ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


3 مشترك

    بدرية البشر / متجدد


    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «المحتسبون» ضد رياضة الفتيات!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 26 سبتمبر 2013 - 1:55

    ربما - «المحتسبون» ضد رياضة الفتيات!
    بدرية البشر
    الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٣
    وزيرا العمل والتــعليم هما أكثر وزيرين مستهدفين بالحملات الاحتسابية، وغاية هذه الهجمات حماية الاحتشام، ولا يخدشه سوى القرارات المتعلقة بالنساء، لهذا فجل مطالبهم «منع النساء». خلوهن، على «طمام المرحوم» أي على ما عهدناهن، جففوا عنهن منابع التنمية، فهن لسن مواطنات مشمولات بالتنمية بل معزولات ومقامة دونهن السدود، وكل من يتصدى لقضاياهن سيصاب بالصداع والدعاء والاحتساب ضده.
    هذا بالفعل ما شاهدناه في حركة الاحتساب الشهيرة منذ عام تقريباً حين اقتحم المحتسبون مكتب وزير العمل بمناسبة تطبيقه قرار السماح للمرأة بالبيع في محال ملابس النساء الداخلية، فهم لا يرون أن من الحشمة أن تبيع نساء لنساء ملابسهن الداخلية، بل بداية لفتح باب عمل للمرأة مما يشجع على الاختلاط في الأسواق، وأشهر ما في هذه القصة قولتهم الشهيرة: «نحن من قتلنا وزير العمل السابق عندما عزم على تطبيق هذا القرار»، أما كيف قتلوه فقد دعوا عليه بأن يصاب بالسرطان وبالفعل استجاب الله لهم ومات، وعليه فإنك أيها الوزير الجديد عليك أن تستجيب لمطالبنا وإلا فعلنا بك ما فعلنا بوزيركم السابق.
    قدم المحتسبون رسالتهم وفق منهج التهديد والدعاء أمام المجتمع، ولم نجد احتساباً مضاداً يسأل: «كيف يليق بفرعون القول اللين كما ورد في الآية (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً) ويحرم منه مواطن مسلم مثل وزير العمل المسكين الذي يعمل وفق قرارات وزارته وأوامر مليكه؟ هذا ليس مهماً، المهم أن هذين الوزيرين شعرا بالملل على ما يبدو فاتبعا سياسة الهروب من الباب الخلفي، فقد أعلن محتسبون أن وزير التربية والتعليم رفض أخيراً مقابلتهم، لهذا قرروا أن يخبروا القاصي والداني، كيف لا وهم يعيشون في عصر العولمة، لهذا فتحوا كاميرات «الآي فون» وسجلوا رسالتهم ثم بثوها في «يوتيوب» و «تويتر» و «فايسبوك» و «واتساب» و «كيك» وما أدراك ما «كيك».
    ماذا تقول هذه الرسالة الاحتسابية؟ تقول إن هناك حدثاً جللاً سيقام في مدارس البنات، وهو «حصص رياضة، يا سنة سوحة!! رياضة؟ نعم، رياضة. تلعبها الطالبات داخل أسوار مدارس البنات التي لا يوجد فيها ذكر واحد حتى ولا «صبي شاي»، لكن ولو، هذا لا يحمي مفهوم الاحتشام، إنها «رياضة»، بل طرحوا سؤالاً هو رأس المعضلة الرياضية في موضوع الاحتشام «أين ستغير الفتيات ملابسهن؟»، فعلاً سؤال احتسابي وجيه. لكن أنا أيضاً لديّ سؤال احتسابي مضاد، كيف تذهب إلى وزير العمل وتمنعه من أن يسمح للمرأة بأن تبيع ملابس داخلية لامرأة وتصرّ على أن يقوم رجل بهذه العملية في محل بســعة غرفة صغيرة ستة في ستة، ولا يتعارض هذا عندك مع الاحتشام، ثم في الوقت نفسه تذهب إلى وزير التعليم كي يمنع الفتيات من مزاولة الرياضة أمام بعضهن ومن دون وجود ذكر واحد وتسمي هذا نقيضاً للاحتشام؟
    ألا تشعرنّ بأن هناك خطأ في توصيلة الأسلاك في اللوحة الاحتسابية؟ المشكلة الثانية أن من بين البنات الصغيرات المحتشمات طفلة أصيبت بالأيدز إثر خطأ طبي فلم تهتز لهم شعرة احتسابية، وبين نساء محتشمات من متن من الجوع بسبب مكافآت الضمان الاجتماعي الهزيلة، وقاصرات متن أثناء ليلة زواج مروعة ولم تسمع بأحد منهم احتسب ضد الوزير المعني، ولا أحد ضد بيع الأغذية المسرطنة للفتيات، ولا ضد وسائل العيش والتربية التي تسببت بإصابة ربع عدد سكان المملكة بالسكر والسمنة. طبعاً لأن هذا كله لا يخدش الاحتشام، بل على العكس فهو يأخذ الفتيات إلى القبر، والقبر هو أفضل ساتر للفتيات.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 26 سبتمبر 2013 - 19:40

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Hwaml.com_1375653110_100

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell الأحد 29 سبتمبر 2013 - 7:33

    ربما - أنياب «الهيئة»!
    بدرية البشر
    السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
    قبل يومين قتل شابان (توفي أحدهما إكلينيكياً) بسبب مطاردة متهورة من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بسيارتهما ذات الدفع الرباعي المزودة بدعامات أمامية - تشبه أنياب الفيل - مخصصة للمطاردات.
    هذا ما حدث في اليوم الوطني الـ83، أي بعد دخولنا عصر الدولة بما يقارب القرن، من أفراد رجال هيئة الأمر بالمعروف التي أنشأها الملك عبدالعزيز كي يحد وينظم اندفاع جماعة «الإخوان السعوديين» لتصحيح مظاهر عيش أهل الحجاز في تلك الفترة، وقد حرّموا عليهم شرب الدخان والغناء وآلات الطرب وتفاصيل خلافية يرون فيها مظاهر شرك وترف جاهلي.
    اليوم وبعد قرن من بناء دولة حديثة ساهم فيها رجال عظام ومضت عقود على سياسات مدنية من التعليم والتصنيع ونشأة مؤسسات الأمن الحديثة، مثل جهاز الأمن العام والمباحث، لا تزال هذه «الهيئة» تفاجئنا بأخطاء قاتلة. فلم تمضِ سنة على مقتل رب الأسرة الشاب، الذي خرج من أحد المتنزهات العام الماضي والذي لوحق بسبب رفعه صوت الموسيقى عالياً، أسفرت المطاردة عن انقلاب سيارته وموته وبتر يد زوجته، وقبلها «مطعون العيون» في حائل الذي تلقى طعنة بسكين من رجل هيئة، بعد مشادة أصر فيها رجل الهيئة على المرأة التي برفقته، والتي تلبس «برقعاً» أن تغطي عينيها، وانتهت القضية بإدانة الشاب المطعون لوجوده في سوق به نساء.
    هذه المرة طاردت سيارة الهيئة سيارة شابين في شارع رئيس وحيوي كبير في الرياض كي توقفها ولم يستجيبا، فقامت بصدمهما بسيارتهما أكثر من مرة - وفق إفادة شهود عيان - ما أدى إلى انقلاب سيارة الشابين من فوق الجسر بعد أن اصطدمت بسيارة أجرة، فمات الشاب الأول ودخل الثاني في موت إكلينيكي، وبدلاً من توقف سيارة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لإسعاف الشابين ومواجهة المنكر الذي فعلوا، إلا أنهم هربوا!
    التحقيقات أسفرت عن عدم وجود شبهة مخدرات أو مسكر في دم القتيلين ولم يكن معهما أية فتاة. الحادثة أشعلت غضب الرأي العام تجاه مسلسل الاستهتار بالأرواح والمطاردات المتهورة، وخرجت عناوين الصحف باكراً تقول: «الإمارة تشكل لجنة تحقيق والشرطة تعلن عن شبهة جنائية للحادثة.. والهيئة تدعو للشابين بالمغفرة»، وكان الأجدى أن يقال إنها «تلطم»، فهو العنوان الأنسب.
    الدعاء وقلة الحيلة ليسا كل ما لدى «الهيئة» لتخبرنا به، بل قالت وعلى لسان رئيس «الهيئات»: «إن فصل موظف يتسبب بقتل إنسان ليس من صلاحيتها، بل منوط بجهات أخرى»، ما يؤكد أن الهيئة تنجح في رفع مستوى أخبارها إلى مصاف أفلام الخيال والرعب.
    الهيئة التي أظهرت ضعفها وقلة حيلتها في الملمات والمصائب، لم تكن كذلك حين أعلنت عن قوتها من خلال تصريحها على لسان رئيسها بأن موازنتها بلغت أكثر من 1,46 بليون ريال، وهي تعلن عن تزويد أفرادها بأحدث موديلات السيارات، ولو رأيت الصور الحديثة لسيارة الدفع الرباعي المزودة بدعامات أمامية بارزة مثل أنياب الفيل لظننت أنها ذاهبة إلى حرب!
    في عام 2002، تسبب حريق في مدرسة للبنات في مكة بمقتل 15 فتاة، قيل إن رجال الهيئة وراءه حين منعوا الفتيات من الاندفاع والهرب خارج المدرسة خوفاً من عدم لبسهن العباءة، فأشعلت الحادثة الرأي العام غضباً، لكن المسؤولية آنذاك تحملتها رئاسة تعليم البنات، وصدر مرسوم ملكي يقضي بإلغاء رئاسة تعليم البنات وضمها إلى وزارة التربية والتعليم، وخرجت الهيئة من المولد ببراءة. ورطة الهيئة هذه المرة تبحث عن مخرج، لكنكم لن تتخيلوا أي مهرب وجدته الهيئة. لقد رفعت قضية ضد شاهد العيان الذي صور المطاردة وقدم الشريط دليلاً على تورط أفراد الهيئة في الحادثة، فهو أثناء التصوير وحين شاهد انقلاب سيارة الشابين وتحت تأثير المشهد المروع تلفظ بألفاظ غير مهذبة ضد الهيئة، لم تستطع الهيئة تحمل هذه الألفاظ التي خدشت مشاعرها وهيبتها، فاشتكته للشرطة التي استدعته وحولته إلى هيئة الادعاء والتحقيق العام بتهمة القذف. «ويا سلام سلّم».

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - لماذا الغضب يا معالي الرئيس؟

    مُساهمة من طرف waell السبت 5 أكتوبر 2013 - 14:55

    ربما - لماذا الغضب يا معالي الرئيس؟
    بدرية البشر
    الأربعاء ٢ أكتوبر ٢٠١٣
    خرج رئيس الهيئات والأمر بالمعروف في برنامج «الثامنة» غاضباً إثر مقتل شابين سعوديين نتيجة مطاردتهما من سيارة رجال الهيئة في أحد شوارع الرياض. الرئيس لم يكن غاضباً لمقتل الشابين، بل بسبب مهاجمة جهازه من وسائل الإعلام وانتقاد الرأي العام الهادر ضده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الرئيس لم يشعر في مداخلة تلفزيونية مفتوحة أنه مضطر طالما امتلك هذه الفرصة أن يقدم للرأي العام توضيحاً لملابسات ما حدث، ولم يُجب عن سبب المطاردة ولا إن كان رجاله قدموا بلاغاً بشبهة ضد الشابين قبل المطاردة، المهم عنده «لماذا تهاجموننا وتنكرون جهودنا في إنكار المنكر»، ناسياً أن من أكبر المنكرات بل المحرمات قتل النفس التي حرم الله، وإن كان قد قال في زيارة لأهل القتيلين: «إننا نرفض هذا التجاوز»، إذاً لما يزعل حين يرفضه الناس؟ رئيس الهيئات تباهى بإنجازات الهيئة وعلى رأسها - بحسب قوله - مطاردة السحرة وتجارة البشر. سحرة، وتجارة بشر، أين نحن في أدغال أفريقيا يا معالي الرئيس؟ حسناً ومن أي صنف كان الشابان المقتولان، ساحرين خرجا من فيلم «هاري بوتر»؟ أم تاجرَي بشر؟ أم تاجرَي مخدرات؟ قال الرئيس مدافعاً إن جهازه «مثل أي جهاز حكومي يرتكب أخطاء»، طيب طالما هو جهاز حكومي فَلِمَ يغضبه أن ينتقد الإعلام والناس خطأ قتل شابين من دون ذنب؟ وهل يرضيه أن يصدر أحد شيوخ الصحوة بياناً يدعو إلى التعاطف مع القتلة ويقول فيه: «إن من علامات المنافقين انتقاد جهاز الهيئة»، وهل من النفاق أن يغضب الناس بحق مقتل شابين في عمر الورد؟ لماذا لم يخرج علينا وزير الصحة إثر هجوم الإعلام ضد خطأ طبي نقل دماً ملوثاً إلى طفلة ليقول لنا إن منتقديه منافقون وإنهم يريدون زعزعة الأمن، وإننا نريد أن تشيع الفاحشة؟ أو حين ينقد وزير التربية والتعليم أو وزير العمل أو إدارة الدفاع المدني أو الشرطة.
    يقولون يجب أن تنتظروا نهاية التحقيقات! ما الذي يجب أن ننتظره والحادثة مصورة والشاهد الذي قدم شهادته للشرطة خرج في برنامج «الثامنة» يقول إنه كان يقود بسرعة 140 كيلومتراً، ولم يستطع اللحاق بسيارة الهيئة، أي أنها تسير بمعدل أسرع وفي شارع حيوي، وقد شاهدهم يصدمون سيارة الشابين أربع مرات حتى سقط صدام السيارة الطريدة؟ ويقول أيضاً لقد مر على أربع سيارات شرطة في طريقه كان بالإمكان إبلاغ أي منها عن رقم سيارة الشابين كي تضبطهما في أي وقت، وزد عليها أن نظام الهيئة منع المطاردات إثر سوابق خلفت قتلى، أليس هذا «سبق إصرار وترصد»؟ وأي جرم خفي بعد كل هذا يجب على الرأي العام والإعلام أن ينتظر حتى تكشفه التحقيقات، إلا إن كانوا يقصدون أن ننتظر تدخلاً ينقذهم ويلصق الجرم بشريك كان معهم، فبحسب شهادة القانوني عبدالعزيز القاسم: «أنه كثيراً ما يتم التجاوز عن رجال الهيئة في المحاضر وأنه مستعد لإثبات ذلك». ما يحتاج يا عبدالعزيز، فما سبق من حوادث شاهدة على صحة هذا الكلام، كما قال القاسم أيضاً: «إن الهيئة تدار من خارجها وضبطها من الداخل صعب»، ألم أقل لكم إننا أمام مسلسل تشويق ورعب من الدرجة الأولى؟
    يوم أمس وصف معالي الرئيس منتقدي فعل رجال الهيئة بأنهم يحاربون شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أهكذا هي المسألة؟ أهكذا أصبحوا هم الشعيرة والشعيرة هم، تم اختصارها في جهاز واحد، إذاً وفق هذا الكلام يجب أن نلغي جميع المرافق الأخرى، فلا حاجة لنا بعد هذا الكلام لوزارة التجارة ولا هيئة مكافحة الفساد والشرطة ولا مؤسسات الإعلام، ولنبقِ على هذا الجهاز الفذ الجهبذ الذي حين يخطئ بقتل الناس يصف منتقديه بالمنافقين إخوان الشياطين، قلت لكم من الأول «يا سلام سلم».

