ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


3 مشترك

    بدرية البشر / متجدد

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 12 نوفمبر 2012 - 22:36

    في الإمارات بدأتُ أواجه مشكلة في حفلات توقيع كتابي «تزوجْ سعودية»، خصوصاً في معارض كليات وجامعات البنات، فقد أطلقن شهقات مازحة في ظاهرها مستنكرة في باطنها، ظناً منهنّ أنني أروّج حملة تزويج السعوديات، قالت لي إحدى الطالبات: «وماذا يحل بنا نحن الإماراتيات إذا ما تزوج شباننا سعوديات؟»، لهذا صرت أؤكد على كل من يتسلّم كتابي من الشبان أنها مجرد دعوة محلية تخص السعوديين فقط، وأؤكد للفتيات أنها دعوة لا تهتم صراحة بالتزويج بل بالتطليق. فقد ضمَّ الكتاب مقالات ساخرة منوعة انتهت بمقالين، الأول بعنوان «تزوج سعودية»، يليه مقال «لا تتزوجي سعودياً»، وقد كتبته في معرض شرح واقع المرأة السعودية حين تتعذّر عليها العشرة الزوجية فتلجأ إلى الطلاق، لتجد نفسها أمام مفارقة قضائية غريبة تقول «رجعي له مهره كاملاً»، من دون أن يحرص القاضي نفسه الذي طبّق حديث «ردي إليه حديقته» على متابعة بقية الحقوق، مثل توفير إقامتها في سكن إن كانت حاضنة للأطفال، وكذلك نفقتهم، المهم أن يستعيد هو «قروشه» مهما كانت الأسباب وعلى رغم سنوات العشرة الطويلة وإنجابها الأطفال، وقد تسفر الحسبة فيها عن أن مجموع الخدمات التي حصل عليها مقابل هذا الزواج من طبخ الطعام وغسل الثياب وتربية الأطفال تعادل مجموع ما دفعه من مهر أو تزيد.

    وعلى رغم أنه لا يمكن لإنسان أن يشتري سيارة ويستخدمها ثم يعيدها لمعرض السيارات ويطالب باستعادة ثمن السيارة كاملاً، لكنه ممكن أن يتزوج ثم يعيدها لمنزل أهلها بعد سنوات ويطلب المبلغ الذي دفعه كاملاً، وقد سمعت عن أزواج طلبوا أكثر، وأن هذا يدخل في مفهوم «فدية»، فعرفت أن المرأة تعتبر مخطوفة عند الزوج.

    وقد ضاقت بعض القارئات بما كتبت قائلات: «طيب والحل؟». فكتبت لهن مقالاً تالياً بعنوان «لا تتزوجي سعودياً» حتى يصلح القضاء هذا الشأن، ولأن مثل هذا الحل صعب ولن يقبله أحد، ولأن الوقت طال، لكن الحل جاء أخيراً وعنوانه «تطلقي في لندن»، فقد كشفت لنا صحيفة «الحياة» نقلاً عن «الديلي تليغراف» أن امرأة سعودية حصلت أمام المحكمة العليا في لندن على مبلغ 42 مليون ريال سعودي ونفقة تعادل 900 ألف طوال حياتها، كي تعيش بمستوى من الرفاهية التي يعيشها زوجها الغني «جداً»، وقد رأت المحكمة أن زوجها الذي يبلغ دخله السنوي 30 مليون ريال يتوجب عليه بعد علاقة زواج بلغت 14 عاماً أن يدفع لها تعويضاً، وعلى اعتبار أنها كانت رفيقته في تكوين هذه الثروة.

    الزوجان يقيمان في جدة، لكن ملكيتهما منزلاً في لندن استوجبت قبول الدعوى ونفاذ حكم المحكمة. الزوج طبعاً حاول الفرار من الحكم والتعويض ‍بأقل من المطلوب، ومنحها بيتاً وتعويضاً أقل، إلا أن المحكمة قالت «معصي»، وستلاحقه بالحكم في بريطانيا وجميع الدول التي وقّعت معها اتفاقات قضائية. لهذا فإن من تريد الطلاق عليها بلندن، لكن عليها أولاً أن تحصي ثروة زوجها، فقد تضطر تالياً أن تدفع تكاليف الدعوى هي ولا تأخذ إلا ما تأخذه الريح من البلاط. على قول الإخوة المصريين.


    عدل سابقا من قبل waell في الإثنين 26 نوفمبر 2012 - 7:47 عدل 1 مرات
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - «اللهو» الحلال

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 16 نوفمبر 2012 - 14:29

    دخلتُ عرساً فسألتُ عن عدد كبير من قريبات «أم العروس»، فقيل لي إنهن لم يحضرن لاعتراضهن على الغناء في العرس، وكانت أم العروس تبلع غصتها قائلة: «من جاء الله يحييه، ومن غاب بسلامته»، مع شكّي في أنها تحضِّر عتاباً طويلاً لقريباتها وتتوعدهن بقطيعة مماثلة رداً على ما فعلوه بها في عرس ابنتها.

    فهل هذا هو ما حث عليه الإسلام، أنْ جعل مقاطعةَ عرس -بحجة تجنب سماع الغناء- مقدَّمة على صلة الرحم وحفظ وحدة نسيج العائلة ومداراة شعورها؟!

    في الثمانينات من القرن الماضي انتشر بيننا ما سُمي ظاهرة «العرس الإسلامي»، وفيه تجتمع النساء في صالة أفراح مستأجَرة بآلاف الريالات وتُذبَح الذبائح، التي يذهب نصفها إلى النفايات، وتُصرَف طاقة هائلة من الكهرباء، مع المحافظة على كل أشكال الإسراف السائدة. أما أين تكمن الظاهرة الإسلامية في العرس، فهي في اختفاء الضرب على الدفوف وغياب أغانٍ اعتدنا أن نسمعها، تقول مثلاً إن ليلتنا سعيدة، وإن عروسنا جميلة، وإن عريسنا شجاع، كما في أغاني الأفراح واللهو المباح. وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها زفت امرأةً إلى رجل من الأنصار، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «يا عائشة، أما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو»، وفي رواية أخرى: «قوم فيهم غزل». هذا الحديث غاب في ظاهرة التقوى الشاملة التي عمّت مظاهر الحياة، ومنها الأعراس، التي غدت عشاءً صامتاً توزَّع خلالَه أو بعده أعدادٌ هائلة من أشرطة الكاسيت والمنشورات الدينية التي تحث الناس على ترك هذا الفعل أو ذاك، وعلى رأسها حرمة الاستماع إلى الموسيقى أو الغناء، إلى درجة إن بعض اجتماعاتنا العائلية تحولت خطباً دينية يجد الناس فيها حرجاً بحديث بعضهم إلى بعض وتقصِّي أخبارهم، وهم ربما لم يلتقوا منذ زمن.

    بقيتُ أظن أن هذا اجتهادات شخصية بالَغَ البعض في فهمها، إلى أن جلستُ أول من أمس أمام برنامج فتاوى في قناة «دليل»، فإذ بسائلة اسمها أم عبدالمحسن تقول إنها لم تعد تحضر الأعراس بسبب الغناء والعري اللذين انتشرا فيها، وهي متأكدة أنها على حق، لكنها تناشد الشيخ حضَّ الناس على عدم الحضور.

    مَنْ يستمع لمثل هذا الكلام وهو من خارج بلادنا، قد يظن أن النساء في هذه المناسبات يتعرين أمام الرجال، لهذا أقول هنا للتوضيح، إن أعراس النساء في بلادنا لا تحضرها إلا نساء، وبعضهن -وبخاصة المراهقات والشابات- لا يتحفظ في لباسه طالما أنهن بين نساء، فيلبسْنَ فستاناً بلا أكمام أو فستاناً مشقوقاً يُظهر جزءاً من الساق، وهو ما أثار حفيظة النساء اللواتي لم يعتدن مثل هذا، فطالب بعضهن بهيئة من النساء تراقب اللباس في الأعراس.

    حرصت على أن أسمع جواب الشيخ على أم عبدالمحسن، لعله يقدم صلة القريبة رحم أقربائها على الامتناع عن سماع الغناء، فتحضر ولو لوقت قصير، وتقدم الواجب وتهنئ العروس وتمضي، لكنني وجدته يشكر السائلة ويُطري فعلَها، ويحث الجميع على أن يَقتدوا بها، لأجل -كما قال- أن يتأدب الناس ويكفوا عن الغناء في الأفراح. وما أن انتهى البرنامج، وأثناء ظهور أسماء المُعِدّين في البرنامج، حتى علا صوت شاب رخيم يترنم بقصيدة شعرية تمتدح برنامج الفتاوى هذا، ويلوِّن غناءه بإيقاع حنجرته صعوداً وهبوطاً، مختتماً البرنامج بأغنية موقعة مرنمة، اللهم إلا أنها بلا دفوف أو وتر، ويسمونه الإيقاع الإسلامي...! فهل يجوز أن يغني الشاب بنشيد يمتدح فيه البرنامج ويثني عليه، ونترك عرسنا بلا غناء يمدح العروس ويمتِّع النفوس بلهو حلال؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 19 نوفمبر 2012 - 6:26

    أضع لكم في نهاية المقالة رابطاً يكشف لكم صورة امرأة وقفت بباب شرطة بلدة الحفاير بخميس مشيط في ذل شديد، هاربة من زوج حبسها ستة أيام في دورة المياه، جلدها وعذبها، وقدم لها بوله شراباً، فاستغلت دخوله للحمام كي يستحم، وهربت لاجئة للشرطة، لكن الشرطة تركتها في الشارع بانتظار حلٍّ من السماء، لأن والدها كلما هربت من الزوج أعادها إليه وهو الآن يرفض تسلّمها. المرأة في هذا الخبر وفي أخبار أخرى مشابهة أشبه ببضاعة حين لا تجد من يتسلمها تجلس في الشارع أو في الحبس حتى يقرر مالكها شأنها.
    ستجدون من دون شك من يقدم الأعذار للجهات المسؤولة، أقلها أنها مشغولة بما هو أهم، وهذا صحيح بالفعل، فقد كشفت إدارة الجوازات أخيراً عن سر انشغالها بإطلاق خدمة جديدة شعارها «نحن نتعقب زوجتك استرح أنت». آمل أن نعرف كم كلفت هذه الخدمة من الموازنة العامة؟ هذه الخدمة الذكية جاءت ضمن حزمة إجراءات لا تكف عن التقدم أو بمعنى أصح عن التخلف، في ما يخص أشكال الضبط الناعم للمرأة دونما آثار ظاهرة في العلن، لكن هيهات، فكل سر جاوز الاثنين شاع. إدارة جوازات المطار كانت قد سهلت على الزوج أو ولي الأمر بأن منحته حق استصدار ورقة صفراء تحمل إذن سماح بالسفر لـ «الولية» المسافرة من دون أن يتطلب ذلك حضوره، لكن هذه الورقة الصفراء أحرجتنا أمام منافذ الجوازات الخليجية والعربية والدولية فهي سابقة، مما حدا بإدارة الجوازات إلى تطوير هذا النظام وجعله خفياً في النظام الإلكتروني، بحيث لا يظهر إلا لموظف جوازات المطار في شاشة الكومبيوتر، فيجعل صاحبة الجواز تمر إن كان لديها الإذن، أو يطلب حضور الزوج إن لم يكن لديها. هل تكفي هذه الإجراءات؟ لا ليست كافية، فنحن اليوم في عصر الأجهزة الذكية، وفي عصر الفائض عن الحاجات، وقد بقي فائض من الحاجة «من يدري» قد يلزم الرجل، فهو يستطيع الآن أن يستمتع وهو جالس في مكتبه أو في المقهى بخدمة إخباره برسالة على هاتفه الخليوي تخبره أين وصلت «الولية»، فإن عبرت المنفذ السعودي ذهاباً أو دخلته قدوماً، ستصله الرسالة، وقد فوجئ بعض الأزواج المصاحبين لزوجاتهم وهم يعبرون الجوازات بمن يخبرهم، أين هي زوجته، «طبعاً الكومبيوتر لا يفهم!».
    أنصح إدارة جوازاتنا بضرورة أن تسجل هذا الاختراع باسمها، لأنني متأكدة أن الشركات التجارية ستسرقه، فتقوم بتصنيع شرائح اتصال وحقائب وحلي ترسل رسائل إلى هاتف الزوج الخليوي تخبره بطول المسافة التي ابتعدت فيها الولية عن المنزل.
    ألا تذكركم هذه الإجراءات بإجراءات تعقب المجرمين الذين يخضعون للرقابة، التي لا يمكن للشرطة مباشرتها إلا بحكم من المحكمة، بينما هي تقدم هنا لولي الأمر من دون أن يطلبها كنوع من الخدمات الحكومية الفائضة؟ أن تضع إنساناً راشداً عاقلاً تحت رقابة زوج يدخل معه في علاقة قائمة على الرضا والقبول لا على الخضوع والقهر، فهذه شهادة بأن المرأة طرف في علاقة عبودية وملكية، فإن صلح المالك عاشت الأنثى في أمن وسلام، وإ‍ن فسد فليس لها إلا ما للعبيد إن شاء حررها وإ‍ن شاء عذبها، وهذا ما يبرر بقاء سيدة الحفاير عاجزة أمام قسم شرطة لا يقدم لها عوناً، وقبل أن أختم أسأل جمعية وهيئة حقوق الإنسان لدينا «أعرف أنكما عاجزتان عن الفعل، لكن قولا كلمة، ولو جبر خاطر، ولا بيان من بعيد».

