في ما هو «أنكر» منه؟
    قد يقول البعض إن دهم سيارة شاب يواعد فتاة هو إصلاح، لكن ماذا عن مئات السيارات والبيوت التي دهمت؟ وما وجدوا فيها غير أزواج شرعيين تعرضوا للمهانة والتعدي على حرمتهم؟ فقد التقيت موظفاً في أحد المستشفيات تحدث مع زوجي في معرض حديث طويل عن مضايقات الهيئة، فأخبرنا أنه خرج مع زوجته الحامل من المستشفى وركبا السيارة، فاعترضت طريقهما سيارة هيئة الأمر بالمعروف في الشارع المزدحم، لتوقفه وتسأله: «من التي معك»؟ يقول: «منعت نفسي بالقوة من الشجار معهم، وكتمت غضباً جعل الدم ينز من لثتي»! فهذا الرجل منع نفسه ولحقه الضرر، فماذا يمكن وصف هذا الفعل الذي لحقه؟ أهو منكر أم معروف؟
    شاب آخر يعمل مع زميلة له في مكان مختلط، وفي يوم ماطر تعطلت سيارتها فطلبت منه أن يوصلها، يقول: «ما كادت أن تركب معي حتى وجدت رجال الهيئة يضربون سيارتي ويحيطون بنا ويأخذوننا في شكل مهين إلى مركزهم، ويتصلون بأهل الفتاة الذين يعرفون سلفاً أننا نعمل سوياً، ويحتجزون هواتفنا يومين كاملين، ويفتشونها ويسأ‍لونني لِمَ يجدون فتيات من المتابعين لي في حسابي عبر «تويتر»؟ - من باب النكتة أكيد -
    هل هذا هو المعروف؟ أن تلاحق هيئة رسمية الناس وتدخل في تفاصيلهم بحجة إصلاحهم؟ أين تقع مسؤولية الفرد الشخصية، وضميره الأخلاقي؟ والأهل؟ والشارع؟ وعلى ماذا سيحاسب الله الناس تالياً إن كانوا لا يصلُحون إلا بوجود من يصلحهم رغماً عنهم؟ هل تكون الفضيلة فضيلة بالقهر والمنع؟ هل لدينا الحق في أن نفتش في مركبات الناس وبيوتهم حتى ولو زوَّرنا أذونات التفتيش، أو اعتمدنا على بلاغ من عيون المتعاونين مع الهيئة مهمتهم التجسس على الناس، والتلصص عليهم، والإبلاغ عمّا يرونه مريباً، فيُقدَّمُ الشك على حسن النية؟ ماذا لو كانت 20 في المئة من هذه البلاغات صحيحة في أحسن الأحوال؟ أين تنتهي الـ80 في المئة المتبقية من البلاغات الخاطئة؟ هل يجوز لأي هيئة تظن أنها تحمي الأخلاق أن تفرض على الناس حصاراً مريراً من هذا النوع، قد يؤدي إلى أن تجد شباباً يرفضونه في الشارع أو يتعاطفون مع الفتاة، فيجدون أنفسهم في معرض خصام مع رجال يفترض أنهم حراس الأمن والسلام في الشارع؟ المجاهرة بالمعصية هي حدود النهي والإنكار، لا البحث عن المعاصي داخل مركبات خاصة، وبيوت خاصة، وممتلكات خاصة، وإن كان هذا غريباً على مسامعكم فإن من الغريب أن نظن أن مجتمعاً قبلياً وذكورياً يقبل بأن يجد نفسه ذات يوم في معرض تفتيش يسأل فيه الرجل أن يثبت أن التي معه في سيارته هي زوجته أو أمه أو أخته، وإن لم يجد معه ما يثبت فيسألون كلاً منهما على حدة، ما لون ثلاجتكم؟ وما أسماء إخوتكم؟ من دون أن يكون هناك ما يثير في المشهد. بعض الوقائع قادت إلى مآسٍ، وآخرها مقتل شابين في اليوم الوطني قبل أشهر، ولم يكن معهما فتاة بل نشيد وطني صوته عالٍ، وقبلها مقتل رب عائلة طورد بسبب صوت «مسجلة» تبث نشيداً دينياً، وهذا دليل على أن هذا النهج لا يؤدي إلا إلى رفضه، والشباب الذين حرروا فتاة من أيدي رجال الهيئة - لدرء الفضيحة عنها - لم يقوموا بتحرير تاجر مخدرات، لكنهم أوقعوا أنفسهم في ورطة قانونية.
    سمعنا أن شعار الهيئة هو «النهي عن المنكر بلا منكر»، جربوا هذه المرة أن تبدأوا بالمعروف، «اعملوا معروف»!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - تصرَّفي كسيدة... فكري كرجل!

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:47

    ربما - تصرَّفي كسيدة... فكري كرجل!
    بدرية البشر
    السبت ٧ ديسمبر ٢٠١٣
    لا يقصد ستيف هارفي الممثل الكوميدي المعروف بهذا العنوان الذهبي - على كتابه الذي باع منه الملايين - أن تفكر المرأة مثل الرجل في مجمل حياتها، لكنه يقول حين تقابلين رجلاً أو تحبــــين رجلاً أو تتـــزوجين رجلاً فإن عليك أن تفهمي كيف يفكر، وألا تنتظري أن يتصرف معك مثل صديقة عمرك. لا تنتظري حين تبكين أن يمد لك منديلاً أو يمسح دموعك، لأن النساء وحدهن من يتصرفن هكذا. يعتبر موضوع العلاقات بين الرجل والمرأة موضوعاً مغرياً ومثرياً للكتابة والبيع، وأظن أن ما زاد في جعله أكثر نجاحاً هنّ النساء اللاتي يعشن في مجتمع الرجل، الذي يضع هو فيه القواعد والمرأة تتبعها.
    المرأة تحاول أن تحل لغز الرجل، لكن الرجل يرمي كلمته الأخيرة متكاسلاً - وربما عازفاً - عن فهم المرأة فيقول: «المرأة لغز كبير». تحاول هي حلّ مسألة كونه لغزاً، وتبقى هي اللغز.
    ستيف هارفي الكوميدي الساخر الذي يقدم برنامجاً إذاعياً يعتمد على مساعدة النساء الحائرات في القبض على الرجل وفهمه، لخّص تجربته في كتابه الذي صدر بالإنكليزية بعنوان: «تصرفي كســـيدة فكري كرجل»، وفيه يقدم شـــرحاً بسيطاً عن كيف يفكر الرجل الذي هو بالضـــــرورة الثقافية يختلف عن تفكير المرأة، فهو مثــــلاً لا يفكر في الزواج قبل أن يثبت نفسه ويضع قدمه على طريق كونه رجلاً في مجتمع يعتبر الرجل الراعي الوحيد للعائلة، بيــنما كل ما يشغل الفـــتاة حــــين تقابل رجلاً هو أن تفوز به في علاقة زواج، وتنجب منه أطفالاًَ.
    حتى لو اختلفنا مع ستيف هارفي، إلا أنه على الأقل لم يفعل كما يفعل بعض المؤلفين عادة، ولم يزد الأمر تعقيداً، ولم يزرع طريق المرأة بالألغام والألغاز، بل على العكس وضع على الأقل مادة تشرح كيف يفكر الرجال؟ وإن كنتِ تريدين أن تفهمي كيف يفكر الرجل، وفق وجهة نظره. وهكذا تصبح وجهة نظره أسهل، بل تصبح أنجح وأكثر مبيعاً، فقد حقق كتابه الأعلى مبيعاً في ٢٠٠٩، لأن من يشرح نفسه، ليس مثل من يشرح الآخر ويحكم عليه!
    فكري مثل رجل قد تكون نصيحة مفيدة، لأن الرجل يُعمل عقله وفق قواعد تراكمت من خلال سياق تاريخي طويل، ولست أنتِ من وضعها، لكن لو حاولنا أن نشرح للرجل يوماً لغز المرأة، فهل سنقول: «تصرَّف كرجل.. وفكر كامرأة»؟

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - ليس كل النساء حريماً

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:48

    ربما - ليس كل النساء حريماً
    بدرية البشر
    الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٣
    ينتشر كثير من السمات السلبية بين الرجال، لكنها تنتشر بين الحريم أكثر، وسأقف لأبيّن للمرة الألف أن هناك فارقاً بين النساء والحريم، فالحريم هي ثقافة تعيش فيها النساء ويعززها المجتمع عبر مؤسساته ولا ينجو منها ألا من رحم ربي، لكن ليس كل النساء حريماً، وليس كل الحريم نساءً أيضاً، فهناك ذكور تجدهم أسوأ من الحريم.
    لم أفهم كثيراً «سيكولوجية الحريم» إلى أن تنبّهت لتصرف بعض الطفلات الصغيرات، فوجدت أن كثيراً من تصرفاتهن أشبه بتصرفات الحريم ذاتها، لأصل إلى فرضية أن الحريم هن طفلات، مما يعني أن النمو العاطفي والذهني للحريم لم يتطور وبقي عند سن الطفولة، لهذا يحار الرجال في فهم الحريم حين تندفع في وجوههم انفعالات امرأة، إن حباً أو حنقاً أو دلالاً أو غيرة أو سوء فهم. وعدم النضج العاطفي عند النساء ليس طبعاً أصيلاً، ولا عيباً خلقياً ولا ذهنياً ولا جينياً، لكن تشكيل عقول النساء عبر التاريخ مرّ بحالة ثقافية تشبه تلك التي مرّت بها أقدام النساء في الصين، فمن أجل إبقاء أقدام النساء صغيرة في الصين قديماً كشكل متعارف عليه ضمن معايير جمال المزاج هناك، فإنه كان يلزم كل أم أن تضع قدم طفلتها وهي رضيعة في قالب صغير كي تمنع نموها فلا تكبر، والنتيجة تكون في العادة على مقاييس المجتمع، قدماً صغيرة جميلة لكنها مشوهة علمياً وتتسبب بآلام لا تنتهي في حياة النساء، خصوصاً حين يتقدم بهن العمر، وقد قرأت مرة عن سيدة صينية تحررت من هذه الذهنية فلم تضع قدم طفلتها الرضيعة في قالب، ما وفّر للفتاة التمتع بقدم طبيعية في حياتها، لكنها واجهت موقفاً اجتماعياً صعباً حين تقدم شاب لخطبتها فقامت أمه بفحص قدم الفتاة فوجدتها كبيرة على عكس مقاييس الجمال الصيني المطلوب، فامتعضت وظهرت على وجهها علامة الاشمئزاز وهي تنظر إلى القدم الكبيرة ورفضت العروس لابنها فوراً، ما جعل الفتاة تتمنى لو أن أمها لم تحرر قدمها من هذا التشوه بل وغضبت منها لأنها دمرت مستقبلها. وكذلك حدث مع سيدة سودانية لم يعرضها أهلها للختان في صغرها، لكنها حين تزوجت لم تستطع الصمود أمام سخرية وهزء مجتمع الحريم، اللاتي رحن يعايرنها وينتقصن من أنوثتها غير المختونة، فقامت هي بإرادتها بإجراء عملية الختان.
    هذا بالضبط ما تتعرض له عقول النساء لدينا، فيكفي أن تفتح كتاباً في القراءة العربية يدرَّس في مدارس البنات كي تجد أن منهجاً يحوي من التلقين الذهني ما مفاده أن المرأة ناقصة عقل، وعاطفية، وناقصة الأهلية، بل ستجد أيضاً في أحد كتب الفقه التي تدرس للفتيات ما يصف الأنثى بأنها كائن يصاب بالجنون حين تحمل، أو بنصف الجنون حين تصاب بالدورة الشهرية، منقولاً من أحد شيوخ الحديث المشهورين.
    هذا الكلام لم يرد في حق أم المؤمنين عائشة الفقيهة والعالمة، التي قال عنها الرسول: «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء»، ولا في حق أم المؤمنين أم سلمة، حكيمة نساء عصر الرسالة المحمدية، ولم نجده في سيرة نساء مثل ميركل رئيسة ألمانيا ولا تاتشر ولا كوندوليزا رايس، ولا نعرف كيف تجاوزن جنونهن إلا لأنهن لم يلقّنَّ به.
    ومثلما توضع الأقدام في قوالب كي تبقيها صغيرة ومشوهة في الصين، كذلك تم وضع نفوس النساء وعقولهن في قوالب كي تبقى غير ناضجة وغير متفاعلة مع الحياة الواسعة العريضة، فالحياة ليست عقلاً فقط بل خبرة وتجارب.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - مهرجان دبي السينمائي والمحطة الصحيحة

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:49

    ربما - مهرجان دبي السينمائي والمحطة الصحيحة
    بدرية البشر
    السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
    في كل مرة أحضر فيها مهرجان دبي السينمائي، لا أنظر إليه إلا في دائرة ما يمكن أن يحققه مهرجان خليجي من تأثير في بيئة لا تصنع السينما، أو بما يثيره من أشجان مشاركات السعوديين الذين جاؤوا من بلاد بلا سينما. وغالباً كانت هذه هي الفكرة النمطية التي دارت حول بداياته منذ 10 أعوام، حتى وصلت يوم الأربعاء الماضي متأخرة بعض الشيء عن وقت دخول الناس للفيلم الهندي «لونش بوكس» أو «علبة الغداء»، وقد أخذ الناس مقاعدهم، ما هيأ لي لحظة دخولي النظر إلى قاعة سينما تتسع لحوالى 1800 شخص تقريباً، وبالكاد وجدنا فيها مقعدين. لقد كانت القاعة مصطكة عن آخرها، وهذا عادة ما يحدث في كل مرة أحضر أفلام مسابقات المهر الآسيوي والأفريقي أو الجوائز الأخرى، فإن لم تحجز تذكرتك قبلها بأيام فإنك ستجد طابوراً طويلاً قد يسمح لك بالدخول بعد بداية الفيلم بدقائق إن كنت محظوظاً، أو يعتذرون لك بأن القاعة امتلأت، لأن المهرجان استطاع طوال 10 أعوام التأكيد أن ذائقته رفيعة ومنوّعة تضمّ أفلاماً من كل بلدان العالم، ولن تحظى بمشاهدة فيلم لأمهر صانعي السينما إلا في مثل هذه المهرجانات، ومن كل بلدان العالم، أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا والهند وكوريا والصين وباكستان والبلاد العربية، فالفيلم الهندي «لونش بوكس» الذي شاهدته لم يكن من الأفلام النمطية الهندية المعروفة بالرقص والغناء، بل هو فيلم بلغة إنسانية عالمية ولكنه هنديّ محض، وليته يتسنى لي الوقت لأكتب عنه، لكنه مثلما ابتدأ بزوجة تحاول تحريك شهية زوجها بوضع توابل في طعامه، كان مهرجان السينما الدولي بدبي هو حقاً توابل أضافتها دبي إلى أنشطتها التي اشتهرت بها من سياحة وتجارة ونقل.
    الأفلام التي تدخل مسابقة المهرجان تتمتع بمعايير عالمية وعالية جداً، إذ لا تندم أبداً على حضور واحد منها، ولو توافرَ لك الوقـت - وغـالباً لن يكـفيـك لمـشــاهدة ما أردت - لأصـبت خلال الأسابيع الأولى من المهرجان بنزلة برد تمنعك من مواصلة المشاهدة بسبب جلوسك ساعات طوالاً في الصالات الباردة.
    هذه الأفلام من كل أنحاء العالم تطمح إلى شيء أعلاه التميز والجائزة، وأهمه التواصل الثقافي والإنساني، وهذا بالضبط ما تحققه السينما في كل العالم، إذ إنها لغة جديدة بين شعوب وقبائل ليتعارفوا ويتواصلوا، وعبر صورة شفافة تحدث أثراً وتوقظ مواجع أو ابتسامات أو ضحكاً، وتترك في نفسك أثراً معرفياً. هي تقدم لك شعوباً تختلف عنك في التفكير والمعاش، لكنها تجمعك بهم عبر وحدة إنسانية لتكتشف أن الإنسان هو الإنسان في كل مكان، يحب ويشتكي ويعاني ويلهو أيضاً، فكل الحاجات البشرية متشابهة وكذلك الأوجاع.
    مهرجان دبي السينمائي في عامه العاشر أثبت أنه تفوق على كل التوقعات والتنظيرات والرهانات التي قالت إن مدينة لا تصنع السينما قد لا تنجح في إقامة مهرجان دولي للسينما سنوياً، لكنها راهنت على سحر السينما، وهو سحر إنساني ينجح في أي مكان تزرعه، منذ تعرَّف الإنسان على لعبة الخيال والظل والعرائس وصندوق الدنيا، فصنع منها حكاية مشتركة بين البشر. في مهرجان سينما دبي الدولي سيأخذك العجب وأنت تمشي سواء على سجاده الأحمر أو تشاهد بعض ضيوفه ورواده الذين بلغوا الآلاف، فتظن أنك في مكان آخر لا يقل عن «كان» أو «البندقية». لا يهمني بماذا يميّز النقاد مهرجان دبي عن مهرجانات أخرى أكثر عراقة، فأنا أتحدث هنا بعين المشاهد والمتذوق لأدرك وأنا أحضر المهرجان على مدى أعوام أن مهرجان دبي السينمائي برهن على نجاحه في سوق المهرجانات العالمية السينمائية بطريقة تشبه دبي التي أرادت أن تكون «كوزمبوليتية»، مدينة لا تنحاز لأحد، لكنها لا تفرط في هيئتها الشخصية.
    يقول بطل الفيلم الهندي: «القطار الخطأ يوصل إلى المحطة الصحيحة»، ومثلما ظن كثيرون أن مهرجان سينما دبي كان قطاراً خاطئاً، فها هو يوصلها إلى المحطة الصحيحة، محطة التميز والكسب وإشاعة الرفاهية في الفن السينمائي.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - «قاصرة» في الحقوق... «راشدة» في العقوبة!