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - نفقة الأبناء ليست أعطية

    مُساهمة من طرف waell السبت 5 أكتوبر 2013 - 14:56

    ربما - نفقة الأبناء ليست أعطية
    بدرية البشر
    السبت ٥ أكتوبر ٢٠١٣
    نشرت إحدى الصحف، أنه في خطوة تعد الأولى من نوعها في القضاء وتطبيقاً لنظام التنفيذ الجديد، أصدرت وزارة العدل - ممثلة بقضاء التنفيذ - حكماً قضائياً بإلزام أب دفع 1500 ريال شهرياً لابنته بقوة النظام، بعد أن رفض تنفيذ الحكم.
    هذا الخبر أثار مواجع الأمهات المطلقات، بل كل النساء اللاتي يعرفن جيداً أن حقوقهن داخل مؤسسة العدل الكبرى تثير جدلاً لا نهاية له، وأن هناك من يقدم ويؤخر في مسألة حسمها. الخبر أيضاً يقول إن الأب الذي ماطل في دفع النفقة وجد نفسه خارج حرية نقض القرار، فالقاضي خاطب مباشرةً محافظ مؤسسة النقد السعودي وزوده بصورة من القرار القضائي، وطلب من المؤسسة إفادته بتنفيذ الحكم القضائي وحسم 1500 ريال شهرياً من حساب المدعى عليه لمصلحة ابنته، وإفادة القضاء خلال ثلاثة أيام من تسلم أمر الحجز، بناء على المادة رقم (60/2) من نظام التنفيذ، ونفذت المؤسسة حكم القضاء على الفور.
    وخلال أسبوعين فقط من صدور الحكم تم تنفيذه بدفع النفقة بقوة النظام، بعد أن كان في السابق لا توجد جهة محددة تلزم تنفيذ الحكم القضائي. الخبر بحد ذاته يعتبر إنجازاً مفاجئاً لانتصار العدل بفضل قاضٍ واجه الأمر بإتقان ومهارة، لكن هذا الخبر أثار معه كثيراً من الأسئلة، فهو في ظاهره عادل ومنصف ويستحق الإشادة.
    لكن السؤال، هل ما فعله القاضي هو وفق نظام جارٍ يتخذ في كل مرة في الحالات المتشابهة، أم أنه اجتهاد فردي من قاض عادل؟ الجواب للأسف يحمل معه تناقضاته. فهو اجتهاد من قاضٍ آمن بعدالة ما يفعله، لكنه لا يلزم القضاة الآخرين به طالما أن القضاء يرفض التقنين، وليس بالضرورة أنه سيتكرر في حالات متشابهة، بل إن بعض الأمهات اللاتي فتحن جدلاً في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس العامة يؤكدن أن هذه النفقة المقررة كانت كريمة جداً مع الأم، فالقاضي عادة لا يقضي إلا بـ500 ريال للطفلة الأنثى، أي 100 دولار في الشهر، وألف للذكر!
    ولو لاحظتم أنه لم يذكر أن هناك نفقة تقررت للأم الحاضنة، فالأم الحاضنة أيضاً تلزمها نفقة وفق الشريعة الإسلامية ووفق القوانين المتحضرة يدفعها، وقد وجدت - أنا شخصياً - حالات أمهات لم ينلن هذه الـ 100 دولار، بل وكفّت الأم عن ملاحقته كي تكفي نفسها مشكلات الأب الأخرى. أما الأمهات المحتاجات اللاتي يواجهن جوعاً وفاقة، فهن يضطررن إلى معارك ومسلسل قد لا يسفر عن شيء.
    في المقابل، فإنني حضرت مؤتمراً عقد في الرياض عن ملف الأحوال الشخصية، فوجدت متخصصين في القانون يتحدثون عن نظام قد أقر، يمنح الصندوق حق أن تقتطع من الأب نفقة الأبناء من راتب الأب ومن دون أذنه بالنفقة التي تقضيها المحكمة، لكن معظم القضاة لا يلجأون إليه، وفوجئت بأن ممثل مؤسسة النقد يقول إنهم ملتزمون بقطع نسبة معينة من راتب الموظف لا يمكن أن تزيد في أية حال، بمعنى أن الموظف إن كان تقتطع من راتبه دفعة شهرية لأقساط سيارة فإن الصندوق لا يستطيع أن يزيد عليها ويقتطع نفقة عياله، يا سلام!
    معارض السيارات تحظى برعاية الصندوق ودعمه أكثر مما يحظى نظام الأحوال الشخصية، لأنه لا توجد أحوال شخصية، والسيارة مقدمة على الأطفال! النظام الذي لا تتجاوز قوته سطح الورق لا يعد نظاماً، بل تضليل وحماية للفوضى تسفر دائماً عن ضياع الحقوق. وللأسف، إن النساء أمهات ومطلقات ومعلّقات هنّ أكثر من يعانين هذا الإهمال للأسف، والسبب أن القضاء يُبقي نفسه دائماً منعزلاً ومغلقاً ضد أنظمة الدولة الحديثة والمتطورة، فهو يظن بأنه هو وحده من يمتلك حق الاجتهاد في مسائل العدل والقضاء بعيداً من التعاون مع المؤسسات الأخرى، بل ويعتبر نفسه مفصولاً عنها لا شريكاً معها، ولا أدل على ذلك من رفض القضاة الاعتراف ببطاقة المرأة المدنية تعريفاً رسمياً لها.
    فبعضهم لا يزالون يطلبون شاهدَين كي يعرّفا بأن المرأة الواقفة أمامه هي فلانة بنت فلان، ويعرف القاضي أن واحداً من الشاهدَين هو قريبها، أما الآخر فأحياناً هو مجرد شاهد من رجال يجلسون خارج المحكمة، يبيعون شهادتهم في مقابل مادي لمن أراد، ومستعدون لأن يشهدوا على أي شيء، أي شاهد زور وسر!
    الاستهتار بهذه القضية إنها مجرد قضايا مبايعات وإثبات شخصية لا يضر الزور فيها، وحين يقبل القاضي بالزور ويرفض نظام الدولة فهذا والله «كبير».

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - أين ذهبت التواقيع؟

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 8 أكتوبر 2013 - 9:09

    ربما - أين ذهبت التواقيع؟
    بدرية البشر
    الإثنين ٧ أكتوبر ٢٠١٣
    دعا المستشار القانوني الخاص والمستشار النفسي للجمعية النفسية في دول الخليج النساء اللواتي أطلقن حملة 26 أكتوبر الداعية لقيادة المرأة سيارتها، إلى أن يقدِّمن العقل على القلب والعاطفة، لأن هذه الدعوة ضررها كبير.
    لم يتحدث سيادة المستشار عن معوقات نظام المرور الذي قد يعرقل رغبتها قانونياً ويعرضها للتوقيف، أو يذكر مثلاً إذا ما كانت قيادة المرأة للسيارة تؤثر في نفسيتها فتؤدي إلى أمراض الاكتئاب والشيزوفرينيا وفوبيا النقل مثلاً، مستشهداً بالدراسات النفسية في العالم، والتي أثبتت أن كل النساء اللواتي يقدن السيارة يعانين من هذه الأمراض، وأن من لا يقدن السيارة يرفلن في السعادة.
    المستشار غاص في بحر الدراسة العلمية العميقة ليسجل هدفاً تسلل من بوابة العلم الحديث، فقال إن قيادة السيارة تؤذي مبايض النساء وتؤدي لولادة أطفال مشوهين. هذه النتيجة التي حذرنا منها سعادة المستشار أشبه بالتحذيرات من «السعلوة وحمار القايلة»، التي تتوعد بها الأمهات أطفالهن الذين يخرجون في الظهيرة ولا يسمعون كلام أمهاتهم، وأنتن كذلك أيتها النساء اللواتي ستتجاوبن مع حملة الدعوة لقيادة السيارة المنطلقة يوم 26 أكتوبر، ستتفجر مبايضكن أو ستلدن أطفالاً مشوهين.
    طارت بهذه الحكاية الشعبية صحف أميركية وعلّق عالم أميركي ساخراً إنه كان يظن طوال الوقت بأن منع قيادة المرأة للسيارة في السعودية كان شأناً فقهياً، فإذ به سبب علمي. وقد يُحمل هذا السبق العلمي إلى متحف، لكن متحف الديناصورات، لأنه متحف افتراضي «سمعنا به وما شفناه».
    اتصلت بي طالبة سعودية تدرس في الجامعة الأميركية بالشارقة تقول لي: «فضحونا». لقد كان حديث الطلبة اليوم عن مقالة في «واشنطن بوست» عن حكاية المبايض هذه، هذه الحكايات صرنا نعرف أنها فرقيعات من مبايض، ومكانك تحمدي، ومؤامرات الغرب، وأظنها صارت قديمة، لكنها على رغم ذلك تنجح في حجب الفضاء عندنا عن المعوقات الحقيقية، لأننا نستطيع أن ننكت حولها ونعلق عليها، لاسيما أنه بعد 30 عاماً من أول مطالبة للنساء بقيادة سيارتهن والتي ضربت بيد من تحريم وتهديدات بمصادرة السيارة قد تراجعت اليوم. الفضاء صار يكشف عن كم مدرسة فقهية متشددة ومعتدلة لا ترى حرمة هذا الفعل، فهناك تسجيل منتشر لأحد شيوخ الصحوة وهو يضحك ساخراً من سؤال: هل تقود المرأة سيارتها أم لا؟ فيرد عليها هل من الكرامة أن تركب حماراً أم مركبة مغلقة؟ ثم يضحك.
    لقد صار السؤال مضحكاً، الحصار وضغوط منظمات دولية منها منظمة التجارة العالمية وحقوق الإنسان والإعلام الغربي المتحفز للضحك أيضاً، ليسوا معنا بل علينا، كل هذا جعل المسؤولين يتراجعون عن عصا التحريم والمنع فألقوا بها على مسؤولية القرار الاجتماعي: إنه شأن اجتماعي يعود للناس. هذا السبب أكثر ديموقراطية لكنهم هم من يمسك بالقرار، تماماً مثل أن يقنعك أحد بأن مسألة خروجك من البيت شأن فردي، وهو من يمسك بالقفل في يده ثم يجعل تسلقك الجدار مخالفة قانونية يعاقب عليها، وكسر القفل جنحة وهز الباب إزعاج وسرق القفل جنحة.
    حملة 26 أكتوبر وضعت في الفضاء الإلكتروني موقعاً لجمع التواقيع انضمت إليه آلاف الأسماء تصب فيه موافقتها وتأييدها، إلا أن الموقع حجب في أول يومين، فلم نكتب عن هذا بل كتبنا عن المبايض، المبايض وعلاقتها بقيادة السيارة لنحيل الأمر إلى نكتة. أ‍ما من أقفل الباب وأمسك بالقفل فلا أحد يكتب عنه، السبب أن لدينا 9 ملايين سيدة، وإذا كانت كل سيدة لديها مبيضان فإننا بصدد 18 مليوناً، وهذه المبايض هي ملك لأصحابها يجب تخزينها للإنجاب.
    فمن الذي له قلب يترك المبايض ويسأل أين ذهبت التواقيع؟

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - هاتفي لم يعد هاتفي!

    مُساهمة من طرف waell السبت 12 أكتوبر 2013 - 9:06

    ربما - هاتفي لم يعد هاتفي!
    بدرية البشر
    الأربعاء ٩ أكتوبر ٢٠١٣
    بحكم إقامتي بين الرياض ودبي، أحمل هاتفين سعودياً وإماراتياً، لكن النتيجة التي وصلت إليها مع شركتَي الاتصال الإماراتية والسعودية هي ذاتها: «هاتفي لم يعد بهاتفي»، فأنا لم أعد أتمكن من الرد عليه، بل أصبحت - أوتوماتيكياً - أطل في شاشة جهازي بما معدله 10 مرات يومياً، ظناً بأن رسائل شخصية تصلني، لأجد نفسي رهينة عروض تجارية وإعلانات من نوع حلق اللحية بالليزر أو تفتيح الركبة السوداء وتقشير الوجه بأحماض الفواكه، أو إعلانات محال عن وصول أحدث الموضات والملبوسات، هذا غير بيع الزيوت التي تشفي من الضعف الجنسي والروماتيزم ومرض التوحد، وهناك تجارة لا تحتاج لمحال، فهي اتفاق بين شركة الاتصالات وبينها لتحويل هاتفك إلى ميدان تجارة، مثل بيعك أدعية تشفي من الأمراض وتطرد السحر وتذهب الهم، وهناك أدعية للحج وأخرى للعمرة وليوم عرفة.. إلخ، أو نصائح نفسية تهديك السبيل، هذا غير اتصالات يومية تعرض عليّ شراء شقة في برج سكني، أو مشروع جديد، أو دعوة إلى اشتراك سنوي في صحيفة والحصول على كوبون تخفيض بـ 10 دراهم.
    هناك اتصالات شهرية ثابتة تأتي من شركة تعرض عليّ شراء «طناجر» تطبخ الطعام من دون زيت، فأقسم لهم كل مرة أنني اشتريت هذه القدور قبل عامين، ولم أستخدمها أبداً لأن عائلتي تحب الزيوت، ومن شركة أخرى تعرض علي مكنسة سحرية بـ 10 آلاف ريال، فأقسم لهم أني اشتريت واحدة وكسرتها الخادمة، ويتصل بي ناد رياضي لأشترك فيه فأقول لهم اشتركت في ناد آخر، لكنهم لا ينهون المكالمة، لأنهم يريدون الخوض في تفاصيل أكثر قد تنجح في اصطيادك!
    كيف أصبحت عرضة لكل هذه الاتصالات يا حبيبي؟ السبب أن شركات الاتصالات - جزاهم الله خيراً - لا يكتفون بأرباحهم البليونية من بيع خدمات الاتصال، بل يضعونك فوق البيعة، فصاروا يبيعون رقمك ومعه ملايين الأرقام لأغراض الدعاية والإعلان إلى شركات تجارية تتربح هي الأخرى من خلفك.
    حاولت أن أصل إلى حلّ بأن لا أرد على هاتفي لا في الرياض ولا في الإمارات، واضطررت أن أربط أرقام عائلتي ورقم عملي بنغمة مميزة حتى أعرف المتصل فأرد، لكن «الوسواس الخناس» يحبط خطتي بأسئلة من نوع ماذا لو كان أحد أفراد عائلتي فقد هاتفه أو فرغت بطاريته واتصل من رقم آخر؟ فأقع في المصيدة مرة أخرى!
    فكرت أن أستقدم سكرتيرة خاصة للرد على الهاتف، وهكذا أدفع للهاتف فاتورتين إحداهما للخدمة والأخرى للسكرتيرة، لكنني تساءلت: هل شركة الاتصالات تقدم لي رقمها هذا مجاناً حتى يمكنها التصرف فيه كيفما تشاء، وبيعه ضمن حزم أرقام المشتركين لشركات تتربح منهم وتتصل بهم متى شاءت كل حين؟ بأي حق تم بيع وقتي ورقمي وسكوني وأنا أدفع فاتورة لا تقل عن ألف دولار شهرياً؟ أنا أقترح على الاتصالات إما أن تتوقف عن إقحامنا في صفقاتها التجارية، أو توفر لنا خدماتها مجاناً مثلها مثل القنوات الفضائية التي تقدم بثها فضائياً مجاناً، لكنها تعتاش من أرباح الإعلانات، لكن شركة الاتصالات تعرف المثل الذي يقول: «إذا كان حبيبك عسل فلحسه كله»!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «لقينا الصندوق يا محمد»

    مُساهمة من طرف waell السبت 12 أكتوبر 2013 - 9:10

    ربما - «لقينا الصندوق يا محمد»
    بدرية البشر
    السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٣
    لأنني عالقة في المطار أطارد شبكة النت والأفكار كي أكتب مقالتي، عقلي بارد ولا أتابع الصحف، وعقلي يلومني على هذه الورطة، فكل الناس حولي يتسوقون ويأكلون ويشربون ووحدي أطارد فكرة ومقالة وشبكة، فتشت في عقلي البارد فلم أجد سوى حكاية أثيرة عندي من حكايات السفر والمطارات.
    منذ ثلاثة أعوام قضيت عطلة صيفية في لبنان جمعت خلالها عدداً من الكتب، أحضرتها معي إلى مكان إقامتي في دبي. بعد أن هبطنا من الطائرة لم أجد صندوق كتبي مع الحقائب التي جمعها لي عامل العفش، بل وجدت بدلاً منه كرتوناً من الرطب فأعدته إلى موظف الخطوط، ثم سجلت بلاغاً في مكتب المفقودات بمواصفات كرتوني الذي يقارب حجمه حجم كرتون الرطب المهمل. وطوال أسبوعين كنت أتصل بمكتب المفقودات وأسألهم: «هاه لقيتوا الصندوق»؟ فأحصل على إجابة واحدة لا غير: لا.
    بعد أن تأكدت من أن صندوقي «مفقود مفقود» كتبت مقالة بعنوان «ضاع الصندوق يا محمد»، وهو عنوان أغنية مصرية شهيرة أرثي فيها صندوق كتبي وأتفجع عليها. من حسن حظي أن مدير الخطوط السعودية في دبي قرأ مقالتي فأصرَّ على أن يعد خطة تدخل سريع لاستعادة الصندوق المفقود، فطلب من الموظفين الاتصال بصاحب صندوق الرطب الذي ترك صندوقه حتى فسد، فلا بد من أن يكون هو من أخذ صندوقي بالخطأ، وهنا المفارقة المضحكة، اتصل الموظف بصاحب الصندوق وسأله لماذا لم تأخذ صندوق رطبك، فقال إنه أخذه، فقالوا له وهل وجدت بداخله رطباً؟ فقال لهم إنه قد أرسله إلى أناس آخرين هدية بمناسبة رمضان، فطلبوا منه أن يتصل بالناس ويسألهم ويتأكد من أن ما بداخله رطب، فاتصل بالناس وسألهم هل وجدتم به رطباً؟ فقالوا إنهم لم يفتحوه بل حملوا الصندوق مباشرة إلى الثلاجة وتركوه هناك، فطلب منهم أن يخرجوه من الثلاجة ويفتحوه، وينظروا ما بداخله، ففتحوه ليجدوا أن ما بداخله كتباً وليس رطباً، فطلب منهم أن يعيدوه. وهكذا عاد الصندوق إليّ بعد أن كنت قد يئست منه.
    وعليها فإنني أوجه نداء لكل من يتقبل هدية في الصيف، ولا سيما بعد عودة الناس من الإجازات أن يتأكد مما في صندوقه قبل أن يضعه في الثلاجة. وإن وصله عليه أن يتأكد من أنه رطب وليس حصيلة كتب من تجميع الصيف، مع أن من يعود من صيفه بحصيلة كتب ندرة من الناس، لكن للاحتياط إفتح صندوقك فقد لا يسرك دائماً ما فيه.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty «سواقة» الحريم ضيعت وقت «الشورى»!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 14 أكتوبر 2013 - 13:55

    «سواقة» الحريم ضيعت وقت «الشورى»!