    من صحيفة الحياة للكاتبة بدرية البشر
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty الأرض مدوّرة لكن الزوجة دار مستأجرة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 26 نوفمبر 2012 - 7:46

    ربما - الأرض مدوّرة لكن الزوجة دار مستأجرة

    بدرية البشر

    الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢

    رفض أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية الجلوس مع الدكتورة سهيلة زين العابدين في الأستوديو نفسه، وطلب أن يجلس في أستوديو آخر كي يتحدث في برنامج «يا هلا» عبر «روتانا خليجية»، كما طلب إعلان هذا الأمر للتوضيح. استنكر أستاذ الفقه أقوال الباحثة الإسلامية الدكتورة سهيلة زين العابدين، واتهم منهجها في التفكير بأنه شبيه بمنهج المعتزلة والرافضة، وعاب عليها أنها تستخدم العقل في فحصها أقوال القدماء من الفقهاء الذين سبقونا بقرون. كما قال إنها تسفّه أئ‍مة الإسلام، ولا يعجبها إلا ما يزيّنه لها عقلها، أما سبب كل هذا، فلأن الزميلة سهيلة أوردت مثالاً للأحكام الفقهية غير المقبولة، يقول إن «الزوج لا يلزمه علاج زوجته إذا مرضت لأنها كالدار المستأجَرَة، فلا يلزم المستأجر أن يصلح ما يقع منها حتى وهو يستخدمها». وأزيد من بعض ما قرأت في هذا الجانب أنه يلزمه فقط شراء زينتها «أدوات الماكياج»، أما لماذا فلأنها تتزيّن له، بينما علاجها وكفنها لا يلزمانه.

    الشيخ يستغرب كيف لا تقبل الدكتورة سهيلة الباحثة، عضو هيئة حقوق الإنسان، هذا الكلام، ولولا محاولاته الناجحة لضبط نفسه لقال ما هو فوق الاستغراب، ولكن بدا واضحاً أنه يحاصرها بطلب أن تصرّح وتقول للناس «إنها تحتج على البخاري أيضاً»، لأنها تحفظت على حديث قالت عنه إنه آحاد وإن أحاديث الآحاد ضعيفة، وأن من روى هذا الحديث لا تنطبق عليه شروط الشهادة، فما بالك برواة الأحاديث.

    الأستاذ في الجامعة الإسلامية اعتبر أن من يعارض هذه الأقوال يعارض الدين بالضرورة، ولو كانت الباحثة تحتج بأدلة من القرآن والسنّة وعدم مطابقة الحكم مع ما جاء فيها. لكن الشيخ يرى أن نلتزم كل ما ورد في كتب الفقهاء من قبلنا، وأنه لا يحق لك النقل عن آخرين غيرهم، ولا أن تُعمِل عقلك في تطابق هذه الأحاديث مع جوهر الدين الرفيع فقد رفعت الأقلام بعدهم.

    لن أدخل في نقل يصف الزوجة بأنها أسيرة عند زوجها أو أنها بمنزلة العبد عند سيده، لأن من يتحفظ على هذا القول ينال ما نالته زميلتنا سهيلة، لكنني متأكدة أنني لو سألت الأستاذ إن كان يعالج زوجته إذا مرضت، سيقول إنه يعالجها بل وفي أحسن المستشفيات. ولو قلت له: لو جاءتك ابنتك مريضة وقد رفض زوجها علاجها بحجة أنها «دار مستأجرة»، فهل يجد في فعله شيئاً من المروءة؟ ولو جاءه خاطب لابنته واشترط عليه ألا يعالجها إذا مرِضت، فهل يزوجه؟ وإن كانت الإجابة بلا فكيف نقبل أن نصوّر ديننا على نقيض المروءة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق»؟ إلا إذا كان لا بأس أن نقول شيئاً ونفعل شيئاً آخر، طالما لا نستطيع أن نغيّر الأقوال، وهذا ما حاجَّ به الأستاذ الدكتورة سهيلة حين قال لها: «ها أنتِ تستطيعين أن تظهري في الإعلام وتخرجي من المنزل، ولم يمنعك القيّم عليك»، لكنه لم يقل إن القيِّم يستطيع فعل ذلك لأنه حق له إن شاء استخدمه وإن شاء تركه، فهي أسيرته.

    طالبات الجامعات وأستاذاتها، ووكيلات الوزارة وموظفاتها، والمثقفات والناشطات الحقوقيات والباحثات في الشؤون الإسلامية، عليهن أن يقبلن هذا الكلام وإلا وقعن في المحظور، وهو أن يستخدم الإنسان العقل ويرفض بعض ما ينقل حين لا يتوافق مع مصلحته وروح عصره، مع أن المشركين هم الذين حاجّوا الرسول صلى الله عليه وسلم بقولهم «هذا ما كان عليه آباؤنا»، بينما حاجّهم القرآن بأن يتفكروا ويتدبروا ويعقلوا، فكيف يصبح الدين عدو العقل؟

    بعض الفقهاء القدامى قالوا بعدم كروية الأرض ودورانها، لأن معطيات عصرهم لم تعِنْهم على استشراف هذه الحقيقة، وقد ثبتت «كروية الأرض ودورانها»، ولكن بقي أن نثبت أن الزوجة ليست داراً مستأجرة ولا مملوكة ولا داراً للمسيار ولا للمطيار، بل علاقة سكن ورحمة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - إنها مجرد كاتبة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 3 ديسمبر 2012 - 15:51

    ربما - إنها مجرد كاتبة

    بدرية البشر

    الإثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٢

    في معظم مطارات العالم يستقبلك موظف الجوازات وهو يلبس ثياباً مدنية، ويقوم بمطابقة معلومات جوازك مع المعلومات المسجلة لديه في الكومبيوتر، ثم يختم جوازك وتدخل البلاد، لذا يشعر الناس أن هذا مجرد إجراء نظامي، لكن حين يتحول جوازك كما قال لي الموظف في مطار الكويت إلى الضابط، فإنك تعرف أنك قد أصبحت في مواجهة الأمن، وحين يقول الضابط بعد ساعة من التدقيق الأمني المطلوب «أنت ممنوع من دخول الكويت»، تعرف أنك قد دخلت في مواجهة قرار سيادي خطر، خصوصاً حين يقول لك إن وزارة الداخلية لن تعلن لك الأسباب. الناس الذين رتبوا دعوتي وزملائي في صحيفة «الجريدة» طلبوا مني البقاء في المطار قدر ما أستطيع، فقد يتمكنون من الاتصال بوزير الداخلية الكويتي الذي كان مسافراً، لكن لغة ضباط الأمن لا تعرف سوى تنفيذ الأمر العسكري، وطلب مني مغادرة أرض الكويت على أول طائرة متجهة إلى مكان إقامتي وهي دبي.

    لم يسلمني ضابط الأمن جواز سفري، وأبقاني طوال فترة الانتظار تحت عيون موظفي الداخلية خمس ساعات، ثم سلّم جوازي إلى المشرف على الرحلة في الخطوط الإماراتية، وطلب منه تسليم جوازي لموظف الأمن في دبي. في مطار دبي تسلّمني موظف مدني، وقادني في ما أظن إلى غرفة التحقيق، كنت أظن أنني بصدد قصة طويلة عصية على الإفهام، وأن النوايا الأمنية قد تجعل كلامي في محل شك أو تدقيق أمني طويل، لهذا فإنني لم أجب الموظف، بل أشهرت أمامه شاشة جهازي «الآي فون» المفتوحة على خبر وضعته صحيفة «الشرق» السعودية على صفحتها يحمل صورتي، ويقول «الكويت تمنع الكاتبة السعودية بدرية البشر من دخول الكويت».

    أطلق الموظف دهشة كبيرة «كيف انتشر الخبر سريعاً؟»، قلت له أنا كاتبة. ابتسم ورفع سماعة الهاتف قائلاً لزميله: «إنها مجرد كاتبة». ثم وقف وقال تفضلي في أمان الله.

    هل كان ضابط الداخلية في الكويت يجهل عندما أصرّ على عدم تسليمي جواز سفري في يدي، أنني مجرد كاتبة؟ وأنني لا بد وأن أخضع لتحقيق أمن مطار دبي الذي ضحك موظفوه على القصة وقالوا لا تنزعجي إنه مجرد إجراء روتيني، فالذين يحالون إلينا ليسوا عادة كتاباً مثلك.

    أعرف أنني دخلت الكويت في فترة قاتمة، لكنني أعرف أيضاً أن ما حدث هو مؤشر لما هو باطني، مثل ارتفاع الحرارة في جسم الإنسان التي ليست مرضاً، بل مؤشر لما يحدث داخل الجسم. دخلت الكويت يوم الخميس الماضي والتيارات المقاطعة ترتب لمسيرة يوم الجمعة احتجاجاً على إعلان قانون انتخابي يحتجون بعدم دستوريته، فيما الكويت تستعد لانتخابات في أجواء من المقاطعة جعلت نسبة المشاركة فيها لا تتجاوز الـ20 في المئة.

    هذه الأحداث الساخنة لم تمنع صحيفة «الجريدة» الكويتية أن تضع خبر منعي دخول الكويت على صدر افتتاحيتها، قائلة «إن الكويت تغيرت»، ثم كتب الزميل الدكتور غانم النجار مقالة بعنوان «ليلة القبض على بدرية»، وأعلن اثنان من النواب السابقين في مجلس الأمة احتجاجهما على القرار، فيما هاج «تويتر» بالاعتذار والاحتجاج، واتصل بي تلفزيون «اليوم» الكويتي في برنامج «توك شوك» لأخذ تصريح مني وأنا ما زلت في مطار الكويت، كما استنكرت نقابات وجمعيات نفع عام كويتية قرار المنع، وحين وصلت إلى دبي كان الزملاء والزميلات يسألون عني ويدعمونني ويأخذون مني تصريحاً، لصحف مثل «الحياة» و «إيلاف» و «الشرق» و «الجزيرة أون لاين» و «عكاظ»، وترتيب لقاء بث في أخبار قناة «العربية». كما وعد الزملاء في «مراسلون بلا حدود» العالمية، وهيئة حقوق الإنسان في الرياض بإصدار بيان، كذلك ناقش الزميل العزيز إدريس الدريس خبر منعي من دخول الكويت في برنامجه «الأسبوع في ساعة» مع ضيوفه الكرام الأساتذة جمال خاشقجي ويحيى الأمير وعبدالله الكعيد ورشود الخريف، فحظيت بكرم دعمهم ونبل موقفهم.

    هل أطمع بأكثر من هذا؟ بالتأكيد لا، لكن، لم يكن بودي أن اضطر لسرد هذه المواقف من زملاء الصحافة والإعلام والمنظمات، خوفاً من الوقوع في شبهة التفاخر غير الحميدة، لولا أن هناك طرفاً غائباً عجزت عن فهم غيابه، فهو الحاضر الغائب دائماً، إنها «هيئة الصحافيين» الموقرة، التي آخر علمي بها أنها تفرش مبنى كبيراً كلفها ملايين الريالات، ثم أنشأت بعده مقهى، ثم انقطعت أخبارها عنا، هل هي نائمة أم أن صوت «الدريل» عالٍ فلا يسمعون كل هذا اللغط؟ وبودي لو أميل لـ «جمعية الرأي» الشابة التي أنشئت حديثاً، وأقول لها «حتى أنت يا بروتس»، لكنني تذكرت أنها لم تستأجر المبنى بعد، أو أنها مشغولة بتعليق اللوحات على الجدران. لكني لم أنسَ بعد، وقد ذكروني في مطار دبي بأني مجرد «كاتبة».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 ديسمبر 2012 - 16:19

    ربما - التعليم لا يواجه تحدياً... هذه هي المشكلة

    بدرية البشر

    الأربعاء ٥ ديسمبر ٢٠١٢

    نفى وزير التربية والتعليم أمام الصحافيين بعد لقائه مع مجلس الشورى «إنّ وزارته تواجه تحديات من أشخاص معارضين أو يقاومون التغيير الذي تنتهجه الوزارة».

    كنتُ أفضل لو أن الوزير قال إنه أمام تحديات، فهذا الوصف هو الأقرب إلى الحقيقة، والتعليم في كل مكان في العالم يواجه تحديات، فالطلاب البريطانيون لا يشتكون من ضعف في اللغة الإنكليزية ولا يرسل التجار وعائلات الطبقة الوسطى أولادهم إلى مدارس خاصة، بحثاً عن تعليم أفضل، وعلى رغم ذلك يلطمون خدودهم من كثرة الشكوى. وحين استعان رئيس وزراء بريطانيا بمدرس خصوصي لابنه احتجت وزارة التعليم واعتبرت أن هذا طعن في قدراتها، بينما عندنا يشق الناس جيوبهم من كثرة ما ضاع على المدرسين الخصوصيين الذين هم أنفسهم مدرسوهم في الصباح. اليابان وكوريا وسنغافورة لا ينظرون إلى تعليمهم إلا على أنه تحدٍّ مستمر، أمام سوق العمل، بينما طلابنا يشكون ضعفاً في اللغة العربية، ولا يجيدون أي لغة أخرى. وتشتكي سوق العمل من ضعف مهاراتهم، ومثلها الجامعات من فارق بين نتائج «الثانوية» وبين اختبار «القدرات»، وتضطر بسببه إلى وضع سنة تحضيرية لتصحيح هذا الفارق، فإن كانت الوزارة بعد هذا كله لا تشعر بأي تحدٍّ، فهذا دليل على أن الوزارة تُدار عن بعد، وأن التقارير التي تُرسل إلى كبار مسؤوليها تمر بتنظيف عالي المستوى «دراي كلين».

    مشروع تطوير التعليم مضى عليه سبع سنوات، وأقدامه لم تبدأ صعود أول عتبة، وكل حديث في الوزارة عن التطوير يدور حول هيكلة الخطة، ورسم الاستراتيجية. سبع سنين يرسمون ويخططون، أما سبب عدم الاستعجال، فلأن كبار المسؤولين في الوزارة وأعضاء مجلس الشورى جميعاً يرسلون أبناءهم إلى مدارس خاصة، لو سألتهم عن السبب، لقالوا لك: «لأن التعليم زي الزفت»، بينما داخل أروقة مجلس الشورى يقولون غير ذلك، ولا سيما حين يحضر الوزير. هم يعرفون جيداً نوع المناهج، لأن الوزارة تفرضها على المدارس الخاصة، ويعرفون أنها لا تزال تقطر تشدداً وتعنتاً يجعل نفسه فوق التصحيح، فلا يزال على أقل تقدير بول الأنثى نجساً وبول الصبي طاهراً، ولا تزال تحية غير المسلم حكماً يحفظه الطالب عن ظهر قلب، ولا تزال بعض أسماء المتشددين مطبوعة على أغلفة كتب الدين، وهذه صراحة ووضوح يشكرون عليهما.