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:54

    ربما - «قاصرة» في الحقوق... «راشدة» في العقوبة!
    بدرية البشر
    السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣
    ذهبت إلى أحد المصارف في دبي لأفتتح حساباً فرعياً من حسابي لابنتي التي كبرت، لأضع لها مصروفاً شهرياً لكي تعتمد على نفسها وتضبط مصاريفها بحسب سعتها. لكن موظف المصرف أخبرني أنني غير مخوَّلة لفتح حساب لا‍بنتي تحت سن الـ١٨، وأن والدها فقط هو الذي يستطيع أن يفعل ذلك، فأخبرته أنني أريد أن أضع نقوداً لابنتي لا أن آخذ منها، فقال «ولو»، لا بد من والدها.
    إذاً الأم ليست شريكة في الوصاية على أبنائها حتى وهي تعيش مع زوجها في بيت واحد وتربي الأبناء! تذكرت شكاوى النساء التي طالما سمعتها في حالات الطلاق أو الترمل، وعن إرغامهن على أن يكنّ تابعات لأحد الأبناء أو لوالد أو أخ أو خال لينهي لهن حاجاتهن في المحكمة والمستشفى والمطار، وقد تحتاج المرأة إلى ابنها لرفع شكوى إلى قاضٍ أو تستخرج وثيقة رسمية أو تفتح ملفاً في مستشفى. وحتى في دبي احتجت موافقة زوجي لاستخرج رخصة قيادة سيارة، الغريب أنهم يخاطبونني أنا عند دفع المخالفات!
    المرأة في نظر النظام الفقهي ليست عاقلة ولا راشدة، وليست وصية على نفسها ولا على أبنائها، وعلى رغم هذا فهي تطبب الناس وتدرسهم وتربي أبناءهم وتدقق حساباتهم في المصارف! حسناً، لن أسأل من أين جيء بهذا الفهم، فهذا غير مهم الآن. خرجت من المصرف أضحك من هذا العالم الذي يختلف على كل شيء، لكنه يُجمع على تقييد المرأة من يديها، ثم يقول إنها أسعد امرأة في العالم.
    حين خرجت من المصرف وجلست أقرأ الصحف، وجدت خبراً غريباً في صحيفة «عكاظ» السعودية يقول: «إن قاضياً حكم بالسجن عامين و200 جلدة على شاب اغتصب طفلة عمرها 14 عاماً، فحملت وأنجبت منه طفلة سفاحاً»، وعلى رغم أن أهل الطفلة كانوا يعتمدون على هذا الشاب في قضاء حاجاتهم، وإيصال ابنتهم للمدرسة، إلا أن القاضي رأى أن وجود الفتاة معه في منزله أثناء ارتكاب الجريمة، وعلم أهلها بخروجها معه، سببان لتخفيفه الحكم، فمن قال للفتاة أن تذهب معه لبيته؟ وهكذا حصل الشاب الذي خان الأمانة وغرر بالطفلة واستدرجها واغتصبها وحملت منه طفلة على حُكم مخفف! هل لاحظتم العدل لدى القضاء؟ فحين تكون الأم بالغة راشدة تكون ناقصة وغير مسؤولة وغير مخوّلة بالوصاية على نفسها وأولادها وتحتاج إلى وصيّ، لكنها تتحمل المسؤولية كاملة والعقوبة، حتى وإن كانت طفلة عمرها 14 عاماً!
    لا تظنوا أن السبب في هذا الحكم القضائي هو ليونة في القلب وبعد عن الغلظة، فالأمر اختلف تماماً حين وجد القضاء أن شباباً رقصوا عراة في شارع، ثم هربوا فتم القبض عليهم ومعاقبتهم، وصدرت في حقهم أحكام قضائية بالسجن 10 أعوام وألفي جلدة. الرقص عارياً في شارع ليس مثل التغرير بطفلة واغتصابها، وانتهاك حرمة الشارع أكبر عند القاضي من انتهاك حرمة إنسان، والطفلة تستحق ما حلَّ بها لأنها وجدت في المكان برضاها. وهكذا نصل لخلاصة تقول: «إن الأنثى في بعض الأنظمة قاصرة في الحقوق راشدة في العقوبة».

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - ملك الرمال وملك البعث!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 8 يناير 2014 - 9:12

    ربما - ملك الرمال وملك البعث!
    بدرية البشر
    الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣
    ظهر فيلم سينمائي للمخرج السوري الشهير نجدت أنزور باسم «ملك الرمال»، واختار عرضه في بريطانيا، وعلى رغم أنني لم أشاهد إلا بعض المقاطع حتى الآن، لكن الظروف التي خرج فيها تشير إلى أنه عمل مسيّس أكثر منه فيلماً سينمائياً، وقال أنزور في وصفه للفيلم: «إنه يقدم شرحاً لجذور فكرة الإرهاب الذي انتشر في العالم ومن الفكر الوهابي الذي تسبب في خلق الجماعات العنيفة»، وعلى رغم أن الميليشيات العنيفة التي تقتل الناس وتسفك دماءهم ليست فقط «القاعدة» ولا «داعش»، بل يقابلها نظام مثل النظام السوري الذي هجّر حتى اليوم خمسة ملايين سوري، وقتل ما يفوق 100 ألف، وهدم البيوت والمساجد والكنائس والقلاع التاريخية من دون أن يكون حاملاً لأفكار دينية سلفية سنية متشددة وغيره من الميليشيات الشيعية التي تقتل الناس دفاعاً عن أنظمة ديكتاتورية مثل «حزب الله» وغيره، ما يؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنسية.
    اختار نجدت أنزور أن يدعم النظام السوري الذي هاجمته معظم الأنظمة العالمية بسبب وحشيته، ومن ضمنها السعودية، بوضعه دراما سينمائية صورها على أنها حقائق تنال من مؤسس الدولة السعودية وزعيمها الملك عبدالعزيز، الذي يعرف السعوديون أنه زعيم سياسي عبقري استطاع توحيد أراض من الجزيرة العربية سكنتها مجموعة من القبائل المتناحرة التي كانت تعيش وفق قانون القهر والغلبة، وأنشأ فوقها دولة تسعى للاندماج مع العصر الحديث، وتنهل من أسباب الاستقرار والتقدم ما استطاعت. والذي يقرأ تاريخ توحيد المملكة بمنظار خارج السياسة وخارج قانون القهر والغلبة الذي كان سائداً آنذاك، فهو كمن يقيس الماء بميزان القمح.
    الفترة التي خاض فيها الملك عبدالعزيز حروب التأسيس، تؤكد أنه كان الرجل المؤهل لتلك الفترة التاريخية ولاستيعاب متغيراتها الحضارية التي كانت في ذلك الوقت غائبة عن سكان هذه المنطقة، والصراع الذي حدث بين الملك عبدالعزيز في استعادة حكم الدولة السعودية ونزع الحكم من آخرين هو صراع سياسي متبادل كان هو قانون ذلك العهد، وليس خيانات أو مؤامرات غربية، والحكومة البريطانية حين وقفت معه ضد المنازعين له من زعماء القبائل وآخرين، كانت تعرف أنه الرجل المؤهل لإدارة حكيمة وقوية.
    كتب ديكسون في فصل من فصول كتابه «الكويت وجاراتها» وصفاً مدهشاً لمقاومة بعض زعماء القبائل التي ثارت ضد الملك عبدالعزيز في طور تحديث الدولة ولمّ شتاتها، والتي أرادت أن تزلزل أركان الدولة بشطحات ظاهرها ديني وباطنها طمع في الحكم، إذ أرادت نقض المعاهدات وتهديد أمن الجارات مثل الكويت، بحجة تعاونها مع الكفار وسماحها للناس بتدخين التبغ، وأرادت محاربة العراق لأنهم شيعة كفار، واعتبرت أن منع الملك عبدالعزيز محاربتهم خروج عن شرع الله، ما يجيز الخروج عليه.
    ويذكر ديكسون أيضاً كيف ساعدت القوات البريطانية الملك عبدالعزيز في القضاء على المنشقين، ولم يكن ذلك طمعاً في الثروة، لأن النفط لم يظهر في ذلك الحين، بل لأنها كانت تعرف أنه الرجل العبقري المؤهل لإدارة هذه المنطقة والسيطرة على تناحرها، ما سيوفر لها الاستقرار والتنمية. وفي وقت ضعفت فيه الأطراف الأخرى وفقدت شعبيتها بين الناس، استطاع الملك عبدالعزيز كسب إجماع الناس عليه. هذا التاريخ سجله شهود تلك المرحلة، ليسوا فقط من رجال عبدالعزيز، بل ومن الغربيين الذين توافرت لهم فرصتا وجودهم في المنطقة وعدم انتفاعهم من السلطة، من تقديم تاريخ محايد وجريء.
    في ظني يجب ألا نغضب لأن مخرجاً سورياً اختار مهاجمة المملكة في فيلم ظنه بعضهم تاريخاً وليس عملاً سياسياً يحمل وجهة نظر معادية، وإن كان فن السينما عوناً لشرح التاريخ الغائب في بعض الأحيان، فعلينا أن نهديهم نحن وعلى طريقتهم فيلماً سينمائياً عن «حزب البعث» الذي حكم سورية بيد من حديد، وتخلله الكثير من المؤامرات والقتل والخيانات والانقلابات المرعبة، حتى انتهت بوصول حافظ الأسد الأ‍ب الذي أغلق حلقة الحزب على نفسه، ثم ورّث جمهورية سورية لابنه، الذي قام بدوره بتدميرها وفق منهج إرهابي لا يقل عن إرهاب القاعدة وحشية وعنفاً، فهل كان الأسد صناعة سلفية وهابية إرهابية هو الآخر؟ أم أنه ملك البعث الذي نفذ فلسفة حزب البعث على أنها بعث الناس إلى الموت؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - عندما ظهر مدير «المرور» في «الثامنة»

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 8 يناير 2014 - 9:15

    ربما - عندما ظهر مدير «المرور» في «الثامنة»
    بدرية البشر
    الأربعاء ٨ يناير ٢٠١٤
    يتحدث عن التقنية الحديثة التي يُستخدم فيها جهاز لتسجيل المخالفات من دون استخدام الورق وكأنه اختراع جديد، بدا أن هذه الإشارة جاءت من عالم متأخر جداً، أو من بشارة تقول بأن طفلاً بلغ السنة الثالثة وصار يحبو وفي مكان مثل السعودية، وحتى من دون النفط فإن دخل المرور في حد ذاته قادر على تمثيل ثروة من كثرتها، وللأسف فإن من يعرف حجم الدمار الذي لحق بالنظام المروري والواقع المروري هو المسؤول نفسه، فاللواء عبدالرحمن المقبل يقول إن هناك ٧٦٢٣ قتيلاً في العام الماضي، أي أن هناك تقريباً 20 إنساناً يموتون يومياً لا بسبب الحرب ولا بسبب المرض، بل بسبب استهتار السائقين ورداءة البيئة المرورية سواء رداءة الطريق أو ضعف الضوابط.
    ماذا يمكن أن يحقق دفاع مسؤول عن جهازه طالما المواطن لا يشعر بنتائج هذا الحديث على الأرض وفي الشارع؟ بل ويهدد هذا الشارع أمنك وسلامتك؟ لو سألتني يا سعادة اللواء عن أهم ما لفت نظري وبجدارة في شوارعنا لقلت لك قطع إشارات المرور، لم تكن مرة ولا مرتين، بل كل مرة أقف فيها عند إشارة مرور تأتي سيارة مسرعة مستهترة لا تنظر يميناً ولا يساراً، ولا تتأنى ولا تفتش عن ضابط المرور، بل تقطع الإشارة وكأنها تملك الشارع، وحتى لو كانت تملكه فكيف لو صادف مرور سيارة أخرى تظن هي الأخرى أن الشارع ملكها؟ النتيجة إما قتيل أو مصاب.
    اليوم ما ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مفهوم مروري كارثي يؤكد أن الشباب في السعودية لا يعترفون بإشارة المرور طالما لا يوجد «ساهر» (إشارة ضبط السرعة)، هل تعرف يا سعادة مدير المرور ماذا فعلتم؟ لقد دمرتم ضابطاً أكبر في مقابل ضابط أقل أهمية، وهذا لا يعني أنني ضد «ساهر»، لكنني ضد والد يعتقد أن التربية الحديثة هي عدم استخدام العصا فقط، ناسياً أن التربية الحديثة هي تربية تبدأ من احترام الذات وإشاعة الديموقراطية والحوار، وخلق المحفزات التي تجعل الضرب فعلاً ذميماً.
    المرور يفرض مخالفة مالية على السائق، لكن هذا السائق حين يطالب بحقه في الشارع تزعم إدارة المرور أنها لا تملك نقوداً من أجل الصرف على الشارع، وأن عائد «ساهر» يذهب إلى وزارة المالية ويتركها تقصّر في بنيتها التحتية والفوقية، هي تأخذ مالاً من السائق، لكن هذا المال الذي تجبيه لا يعود بالنفع على الشارع الذي أدعي أنهم جبوه من أجل ضبطه، فماذا تصبح المسألة؟ تصبح جباية، أنت يمكن أن تأخذ مني ضريبة مرور، لكن من حقي أن أحصل على مرور آمن.
    في الدول المتقدمة يقف نظام المرور مثل جنرال مهيب الطلعة يمشي ملكاً صارماً لا مجال معه للمزاح أو التذاكي، لهذا كل الناس تحترمه، مما يخلق ثقافة مرورية تجعل الناس تحتقر مخالفيه، وتبدو المخالفات وكأنها سلوك رديء لا يدل إلا على جهل صاحبه وتخلفه، بينما نحن شوارعنا تبدو ميدان فروسية من يقطع إشارة المرور، ومن يفحّط، ومن يمشي على كتف الطريق، ومن يقف في موقف مخالف يقال عنه أكيد عنده ظهر.
    في دبي وجدت موقفاً للسيارة لكن يستوجب أن أدخل عكس الطريق مترين فقط ولم يكن هناك ضابط مرور، عكست الطريق ووقفت، وعندما خرجت وجدت على سيارتي مخالفة، لم أستطع أن «أشارع» فيها، صحيح أن الضابط لم يرني أعكس الطريق، لكنه عرف من موقف سيارتي أنني خالفت المرور، كان يمكن أن استغفلهم وأقول ما أدراهم، لكنني كنت متأكدة أن المرور اليقظ يقف بالمرصاد.
    إن المرور الذي يظن أنه في عام ٢٠١٤ استطاع أن يستعين بجهاز يسجل المخالفات آلياً، وأنه ينقل «ساهر» لضبط السرعة من مكان إلى مكان بحسب ارتفاع معدل الحوادث لأن الموازنة لا تكفي لوضع الإشارات في كل الطرق، وأن طرق السفر السريعة لم تحظَ بعد بتلك الضوابط، وأن تخصيص محاكم خاصة بالمخالفات المرورية لا يزال تحت الدرس، فإننا نقول إن سعادة الجنرال لا يزال غائباً.
    سما فكري
    سما فكري
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 104
    أخت أخت : مآآآري
    عدد الرسائل : 800
    تاريخ التسجيل : 05/11/2013
    مستوى النشاط : 9710
    تم شكره : 24
    السمك

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف سما فكري الأربعاء 8 يناير 2014 - 23:19

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 13253387571

    طفيه على الجسم
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - «الخروف» السعودي

    مُساهمة من طرف waell السبت 11 يناير 2014 - 9:58

    ربما - «الخروف» السعودي
    بدرية البشر
    السبت ١١ يناير ٢٠١٤
    خرجت من المحل النسائي الذي يقدم خدمات تجميلية للنساء بأسعار غالية، صحيح أن الوقت كان مساء، لكني لم أكن أحجب وجهي، ما يعني أن هويتي كانت واضحة للشاب الواقف ينتظر خارج الصالون، حالما خرجت ركض نحوي قائلاً: «ندى، هذه هي النقود التي طلبتيها»، ثم مدها لي. قلت له: «أنت غلطان يا خوي»، قال: «آسف».
    بعدي خرجت فتاة تغطي وجهها وخطفت من يده النقود ثم عادت، أخذت أراقب الشاب وهو يركب سيارته المتواضعة وأنا أقول في نفسي، يبدو أنني شاهدت قصة حقيقية لـ «الخروف السعودي»، وهي الظاهرة التي صارت محل تندّر هذه الأيام بين الشبان والشابات، ومحل تسليط ضوء إعلامي ومحاولة معرفة ما هي أبعاد ظاهرة «الخرفنة».
    في كل مجتمع من المجتمعات البشرية وفي العلاقات البشرية إنسان انتهازي يستغل حاجة آخر، إما للتقدير أو للحب أو للرعاية أو للترفيه، فلا يقدم له هذه الحاجة من دون أن يقبض في مقابلها مالاً.
    اليوم هذا النوع من السلوكيات بدأ يظهر ويتزايد بين جيل الشباب من دون أن يأخذ مسماه الحقيقي، بل وأصبح شكلاً من الدعارة الرومانسية، ما أصبح يهدد مفاهيم حقيقية بين الشباب، كالحب والصدق والنزاهة والشرف، السبب يعود إلى أن هذا الجيل نشأ في ثقافة استهلاكية بحتة، وبعضهم نشأ في عائلة عاطفية، لم تعلمه سوى أن يكون أنانياً ووقحاً في تحقيق مطالبه، وبلا منظومة أخلاقية قوية. فالمنظومة الثقافية لدينا قائمة على الحلال والحرام، الطالب في المدرسة لا يتعلم أهمية الصدق والأمانة والشرف والنزاهة والكرامة واحترام الذات، بل يتعلم فقط، ما هي أنواع الكفر وأنواع الشرك، وما الحرام وما هو الحلال، ولا تدخل هذه القيم الأخلاقية من باب أنها حلال أو حرام، فهذه الأخلاق كي نتعلمها يجب أن تأتي في سياق نتائجها على الفرد والمجتمع، ومن هنا يصبح حكمها حراماً.
    عندما سألت لماذا يطلقون على الشاب المستغَل مادياً في مقابل علاقة مع فتاة «الخروف»، قالوا لي ربما السبب أن الخروف هو المنقاد، والخروف هو من ينقاد حتى لامرأة، وهذه أبرز معالم العار التي يقع فيها رجل في مجتمعنا.
    بعض الشبان الذين تحدثت معهم عن هذه الظاهرة كانوا يظنون أنهم يقيمون علاقة تعارف أكثر منها شيئاً آخر، فتقوم الفتاة بتسخير كل حركات وسكنات هذه العلاقة من أجل سحب المال منه، وقد لا تطلب المال في شكل مباشر، بل على شكل هدايا أو مساعدات أو سلف على شكل طوارئ، وحتى الشاب الذي لا يملك مالاً فإن الفتاة قد تقصر طلبها على رصيد شحن هاتف حتى تمضي معه ربع المدة التي شحن بها هاتفها.
    هذه الظاهرة موجودة في كل مكان، لكنها لم تكن موجودة لدينا من قبل إلا نادراً، وينظر إليها على أنها شكل منحط. اليوم بعض الفتيات لا يجدن أي حرج في أن يطلبن مالاً من شاب، والشاب الذي تعوّد أن يقدم هذا النوع من المال يظن أنه هو مَن يضحك على الفتاة، أو أنه يستعرض قوته في توفير ما تحتاج إليه فتاته.
    النموذج الاستهلاكي الذي وُجد فيه اليوم جيل الشباب منذ طفولتهم جعلهم يرون أن الكماليات ضرورة، فكل فتاة تظن أنها يجب أن يكون في يدها هاتف من أحدث الطرز، وحقيبة «لوفيتون» أو «غوتشي»، والفتاة التي تجد من يؤمّن لها مطالبها هي الذكية والشقية، والشاب الذي يتسامح مع هذه الطلبات يعرف أنه لا يدخل في علاقة جادة، لكنه مستعد لجميع المطالب طالما هي تؤمّن له مصدراً عاطفياً أو نفسياً، وتجعله بين زملائه بطلاً. لا ضرورة أن أحمل على هذا النوع من العلاقات أو أدينها، لأنها كما هي تدين ذاتها، و«هاردلك خروف».
    الخلل الذي يحدث في ظاهرة «الخرفنة» ليس جديداً، فالخلل حدث من قبل في ذهنية الاستهلاك البائسة وفي تعليم خالٍ من المضمون الذي يشدد على قيمة الإنسان وكرامته واحترامه لنفسه، بعيداً من مظاهر الحياة المادية.
    و«هاردلك يا خروف».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - عيب يا ريّس!