    بدرية البشر

    الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣


    وجدت «سواقة» الحريم - وهي هكذا تسمى في اللسان الشعبي - طريقها بنفسها. فقد قررت النساء ألا ينتظرن أحداً يحسم أمرهن، فأخذن بأيديهن لا بيد أحد آخر. فبعد محاولتين تاريخيتين، قررت نساء «حملة 26 أكتوبر» أن يهبطن إلى الشارع ويذهبن لإنجاز مهماتهن بأنفسهن، ثم يصورن أنفسهن بكاميرا فيديو الهاتف الذكي، ووضع التسجيل خلال دقيقة على قناة «يوتيوب».

    خرجت معالجة نفسية إلى عيادتها وساقت بنفسها سيارتها وسجلت كلمتها «سأقود سيارتي بنفسي». وخرجت سيدة وأحضرت أحفادها من المدرسة، وقالت: زوج ابنتي موظف وليس لدينا هذه الأيام سائق. ثم خرجت سيدة ثالثة التزمت الصمت، فلم ندرِ من هي ولِمَ خرجت، لكنها سارت في شارع عام تقود باحتراف وتتصرف بذكاء. المفاجأة هذه المرة أن رجال المرور لم يعترضوا طريقها! ثم سمعنا عن سيدات أخريات تم توقيفهن لسؤالهن عن امتلاكهن رخصة قيادة - بحسب النظام - ثم أُخلي سبيلهن، مع التصريح للصحف بأن نظام المرور لا يمنع النساء من قيادة السيارة، لكن تلزمهن رخصة قيادة، طبعاً هذا لغز آخر على النساء حله، «فأين يمكن أن يحصلن على رخص من دون مدرسة تعليم قيادة تمنح رخصتها»؟

    الواضح وضوح الشمس أن الحكومة قررت أخيراً أن تكون مهنية، بل أن تتقبل الأمر وأن تكون صادقة مع نفسها، حين قال مسؤولوها إن سواقة الحريم قرار اجتماعي، فسجلت الحكومة بهذا موقفاً متقدماً وحيوياً، بل حضارياً، هل هذا غريب؟

    سيبدو موقف حكومتنا فعلاً غريباً مقارنة بموقف مجلس الشورى الموقر، الذي قرر رئيسه أثناء انعقاد جلسته قبل أيام أن يتهم ثلاثة من أعضاء الشورى، بأنهن يضيعن الوقت، حين تقدمن للمجلس بمذكرة تحمل مسوغات شرعية وقانونية واجتماعية تدعو إلى إقرار سواقة الحريم، وقال إن نظام النقل الذي يناقشه المجلس في جلسته الحالية ليس له علاقة بسواقة الحريم.

    رئيس الشورى معه حق، لأن لغز «سواقة الحريم» ليس له علاقة بالنقل، بل بوكالة ناسا للفضاء ومقرها كوكب زحل، وعلى المعترضات مراجعة مقر القيادة هناك، لكن اعتراضي هنا هو على جملة «إضاعة الوقت»، فأنا أوافق على أن سواقة الحريم في المجلس إضاعة للوقت، لكن هل كانت الساعة عطلانة عند مجلس الشورى، عندما تكرم بوقته لمناقشة قضايا تافهة وبعيدة عن المجال الحيوي لحقوق المواطنين، ومراقبة مصادر عيشهم وأداء مسؤوليهم؟ فلم أسمع بأن رئيس مجلس الشورى حرص على الوقت حين طالب أحد أعضائه بمنع الطائرات الأجنبية التي تمر بالمجال الجوي وهي في السماء أن تتوقف عن تقديم الكحول لركابها حال دخولها المجال الجوي، ولا حين ناقش شجرة الأراك وضرورة حمايتها وتخفيف الطلب التجاري عليها. ولهذا، أقترح على كل امرأة تشارك في حملة «سواقة الحريم» أن تحمل معها شجرة أراك، فقد يضطر المجلس إلى التدخل لحماية شجرة الأراك من النساء بتركهن وشأنهن. أثبتت الحكومة هذه المرة بتركها النساء وشأنهن أنها تقدمت على مجلس الشورى الذي لا يحب أن يضيع وقته مع النساء.

    هاردلك يا مجلس.

    «لا تنسون تطفون الأنوار» بعد الجلسة، من أجل الحفاظ على الكهرباء.



    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 - 12:43

    ربما - هواتفنا الذكية... جعلتنا أغبياء!
    بدرية البشر
    الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣
    في آخر إحصاء ظهرت السعودية والإمارات أعلى دولتين في حيازة الهواتف الذكية، تلينا سنغافورة ثم النروج ثم السويد ثم بريطانيا وأستراليا. فهل تعني حيازتنا الهواتف الذكية أننا أصبحنا أذكياء، وأننا بعد أعوام قصيرة سنصبح من الشعوب الذكية التي تخترع وتطور وتنتج؟
    وفق تجربتي الشخصية فإن حيازتنا الأجهزة الذكية حولتنا إلى أغبياء، وقضمت ذاكرتنا وجعلتنا أسرى وصرعى بل وأحياناً شهداء. فبسببها راح شبان في حوادث طرق مميتة، وبعد أن كان نشيدنا «ارفع رأسك أنت سعودي» اضطرت شركة الاتصالات إلى أن تنبهنا بشعار «ارفع رأسك» حتى لا تضيع منك اللحظات الغالية في الحياة، حين وجدتنا طوال الوقت ندفن رؤوسنا في شاشات أجهزتنا ونحن مع والدينا أو أطفالنا.
    لا زلت أتذكر ذلك المشهد في مطعم الفندق بمدينة إنترلاكن السويسرية، حيث دخلت سيدة خليجية بعباءتها السوداء تدفع طفلاً في عامه الأول، كان الطفل يلعب بلعبته المفضلة عبر جهاز «آيباد» ذكي أيضاً، بينما والده نائم في غرفته لم يستيقظ بعد، والمرأة جلست تأكل وحدها والطفل يلعب بالجهاز الذكي، وهي تضع طعامه في فيه، الطفل يفتح فاه ويبلع الطعام وهو شارد الذهن مع لعبته، فسمعت أمه تنبهه وتقول: «لا تنسَ... إذا شعرت بالشبع قل لي»!
    كان الطفل يحتاج إلى التذكير كي يشعر بالشبع، كلنا اليوم حال هذا الطفل الذي استولى عليه جهازه الذكي، فهو غارق في متعة اللعب من دون أن يلتزم قواعد اللعب، وفي سنوات حياته الأولى، ووالداه يوفران لديه جهازاً منذ استيقاظه، والجميع يظن بأنه يلعب بينما هو يستغرق في عزلة تجعل عقله يتشكل بطريقة غير طبيعية. اليوم لم يعد غريباً أن ترى أطفالاً دون سن المدرسة لديهم أكثر من جهاز.
    الأجهزة التي سميت بالذكية جعلتنا أغبياء، فهي تتحكم بنا منذ صحونا مثل هذا الطفل، تصدر صوتاً يجرك من أذنك منذ أن تخرج من غرفتك، هذا إذا كنت لا تزال تتمتع ببعض العقل وتضعها خارج الغرفة. قرأت مرة أن معظم المراهقين في العالم لا يستطيعون النوم بعيدين من هواتفهم الذكية، يظنون بأن شيئاً مهماً سيحدث لو تركوها، وأنت حين تسمع نغمة رسالة تهرع لقراءتها، ظناً بأنها من مجلس الأمم المتحدة يسألونك لماذا تأخرت عن اجتماع «جنيف-2»، وأن الجميع ينتظرك لتكتشف أنها إما نكتة سمعتها عشرات المرات أو إعلان تجاري. لقد أثبت هذا الجهاز الذكي أنه فعلاً ذكي، لكنه كل يوم يثبت أنك غبي، فهذا الجهاز الذي في حجم كفك حفظ عنك أرقام هواتف عائلتك وأصدقائك ولم تعد ذاكرتك تعرف شيئاً عنها، ويحمل رسائلك في صندوق بريد إلكتروني وتقويم يذكرك حتى بأوقات الصــلاة ومواعيد الطـــبيب، ووفر لك برامج للتواصل الشفاهي والمصور والمكتوب من «سكايب» و«فايبر» و«تانغو»، وغيرها من البرامج المجانية التي تجعل الآخـــرين يدقون عليك كل وقت ولو من باب التجربة، أما الدخلاء عبر «واتـــساب» الذكي فسيجعلونك تشعر وكأنك تسكن في شارع عام وليس في هاتف شخصي، هذا غير أن امتداد شجرة العائلة قد تطور في شكل ذكي، ففيما كانت العائلات ترسم نفسها في شجرة وتعلقها في مجلس أصبح في مقدورها اليوم أن تكتب القائمة نفسها وتعلقها في «قروب واتساب».
    أخـــبرني أحدهم أن قبيلته وضعت نفسها في قائمة لا أدري ما هي، «بريدية» أم «واتسابية»، وصار من الصعب الفرار من مناسبة عرس أو دفن جثمان، وأن الجميع مطالب بأن يفزع، والفزعة هنا في عُرف القبيلة تعني العون وليس الهرب.
    ما فعله هذا الجهاز الذكي جداً هو أنه سلبك ذكاءك ووقتك وإرادتك، فأنت تمسكه كي تجري اتصالاً مهمًّا، لكنه يجرفك بذكائه فتضيع في قراءة الرسائل والتنبيهات والتلميحات التي وصلت إليك من «واتسات» و«بريد» و«تويتر» أحياناً - إن كنت مصاباً بلوثة «تويتر» - وتمضي نصف ساعة تنسى فيها ماذا كنت تريد أن تفعل، وكيف وصلت إلى هنا، ولماذا حملت الهاتف في يدك! يعني عشت ضياعاً وشروداً مستعصيين، أما أعلى حالات التعلق التي أوقعك فيها هذا الجهاز المفرط الذكاء هي أنك أصبحت تشعر بحال ضياعه أو السهو عنه، أنك مثل من فقد جواز سفر.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - يا حلونا في التقارير

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 25 أكتوبر 2013 - 9:06

    ربما - يا حلونا في التقارير
    بدرية البشر
    الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣
    بالأمس تابعت «هاشتاق» نشطاً ينقل عبارات رئيس الوفد السعودي ورئيس هيئة حقوق الإنسان في مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان، وبعد أن قرأت ما ورد في التقرير اكتفيت بنتيجة تقول: «يا حلونا في التقارير»، فمن يقوم عادة بصياغة التقارير الرسمية هم لجنة سكرتارية، طموحها أن يرضى عنها الرئيس وليست «لجان تقصٍّ» حيادية وموضوعية.
    الشعارات والتمنيات والتطلعات التي لا تترجم على الأرض وفي الأنظمة هي ما تجعل الناس تشعر أن هيئة حقوق الإنسان كان كل همها «أن تتجمل بعيداً عن الحقيقة».
    التقرير تحدث عن إيمان المملكة بمواثيق حقوق الإنسان التي تكفل العدل والمساواة بين المواطنين رجالاً ونساءً، ولم يكن صعباً تبنيها، فهي أساس وجوهر ديننا، لكن هذا الكلام الذي يعجبنا يصبح - للأسف - عند التطبيق محل خلاف حين تـــترجـــمه الأنظــمة، وعلى رأسها مؤسسة القضاء التي ترفض «نظام التقنين»، بحيث أصــبحت الأحكام المزاجية للقضاء محل تندر وسخرية وهي أكــبر دلــيل على أن الكلام غير الفعل.
    أما ما جاء في التقرير عن حقوق المرأة وتطبيقاتها في السعودية فلا يقابله غير المثل القائل: «أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك أتعجب»، فقد بالغت هيئتنا الموقرة حين قالت: «إن الأنظمة كفلت للمرأة المساواة أمام القانون»، ولعل «الهيئة» فاتها أن تراجع موقع المرأة في أنظمة التعليم والإسكان والصحة والشؤون البلدية، كي تعرف أن المواطن الذي يشار إليــه فــي الـــنظام هو الرجل فقط وليس المرأة، وأن أكبر معركة كسبتها المرأة فـــي ميدان المساواة هو العمل «كاشيرة»، أي محاسبة صندوق في محل تجاري، وأن أكبر منصب شغلته امرأة واحدة لم يتكرر هو: نائب وزير التعليم، تم وضعها لطرد عين الحسود، ثم نامت مطمئنة، أما أضعف مكان تجد فيه المرأة من يدافع عن عدلها ومساواتها فهو وزارة العدل التي ترفــض إقـــرار نظـــام الأحـــوال الشخصية، والأسوأ منـــه أن الـــقاضي لا يعتــرف ببـــطاقتها المدنية كإثبات هوية، ويلزمــها بأن تحضر معرفين يشهدان بأنها فلانة.
    أما في التعليم الـــذي كلف برنامج تطويره 7 بلايين ريال، فهو لا يزال يدرس أن المرأة نـــصف «مجنونة» وحين تحيض أو تحمل تصبح «مجنـــونة بالكـــامل»، ومـــن باب المساواة يجب أن يتحدثوا عن جنون الرجال أيضاً، ثـــم يقول التقرير أخيراً: إن ما يُشاع عن المرأة فـــي السعودية مفاهـــيم مغلوطة، وهذا صحيح 100 في المئة، لكن أن تتحول هذه المفاهيم المغلوطة إلى أنظمة مكتوبة، فهنا يرتــكب الخطأ نفسه.
    أما نشْر روح التسامح واحترام الأديان الذي تحدثت عنه «الهيئة»، فقد كان من باب المبالغات أيضاً، فهذه الشعارات ليست قيماً أساسية في مناهج التعليم، وأما حقوق الطفل والعنف الأسري فحدِّثْ ولا حرج.
    سأعتبر أن تقرير «الهيئة» الرسمي حماسة يقع فيها كل من يريد أن يجمّل الصورة، لكن عادة ما يصاحب كل تقرير دولي لحقوق الإنسان ما يُعرف بـ «تقرير الظل»، وهو تقرير موازٍ لتقرير الحكومة الرسمي، وقد يصحح بعض مبالغاته وعادة ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في مجال حقوق الإنسان... فأين هذا التقرير؟ لا بد من أن أحداً سأل عنه في مؤتمر جنيف. فبماذا أجابه رئيس الوفد؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «تخيلوا»!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 28 أكتوبر 2013 - 14:01