    أما تدريس المعلمات لطلبة الصفوف الأولية فقد ثبت لدى الوزارة إيجابياتها، ولهذا سمحوا لمن أراد من مُلاك المدارس الخاصة بتطبيقها، لكن الوزارة لا تستطيع الاستفادة من إيجابيات هذا التطبيق، خوفاً من احتجاج المعارضين، ثم تقول إنها لا تواجه معارضين للتغيير. الوزارة عالقة في قضايا شائكة بائسة ومهترئة، كالمباني المستأجرة، ونقل الطالبات، ونقل المعلمات، وتوظيف البديلات، وثلث المشاريع متعثرة. أما التحدي الحقيقي وهو التطوير في بنية التعليم العام فعليه السلام.

    التعليم في كل بلاد هو تحدٍّ كبير، وليس المطلوب أن تقود وزارة التعليم انقلاباً على المجتمع كي تفوز على هذه التحديات، لكنها على الأقل يجب أن تتقدم عليه، وأن تمثل مسيرتها شعار النور ومحاربة الظلام.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty رسائل «طائشة»!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 10 ديسمبر 2012 - 12:33

    ربما - رسائل «طائشة»!

    بدرية البشر

    الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢

    لا تزال إدارة جوازات الرياض تعيش موقفين متناقضين بعد حادثة نظام «تعقب الزوجات» الذي يقوم بإرسال رسالة تبليغ تصل إلى هواتف أولياء أمورهن من أخ أو زوج أو أب بساعة دخولهن البلاد أو خروجهن منها، فإدارة الجوازات تصرُّ على النفي أمام وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، والإصرار على أن هذا النظام يشمل فقط الأبناء ممن هم دون سن الـ18 والعمالة المنزلية المكفولة، فيظهر أنه نظام لا يتناقض مع القانون والمنطق العام. بينما لا تزال هذه الخدمة «تعقب الزوجات» مستمرة، يشهرها أمامي كل من أقابلهن بعد رحلة خارج البلاد، حتى أصبحتُ حريصة على الحصول على نسخة منها لزوم الاحتفاظ بالأدلة.

    وأنا أظن أننا أمام حل من اثنين، فإما أن تقوم الجوازات بمعاملة الأزواج بالمثل، حتى تثبت حسن نيتها أمام الزوجات، وأن هذا التنظيم قد قام بالفعل من أجل خدمة المواطنين على قدم المساواة ذكوراً وإناثاً، وكي يعم خير هذه الخدمة الجميع ويحدث بحصولها الفرح والسرور. وأقصد بذلك أن يعامل الأزواج بالمثل، فتقوم إدارة الجوازات بإرسال رسائل للزوجات على هواتفهن الخليوية، تعلمهن بأن «فلان الزوج قد خرج خارج البلاد» ساعة وضع ختم الجواز على جوازه كما يحدث مع الزوجات، وهذا مدعاة لحث الأزواج على الصدق ومواجهة الموقف بشجاعة، فكلنا نعرف أن هناك شريحة من الأزواج يعزفون عن مواجهة زوجاتهم بالحقيقة لأسباب ليس هذا مجال ذكرها، فيقولون إنهم سيصلون مشواراً قريباً في المنطقة الشرقية التي لا يفصلها عن مدينة البحرين سوى جسر يقطعونه في نصف ساعة، ولو عرفوا أن رسالة من جوازات البلاد ستتعقب خروجهم وتخبر عنهم الزوجات، فلا شك في أن سلوكهم هذا سيتغيّر، وستحثهم الجوازات على أن يصدقوا، وهذا بحد ذاته شيء جليل وقيمة حميدة.

    كما أنني آمل ألا تكتفي الجوازات بهذه الخدمة، بل تقوم بتطويرها، بحيث تشمل ذكر اسم الجهة التي ذهب إليها «الزوج»، لتنتهي بذلك مشكلة تضارب المعلومات، فنحن نعرف أن هناك أزواجاً يحرصون على حماية سمعتهم من سوء الظن، فيفضلون القول بأنهم يسافرون إلى إندونيسيا بينما هم متجهون إلى «كازبلانكا»، وحتى لا يغضب علينا أحد، فإن المدن مثل كل شيء في هذه الحياة تقع في مشكلة الصورة النمطية، بينما كل المدن تحتمل كل الظنون، وهي بحسب ما يهدف إليه صاحبها إن أراد خيراً أو غير ذلك. وأذكر بهذه المناسبة حكاية الأم البسيطة التي علمت أن ابنها قد سافر إلى مصر فغضبت عليه، وحين عاد ابنها أقسم لها أنه ما سافر إلا إلى القاهرة فاط‍مأنت.

    بطريقة المعاملة بالمثل ستقنع إدارة الجوازات - النساء - الحانقات عليها هذه الأيام، وستنهي الحملات التي تحتج على مثل هذه الخدمة، وتثبت لهن أنها ما أرادت إلا الإصلاح وحفظ استقرار الأسرة. وأن هذه التنظيمات هي تنظيمات مدنية لا تخضع لآيديولوجيا تضع الزوجة في موقع التابع الذي تلاحقه الوصاية وتخلع عنه صفة الرشد وتشكك في أهليته وأخلاقه.

    أما الاقتراح الثاني الذي أظن أنكم نسيتم أنه في قائمة الاقتراحات، فهو أن تعترف الجوازات بأن هذه الرسائل مجرد رسائل طائشة لم يكن الهدف منها تعقب الزوجات أو تخوينهن أو وضعهن في مقام أدنى، وأن تقوم بفك الارتباط بين نظام «تابعتكم فلانة» وبين خانة الزوجة، فتتراجع عن قرارها عملياً لا لفظياً، لأن الله مع الصادقين والمجتهدين. والله المستعان.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty صوت المرأة لم يعد عورة!

    مُساهمة من طرف waell السبت 15 ديسمبر 2012 - 16:17

    ربما - صوت المرأة لم يعد عورة!

    بدرية البشر

    السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢

    عبر حساب في موقع «تويتر» خاص بـ «مركز الحوار الوطني»، نُشرت مقاطع من الآراء التي أعلنها المتحاورون في قاعة الحوار، وحسناً فعلوا، لأنهم بهذا أبعدونا عن «مانشيتات» بعض الصحف التي تلجأ للإثارة على حساب الصدقية. إلا أن هذا لم يمنع من أن ما بثّه حساب المركز الوطني من آراء كان صادماً لنا حتى ونحن نقرأه من بيوتنا أو مكاتبنا، وبيننا وبينه مصدات وعوازل بناء، ففاقت إثارة الطرح فيه كل إثارة صحافية، فقد صدحت إحدى الأكاديميات بأن القرآن والسنة هذه الأيام أصبحا كالكلأ المستباح لكل من يريد «تفسيرهما»، وأستغرب استغرابَ أستاذة علوم السنة أن يهتم الناس بتفسير القرآن والسنة، بينما من المنطقي أن تستغرب لو هجرهما الناس!! ولكن يبدو أن لا شيء يعجبهم من قول المختلفين معهم، فالقرآن كتاب أرسل للعالمين جميعاً وهدى للناس، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «واستفت قلبك ولو أفتاك الناس..»، وهذا دليل على التشديد على المسؤولية الفردية للمسلم، ورفض كل وساطة بين الله والعبد. كما أن القرآن وفهمه ليسا حكراً على شيوخ وواعظات جامعات دون غيرهم، لا سيما وأن المتحاورين الذين يجلسون معهم حول الطاولات يحملون أرفع الدرجات العلمية، وتدربوا على مناهج البحث، ويستطيعون بضغطة زر قراءة تفسيرات متعددة للمفسرين والفقهاء، معظمها لا يتفق على قول واحد، فقد اختلف جيل الصحابة في تفسير القرآن والسنة، مثلما اختلف ابن مسعود وابن عباس في تفسير آيات الحجاب وحكمه، ولم يقل أحدهما للآخر إنه يستبيح القرآن والسنة كالكلأ المستباح.

    لم نعهد في الإسلام حكماً يجعل القرآن والسنة محتكرَيْن من نخبة هي مَن يضع في أفواه الناس القولَ الذي يقولون، وأيَّ نقل يتَّبعون، فهذا النهج الديني لم يحدث إلا في كنيسة القرون الوسطى، حتى بلغ بها أن صارت توزع صكوك الغفران، وعلى رغم هذا لم تَعْدَم في ذلك الوقت من يُبطِل حجتَها من منهجها ذاته، فقد قام أحد الأثرياء بشراء صك جهنم بأرخص ثمن ثم قال للناس توقفوا عن شراء صكوك الجنة فقد اشتريت النار، ولن أُدخل فيها أحداً!

    حين شاركت في جلسات الحوار الوطني في عام 2005، شاهدت بعضَ المتحاورين والمتحاورات، ممن وضعوا أنفسهم فوق الجميع ورفض كثير منهم أن يكون لأحد غيرهم علم، بحجة عدم التخصص في العلوم الشرعية، بينما لم يتركوا هم علماً إلا اقتحموه، في التربية والطب النفسي والمجتمعي، وفي المعاملات المصرفية والسياسة وإصلاح ذات البين، وكان على المشاركين الآخرين من حملة شهادات الاقتصاد والقانون والاجتماع والتربية وعلم النفس والسياسة أن يستمعوا إليهم، ولا يخالفوهم، ومَن يفعل خرج عن الصراط القويم.

    أنا شخصياً أجد هذا المنطق يحيرني، فحين كنا سابقاً نلجأ لخطاب علمي عصري ونستخدم مفاهيمه، مثل التنمية والتحديث والتطوير والتنوع العلمي ومنظومات الحقوق الإنسانية الحضارية، قيل لنا إن هذه مصطلحات مشروع تغريبي، وحين عدلنا عنه بحديث يتبنى مقولات خطاب إسلامي متنور دليله القرآن والسنة، ويتوافق مع روح العصر، ويحفظ المصلحة، وبأنه حيثما تكون المصلحة فثَمّ شرعُ الله، عادوا وقالوا إننا نجعل القرآن والسنة كلأً مستباحاً لكل من أراد تفسيره. لا أريد أن أدخل في جدل فقهي، لكنني سأستشهد بالحادثة التي سردتُها قبل أيام، حين خرج علينا أستاذ الشريعة في إحدى فضائياتنا يدافع عن حكم فقهي لابن قيم الجوزية، يرى أن الزوجة هي بحكم الدار المستأجَرة، إن وقع جدار منها لا يَلزم المستأجر أن يصلحه، وهكذا لا يلزم الزوج علاج زوجته ولا كفنها. وحين حاجَجَتْه إحدى الباحثات بأن هذا الحكم لا يلزم هذا العصر ولا نساءه، ووفق أقوال مفسرين آخرين، رماها بتهم الاعتزال، وأخرى مذهبية. الأستاذة الأخرى قالت في الحوار الوطني إن «الديموقراطية وحقوق المرأة» ليستا من الثوابت، أي ليستا من القرآن والسنة، ولو فصلت ماهية هذه الحقوق التي نشتغل بها لما وجدتها سوى النفقة والدية وسن الزواج ورفع الوصاية المطلقة عن المرأة، وكلها حقوق تكفلها الشرائع وتطورها المتغيرات، فهل عرفت يوماً أن الحق الإنساني يخرجك من ثوابتك، أم أن حق الإنسان هو الثوابت والأصل في الحياة. هاتان السيدتان كانتا تدّرسان منذ عشرة أعوام أن صوت المرأة عورة، وأن ذلك من ثوابت الدين، لكنهما الآن تشاركان في الحوار الوطني وفي الإذاعة، وفي «يوتيوب» تسجيلات بأصواتهما، فهل تغيّرت ثوابت الدين أم تغيرت مصالحهما؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - قميص المرأة!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 17 ديسمبر 2012 - 4:12

    ربما - قميص المرأة!

    بدرية البشر

    الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢

    من أعجب الأمور التي حدثت في السعودية في شأن المرأة، أن من يدافع عن قرار بيع الرجال للمرأة ملابسها الداخلية هم من شيوخ الدين وأصحاب رؤى دينية، رافعين قميص الفضيلة والحشمة، ووحدهم السعوديون يقتنعون بمثل هذا المنطق، وهو المنطق نفسه الذي منع أن تقود المرأة مركبة في الشارع، بحجة أنها تختلط بالرجال، فيما وافق على اختلاطها مع رجل غريب، وأجلسها معه داخل هذه المركبة الصغيرة ليلاً ونهاراً، وهو نفسه الذي رأى أن جلوس الرجل خلف صندوق البيع في سوق تجارية حلال، بينما بيع المرأة فيها حرام.

    استطاعت وزارة العمل منذ عامين، وبقرار من المقام السامي، أن تصدر قراراً يسمح للمرأة بالبيع في محال الملابس الداخلية، وانتعشت هذه التجارة بمكاسب زادت بنسبة ٣٠ في المئة بعد القرار، لكن هجمات المحتسبين ضد هذا القرار أيضاً في زيادة، إذ شاهدنا أول من أمس فرق المحتسبين تقتحم مكتب وزير العمل، لتبطل القرار، ما جعله يغادر مكتبه. هذه الفرق عادة لا تنشط إلا حين يتعلق الأمر بحق المرأة، عملها، تعليمها، ابتعاثها، انتخابها، مشاركتها في مجلس الشورى، حضورها محاضرة، توقيعها كتاباً، أما حين يتعلق الأمر بمعاش الإنسان ومصالحه الحقيقية، فإنك لن تجد هؤلاء إلا وهم يتقاسمون كعكة المكاسب، معتبرين أن للإسلام رؤى مختلفة في تخريج الأمر، ولو كان رباً صريحاً، فهم يجعلون من الواسطة شفاعة، ويحرفون مسار الفوائد البنكية، لتصب في بنوك يستفيدون هم من لجانها الشرعية.

    هذه الفرق المحتسبة لم تتحرك عندما غرق 100 إنسان، وتشرد الآلاف، وهدمت بيوت في كارثة سيول جدة، التي لا يزال مسلسل ملاحقة الفساد في عامين يكشف عن تورط قضاة وكتّاب عدل ومسؤولي بلديات وتجار وأصحاب شركات كبرى، سرقوا الناس ثم هربوا. لم يدخلوا هؤلاء على وزير الصحة، ليحتسبوا عنده عندما كشفت هيئة مكافحة الفساد عن نهب للمال العام، تورطت فيه إدارة مستشفى كبير، صرفت 80 مليوناً لتنفيذ نظام معلومات آلي ولم تنفذه، وكشفت عن تشغيل أقارب المسؤولين فيه لزوجاتهم وقريباتهم، وتلاعب في ازدواجية صرف الرواتب لموظفيه، ولا حين مات شباب وأطفال بسبب أخطاء طبية تكررت في مستشفى شهير.