    مُساهمة من طرف waell السبت 18 يناير 2014 - 13:17

    ربما - عيب يا ريّس!
    بدرية البشر
    الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
    منذ أسبوعين كنت في الولايات المتحدة أحضر تخرج ابني حين لفت نظري وجه السيدة الأولى ميشيل أوباما يكاد يتفتق غضباً على صدر الصحف الأميركية، في صورة التقطت لها وهي تجلس بجانب رئيس الولايات المتحدة وهو يضحك مع رئيسة وزراء الدنمارك الشقراء التي وجدها تجلس جانبه في حفلة تأبين نلسون مانديلا، فنسي نفسه وراح يضحك ويتباسط، لكنه في صورة أخرى يعود إلى رشده ويظهر متجهماً وكأنه تلقى لكزة من زوجته، فاعتدل وخيّم التجهم على الجميع. لكن صورتهما (الرئيس وزوجته) ذهبت مثلاً بين الناس على سوء تصرف الرئيس، وأن زوجة الرئيس مثل كل نساء الأرض تغار ولو من وزيرة. هل هذا ما كانت تحاول أن تقوله الصحف؟ هل هي مجرد غيرة زوجة انكشف ضعفها، أم أنها كانت تريد أن تحرج الرئيس وتؤدبه وتجعله يتذكر أنها دائماً له بالمرصاد؟ لكن زلة أوباما عدّت على خير، فهي لم تتجاوز كونها غيرة زوجة وتصرفاً غير لائق من رئيس، لكن وقعة رئيس فرنسا كانت أشد مضاضة، فهذا الرئيس الذي خرج يقول إنه يريد أن يكون شخصاً عادياً، ورفض المبالغة والبذخ في قصر الإليزيه، أسرف على ما يبدو في عاديته، فصار عادياً أكثر من اللزوم، ونسي نفسه ووقع في جريمة خيانة مع ممثلة مشهورة بروزتها مجلة فرنسية في شكل فضيحة، فخرجت افتتاحيات الصحف الفرنسية والأوروبية في اليوم الثاني تناقش هذه القضية المصيبة، بعضها هدده بسوء المنقلب والمصير وأن شعبيته بسبب هذه الفضيحة بلغت أدنى درجاتها، وبعضها تساءل هل هي زلة شخصية أم سياسية أم أخلاقية؟
    لن تجد أحداً يتعاطف مع الرئيس الخائن، بل ستجد من يستغل ما حدث للإيقاع به، لأن ما وقع خطأ مبين. إحدى الصحف الفرنسية قالت إن الفرنسيين اعتقدوا أن الرئيس مأخوذ بمهماته ويكرس كل وقته لإصلاح شؤون البلاد، فإذا بهم يكتشفون أن الرئيس يجد الوقت لمغازلة ممثلة، أما الصحف الإيطالية فشمتت بهم قائلة: «ليس هذا جديداً على رؤساء فرنسا»... لن يجرؤ أحد على الوقوف مع رئيس يخون في علاقة شخصية، من مبدأ أن من يخون قيم الولاء والإخلاص والنزاهة مع زوجته وأهله فإنه سيخون وطنه والناس، فبالنهاية الأخلاق والسلوكيات لا تتجزأ، لا تستطيع أن تكون تقياً في الصباح وفاجراً في الليل، ولا صادقاً في الظهر مخادعاً في المساء.
    هذه الصراحة هي التي ستنقذ هذه المجتمعات، لأنها لا تنافق ولا تسمح للأقوياء فيها أن يكونوا فوق البشر وفوق القانون حين يكذبون أو حين يخونون، حتى ولو تعاطفت مع ضعف الشخص وغضبت لاختراق خصوصيته، لكنها لا تجرؤ على الوقوف في صف الخائن غير المخلص لأنه قوي.
    هذا يذكرني بما حدث منذ يومين عندنا، حين قام واعظ وشيخ وإمام مسجد دأب على مهاجمة قنوات «أم بي سي» واتهامها بالتهتك والفجور، وإذا بنا نجد أن مذيعتين جميلتين تنشران في موقعها على الآنستغرام صورة هدية تلقتاها من الشيخ الرقيق، عليها كلام لين من المحبة وتمني الخير، وفي صندوق من الديباج يحوي كتابين له وقنينة عطر باذخة، لقد وضح أن الشيخ يهاجم القناة في العلن ويتهمها بالتهتك والفجور ويغازل مذيعاتها في الخفاء، وهو من شن حرباً من القذف في الأعراض لأن عدداً من المثقفين جلسوا مع عدد من المثقفات في وضح النهار وتحت أضواء الكاميرات في بهو الفندق الذي ينعقد فيه المؤتمر، وعد ما حدث فضيحة أخلاقية أسماها فضيحة «بهو ماريوت»، وشنع فيها وكاد لمن يناصر هؤلاء المثقفات المنحلات. الغريب أن ثقافة الدفاع عن الملتحين من المشاهير خرجت تقول إن ما حدث حدث من باب «تهادوا تحابوا»، في الحقيقة هذا «اللي إحنا خايفين منه»، من «تحابوا» هذه التي لا تجد طريقاً لها إلا في الخفاء، فما قام به أوباما وهولاند أيضاً جاء من باب «تحابوا» في الخفاء، لكنه وجد الفرنسيين يقولون له: «عيب يا ريّس!».
    جريمة الفرد قابلة للتطهر فكل الناس خطاؤون، لكن جريمة الثقافة لعنة كبيرة، فهي التي تلقن الناس التواطؤ مع الأخطاء والانتصار للقوي أو النجم أو السياسي طالما يمتلك القوة والمال والسطوة، ولن تهدي المجتمع إلا مزيداً من الضلال.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - اسمك ما يعجبني وجمالك غير لائق!

    مُساهمة من طرف waell السبت 18 يناير 2014 - 13:18

    ربما - اسمك ما يعجبني وجمالك غير لائق!
    بدرية البشر
    الأربعاء ١٥ يناير ٢٠١٤
    في أحد المحال بالرياض، سمعت رجلاً يتحدث مع العامل في المحل ويقول له: «يا صدام هذه البضاعة...»! التقطت أذني اسم صدام، كان اسماً ثقيلاً على مسمعي. فهو من جهة لا يشبه الأسماء المتداولة والمألوفة لدينا، مثل محمد وسلطان وعايض ومناحي وعبدالعزيز، ومن جهة أخرى، هو اسم ذو مدلول يشير إلى طاغية مر في التاريخ العربي وخلّف وراءه الكثير من المقابر الجماعية والحروب العبثية، واضطهد الناس واستبد بهم عقوداً من الزمن.
    لكن صدام هذا الواقف قربي ليست له علاقة بكل هذا، فقط اسمه الذي يحرك كل هذه التداعيات، فهل يجوز لي أن أقول له إن اسمه لا يعجبني، وإني أُفضّل لو يغيره؟
    في الحقيقة ان الجهة المختصة بتسجيل الأسماء لدينا قررت أن تقوم بهذا الدور وتشكّل لجنة مناصحة لأصحاب الأسماء، كي تقول لهم إن الأسماء التي اختاروها لأبنائهم ويريدون تسجيلها لا تعجبهم، وإن عليهم التفكير في تغييرها، لكن لو كانت لديك واسطة فإنك يمكن أن تسمي ما تشاء وأنت جالس في بيتك. لكن بعض الناس يحق لنا أن نقول لهم إن أسماءهم لا تدخل في قائمة المسموح بها، ولك أن تتخيل كيف يمكن اسماً مثل إيمان أن يكون من الأسماء الممنوعة أو غير الموصى بتسميته، لأن صاحبته يمكن أن تدخل به دورة المياه، ولو كان هذا الأمر منطقياً فيمكننا أن نقول إننا يجب أن نمنع التسمي بأسماء الأنبياء، لأن حامليها أيضاً يدخلون دورات المياه، وبعض حامليها يتعاطون المخدرات ويقتلون ويسرقون، وهذا مسيء للاسم!
    إذاً، المنطق في هذه المسألة لا حدود له لو ترك لاجتهاد الناس وموظفي مؤسسات الدولة، التي قد تمنح نفسها دوراً في تقرير ما هو مناسب للناس. هذا ينطبق أيضاً على قرار وزارة الداخلية التي أعلنت منع إقامة معارض الصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية، إلا بعد الحصول على إذن من الجهات الثقافية وبالتنسيق مع الجهات الأمنية كي تقام، وعلى رغم أن هذا عمل يكلف الجهات الثقافية الكثير من الجهد ويحتاج إلى عدد كبير من الموظفين الذين يقعون في بيروقراطية قد تقضي على حركة الإبداع، وتجعل الفنانين يقعون في دائرة اليأس من وصولهم إلى المعارض المحلية ويكتفون عنها بالمعارض الخارجية - كما هو حاصل لدينا على رغم منطقية اللاقرار - إلا أن أحد المسؤولين في الوزارة دافع عن القرار، وبرره بقوله: «إن بعض الجمال والإبداع في اللوحات يرمز إلى شيء غير لائق»، على رغم علمي بأن الجهات الأمنية حين اتخذت هذا القرار لم يكن همها تتبع الجمال اللائق من غيره، لكنها فتحت باباً سيتفلسف فيه المتفلسفون ويقررون ما هو الجمال اللائق وغير اللائق. ولعلي أضرب مثلاً لذلك الجمال غير اللائق عند إحدى اللجان. حين حضرت معرضاً تشكيلياً، وجدت أن اللجنة حظرت كل لوحة تحمل رسم إنسان، لأن رسم البشر حرام، وهكذا امتلأ المعرض باللوحات اللائقة التي لا ترسم سوى جدران وسلال خوص.
    منذ فترة قريبة فقط، رفعت «إمارة الرياض» الحظر من كل شخص يريد أن يحضر فرقة فنون شعبية تستخدم الدفوف في عرس شخصي وتنشد أغاني تراثية في حفله المقام في صالة أفراح بالفندق، لكنها لا تزال تمنع إقامة الحفلات في الفنادق لغير أغراض الزواج، وهذا القرار لم يمنع الاحتفالات، بل زاد قاعات الأعراس التجارية التي أقيمت لهذا الغرض، وكذلك لقيت تجارة الاستراحات الأكثر رخصاً رواجاً كبيراً.
    فأين تقف الدولة من حريات الناس في ممارسة أفراحهم وفنونهم وتشكيلهم وترفيههم واختيار أسمائهم وأزيائهم أيضاً؟ وهل تؤدي زيادة تدخلها إلى غياب المسؤولية الفردية والتنوع الإنساني والتفرد بين الناس، وفقاً لفروقاتهم وتنوعاتهم وأعرافهم؟
    هل يحق لها أن تقول لهم: «اسمك ما يعجبني وإبداعك غير لائق»؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - في انتظار «فتوى»

    مُساهمة من طرف waell السبت 18 يناير 2014 - 13:19

    ربما - في انتظار «فتوى»
    بدرية البشر
    السبت ١٨ يناير ٢٠١٤
    قبل أيام نشرت صحيفة «الحياة» تصريحاً للدكتور قيس المبارك أحد أعضاء هيئة كبار العلماء يقول فيه إن هناك احتفالات تدخل في دائرة المباح، مثل مناسبة نجاح الشخص أو نجاح أحد أولاده أو الحصول على شهادة أو التخرُّج في الجامعة أو لمناسبة مرور عام أو أعوام على ولادته، أو ولادة عزيز له، أو غيرها من المناسبات. هذه الفتوى تشكّل تبصراً بحقيقة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الناس في هذا العصر، فحين كان الإنسان لا يجد سوى كفافه، وحين كان يشقى ويتعب ليؤمن اللازم ليومه، لم يكن يجد في المقابل مناسبة يحتفل ويقدم فيها الولائم، ويعلن الأفراح والليالي الملاح، باستثناء لازمة العرس التي كان الهدف منها إشهار الزواج. لكن اليوم ومع تقدم الحياة والرفاهية التي صاحبت الطفرة النفطية وما تلاها من طفرات، يجد بعض الفائزين فيها رغبتهم في إشهار تخمتهم ويُسر حياتهم، صار الإنسان منا يفتش عن مناسبة يجمع فيها الناس من حوله ويفرح. وبفعل وسائل الاتصال أصبح العالم يقلد بعضه، والطفل في المدرسة يعود كل يوم ومعه دعوة إلى حفلة عيد ميلاد أحد زملائه، ثم يجد الوالدان في هذه المناسبة فرصة لتوطيد علاقة الطفل بزملائه الذين ما عادوا مثل أطفال الأمس يكسبون الأصدقاء من الحارة والأقارب، فالحارة اختفت، والأقارب أصبحوا أبعد من الزملاء الذين يراهم الطفل يومياً.
    أقول هذا الكلام لأتساءل: هل الناس قبل هذه الفتوى كانوا لا يقيمون أعياد الميلاد والنجاح والزواج؟ وهل ينتظر الناس فتوى حتى يقرروا أن يحتفلوا أم لا؟ أنا على مدار 20 عاماً كنت أقيم لأطفالي حفلات أعياد ميلاد، وكنت أشاهد وأتردد على محال متخصصة لهذا الغرض تبيع الكيك، وتقدم الألعاب الفاخرة المخصصة لهذا النوع من الحفلات، فهل كان الناس قبل هذه الفتوى يفعلون حراماً؟ وماذا عن بعض العائلات التي كانت ترفض حتى يومنا هذا ذهاب طفلها إلى حفلة عيد ميلاد زميله الذي دعاه، لا ليتعبدوا أو يقيموا شعيرة إسلامية، بل ليجتمعوا ويتقاربوا خارج يومهم الدراسي الثقيل الذي لا يسمح لهم باللعب، وليقول له زملاؤه في نهاية الحفلة: «كل عام وأنت بخير»؟
    وفي السياق ذاته يمكن أن نضرب مثلاً بالمشاغل النسائية التي تُفتتح أصلاً لتزيين النساء، لكنها جميعها تعمل برخص مزيفة، فصاحبة المشغل يجب أن تضع ماكينات خياطة أمام مفتشة البلدية التي تعلم أنها ليست للخياطة، بل لصالون نسائي لتأخذ الرخصة ثم تبيعها بعد أشهر. البلدية تعرف أنها صالونات تزيين للنساء، لكنها تتّبع النظام الذي يقول إنه لا يسمح بذلك لأن هناك فتوى منذ 20 عاماً تقول بأن ذهاب النساء للزينة لا يجوز، وصالونات النساء تفتح كل يوم، والبلدية تطالب بتصحيح النظام، والفتوى قائمة، والنساء يذهبن إلى صالونات التجميل.
    والإشكال في بعض الفتاوى الدينية أنها لا تريد أن تهبط للشارع وترى كيف يعيش الناس، وكيف يتكيّفون مع الحياة، وأنهم لا يشغلون أنفسهم كثيراً بمعرفة ماذا يقول المشايخ، وهذا رد فعل طبيعي، لكن المشكلة فيمن يخرج بدافع الحاجة أو الرغبة أو المسايرة، وهو يؤمن أن ما يفعله غير جائز، ويظل أسيراً لشعور مضنٍ من الذنب بأن حياته كلها حرام، لكنه لا يستطيع تغييرها، وآخر يزاول الشيء سراً لكنه يهاجم من يزاوله علناً، مثل ذلك الملحن السعودي الذي كان أول من هاجم أحد المشايخ حين قال إنه «مع من يرى بأن الاستماع للموسيقى جائز»، وهذه بالمناسبة واحدة أخرى من فتاوى تسير عكس تيار المجتمع الذاهب إلى الجهة الأخرى. عليك أن تعرف عدد الفتاوى والمناهج التي تحرّم الموسيقى في مدارس الطلاب، ثم قارنها بعدد التلاميذ الذين يستمعون إليها. نحن عالم من المتناقضات التي لا تريد أن تجد لنفسها حلاً، بل تريد أن تعيش في ساقيتين كل منهما تصب عكس اتجاه الأخرى، ثم لا نرى في ذلك بأساً!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - الهشاشة الأخلاقية