    ربما - «تخيلوا»!
    بدرية البشر
    السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠١٣
    «أيها المسلمون، يا أهل الغيرة والأنفة، إن تعليم بناتكم الحساب والجغرافيا لمصيبة عظمى وخطر عظيم على مجتمعنا، وهو مصدر انحطاط الأمة وسقوطها في الهاوية. إن هذا التعليم سبب لتمرد المرأة وخروجها عن تعاليم دينها، وسفورها وتبرجها، وبتعليم المرأة حصل التبرج ومزقت الحجاب وكشفت الفخذ والساق والرأس والصدر فصرفت لها الأنظار، فثارت الشهوة، فضعفت الرجولة وماتت الغيرة والحمية. وإني أنصح كل مسلم ألا يدخل ابنته أو أخته في هذه المدارس التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وعلى الدعاة المرشدين والمصلحين أن يسارعوا إلى القيام بواجبهم نحو هذه الأخطار التي يسعى بها أعداء الإسلام إلى المسلمين».
    هذا ما ورد للشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله - في كتاب الدرر السنية، الذي كان رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء آنذاك.
    قد يبدو هذا الحديث اليوم ضرباً من الجنون، لكنه وقتها كان ضرباً من الحمية والذود عن الإسلام والحرص على الأخلاق الحميدة، ومن يعارضه فإنه متآمر ضد الدين وضد الوطن. هذا الكلام لم يعد أحد يعتقد فيه اليوم أو يصدقه بعد 50 عاماً من تعليم النساء، لكنني أورده كي أقول لكم إن ما قيل في تعليم البنات أبشع مما قيل في قيادة المرأة سيارتها، فلم يُقل حتى اليوم إنها ستمزق الحجاب وستكشف عن الفخذ والساق، بل إنه منذ الإعلان عن حملة «26 أكتوبر» لقيادة المرأة سيارتها، بل وقبلها بكثير، بدأت التصريحات الإيجابية تملأ الفضاء الاجتماعي، وبخاصة تلك التي تظهر مع المسؤولين الكبار في الأحاديث والمقابلات الأجنبية، فأول سؤال يطرح على مسؤول في الخارج هو: «لماذا لا تقود المرأة السيارة بنفسها في بلادكم»؟ وزير العدل أجاب: «إن قيادة المرأة السيارة في السعودية شأن اجتماعي». ثم ظهر مدير المرور يقول إنه لا يوجد في نظام المرور ما يمنع من أن تقود المرأة سيارتها، ثم خرج رئيس الهيئات للأمر بالمعروف يقول إن ليس من اختصاص الهيئة إيقاف المرأة التي تقود السيارة، وخرج علماء شريعة وقضاة يقولون إنه لا يوجد نص شرعي يمنع المرأة من قيادة السيارة.
    هيأت كل هذه التصريحات لتوقعات بأن الوقت مؤاتٍ ومناسب، وأن المجتمع شاع فيه القبول بهذه المبادرة، فخرجت نساء وقدن سياراتهن وصورن أنفسهن ووضعن مقاطع الفيديو على «يوتيوب»، فشاهدنا فيها شـــاباً يعلم والدته قيادة السيارة، وأباً يصور ابنــــته وهـــي تقـــود سيارتها، وأخاً مع أخته ونساء منفردات يـــقدن سيـــاراتهن باقتدار. شـــاركت النخب الإعلامية في دعم هذا الحق عبر الصحف وبرامج التلفزيون المستقلة، وبدا أن الأمور تسير لمصلحة النساء في هذا اليوم المرتقب، لكن كالعادة لا بد أن يختــرق هذه القضية التيار المتشدد ويحولها إلى قضية سياسية ويستغـــلها لجمع النقاط، ويتهم الحكومة بالتـــراخي أمــام حركات تغريب المجتمع، ويؤلب الرأي العام ضد موقف الحكومة المتساهل، ويتهم النساء المشاركات في الحملة بالتخوين وإثارة الفتنة والعصيان.
    فخرج المحتسبون كي ينذروا ولاة الأمر بأن تراخيها وبال وشؤم ونذير، لم يُستقبل المحتسبون، لكن في اليوم التالي لإطلاق تصريحاتهم خرج المتحدث باسم وزارة الداخلية وقبل الحملة بيوم يهدد وينذر النساء بالردع الحازم والتوقيف، ويعلن عن أن النظام يمنع النساء من قيادة السيارة لأنها مساس بالسلم الاجتماعي، وهاجمت خطب الجمعة في معظم المساجد حملة «٢٦ أكتوبر» لقيادة المرأة السيارة، وهكذا في يوم واحد تحول ما وصف بأنه شأن اجتماعي إلى مساس بالسلم الاجتماعي، وانقلب الأمر لنقيضه.
    تخيلوا لو أن الدولة اتخذت الموقف ذاته من تعليم الفتيات قبل 50 عاماً، فجاملت الأصوات الممسوسة بالرعب من كل حركة إصلاح اجتماعي، ووقفت ضد التعليم مع تيار المتشددين الرافضين لتعليم الفتيات والذي كان يقوده وقتها رأس الهرم الشرعي، ماذا يمكن أن تكون حالنا اليوم؟
    المواقف تتكرر لكننا نتراجع بدلاً من أن نتقدم، وزيادة عليها نرجع في كلامنا بسرعة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «امشي عدل يحتار عدوك فيك

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 28 أكتوبر 2013 - 14:02

    ربما - «امشي عدل يحتار عدوك فيك»!
    بدرية البشر
    الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣
    ظهرت مركل في صورة وهي تفتح هاتفها على أوباما تؤنبه بعد أن اكتشفت أنها تعرضت لعملية تجسس أميركية، تقول له إن هذا العمل مرفوض بين الأصدقاء وأنها لن تسمح به، وقيل إن أوباما كان على الجانب الآخر يحلف ويقسم بأنه لا يمكن أن يكون قد تجسس عليها أو على محادثاتها.
    الصحف الغربية شنت حملة واسعة على فضيحة التجسس الأميركية التي كشف عنها المتقاعد في الأمن القومي الأميركي سنودن، الذي فرّ إلى روسيا بعد أن قال إن وكالة الأمن القومي طلبت من المسؤولين البارزين في البيت الأبيض أن يقوموا بتسليمهم أرقام هواتف السياسيين البارزين التي في حوزتهم، وأنهم حصلوا على 200 رقم من بينها أرقام 35 من زعماء العالم، وأن موظفين في الوكالة تم تكليفهم على الفور بمراقبة اتصالات هذه الأرقام. التجسس يصبح فضيحة حين يطاول الكبار فقط، فيما هم يسمحون لأنفسهم بأن يتجسسوا على الآخرين!
    جمع المعلومات من باب التجسس والتنصت، بهدف معرفة ما ينوي الآخرون عمله في عرف العمل الاستخباري يُعد أمناً من حيث هو عمل دفاعي استباقي لإبطال البلاء قبل وقوعه. هذه العملية التجسسية ذكرتني بسابقة بريطانية حين كشفت صحف بريطانية عن عملية تجسس على المشاهير والنجوم الذين يحرصون على إقامة السدود في وجه الصحافة، كي يبقوا بعيداً من كاميراتهم والتكسب من فضائحهم وأخبارهم، لكن الفنانين وجدوا أنهم قد وقعوا في كمين تآمر بوليسي إعلامي، باعهم للصحافة بكشف هواتفهم الخاصة، لكن هذه الفضيحة ليست اليوم مثل حين يكتشف الزعماء أنهم في الكمين ذاته.
    كلما اتسعت قدرتك على التـواصل مع الـعالم عـبر وسـائله الإلـكترونية كنت عرضة للكشف، فهذه الوسائل الخاصة التي تظن بأنك دفعت ثمنها كي تحظى بالسرية والخصوصية تكتشف أن من قواعد عملها هو الاحتفاظ بمعلوماتك الخاصة في ملف يدعى غيمة فضائية تحت الطلب، أو أن الشركة المصنعة لديها قاعدة جمع بياناتك كلها، وقد تبيعها لجهة استخبارية في صفقة تجارية رابحة.
    حجة عمليات التنصت هو أن هذه الدول تحارب الإرهاب، لكن حتى وإن كنت مطمئناً بأنك لست عنصراً إرهابياً فإن هذا لا يعني أن لا تضمن أن تفسير سلوكك إرهابياً عند الآخر. أما في بريطانيا حين تكون فناناً شهيراً فإن أسرارك تصلح للبيع وجني الأرباح!
    أحد المواطنـين الأميـركيـين قام بطـلب كـشـف من شـركة الاتـصالات عن «الداتا» التي جـُمـعت عن هاتـفه، وهـددهـم بمـقاضـاتهـم إن لـم تســتجب الـشركة لطلبه، وتمّ له ذلك وتـسـلمها، فاكـتشـف أن الـملف الخـاص بـرقـمه يجمع ويصور نقاط حركته وتـنقلاته في خريطة واضحة وشاملة إذا ركب قـطاراً أو دخـل مـنزلاً أو سافر إلى مدينة أخرى بالتواريخ والمواقع.
    وأنت تظن بأنك تجلس في منزلك في خلوة أمام شاشة كومبيوتر وحدك تستخدم اتصالات توافرها لك الشبكة الإلكترونية من بريد إلكتروني ورسائل واتصال هاتفي وقوائم أرقام خاصة... إلخ، من دون أن تدرك أنك في قبضة غيمة فضائية فتحت لك ملفاً تجمع فيه كل تحركاتك واتصالاتك، وتصبح مكشوفاً متى وقع اسمك تحت الطلب، ولن يحق لك أبداً أن ترفع هاتفاً مثلما فعلت ميركل لتؤنب المتجسس عليك قائلاً إن هذا عمل مرفوض.
    الأقوياء وحدهم يرفضون أن يتجسس عليهم أحد، لكن الضعفاء يكتفون بقاعدة «امشي عدل يحتار عدوك فيك».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 1 نوفمبر 2013 - 11:40

    ربما - ماذا فات خطباء الجمعة الماضي؟
    بدرية البشر
    الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣
    اتفقت معظم خطب المساجد يوم الجمعة الماضي على مهاجمة حملة «26 أكتوبر» الداعية إلى أن تقود المرأة سيارتها بنفسها بدلاً من سائق أجنبي، واختلفت أقوال الخطباء في تجريم وتوصيف هذه الحملة، لكن الطريف - بحسب رواية أحد المصلين - أن خطيب جمعة ابتدر خطبته بقوله: «أنا مع أن تقود المرأة»، ثم كررها ثلاثاً حتى جعل عيون المصلين تشخص دهشة، ليكمل قوله: «أنا مع أن تقود المرأة بيتها وتربية أبنائها».
    كان هذا أخف المهاجمين لأنه وضع قيادة المرأة لسيارتها في مقابل الاهتمام ببيتها وتربية أولادها، وكأنها حين تركب مع سائق يصبح بيتها وأولادها في سلام. الخطباء الباقون وصفوا هذه الحملة بأنها دعوة ضلال وتغريب وانحلال أخلاقي، ومالوا على تخطئة الحكومة التي تجبرهن على إصدار بطاقة هوية أيضاً، والقائمة لن تنتهي.
    قد يبدو الأمر طبيعياً لو لم يظهر قبل الحملة بيومين مشهد صدم المجتمع كله، وأثار غضبه، وهو مقطع فيديو تظهر فيه ثلاث فتيات في مطلع العشرينات، قيل إنهن موظفات اعتدن المرور على مركز تجاري قريب من مكان عملهن لتناول الغداء، وفي هذه الأثناء مرّ بهن شباب وتحرشوا بهن لفظياً، ثم تبادل الطرفان الشتائ‍م، فعزّ على الشاب أن تشتمه امرأة، ليقرروا ملاحقتهن والتضييق عليهن وهن يخرجن من السوق. حدث هذا وسط جمهور كبير من الفضوليين كانوا في السوق، وفي المشهد المصور سمعنا الشاب المتحرش يدعو الفتاة بـ «العاهرة»، ثم يركض نحوها ويجرها من يدها، بينما بقية الشبان من حولهما يصورون ويتفرجون، ولم نسمع كلمة «عيب يا ولد».
    لم نسمع أحداً يقول: «استح على وجهك»، ولم نسمع أحداً يقول: «استدعوا الشرطة». لم يظهر رجل أمن في السوق ليفض التجمع، وكأن المشهد يقول إن هؤلاء الشبان طالما أنهم سعوديون فهم أصحاب بيت، ولن يتدخل أحد ليفسد عليهم متعتهم!
    هذه اللامبالاة تجاه ما يحدث للنساء أصبحت أمراً اعتيادياً اليوم في شوارعنا، فحين تُهاجم فتاة باللفظ وأحياناً باليد، فإن الرجال من حولها - ومن ضمنهم رجال الأمن التابعين للمتجر - يكتفون بالفرجة، بل ويجدونه مشهداً مثيراً للفضول لا النخوة والشهامة والحمية والغيرة، فمعظم الخطابات الدينية التي يشحنون بها جعلتهم يعتقدون أن الخطأ هو خطأ المرأة التي خرجت للسوق من دون محرم، وربما كشفت وجهها، وهي من تثير الشبان وتحرضهم على ملاحقتها، وبالتالي تستحق ما ينالها.
    الجهات الأمنية قبضت على الشبان المتحرشين، وساعد في القبض عليهم مقطع الفيديو الذي أظهر وجوههم، وهذا يؤكد أن ما حدث جريمة تخل بالشرف والأمن والسلم وحفظ العرض، لكن خطباء الجوامع يوم الجمعة لم يروا في ما حدث خطراً على المجتمع، ولم يروا فيه الأخلاق التي تنهار، ولم يسؤهم أن مؤسسات التربية والتعليم - ومن ضمنها الدعاة والخطباء - لم تعلم هؤلاء الشبان قواعد الأدب والسلوك والأخلاق.
    لو أن هذا المشهد حدث في لبنان أو مصر أو حتى أميركا لما وقف الرجال يتفرجون على نساء يلاحقن وسط مركز تجاري يعج بالناس، فما هو سبب برود الهمة والنخوة والشهامة عند هؤلاء الشبان؟
    أليس هذا هو الخطاب الذي يتبناه خطباء المساجد ودعاة البرامج التلفزيونية، والذين لا همّ لهم سوى شحن الناس ضد النساء اللاتي يطالبن بإصلاح أوضاعهن وفق معايير الحياة الجديدة ومتطلباتها الحديثة؟
    هؤلاء يعتقدون أن الأخلاق لا يهددها إلا خروج المرأة من منزلها، ورفضها أن يجلس سائق أجنبي بدلاً منها وراء المقود، ويتحكم بحياتها ويقاسمها راتبها رغماً عنها!
    ليسوا وحدهم خطباء المساجد من يتجاهلون ما يحدث من تحرش للفتيات، فقد قابلت حملة «26 أكتوبر» مشاهد مصورة ورسائل بأسماء ووجوهاً معلنة بُثّت في وسائل التواصل الاجتماعي وهي تهدد صراحة بالقتل والاغتصاب، لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية لم يرَ في هذه الرسائل ما يهدد أمن المواطنات، بينما اهتمّ صراحة بأن يضع المحرضين والداعمين لحملة قيادة السيارة - ولو بالرأي - في خانة من تنطبق عليهم عقوبة الجرائم المعلوماتية.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «يحسدون الميت يوم جمعة»!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 12:48

    ربما - «يحسدون الميت يوم جمعة»!
    بدرية البشر
    السبت ٢ نوفمبر ٢٠١٣
    ملالا يوسف زاي الطالبة الشجاعة التي وقفت في وجه حظر تعليم البنات الذي فرضته جماعة طالبان الباكستانية على فتيات وادي سوات، أطلق عليها عناصر طالبان رصاصة جبانة استقوت على طفولتها وحقها، وتعمدت قتلها، لكن الرصاصة دخلت في رأسها وعينها وخرجت.
    أثارت هذه الحادثة العالم كله شرقاً وغرباً، مسلمين وغير مسلمين، وجذبت الاهتمام بحقوق النساء في هذه المناطق، وشراسة الحرب على حقوقهن، وكيف وجدت في هذا الزمان جماعات لا تريد أن تذهب الفتيات إلى المدرسة، بل وتعتبر قتلهن لأجل منعهنَّ فعلاً تعبدياً لا يتعارض مع الإسلام!
    المسلمون استنكروا هذا الفعل ووصفوه بالجريمة، وبريطانيا استقبلت المصابة ملالا وهي بين الحياة والموت، وقدمت لها العلاج في أفضل المستشفيات وعلى أيدي أفضل الأطباء، بل ومنحتها الجنسية كي تحميها، فهي تعرف أنها أصبحت رمزاً يسعى المتشددون إلى إطفائه، ومنحها البرلمان الأوروبي جائزة حرية الفكر التي نافسها عليها إدوارد سنودن الذي كشف معلومات خطرة عن فضيحة التنصت الأميركية التي تقلب العالم في هذين اليومين، وحصل عليها من قبل نيسلون مانديلا، وأيضاً رشحت لجائزة نوبل للسلام.
    أعتبر ما فعلته ملالا شجاعة فوق الوصف، واستحقت تجربتها أن توضع في كتاب يلقي الضوء على حياتها وحادثتها وظروف النساء في بلادها، واستقبلتها ملكة بريطانيا وتسلمت منها كتابها، هذا في ما يبدو أنه حفز للمقاتلين في الطرف الآخر وعلى رأسهم جماعات طالبان، ومعهم بعض المستكثرين على ملالا كل هذه الحفاوة الغربية!
    «القاعدة» قالت إنها لم تفعل شيئاً يستحق كل هذا التكريم - معهم حق فهي فقط تستحق القتل - وبعض الأقلام الغربية والعربية وصفت ملالا بأنها أصبحت «دمية الغرب»، فالغرب يلعب بملالا ويستغلها ويستخدمها لتشويه الشرق والإسلام، كما وصفوا الرصاصة التي اخترقت رأسها وكادت تقتلها بـ «الرصاصة الذهبية».
    لدينا مثل يقول: «يحسدون الميت يوم جمعة»، تأكيداً على أن الحساد لا يعدمون سبباً لكي يطلقوا عليك نيران حسدهم، وهذا يطابق قول يزيد بن معاوية الذي صمد سبعة قرون إذ قال: «حتى على الموت لا أخلو من الحسد»!
    ملالا أيضاً مرشحة لتشويه نضالها، وجعله يصب في مجرى آخر، فهذه الأقوال صرفت جهدها في نقد المبالغة في تقدير شجاعة طفلة وقفت في وجه «القاعدة» بدلاً من إدانة هذا الفعل، وتسليط الضوء على كل الممارسات الظالمة في حق الفتيات داخل عالمنا الشهير بها، ففي كثير من البلدان لا يضطرون لإطلاق رصاصهم على رؤوس الفتيات والنساء لأنهم غالباً لا يجدون معارضة تغضبهم كما فعلت ملالا، بل تراعهم الأنظمة والتقاليد والأعراف، والفتيات الصغيرات عندنا وفي اليمن ومصر والمغرب وغيرها «يقدن» لأعراس ويزفونهن إلى رجال كبار في السن من دون أن يجدوا من يعارضهم، ملالا ليست وحدها من تواجه هذا النوع من التهميش والبيع والتسليع، لكن لأنها واجهته فقد حدث لها ما حدث.
    أحد شيوخنا منذ أيام يقول إننا لسنا بحاجة إلى نظام يمنع زواج الصغيرات، لأن هذا من تقييد المباح، فحين يتعلق الأمر بمتع الذكور يسمى المنع نوعاً من «تقييد المباح»، أما حين يتعلق الأمر بمنع النساء من حقوقهن فيسمى «سد باب الذرائع»، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، كي يمنعوهن من الحلال.
    بربكم لو خيرت الفتيات بين أن يكن دمية للغرب ويحصلن على الرعاية والتطبيب، وكتابة الكتب، وجائزة فكر حر، وجائزة سلام، وحماية قانونية، وبين شعار أن الإسلام كرّم المرأة ورفع شأنها، لكنها بمجرد أن تخرج للمدرسة تطلق عليها رصاصة، ولو زوَّجها والد متجبِّر وهي في التاسعة، فلن تجد من ينصرها حتى ولو فرّت من المنزل.
    أيهما في ظنك ستختار الفتيات الذكيات؟ الشعارات الخالية من تطبيقها، أم «دمية الغرب» ملالا؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - مع باسم يوسف... «للصبر حدود»!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 12:49