    لم يتحرك هؤلاء ويذهبوا لوزير العدل حين كشف عن تزوير أرض تعادل مساحتها 60 مليون متر مربع في صك واحد بلغت قيمته السوقية ثلاثة بلايين كاملة، وتم تسجيلها برقم صك مطلقة، ليسألوا عمن تسبب في هذه السرقة؟ وأين وقفت تحقيقاتها؟ ومن المتورط فيها؟ ولا عن مصير القاضي الذي ارتشى بـ200 مليون، واحتج بأن جنياً أجبره على ما فعل؟ لم يتحرك هؤلاء حين كشف رئيس الغرف التجارية أن الزكاة المفترضة لرؤوس الأموال التجارية تقترب من تريليون ريال، فيما يعيش الفقراء في العشش وفي الجوع وفي التشرد، ولا يجد المرضى النفسيون مستشفيات لعلاجهم، ولا المتشردون مأوى يوفر لهم حياة كريمة. ولم يتوجهوا لسؤال المسؤولين عن وجود أثرياء سعوديين في بلادنا وصل عددهم إلى 1265، بثروة تقدر بـ230 بليون دولار، تزخر شركاتهم بالوافدين، فيما يبقى 1.5 مليون عاطل وعاطلة من العمل، ولم يدخل هؤلاء المحتسبون على وزير الإسكان ولا على مؤسسة الصندوق العقاري ليسألوهما عن سبب وجود 71 في المئة من سكان المملكة بلا سكن، بينما ثلثا مساحة العاصمة أراض بيضاء، وسعر المتر خارج النطاق العمراني يعادل راتب موظف حكومي.

    هل هذه القضايا لها أصحاب اختصاص غير المحتسبين؟ أم أنها لا تدخل في مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى صار هذا المفهوم غامضاً عندنا عصياً على التعريف؟ هل هؤلاء مختصون فقط في شؤون القبض على المرأة؟

    هؤلاء في الحقيقة لا يتحركون من أجل إحقاق الحقوق، بل من أجل انتزاعها، وتصوير أنفسهم حراساً، لكن على المرأة وجعلها رهينة، يعكس مدى تحكمهم بها وتمتعهم بالسلطة.

    أخيراً أريد أن أذكّركم أن هذه الفرق المحتسبة ضد وزير العمل وضد عمل المرأة هي نفسها فرق الاحتساب التي مشت أميالاً، وسافرت لتقف بباب الملك سعود قبل ستين عاماً، لتطالبه بالوقوف ضد تعليم المرأة، ولو كانت الكاميرات صوّرتهم في ذلك الوقت لرأيتم الوجوه والسحن والمنطق نفسها، صحيح أن الزمن تقدم بشأن تعليمها، لكنه يعلق بهم مرة أخرى في شأن عملها، لكن بالقميص نفسه.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - ديكتاتورية بالتقسيط

    مُساهمة من طرف waell الخميس 20 ديسمبر 2012 - 20:52

    ربما - ديكتاتورية بالتقسيط

    بدرية البشر

    الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٢

    عندما نجح المصريون قبل 25 يناير منذ عامين في إسقاط نظام فشل في حل مشكلاتهم المعاشية كان الشارع من القوة بحيث استطاع إسقاطه، لكن هذا الشارع - على رغم ما دفعه من ثمن - لم ينجح في الحصول على حق تمثيله في كتابة الدستور، فقد كانت وجهة نظر الحاكم الجديد هي الانفراد بكتابته على طريقة «أن الغالب هو الذي يكتب النهاية»، والشارع له حق أن يصوّت فقط على ما تم إقراره، ونحن نعرف جيداً أن من يفوز بالحكم هو - عادةً - من يفوز بالصناديق. وفي العهود السابقة كانت تمنح 99.9 في المئة لرئيس الحزب الحاكم، لأنه قادر على رشوة الأصوات وشرائها وتزويرها وتهديدها بخسارة أمنها إن لم تمنح «نعم» راضيةً قابلةً مسلّمة. لكن على ما يبدو أن الشارع خرج من القمقم، ويتمتع بلياقة عالية للرفض.

    بعض الناس لا يفهم من لعبة الديموقراطية سوى الصناديق حتى صار اسمها «لعنة الصناديق»، فالاستحواذ عليها صار حرباً يجوز فيها كل شيء: التزوير، الكذب، الانتحال، الصدقات، الشراء، حتى التهديد بالخسارة وبالنار.

    الديموقراطية من دون المحكمة الدستورية لا تقود إلا إ‍لى الفوضى، والفوضى ضياع للديموقراطية، وكانت هي النتيجة الواضحة التي أوصل الرئيس محمد مرسي الناسَ إليها، ليجد الناسُ أن الحاكم الجديد عاد من باب الثورة ليصبح هو «الخصم والحَكَم».

    في حملة الإعلان الدستوري ثم التصويت عليه، خرج علينا شارحون لقواعد اللعبة السياسية في القنوات الفضائية يقولون: «هذه الديكتاتورية التي نريد» بينما لم يجرؤْ آخرون على قول هذا صراحةً، فقالوا: «هذه ديكتاتورية مؤقتة»، ربما هم يقصدون أنها ديكتاتورية بالتقسيط. إذاً هم لا يمانعون من حيث المبدأ في ولادة ديكتاتور جديد، لكنهم يختلفون على من هو هذا الديكتاتور، تماماً، مثل أسطورة العادل المستبد التي وُلد منها صدام حسين والقذافي.

    الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن، الذي اشتُهر بقرار تحرير العبيد خاض حرباً في الستينات من القرن الـ19 ضد فريق كان يصر على استمرار عبودية البشر، لأنها تتماشى مع مصالحهم، وكان منهم نبلاء ورجال دين ورجال برلمان، دافعوا عن رفضهم هذا القرار بأنه مخالفة لشريعة الله الذي خلق الناس طبقات، ولم يخلقهم متساوين، ومن يقول بغير هذا فهم ملاحدة وكفرة يستحقون القتل. لكن لينكولن آمن بأن الله خلق الناس سواسيةً في الحقوق والواجبات، ولو اعتبر أن هذا الحق أمر قابل للتصويت لظل الناس يجمعون على أن الله هو من يدافع عن عبودية الإنسان، ولا تغيير لسنة الله، ولما وصل حاكم أسودُ هو أوباما في مطلع الألفية الثالثة إلى منصب الرئاسة وفق هذه الديموقراطية، وهي الديموقراطية ذاتها التي رفضت التصويت على حق ترشح المرأة لمجلس الأمة في البرلمان الكويتي الذي ما كان مجلس الأمة ليوافق عليه بالتصويت ولم يكن ليحصل لولا مرسوم أميري استغل فراغاً دستورياً ومجلساً منتهي الصلاحية.

    ما يجب أن نفهمه أن ليس كل شيء قابلاً للتصويت، فالديموقراطية لا تعين أبداً على أن تُخضع حقوق الناس للتصويت، وأن الغلبة فيها هي الحاسم في هذا الأمر. الدستور (وهو مصطلح فارسي) يعني «النظام الأساسي»، ما لم يمثّل الناس بكل أطيافهم، ويعبّر عنهم سواسيةً، فهو لا يستحق أن يُستفتى عليه، لا يكون التصويت عليه إلا عملية اختطاف بالقوة أو مدهونة بالزيت والسكر. ومثلما اختطف «الإخوان» صناديق الاقتراع على الرئاسة، وأعلنوا النتائج قبل أن تعلنها وتقرها المحكمة الدستورية، ها هم اليوم يعطلون المحكمة ويقفزون على القضاة ويزوِّون بعضهم في دوائر. أحد المصريين في أول أيام ما بعد الثورة كان يخطئ في نطق اسم الرئيس الجديد، فيسميه محمد مرسي مبارك، ويعتذر محتجاً بأنه لم يعتد على اسم الرئيس الجديد، لكن اليوم هناك كثيراً من المصريين يصرون على هذه التسمية، لأن النتيجة عندهم هي «تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - الأماني المطلوبة

    مُساهمة من طرف waell السبت 22 ديسمبر 2012 - 6:16

    ربما - الأماني المطلوبة

    بدرية البشر

    السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢

    بحثت عن معاني اسم «وجدة»، وهو عنوان الفيلم السينمائي الذي أخرجته المخرجة السعودية هيفاء المنصور، وفاز بجائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي، فعثرت على معان كثيرة لهذا الاسم، وكان أطيب ما ارتحت له هو معنى «الأماني المطلوبة»، وفي معنى آخر كان اسماً لمدينة مغربية وتعني «الكمين»، وآخر يقول إن معناه «الطريق». وجدت في «وجدة» لهيفاء المنصور طريق وردة شقت وجه الأسمنت، وحكاية تشبه معظم حكايات النساء، في بلاد تمنع فيها السينما، وأيضاً يمنع حمل الكاميرا السينمائية على أية فتاة تريد التعبير عن نفسها، لتفاجأ بأن طريقها مسدود مسدود. وعبر أول فيلم سينمائي سعودي يشارك في مهرجانين دوليين، ويفوز بجائزة أفضل فيلم عربي، وبجائزة أفضل ممثلة تنالهما مخرجة سعودية، وطفلة سعودية في العاشرة من عمرها، تكون هيفاء المنصور قد عثرت أخيراً على «وجدة» خاصة بها، أي طريق نحو عالم السينما، وباعتراف لجان التحكيم وجمهور فينيسيا الذي وقف يصفق لها 10 دقائق وكذلك فعل جمهور دبي.

    في مهرجان دبي السينمائي، كنت أشاهد الشباب السعودي يتسابق مع شباب من الكويت والإمارات والبحرين، جميعهم جاؤوا من بلاد لم تقطع أشواطاً طويلة في صناعة السينما، لكنها على الأقل تمتلك دور عرض لأفلام سينما العالم، باستثناء السعوديين. وحدهم جاؤوا من بلاد تمنع فيها دور العرض السينمائية، وقد عبر عن ذلك أحد الشباب السينمائيين حين قدم فيلماً وثائقياً طريفاً اسمه: «السينما 500 كيلو»، وفيه يحكي قصة شباب سعوديين يحبون مشاهدة الأفلام السينمائية، لكنهم إذا ما أرادوا أن يشاهدوا فيلماً حقيقياً في قاعة سينما، فإن عليهم أن يقطعوا 500 كيلومتر، هي مسافة الطريق من الرياض إلى البحرين.

    في المهرجانات الخليجية يقدم السعوديون أفلاماً ليست سوى شغفهم وحماستهم، وفي بيئة لا تعدهم بالكثير، فهم مجرد مشاركين على هامش السينما، وعلى هامش الحياة السينمائية، لكنهم يحاولون أن يكونوا كما أرادوا، حتى ولو لم يكتب لفيلمهم سوى حياة واحدة، هي وقت عرضه في مهرجان، ثم «يطوونه» في حقيبة يضعونها في المستودع، وهيفاء المنصور مثل كل الشباب الذين يعاندون الصخر، ويضعون البذور في شقوق الأسفلت، ويسقونها ماء جهدهم وبحثهم وتجربتهم، كي تورق وردة أو ريحانة في خريطة الأماني المطلوبة. وقد عبرت قصة فيلم «وجدة» عن قيمة الحلم، عبر قصة فتاة تحلم بأن تمتلك دراجة مثل ابن الجيران، وتخوض الصغيرة محاولات عدة للحصول على دراجة، وكل شيء يعاندها، من سعرها الغالي، إلى تحذيرات أمها بأن البنات اللاتي يقدن الدراجة يصبن بالعقم، والشارع الذي يحظر على الفتيات قيادة الدراجة، لكن الأم هي من أصيبت بعقم ثانوي، فلم تعد تنجب غير فتاة هي «وجدة»، فيذهب والدها ليتزوج بأخرى رضوخاً لطلب والدته التي تريد ذكراً. والأم الموظفة تخضع لتسلط سائق هندي يعيش في البلاد من دون إقامة قانونية، لكنه يمتلك سلطة على الموظفات اللاتي يحتجنه ليوصلهن إلى قرى بعيدة يعملن فيها. تكالبت الظروف على المرأة، ولم تجد «وجدة» غير طريق واحد كي تفوز بالدراجة، وهو أن تنضم للمسابقة الوحيدة التي تقيمها المدرسة، وهي مسابقة تحفيظ القرآن، لتفوز، ولكن جائزتها ذهبت تبرعاً إلى فلسطين. الأم التي ماتت أحلامها قررت أخيراً أن تمنح ابنتها حلمها على الأقل ليفوز أحد بحلمه... ينتهي الفيلم و«وجدة» تقود دراجتها، وتسبق الفتى ابن الجيران في الشارع. هيفاء المنصور التي كتبت الفيلم وأخرجته بجدارة، فازت أيضاً، وسبقت الرجال بأن وضعت بلادها التي بلا سينما في طريق لا بد وأن يعترف يوماً بالسينما، وبأن النساء يُجدن السباق، ويتفوقن على الرجال أحياناً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - الحاجة الماسة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 31 ديسمبر 2012 - 10:17

    ربما - الحاجة الماسة

    بدرية البشر

    الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

    أعلن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ يومين أن الحاجة أصبحت ماسة لإدخال عنصر النساء في طاقم الهيئة. وإن كان صحيحاً ما سمعته فإن هذا القرار يأتي كنوع من الحصار الذي يلاحق وزير العمل في تطبيقه قرار مجلس الوزراء الذي يكفل للنساء العمل في محال بيع الملابس الداخلية النسائية، فالتصريحات التي صدرت عن هيئة الأمر بالمعروف تقول إنها غاضبة لأن وزير العمل لا يرد عليهم منذ سبعة أشهر، لأنهم يريدون التخطيط معه في هذا الشأن، ونتيجة عدم رده، على ما يبدو، قرروا أن يجهزوا له فرقاً نسائية تقتحم عليه المحال وتفتشها. غرابة هذا القرار تأتي من كون «الهيئة» التي تقرر اليوم أن تستعين بنساء ضمن طاقم عملها هي نفسها التي وقفت ضد توظيف النساء في محال بيع الملابس الداخلية النسائية، وضد عملهن محاسبات في المراكز التجارية، بحجة أنه عمل يؤدي إلى الاختلاط ويعرّض النساء للفتنة. لكن الأغرب من هذا هو توصيف القرار بأنه نزول عند «الحاجة الماسة» التي دعت لتعيين نساء يمشين في الأسواق ويدخلن في المحال النسائية، في حين لم تحرك «الحاجة الماسة» المسؤولين عند سماعهم صرخة امرأة قالت لمذيع برنامج تلفزيوني «أريد طعاماً ولو لحم حمار»، ولم تستطع الحاجة الماسة أن تقنع رئيس الهلال الأحمر كي يوظف نساء مسعفات، لأن بحسب قوله «الاختلاط ممنوع»، كما تم تجاهل الحاجة الماسة في تعيين النساء في المحاكم محاميات ومرشدات أسريات ومحققات هوية وكاتبات عدل، واضطرت كل امرأة أن تحضر معها رجلين أمام القاضي يعرفانها، لأن القاضي لا يريد أن ينظر إلى بطاقتها المدنية متجاهلاً الحاجة الماسة. وكذلك غابت الحاجة الماسة في التخطيط لـ1.7 مليون امرأة في قائمة «حافز» للباحثات عن عمل والمطالبات بمعونة بطالة، وثلثهن من حملة الشهادة الجامعية، فبعض المشايخ يعلنون صراحة في أحاديثهم عبر الفضائيات أنهم لا يرون مكاناً مناسباً للمرأة إلا منزلها، ولا مبرر لخروجها إلا للضرورة القصوى، وهكذا فإن على 9 ملايين أنثى في السعودية أن يتوقعن أن يعولهن 9 ملايين رجل. حتى ولو كان بعضهم عاجزاً عن إعالة نفسه.