    مُساهمة من طرف waell الخميس 23 يناير 2014 - 1:58

    ربما - الهشاشة الأخلاقية
    بدرية البشر
    الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤
    في معظم البلدان المتقدمة، تجد الناس في أماكن الانتظار يضعون أعينهم في كتاب، لأنهم يقدرون الوقت جيداً ويستثمرونه في القراءة، وليس هذا هو تقديري أنا، فإحصاءات مؤسسة الفكر العربي تقول إن معدل قراءة العربي ٤ في المئة من قراءة الأوروبي، وإن الفرد في إنكلترا مثلاً يقرأ ٣٥ كتاباًً في العام، بينما كل ٨٠ شخصاً في البلاد العربية لا يقرأ سوى كتاب في العام، والحصيلة أن ثقافة أوروبي واحد تعادل ثقافة ٢٨٠٠ شخص عربي، لهذا يغرق مجتمعنا في مشكلات تفكير وسلوك ولا عجب. وليس هذا سوى ربع المشكلة، فالغربي الذي لا يقرأ ولا يتثقف سيجد نفسه منضبطاً بقواعد من القوانين والسلوك ترشده وتحمي الآخر من جهله.
    نحن مجتمع انتقل من عصر المشافهة، أي من عصر اكتساب المعرفة عبر السماع، إلى عصر معرفة الحدث من طريق الصورة، ولم يقف طويلاً بعهد الكتاب. كنا نسمع القصص ونتعرف على التاريخ عبر قاص أو حاكٍ، واليوم صرنا نكتسب المعرفة عبر الصورة، وفي كلتا الحالين يكون العقل فيها ساكناً يملي عليه ما سمع أو شاهد، عكس القراءة التي تحرك العقل وتخضه وتحثه على التفكير والاستنتاج، وتترك له مساحة من الفهم تخصه وحده.
    في السعودية صعبت علينا خلال الأعوام الماضية معرفة الناس، بسبب غياب الشارع وبقاء الناس خلف الأسوار، لكننا اليوم صرنا مثل الكثيرين كتاباً مفتوحاً، فبعد أن توافرت بين أيدينا أجهزة «آيفون» و «آيباد»، وضح أمامنا ما نحن مهووسون به، وصرنا نرى طفلاً صغيراً يجلس في عربة، وبين يديه «آيباد» ينحني فوقه غارقاً فيه عازفاً عن الابتسام واللعب مع الأطفال، بل يدخل في شجار مع من يحاول مقاطعته أو جرّ ما في يده. الأطفال والكبار أيضاً أُصيبوا بالتوحد مع جهازهم الذكي الذي حولهم، وما التوحد إلا فقدان القدرة على التواصل مع الآخرين، لهذا نصاب بالفزع كلما ظهرت آلة جديدة، فحين ظهر الهاتف ذو الكاميرا فزعنا لما يمكن أن يحدثه هذا الجهاز حين يقع بين أيدي شبابنا، فشبابنا متهور ومستهتر، وقفت وزارة التجارة عامين في وجه بيعه، فبرزت سوق سوداء - هي لم تكن سوداء بالمرة بل رمادية - لأن المحال كانت تبيعه لكن من دون ضمان، وحين أدركت الاتصالات أنها تفوت عليها الملايين استخرجت نظاماً يضبط أن أرباح بيعه ستصب في جيبها هي لا في جيب السوق السوداء، وما فزعنا منه وقع، فأُسيء استخدام الكاميرا التي تصور كل ما تقع عليه ما هو خاص وما هو عام، وهنا وضعنا الحق على الأجهزة التي تخرب الناس.
    مجتمعنا لم يضبطه بهذه الأجهزة سوى القدرة على الشراء، وعجز عن إنتاج منظومة أخلاقية وتعليمية وتثقيفية تتبع هذا المنتج، تماماً مثل لو أننا نستخدم السيارة من دون قانون مرور. كل ما يحتاج الناس إلى معرفته أول ظهور لهذا المنتج أحلال أم حرام؟ وحتى لو كانت الإجابة: حرام، فلن تلبث حتى تخرج أخرى تحلله حين تجد أن الناس لم يذعنوا لها، هذا ما حدث مع الإنترنت والفضائيات والهاتف بالكاميرا.
    هذه الأجهزة لم تضرنا، بل كشفت هشاشتنا الأخلاقية والتعليمية، فلا يمكن أن نكون أتقياء ومحتشمين ومحافظين، ثم ما إن يقع جهاز في أيدينا حتى نصور به جارتنا أو خطيبة سابقة ونبتزها بالصور، ولا يمكن أن نكون مسلمين حقيقيين - والمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده، وهو من يرعى حرمة الآخر - ثم نصبح أكثر شعوب الأرض سباباً وفحشاً ما إن تتوافر لنا وسائط الإعلام الجديدة.
    نشرت «عكاظ» خبراً عن راعي غنم في إحدى قرى القنفذة، خطب فتاة فقام بابتزازها وتهديدها بأن ينشر صورها عبر وسائط التواصل الاجتماعي حين تركته، والحق هنا على الأجهزة والبنات طبعاً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty الشباب الطفيلي حله التجنيد الوطني

    مُساهمة من طرف waell الخميس 23 يناير 2014 - 1:59

    الشباب الطفيلي حله التجنيد الوطني
    بدرية البشر
    الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠١٤
    قرار مجلس الوزراء الإماراتي بإقرار قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية بجعل الخدمة العسكرية إجبارية للذكور واختيارية للإناث، مدة تسعة أشهر لمن يحمل الثانوية العامة وما فوق، وسنتين لمن يحمل أقل من الثانوية، جعل بعض الناس ذوي التفسيرات البسيطة يظنون أن الإمارات تنوي أن تفتح جبهة حرب وتستعد لها، والحقيقة تقول إن مثل هذا القرار هو بالفعل جبهة حرب لكن ضد الخمول والترهل والطمع وضمور الأخلاق الشبابية وضياعها التي بدت سمة بارزة في شباب الخليج العربي، وتسببت فيها الطفرة النفطية وتداعياتها، فمع الوفرة وارتفاع دخل العائلات والاعتماد اللامتناهي على العمالة المنزلية، نشأ جيل جديد من الشبان والشابات لا يعرف وجه الحياة الحقيقية، وأصبح يقع سريعاً في مشكلات تتزايد ومعها فقدان القدرة على حلها. عملت مع شبان وشابات سعوديين، نصفهم أدهشني بروعته وذكائه وشخصيته الخلاقة، لكن النصف الآخر أصابني بالفزع، فهذا النصف الثاني يسأل أول ما يسأل حين تطلب منه التعاون في العمل عن كم سيقبض، وحين يعرف فإنه يفضل أن يقدم عملاً بأقل مجهود، ويحب أن يبقى في الصف الأخير، أي لا يبادر بالعمل إلا إذا طلب منه، متمنياً أن يجد من يقوم بعمله عنه، وحين يجد معه نقوداً فإنه يجلس في مقهى أو مطعم تبلغ فاتورته نصف راتبه، ومبرره كما يقول إنه يريد أن يعيش مثل كل الشباب. وهذه هي الحياة بالنسبة إليه الجلوس على المقاهي. شاهدت شاباً لا يحمل سوى شهادة الابتدائية يركب سيارة مرسيدس بعد ضغطٍ على والديه كي يشترياها له، فهو يرى أن قيمته في ما يركب لا في ما اجتهد به، رأيتهم شباناً وشابات يستدينون من زملائهم بلا خجل على رغم معرفتهم أنهم لن يكونوا قادرين على سداد ديونهم، وبعضهم يسافر بالدين المتراكم على بطاقة الفيزا، ومن الواضح بشكل لا تخطئه العين أنهم تعلموا أن يعيشوا عالة على غيرهم، ولا يهمهم سوى الكسب السريع وبأقل مجهود والبحث عن من يعولهم بأية طريقة.
    هذه التغيرات الجديدة التي أنتجت شخصية رخوة للشباب نحن نتألم منها، لكننا لا نضع خططاً لعلاجها. في الإمارات شاهدت شابات وشباناً من مختلف الجامعات والجنسيات يعملون مثل خلية نحل في كل محفل عام، يستقبلون الضيوف، ويقومون بتسجيلهم، ويجلسونهم في أماكنهم، ويوزعون المنشورات، وحين سألت عن سبب وجودهم قالوا إنهم يؤدون عملاً تطوعياً تقتضيه متطلبات الجامعات، فلا يمكن للطالب أن يتخرج من دون أن يؤدي عدداً محدداً من الساعات في العمل التطوعي وخدمة المجتمع، هذا في الجامعات الأجنبية. لكن في كندا حدثني عربي أن طفلته بدأت في سن الـ14 الانخراط في تعلّم قيمة العمل ساعات محددة في النهار وتكسب في مقابلها أحياناً نقداً رمزياً إذا كان المحل تجارياً، كي يتعلموا أهمية الكسب والعمل والاستقلالية منذ الصغر.
    الدول التي لا تخطط أو لا تقدر على تجنيد شبابها تجنيداً عسكرياً عليها أن تجنده للخدمة الوطنية وخدمة المجتمع منذ الصغر، وهذا الكلام لا ينطبق فقط على الذكور بل وعلى الإناث فهن أمهات المستقبل، وإذا تعلمن ماذا تعني خدمة المجتمع فإنهن سينقلنها لأبنائهن، اليوم مشكلات الطلاق بين الشباب تتزايد لأن معظمهم لا يجد أسباب الرفاهية التي يجدها في منزل والديه، لذا يفضل العودة إلى ذلك المنزل كي يجد من يخدمه ويقوم بالمهمات عنه، والنتيجة بيوت مليئة بالمطلقين وأطفال طلاق بائسين، هل رأيتم كيف انطلقنا من العمل التطوعي والخدمي وانتهينا بدمار العلاقات؟ ولم أذكر بعد خطر الانحراف والمخدرات. الطفل الذي ينشأ على أن يحظى بكل شيء من دون مقابل لا يتعلم ماذا يعني أن يعطي، بل ويصبح طفيلياً حتى وهو كبير.
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - «الله يعينا على الزلقة»!

    مُساهمة من طرف waell السبت 25 يناير 2014 - 13:05

    ربما - «الله يعينا على الزلقة»!
    بدرية البشر
    السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤
    ارتبطت صورة رجال الدفاع المدني في أذهاننا ببراعة ما يحدث في المسلسلات الأميركية والبرامج الوثائقية مثل (٩١١)، التي تظهر فيها التقنية العالية في إنقاذ البشر، أو كما شاهدناها في الكبسولة التي صممت كاستجابة حاضرة لإنقاذ ٣٣ عاملاً احتجزوا إثر انهيار منجم للفحم في تشيلي، وأصبحت بعدها تجوب المتاحف العالمية ليشاهد الناس عبقرية الإنقاذ هذه، كما شاهدنا الروح الإنسانية العالية التي عملت بها فرق الدفاع المدني في أحداث الـ١١ من سبتمبر. هذه صورة رجال الدفاع المدني. شباب مليء بالحيوية يهب مسرعاً ويصل خلال ثوانٍ حين يسمع النداء، مجهزاً بكل الطاقات والخبرات الطبية والدفاعية، ويعمل بطاقته القصوى، التي لا تنقص ولو كان المحتجز قطة عالقة في أعلى شجرة.
    كما رأينا أيضاً أن رجل الدفاع المدني إنسان في النهاية، قد تدمع عينه لرؤية طفل فقد قريباً له في حادثة أو خلال تذكره رجلاً وحيداً عانى من مأساة، وقد يتصل به في عطلة نهاية الأسبوع قائلاً: «دعنا نخرج سوياً كي نشرب الجعة». ومثلما ارتبطت الجعة برجال الدفاع المدني في المسلسلات الأميركية، فقد جاءت حادثة «غريقات رماح» لتربط رجال دفاعنا المدني بالموز، والتي تأكد لنا فيها أن رجال الدفاع المدني يحبون الموز، هذا للأسف ما ورد في حادثة «غريقات رماح»، حيث ابتلع مستنقع ماء تجمَّع بعد هطول الأمطار في رماح - وهي منطقة قريبة من الرياض تتنزه فيها العائلات - ست فتيات أعمارهن بين الـ٩ والـ١٨. يقول والد إحدى الغريقات إنه لم يتألم فقط لأن رجال الدفاع المدني وصلوا متأخرين ساعات، وإن رجال الدفاع المدني جاؤوا بأدوات ناقصة في حادثة غرق، فهو يعتقد أن حوادث الغرق يلزمها وجود ضفادع بشرية مجهزين بمعدات الغوص، وأجهزة رؤية خاصة لمناطق الوحل، وليس مجرد قارب فقط، ولم يثر غضبه أن سيارة واحدة من أربع سيارات فقط وصلت إلى مكان الحادثة، فيما علِقت ثلاث منها في الوحل، ولم ينتقد فقط العدد القليل لرجال الدفاع المدني في حادثة مروّعة كهذه، إذ كانوا فقط ثمانية، بينهم ضابطان لن يقوما بأي دور تنفيذي. حسناً، ستقولون ما الذي أزعجه إذاً فوق كل هذا؟ ما أزعجه «أن رجل الدفاع المدني كان يأكل موزاً، ولم يمنعه أو يقلل من شهيته أن الواقف أمامه فجع للتو بغرق ابنته، فقد كان يأكل الموز وهو يستمع إلى شرح الأب المفجوع».
    صحيح أن الموز فاكهة تمنح الطاقة، لكن لم يثبت لنا في البرامج الوثائقية أن أكله ضروري قبل مباشرة الكوارث، لكن هذا يكشف لنا سر المزالق التي يزلق فيها رجال الدفاع المدني عندنا، ليس كما ظهر في كارثة «غريقات رماح» فقط، بل في معظم حوادث الإنقاذ وبخاصة في السيول، التي يثبت فيها الشباب الذين يهرعون إلى إنقاذ الغرقى تفوقهم على فرق الدفاع المدني، ما يجعلنا نعتقد أن هؤلاء الشباب يجب أن يفتحوا لهم أفرعاً ومكاتب، فقد تكون أجدى من انتظار رجال دفاع مدني يحتاجون إلى من ينقذهم ويساعدهم، فوالد الفتاة قال إن رجال الدفاع المدني عجزوا عن جرّ القارب للبحيرة لولا مساعدة الناس لهم، كما قال إنه بسبب تأخرهم وجد الأهالي أنفسهم يخرجون أربع فتيات، بينما الدفاع المدني أخرج الفتاتين الباقيتين لأنهما علقتا في عمق البحيرة. تأخر النجدة كان من الممكن أن يزيد عدد الضحايا، فالناس بسبب فجيعتهم وعدم درايتهم بكيفية التصرف وقت الكوارث قد يعرّضون أنفسهم لمخاطر كبيرة، وحين يأتي رجل الدفاع المدني وفي يده «موزة»، فإن الناس لن يتوقعوا سوى «الزلق»، وستقول: «الله يعينا على الزلقة»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - «بويات» و«نعومين»!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 3 فبراير 2014 - 14:27

    ربما - «بويات» و«نعومين»!
    بدرية البشر
    الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠١٤
    حدثني رجل عربي كان يعمل مدرباً للبرامج الإعلامية في الخليج، أن أكثر ما لفت نظره حين شارك في تدريب ١٧ شاباً في سن المراهقة في إحدى الدول الخليجية هو مظهر النعومة والرخاوة الظاهرة عليهم، ويؤكد أن مظهر هؤلاء الشبان لا يعكس ميولاً جنسية شاذة ولا يحمل هوية جنسية منحرفة، لكنه اكتشف مع الوقت - بحسب قول المدرب - أن سببه كثرة جلوسهم مع أمهاتهم والعاملات المنزليات (الناني)، فهؤلاء الشبان قضوا طفولتهم كل الوقت مع أم أو عاملة منزلية، بينما الأب على الغالب كان غائباً، فهو يغيب أشهراً في القنص، وأسابيع في اجتماعات رجال الأعمال، وأياماً في سهرات الاستراحات والشاليهات، وبالتالي افتقد هذا الشاب النموذج الذكوري الذي يقلده في التأكيد على هويته الذكورية، بالتالي راح يقلد النساء من الأمهات والعاملات المسؤولات عن ملاحقته. ربما يكون هذا التحليل قريباً من الواقع، لكنه في الوقت نفسه ليس بعيداً عن النظرية العلمية التي تشير إلى أن كثيراً من هذه السلوكات الرائجة بين الشبان اليوم لا تعكس في حقيقتها هوية جنسية مضطربة بقدر ما هي هوية نفسية مضطربة.
    في الجامعة حيث درّست أعواماً، كانت تحضر لديّ فتاة تقضي وقتاً طويلاً في مكتبي وتحدثني عما يحدث حولها في الجامعة، جاءتني يوماً وهي تقول إن زميلة لها نصحتها أنها إذا أرادت أن تسعد فعليها أن تحب زميلتها في الجامعة، وستجد كل صباح من يحضر لها وردة حمراء ويترك في حقيبتها ورقة مليئة بالأشواق والكلمات الرومانسية. سألتها وماذا بعد كل هذا؟ قالت لي بصدق: لا شيء، فقط أحاسيسنا تتغير ونقضي وقتاً أفضل ونكسر بمثل هذه التمثيليات الملل.
    اليوم وبسبب هذه التمثيليات المرتكبة تثار قضية الفتيات البويات في المدارس والجامعات، التي قد تقلق مجتمعاً مثل مجتمعنا ويقف منها موقفاً متشنجاً يخلط بين ظاهرة شذوذ جنسي، وهو في حقيقته لا يتعدى أخطاء آباء وأمهات وموضة فتيات مراهقات يقلّدن ما يرينه تمرداً على مظاهر لا تعجبهن. كثيرات من الفتيات يرفضن صورة الأنثى المستلبة والخانعة التي حددها لها المجتمع عبر نظامه التربوي، فهي ترى نفسها معتقلة في المنزل لأنها فتاة، بينما أخوها يخرج بحرية، وترفض مدرستها أن تشركها في حصص الرياضة بينما يلعب الذكور، وليس هذا إلا بسبب كونها أنثى لهذا تنتقص حقوقها، فلا تجد طريقاً لرفض كل هذا إلا بالتوحد مع مظهر الذكر كانتزاع لمظاهر القوة وتسلك مسلكه لإثبات أنها قوية، تماماً كما حدث في الغرب في مطلع الثورة النسائية على الشكل المستكين للمرأة، فلبس بعضهن بنطلون الجينز، وتحولت قَصة الشعر القصير المسماة بقصة البوي إلى موضة. لم تكن هذه المظاهر تعني ميل المرأة للمرأة بقدر ما كانت تعني رفضها هيئة المرأة الناعمة المستكينة لأشكال القهر ونقص الحقوق. إحدى الدراسات أثبتت أن معظم الفتيات اللاتي يتخذن هوية الولد وتقليد مظهره الخارجي يعانين من علاقة غائبة أو مرتبكة مع الأب، ويبدو أن العلاقة مع الأب هي إشكالية حقيقية في الخليج، فالأب الجديد الذي كان يعود إلى منزله بعد صلاة العشاء ويقضي عطلة الأسبوع مع عائلته قد تبدّل وصار يغيب طويلاً، حتى إن بعض العائلات الخليجية تجدها تسافر وحدها والأب يسافر وحده، والنتيجة التي سنحصل عليها شبان «نعومين» وفتيات بويات. «اِلحق يا الأبو بنتك صارت ولد، وولدك صار بنت»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - أوقفوا أحلامكم!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 3 فبراير 2014 - 14:29