    ربما - مع باسم يوسف... «للصبر حدود»!
    بدرية البشر
    الإثنين ٤ نوفمبر ٢٠١٣
    الإعلام من دون حرية نقد لا يساوي شيئاً، لهذا عرف المصريون ومعهم العرب الذين تابعوا ظاهرة باسم يوسف الجديدة في نقدها الساخر البسيط، أن برنامج باسم يوسف ظاهرة طبيعية لما بعد «ثورة 25 يناير»، اسمها حرية النقد والتعبير.
    فقد رفعت الثورة سقف حرية التعبير إن لم نقل أسقطته بالكامل، وسمحت بظاهرة تلفزيونية عربية لم تكن موجودة حظيت بمتابعة مليونية تجاوزت مصر للبلاد العربية كلها، وكانت فناً من فنون الترفيه السياسي الثقافي.
    كان طبيعياً أن يغضب «الإخوان» من باسم يوسف، فقد كانوا في مرمى النقد، وقد جرهم هذا النقد لخصومة مضادة كشفت عن هشاشة ثقافية وسوء خلق، فساهم هذا في خفض شعبيتهم ومن ثم سقوطهم. في هذه الأثناء كان المصريون ومتابعو هذه الظاهرة العربية يرون أن النقد هو حق الإعلام، فهو السلطة الرابعة، وهو الرقيب اليقظ لتجاوزات الحزب الحاكم، ومن دون هذه الرقابة لن ينجو الناس من ممارسات الظلم والفساد واللعب بالقوانين. بعد «ثورة 30 يونيو» الثانية سقط «حزب الحرية والعدالة» وجاء العسكر لحفظ الأمن، وتعينت حكومة موقتة لانتخاب رئيس جديد، وهكذا كان لا بد لبرنامج باسم يوسف أن يغير الزاوية ويستدير نحو الوضع القائم ويفتش عما يمثل وجبة نقد وسخرية جديدة، ولأنه لا يوجد في الواقع أناس مثاليون ولا حال مكتملة فقد كان هناك دائماً ما يستحق النقد والسخرية، لهذا كان من المتوقع أن يعود برنامج باسم يوسف كي ينقد القائمين بالحكم الجديد، ليعبر عن حياديته وعدم تحامله على «الإخوان»، فماذا حدث؟
    برنامج باسم يوسف وجد نفسه في قبضة جديدة ترفض أن تكون هي الأخرى محل النقد، فخرج أناس ضده من الشعب ومن المؤسسة السياسية، يعتقدون أن برنامجه يثير الفتنة ويسيء لمصر. هذه التهم ذاتها التي قالها مناصرو حزب الإخوان سابقاً، فقد كان برنامج باسم يوسف في نظرهم يسيء للإسلام ويثير الفتنة ويضعف الوحدة في عهد «الإخوان»، تخيّل أن برنامجاً تلفزيونياً هو الذي يفعل كل هذا، برنامجاً يسيء للدين أو للوطن أو يهدد وحدة بلاد كاملة، فهل صحيح أن برنامجاً قادراً على إسقاط كل هذه المكونات التي صمدت قروناً؟ أنا أقدّر مخاوف الكثيرين الذين يعيشون وسط فوضى أحدثتها الثورة وجاءت بمشكلات زادت على مشكلاتهم قبل الثورة، كما أقدر حجم القلق الذي يعيشه المصريون بعد أن ورطهم «حزب الحرية والعدالة» في مزالق حدثت باسم الديموقراطية، لكن المنع عادة لا يورث إلا مزيداً من المشكلات، لأن مبرراته تمنح الطرف الآخر حق أن يمنعك متى اختلف معك.
    برنامج «البرنامج» لباسم يوسف يذكرني ببرامج عربية أثارت مثل هذه الاعتراضات، وكان لنا منها نحن السعوديين نصيب في مسلسل «طاش ما طاش» الذي كُفّر أصحابه وهُددوا، واعتبر دعاوى فتنة وضلال، لكن الضحك على أخطائنا ليس إلا وسيلة للكشف عنها، والمصريون يقدرون حس الفكاهة والسخرية، وهم الذين استعانوا عليها وقتاً طويلاً كي يفضحوا مشكلاتهم، فكيف أصبح هذا البرنامج الساخر ثقيلاً عليهم ومهدداً وحدتهم؟ ربما أننا أسرى لذهنية التطرف العاطفي، فمن نحبه لا نقبل مطلقاً أن يكون محل نقد، فهو إما أن يكون كاملاً خالصاً أو ناقصاً خالصاً، لكن هذه الذهنية هي ذهنية خرافية تصلح للحكايات لا للمعاش اليومي، وهي عقلية تنتج قطيعاً لا أفراداً مستقلين، والقطيع يريد أحداً يتبعه ويقلده، لأنه عاجز عن أن يتحمل مسؤولية نفسه، فهو يريد أحداً يقول له أين الصح والخطأ، ولو حدث وشك للحظة فإنه يضيع، لهذا فهو يحمي رموزه من لحظة شك واحدة.
    في البلدان المتقدمة لا أحد يعلق كل هذه الآمال على رئيس دولة أو مسؤول، فهو مجرد موظف استحق الثقة ليدير البلاد في فترة محددة، وحين ينتهي من مهمته يعود ليصبح شخصاً عادياً مثل كل البشر، قد يشتغل بالتدريس في الجامعة أو يشارك في إعلان تلفزيوني أو يصبح مستشاراً في لجان دولية. المجتمع الذي لا يطيق برنامجاً تلفزيونياً ساخراً هو من دون شك مجتمع يعيش حال عدم نضج عاطفي، تعوزه الثقة في نفسه، لأنه يظن أنه من دون هذا الرجل أو ذاك، في خطر. باسم يوسف كان يهدي لنا عيوبنا وفق المثل العربي «رحم الله من أهدى لي عيوبي»، ووفق الحكمة العربية «صديقك من صدقك لا من صدّقك» وباسم لم يُهد لنا عيوبنا فقط، بل كان يضحكنا بها ويسلينا.
    كنا نضحك حين كان الضحك يستهدف من نختلف معهم، وما أن استدارت العدسة باتجاهنا حتى ينفد صبرنا بقولنا: «إنما للصبر حدود».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 19:58

    ربما - الأغاني القاتلة
    بدرية البشر
    الأربعاء ٦ نوفمبر ٢٠١٣
    نظرياً لا، أما عملياً نعم. فهناك حادثا قتل تسببت بهما الأغاني، وفق أشهر حادثين لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الحادث الأول وقع قبل عام تقريباً، حيث أسفرت مطاردة رجال الهيئة سيارة رب أسرة كان خارجاً مع عائلته من متنزه وطني في الجنوب وكان يضع لأطفاله أناشيد إسلامية تؤديها «فرقة طيور الجنة»، فاستوقفه رجال الهيئة وطلبوا منه أن يخفض الصوت، ثم انتهت بمشادة ومطاردة نتج منها موت الأب وبتر يد الأم. أما المطاردة الثانية، فحدثت في اليوم الوطني وأسفرت عن مقتل شابين في عمر الورود، وأسفرت التحقيقات - وفق ما نشر عدد من الصحف السعودية - عن أن الشابين يضعان أغاني وطنية والصوت كان مرتفعاً، المطاردة المتهورة تخلّلها صدم مؤخرة سيارة الشباب - بدعامات وضعت خصيصاً لهذا الغرض - ثلاث مرات لإيقافهما بالقوة، نتج منه وقوع السيارة من الجسر وموتهما، وانتهت القضية بحكم القتل غير العمد، ما يستوجب دفع الدية - بحدود ١٠٠ ألف دولار تقريباً -، ولا أدري إن كانت مطاردة سيارة وصدمها ثلاث مرات من باب القتل غير المتعمد، فماذا يكون القتل العمد؟
    الجدير بالذكر أن هناك موظفين في الهيئة ضُبطوا بتهمة تزوير في أوراق الحادث، محاولة منهم لتبرئة زملائهم، فانظر كيف تقدمت حرمة سماع الأغاني على محاولة القتل والتزوير، لهذا فإنني هنا لن أضع الحق على رجال الهيئة، بل على الأغاني القاتلة. فالأغاني في بلادنا تقتل لأن الوقت الذي نمضيه في تحريمها أكثر من الوقت الذي نمضيه في تحريم قتل النفس بغير حق، والقلق الذي يحيط بنا جراء سماعها أكثر من القلق الذي نمضيه في تطرف شبابنا وسوء خلقهم وهم يدافعون عن المعروف وينهون عن المنكر. وأتذكر هنا قصة طالب في المرحلة الثانوية تاقت نفسه - بعد طوال مداومة على سماع العظات، وتربية دينية تحرم سماع الموسيقى - إلى أن يسمع أغنية حديثة لمحمد عبده، وما أن بدأ الاستماع لها حتى اصطدم بسيارته، فعاد ليقول لنا إن هذا كان عقاباً له من الله على سماع الأغاني. كل مراهقينا يدرسون في المدرسة أن الموسيقى حرام، لكنهم حين يركبون سياراتهم فأول شيء يفعلونه هو سماع أغنية تبثها إذاعتنا المحلية، ويتوقفون عند محال الأغاني لشراء أغاني مطربيهم المفضلة، ويحضرون حفلة «الجنادرية» ويسمعون فيها الأغاني الوطنية، لكن هذا كله لن يجعلهم - قانونياً ولا نفسياً - في أمان، بل في قلق مستمر، ولو قابلتهم سيارة هيئة وأوقفتهم لتنهاهم عن فتح مسجلاتهم فإنهم قد يهربون، لأنهم يعرفون أن إيقافهم لن ينتهي عند هذا الحد، فرجل الهيئة حين يمسك شاباً يحاسبه على طول شعره وبنطاله وقد يفتش هاتفه بحثاً عن صور خليعة، لهذا فإن الهروب غنيمة، لكنها قد تنتهي بموته - لا قدر الله -.
    الإمام أبو حامد الغزالي الذي قال: «من لم يهزه العود وأوتاره، والربيع وأزهاره، والروض وأطياره، فهو مريض المزاج يحتاج إلى علاج»، لم يكن من مدرسة شيوعية ولا ليبرالية، بل من مدرسة سلفية إسلامية، لكن بعض الفقهاء لدينا لا يعترفون بهذا الاختلاف ولا يرون فيه تعدد المواقف. حرمة الموسيقى هو ما يُدرس في مدارسنا، ومن يختلف فيها من العلماء فإنه يلاقى بحرب نفسية ولفظية وقد لا ينجو من التكفير.
    شاع منذ أعوام بيننا أن تصلك رسالة بريدية أو هاتفية يعلوها «احذر يوجد في الداخل موسيقى»، وكأن هذه الموسيقى أفعى ستقفز عليك وتقتلك، ومن بعد التربية الصحوية المتشددة لا تزال بعض النساء يعتذرن عن حضور أعراس أقاربهن، بحجة أن الطبول المستخدمة في الأعراس تخالطها أغانٍ أو آلة موسيقية، فتتقدم حرمة الموسيقى على صلة الرحم وتلبية الدعوة، واليوم أصبحت مطاردة الأغاني مقدمة على قتل النفس والتزوير وشهادة الزور.
    الشباب الذي يعيش في وسط يحارب الموسيقى والسينما والفنون والرياضة إلى أين يذهب؟
    وفق ما قرأت أخيراً، فالإحصاءات تقول إن أعلى رقم للانتحاريين في العراق منذ عام 2003 هو من الشباب السعودي، وبالأمس في أفغانستان واليوم في سورية.
    إن الشباب حين تُجفف روحه الخلاقة والمبدعة والمتسامحة فإن مصيره هو التصحر والغلظة، بحيث يصبح قتل النفس عنده مساوياً لقتل دجاجة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - الدراسات العلمية والدراسات الوعظية!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 20:00