    يبدو أن الهيئة لا تريد أن تكتفي بالوقوف على أبواب الجامعات النسائية وفي وسط المحال التجارية وعلى أبواب محال التجميل ومحال التصوير النسائية، فحراسة الأخلاق من الخارج لم تعد كافية، بخاصة في نطاق النساء، وستقتحم المؤسسات التربوية والجامعية والتجارية وكأنها تريد أن تقول إن المسؤولية الأخلاقية حصر عليها. وهنا قد تتداخل السلطات، أو تتخلى المؤسسة طائعة عن سلطتها كي تمكن الهيئة من تحقيق أهدافها بشكل أعمق. ولا تستغربوا إن شاهدتم فرق نساء الهيئة نزولاً عند «الحاجة الماسة» تدخل أعراس النساء التي تقتصر على النساء كي يضبطن قِصَر الفساتين وحشمتها، فليس كافياً أن تخضع النساء لرقابة أهلهن في المنزل، ولا بد من محكم خارجي.

    إن وضع الناس بصفة مستمرة تحت الرقابة وفي قبضة معايير ذات تفسير واحد لا ثاني ولا ثالث له، يجعل الإنسان خاضعاً للضمير الحكومي وليس للضمير الأخلاقي، وهذا يخلق نفسيات لا تتجاوز حدود المراهقة، تتحين فرصة غياب الرقيب كي تلهو بحسب ما هو متوافر، ولهذا يظهر كثير من شباننا في حال هياج شديد عند مشاهدته امرأة من دون أن يعرف السبب، كما حدث في مشهد صورته كاميرا طارد فيه الشبان فتاة تصادف مرورهم بها وهي في الصحراء تغطي وجهها وتقود دراجة بخارية. لم يكن الشبان يطمحون سوى إلى إثارة الغبار حولها وبث الرعب في نفسها والتمتع بتعقبها مثل طريدة، في هذا المشهد تحققت الصورة التي سعت أدبيات الوعظ الصحوي أن تصف بها شباننا كي تبرر التضييق عليهم، فحاربت دخولهم الأسواق التجارية بتهمة أن كل شاب هو «ذئب بشري» متوقع. وقد استطعنا أن نحقق طموحنا في شباننا وحولناهم إلى ذئاب بشرية، بقيت الصورة الجديدة التي سنرسمها لبناتنا كي نخلق مبرراً لمطاردتهن. الله يستر.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - المبتعثة التي عاشت خنقاً وانتهت طرداً!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 3 يناير 2013 - 4:18

    ربما - المبتعثة التي عاشت خنقاً وانتهت طرداً!

    بدرية البشر

    الأربعاء ٢ يناير ٢٠١٣

    نشرت الصحف خبراً عن طالب مبتعث سعودي ضرب زوجته وخنقها، حتى فقدت الوعي، فأدخلت على أثر ذلك المستشفى، وأجريت لها جراحات، بسبب ما تعرضت له من عنف. وعلقت أطرافٌ عدة على هذا الخبر، أهمها - في نظري - أولاً: الملحقية السعودية، وثانياً: جمهور القراء في الصحف وفي «تويتر»، وثالثاً: الزوجة الناجية، التي اضطرت إلى التصريح عبر حساب في «تويتر» لتصحيح الأخبار المتضاربة، ووصفتُها بـ «الناجية» وليست الضحية، لأنها لا تزال قادرةً على امتلاك خيارات تنصفها، أهمها: القضاء الأميركي الذي اعتبر وصول سيدة إلى طوارئ المستشفى مخنوقةً ومضروبةً، جنايةً قد تعرّض فاعلها إلى السجن 12 سنة، حتى ولو كانت درجة القرابة زوجاً. الملحقية السعودية في واشنطن وصفت المشكلة بأنها شخصية وفضّلت عودة الزوجين إلى البلاد، وحلها مع الأهل أو أمام القضاء السعودي، لكنها لم تقف عند هذا التصريح، بل اتخذت إجراءً إدارياً ضد الزوجة، فعلقت بعثتها ثلاثة أشهر - بحسب تصريح الملحقية -، لكن الطالبة المبتعثة فتحت حساباً خاصاً على «تويتر»، كي توضح ما حدث فقالت: «إن ما جرى لها ليس ضرباً، وإنما محاولة قتل، تكررت مرتين، وليس ضدها هي فقط، بل ضد طفلها الذي عادت يوماً إلى المنزل ووجدت جلده محمراً من الضرب المبرح، لأن والده وضعه في الفرن، كي يخاف ويسكت»، كما قالت الزوجة: «إن الملحقية قطعت بعثتها منذ سبعة أشهر، وليس منذ ثلاثة أشهر، كما يزعمون، ويضغطون عليها، كي تتنازل عن حقها أمام القضاء الأميركي، في الوقت الذي وكّلوا محامياً لزوجها، كما أن جهةً أمنية طلبت والدها وكتّبته تعهداً بأن يعيد ابنته إلى البلاد، كي تسقط القضية عن المتهم برحيل المجني عليه.

    قطْع الملحقية بعثة الطالبة وتوكيل محامٍ للطالب فقط وليس للاثنين يعني أنها لم تلتزم جانباً واحداً ضد آخر، فإما أن تتعامل مع المشكلة على أنها أسرية - كما وصفت -، فتترك حلها لهم، وإما أن تعترف بأنّ المشكلة جنائية فتترك القضاء الذي باشر القضية يقضي فيها، ولا تكيل بمكيالين: توكِّل محامياً للطالب وتقطع بعثة الطالبة!

    بعض القراء حرصوا على وضع تعليقات في نهاية المقال أو في حساباتهم في «تويتر»، تدافع عن ضرب الزوج زوجته بوصفه حقاً دينياً، ومن يعترض عليه فهو يعترض على القرآن والسنة، لكن ما آمله هو ألا تسرف ثقافتنا المتمثلة في المناهج والتربية والشارع بخطابيه الديني والاجتماعي في حماية حق ضرب الزوجات، حتى لا يجدوا أبناءهم أمام قضاء لا ينظر في مثل هذه الحقوق الذكورية من جانب ثقافي، بل قانوني وإنساني، فينتهي أبناؤهم إلى سجون في بلاد غريبة لا تورثهم سوى الندم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - تناقضات سعودية!

    مُساهمة من طرف waell السبت 5 يناير 2013 - 1:35

    ربما - تناقضات سعودية!

    بدرية البشر

    السبت ٥ يناير ٢٠١٣

    بدا لافتاً أن الرأي السعودي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضائيات وفي تعليقات الصحف، يدافع عن سمات رأي متشددة ومتجبرة، مرة بحجة أن مجتمعه السعودي له خصوصيته، وأخرى بحجة أن هذه الممارسات لها سند من القرآ‍ن والسنة، ومن يعترض عليها يعترض على القرآن والسنة، وبالتالي فهي لا تلزمه فقط بل تلزم الجميع، والعجيب أن هذا «الرأي السعودي» يصرّ على خصوصيته في وقت يسبح فيه رأيه في وسائط انفتاح فضائي وإعلامي، وكلما زاد شعوره بالتقارب معها، وسيطرتها عليه، أصر على تمايزه واختلافه وخصوصيته، ومع أن هذا الوسط تكثر فيه المشتركات الإنسانية والثقافية وتقل التمايزات، بل ويرى هذا الرأي السعودي المنحاز لرأيه أن له من شدة الخصوصية ما يميزه عن مجتمعات الخليج على رغم تشابهه معها في التركيبة القبلية والدينية والسياسية والجغرافية، ولو تركته يتبسط أكثر ويتخفف من التحفظات لقال لك: إنه يشعر بتقاربه مع مجتمع أفغانستان في عهد الملا محمد عمر، أكثر مما يشعر بتقاربه مع المجتمع المصري.

    هذا الرأي الذي قصدته يدافع عن كل ما يشعر أنه رائج وشائع في ثقافته، ويحرجه كثيراً أن يجد أحداً قد كشف عيبه الثقافي، ولهذا يلجأ لحيلة رفض النقد، متهماً من يمارسه بأنه مريض بجلد الذات، حتى ولو كان العيب المنقود في كل الثقافات وليس في ثقافته هو. وعلى أبسط مثال يرتبك الرأي السعودي أمام ظاهرة العنف ضدّ النساء، وعلى رغم أن ثقافتنا متسلحة بقول ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يضربهن أخياركم»، وما روته عائشة رضي الله عنها من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «لم يضرب خادماً ولا امرأة»، إلا أن صاحب هذا الرأي يدافع عن الفعل الوضيع وليس عن الخلق الرفيع، وكأنه يريد له أن يضمن استمراره، وعلى رغم أن العادات الثقافية السلبية وعلى رأسها العصبية، لا يوجد ما يسندها من القرآن والسنة إلا أن عناد الرأي المتشدد وعصبيته يجعلانه يصرح طوال الوقت بأن ما يصدر عنه تطبيق للقرآن والسنة، حتى ولو خالف قوله فعله، وهذه المقولات الجاهزة تمنحه راحة نفسية حتى وهو يمارس عكسها، فهو مسلم وفخور بأنه مسلم، حتى وهو يكذب ويزور ويغش ويستغل المنصب، ويبدد المال العام، وقد شاعت بين السعوديين نكتة خاصة تسخر من تناقضاتهم، وتوفر لهم مادة تفحصهم وتضحكهم في آن، إذ وصلتني طرفة عن الطالب السعودي الذي دخل الامتحان وقرأ آية من القرآن الكريم، ثم دعا بدعاء مأثور، ثم أخرج «البرشامة» وهي ورقة غش صغيرة! كما وصلني يوم أمس أن سعودياً سمع موظف الاستقبال يقول له: «بماذا أستطيع أن أخدمك «سير»؟ فرد عليه: لا تناديني «سير» فهذا لقب الكفار، قل لي يا شيخ أو يا حجي فأنا مسلم! فقال له موظف الاستقبال: حسناً «حجي» بماذا أخدمك؟ فقال له: أين البار؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - «ورطة» فقهية!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 8 يناير 2013 - 0:17

    ربما - «ورطة» فقهية!

    بدرية البشر

    الإثنين ٧ يناير ٢٠١٣

    لا أظن أن السعودي سيواجه مشكلة في مقابل فتوى تحريم تهنئة المسلم غير المسلمين، التي تحرص صحفنا السعودية ومواقع الشبكات العنكبوتية على تنشيطها وتعميمها نهاية العام الميلادي، السعوديون لن يجدوا فيها أي غضاضة وضرر لأنهم غالبية كبيرة تعيش مع أقلية غير مسلمة، بل ومعظمهم يمثلون طبقة من العمال وأصحاب المهن البسيطة التي لا حول لها ولا قوة، وعليها أن تمارس أفراحها وعباداتها بعيداً عن أعين المحيط. لكن الذين سيجدون أنفسهم في ورطة فقهية بالفعل، هم الأقليات المسلمة التي تعيش وسط غالبية مسيحية، وأولهم الطلاب والطالبات المبتعثون والمبتعثات، الذين هدف مشروع الابتعاث إلى تعليمهم القدرة على التعايش واحترام ثقافات الآخرين. سيكون مربكاً أن يجد المبتعثون السعوديون أنفسهم وقد صارت بينهم وبين هؤلاء الناس فتوى تقول «لا يجوز أن تهنئهم ولا تأكل من حلواهم»، بعض المبتعثين يروي أن بعض الأمهات إذا رأينهم في «السوبرماركت» حائرين في شراء بعض منتجات التنظيف وقفن بجانبهم يساعدنهم ويرشدنهم، فهن يدركن أنهم طلاب جدد، للتو خرجوا من بيت عائلة إلى فضاء هذه الاستقلالية، كما أخبرني مبتعث أن صاحب العائلة الأميركية التي عاش بينهم أول فترة دراسته، أخذه في جولة بالسيارة ليدله على مرافق الحي، وأولها المركز الإسلامي، قائلاً: «لا بد أنك مسلم وحريص على صلاتك».