    ربما - أوقفوا أحلامكم!
    بدرية البشر
    السبت ١ فبراير ٢٠١٤
    قرار وزارة الإعلام السعودية وقف البرامج المرئية والمسموعة المتخصصة في تفسير الرؤى والأحلام أثار مواجع 50 قناة ستضطر للالتزام بهذا القرار وتنفيذه، وتؤكد هيئة الإعلام المرئي والمسموع أن مثل هذه البرامج تجاوزت تفسير الأحلام إلى ترويج منتجاتها الخاصة في الرقية وفك السحر والعين، كما أنها تجاوزت إلى الدخول في الغيبيات وفي بناء الإنسان وتضليله. القنوات التي وجدت نفسها في مواجهة هذا القرار أخذت تطلب الرحمة بقولها: «إن كانت الوزارة ستمنع البرامج المتخصصة فليسمحوا لنا فقط بفقرة، فقرة صغيرة تكون جزءاً من البرنامج وليس كل البرنامج». فهل هذا لأن الناس لا يستطيعون العيش من دون برامج تفسير الأحلام؟ أم لأن الخسائر المادية التي ستتكبدها هذه القنوات والتي تتمثل في إقبال الجمهور واتصالاتهم مدفوعة الثمن، وبالتالي فالحصول على أكبر قدر من الإعلانات التجارية هو ما يهم هذه القنوات؟
    هذا القرار يسري على القنوات الـ50 فقط ممن تطاولهم مسؤولية هيئة الإذاعة والتلفزيون، لكن قنوات كثيرة ستظل ترعى في حمى دسم ووفير من قبض الملايين وبيع فك الطلاسم في الأحلام، و «تطمين القلقان والطبطبة على خوف الجزعان»! وسنشهد هجرة المفسرين إليها وارتحالهم. سيقوم النائم من نومه كل يوم ويقول حلمت اللهم اجعله خيراً، فينصحه صديقه بألا يترك الأمر هكذا، وعليه أن يدرك نفسه كي يطمئن على مستقبله، ويتصل بالشيخ ليفسر له الحلم ويستعد لما هو قادم! البعض لا يحلم لنفسه فقط بل يحلم بك، فيذهب للشيخ ويفسره له، فيتبرع بالاتصال بك ليقول لك: «تراني أمس شفتك بالحلم وسألت الشيخ وقال إنك تعيش حالة تردد في اتخاذ قرار في شأن مصيري، وعليك أن تتروى»، ثم يقول لك: «خير إن شاء الله... وش السالفة»؟ وعليك أن تطمئنه وتشرح له ما أنت عليه. هل رأيتم كيف تقوّي الأحلام أواصر القربى بين الناس؟ فهذا قريبك يدخل إلى حياتك وتمد الأحلام جسراً بينك وبينه، فكيف تقسو الوزارة على الناس الذين سيعيشون يتماً وسيتيهون بعد قطع هذه البرامج التي تمدّهم بالتفسيرات، وعلى ضوئها يخطط المرء لمصيره، بخاصة إذا عرفنا أن الشخص ينام ما يقارب ٣ آلاف ساعة خلال العام؟
    جمهور تفسير الأحلام غالبيته نساء قلقات يتسلّين كثيراً بأحلامهن وتفسيراتها في مجالسهن، وبعضه أيضاً من الرجال المهووسين بتفسير الأحلام، وقد بدأت أُلاحظ أن في كل عائلة مرجعاً يقوم بمهمات نقل أحلامها إلى القيادة العليا في لجان تفسير الأحلام التي تضع بعض وقتها في خدمة المتصلين الذين يقومون تالياً بالترويج لاسم وبراعة بعضهم في تفسير الأحلام، فيشتهر بين الناس! وهذا الجمهور في غالبيته ممن تعليمه بسيط، وأيضاً بعضهم جامعي، ولكن يحتاج حين يواجه مشكلة أو يقلق وينعكس قلقه على أحلامه، إلى الاستعانة بشيخ يساعده في فك الشفرة. سمعت كثيراً من تفاسير الأحلام التي لا يتجاوز تأويلها أنك ستذهب لقضاء عمرة أو ستتزوج، أو هي ترجمة لما يعيشه الحالم من حيرة، فما الذي ستسفر عنه معرفة أمر أنت تعيشه بالفعل؟ أحد الفقهاء اعترف بأن بعض التفسيرات قادت الى مشكلات بين الناس، وطالب بأن تقصر عملية تفسير الأحلام على لجان شرعية وعلى الثقات من الشيوخ المفسرين، وهكذا سندخل في صناعة طبقة حصرية من مفسري الأحلام! هل سمعتم مرة أحداً ينادي بفتح مراكز بحثية علمية لحل المشكلات؟ أو مراكز دراسة وقياس رأي اجتماعية؟ أو مراكز تثقيف وترويح حديثة وعصرية؟ لماذا نحتاج إلى كل هذا طالما أن أحلامنا تغنينا؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - من شرب الشاي سهر الليالي!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 3 فبراير 2014 - 14:30

    ربما - من شرب الشاي سهر الليالي!
    بدرية البشر
    الإثنين ٣ فبراير ٢٠١٤
    وقوع شبابنا في خطر الإرهاب هو الخطر الشائع في وسائل الإعلام حتى الإعلام الجديد، فكل يوم نسمع بقصة شاب سعودي قُتل في سورية أو العراق، أو عاد ليسلم نفسه للسلطات السعودية، لعل آخرها حكاية «السمبتيك» التي تقول إن شاباً اشتهر في «تويتر» بهذا اللقب، خرج مجاهداً إلى سورية، لكن والده نجح في إعادته وعبر «تويتر» أيضاً ليسلم نفسه، ثم نكتشف لاحقاً أنه ليس وحده في العائلة، بل إن له أخاً قبله اسمه عبدالحكيم قُتل في سورية، أي أن العائلة فقدت شاباً وكادت أن تفقد آخر بسبب حملات الجهاد المنفلتة، التي تجذب الشباب المتحمس لدور يلعبه يملأ حياته، ويمضي به سريعاً إلى الجنة والتخلص من أزمات الشباب المتزايدة.
    لكن هذا ليس وحده ما يجب أن يروعنا، ليس الشباب الذي يذهب للقتال مع جماعات خارج الحدود، بل شبابنا الذي بقي، فالإحصاءات والأرقام التي تحصي كميات هائلة من المخدرات التي يجري ضبطها ويقال إنها لا تشكل سوى 10 في المئة من الكمية التي نجحت بالدخول كفيلة بأن تطرد النوم من عيني كل أم وأب، فهما من يدرك أن الخطر لم يعد في حملات الشحن الجهادي، بل تعداها إلى الشحن المخدراتي، فمعظم الشباب يتعرف إلى هذه المخدرات في المدارس والتجمعات حولها، التي أصبحت مرتعاً لترويج المخدرات. وبلغت كمية ما ضبطته الأجهزة الأمنية خلال العام الماضي فقط أكثر من 57 مليون حبة كبتاغون، و44 طناً من الحشيش المخدر، و52 كيلوغراماً من الهيروين. ليست هذه القنبلة الوحيدة التي نعاني منها مجتمعياً، فلدينا قنبلة أخرى هي التزايد السكاني غير المنضبط، فالإحصاءات تقول أيضاً إن معدل المواليد في السعودية بلغ 255 ألف مولود سعودي حي كل عام، وهذه النسبة تبلغ بحسب إحصاءات الأمم المتحدة 24.9 لكل ألف، بحيث أصبحت نسبة المواليد في السعودية تفوق الهند ومصر، فنسبة المواليد في الهند 23 ومصر 24.2.
    ترى ماذا أعددنا لكل هؤلاء، أحد الخبراء في الأمم المتحدة قدم خطة طريق للأسرة لكشف أعراض إدمان الأبناء لحبوب الكبتاغون أو الهلوسة أو الحشيش، ولو قرأتم الأعراض لظننتم أن معظم شبابنا مدمن، فأولها السهر بالليل وشرب الشاي، وكل شبابنا يشرب الشاي ويسهر الليل وعيونه حُمر، بينما والداه نائمان يعملان على خطة الزيادة السكانية من جديد، ترى هل هذه الخطة الوحيدة التي نقابل بها شبابنا الذي يتناوبه خطرا القتال في المناطق المتوترة بالحروب أم قتل نفسه بالمخدرات؟ خطة ترشيد المجتمعات من ناحية التنظيم والضبط السكاني وتنمية القوى الشابة والتخطيط لحاضرها ومستقبلها لا تقوم بها محاضرة تثقيفية، بل مؤسسات دولة تعد للشباب وللأسر خطة نهضة جادة وحقيقية. كلما زرت الرياض وجدت شبابنا متحلقاً حول مباريات الدوري التي لا تنعشها سوى كؤوس الشاي والسهر، هل هذا نوع آخر من المخدرات؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - «إثنينية جدة غير»

    مُساهمة من طرف waell السبت 8 فبراير 2014 - 17:21

    ربما - «إثنينية جدة غير»
    بدرية البشر
    الأربعاء ٥ فبراير ٢٠١٤
    جدة غير، قالها الشاعر الجداوي طلال حمزة في مطلع قصيدة غزل في مدينته جدة فرددها الناس من بعده «جدة غير»، ثم صارت شعاراً سياحياً لساحل غربي يرتاح الناس له ويشعرون بروح أهل الساحل المنسجمة حالما يتنفسون نسائمه. يمكن أن تلمس حال الانشراح والرقة في أهل الساحل الحجازي إن كنت قادماً من نجد المتحفزة والحذرة والعجلة، مقارنة بالروح الساحلية المنبسطة الهاشة الباشة المتسامحة في اللهجة الحجازية.
    زرت جدة مراراً، وكنت أقول لأهلها إن جدة غير فعلاً، لكنني هذه المرة قلتها حين وجدت نفسي في حفاوة إثنينيتها الشهيرة «إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة» بدارته في جدة، التي زفّت لي لجنتها خبر تكريمي في قائمتها قائلة إنني وصلت الرقم ٤٧٢ في قائمة المكرمين من المبدعين والمثقفين والبارزين من داخل المملكة وخارجها، معتذرين أن هذا التكريم جاء متأخراً، وأنا أقول «إنه للتو طاب وقته»، فأنت لن تشعر بقيمة هذه الحفاوة إلا حين تشاهد ما حملته من أسماء سبقتك من العلماء والمثقفين والمبدعين، من رجال الفكر والصحافة والأدب من داخل المملكة وخارجها.
    وقد أنجزت «الإثنينية» توثيق فعاليات تكريم ما يزيد على 440 عالماً ومفكراً وأديباً من داخل المملكة وخارجها عبر مسيرتها، ويحضرها جمع غفير من المثقفين والمهتمين نساء ورجالاً. هذه الأماسي الإثنينية وعلى مدى ستة أشهر من كل عام، لا تحتفي فقط بالمبدعين، بل تشعل مساء رائعاً من اجتماعات ثقافية يزدحم فيها الحضور المتلهف لسماع ما يجيء فيها من سير مهنية وحكايات وأسفار لشخصيات عرفها المجتمع، بعضها ظل بارزاً وبعضها طواه الزمن.
    من زاد هذه الحكايات والمسامرات يدرك الحضور أن راعي ومؤسس هذه الأمسية أقام لصاحبها عرساً من المحبة والتكريم والحفاوة والدلال أيضاً. وأنا حظيت بالحظين من التكريم، فقد كنت ضيفة الطاولة الرئيسة التي قدمت فيها ورقتي وأجبت عن أسئلة الحضور، وكنت ضيفة طاولة الاجتماع النسائي بإشراف ابنة الشيخ وزوجة ابنه، والذي حظيت فيه أيضاً بجمهور من النساء كان الحفل ينقل إليهن على شاشة تلفزيونية.
    ليس من السهل أن ينشئ مثقف عريق مثل الشيخ عبدالمقصود منتدى ثقافياً يحظى بكل هذه الثقة والتقدير، فالمثقفون غالباً متمردون ومشاكسون ولا يحبون أن يشهد أحد لهم بأنهم مستأنسون أو تسهل محاباتهم، لكن إثنينية الشيخ عبدالمقصود ما أن تعلن عن الاسم الذي سيُحتفى به حتى يشعر صاحبه أنه نال تكريماً حقيقياً يهبُّ إليه مسرعاً ممتناً. فشكراً لهذه الحفاوة، وشكراً لهذا التكريم وهذه المحبة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ربما - الحشمة مقدمة على الحياة!

    مُساهمة من طرف waell السبت 8 فبراير 2014 - 17:29

    ربما - الحشمة مقدمة على الحياة!
    بدرية البشر
    السبت ٨ فبراير ٢٠١٤
    توفيت منذ يومين طالبة ماجستير في كلية الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود للبنات بسبب أزمة قلبية، لكن الحكاية ليست في السبب الصحي للوفاة، بل في السبب الآيديولوجي لتأخر الإسعاف. فإصابة المرء بأزمة قلبية لا تقود بالضرورة إلى الموت - بمشيئة الله - إذا ما تمّ التدخل السريع لعلاجها، لكن لو تأخر الإسعاف أو انعدم فإن المصاب سيموت، وهذا ما حدث مع طالبة الماجستير آمنة. الإسعاف لم يتأخر، بل جاء بعد الاتصال به، ووقف خارج المبنى ساعتين ينتظر الإذن بالدخول، لأن من في الداخل نساء، والدخول إليهن حتى ولو لإسعاف مصابة، له شروط ومتطلبات.
    أتخيل أن الإسعاف حين وصل رنّ جرس الباب الموصد بالأقفال، فرد عليه سكان المبنى قائلين: «مين عند الباب؟» فقال: «أنا الإسعاف»، فقالوا: «آسفين ما نقدر نفتح لك لأن البنت المصابة بأزمة قلبية لا تلبس غطاء، ومغمى عليها، فانتظروا حتى تصحو وتتغطى»!
    أتخيل أن هناك ارتباكاً يحدث عادة حين يتعلق الموضوع بامرأة، ولا بد من أن المسؤولة في الكلية شددت قبل أن تسمح بأن تتلقى الطالبة الإسعاف على ضرورة الاتصال بالمحرم، وأخذ إذنه وأنفه وكل ما يمتّ لأعضاء سلطته، ووصايته الموقرة، بالموافقة على أن يتم إسعاف «حرمته» التابعة له ولإقطاعيته! أذكر مرة وأنا طالبة في الجامعة نفسها أن المصعد توقف وبداخله طالبات، وجاء رجال الدفاع المدني لإخراجهن، وتم تأخير دخولهم لأن بعض الموظفات كن يحاولن مدّ الطالبات داخل المصعد بعباءات ليتمكنَّ من تغطية أنفسهن قبل أن يفتح رجال الدفاع المدني عليهن المصعد، على رغم أن إضافة غطاء فوق أنفاسهن في مصعد حبسن فيه ساعات، تزيد من اختناقهن أكثر مما هن مختنقات.
    حادثة موت آمنة تذكرنا بحادثة حريق مدرسة بنات في مكة عام ٢٠٠٥، التي أسفرت عن موت ١٥ طالبة، وتسببت في الإطاحة بجهاز الرئاسة العامة لتعليم البنات ودمجها مع وزارة التربية والتعليم، وكان سبب وفاة الفتيات الـ١٥ أيضاً «الحشمة»، فرجال هيئة الأمر بالمعروف كانوا يعيدون الفتيات اللاتي يخرجن هاربات مذعورات من الحريق إلى داخل المبنى ليحتشمن ويتغطين قبل خروجهن، فالحشمة في منهجهم تتقدم على الحياة. يقول المثل المصري القديم: «اللي اختشوا ماتوا»، وقصته تقول إن الذين فكروا لحظة شب حريق داخل الحمام العمومي في البحث عن ملابسهم وخجلوا من الخروج عراة، كان مصيرهم الموت!
    هل الحياة رخيصة إلى هذا الحد؟ إلى درجة أن يفكر المرء بأنه يجب أن يكون بكامل حشمته، حتى وهو يواجه أزمة قلبية أو يحترق بالنار؟ أليست لهذه الأخطار آلام تفوق آلام الخجل والانكشاف؟ وهل يكون الذكر ذكراً وهو في موقع الطبيب أو المسعف؟ وهل المرأة في حال الحريق أو المرض ليست إلا جسداً مثيراً ومغرياً؟ إنها حال من التدخل الإنساني تغيب فيه الغرائز وسطوة المفاهيم الاجتماعية وحتى الدينية، فالقانون الفقهي نفسه يبيح المحظورات عند الضرورات. لا يوجد عاقل على هذه الأرض يتساءل مرتين إن كان عليه أن ينقذ جارة تستغيث بأن يرمي عليها عباءتها أولاً، إلا إن كان حيواناً كبيراً «بنمرة واستمارة»! عملية الشحن الآيديولوجي هي التي جعلت أجسادنا في المخيلة أكثر حضوراً من أرواحنا في الواقع الإنساني، وجعلت جسد المرأة مشروع غواية حتى وهو يحتضر أو يحترق، لكن هذا لا يلغي مسؤولية الجامعة التي تستجيب لمثل هذه المفاهيم، وعليها أن «تختشي» أيضاً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty «إجازة محرم»!

    مُساهمة من طرف waell السبت 22 فبراير 2014 - 15:22

    «إجازة محرم»!


    نصف السعوديين تقريباً مصابون بالقولون العصبي، هذا ما أكدته آخر الإحصاءات الطبية في السعودية، وإذا أردت أن تعرف السبب عليك أن تقرأ الخبر الآتي الذي نشرته «الحياة»، إذ يقول إن فرق الهيئة منعت مركز تغذية صحية من إدخال المراجعات إلى الطبيب من دون محْرم. وأكدت مصادر أن «رجالاً من أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دخلوا إلى مركز تغذية صحية، ومنعوا المراجعات من الدخول على اختصاصي التغذية، إذا لم يكنّ برفقة محْرم». كما أنهم أصدروا أمراً إلى موظفي المركز بالاشتراط على جميع المشتركات في المركز بوجود «مَحْرم» معهن في حال المراجعة، وأن «عدداً من المشتركات الجدد رفضن هذا الشرط، لعدم توافر مَحْرم يرافقهن كل أسبوع».


    يلزمنا من اليوم وطالع، إذا ما توعكت امرأة أو أصيب طفلها بحمى، أن تتصل بزوجها كي يترك عمله ويأتي ليصحبها إلى الطبيب، ويكون محرماً لها في غرفة الطبيب، الذي عادة ما تشاركه في العيادة ممرضة، والعيادة موجودة في مركز طبي يعج بمئات المراجعين وبابها لا يقفل بقفل، ما ينفي شرط الخلوة المحرمة، وعلى السيدة المصابة بالسكر أو ارتفاع الضغط أن تطلب مرافقة زوجها كل أسبوع عند زيارتها اختصاصي التغذية، ولو افترضنا أنه لا يوجد في العائلة سوى رجل واحد هو الأب ولديه أكثر من أنثى، فعليه أن يتفرغ لهن كلياً ويترك عمله لأجل مرافقتهن، أو يلزم الدولة بناء عليه أن تعيّن محرماً لكل امرأة، أو مثلاً تصدر قانوناً تسمح فيه للموظف الحكومي والخاص بأن يأخذ إجازة من عمله للذهاب معهن، قد تسميها «إجازة محرم»!


    «طالبان» عندما تولت السلطة في أفغانستان منعت النساء من السير في الشارع وحدهن من دون محرم، على رغم أن جلابيبهن تغطيهن من رأسهن حتى أخمص القدمين، لكنهم وجدوا سبباً دائماً لفرض الوصاية والرقابة تحت ذريعة الحماية، وحتى لا نصل إلى اشتراط محرم مع كل امرأة تسير في الشارع، يجب علينا أن نعرف كيف يستطيع المتفقهون في شؤون الدين والشريعة - الذين تساهلوا في التحريم - النوم مع المتناقضات وجمعها في سلة واحدة، فهم يمنعون المرأة من قيادة سيارتها بنفسها، ويتسامحون مع وجود سائق أجنبي يقود السيارة بدلاً منها. وأذكركم بالهجوم الذي شنه هؤلاء على وزارة العمل حين طبقت قرار تمكين النساء من البيع في محال الملابس الداخلية ومستحضرات التجميل، فلم يكن لديهم مانع من أن يبيع الرجل المرأة داخل هذه المحال ويوجد معها لغرض تجاري، فيما أزعجهم الشرط الطبي والصحي بين مريضة وطبيب، ولا يزالون يشنون الحملات على عمل المرأة وابتعاثها، ودراستها تخصصات مثل الطب والتمريض، ثم يطالبون أن تعالج النساء نساء. بالمناسبة لم أجد هذا الشرط ينطبق على عيادات الرقية والعلاج من الجن، التي اشتهرت بحالات تحرش وصل بعضها إلى القضاء.