    ربما - الدراسات العلمية والدراسات الوعظية!
    بدرية البشر
    السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣
    ما الذي جعل الدعاة يتخلون عن سرد قصص المجاهدين الذين تفوح من قبورهم رائحة المسك؟ والشاب الذي كان يصلي فلم يأكل جثته الدود 30 عاماً؟ والموت الذي صعق فتاة في السوق لأنها قالت لرجل الهيئة: «كلم ربك ليأخذني»؟ أو ترويج صور لـ «مومياء» مصرية على أنها صور فتاة عصت أمها ولم تصلِّ؟ هل لأن الناس عرفوا أن هذه القصص مفبركة مثل قصص الأ‍مهات اللاتي يخوفن بها الأطفال، مع أنه ليس هناك أفضل من أن تشل عقل طفل أو امرأة أو مراهق كي تتحكم به وتملي عليه خريطة نجاته، أم لأن جيل الفضائيات والإنترنت ما عاد «يبلع» هذه القصص؟
    الواقع يقول إن الدعاة تركوا هذا النوع من القصص هذه الأيام واتجهوا إلى موضة اسمها «أثبتت الدراسات العلمية»، فصرنا كل يوم نسمع ونرى واعظاً يستشهد بدراسة صدرت عن جهة غربية، مثل أن «جامعة شيفيلد» في بريطانيا تقول إن الزوج الذي يتزوج زوجة ثانية يطول عمره، واستغربت أن يبحثوا في بريطانيا فوائد الزوجة الثانية، فيما الزواج من ثانية يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في بريطانيا. وحين تقصيت الأمر اكتشفت أن الدراسة تدور حول العشيقة، ولا أدري كيف تفتق الحس الأخلاقي لهؤلاء الدعاة باستثمار الأمر لمصلحة زوجة ثانية وليست عشيقة، وبين هذه وهذه فرق!
    أما أغرب من استعان بأكاذيب الدراسات العلمية في إثبات حقائق اجتماعية ودينية فهن النساء من الواعظات في محاضراتهن الدينية بالجامعات والتجمعات النسائية. نشرت إحداهن منذ فترة مقالة تؤكد أن الإحصاءات العلمية أثبتت أن مليوني فرنسية في فرنسا تعبن من المساواة ويتمنين الزواج من عرب، كي يجلسن في البيت ويربين العيال تحت رعاية ووصاية «سي السيد»، وأستغرب كيف حدث هذا في بلاد قادت ثورة حقوق الإنسان، فشاعت فيها موضة الملل من المساواة وحقوق المرأة! لكن العجب يزول حين تكتشف أن المرجع العلمي لهذا الإحصاء مجلة «ماري كلير»، وهي الأخرى مجلة موضة تهتم بالعطور والزينة وعلاقات الحب وفضائح الخيانة ولا تهتم بنشر هذا النوع من الإحصاءات العلمية، لكن اسمها «حلو» وفيه وجاهة، والنساء عندنا لا يقرأن بالفرنسية، «والكذب ملح الكلام».
    أما الدراسة الغربية الثانية الصادرة عن مركز الباحثات الواعظات، والتي تُرْسَل على شكل رسائل هاتفية فتقول: «إن المرأة أغبى من الرجل، لهذا هي تستحق الوصاية والقوامة والجلوس في المنزل». ومع أن الغرب - من وجهة نظر هؤلاء - كافر فاجر إلا أن الله سخره لنا كي نتكئ على جهوده ودراساته العلمية التي تؤكد أطروحاتنا، فتعرف المرأة المسلمة الحقيقة وتشكر الله، لأن المسلمين اكتشفوا غباءها فحبسوها في البيت كي تربي الأطفال، وكدت أصدق أن هذه الدراسة صادرة عن الغرب لولا أنني تذكرت أن الألمان تحكمهم امرأة، وبريطانيا ملكتها امرأة. أما حين فكرت النساء لدينا بإطلاق حملة نسائية تدعو إلى أن تقود المرأة سيارتها بنفسها، حتى تصدى لها واعظ يقول إن دراسة علمية في بريطانيا أثبتت أن قيادة المرأة السيارة تؤثر في مبايض المرأة، وتؤدي إلى ولادة أطفال مشوهين، لهذا نحن نمنع قيادة المرأة السيارة حفاظاً على مبايضها، ولزاماً على النساء أن يحمدن الله الذي سخر لهن بريطانيا، التي تبحث وتدرس ونحن نستفيد من نتائجها لوحدنا، بينما تترك نساءها يلدن رجالاً مشوهين.
    أما آخر الدراسات الذكية، فأثبتت عند أحد الوعاظ أن المرأة لديها في رأسها غدة تجعلها تنسى. لهذا، فشهادة المرأة بنصف شهادة الذكر، وعلى رغم أن هذا الواعظ لديه شهادة دكتوراه في الشريعة إلا أن جامعته المحلية لم تدرّسه أن شهادة المرأة عادلت شهادة الرجل في كل الحالات، باستثناء المعاملات المالية لعدم حضورها السوق، وبالتالي فإن هذا غير مرتبط بجنس الإنسان، بل بالمكان والزمان، وهما شرطان متغيران. فقد نجد رجالاً ينسون أكثر مما تنسى النساء، والدليل أن الواعظ - وهو يشرح الدراسة - نسي اسم الغدة هذه!
    أثبتت الدراسات الوعظية أن الدراسات العلمية هي الأخرى قصص مفبركة وأن وعاظنا لا يرون بأساً في الكذب، إذ كذب رجال قبلهم على النبي -عليه الصلاة والسلام- وكان دفاعهم «نحن لا نكذب على رسول الله، بل نكذب له». كما أثبتت الدراسات أيضاً أن الوعاظ لديهم غدة جعلتهم ينسون أن زماننا هذا لم يعد يسمح للكذب بأن يدوم طويلاً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «أمزمز وأطقطق»!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 20:01

    ربما - «أمزمز وأطقطق»!
    بدرية البشر
    الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
    إن لم تكن سعودياً أو لم تعش في السعودية فإنك لن تعرف ماذا تعني هاتان الكلمتان. إذ جاءت الأولى من المزمزة والأخرى من الطقطقة، والسعوديون أشاعوا هذه الممارسات في «تويتر» إشارة إلى التسلية على الآخرين. أحدهم طلب مني مرة ألا أغضب وألا آخذ الـ «ردود عليّ» بجدية، لأن السعوديين «يطقطقون عليّ»، وانتبهت أنه عادة ما يتم تعريف الهجوم على شخص أو التندر عليه أو استفزازه بأنه نوع من «الطقطقة» القصد منها الضحك. وعلى رغم أن «تويتر» مصدر مخادع أو غير دقيق لقراءة السلوك الاجتماعي أو الظواهر الاجتماعية إلا أن كثافة هذا السلوك في وسيلة مفتوحة للمشاركة الاجتماعية مثل «تويتر» والذي تقول الإحصاءات إن المملكة تسجل أعلى معدل نمو عالمي فيه بنسبة 3 آلاف في المئة، يجعلنا نعرف أننا بصدد كتلة اجتماعية جديرة بالرصد، بخاصة حين تتسم بظاهرة العنف اللفظي والتناقض الأخلاقي، فهذه الفئة تدّعي أنها متدينة لكنها تُفحش في القول والخصومة.
    أحد المغردين ضُبط بثلاثة أنواع من التغريدات المتناقضة، فهو يتغزل في مؤخرة فنانة، ثم يتهم ناشطة اجتماعية بأنها عاهرة لأنها تؤيد حملة قيادة السيارة، ثم ظهر في تغريدة أخرى يرسل إلى أحد الوعاظ عبارة «أحبك في الله يا شيخ»، والأغرب منه حساب أمطرني بشتائم بذيئة، وحين دخلت على حسابه وجدته يسأ‍ل شيخه: «يا شيخ... والدي دخل غيبوبة في العناية المركزة فكيف يصلي؟» ولا أدري كيف يصلي من هو في غيبوبة إلا إن كان سؤاله نوعاً من «الطقطقة»!
    هذه الظواهر الطافحة بالغرابة تذكرني ببداية دخول بثّ الفضائيات إلى السعودية، إذ شاع أن يتصل شاب سعودي بمذيعة لبنانية تقدم برنامجاً ترفيهياً على الهواء مباشرة كي «يطقطق» عليها، فيسألها سؤالاً أو يدّعي أن لديه أغنية يقدمها فيما هو يدس فيها بعض العبارات المحلية البذيئة، ثم نسمع ضحك أصدقائه الذين معه في المجلس، ولا يتعدى هذا السلوك بالنسبة إليهم أكثر من أنه «طقطقة» حتى أصبح كل اتصال من السعودية محل شبهة.
    معظم الوسائل التي ربطتنا بالعالم الفضائي بعد سقوط الحواجز والرقابة كشفت لنا مشهداً غير مريح من البذاءة وفحش القول وسوء الأدب، بدءاً من ظهور الفضائيات ومروراً بالإنترنت ثم كاميرا الهاتف المحمول إلى «تويتر» و «يوتيوب»، فهل هذا يعني أننا شعب قليل الأدب؟ ولماذا تتركز هذه الظاهرة لدى شباننا أكثر من شبان الخليج والعرب؟ أظن السبب هو غياب الشارع الطبيعي، وهو فضاء حرّ يوجد فيه الفرد مع الناس من دون أن يملكوا عليه سلطة أبوية، ومن خلاله يكتسب الفرد تجربة فهم قواعد السلوك الاجتماعي واللباقة واللياقة، فيعرف أن هناك حدوداً له وللآخر، ويتعلم منه كيف يحظى بالقبول والإعجاب.
    أشاهد الشارع اللبناني والمصري وحتى الكويتي والبحريني فأعرف قيمته، وحين تهبط إلى الشارع تسمع حوارات بين أناس لا يعرفون بعضهم، لكنهم يلتزمون أمامهم بحد أدنى من المجاملة والود، كنوع من اللباقة الاجتماعية والتهذيب وشرطاً للقبول. وفي الشارع الاجتماعي يتعلم الناس كيف يضبطون فضولهم حتى لا يتحول إلى نوع من التلصص فيحولونه إلى نكتة أو تودد أو مجاملة. غياب الشارع في السعودية يجعلك تنظر إلى الآخر بتشكك أو ضيق، وكل حوار يصبح قفزاً على خصوصيتك ومضايقتك. أذكر وأنا صغيرة كيف أن جدتي حين تسير في الشارع تسلِّم على أناس لا تعرفهم، وتتعاطى معهم حديثاً وتنصرف من دون أن يسأ‍لها أحد من هي أو يحرجها بفضوله!
    يبدو أننا نحن السعوديين الذين أفقدتنا المدينة هذا الشارع نحاول تعويضه بهذا الحضور الكثيف في «تويتر»، فالناس لديهم فضول اجتماعي غريزي يريد أن يقترب من الآخرين ويتعايش معهم، ويتحاور ويضحك، لكن «تويتر» لا يمكن أن يكون بديلاً حقيقياً عن الشارع الغائب، لأن سمة الغموض والزيف فيه جعلت الناس يكذبون ويشتمون ويسخرون، ثم يسمون ذلك «طقطقة» و «مزمزة»!
    سما فكري
    سما فكري
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 104
    أخت أخت : مآآآري
    عدد الرسائل : 800
    تاريخ التسجيل : 05/11/2013
    مستوى النشاط : 9702
    تم شكره : 24
    السمك

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty رد: بدرية البشر / متجدد

    مُساهمة من طرف سما فكري الثلاثاء 12 نوفمبر 2013 - 2:54

    a5
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «العمالة» التي خرجت من تحت السجاد

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 نوفمبر 2013 - 7:12

    ربما - «العمالة» التي خرجت من تحت السجاد
    بدرية البشر
    الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣
    تصوّر أن تصحو ذات صباح فتكتشف أن طفلك لم يذهب إلى المدرسة لأن سائق الباص لم يحضر، وأن صحيفتك لم تصلك بسبب تغيَّب الموزع، ولم تجد لبناً ولا خضروات في البقالة، وأن بعض المصارف علّقت بعض خدماتها بسبب غياب بعض موظفيها، والعاملة التي تعمل في منزلك بالأجرة أيضاً تغيَّبت، والموظف الذي يعمل في محلك غاب، وتكتشف أن الزحام المروري خفَّ بنسبة كبيرة، وكثيراً من المحال التجارية مقفلة بسبب اختباء العمالة المشغِّلة في منازلها.
    تصور أن كل هؤلاء اختفوا خوفاً من الحملة التصحيحية التي أعلنتها وزارة الداخلية ضد الإقامة غير القانونية. تصور أن كل هؤلاء الذين أصابوا حياتك وبلادك بالشلل يقيمون إقامة غير قانونية في البلاد!
    المهلة القانونية سمحت لهؤلاء بنقل كفالتهم إلى المؤسسة أو المحل اللذين يوفران له فرصة عمل بعد موافقة الكفيل الأصلي. وبعد انتهاء المهلة المحددة للتصحيح، تحوّل المطاردون إلى مثيري عنف وقتل وشغب، وانتشرت أخبار رعب بين الطرفين من العمالة والمواطنين، ثم تكشَّف أن الأحياء القديمة في مدينة الرياض تحولت مع الوقت إلى مستعمرات ومخابئ لعمال غير قانونيين، كما تحوّلت حملة التفتيش عنهم إلى أعمال شغب وعنف، سببها الأول رعب الإشاعات التي تحمل معلومات من غير مصادرها الحقيقية، فيظن كل طرف أنه جاء ليقتل الآخر أو ينتقم منه.
    منذ أن انطلقت حملة تصحيح العمالة غير القانونية ونحن نعيش لغطاً أمنياً واجتماعياً، فقد أصبحت لدى الناس مصادر غير مضبوطة وحرة أيضاً، تنقل صورها عبر «واتساب» و«تويتر». أحد العناوين يقول إن عمالاً إثيوبيين يثيرون شغباً في حي منفوحة، أو يدخلون مستوصفاً ويعتدون على موظفيه، وعمالاً يحملون السكاكين ويعتدون على مواطنين، ومواطنين يخافون فيحملون العِصيّ لحماية أنفسهم. لماذا وكيف حدث هذا؟ وهل المسألة أمنية وقانونية فقط؟ هل اكتشفنا فجأة نتائج هذه العمالة غير القانونية وخسائرها؟ وأن هناك تحويلات وبلايين تذهب إلى الخارج وتتسبب في خسائر اقتصادية؟ وأن هذه الكثافة العمالية متدنية المهارة والتعليم، وتحول بعضها إلى عناصر في عصابات التسول وترويج المخدرات والتزوير والسطو والتجارة غير القانونية، هذا عدا عن الجرائم الأخلاقية؟ هذا كلام لا جديد فيه، لكن السؤال الأهم: هل هؤلاء نتيجة أم سبب؟ من الذي أدخل هؤلاء بهذه الكثافة وتركهم يعبثون كل هذه الأعوام؟ كيف تحوّل هؤلاء - وبعضهم فقراء مساكين - إلى وحوش تحمل العصي والسكاكين؟ هل هم من دخلوا وحدهم أم أنهم خرجوا مثل «الكمأة» من باطن الأرض؟
    الحملة التصحيحية للإقامة غير القانونية كشفت لنا أننا مثل من همّ بتنظيف منزله فاكتشف أن العاملة المنزلية تكنس الغبار كل هذه السنين وتضعه تحت السجاد، وكشفت إزالة السجاد أننا كنا نقيم فوق أوساخ كثيرة. ليست لدي أرقام ولا إحصاءات، لكن هؤلاء يعيشون بيننا ونعرف بعض قصصهم. إحدى قريباتي لديها مشروع تجاري نسائي صغير، وبعد حملة التصحيح طلبت منها إحدى العاملات - وهي تعمل براتب لا يزيد على الألفي ريال - أن تنقل كفالتها إليها، وأخبرتها أن كفيلتها سيدة غنية لها نفوذ، تستقدم كثيراً منهم وتسرحهم في البلاد في مقابل حصولها على جزء من دخلهم البسيط، وطلبت للتنازل عن كفالتها 10 آلاف ريال يتم سدادها لها على أقساط. وأخبرتنا العاملة أن هذه السيدة تستطيع تأمين السفر إلى لندن أو أميركا - للفرار إلى هناك - لمن أراد ذلك، معها وعلى كفالتها، في مقابل 15 ألف ريال. هذا في العرف الدولي يسمى تجارة بشر، بينما نسميها هنا تجارة تأشيرات لا أقل ولا أكثر، وهذه مجرد حال صغيرة تقابلها «مافيا» متشعبة في تجارة التأشيرات. لم يكن بالإمكان أن تنمو لولا أن هناك نظام عمل هشّاً أغمض عينيه عن أناس، وفتحها واسعة على أناس، ولهذا يجب ألا تكتفي حملة التصحيح بتصحيح أوضاع العمالة أو تسفيرها، بل والتصدي لمن ساهم في هذا الخراب، ووضع نظام تصحيحي لقانون الكفالة، وتحويله إلى إقامة بعقد عمل كما في الدول الأخرى. التصحيح لا يقتصر على كنس الغبار من تحت السجاد، بل يجب أيضاً نشر السجادة المتسخة على حبل الغسيل.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما ... وأصبحنا من أهل الدار