    هذا الطالب كيف سيفهم فتوى تقول إنه يجب «ألا تهنئ هؤلاء ولا تأكل حلواهم»؟ ماذا لو أنهم سألوه عن السبب الذي منعه من أكل حلواهم؟ هل يقول لهم إن ديني يمنعني، أم يكذب؟ لكن هذه ليست ذروة الحبكة التي سيتصاعد فيها الحدث، بل ستكون في ما رواه سعودي تزوج والده من أميركية في مطلع حياته فأنجبته، ثم انفصلا، ويقول إنها كلما زارته بعد أن صار أباً ولديه أبناء، فإن مشهداً درامياً يحدث حين تعود طفلته من المدرسة، فهي تبكي وتقبّل يدَي جدتها قائلة: «يا جدتي ستذهبين إلى النار ولن نراك معنا في الجنة».

    في نهاية العام الميلادي يحتفل العالم بمناسبتين يحرص الطابع التجاري الذي يستغلهما على تأجيج أفراحهما ومظاهرهما، مما لا يجد معه الإنسان بداً من أن يجد نفسه وسطهما حتى ولو من دون معتقدات المحتفلين، كما تحرص العولمة على جعلهما فرحاً عالمياً، فتنشر أشجار الزينة والهدايا والبطاقات، والألعاب النارية تدوي في سماء كل عام جديد. واحدة من هاتين المناسبتين لها طابع ديني وهي عيد الميلاد، لكن الثانية رأس السنة ليست لها علاقة إلا بطابع العودة، أي أنها سنة تعود كل عام، ويصنع الناس فرحاً في استقبال الجديدة ووداع القديمة، لكن الفتاوى لا تفرق بينهما، فكلهما في سلة واحدة.

    صحيح ليس كل الشيوخ يتشددون حيال منع التهاني واحترام أفراح الثقافات الأخرى، لكن الأسماء المتشددة هي التي تشتهر وتبرز حتى أصبح التشدد مطلباً للناس، فلم يعد يطمئنهم إلا من يفتي بفتاوى متشددة، أما من يعتدل ويتوسط فالناس يشكّون في صحة علمه وتقواه. أصبح التشدد حيال ظواهر الحياة المدنية التي لا تشمل العبادات سمة للصالحين، حتى أصبحت معاداة «عيد الشجرة» فعلاً جهادياً، وعيد الشجرة ليس عيداً دينياً، بل يوم حددته المنظمة العالمية للاحتفاء بالشجرة وبالبيئة، وسمّي عيداً لأنه يوم يعود كل عام. ومن طرائف انتقال التشدد من الشيوخ إلى الناس أن روى أحدهم أنه كان طالباً متشدداً وهو صغير، لدرجة أنه وقف في وجه إمام المسجد الذي خطب فيهم عن يوم الشجرة العالمي كي يحث على الاهتمام بالشجرة، وأخذ يعنفه بغضب لأنه تحدث عن عيد الشجرة، بل ظنّ أن تعنيفه لإمام المسجد يعادل كلمة حق في وجه حاكم جائر.

    لماذا يميل الناس إلى التشدد؟ هل هي رغبة حقيقية في البحث عن الكمال والتقوى، أم أنها طبائع نفسية وجدت في الثقافة ما يسندها ويزيد وقودها حطباً؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty 30 سيدة.. ونطمح للمزيد

    مُساهمة من طرف waell السبت 12 يناير 2013 - 18:02

    ربما - 30 سيدة.. ونطمح للمزيد

    بدرية البشر

    السبت ١٢ يناير ٢٠١٣

    صدر أمس قرار خادم الحرمين الشريفين بالتشكيل الجديد لمجلس الشورى الذي بدأ هذا العام، وتحقق فيه وعد خادم الحرمين الشريفين بتمكين المرأة من دخول مجلس الشورى، فدخلت في دورته الجديدة لهذا العام 30 سيدة من النخبة الأكاديمية، ومن صاحبات العلم والخبرة والاختصاص. هذا الخبر بكل تأكيد يستحق الاحتفاء، فهذه المشاركة النسوية في واحدة من أهم مؤسسات الدولة هي اعتراف بأهلية المرأة ورشدها، وحقها في أن تخدم مجتمعها بصفتها مواطنة فيه، كما يشير إلى أن المرأة في السعودية تقدمت باتجاه دورها في المجال السياسي، ولم تقف عند حدود الدور الاجتماعي والتربوي والاقتصادي والطبي، والذي كانت حاضرة فيه بامتياز، ومن يحاول التقليل من هذه الخطوة لا يعرف بالتأكيد حجمها، في ظل مجتمع اشتهر بالكثير من الممانعات الفكرية والاجتماعية لتقدم المرأة، وعرّضها للحجب والإبعاد عن المجال العام، ما أخضعها للبقاء في صورة نمطية سلبية، بل وشكّك في قواها العقلية، وحصرها في دور التابع والقاصر والضعيف.

    في مثل هذه المناسبات، يتقدم الفرح قبل النقد، فيستوجب أن نقول «مبروك». مبروك لكل السيدات أعضاء مجلس الشورى اللاتي حظين بالثقة الملكية، وما كانت المرأة لتنالها لولا الدور الذي قامت به، ولولا تيار الوعي المتنامي في أوساط النساء، الذي يلح على وجوب حصولها على هذا الحق، كحقوق أخرى كثيرة لا تزال تحت الطلب. النساء اللاتي ترشحن لمجلس الشورى لم يقدمن من منازلهن، بل اخترن من الجامعات ومن مؤسسات العمل الأكاديمي والطبي والاجتماعي، وسيرتهن العملية تشهد بإنجازاتهن، فبعضهن حصلن على جوائز رفيعة في مجالهن البحثي والعلمي كخولة الكريع وسلوى الهزاع وحياة سندي، وشاركن بالعمل في مؤسسات دولية وعالمية مثل ثريا عبيد وثريا العريض، وحين يدخلن في هذه المؤسسة التي تتوسل نقد ودرس وتطوير الأنظمة، فإن المتوقع منهن أن تكون مشاركتهن بحجم ما تستحقه هذه التجربة، إضافة إلى أن العمل في مؤسسة مثل مجلس الشورى هو بحد ذاته خبرة جديدة تضاف إلى خبراتهن، وتكسبهن مهارة جديدة.

    30 سيدة في المجلس بنسبة تعادل 20 في المئة، ليس الرقم الذي يرضي طموحاتنا، لكنها البداية التي تأتي على مهل كعادتها، وتشق طريقاً جديداً للمرأة في المجال السياسي، فتظهر المرأة على الأقل في قائمة النساء في برلمانات العالم، ففي إحصاءات عام 2005 التي احتلت فيها فنلندا أعلى القائمة في نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات بـ47 في المئة، كانت نسبة التمثيل في السعودية «صفراً».

    دخول المرأة مجلس الشورى ليس سوى بداية تضع قَدَم المرأة في طريق الحصول والمطالبة ببقية حقوقها المدنية، وقد قلت سابقاً إن قرار دخول المرأة مجلس الشورى هو قرار يجب أن يجُبَّ ما قبله، أي يرفع عنها جميع القرارات التي تمنعها من الحصول على بقية حقوقها المدنية، كحق الولاية والسفر والقيادة وعدم التمييز، كما ننتظر أن نراها قريباً وزيرة للشؤون الاجتماعية أو«التربية» أو غيرها من الوزارات التي يمكن للمرأة أن تبدأ منها منصباً وزارياً.

    دور المرأة في مجلس الشورى يعلقُ عليه كثير من الآمال، أولها القيام بهذه المسؤولية على خير وجه، فهي أمانة عظيمة، كما أن قطاع النساء يتوقع منه أن يوظف حضور عضوات مجلس الشورى الجدد لمصلحة النساء، فلا يكون حضورهن مجرد حضور بيروقراطي ينلن به الوجاهة والكسب المادي، وأول مهمة أضعها أنا على طاولة «الشوريات»، هي إقرار نظام للأحوال الشخصية ينظم حقوق المرأة، ويحميها ويعطيها جميع حقوق المواطَنَة، ويسنّ لها من القوانين ما يحميها من التحرش والتمييز في المهن والأنظمة والكسب وفرص العمل.

    المرأة التي دخلت مجلس الشورى دخلته بصفتها راشدة متعلمة، ومربية مسؤولة، لهذا آمل ألا يشغلنا مجلسنا الموقر بأسئلة من نوع أين تجلس النساء؟ وكيف يقدمن مداخلتهن؟ بل ما حقوقهن المطلوبة؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty هل درس المحبة صعب في مناهجنا؟

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 15 يناير 2013 - 11:11

    ربما - هل درس المحبة صعب في مناهجنا؟

    بدرية البشر

    الإثنين ١٤ يناير ٢٠١٣

    لم أستطع كبح نفسي من الشعور بالشفقة وأنا أسمع طالبة في الصف الثاني المتوسط لم تتجاوز الـ12 من عمرها، تستظهر ما حفظته مع والدتها وهي تذاكر في مادة الفقه درسَ «البغض في الله». يقول الدرس إن «علينا أن نبغض غير المسلمين، فالبغض فعل نابع من القلب وتتبعه أعمال ظاهرة»، ثم يعود الخطاب إلى القول إن هذا البغض لا يمنعنا من أن نقسط إليهم، مفسِّراً الآية التي تقول (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) بأنها تفيد البغض في الله مع حسن التعامل معهم وتأليف قلوبهم والعدل معهم وعدم ظلمهم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تعامل مع اليهود والمشركين في البيع والتجارة، وفي المجاوَرة، وكان يزور مرضاهم ويعودهم. وقفت الطالبة أمام هذا الكلام عاجزة عن فهمه، وعادت تسأل والدتها: «الإسلام يحثنا على المعاملة الحسنة، فلِمَ عليَّ أن أحمل في قلبي بغضاً نحوهم؟ هل هذا الكلام ينطبق على السائق والخادمة المسيحيين اللذين يعملان معنا في البيت نفسه؟ وكيف نبغض من يعيش معنا في المكان نفسه ويطبخ طعامنا؟». ثم تسأل: «لو أن السائق يبغضنا، فهل سيحافظ على حياتنا ويقود السيارة بانتباه، أم سيقود باستهتار ولامبالاة؟ ولو كانت الخادمة تبغضنا فهل ستحرص على تقديم طعامنا نظيفاً صحياً أم ستقدّمه بما فيه من أوساخ وقذارة؟ وهل الكراهية هي شعور محله القلب فقط من دون أن يترتب عليه حرمان من نكرهه من الخير والإحسان؟». الطالبة الذكية لم تجد من أمها جواباً إلا «احفظي هذا الكلام المكتوب فقط، ولا عليكِ بتفسيره».

    عندما فتّشت عن معنى البِرّ وجدت الله وصف نفسه بالبَرّ، ووصّى الإنسانَ ببِرّ والديه والإحسان إليهما اللذين أوصى بهما لغير المسلمين الذين لم يقاتلونا... فكيف يجتمع البَرُّ، وهو «كثير الإحسان»، وقيل «واسع الخير»، مع الكراهية والبغض؟

    أنا شخصياً وقفت في حالة عجز كامل عن فهم: كيف يمكن أن يجتمع متناقضان في قلب وفعل؟ إن كان الدين هو المعاملة، فإن الله يحاسبنا على معاملتنا الناسَ وليس على ما تضمره قلوبنا نحوهم، وهذا ينطبق حتى على شعورنا وفعلنا مع المسلمين، فما الداعي إلى أن ندخل قلوبَ الناس ونعلمهم كيف يشعرون حيال الآخرين؟ وما هو الداعي أن أجعل طفلاً في الـ12 يعيش هذا الصراع بشعور وفعل متناقضين مع غير المسلم طالما أن البِرّ والإحسان والعدل والقسط هي الأمور المطلوبة في المعاملة؟ قد يقول قائل إن هذا الكلام هو مجرد موقف نظري على الطالب المسلم أن يعرفه وينتهي منه، ولكن تطبيقاً للأسئلة والأمثلة، أنت تعود لتشرح للطالب والطالبة كيفية العمل بهذا الحكم: ما هو موقفنا من لاعب غير مسلم؟ الجواب: أبغِضْه في الله. ما هو موقفنا من سائق غير مسلم؟: أبغضه في الله... إلخ. وهكذا، يصبح البغض وجبة طازجة ساخنة يقدمها منهج الفقه للطلبة حتى وهم يتفرجون على مباراة كرة قدم.

    هؤلاء الطلبة الذين يدرَّسون كيف يبغضون اللاعبين غير المسلمين والخدم غير المسلمين، سيشاهدون هذه الأيام شيخاً سعودياً شهيراً يزور مصر، ويظهر في صورة وهو يحضن القس المصري المسيحي ويهديه عطراً ويقبله ويثني عليه، وهنا نطرح سؤالاً من نوع: هل لدينا نسختان من الإسلام، خارجية وداخلية؟ أم أننا نشجع على الكذب مع الكبار بينما نحن نمزق عواطف الصغار في مدارسنا ونملأ عقولهم بصراع لا نعرف أين يأخذهم؟ هل درس المحبة والتسامح صعب في مناهجنا؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - اعتبرنا «مصريين يا شيخ»!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 16 يناير 2013 - 9:29

    ربما - اعتبرنا «مصريين يا شيخ»!

    بدرية البشر

    الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

    أثارت خطبة الشيخ محمد العريفي الملتهبة في مديح مصر غيرةَ كثير من مواطنينا، وأنا منهم، وعلى رغم أن جميع ما ورد في الخطبة ألّفه أحد الباحثين المصريين، ونُشِر في بعض المواقع المصرية بعنوان: «مصر وما فيها من الفضائل في القرآن والسنة»، ثم تبيّن أن «أكثرها» باعتراف الشيخ منقول «شبه حرفي» من مقالات للباحث الدكتور محمد موسى الشريف، التي نشرها في سلسلة مقالات في مجلة «المجتمع»، بعنوان «فضائل مصر ومزايا أهلها». إلا أن الشيخ حين يصدح بها في خطبة «مضرية» من مسجد عمرو بن العاص في القاهرة، وتنقلها قناة «الجزيرة»، فإن طعمَها يصبح مختلفاً، فينصت لها المصلون، وتُشفي قلوب «المقروحين»، وتُداوي جراح المعوزين. فالخطبة لم تترك قولاً في مديح مصر الحبيبة على قلوبنا إلا استحضرته، بدءاً من ذكرها في القرآن والسنة، ومروراً بالصحابة، وقول كعب الأحبار ابن إسحاق: «لولا رغبتي في بيت المقدس لما سكنت إلا مصر»، وانتهاء بالشعراء الذين مروا بها، وأهمهم المتنبي. لم يبخل الشيخ العريفي على أقباط مصر بالمديح، فذكر قول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «فاستوصوا بقبطها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً»، وغاب عنه قول عمرو بن العاص المشهور الذي جعل رجالها مع من غلب ونساءها كاللعب، لتحضر مقولته: «من أراد أن ينظر للفردوس فلينظر إلى مصر»، كما أصّلت الخطبة العلاقات السعودية المصرية، وذكرتهم أن المصريين أخوال العرب كلهم من عدنان إلى قحطان من أمنا هاجر، ولم يألُ جهداً في مدح نسائهم ورجالهم وأرضهم وعلمهم، الذي هاجر حفيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب يطلبه على أيديهم، كما امتدح انتصاراتهم بدءاً من معركة عين جالوت ضد التتار، ومروراً بالحملات الصليبية وهزيمة لويس التاسع، وأكد أن مصر ليست أقل من تركيا وكوريا وماليزيا بما حوت من المقدرات الطبيعية والقدرات البشرية. انتقى الشيخ العريفي من تاريخ مصر القديم كل ما يجعل المصريين وغيرهم يطربون وينسون حالهم اليوم، حتى تمنينا أن كل ما قاله صحيح، وقلنا من ورائه (آمين)!