    بعض الفقهاء المعاصرين يرون أن الرجال المشتغلين بعلوم الطب والإسعاف والتغذية ممن يوجدون في مؤسسات حكومية ينطبق عليهم «من غير ذوي الأربة»، أي ليس لهم أرب في المرأة، وهذا تفسير اختلف فيه الفقهاء والاختلاف رحمة، فكيف تستأمن طبيباً على حياتك وتخوّنه في أخلاقه؟


    التحريم من باب التحوط وسد باب الذرائع صار باباً في تخوين وتشكيك ووصاية على مجتمع كامل بمؤسساته ورجاله، بحيث أن الوحيد القادر على حماية المرأة هو «محرمها»، فهو إن لم يوجد مع المرأة في غرفة الطبيب أو في الشارع أو عند الحريق أو حين تصاب بأزمة قلبية مفاجئة، فإن امرأته معرضة للسرقة أو الخطف أو التحرش. الدولة كلها بمؤسساتها الأمنية والقضائية لا تستطيع حماية المرأة، فالمرأة - في نظر هؤلاء - لا تتعدى كونها «بقشة» أو كتلة صامتة لا إرادة لها ولا تفكير، متى ما وضعتها في مكان وتركتها جاء من يسرقها ويعبث بها، وهذا بالضبط يتماشى مع تربيتهم لها على الطاعة من دون تفكير والخنوع من دون اعتراض. هل نساؤنا هكذا مغفلات داجنات طائعات، لو مد لهن طبيب يده لن يعرفن كيف يوقفنه و«يودينه في ستين داهية»؟ مسكينات هؤلاء النساء اللاتي يحتجن دائماً إلى من يفكر عنهن، كما تفعل الماعز التي لو تُركت أكلها الذئب في هيئة طبيب.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell السبت 22 فبراير 2014 - 15:28

    18/02/2014 04:23:36 م


    أقول «الحريم» وأصر عليها، طالما أنها اللفظة التي لا ينادوننا إلا بها، وتشتهر بيننا لوصف النساء، وحتى لو تهذب بعض المسؤولين في «الإعلام» وقالوا «النساء» فهم بعيدين من الكاميرات يسموننا «حريم»، وعلينا ألا نهتم طالما أن المعاملة لم تختلف.


    هذه ليست القضية، القضية اليوم أكبر. صرحت نائبة رئيس لجنة الحريم، أو كما تسمى رسمياً «سيدات الأعمال» في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة، أن «حجم الاستثمارات النسائية في المملكة تجاوز 60 بليون ريال، تقارب 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي في القطاع الخاص، كما أن سيدات الأعمال السعوديات يمتلكن نحو 100 بليون ريال في المصارف، أي 75 في المئة من مدخرات المصارف السعودية».


    «الحريم» يدخرن كل هذه الثروة، 100 بليون ريال سعودي «ريال ينطح ريال»، ليس هذا فحسب، بل إن ثلاثة أرباع مدخرات المصارف السعودية يمتلكها «حريم». مالكات هذه الثروة الكبيرة يعانين من التهميش وفرض الوصاية عليهن في تجارتهن الصغيرة والكبيرة، وفرض «وكيل» ينوب عنهن في المراجعات في الإدارات الحكومية، ووزارة العدل لجأت أخيراً إلى أسلوب التهديد، كي ترغم موظفيها على أن يلتزموا بقرار الاعتراف ببطاقة المرأة المدنية عند مراجعة المحكمة، وعدم طلب «معرفين»، أي: «شاهدين»، ليشهدا بأنها فلانة. وحقوقهن المدنية، بل قل الإسلامية، غائبة في كهوف من التفسيرات الخاطئة والتأويل المختلط بتقاليد العرب التي صححها الإسلام، لكنها لم تلبث أن عادت ما أن مات النبي محمد (ص).


    تُرى، أين ستميل هذه الثروة وتسخى بنفسها؟ ستعرفون الإجابة في تسجيل من مسجد صغير في النمسا يؤمه الشيخ عدنان إبراهيم. شاع خطابه بين النساء والشبان، فاستولى على وجدانهم بسماحة فهمه ويسره ومواكبته روح العصر، ما أثار منافسيه فسارعوا إلى محاربته وتلطيخ سمعته بالتهم الشائنة من الطائفية إلى المذهبية وبمزاعم خرافية. الشيخ عدنان إبراهيم صرّح عبر منبره عن تلقيه تبرعاً مالياً من سيدة سعودية بربع مليون يورو، ولم تكن هي السعودية الوحيدة التي تتبرع له، بل سبقتها أخريات.


    تُرى، لماذا تتبرع سعودية لمسجد في النمسا؟ ربما لأن النساء وجدن في خطاب الشيخ عدنان إبراهيم وقراءته للدين ما ينتصر لكرامتهن وقيمهن الإنسانية، فخطابه يعتمد تفسيرات فقهية من مدرسة سنية محافظة، لكنها ويا للغرابة انتصرت للنساء!


    فكيف غرف الفقهاء من بئر واحدة واختلفوا كل هذه الاختلاف في شأن النساء؟ خطاب عدنان لم يبتعد عن الدين أبداً، بل تحزّم بالآيات والأحاديث النبوية، لكنه يدعم كرامتهن وحقوقهن ويؤكد أن الإسلام يرفع من شأنهن، وأن من يحط من شأنهن ليس الإسلام، بل عادات العرب وتقاليدهم التي سادت فوق تعاليم الدين!


    من يقارن بين خطاب عدنان إبراهيم وخطاب المشتغلين لدينا في علوم الدين سيجد فرقاً كبيراً، ويعرف لماذا أحبت النساء خطاب الشيخ عدنان فتبرعن لمسجده. من بين هذه الأقوال ما قاله أستاذ فقه وشريعة في الجامعة الإسلامية من خلال قناة فضائية، أعلن فيها رفضه الجلوس مع باحثة في الفقه الإسلامي بالاستوديو لأنها امرأة، ولم يكفه هذا بل زاد أن الزوجة في الفقه الإسلامي «دار مستأجرة، إن وقع فيها حائط لا ُيلزم المستأجر - الذي هو الزوج - أن يقيمه، بل يلزم صاحب الدار، والد الزوجة». وآخر هذه الاجتهادات موت الطالبة «آمنة باوزير» في جامعة الملك سعود، لأن المسؤولات التزمن بنظام منع دخول المسعفين إلى الجامعة، لأنهم رجال غرباء على النساء، فانتهى الأمر بموت انسانة.


    فبماذا ننصح صاحبات الثروة يا ترى نصرة لهن على فقه لا يراهن إلا كومة بشرية لا إرادة مستقلة لها، حتى لو امتلكت 100 بليون؟ هل نقول لهن اسحبن ثرواتكن التي تعادل ثلاثة أرباع ما في المصارف واهربن بها إلى مكان آخر حتى يعرفوا ثقلكن، أم ننصح المؤسسات بضرورة تحسين القوانين ويعاملن بمبدأ الاقتصاد الشهير «دعه يعمل دعه يمر»؟


    الخلاصة، «حسّنوا أخلاقكم مع الحريم تكسبوا بلايين».


     


    balbishr@gmail.com


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty أنا والتلفزيون

    مُساهمة من طرف waell السبت 22 فبراير 2014 - 15:36

    21/02/2014 07:55:25 م


    أظنه كان عام 2003 حين أصابتني كوابيس أثناء النوم بسبب مشاهدتي للتلفزيون، حين كانت القنوات الفضائية تتسابق لعرض أسوأ أخبار الحرب على العراق، ومن ثم سقوط صدام حسين. ظننت أنني أعيش لحظة تاريخية لا تتكرر، لم أدرِ أنه بعد 10 أعوام ستصبح اللحظات التاريخية «على قفا من يشيل»، وستقوم الثورات ويسقط عمالقة ظنناهم لا يسقطون. الشاهد أني كففت من حينها عن مشاهدة التلفزيون، بحيث تمرّ أشهر وربما أعوام من دون أن أفتحه. منذ أشهر لاحظت أني أشعر بالسعادة حين أجلس بجانب أحد أفراد عائلتي وهو يشاهد التلفزيون ويمسك بالريموت ويقلبه، لكنني حين أشاهد التلفزيون وحدي أصاب بالكآبة، فاكتشفت أن السبب هو إصابتي بمتلازمة الجهل التلفزيوني، وأني فقدت لياقتي في التحكم بـ «الريموت كنترول»، فالقفز من القناة رقم (1) وحتى القناة (1000) مهارة تفقدها حالما تكف عن ممارستها، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل إن أعراضاً أخرى أخذت تظهر عليّ، فما أن أدخل غرفة أو مكتباً والتلفزيون مفتوح حتى أتسمّر أمامه محدقة فيه من دون توقف، وكأنه يرسل إلى رأسي ذبذبات فيصيبني بالشلل، لهذا أجد نفسي أحياناً أدخل الغرفة لأقول لا‍بنتي شيئاً، فأحدق في التلفزيون وأنسى ما جئت لأجله!


    وحين أجلس مع أبنائي أشرب الشاي وهم يتحدثون، أجدني لا شعورياً أتابع البرامج الغريبة التي يسمونها «برامج الواقع»، مثل عائلة «كرديشيان»، فيذهب الأولاد وأبقى وحدي متسمّرة أمام التلفزيون. بالأمس شاهدت برامج أخرى بدأت تستخدم مشاهير آخرين تتابع حياتهم ومشكلاتهم، مثل تلك المذيعة التي قررت أن تنجب طفلاً، وأخذت تتدرب كيف تصبح أماً!


    قررت مواجهة الموقف بشجاعة لأفهم حالتي هذه، فما الذي يشد في هذه البرامج التي نشتُمها كل يوم، ولا نطالع فيها سوى نساء منحوتات في عيادات التجميل، يلبسن ثياباً أنيقة، ويضعن مستحضرات تجميل. لا يفعلن شيئاً طوال الوقت، بل يركبن سيارات فاخرة، ويأكلن في مطاعم باذخة، بينما كل ما في الحلقة يغزوك بأنواع الدعايات، من السيارات الفاخرة إلى البيوت والمطاعم والملاعق والسكاكين ومستحضرات التجميل، بينما هم يقنعونك أنك تتفرج على عائلة تعيش واقعها بمشكلاتها اليومية، فيما الكاميرا تتابعهم، فتحدّق مشدوداً في الأخ وهو يبكي، أو في الأم وهي تُطلَّق، أو في الأخت وهي تراجع عيادة الحمل والولادة.


    إنه برنامج واقعي بنسبة 100 في المئة، لكن يحضر فيه الأساتذة والمحللون والمدربون الذين يضعون التحليل في إطار بسيط ولكنه علمي.


    النهاية تقول إنهم نجحوا في بيعك كل شيء، ولكن بطريقة ذكية، فالواقع لم يكن واقعاً كما يبدو، بل نجحوا في تمثيله عبر حبكة وسيناريو وموضوع يهمك، مثل مشكلات المراهقين أو الأزواج، وضغوط العمل وكيفية معالجتها، ومشكلات التدبير المنزلي، والأخ الضائع والمهمِل، أو أزمة التكيّف مع زوج جديد. لقد نجحوا في صناعة موضوع اجتماعي نفسي يعيشه كل إنسان، ويصعب فهمه من دون هذه المساعدة الحديثة التي تدلّك على أسرار جديدة وتقنعك بها، لقد نجح الأميركيون في بيعك حياة الناس وما تظنه أسرارهم، مع شدّك إليهم. أنا وحدي من أجلس هنا وأحلّل، لكن الجيل الجديد وبخاصة المراهقين مشدودون، بل إن بعضهم يجد في نفسه محبة وولاء لبعض الشخصيات، ويدافعون عنهم. لقد أصبحوا جزءاً من العائلة، فهم يعرفون تفاصيل حياتهم ويعيشونها معهم بعواطفهم، ولكن في شكل جذاب يحترم ذكاءهم.


    نجح الأميركيون في بيعك كل جديد وبسعر رخيص، وأظن أن الكوابيس ستعود إليّ مرة أخرى، لا لخوفي من أن ينغمس أبناؤنا في هذا الواقع ويصدقوه، ويحاولوا محاكاته، فبعضه مفيد، بل لأننا وجدنا وسط عالم ذكي سريع ومتحرك، لكننا جامدون، نسأل بأي قدم ندخل المنزل؟ مع أننا منذ الصغر ندخل باليمين!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty تعرفي إيه عن المنطق يا وزارة «التربية»؟

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 24 فبراير 2014 - 17:05

    تعرفي إيه عن المنطق يا وزارة «التربية»؟
    قررت وزارة التربية والتعليم التصدي لمظاهر الفوضى في بعض مدارسها التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، إذ صوّرت بعض المعلمين الذين عاثوا في المدارس «لعباً وسعباً» - يعني لعباً ورقصاً - فصوّرت كاميرات الهواتف الذكية مدرساً للرياضة في أحد الصفوف الأولى الابتدائية واقفاً أمام طلابه في حصة رياضة يعلّمهم أن يرددوا شعار فريق رياضي من أشهر فرق الرياضة في المملكة، وأول حرف من اسمه النصر حالفه الحظ ففاز في مباريات عدة، ما جعل جمهوره يؤلف شعاراً طريفاً يقول «متصدر لا تكلمني»، تحول في ما بعد إلى أغنية حظ سعيدة. حرص مدرس الرياضة على أن يربي النشء على حب فريقه والولاء له، فعقل الطفل كما تعرفون عجينة لينة يمكن تشكيلها كما يشاء المربون، وبهذا يشحن النشء الجديد بأن فريقه النصر هو من يستحق التشجيع والجدارة حتى الآن، تعتبر هذه «وجهة نظر» ولن يكون تطبيقها صعباً، فالطفل يحب ويسهل أن يندمج في الجماعة بلا مشكلات وسيتبع معلمه، خصوصاً إذا كان دمه خفيفاً، أما إذا رقص معهم في الحصة وغنّى، فإن الهوى سيكون حيث هوى. المشكلة ليست هنا، فالطفل نشأ في منزل مثل منازلنا يشتهر بتعصبه الرياضي، وكان الوالد يدعو الله طوال عمره ألا يبتليه بابن يشجع الفريق المنافس، فنحن كما تعرفون لا نسمح بالاختلاف، ولا يجب أن نخرج عن تقاليد العائلة، ولو اكتشف الوالد أن ابنه وقع في براثن حب الفريق المنافس فسيعرف أنه اختطفته جماعة المدرسة «النصر»، وسيصرّح للإعلام بأن وزارة التربية والتعليم مختطفة من فريق النصر، لهذا سارعت وزارة التربية والتعليم لنفي هذا الخبر، وأعلنت أنها تحقق في الموضوع، وستعاقب وتحاسب من يتصدر بأفكاره الخارجية في المدارس، كي يعرف كل مواطن ومدرس أن المدرسة ليست «بيت أبوك» تفعل فيها ما تريده أنت، وليست معسكرات تربية شخصية أو منظمات حزبية تربي فيها النشء الصغير «على كيفك»، بل هي نظام تربية وتعليم.


    المشهد الثاني الذي انتشر بين الناس أخفّ من الأول، لأن خارقي النظام التعليمي هم ثلة من المعلمين صفوا أمام الطلبة، ورقصوا رقصة تراثية شهيرة لا تقل رشاقة عن رقصة البطريق الفنلندية، لهذا ضاع اسمها بين القبائل، وقيل إنها ربما في معرض احتفال باليوم الوطني تباسط فيه المعلمون قليلاً، المشاهد التي تسرق من ردهات مدارس التربية والتعليم تنافس مسرحية «مدرسة المشاغبين»، ومثلما شفعت خفة الدم لمشاغبيها في «مدرسة المشاغبين» فتعاطفنا معهم وانحزنا لهم ضد نظام التعليم البائد الجامد، فكذلك شفعت الطرافة لهذه المشاهد المصورة، لكن وزارة التربية والتعليم اعتبرت أن ظهور نشئها ومربيهم يرقصون ويغنون ويرفعون شعار «متصدر لا تكلمني» سقوطاً لهيبتها.


    الهواتف الذكية - التي يبدو أنها أذكى منا - هي التي كشفت ووثقت «حالنا المايل»، ليس فقط مدارس التعليم المختطفة، لكنه هو ميدان حديثنا اليوم، فسقوط هيبتها وتراجع سطوتها حدث منذ زمن، ربما منذ ما قبل أحداث ١١ سبتمبر وما جاورها حين كان مدرس التاريخ في مدرسة أبنائي يقطع حصة التاريخ ليحدث الطلبة عن بطولات أسامة بن لادن في الجبال. ويطلب مدرس الرسم من طلبة الأول الابتدائي أن يرسموا طائرتين تصطدمان بالبرجين. ويكتب مدرس الرياضيات عن معادلة رياضية رموزها شهداء قتلوا فكم بقي منهم. غاب المسرح عن وزارة التربية والتعليم وتحول إلى معسكرات «لا صفية» تدرّب على الجودو وفنون القتال، وانتشرت بينهم أناشيد حماسية ذات أشواق ملتهبة عن الجهاد والمجاهدين في الجبال والكهوف، وعن أعداء الدين، ونصرة الأمة الإسلامية في كل مكان. أذكر منها نشيداً صدع به طفلي رأسي، مطلعه «أماه لا تجزعي فالحافظ الله» حتى كدت أن أخنقه أو أرسله بنفسي إلى الجهاد.