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 نوفمبر 2013 - 7:13

    ربما ... وأصبحنا من أهل الدار
    بدرية البشر
    السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٣
    في هذا اليوم تحتفل صحيفة «الحياة» بمرور 25 عاماً منذ معاودة صدورها، وسنحتفل نحن قراءها وكتابها مع طاقم ضخم تنامى على مدى هذه العقود، كي تصبح «الحياة» في نسختها الدولية ثم النسخة السعودية التي مضى على مزامنتها النسخة الدولية ثمانية أعوام، ووصلت إلى كل هذا النجاح والبروز في عالم صحافي شديد المنافسة.
    يصعب علي أن أبادر بالحديث عن «الحياة» الصحيفة وفيها من الأساتذة من فاقني خبرة بها ومراناً في أروقتها، لكنني أقف عند نقطة واحدة يشترك معي بعض الكتاب والكاتبات السعوديين فيها، وهي الاحتفاء بأننا صرنا من بعد أن كنا قراءً لها كتاباً فيها، فأنا، مثل غيري من الزملاء، دأبت على قراءتها منذ أن كانت فقط نسخة دولية قادمة من الغرب اللندني، تجلل مقالاتها أسماء لا نعرفها، لكنهم خبراء في الشأن الذي يكتبون عنه. كانت «الحياة اللندنية» في ذلك الوقت أنيقة ورفيعة ومتعالية تهتم بشؤون العالم، لكن لم يكن لنا في حياتها نصيب. نقرأ فيها عن أدباء العالم وساسته وكتابه وحروبه ومحلليه، ونتفرج أيضاً على جميلات صفحتها الأخيرة القادمات من هوليوود على بساط أحمر. كنا وقتها أنا وجيلي من الكتاب والكاتبات صغاراً ونمشي على سجاد آخر نتنقل فيه بين الصحف. كنت بدأت متدربة في منتصف الثمانينات وأنا في عامي الجامعي الأول في مكتب صحيفة «الرياض» النسائي، وكانت حصتنا من الصحافة بسيطة جداً، وعبارة عن مكتب مكوّن من شقتين في حي المربع يبعد عشرات الكيلومترات عن مبنى الرجال في حي الملز، ولم يكن بيننا وبينهم اتصال سوى هاتف تتلقى فيه سكرتيرة المكتب التعليمات والتوجيهات من رئيس التحرير أو نائبه، وفي آخر النهار يحمل سائق الصحيفة حصيلة جهدنا من خبر مكتوب أو تقرير معد أو رأي لعمود صحافي في حزم من الورق إلى قسم الرجال، وتنتظر دورها في النشر. تعلمنا الصحافة على الطريقة اليابانية، أي التعلم من طريق المحاكاة، فنفتح الصحيفة على الزاوية التي نريد المشاركة فيها، ثم نحاكي طريقة كتابة مادتها، فنفشل مرة، وننجح في الأخرى. كان افتتاح مكتب نسائي في صحيفة «الرياض» في ذلك الوقت ثورة ليس في عالم الصحافة السعودية، بل وفي المجتمع كله، فهي أول صحيفة تفتتح مكتباً لتدريب صحافيات، وزادت على ذلك بأن منحت رئيسته الدكتورة خيرية السقاف منصب مدير تحرير. لا أدري كيف تدرب شباب الصحافة من جيلي وقتها، وإن كنت أعرف أنهم زادوا عنا بأنهم في ذلك الوقت حظوا بكليات إعلام يتخرج منها الراغبون في الشهادة المتخصصة، لكني أعرف أن معظم الصحافيين البارزين جاؤوا من العمل الدؤوب في المكاتب والميادين الصحافية. كانت صحيفة «الحياة» حتى أحداث الـ11 من أيلول (سبتمبر) نسخة دولية رفيعة الشأن في تقديم الخبر والتحليل واللقاء السياسي، كما كانت ملاحقها عربية ودولية ثرية ومتفردة. ما زلت أذكر صديقتي التي كانت تمزق صفحة «تيارات» كل أسبوع لتحتفظ بها، وتقول إنها تحتاج أسبوعاً لقراءتها.
    في عام 2005 قررت «الحياة الدولية» أن تنشر جناحها الثاني في نسخة سعودية لتدخل «الحياة» الصحيفة في شراكة معنا في الحياة المحلية اليومية، ودخل مع هذه النسخة طاقم سعودي من رئاسة التحرير إلى الصحافيين والمحررين والكتاب نساء ورجالاً، وأخذت عيون النسخة السعودية ترصد الشأن السعودي وتحلّله وتلاحقه بشجاعة وجرأة كادت أن تطغى على صحف متقدمة في هذا المجال، بل وتتفوق عليها، بخاصة تلك التي صدرت بعد أحداث الـ11 من سبتمبر، وهو التاريخ الذي رفع سقفاً للتعبير كان منخفضاً، ولم يكن ما قبل هذا التاريخ يحتمل رفعه.
    اليوم ونحن في احتفالية «الحياة» أشعر بأن هذا الزمن الذي صير العالم قرية صغيرة بتقنيته، وأكثر قرباً بإنسانيته، منحنا أيضاً هذه الفرصة المميزة بجعل «الحياة» الصحيفة لصيقة بنا وبشأننا بعد أن كانت أجنبية عنّا، وصارت من أهل الدار وصرنا من أهلها، لهذا فإننا اليوم نحتفل بها ومعها كعائلة صحافية واحدة، وصرنا من بعد أن كنّا قراءها كتاباً فيها. ولهذا فإنني أهنئ نفسي وزملائي بهذه القرابة، وأهنئ بنجاحها كل الذين حدبوا عليها منذ زمن بالعمل والجهد والإخلاص، وأتمنى لها ولهم حياة مليئة بالنجاح والتقدم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - سعادة المفتش مطر

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:15

    ربما - سعادة المفتش مطر!
    بدرية البشر
    الإثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣
    من المعروف أن شبابنا من الشجاعة وحب الفضول بحيث لم تستطع أي ظاهرة منعه من الخروج من منزله، وظهرت هذه الشجاعة والفضول في أبرز صورها أيام حرب الخليج الثانية حين كان جيش صدام يرمي الرياض بصواريخ سكود، وكان شبابنا الشجاع والفضولي يهرع مسرعاً لمتابعتها فوق السطوح وبعضهم كان يتحمس أكثر ويخرج لملاحقتها ليرضي فضوله. كان يستعين بملاحقة سيارات الإسعاف كي يعرف تحديداً أين وقع الصاروخ ويتفرج على آثاره. في ذلك الوقت لم تكن لدينا كاميرات هاتف محمول ولا «يوتيوب» أو «واتساب»، لذا بقيت هذه الحكايات أسيرة ذاكرة الشهود. اليوم نعيش عصراً مختلفاً اسمه الإعلام الجديد والتواصل الذكي، وبسببهما استطاع شبابنا رصد كل شاردة وواردة في الشارع ونقلها إلى قنوات البث السريع، لتحظى بأخبار يتحفظ عليها الإعلام المحلي إن استطاع، فأنا التي كنت أقضي يومين في لندن مشاركة باحتفالية اليوبيل الفضي لـ «صحيفة الحياة»، وأفكر بكتابة مقالة من وحي لقاءاتها وأجوائها وحبورها، حظيت بنقل واقعي نكّد عليّ وأفسد خططي بعد أن أمطرني «واتساب» بصور مطر دهم مدينة الرياض فأغرق شوارعها الحيوية، وجرف السيارات وعلّق بعض الناس في سياراتهم، ثم شاهدت صورة الشريط الأحمر على شاشة التلفزيون وهو يعلن أن المدارس والجامعات علّقت الدراسة أمس.
    ساعة مطر واحدة وراء كل هذه المشاهد. نحن اليوم نتحدث عن الرياض العاصمة وليس عن قرى نائية لم تطلها خطط التنمية في الشمال أو الجنوب، أما المشهد الأكثر صدمة وتأثيراً فكان انهيار جزء من سقف مطار الملك خالد الدولي، مع صورة للماء يهطل من بعض السقوف الأخرى. مؤلم أن ترى عاصمة المملكة العربية السعودية وهي تتكشف عن بينة تحتية بهذه الهشاشة، ومرعب أكثر أن تعرف أن كثيراً من الأحياء السكنية والمخططات الجديدة التي بيعت بأسعار مليونية تقع في أودية ومن دون أي خدمات تصريف للسيول، وهي معرضة في أي لحظة لهذا الغرق، فهل العاصمة كلها بشوارعها وأحيائها أنشئت ضمن مخطط عشوائي سار بالبركة، وأين ذهبت تلك البلايين التي كلفها بناء البنية التحتية للمشاريع الحيوية، وكيف تركت هكذا بلا صيانة؟
    لا أعرف كم الخسائر التي تسببت بها سيول ما قبل البارحة، سواء من حياة الناس أم الخسائر المادية جراء ساعة مطر، لكننا بالأمس سمعنا عن عواصف الفيليبين التي خرّبت قرى هشّة، واستحقت مساعدة المملكة لها بالملايين، لنكتشف أننا بعد يومين غرقنا مثلهم، ولا بد من أن الناس تنتظر أن تتحرك الملايين اليوم كي تردم حفر شوارعها وتفتح تصريفاً لسيولها، فكفانا قصص الغرق هذه.
    هيئة مكافحة الفساد عجزت عن كشف الفساد بسبب ضعف بصرها، لكنها اليوم يمكن أن تستعين بالمفتش الجديد، المطر الذي يستطيع أن يدلها بسهولة على الشقوق التي يخرج منها المطر ويغرق الأنفاق، ويغش في الأبنية ويدلها على شركات صيانة لا تصون ذمتها.
    المسؤولية في مثل هذه الأحداث عادة تضيع في كرة صوف تلف خيوطها حول نفسها، ولا أحد يعرف أين طرفها الثاني. أظن أن من السهل علينا تغيير كرة الصوف كلها إن كانت معرفة أطرافها صعبة، وعلينا أن نحذر كثيراً من وعي شباب جديد صار يضحك ساخراً وهو يصور سقف المطار ينهار ويقول: «هذا مطار الملك خالد». وهو المبنى الأحدث في خريطة العاصمة والذي لا تزال كلفة تطويره المستمرة تحلب البلايين من موازنته. جيل الشباب الذي كان يظن أن مطاردة صورايخ سكود شجاعة لم يعد هو شباب اليوم، فقد وفرت له التقنية الجديدة معرفة الخطر فصار لا يقوى على التصوير إلا من النوافذ، ومن الخوف صاح أحدهم برجل يسبح باتجاه سيارة عالقة: «ساعدهم الله يجزيك خير».
    لقد أدرك أن الحياة غالية وأن الخوف «مليح».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - سلاماً لبيروت!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:17

    ربما - سلاماً لبيروت!
    بدرية البشر
    السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣
    لم أفهم سر العلاقة السحرية التي ربطتني ببيروت؟ كنت أظن أنها نتاج سياحة خليجية تتصف بأنانية تصد بعينيها عن آلام هذه المدينة، وجعلها - رغماً عنها - على غير ما هي عليه، لأننا فقط أحببنا أن نراها هكذا في إجازاتنا السخية. تجربة الدراسة في جامعتها اللبنانية جعلتني أختبر عكس الفكرة السياحية في لبنان، لأن المقيم فيها ليس كالسائح فهو ينام باكراً عازفاً عن إغراءات السهر ويصحو باكراً زاهداً في الكسل فيضطر إلى التعرف اليها جيداً، ويرى وجوه الناس التي تركب «البوسطة» وتكدح منذ الصباح، وهي غير وجوه الليل الملونة. الأم تختبر المدن حين يهبط أبناؤها إلى الشارع، وتضطر إلى أن تفكر فيهم كل خمس دقائق وما يمكن أن يحل بهم، وقد أخبرتني زميلة تقيم في بيروت أن قلق الأمهات من تعرض أبنائهن للخطف صار نكتة شهيرة عند ممثلي «الستاند آب» كوميدي، حين عرفوا أن دور الشرطة في هذا الشأن لا يتعدى نصح أهل الطفل المخطوف بألا يغشهم الخاطفون، فلا يزيدوا الفدية على 15 ألف دولار.
    اليوم وجدت في كتاب سمير قصير عن «تاريخ بيروت» أنني لست وحدي من وقع في صورة خرافة بيروت، وأن العرب كلهم كانوا يقعون في الصورة النمطية نفسها، لأن بيروت هي التي تملك بريقاً كالذهب في عيون العرب الجائعين، فيقول مثلاً: «إن بيروت لا تعد مدينة جميلة، لكن وسطها النابض لا يُبقي المرء على حياده منها، ولا سيما إن كان غير مقيم فيها. لا جدال في أن نظرة الآخرين إليها الغرباء عنها هي التي نسجت حولها الخرافات لا الرتابة التي يعيشها ساكنوها»، لكن سمير قصير لا يلبث أن يعدد مواطن جمال هذه المدينة بساحلها وجبلها ومقاهيها وطقسها، ثم يعدد أسباب جذبها فيقول: «فيها الساحة المصرفية والمدينة الجامعية، وهي عاصمة الصحافة ودور النشر العربي ومركز للاستشفاء ومركز للترانزيت والمواصلات الجوية وعقد الصفقات التجارية والمصرفية، من أسخفها إلى أكثرها شبهة»، ثم يتحدث عن أجواء فندق ومرفأ السان جورج الباذخة والغامضة والخطرة، لهذا صارت بيروت مدينة استقطاب عربية لا مثيل لها، تتحرك ولا يستطيع أحد اللحاق بها، ولا سيما في العصر الذهبي، حتى تفجر عنفها المحموم من ربيع 1975 وبقي حتى خريف 1990.
    أكتب هذا الكلام وأنا أحدق في كتاب سمير قصير، هذا الكاتب الذي لو لم يمتلك عشقاً عارماً لهذه المدينة لما حدب على تاريخها يرصده في ما يقارب 700 صفحة. تاريخ لا يمكن القبض عليه بسهولة، لأنه ليس تاريخاً للوثائق والوقائع المادية، بل زاد بتحليل الحدث والصورة بعيون صافية عميقة ذكية، تجعلك تشعر وأنت تقرأه كأنك عشته تماماً، وفهمته كما فهمه الكاتب. ثم أسأل نفسي: أين ذهب سمير قصير صاحب هذا العقل الذي فكر وقدر وحلل؟ ذهب في انفجار غاشم مثلما ذهب غيره من سياسيين ومثقفين وإعلاميين. اليوم حين أزور بيروت التي قاومت طحن التفجير والقتل نحو نصف عقد، أجدها - على رغم صفائها الخارجي واللامبالاتها - تعيش رعبها المستمر، فمواطنوها حتى يوم أمس يتهادون أطناناً من المتفجرات في أعيادهم الدينية، فيموت فيها أبرياء لم يفكروا يوماً في أن يكونوا طرفاً في هذا النزاع! ما الجديد في تاريخ بيروت؟ الحقيقة أنه لا جديد، لكنها كانت درساً حالكاً في تاريخ المدن العربية، إلا أنه مر كأغنية لاهية تقول: «أسمر عبر... مثل القمر» لم نفهم منه عبرة ولم تخرج منه بحكمة، ولهذا السبب صارت بغداد وتونس ودمشق تعيش انفجارات بيروت بسبب التعددية غير المهضومة والحروب الإقليمية وجوع السلطة، لكن بيروت وحدها بقيت مدينة الخرافة التي ينعشها الحنين.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - دبي تستحق الفوز

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:18

    ربما - دبي تستحق الفوز
    بدرية البشر
    الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣
    صديقتي الإماراتية ونحن في طريقنا للعشاء بدت قلقة وطلبت مني أن أدعو لدبي بأن تفوز في معرض إكسبو 2020. وفي الطريق شاهدت أحد فنادق الجميرا قلقاً هو الآخر من العد التنازلي لاقتراب إعلان النتيجة، وبدا رقم ستة مرسوماً بالضوء على رأسه. الأربعاء المقبل سيجتمع سفراء 166 دولة كي يعلنوا عبر الجمعية العمومية لإقامة المعارض العالمية من هي المدينة الفائزة بين ثلاث مدن، أزمير في تركيا، وإيكاترينبرغ في روسيا، ودبي لن أقول في الإمارات بل في بلاد العرب، لأنها تمثلنا كلنا، وعليه فليست صديقتي الإماراتية وحدها وفندق الجميرا من يترقبان النتيجة بحذر، هناك كثيرون وأنا منهم، شاهدنا على مدى أشهر طويلة جيشاً من شباب الإمارات وشيوخها يخططون ويرسمون ويعدون ويسافرون ويقفون أمام الكاميرات وفوق مسارح العالم، كي يقدموا صورة دبي ورسالتها المنافسة التي تريد أن تدخل بها هذه المسابقة في شعار يقول: «التواصل مع العقول وصناعة المستقبل»، شعارها حديثاً كما هو ظاهر، لكنها تؤكد أنه امتداد تاريخي لحضارة عربية تألقت في بغداد في عهد المأمون حين اشتهرت بأول جامعة في العالم، ومهدت لنهضة أوروبا الحديثة حين وصل العرب للأندلس وكانت جوهرة الدنيا وقاطبة العالم.
    دبي تريد أن تكون حفيدة هذه المدن العربية في رسالة حضارية، كي تبعد تهمة تقول إن منطقة العرب ما هي إلا منطقة توتر ونزاعات، ولن يكون هذا إلا بتقديم دبي منافساً لاستضافة معرض إكسبو ثقافي عالمي عام 2020، لذا فهي تحاول إقناع العالم بأنها تستحق الفوز به لأنها نجحت في أن تكون مركزاً عالمياً للتجارة والسياحة والأعمال، ولديها بنية تحتية استثنائية تضم مطارات عالمية وطرقاًَ حديثة ومواصلات، أشهرها مترو دبي وموانئ ومدن أكاديمية تستضيف 70 جامعة ومدناً إعلامية، وحققت نجاحاً في إنشاء اقتصاد قائم على المعرفة. مطار دبي هو الثالث عالمياً، استقبل في 2012 نحو 85 مليون مسافر، وتعيش على أرضها 200 جنسية من كل دول العالم ومن أديان مختلفة في تناغم وسلام، وعلى أرضها أُنشئت أفضل الجامعات العالمية والمصارف والأسواق، وهي مدينة صرح 30 في المئة من الشباب العربي في استفتاء أخيراً بأنها المدينة التي يحب العيش فيها.
    إن لم تفز دبي في الترشح لاستضافة معرض إكسبو 2020 فقد فازت بالمنافسة فيه، إذ قدمت دبي نفسها للعالم بصورة تجعل الفوز مكافأة تستحقها مدينة مجتهدة وطموحة مثلها. وليس لدي شك في أن قائد هذه المدينة وفارسها محمد بن راشد عرف جيداً أي فرس جيدة تم تدريبها لهذا السباق، والفريق الذي سافر وهو يشرح مدى توسع دبي وتحضر دبي وبنية دبي، أدرك أنه لا يوجد أسعد منهم بامتلاك هذه المواصفات.
    الفوز لذيذ، لكن امتلاك مدينة بهذه الطاقات ألذ من الفوز، لقد عرفنا مثلاً أن المدينة الروسية إيكاترينبرغ التي تنافس دبي لا تستطيع الوصول إليها سوى عن طريق خطوط فلاي دبي التي أصبحت واسطة العقد لثلث سكان العالم، ومحطة انطلاقهم للجزء الآخر. دبي تستحق أن ندعو لها وقد قاربت ساعة الحسم، لكن، قبل أن تعلن النتيجة دعونا نتذكر أن المنافسة ودخول دبي القائمة القصيرة بين ثلاث مدن فوز آخر. دبي فازت منذ أن قررت أن تعيش في المستقبل وأن تحلم، لهذا دبي تستحق الفوز.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - احذروا السفر مع الإخوان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:20