    تستحق مصر كل ما قال العريفي، وتستحق أن نتغاضى عن أخطاء وقعت فيها الخطبة، ليس من أهمها أن مصر الفردوس ليست هي مصر اليوم، فبعد قرون طوال تردى حالها، فوصل فقراؤها إلى ٥٥ في المئة، وبلغ دخل الفقير دولارين في اليوم، وسكن منهم 12 مليوناً في عشوائيات، وتعاني اليوم ونيلها يجري فيها من مشكلات في الري والمياه، كما بلغت الأمية فيها 41 في المئة، وخرج منهم 7 ملايين مصري «مغترب» بحثاً عن لقمة العيش، كما أن حفيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب سافر مع أهله أسيراً بعد سقوط الدرعية عام ١٢٣٣هـ، لا من أجل طلب العلم، أما المتنبي وهو آخر من يعينه على مديح مصر، فقد خرج منها غاضباً فهجاها، ولن أقول له إن أول خلافة تغنّى بقيامها في مصر هي خلافة الفاطميين الذين يهجو مذهبهم، ولكنني سأذكره بما هو أهم، وهو أن «الإسلام دخل مصر من طريق عمر بن العاص، لا من طريق حزب الإخوان».

    مصر تستحق كل ما قيل، لكن طالما أن التاريخ شاهد على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى عمرو بن العاص بالأقباط خيراً، فما بالكم تحملون على أبنائنا المبتعثين الذين ذهبوا يطلبون العلم بدعوى أنهم يخالطون المسيحيين، وتحرضونهم على بغضهم، وعدم أكل حلواهم، وطالما أنكم لا ترون في جوار المسيحي والسكنى معه في بناية واحدة إلا دليلاً على حسن التعايش والوحدة الوطنية، فما بالكم تحرضون على بعض مواطنينا وهم «أهل قبلة»؟ وطالما أن مصر تستحق أن تحصل على أموال من الخليج وماليزيا، بل ومن العالم كي تستثمر في مصانع مصر واستصلاح أراضيها، وطالما تمتدحون نساء مصر ومنهم مستشارة رئيس الجمهورية وعضو مجلس الشعب، وعضو البرلمان، فلِمَ تحاربون عمل النساء في الأسواق والمجال العام؟ وما بالكم تحملون على وزير العمل في السعودية لأنه قرر أن يستبدل بيع المرأة على قارعة الطريق بدكان «أحفظ لها واستر»، وتحرمونهن تجارتهن، وتضعون فوقهن وكيلاً شرعياً وسائقاً «غير شرعي»، وتضعون بينهن فواصل وقواطع وهنّ يسدلن عباءاتهن من رؤوسهن حتى أخمص أقدامهن؟!

    لن نقول لك يا شيخ إن بلادنا هي مهبط الوحي والرسالة، وإننا عيال «حمايل وأجاويد» وإن الأقربين «أولى بالمعروف» بل سأقول: اعتبرنا «مصريين يا شيخ»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - أجهل من جاهل!

    مُساهمة من طرف waell السبت 19 يناير 2013 - 13:29

    ربما - أجهل من جاهل!

    بدرية البشر

    السبت ١٩ يناير ٢٠١٣

    على رغم كل الاحتياطات الواردة في القرار المعلَنِ يومَ الجمعة الماضي بتعيين 30 سيدة في مجلس الشورى، وهي احتياطات شددت على وجوب الفصل التام في مجلس الشورى بين النساء والرجال، من حيث المرور عبر بوابات الدخول والخروج، وكذا في المكاتب، وحتى في استعمال المرافق المستخدَمة، وعلى رغم أن مجلس الشورى هيئة استشارية تكتفي بتقديم توصيات حكومية غير ملزِمة باتّباع سياسات عامة لا تمثل ولاية عامة على المسلمين، وهو ما يرى البعض أنها ولاية لا يجوز للمرأة تَقَلدها، على رغم كل هذا، لم نعدم مَن يظهر علينا معارضاً القرار، حيث خرج فريق في مسيرة بلغت 40 رجلاً، صوَّروا أنفسهم على موقع «يوتيوب» وتكلم باسمهم متحدثهم، وحسناً فعلوا، لكي لا يتركوا للآخرين فرصة لتفسيرات بطولية تتعدى ما خرجوا من أجله.

    بعض جمهور «تويتر» دافع عن هذه المعارضة بمنطقين لا ثالث لهما، الأول أنهم يمارسون حق التعبير، وهو أمر تكفله مبادئ الديموقراطية، والآخر أنهم محتسِبون، وهو حقّ يكفله الدين!

    الذي يدافع عنهم باسم الديموقراطية وحق التعبير، عليه ألا يتخلى عن مبادئ الديموقراطية الباقية، فالديموقراطية سواء أكانت ذات مضمون ليبرالي أم إسلامي، فإن أول ما تحميه التعددية، التي يحاربها المعارضون وجمهورهم، كما أن الديموقراطية تحمي حق التنمية للأفراد، نساء ورجالاً من دون تمييز، وتحترم حقوق الإنسان، رجلاً كان أو امرأة، كما أ‍ن لها آلية محدّدة لمحاسبة المسؤولين على ضعف أنظمة التعليم والصحة والمواصلات... إلخ، لا تدخل فيها فِرَقُ الاحتساب المنفلت، بل هي آلية برلمانية وإعلامية ومؤسسات مجتمع مدني تضمن حق الأقلية قبل الأغلبية.

    يعارض الذين خرجوا -للأسف- تعيينَ المرأة في مجلس الشورى، ومَن يصفق لهم لا يؤمنون بكل هذا الكلام، أما من لا يهتم بهذه الشعارات الحديثة ويرى في تصرفهم فعلَ احتساب، فهو حريص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا شعار ديني لا غبار عليه، لكن عليه أن يتذكر أنه في مطلع الستينات خرج أكثر من هؤلاء لمعارضة تعليم الفتاة، وأنه نُقل عن أحد علماء هذه المعارضة: «أيها المسلمون، كونوا على حذر من مدارس البنات، فهي مدارس ظاهرها الرحمة وباطنها البلاء والفتنة، ونهايتها السفور والفجور، وإذا تساهلتم تجاه فتحها فستندمون». وحين حاول المصلحون مجادلتهم كان رأيهم أنه لا يجوز الجدل في أمر منهي عنه شرعاً!!

    وفي ذلك الوقت أيضاً، قالوا إن صوت المرأة عورة، واسمها عورة، ولكن ساند تعليم البنات، حتى في ذلك الوقت، علماء آخرون، أشهرهم الشيخ ابن مانع -رحمه الله-، الذي قال حين سئل عن هذا الأمر: «إن من يحرّم تعليم البنات هو أجهل من جاهل!». أحفاد المعارضين لتعليم البنات قديماً هم اليوم من يدفعون بناتهم إلى التعليم، وإذا لم تتوافر لبناتهم مقاعد في المدرسة أو الجامعة أو لم يجدوا لهن وظائف بعد تخرجهن، ذهبوا ليحتجّوا ويشتكوا. وعلى رغم أن التاريخ اختبر خطأ ذلك الموقف القديم، إلا أن المعارضين لا يجدون فيه دليلاً على أن هذه المعارضة هي «سياق» قديم ضدّ تقدم المرأة، وفق معطيات التعليم والعصر والتنمية.

    أن ينقسم الناس بين مؤيد ومعارض عند كل حدث جديد، أمرٌ طبيعي، لكن أن يستخدم المعارض شعار الديموقراطية للتعدي على حقوق المرأة، فهذا اعوجاج في الفهم، أما رفع شعار الدين للتحريض على مشروع تعيين النساء في مجلس الشورى، واتهامه بأنه حثّ على إفساد أخلاق المجتمع، فهذه «تهم خطرة» وليست وجهة نظر!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - «اصحَ يا نايم»!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 23 يناير 2013 - 9:18

    ربما - «اصحَ يا نايم»!

    بدرية البشر

    الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣

    لمت نفسي كثيراً وأنا أشاهد برنامجاً سعودياً في فضائية، عثرت عليها لأول مرة وأنا أستعرض 988 قناة يوفرها لي الصحن اللاقط. كان مقدم البرنامج يتلقى الاتصالات من كل مكان، ومن نساء ورجال بأعمار مختلفة. المقدم لم يكن شيخاً ملتحياً يجمع بين الوعظ والفتوى وتفسير الأحلام، ويبدو أن تفسير الأحلام من الأهمية بحيث اقتضى تخصصاً منفرداً، تماماً كتخصصات الطب. لاحظت أن المتصل لا يقول: «حلمت فيما كنت نائماً»، بل يباشر في سرد الحلم، وكأنه حقيقة عاشها: «دخلت ووجدت رجلاً كبيراً في السن، ينام في الغرفة الموجودة بها زوجتي وابنتي، ثم شاهدت كفناً ثم أناساً يصلون...»، والمفسّر يسأله بعض الأسئلة، وللأسف فإن أول 10 إجابات تكون بالنفي، وهي تشبه التقديرات التي يخمنها الطبيب كي يشخص المرض، حين يسأل المريض عن أعراض معينة، علّها تؤكد التشخيص الذي افترضه، ولهذا فإن الطبيب الماهر مثل مفسر الأحلام الماهر، يقترب من وضع التشخيص الصحيح في أول احتمال! لكن أسئلة المفسّر تستمر طويلاً من دون أن تعثر على تشخيص أو تفسير، فيسأل مفسّر الأحلام المتصل صاحب الحلم: هل تتمنى ترقية في عملك؟ هل زوجتك حامل؟ هل أنت متزوج؟ أحد المتصلين قال إنه سمع اسم «راقي» في الحلم، فسأله المفسّر: «هل تتوقع ترقية في عملك؟ فرد المتصل: «ليس راقي، بل راجي»، فتختلف الأسئلة، ولا تنتهي إلى شيء، فقط: «خيراً إن شاء الله».

    المتصلة الأخرى سيدة كبيرة في السن، اتصلت ودعت للمفسر مقدماً بالجنة والرضا والعافية، وقصّت حلم «ابنة ابنتها» أي حفيدتها، التي رأت حلماً تدخل فيه دورة مياه، فتجد عقرباً لكنها ميتة، فيعود المفسّر كالعادة ليسألها أسئلة عدة، كسؤاله إن كان بينها وبين زوجها خصام، لكن الجدة تجيب: لا، وحين لا يعثر المفسّر على جواب بـ «نعم» عن أي سؤال من أسئلته، تحاول الجدة مساعدته بما تتوقع هي! كأن يكون لدى حفيدتها طفل معوّق، ربما بسبب سحر وضعته الزوجة الثانية لها، ثم تحاول الجدة أن تحصل على التفسير الذي تتوقعه، فقد قيل لها مرة إنه مسحور، فكيف يُبطل سحره؟ لكن المفسّر يط‍مئن السيدة بأن الحلم شرّ وذهب، ولله الحمد. يتصل آخر فيقول له: «الحمد لله خيراً إن شاء الله»، ويتصل آخر فيقول له الكلام نفسه... وهكذا.

    وبعد نصف ساعة تقريباً من البرنامج عرفت أن جميع تفسيرات الأحلام هي: «شرٌ وذهب إن شاء الله»! العقرب التي تموت شرٌ وسيذهب، واسم «راقي» خير ويأتي! قلت في نفسي: «ليش ما صرتي مفسّرة أحلام، وارتحتي من همّ الكتابة المرير؟»، ثم تذكرت أن جدتي - رحمها الله - كانت مفسرة أحلام جيدة، لأننا كلما قلنا لها إنّا حلمنا البارحة حلماً، قالت: خيراً إن شاء الله، وإذا سمعتنا نقول عقرباً، قالت: عدو، وإذا قلنا ثعباناً قالت: خير سيأتي، وقد حفظت عن بعض قريباتي أمثالاً تحمل في بطنها تفسيراً للأحلام. لست ضدّ علم تفسير الأحلام الذي يمثل مرجعاً للدراسات النفسية والانثروبولجية والاجتماعية، لكنني ضد تسطيح هذا العلم، والمتاجرة به في البرامج، ليستغرق الناس في مناماتهم بدلاً من يقظتهم، وأن تصبح الأحلام النسخة الإسلامية لبرامج قراءة الطالع التي تجذب الجمهور المتشوق إلى معرفة المستقبل، وفهم الغامض في حياته، والعثور على حلّ لمشكلاته، كفكّ سحر، أو درء عين، ونظن أن الرغبة في حياة أفضل توفرها لنا المنامات والأحلام، بينما هي في الحقيقة لا توفر غير مادة كبيرة من برامج تفسير الأحلام!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - رعد وأيمن

    مُساهمة من طرف waell السبت 26 يناير 2013 - 11:09

    ربما - رعد وأيمن

    بدرية البشر

    السبت ٢٦ يناير ٢٠١٣

    لو كنت أملك منح الجوائز لكنت منحتهما جائزة بالمناصفة، وسأضطر لمنحها لهما مناصفة، لأني أقف عاجزة عن تحديد أيهما الأكثر تقدماً على الآخر، ولاخترت عنوان الجائزة «الصمود والتحدي»، والفائزان بهذه الجائزة هما القارئان المثابران على قراءة مقالاتي يوماً بعد يوم «رعد وأيمن». وعلى رغم أن «رعد» اسم يوحي بالقوة، إلا أن أيمن الذي جاء اسمه من اليُمن لا يقل عنه قوة وشدة. أيمن يتهمني دائ‍ماً بالتعاطف مع المؤامرات الخارجية على البلاد والاشتراك في مخططات تغريبية، وأ‍ني لا أمتدح إلا الغرب «الإمبريالي» الكافر، ولا أهجو إلا الشرق العابد المستقر، أما رعد فهو يرشدني دائ‍ماً من دون كلل أو ملل، بل إنه يعيد ما يكتبه في تعليقين متتاليين، مؤكداً لي أنني ضللت وخرجت عن طريق الإسلام الصحيح بانتقادي للتشدد والغلو، وأني أكتب عن مواضيع لا تهم المواطن كالفقر والإسكان والجريمة... إلخ.