    وزارة التربية والتعليم تحتاج إلى أبلا عفت «المعلمة في مدرسة المشاغبين» التي ظنّ مدير المدرسة أنها معلم ذكر فقبلها، ليكتشف أنها أنثى جاءت تعلم الطلبة «ما هو المنطق»، والمنطق يقول صحيح أن الرقص المنفلت وتشجيع الفرق الرياضية يضران ويخلقان فوضى لا تليق بميدان التعليم، لكن تجاهلها ولا مبالاتها طوال عقود أفرغا وزارة التربية والتعليم من مناهجها، وهدما أعمدتها، وأوقفا نموها وتطويرها، فعاشت أعواماً عجافاً، بدت فيها المدارس وكأنها بيوت شخصية لسكانها يفعلون بها ما يشاؤون، ويدعون من يشاؤون لإلقاء المحاضرات الوعظية، ومكتباتها تعج بالكتب المؤدلجة، فهل تريد وزارة التربية والتعليم التي صمتت عن عملية اختطاف كاملة لنظام التربية والتعليم كله أن تقنعنا اليوم وهي تنتفض أمام مشهدين مضحكين أنها فهمت ما هو المنطق؟ تعرفي إيه عن المنطق يا وزارة التربية والتعليم؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ما العلم إلا ما علمنا

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:26

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Badria-Al-Besher

    الثلاثاء، ٢٥ فبراير/ شباط ٢٠١٤ (١٨:٩ - بتوقيت غرينتش)


    حين دخلت السيارة إلى السعودية في بدايات التحديث مع الملك عبدالعزيز قام أحد الرجال - وفق المرويات الاجتماعية - بتقديم العلف لها ووضعه تحت مقدمتها، ظناً أنها جمل أو شاة تحتاج إلى الغذاء، بهذا العقل القياسي البسيط فُهمت السيارة، وكان هذا الفهم البسيط يتناسب مع العزلة التي عاشها الناس في ذلك الوقت، وافتقاد المعرفة والمعلومات، وبالتالي فهمها. وهذه العزلة تسببت بارتفاع سقف الممنوعات في حياتنا واضطراب التعامل مع الجديد ورفضه، بل وجره إلى ساحة الخروج عن الدين ومحاربة أهله، ولعل أشهر معركة خاضها الملك عبدالعزيز مع جيش المعارضة في موقعة السبلة 1929 استندت إلى تكفير التعامل مع الكفار وعدم محاربتهم، ولم يكن هؤلاء الكفار سوى أهل الكويت والعراق.


    السيارة والبرق والهاتف في عهد التأسيس تسببت في صدمة ثقافية لأهل نجد في ذلك الوقت، لكنها تالياً دخلت تاريخ الطرائف، دخول التلفزيون أيضاً تسبب في معركة، ولا تزال الذاكرة الشعبية تعيش مع طرائف مثل تلك المرأة التي غطت وجهها حال خرج المذيع على شاشة التلفزيون. تؤمن الذاكرة الشعبية اليوم بأن الجهل سبب هذه الوقائع، وسببها أيضاً بساطة العقل ومحدوديته في ذلك الوقت، لكنها تقف الموقف ذاته من كل جديد يتجاوز نطاق فهمها، فإن كان الهاتف والفاكس والتلفزيون من عاديات الحياة، فإن الأمر ليس كذلك مع الشبكات الإلكترونية والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، الصدمة الفكرية هي ذاتها، والتحريم هو رد الفعل الاحترازي.


    ظللنا نتهرب من مواجهة الفتوى الشهيرة التي تحرم القول بدوران الأرض وكرويتها حتى مات العلماء السلفيون الذين قالوا بهذه الفتوى، وهو ما تسبب بخلق جيل من المعلمين يلجأون لتبرئة ذمتهم حين يشرحون درس دوران الأرض والتذكير بقول الشيخ الذي ينكر هذا القانون الطبيعي ويحرم قوله. اليوم لن تجد من ينكر دوران الأرض وكرويتها، لكن فتاوى التحريم لا تزال تخيط ثوبها فينقضه من يأتي بعدهم لأنهم فهموا أكثر، فهل الحرام مطلق وشمولي وأبدي أم أنه متغير وفق علم صاحبه؟


    أمس قرأت خبر مطاردة هيئة الأمر بالمعروف لما عرف بـ «أساور الطاقة»، ووصفها شيخ آخر بأنها تمائم، في هذين الموقفين خلط يشبه تقديم العلف للسيارة، أو يشبه تكفيرك إذا لبست ثوباً أو عباءة لأن من خاطها هو رجل بوذي.


    الأساور التي اختلطت على «فريق التحريم» لا تزيد على أي زي أو إكسسوار تساهم الشركات التجارية بترويجه كموضة لا يلزمها أي اعتقاد ديني، فإن كنت تركب سيارة ألمانية فهذا لا يعني أنك تتعبد على الطريقة الألمانية. في مراهقتي كانت الموضة أن نضع على جباهنا خيطاً مثل الهنود الحمر ثم اندثرت، وإذا ما ربط شاب على سبيل الموضة قطعة قماش على معصمه فإنها لا تخدش معتقداته الثابتة بالله، ولا تجعله مشركاً، أما أساور الطاقة الأخرى التي تروّجها بعض شركات الطب البديل لعلاج أمراض الروماتيزم فهي ليس ذات معتقد ديني، فلبسها لا يأتي على سبيل التبرك، بل يقوم على مسلَّمة فيزيائية لم تثبت حتى الآن صحتها، ويكفي أن تجربها حين ترهقك أعراض الروماتيزم فإن لم تفدك فيمكن تركها، وربما أن الاستعانة بخبراء الصحة والعلاج الطبيعي لشرح وظيفتها هو الحل الأمثل لإنقاذ الناس من سرقة أموالهم، بدلاً من حمل الأ‍مر إلى لجنة كبار العلماء الدينية كي يحرموا أمراً يحتاج إلى معرفة فيزيائية متخصصة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty ركاب الدرجة الاقتصادية

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:28

    ركاب الدرجة الاقتصادية
    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Badria-Al-Besher
    السبت، ١ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    عادة ما يلفت نظري الفارق الرهيب بين خدمات المضيفات حين أركب الطائرة في الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، وبينهن في الدرجة الاقتصادية. أقول في نفسي كيف يتغيّرن حالما يفتحن الستارة الفاصلة بين الدرجتين؟ لكن المرء الذي يخدم سبعة أشخاص لا يكون نفسه حين تكلِّفه بخدمة 200 شخص. الأخلاق تتغير، وأحياناً يصبح وحشاً صغيراً. الأسبوع الماضي قرر دعاة الحفلة الذين كرموني في الرياض أن يحجزوا لي على درجة رجال الأعمال في الذهاب، وما إن انتهوا مني حتى أعادوني على الدرجة الاقتصادية، لهذا وجدت نفسي أبدأ بجمع الفروقات السبعة بين الدرجتين، وأولها أ‍ن نسبة احتمال أن تجاورك عائلة معها طفل رضيع يبكي في أذنك طوال الرحلة في درجة رجال الأعمال لا تزيد على 1 في المئة، أما احتمال وجود عشرات الرضع بجانبك في الدرجة الاقتصادية فهو 170 في المئة، وهؤلاء الأطفال يبكون طوال الرحلة لأن الضغط يزعج آذانهم، بينما أمهم بعد خمس دقائق من الصياح تتعود، فيظل المسافرون يفكرون ألف مرة في طريقة لإخراس هذا الطفل. المضيفة التي كانت في الدرجة الأولى ما عادت هي نفسها في الدرجة الاقتصادية، فهي في الأولى تدلعك وتعزمك على وجبة الطعام، وحين تجدك ترفض كل عرض لدعوتها فلا تشرب شاياً ولا قهوة ولا تأكل طعاماً، فإنها تشهق بخيبة: «معقولة مش حتاكل حاجة»؟


    وفي وجبة رجال الأعمال يخيرونك بين ثلاثة أطباق من سمك أو لحم أو دجاج، والتحلية تكون إما طبق تراميسو أو كيكة بالكراميل، بينما يقدمون لك في الدرجة الاقتصادية صينية طعام من دون أن يسألك أحد ماذا تريد أن تأكل، أما التحلية فهي إصبع حلوى «مارس»، ولو فكرت في طلب كأس ماء قبل أن يأتي الطعام لأخذ حبة «بنادول» بسبب هدير الطائرة، فستنظر إليك المضيفة نظرة وكأنها تقول: «أنت ووجهك»!


    وفيما كانت الابتسامة رفيقة المضيفة في الدرجة الأولى حتى تكاد تظن أنها تتدرب على دعاية لمعجون الأسنان، فإنها في الاقتصادية عرض دائم لثبات صبغ الشفاه الأحمر الذي لن ينفرج أبداً عن ابتسامة. وإذا كان حجم السماعات في الدرجة الأولى يكاد أن يكون من جودته «طاقية» تصمّ أذنيك عن كل صوت، فإنها في الدرجة الاقتصادية بحجم إصبعين، بهما حبتا قطن تدسهما في أذنيك، تسمع من خلالها الفيلم، ومعه حديث كل الركاب. لكن من حسن الحظ أنه يمكن أن تأخذها معك إلى البيت إذا كان لديك مقعد طائرة فيه، لأنهم لا يعودون لأخذها منك، وفي الدرجة الأولى لا تسمع إلا إعلان المضيف عن المبيعات من عطور وهدايا وماكياج، أما في الاقتصادية فلا تسمع إلا «اربطوا الحزام» فيما الطائرة تهتز، وعند عرض المبيعات يمرون سريعاً، فهم - بحسب الخبرة - يعرفون أنك لا تشتري.


    وفي مقعد الدرجة الاقتصادية تضيق المسافة طبعاً فتدخل ركبتيك في بطنك، وستسمع صوت الراكب خلفك يطلب منك أن تعدل مقعدك حتى يتمكن من الذهاب إلى دورة المياه، ومهما تقدمت بمقعدك فإن هذا لن ينقذك من صوته، فتستمع لمكالمته قبل الإقلاع وهو يحجز لنفسه فندقاً في آخر لحظة، ويودع أطفاله بأسمائهم واحداً واحداً «عطني خالد.. عطني فيصل.. عطني داليا.. عطني ريما..». استغربت أن أسماء أبنائه جديدة، فيما هو ظلّ قديماً، يحجز ويودع في اللحظة الأخيرة!


    من حسنات الدرجة الاقتصادية أن تلفزيونها مثبت في ظهر المقعد الذي أمامك، فلا تضطر أن تفتش عنه كما هو في الدرجة الأولى مخبأ في جيب، لكن عليك أن تنتبه كلما تحرَّك الراكب الذي أمامك أو ضحك، فشاشتك ستهتز، وعليك أن تبعد وجهك حتى لا يرتطم به، ويجب ألا تحزن لو وقعت الطائرة، فإن الجميع سيقع بمن فيهم مضيفات الدرجة الأولى.


    حين أعلنت الخطوط السعودية أنها رفعت أسعارها فكّرت لماذا لا يرفعونها فقط على ركاب الدرجة الأولى، ويتركون الدرجة الاقتصادية طالما هذه حالهم، ويقلّلون من المضيفات، أو يحولونها إلى خدمة ذاتية، فيحضر كل قهوته معه من المنزل، فلن تفرق معهم كثيراً!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty نعناع» و «فوسفين»!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:30

    نعناع» و «فوسفين»!

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Badria-Al-Besher

    الإثنين، ٣ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    زلزل خبر نعناع المدينة أمن السعوديين وطمأنينتهم، هم الذين اعتادوا شربه مع الشاي، وبعضهم زرعه في أحواض حديقته ليقطفه طازجاً. لكن خبراً طبياً يقول بأنه يحوي مادة مسرطنة أذاعته قناة «إم بي سي» جعل مواقع التواصل الاجتماعي تسارع ببثّه بين الناس، فانتشر مثل النار في الهشيم.


    هذا الخبر سمعنا من يكذِّبه، لكن التأكيد كان أقوى من النفي، وظل الخبران متزامنين- النفي والإثبات - لا نعلم من سيحسم طالما أن وزارة الصحة صامتة، بينما نعناع المدينة المعروف لدينا باسم «الحبق» يباع على الطرقات البرية، وفي الشوارع وداخل المدن، وبأسعار زهيدة.


    القصة ليست في اكتشاف أن النعناع القادم من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل، فغيره من المواد تباع على الطرقات، وفي عيادات الطب الشعبي، فماء زمزم مثلاً لا نعرف إن كان حقاً من بئر زمزم نفسها أم لا؟ وإن كان حقاً كذلك، فكيف يسمح لأشخاص المتاجرة به؟ وإن كان لا، فكيف سمحت المتاجرة به؟


    ليست هذه المفاجأة التي زعزعت أمن الناس النفسي وتيسَّر لقنوات الإعلام نشرها، بل أيضاً ما سجله بعض الشباب في فيلم باسم «فوسفين»، وهو وثائقي صنع بمهارة، ويتحدث عن موت ثلاثة أطفال من عائلتين مختلفتين بسبب مبيد حشري استخدمه جار لهم، صادف وجوده في العمارة نفسها، وأدى لموت الأطفال، إذ دخلت رائحة المبيد من النوافذ وقتلتهم.


    هذه المعلومات الخطرة التي تخرج من مؤسسات غير متخصصة بالصحة تشير إلى قصور المؤسسات الحكومية التي انتظرت أن يقوم بالمهمة أحد غيرها، وهي بهذا تسببت بالبلبلة، حين بقيت صامتة حتى يكشف الآخرون فداحة ما يحصل.


    مسؤولية البحث عن المعرفة، والوعي بها، ونشر التوعية، مفقودة في ثقافتنا، لهذا سيفاجئك أن تكتشف أن نعناعك مسرطن، وأن مبيداً حشرياً قادر على التسلل من نافذتك وقتل أطفالك من دون شبهة، لأنه غير خاضع للرقابة.


    نحن مصابون بقلة العلم والحد من انتشاره، وإن كنا نعرف الكثير عن الوعي الغذائي، وكم سعرة حرارية يحويها «الهمبرغر» وبعض الأغذية المستوردة، فلأن الدول الغربية هي من يخصص موازنة هائلة لدرس الدواء والغذاء، بينما نحن نهتم بفتاوى «تحريمية» ترى أن التوسع في العلم ونشر المعلومات شرّ مستطير.


    ألا تثير عجبك فرق تنتشر في صحارى «نيفادا» تفتش عن عظام الديناصورات وكأنها تفتش عن مجوهرات ثمينة، وتصطف الدراسات في مراكز البحث، وتنشرها المجلات العلمية، وتزدحم الحفريات في متاحفها، بينما أكثر ما أقلق علماء الشريعة لدينا هو توافر رحلات سفر للمريخ، سارعوا إلى إصدار فتوى تحرِّمها لأنها مؤذية!


    نتصور أن المعرفة مصدر قلق وليست مصدر تقدم وازدهار، لكننا في المقابل كلما اكتشف علماء الغرب حقيقة كونية أو معاشية، سارعنا نتباهى بأنها ذكرت في القرآن، وأنها دلالة على أنه حق من عند الله.


    طالما أن هذه الدلائل هي ما قال الله تعالى عنها: «لكل نبأ مستقر ولسوف تعلمون»، فلماذا لم تكن من جهود بحثنا نحن لا هم؟ وإن كنا نحن المسلمين من أمرنا الله أن نسير في الأرض لنعلم كيف بدأ الخلق، فلماذا لا نسير ونحفر ونجمع الدلائل العلمية؟ ولماذا يقلقنا البحث العلمي، ولا يقلقنا أن نستورد لقاحات الشلل والسلّ لأطفالنا من هذا الغرب الذي نصوّره عدواً لنا؟


    نعناع المدينة الذي خوَّفنا ليس سوى بقعة صغيرة في دائرة جهل واتكالية واعتماد على الآخر، فسامح الله من تجرّأ وخدش هدوء الناس وطمأنينتهم، فالجهل عندنا نعمة!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty معرض الكتاب للنكت السوداء والبيضاء

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:33

    معرض الكتاب للنكت السوداء والبيضاء
    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Badria-Al-Besher
    الأربعاء، ٥ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    الواعظ الذي ظهر في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الذي اختتم أخيراً، لم يكن وحده، بل صاحبه فريق مكون من شرطي ومرافقين أحدهما تولى دور المذيع وقاطع «فرقة الباحة» التي كانت تؤدي عرضاً فولكلورياً يتلو شاعرها أهزوجة تراثية، دخل عليهم الواعظ ممثلاً دور ضيف مهذب أوقف الأهزوجة وهو يقول «لقد هيضني غناءكم»، هكذا حياهم تحية طربية. «يا سلام يا شيخ»، ثم سلّم عليهم ولم يأخذ المايكروفون بنفسه، بل أخذه المرافق المذيع وقدّم للجمهور الواعظ الفذ الذي جاء كي يلقي إليهم كلمة لم تكن ضمن البرنامج طبعاً، ولم تستطع هذه الكلمة أن تنتظر القوم حتى ينهوا فعاليتهم، فما هو هذا الكلام المهم الذي اضطر هذا الواعظ لقوله؟


    أخذ الواعظ المايكروفون وقال إنه جاء ليدعو لهم، ودعا الله «أن يجعل كل امرأة في المكان أجمل زوجة في عيني زوجها، وأن يجعل كل رجل في المكان أجمل زوج في عيني زوجته»، ثم قال: «أوصيكم بصلة الرحم، فمن يمنع زوجته أن تزور والديها يعاقبه الله، ولا تضربوا زوجاتكم ضرباً عنيفاً فتكونوا من أشرار العرب، ومن ضرب زوجته اليوم عليه أن يحضر لها هدية، ويجب أن تعاملوهن معاملة الأسير، فالزوجة كما قال ابن القيم في مقام الأسير عند زوجها، ولا تضربوا أولادكم على الوجه» فلديه بحث نتائجه مرعبة عن أضرار ضرب الوجه. لم تتجاوز العظة هذه الأفكار الساذجة التي يعرفها الجميع، ثم أنهى حديثه قائلاً إنه كان بوده أن يهزج معهم لكنه لا يعرف. «جزاك الله خيراً يا شيخ»، هذا ما ردده رجل من فرقة الباحة «كان دوره أن يطلق باروداً في الهواء» ورأى في هذه المقاطعة بياناً وسحراً، لهذا أصرّ أن يطلق أمام الواعظ طلقتين تحية له على مقاطعته ونصحه لهم، ليدخل الجمهور في وجوم. ثم ذهب الشيخ كي يمارس هوايته في مقاطعة فعاليات الجنادرية الأخرى ويدعو لهم ولزوجاتهم ويوصيهم بصلة الرحم، وبعدم ضرب الزوجات الأسيرات بعنف.


    هذا الشيخ يرى أن كلامه أهمّ من كل ما يحدث حوله من أهازيج الناس ومن برنامج المؤسسة المنظمة لهذه الفعاليات، فهو لديه بحوث عن صلة الرحم وعدم ضرب الأسيرات. وهو وحده الذي يعرف أن يقول هذه الكلام، لكنه هو وجمهوره المتحمس له سيكونان أول المعارضين للتشريعات القانونية المتعلقة بمنع العنف والتحرش بالنساء والأطفال، لأن المجتمع لا تنصلح حاله إلا بالعظات، أما القوانين فإنها تلغي دورهم.


    ليس هذا الآن هو المهم، المهم كيف استطاع هذا الواعظ مقاطعة الفعالية؟ وكيف تأتّى له أن يصطحب شرطياً ومذيعاً؟ فوجود عنصر من الأمن معه يعني أن هذا الفعل تمّ بدراية الجهة المنظمة، وإن كان الأمر كذلك فلِمَ لا تنظم له مكاناً خاصاً للعظة وتترك الفعاليات من دون مقاطعة؟


    مع بداية معرض الكتاب الذي انطلق مساء أمس وتنظمه وزارة الثقافة والإعلام، سيكون لفرق الاحتساب التي تدربت على عمليات الاحتساب المنشورة في جنبات الفضاء الإلكتروني حضور لافت للنظر، وبدايته جاءت من تحذير أولي أطلقه أحد الوعاظ المشهورين يوصي «بعدم ذهاب المرء منفرداً إلى معرض الكتاب» وأن عليه أن يأخذ معه موجهاً ناصحاً خبيراً «كي يقيه شر الوقوع في بحر الظلمات الفكرية، فكل كتاب يقرأه إما ينكت قلبه نكتاً بيضاء أو سوداء»، الجدير بالذكر أن النكتة المقصودة هنا ليست لها علاقة بالإضحاك إلا في مضمونها، فالناصح الخبير لن يكون سوى «سوبرمان» يستطيع من نظرة واحدة أن يميز الكتاب ذا النكتة السوداء من البيضاء ومن بين آلاف دور النشر وملايين الكتب.


    فكر الاحتساب هو فكر وصاية واعتقال يجعلك بالضبط كالأسير عنده يفعل بك وبعقلك ما يشاء، لكنه في الوقت نفسه لا يدرك أنه في عصر الدولة، وأن القوانين لا تجيز الاحتساب المنفلت الذي يقاطع الفعاليات والأمسيات الثقافية، وأنها وحدها من تنظمه وتقننه، وفي الوقت نفسه لا يلتزم بقول الله تعالى «لست عليهم بمسيطر». إنه لا يرى نفسه إلا وكيلاً وحارساً على كل الناس. وقانا الله وإياكم شر النكتة السوداء.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty والشعب أيضاً مستبد وحرامي!

    مُساهمة من طرف waell السبت 8 مارس 2014 - 6:57

    السبت، ٨ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    لو أنكم شاهدتم حشود الأوكرانيين وهم يدخلون القصر الذي فرّ حاكم أوكرانيا وتركه لضحكتم، فعلى رغم كل ما قيل عن سيكولوجية الجماهير التي كتبها جوستاف لوبون، التي تقول إن الحشود تفقد صوابها وتجن بسبب عدوى الهمجية، فيتحول الفرد إلى نعجة في قطيع هائج منفلت، إلا أن الشعب الأوكراني كذّبها وجعل منها نظرية قديمة جداً. ظهر أفراد الشعب الأوكراني وكأنهم تلاميذ مهذبون في زيارة مدرسية يتفرجون ويقولون حِكماً. يعرفون أنهم فقراء وأن الحاكم غني، لكنهم تساءلوا: ما قيمة هذا المال الذي يشتري ما لا يفيد، فهو يصُفّ سيارات لا يركبها في كراج قصره، وشاهدوا بأعينهم قوارير «فودكا» تحمل اسمه، وصحوناً صنعها له المصمم فيرساتشي، لكن هذا الشعب كان يتفرج فقط، يمد يده لآنية، ثم يحملها بين يديه ويتفحصها ليعيدها إلى مكانها، والصحافي يسأل: «لِمَ لا تسرقونها، فصاحبها لص ويستحق السرقة؟»، فيجيبون: «لا. لا نريد أن نكون لصوصاً مثله».


    «اعمل بوز لو سمحت»، وانتقل إلى عشرة أعوام مضت. هل تتذكرون الحشود التي هاجمت قصر صدام حسين وترجمت حرفياً نظرية سيكولوجية الجماهير المنفلتة من عقالها، فسرقت كل شيء يمكن سرقته؟ أحدهم ظهر يحمل كرسي مكتب بدواليب، وآخر حمل مواسير، كل شيء تقريباً سُرق. هؤلاء الذين اتهموا الحاكم بسرقتهم ما إن حانت الفرصة حتى صاروا مثله وسرقوا، أما الذين لم يسرقوه، فحملوا أحذيتهم وضربوا صوره! المشهد تكرّر حين اقتحمت بعض الجماهير قصور الرؤساء الهاربين في الثورات العربية، فأما من وقع في قبضتهم فقد ضربوه وقتلوه، أي مارسوا الشيء نفسه.


    لقد أثبت بعض أفراد الشعب العربي الذين اشتكوا من اللص الكبير أنهم لصوص ما إن تحين الفرصة، وكذلك الدمويون الذين اشتكوا من الدموية، أنهم لا يقلون دموية عن الدموي الأكبر. هذا أيضاً يذكرنا بالمعارضة السياسية التي هي من نسيج الشعب نفسه، فالمعارضة العربية التي طالما ناحت وبكت، وصوّرت نفسها وهي تعيش مظلومية قاسية من حرمان المشاركة السياسية وحق التعبير والرأي، ما إن أوصلتها الثورات العربية إلى السُلطة حتى فعلت ما كانت تشتكي منه، فاختطفت النتائج ولوَت الحقائق، وصادرت الحريات، وقامت بتعيين الأقارب والموالين في المناصب، وشكّلت حكومة بحسب الولاء والطاعة لا بحسب الكفاءة، وركبت السيارات الفاخرة، واستحوذت على المال، ودخلت شريكة في كل صفقة مالية. أما الجماعات الإسلامية فمصيبتها أعظم، فهي ادعت أنها تعارض السُلطة القائمة لأنها لا تحافظ على الدين، وأقل صلاحاً وتقوى، واتهمتها بالجشع وسرقة أموال الناس وممارسة الحرام، لكنها ما إن تتحكم في سلطة سياسية أو مالية حتى تقع في الشيء نفسه، فتجد عناصر منها اتّجرت بالبلايين، وبعضهم ضبطوا مع نساء في خلوات مشبوهة، أو بتعاطي مخدرات، ومنهم من يُجري جراحة تجميل لأنفه، ويقول إنه تعرض لاعتداء وسرقة، أي حرامي وكذاب!


    الشعب العربي كله الذي اشتكى من الاستبداد والعنصرية، وحرمانه من حق التعبير، ما إن امتلك فرصة التعبير في وسائل التواصل الاجتماعي حتى صار مستبداً بالآخر، وأكثر عنصرية من سُلطته.


    توقف العرب عند حكمة شعبية تقول: «هيك شعب بدوا هيك حكومة» أو «كما تكونون يولى عليكم»، لكن هل هذا يعني أن هناك شعباً نزيهاً بطبعه، وشعباً فاسداً بطبعه؟


    المجتمعات المتقدمة التي عالجت وطورت النظرية السياسية - متخذة من أخطاء الماضي دليلاً - أقرّت أن البشر هم أنفسهم في كل مكان وزمان، لكن السُلطة المطلقة مفسدة مطلقة، لذا جعلتها لا تتجاوز الأعوام الثمانية، وهي لا تترك الصناديق تقرّر فقط، بل وضعت قضاء مستقلاً يحاكمها، وتشريعاً مستقلاً لا يخضع لمصلحة المستفيد والقوي، وتركت الأحزاب والرؤساء يتنافسون في لعبة السُلطة، لكن تحت مجهر حرّ من النقد والتقويم - وأحياناً السخرية - اسمه «الصحافة» ينكد عليهم، فلو ابتسم الرئيس أكثر من اللازم لوزيرة شقراء، فسيجد المذيع في برامج المساء يصيح به «جرى إيه يا ريس؟»، ولن تُغلق القناة، ولن يتوقف الرئيس عن الابتسام للشقراوات ولكن بأدب، وهو يقول: «الله يقطع الصحافة»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty من «داعش» إلى «معرض الكتاب»

    مُساهمة من طرف waell السبت 15 مارس 2014 - 13:20

    الإثنين، ١٠ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    نشرت جريدة «الشرق الأوسط» قصة «المراهق أيوب»، التي غدت مشهداً مألوفاً وحاضراً بقوة في الواقع العربي، الذي يتخبط بين شعارات المستقبل الواعدة بالحرية والعدالة والمساواة والرغبة في التخلص من الطغيان، وبين أبطال هذا المشهد وهم «داعش» و «النصرة» و «القاعدة»، الذين يقودون إلى الماضي، لكنهم استطاعوا أن يسيطروا على بعض الشبان بشعارات إسلامية براقة، فاختطفوا الأطفال والمراهقين والشبان من بين أيدي أهليهم.


    أكثر ما لفت نظري في هذه القصة التي نشرتها هانا لوسيندا سميث بعنوان: (من ليبيا إلى سورية... جيل من المراهقين تجندهم «داعش»)، هي عبارة «جيل المراهقين المتعطش للقتال». لاحظوا متعطش للقتال، بل ومعادٍ لشعارات الحرية والعدالة والمساواة والديموقراطية، التي هي شعارات الحياة. الشبان صاروا يقدسون الموت لا للحياة.


    القصة تقول إن الأخ الأكبر محمد الليبي الذي قاتل مع الثوار لأجل سقوط القذافي صار أنموذجاً فاتناً لأخيه المراهق الصغير أيوب (15 سنة)، فراح يردد: «أريد أن أصبح مثلك وأن أقاتل»، فوقع بين يدي المنظّرين للجهاد، الذي يجمعون صغار السن ويستخرجون لهم أوراقاً ثبوتية وجوازات سفر وتذاكر طيران ويرسلونهم إلى سورية.


    محمد تلقى اتصالاً من والدته في كانون الأول (ديسمبر)، وتقول إن الصغير أيوب اتصل بها وهو يركب الطائرة، معلماً إياها أنه خرج للقتال في سورية. فركب أخوه محمد الطائرة في اليوم التالي ليفتش عنه في الحدود السورية - التركية القريبة من مناطق القتال، واكتشف أنه لم ينضم إلى «الجيش الحر»، بل إلى «داعش». ضاع بين المعلومات المتضاربة والطامعين بسرقة ماله، لم يجد أيوب على الأرض، لكن وجده في العالم الافتراضي «تويتر»، «فيسبوك»، و «أنستغرام»، ووجد مقطعاً مصوراً لطفل نحيل قصير يبدو وكأن عمره 13 سنة، هو أيوب الذي ظهر في الصورة مرتدياً جلباباً كاكياً وسترة مموهة ويحمل بيده «كلاشنيكوف»، وحين حاول أخوه أن يتواصل معه لم يرد عليه إلا بكلمات من التهديد، حشتها «داعش» في دماغه «لست مسلماً صالحاً، وإن وجدتك قتلتك»!


    محمد عاد إلى ليبيا لا يلوم إلا نفسه، فهو يقول إنهم هم الثوار الذين قاموا بالثورة ولم يكملوها، فتركوا أطفالهم وعائلاتهم نهباً للجماعات والعصابات الإسلامية التي سرقت أبناءهم وحولتهم إلى بندقيات، ولن يتورعوا عن قتل إخوتهم أيضاً، لأنهم آمنوا بدين أخرج الناس كلهم من الإسلام، ولم يُبقوا سوى جماعتهم الصغيرة فيه.


    نحن اليوم نتفق على تجريم هؤلاء قانونياً ومحاربتهم، بمن فيهم هؤلاء الأطفال والشبان المختطَفون عقلاً وجسداً، لكننا في المقابل نتسامح مع الأدبيات التي زرعت في نفوسهم كما وصف التقرير «التعطش للقتال» وتصفية الخصم. كل ما قدمنا لهؤلاء الشبان اليوم أننا أفقرنا حياتهم من التعليم العصري الذي يربطهم بالمستقبل وبالتنوير، وحرمناهم من ممارسة الهوايات التي تبني عقولهم وأجسادهم، ومن الحرية التي تحترم استقلاليتهم وعقولهم وتفكيرهم، وتحثهم على البحث والإبداع، فما الذي بقي لهم؟


    حين تجف الحياة إلى هذا الحد فإنها تصبح مرعى خصباً ينمو فيه عالم افتراضي. مثال خيالي لا يوجد إلا في خطابات هذه الجماعات التي تحشو عقل الشبان بأن الحقيقة المطلقة لديها هي، وهي من يعرف كيف توصلهم إلى الجنة بأقصر الطرق وعبر شواهد من التاريخ الإسلامي الذي عاشه الأوائل، وما عليهم سوى أن ينضموا إليهم وينتقوا أسماء مشابهة لهذا التاريخ، مثل أبو طلحة أو الفاروق أو أبو بكر، وما أن يغير الشاب اسمه ويحمل سلاحاً ثم يموت سيجد الصحابة كلهم في انتظاره، وسيحصل على حصة من حوريات العين ويعيش بينهن ملكاً.


    في «معرض الكتاب» المقام حالياً في الرياض ظهر شبان متعطشون أيضاً للجهاد، اقتحموا المعرض - بحسب قولهم - كي يفتشوا عن كتب الإلحاد والانحراف العقائدي، ومنع اختلاط النساء بالرجال. «معرض الكتاب» سوق كبيرة للكتب، تنظمه وزارة كبيرة، هي وزارة الإعلام، وتحرسه عشرات الجهات الأمنية، ومقام في بلد مثل السعودية ولا أحد يشك في حرصها على الإسلام، وترتاده عائلات لم تعرف طوال حياتها سوى منهج المحافظة والتقليد، وعلى رغم هذا جاء الشبان المحتسبون يفتشون عليهم.


    هؤلاء أيضاً مُختطَفون ولا يعبّرون عن أنفسهم، بل عن آخرين حشوا أدمغتهم بأدبيات أفقرت إحساسهم بالحياة وبالحضارة وبالتمدن التي هي مفاهيم عصرهم، وحبستهم في ماضٍ متواضع ومحدود، لكنه غني بحكايات الحماسة، مثل حكايات «علي بابا» و «روبن هود»، يريدون أن يكونوا أبطالاً، يسرقون المال من الأغنياء ويوزعونه على الفقراء، في وقت لم يعد الناس فيه يعيشون في القلاع ولا يعيش اللصوص في الكهوف.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 8 Empty أريد أن أموت

    مُساهمة من طرف waell السبت 15 مارس 2014 - 13:22

    الأربعاء، ١٢ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    أنا كاتبة ولكني أيضاً أم، وكل مشهد لشاب يخرج في تسجيل ويروي تجربته المؤلمة يتحرك قلب الأم بداخلي وأشعر بالألم من أجله، أعرف أن الشباب هو عمر الحماسة والبحث عن الذات ومحاولة تأكيدها، لكنني أعرف أيضاً أن هناك فطرة سوية هي الأشد حماسة لنصرة الضعيف والوقوف بجانب المظلومين ومساعدة المحتاجين، هي التي تفور في هذه السن، وكل الشباب الذين ضلوا طريقهم أو اهتدوا حرّكتهم هذه القيم، لكن شباب الجماعات الإسلامية المنحرفة لديهم قيمة واحدة عليا تدعو إليها، ولحراكهم نتيجة صماء لا تفسر ما قبلها هي الموت.


    «أريد أن أموت، كنت أريد أن أقتل، تمنيت أن أقتل أنا وصديقي، كنت أريد أن ألحق بأخي المقتول في سورية»، هذه العبارات كانت الأشهر في حديث الشاب السعودي سليمان السبيعي الذي سجلته وبثته «العربية» بعد أن عاد من سورية ومعه رشده، يصف فيه صراعاً فكرياً وقيمياً عاشه مع «داعش» و «النصرة» وفصائل القتال هناك، نقل حقائق أتمنى لو تبثها المؤسسات التعليمية والخيرية في المدارس وفي الأسواق مثلما كانت تبث صور الحروب في الشيشان وأفغانستان أيام الحماسة والدعوة للجهاد. هذه المقابلة يجب أن تبث في مدارسنا كي يعرف مراهقونا وشبابنا أي مصير ينتظرهم لو أنهم استجابوا لهذا النوع من المغامرات.


    هل خان التعبير هؤلاء الشباب الذين تمنوا الموت، فخرجوا للقتال لا يملأ جنباتهم سوى الرغبة في الموت؟ ستقولون مصححين لي إنهم تمنوا الشهادة في سبيل الله. وأنا أقول إني أفهم، لكن الشهادة ليست عبارة مباشرة يقولها المرء وينتهي منها. والشهادة لا تقود إلى واقع وصفه السبيعي حين وجد الفصائل المدعية للإسلام تقاتل بعضها وأنه وجد السعوديين في سورية يقاتلون بعضهم، ووجد أن معظم الشباب المجند يقع بين 20 و25 عاماً.


    الإسلام هو دين الفطرة، لهذا فإن الشهادة ليست مصطلحاً منفصلاً عنها، لهذا فإننا لا نتحرك كي نموت بل كي نعيش وننصر الضعفاء، كي نوقف الطغاة، كي ننقذ الأطفال من القتل، كي نسخّر ما منحنا الله من علم وقوة لمساعدة المنكوبين. الطبيب الفرنسي المسيحي الذي دخل سورية أثناء الثورة قال إنه ذهب كي يساعد الناس الذين ظلمهم القتال في سورية ويعالج الأطفال، لقد تحدث بضمير إنساني لا يختلف معه الدين في شيء، كذلك فعل معظم الصحافيين الغربيين الذين دخلوا سورية كي ينشروا الحقائق، هذه القيم هي ما يحرص الإنسان عليه كي يرقى بوصفه إنساناً، لكن الموت حين يكون هدفاً فهذا ليس سوى عارض سوداوي منحرف يجب أن نفتش عما قبله.


    سليمان السبيعي الذي استمعت إلى قصته كان واضحاً وضوح الشمس وقالها هو بصراحة «إن مقتل أخيه الأكبر عبدالحكيم صدمه»، وهو أخ لم تربطه به علاقة حميمة كونه قضى أعواماً في السجن وحين خرج لم يبق مع عائلته سوى أشهر ليفاجأ بعد ذلك بهربه ثم مقتله في سورية. سليمان كان يعيش صدمة الموت، خصوصاً حين تكون هذه التجربة مع قريب مثل أخ. لهذا تحول سليمان من شاب هازل يروي الطرائف في برنامج «كيك» دائخاً من شهرة منحها له «كيك» إلى شاب يشغله كيف يموت ويلحق بأخيه، وبحسب وصفه فقد اتخذ قرار السفر إلى سورية فجأة وفي أقل من ساعة.


    النضال الإنساني مربوط بالتعاطف مع الناس، والأديان جاءت لتعلي من هذه القيم مثل نصرة الضعيف ووقف الظلم، لكن الفصائل المتحمسة للقتال لم تكن تعيش ولا تعلم سوى شهوة القتل، لهذا فإنها كما قال سليمان السبيعي كانت تكفّر بعضها بعضاً كي تجد حجة لتقتل، وهي أيضاً تكذب وتزوّر وتغتصب وتمثل بالجثث من مبدأ ميكافيلي «الغاية تبرر الوسيلة».


    أنا سعيدة بنجاة سليمان السبيعي الذي أنقذه الله ثم عقله اليقظ، ولعله شفي بشجاعته وبمواجهة الموت وعاد، كما أتمنى أن يعود لطرافته ولـ «كيك» كي يدافع عن الحياة وعن الشباب المغرر بهم، وعلينا مساعدته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 27 نوفمبر 2024 - 6:24