    رعد وأيمن في كل مرة أرى تعليقهما اليومي وهما يتسابقان من يصل أولاً قبل الآخر تحت كل مقالة أكتبها، أتذكر مرشد الطائرات على الأرض الذي يلوّح بعصَوَيه البراقتين في النهار والليل، في وجه قائد الطائرة الهابطة، ويبدو أن جهدهما كبير لولا أني لا أتبع هذه الإرشادات المهمة من وجهة نظرهما، ودائ‍ماً ما أهبط في المكان الخاطئ من وجهة نظرهما أيضاً، وكأننا في حفلة «طرشان»، فلا هما يتوقفان عن قراءة مقالاتي والبحث عن كاتب أفضل، ولا أنا أرضخ لمطالبهما. السيد أيمن لم يستطع حتى اليوم أن يثبت تورطي في مشاريع تغريبية، خصوصاً أني لم أختر العيش في الغرب مثلما يفعل أكثر المنتقدين له، بل اخترت أن أعيش في بيئة عربية إسلامية خليجية، لكن أشد ما يثير عجبي أن أكثر من يتحمس لشتم الغرب هم ممن يتمتعون بالعيش فيه، لأنهم يعرفون أنه المكان الأفضل لهم، بل ويحصلون على معونات حكومية، واختار بعضهم هذا المكان لأنه يعرف أنه المكان الأكثر أمناً له، لأن حكومته ستفكر مليون مرة قبل أن تسلمه لمحاكمات خارج البلاد التي لا تحترم حقوق الإنسان، كما في حوادث شهيرة، ليس حباً فيهم طبعاً، بل خوفاً من الناخب الذي يحاسبهم، والقانون الذي يردعهم، والقضاء الذي لا ينظر إلى أعراقهم ولا إلى دينهم بل إلى ميزان العدل فيهم. ولهذا أنا أعجب بهذا الغرب في هذا المجال، بل وأطمح إلى أن نصل كعرب إلى مستوى العدالة والتنمية، واحترام حقوق الإنسان، وتقدم البحث العلمي وتطبيقاته.

    أيمن لا يتفق مع رعد في ما يجب أن أهتم به، لكنهما يتفقان في شيء واحد، وهو أن مقالاتي سخيفة وبلا هدف، وعلى رغم أن هذه ذائقة لا يعيبها أن نكون على طرفي نقيض، إلا أن ما يجبرني على تحيتهما، هو صبرهما ونضالهما المستمر في الوقوف على عمودي أعواماً وأعواماً، ما جعلني أقول في نفسي: «ما أعظم هذين القارئين اللذين صبرا عليّ كل هذا الصبر، ولم ييأسا مني بعد!» أراهما وأنا في كابينة القيادة، يلوحان بعصي الإرشاد «يمين... يمين»، وأنا أذهب في الاتجاه المعاكس، وأقول في نفسي: «من هما رعد وأيمن؟». فأتذكر أن عنادي لهما أبقاني مستقلة عن الجمهور، فمهما اختلفنا واحترمنا اختلافنا، إلا أنني لم أكتب يوماً نزولاً عند رغبة الجمهور.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    بدرية البشر / متجدد Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 27 يناير 2013 - 0:00

    بدرية البشر / متجدد 4772_shatelarab.com
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - الملكة وسيارة «الرنج»!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 28 يناير 2013 - 6:29

    ربما - الملكة وسيارة «الرنج»!
    بدرية البشر
    الإثنين ٢٨ يناير ٢٠١٣

    حظي خبر القبض على سيدة تقود السيارة في أحد شوارع المدينة المنورة بتعليقات ساخرة من جمهور «تويتر»، فتساءل عن غرابة القبض على سيدة تقود سيارة بصحبة أطفالها وزوجها في حين لا يقبض عليها حين توجد مع رجل غريب يقود سيارتها عنها! ثم تساءل فريق آخر عن التهمة الموجهة للمرأة، فجاءه الجواب ساخراً «خلوة غير شرعية مع سيارة». يتجدد الحديث عن قيادة المرأة السيارة في السعودية كلما ظهر خبر من هذا النوع، لا سيما أنها لا تتوقف، فمرة نقرأ عن امرأة تقود سيارة كي تنقذ زوجها المصاب، ومرة تُضبط سيدة «حامل» تقود السيارة بعد أن دهمتها الرغبة في قيادة السيارة نتيجة تغيرات هرمونية تسمى «الوحام»، أو حين تعرضت مراهقات لحادثة مرورية في الصحراء وهن يتدربن على قيادة سيارة. حتى الإعلام الغربي دخل معنا على الخط وصار يراه موضوعاً قابلاً للسخرية، فقد اقترحت إحدى القنوات الفرنسية في مشهد تصويري إلباس السيارة التي تقودها المرأة «عباءة» سوداء، وهكذا نكون قد حصلنا على سيارة محجبة أيضاً، كما أطلقت التباشير بحل هذه المعضلة بعد الإعلان عن اختراع سيارات لا تحتاج لسائق بل تقود نفسها.

    وقد طرحت على جمهور «تويتر» سؤالاً قد يواجهنا حال استيرادنا هذه السيارة وهو «أين ستركب المرأة في هذه السيارة في المقعد الأمامي أم في المقعد الخلفي؟»، فجاءني الجواب الحقيقي من المعارضين قيادة المرأة السيارة «تجلس في البيت».

    أزمة منع المرأة من قيادة السيارة ليست هي الأزمة الحقيقية التي قد تنتهي عندها مشكلات النساء كما يتحجج بعض الناس وهذا صحيح، فوجود المرأة لا يتجاوز 13 في المئة في قوة العمل السعودية، بمعنى أن البطالة في قوة العمل النسائية هي 87 في المئة، كما أنها لا تحصل على الأجر نفسه في سلم الرواتب، وفي سلم القضاء لا تتساوى المرأة والرجل، فديتها نصف دية الرجل، وحين تَقتُل المرأة زوجها تُقتَل، لكن حين يَقتُل الرجل زوجته لا يُقتَل، ويحق للوالد أن يزوج ابنته حتى ولو كانت طفلة قاصراً، وحتى وهو لا يصرف عليها قرشاً واحداً، ولا تزال المرأة ناقصة الأهلية، فلا تتعلم ولا تعمل ولا تتزوج ولا تتنقل إلا بموافقة من ولي أمرها حتى ولو كان ا‍بنها، بسبب كل هذا غدت رؤيتها تمسك بمقود السيارة أمراً مثيراً للرعب بل ومستحيلاً!

    احتاجت هذه القضية في فترة توغل الخطاب الصحوي لمعالجة فلسفية شعبية، لا سيما بعد قرار منع ومعاقبة الأربعين سيدة اللاتي قدن سياراتهن في شارع بالرياض في عام 1990، فظهر خطاب يثني على القرار ويفسره ويؤكد أنه ما جاء إلا لتكريمها، وقال أحد الخطباء في خطبة مسجلة إنه عندما سئل في الغرب لماذا لا تقود المرأة السيارة لديكم، أجاب: وهل الملكة لديكم تقود سيارة؟ المرأة لدينا لا تقود سيارة لأننا نعاملها كملكة، وقد أعجب هذا الجواب الكثيرين، فراحوا ينادون المرأة السعودية منذ ذلك اليوم بالملكة، لكن طبعاً هذه الملكة لو أرادت أن تدرس أو تتعلم أو تسافر فإنها لا بد من أن تأخذ إذناً من الأمير فيليب أي زوجها، وإن غاب فا‍بنها، وإن غاب الاثنان فلا بأس بالسائق، فقد أخبرتني إحدى السيدات أن الشرطة أمسكتها تقود السيارة وزوجها غائب، فجعلوا السائق يوقّع تعهداً بعدم السماح لها بقيادة السيارة التي هي سيارتها طبعاً. أمس عثرت على صورة لملكة بريطانيا وهي تسوق سيارتها «الرنج روفر» فنشرتها في «تويتر»، وأعلنت سقوط حجة أن الملكة لا تقود سيارة، لكن جمهور «تويتر» انشغل بالحديث حولها وقال عنها حلوة... السيارة طبعاً!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد Empty ربما - قاتل طفلته يحصل على مكافأة

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 30 يناير 2013 - 16:16

    ربما - قاتل طفلته يحصل على مكافأة

    بدرية البشر

    الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣

    حكمت المحكمة في حوطة بني تميم على والد الطفلة «لمى» بعد خمسة أشهر من حادثة قتلها بإطلاق سراحه بعد دفع الدية، ولا أدري في هذه الحال إن كان يحق للوالد القاتل أن يأخذ شيئاً من الدية؟! كيف لا وهو والدها؟! وطالما أن المحكمة لم تجرمه وقد قتلها، لأنه والدها، فبالتأكيد لن تمنعه من أخذ ديتها، وبنتيجة كهذه سنجد أن القاتل قد حصل على مكافأة نتيجة فعلته لا على عقوبة. ولو كنتُ أستطيع أن أرسم بعد هذه الجملة صورة وجه يضحك لفعلت، لأننا نكون قد وصلنا إلى وصف نكتة لا إلى جريمة قتل طفلة، لكن هذه النكتة ستُقتل سريعاً أيضاً بمجرد أن نعرف أن التقرير الطبي تأخر بحسم تهمة الاعتداء جنسياً عليها نتيجة للعنف الذي مورس على مناطق حساسة من جسدها تعرضت للكي والانتهاك بواسطة عصا وسلك كهربائي، وعلى رغم أنه ما بعد القتل جريمة إلا أن وصف التعذيب الذي تعرضت له الطفلة لمى قبل أن تلفظ أنفاسها في المستشفى في حد ذاته أبشع من القتل نفسه، بل يبدو أن الموت عنه أرحم. وقد أثبت أن الفاعل خطر على المجتمع كله وليس فقط على عائلته إن عاد طليقاً حراً ومن دون علاج، وقد حاول الوالد أن يهرب من عقوبة القتل بالتشكيك في سلوك طفلته ذات الأعوام الأربعة، لكن القضاء لم يضطره إلى دفاع كهذا، فهو نجا من فعلته بكل الأحوال.

    على رغم أن الإسلام نهى عن تعذيب قطة وهدد معذبيها بالنار في حديث صحيح، إلا أن وفاة طفلة نتيجة كسر في الجمجمة وفي الذراع وحروق على الجسد وتشويه لمناطقها الحساسة، لا يستوجب عند القضاء حكماً ولو بالسجن سنوات طوالاً، فهذه الطفلة المقتولة هي في النهاية، ابنة القاتل، وكأن «البنوة» صك ملكية لا علاقة إنسان بإنسان محفوظ القيمة والحرمة.

    القاضي اعتمد في حكمه هذا على حديث «لا يقاد الوالد بولده»، على رغم أن هذا الحديث اختلف الصحابة فيه، وجعلوا فيه ثلاثة مذاهب، بل وضعّفه بعضهم ولم يأخذ به، وقيل إنها قاعدة في عادات الثأر عند العرب، وليست قاعدة فقهية جاء بها الإسلام، إلا أن هذا الحديث الضعيف تقدم على الآيات القرآنية التي حرّمت قتل النفس، بل وجعلت من عظم حرمتها أن من قتل نفساً كمن قتل الناس جميعاً، ووضعت حكمها صريحاً يقول «والنفس بالنفس». فلم لا ينطبق هذا كله على قتل طفلة، أليست نفساً؟ الرجل الذي قتل طفلته لم يكن سوياً، فقد اشتهر بأنه متعاطٍ سابق للمخدرات، وقضى طفولته في دار للأيتام، ربما عاش طفولته ضحية، لكنه تحول إلى مجرم، وبدا - وهو يقتل طفلته - مهووساً بالتعذيب والوحشية، وهذه كلها مظاهر عدم سوية نفسية واجتماعية، والحكم بإطلاق سراحه لم يستند إلى هذا وإلا لأحيل إلى العلاج.

    إطلاق سراح قاتل - علاوة على ضياع حق القتيلة - يعرض المجتمع مرة أخرى إلى التعامل مع شخصية غير سوية، عديم المسؤولية، وقد يعود ويتولى مهماته القديمة من ولايته على أسرته وأطفاله، وقد يعود إلى عمله حارس مدرسة، وقد يعود إلى عمله مرشداً وموجهاً دينياً، وهنا أجدني أتساءل: كيف استطاع مثل هذا الرجل غير السوي أن يزاول كل هذه المهمات بينما تموت طفلة مثل لمى بلا ذنب؟
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    بدرية البشر / متجدد Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 31 يناير 2013 - 0:00

    حسبي الله ونعم الوكيل

    مع اني متابعه لكل المقالات التي تطرحها للكاتبه بدريه ولا اخفي اعجابي بها وبشجاعتها
    رغم كل ما تهجموا عليها اهل بلدها وما وصفوها به هي وزوجها طبعا

    الا ان هذا المقال احدث ضيق رهيب على صدري
    مرشد ديني ومخدرات واعتداء على طفله تعذيب تشويه ثم القتل
    ذكرني بوحوش يشبهونه جدا بنفس السويه
    يمارسون نفس الاجرام لكن على شعبي بسوريا
    نفس الاجرام وبنفس الارشاد الديني
    حيث ان الدين منهم براء
    a5

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 12:38