    ربما - احذروا السفر مع الإخوان
    بدرية البشر
    الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٣
    هل أخبرتكم مرة بحكاية زميلنا الأستاذ الجامعي الذي روى لنا على سبيل النكتة ما حدث له في مطار جدة حين كان يصحب أمه ذات الثمانين عاماً في رحلة خارج السعودية وفوجئ بأن ضابط الجوازات يقول له إنه لا يمكنه أن يصطحب أمه معه، ولا بد من إذن زوجها، فقال له الأستاذ الجامعي: «والدي أعطاك عمره منذ زمن»، فسأله ضابط الجوازات الذي يعرف عمله جيداً «حسناً ومن هو وكيلها الشرعي؟»، قال له الأستاذ: «أخي الأكبر»، قال موظف الجوازات: «إذاً لا تخرج أمك إلا بموافقة خطية منه هو». يقول الأستاذ الجامعي ذو اللحية البيضاء: «من شدة شكّي في منطق القرار التفت إلى أمي الهرمة ذات الثمانين عاماً أتفحصها لأفتش عما يمكن أن يخيف هذا النظام الذي وضعنا أنا الأستاذ الجامعي في عمر الستين وأمي في الثمانين في ورطة من هذا النوع».
    قصة زميلنا انتهت عند امتثاله للنظام، أو ربما أن أخاه سكت عن تجاوزه فلم يشتكه بأنه يفسد أمه ويخرجها في سفر خارج المملكة من دون إذنه، فهذا بالضبط ما حدث مع الرجل الذي أعلنت «الحياة» عنه بأن المحكمة الجزائية في الرياض تنظر في قضية تهريب «مواطنة» إلى أميركا من دون إذن زوجها!
    الخبر يشي بقضية تهريب سيدة، لكن في التفاصيل حيث تكمن الشياطين -أعاذنا الله منها- تكتشف أن هذه السيدة هي أم لديها أبناء يدرسون في أميركا، يعني بلغوا العشرين عاماً، وأن الشيطان الكبير الذي ضحك عليها وهربها إلى أميركا هو أخوها، والسبب الشيطاني الذي هربت من أجله كان كي تزور أبناءها المبتعثين. والواضح طبعاً من الخبر أن هؤلاء الأبناء ليسوا أبناء الزوج المشتكي بل هم أبناؤها من زوج آخر. هل هذا آخر شيطان يخرج علينا من القصة؟ طبعاً لا، فالشياطين لا تهرول عبثاً، والقصة تقول، أو توحي من رؤوس شياطينها أن الزوجة تقيم مع أخيها ويبدو أن العشرة بينها وبين زوجها متعذرة، كما ولا شك أنها غير قادرة على أن تحصل على الطلاق، لأن الرجل الذي اشتكى أخاً تسافر معه أخته لن يهديها الطلاق هكذا بسهولة، بل سيستخدم حقه المطلق بالطلاق وسيمرمر حياتها، وإن كانت بنت أبيها فلتطاولْه.
    الواضح أن الأخ غاوي تهريب، فهذه ليست المرة الأولى التي هرَّب فيها الأخ أخته فقد هربها من قبل إلى دبي، وهذه المرة طالت خطاها فهرَّبها إلى أميركا، لاحظوا أن التهريب في لغة أخرى سفر، ويأتي في لغة أخرى تهريب.
    الزوج الذي اشتكى الأخ يقول إن الأخ استغل جهل الجوازات، فأخته بعد طلاقها الأول احتفظت بوضعها مطلقة ولم يسجل زواجها الثاني حتى يتم نقل الملكية له، هذه تحتاج شرحاً لكن ليس وقته الآن. المهم أن هذا الأخ الشيطان ضحك على الجوازات وعلى الزوج وهرَّب أخته التي يبدو أنها تقيم معه منذ وقت. الله أعلم ماذا سيصدر في حق المهرِّب والمهرَّبة في المحكمة الجزائية، هل يسجن الأخ أم سيلاقي تهمة كبيرة سمعنا بها من وقت قريب استخدمها أحد القضاة ضد مساعدة زوجة؟ هذه التهمة اسمها «التخبيب»، وهي إفساد الزوجة على زوجها. أما منذ متى كانت المرأة كيساً من الحجارة تنتقل من ملكية الأخ أو الأب إلى ملكية الزوج فيصبح سفر المرأة مع أخيها من دون موافقة الزوج مشكلة قانونية ينظر فيها القضاء ويعاقب عليها وليست مشكلة عائلية تحل بالتراضي وكل ينام على الجنب اللي يريحه، فهذا حدث مراراً عندنا، ولو أخذتكم إلى أكثر الصور الحالكة التي تجلى فيها أوسع أشكال ملكية الزوجة لزوجها في قضائنا، فهي أن الزوج إذا قتل زوجته عمداً مثلما فعل زوج القتيلة السعودية «دليل» التي كتبت عنها الصحافة، فلن ينال سوى 12 سنة سجناً، وحين تقتل الزوجة زوجها تنال الإعدام من غير كلام. لذا تعوذوا من الشيطان ولا يوسوس أخ لأخته بأن يسافر بها كي تزور أبناءها حتى لا يجدا نفسيهما في الجزائية.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - اجتهدتْ دبي... فنالت النصيب

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 22:52

    ربما - اجتهدتْ دبي... فنالت النصيب
    بدرية البشر
    السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣
    يوم الأربعاء الماضي تابع العالم شاشات التلفزيون، وتجمع جمهور كبير حول برج خليفة وسط مدينة دبي يشاهد على شاشة عرضٍ كبيرة نتائج المسابقة. شخصت الأبصار تتابع على مدى أربع ساعات نتائج مكتب المعرض الدولي العالمي في باريس، إذ اجتمع 168 سفير دولة، كي يختاروا المدينة الفائزة باستضافة معرض إكسبو 2020 في عملية معقدة وطويلة على مدار ثلاث جولات. وما أن انطلقت المسابقة حتى كانت دبي تتقدم المدن الأربع بفوارق هائلة ونسبة نجاح كبيرة، ففي الجولة الأولى حصدت 45 في المئة من الأصوات، ثم انتهت في الجولة الثالثة بـ77 في المئة، في مقابل 29 في المئة للمدينة الروسية، وهو ما يعني فوزاً ساحقاً.
    من نافذتي استطعت سماع الصيحات التي انطلقت من بطون بيوت دبي فرحاً، والناس من قناة «دبي» تهنئ باللغتين العربية والإنكليزية من كل الجنسيات هذه المدينة المجتهدة التي فازت.
    استعدّت دبي لكلتا الحالتين: فوزها وخسارتها، فتحزمت بألعابها النارية من برج خليفة وفي الساحات في حال فوزها، وفي حال خسارتها تجهزت بأخلاق الفروسية بخطاب تهنئ فيه الفائز إن كان غير دبي. لكنني كنت أقرأ في الوجوه التي تعمل مثل النحل منذ بدأت الترشح أنها واثقة من الفوز وتصرّ عليه، مثل تلميذ ذاكر جيداً وشعر بأن التوفيق حليفه.
    فازت دبي في الحصول على معرض إكسبو عام 2020، ومنذ اليوم وحتى سبعة أعوام مقبلة ستعيش دبي ما سمّته «إكسبو لايف»، أي (حياة إكسبو) الذي ستعمل من خلاله على إشاعة الوعي الثقافي، من أجل الاستفادة من فرص إقامة هذا المعرض الذي سيبدأ في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 حتى نيسان (أبريل)، وهو الوقت الذي يكون فيه الطقس في أجمل حالاته. حتى 2020 سيكون الخط الأحمر من مترو دبي وصل إلى أرض المعارض، كي يتمكن الجميع من الوصول إلى معرض إكسبو من خلال المترو، فأشهر ما تميزت به دبي في ملفها الذي تقدمت به للمسابقة هو حصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في جودة الــــطرق، وفقاً لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس) لعام 2013-2014، كما احتلت المرتبة الأولى إقليـــمياً والـ11 عالمياً في مجال جودة البنية التحتية لوســائل النقل، وفقاً للتـــقرير العــالمي لتــمكين التجارة 2012 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا.
    دبي سعيدة بحصولها على هذه الفرصة، فعلى مدى تاريخ تنظيم معارض إكسبو الدولية منذ 150 عاماً لم تتم استضافة أي منها من قبلُ في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرقي آسيا.
    دبي سعيدة بالفوز الذي منحها فرصاً تجارية وثقافية واقتصادية، إذ تتوقع أن تصل العائدات المالية لدبي من استضافة «إكسبو 2020» إلى أكثر من 139 بليون درهم (نحو 28,8 بليون يورو)، كما سيسهم هذا المعرض في خلق نحو 280 ألف فرصة عمل في الإمارات، ويحافظ على استدامة 1.4 مليون وظيفة إقليمياً في الفترة من 2013 إلى 2021، كما سيوفر فرص عمل لمن يقطنون خارج الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يؤدي إلى نمو المنطقة بسواعد شابة ونشيطة.
    ستتيح استضافة «معرض إكسبو الدولي 2020» في دبي لزواره سهولة أكبر في الوصول إليه من مختلف أنحاء العالم، كما سيشكل فرصة مهمة للشباب في الإمارات والمنطقة عموماً لتبادل الآراء والتعلم من الآخرين والمساعدة في بلورة مستقبلهم المشترك. وتتوقع دبي أن يستقطب المعرض 25 مليون زائر على مدار ستة أشهر، وسيكون حوالى 70 في المئة منهم قادمين لزيارته من خارج الإمارات.
    دبي تستحق الفوز، فقد أنفقت حكومتها في الأعوام الستة الماضية أكثر من 70 بليون درهم لتطوير بناها التحتية عالمية المستوى في قطاع الطرق والمواصلات، وخصصت 100 مليون يورو لمساندة مشاريع «إكسبو لايف» المختلفة، التي بإمكانها توفير حلول جديدة للتنقل والاستدامة والفرص، وسيكون التقديم متاحاً للجميع من كل البلدان. وتستحوذ دبي على 80 في المئة من المعارض المقامة في المنطقة التي تشمل المنطقة العربية والخليج وبعض المناطق في آسيا. دبي اجتهدتْ ولكل مجتهد نصيب.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty العنف بعد الساعة العاشرة!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 22:53

    العنف بعد الساعة العاشرة!
    بدرية البشر
    الإثنين ٢ ديسمبر ٢٠١٣
    صرح مصدر مسؤول ضمن خبر القبض على شبان متحرشين أنهم سيحققون في قضايا التحرش ولا يستعجلون في الحكم، لأن الفتيات أحياناً يكن السبب في التحرش، وفي هذه الجملة دلالات نسبية، فبحسب المتحدث يكون أحياناً وضع الأصباغ الملونة على أصابع الفتاة إثارة للشبان ودعوة سافرة لتحرشهم بها، وعليه فإن كل فتاة تكشف عن عينيها أو عن وجهها أو تلبس عباءتها بطريقة غير مألوفة في المنزل، أو تخرج لتناول الغداء مع زميلاتها في مكان قريب من عملها كما حدث مع فتيات الخبر، مدعاة لئلا تلوم الفتاة إلا نفسها إذا ما تحرش بها الشبان، هذا المفهوم للعنف يؤكده تصريح جاء على لسان رئيس محكمة الاستئناف يقول فيه إن خروج المرأة للسوق أو العمل هو أحد أسباب تعنيفها. ولكننا لا نفهم أن المرأة التي تجلس في منزلها ستكون بمأمن عن العنف، لأن دار الحماية أكدت عبر تصريح لها أنها لا تستطيع أن ترد على طلب الحماية للنساء اللاتي يتعرضن للعنف في منازلهن بعد الساعة العاشرة ليلاً، مما يعني أنه حتى النساء اللاتي يجلسن في منازلهن هن عرضة للعنف، وإذا ما تعرضن له بعد العاشرة ليلاً فإن وزارة الشؤون الاجتماعية حتى اليوم لا تستطيع أن توفر لهن الحماية بعد العاشرة، من دون إلزام الرجال الذين يعنفون زوجاتهم أو أبناءهم بأن يتوقفوا عن العنف بعد العاشرة. بعد كل هذه التصريحات التي جاءت من مصادر «مسؤولة» فهمنا أن النساء هن في مجرى سيل للعنف المبرر سواء داخل المنزل أم خارجه، وتبريره يأتي على «كيف» و «مزاج» الرجل سواء كان مسؤولاً أم شاباً يسير في الشارع، فإذا قابل فتاة تضع كحلاً في عينيها أو صبغاً على أظافرها فهو من يقرر إن كانت تستحق العنف أم لا؟ نسيت أن أقول لكم إن التوقيت أيضاً مهم في العنف، فخروج المرأة في المساء يختلف عنه لو خرجت في الصباح، لكن حتى هذه مسألة فيها وجهة نظر بالنسبة إلى بعض التفسيرات، وإذا خرجت الفتاة في فترة ما بعد الظهر لمركز تجاري تتناول الغداء مع زميلاتها ومر بهن شبان فهن يستحققن العنف، أما بحسب رئيس محكمة الاستئناف فهذا كله ليس كافياً، بل إن خروجها من المنزل بحد ذاته للعمل أو السوق مبرر لتعرضها للعنف، وبالنسبة إلى بعض رجال الشرطة فإن المرأة إذا كانت زوجة وجلست في المنزل وتعرضت للعنف فهو رجل يؤدب زوجته.
    المفارقة التي دائماً تأتي علي بالي، هي لماذا إذا اشتكت الزوجة زوجاً يضربها عند الشرطي الذي ينظر إلى شكواها على أنها مشكلة عائلية وليست قانونية، لكنها إذا ذهبت لأخيها واستعانت به، وجاء وضرب زوجها حينها تتدخل الشرطة وتعتبر الأمر جناية، بمعنى أن عراك رجلين مهما كانت درجة قرابتهما هو ضرر يمنعه القانون، لكن لو وقع هذا الضرر على امرأة، فإن المسألة تدخل في حيص بيص فلسفي تتداخل فيه المسؤولية مثلما تتداخل في سؤال من الأول البيضة أم الدجاجة؟ ولا تعجب أن تجد في قضية اغتصاب فتاة أن تحمل هي جزءاً من المسؤولية.
    وضع الشاب خارج حدود المسؤولية الدينية والأخلاقية والثقافية أمر لا يضر الفتاة وحدها بل ويضر الشاب نفسه، فالمرء مسؤول عن أفعاله مهما كانت المحرضات الخارجية، فالله سبحانه وتعالى يضع الذكر والأنثى على مستوى واحد من المسؤولية، فأنت لا تقتل لمجرد أنك وجدت محلاً يبيع السكاكين، ولا تسرق لمجرد أن الحارس كان نائماً. لكنك إذا وجدت امرأة ضعيفة أو وقعت عينك على ما تظن أنها مدعاة لإثارتك فإنك تصبح خارج الحكم. الغريب أن هذا الشاب السعودي المنفلت الذي يعتبر أن عيناً كحيلة لفتاة سعودية أو ظفراً مصبوغاً مدعاة للإثارة في بلاده، لا يكون هو نفسه حين يرى نساء شبه عاريات في شوارع مدينة لا تبعد ساعة عن بلاده بالطائرة، فهو يعرف جيداً أن التحرش بالنساء ليس خياره الشخصي، بل هو قانون يلتقطه منذ أول استغاثة ويرمي به في غياهب الجب. لهذا يرتدع، ونحن هنا خدمنا الشاب لأننا وفرنا عليه صراعاً أخلاقياً وفكرياً حين يرى كل فتاة، فلا يسأل نفسه هل يتحرش بها أم لا؟ لذا فإن تطبيق قوانين منع العنف ضد النساء لا ينقذ فقط النساء بل والرجال أيضاً، وطالما أن قضاءنا ومسؤولينا يقدمون مصلحة الرجل على مصلحة المرأة، فدعونا نتحرك من هذا المنطلق احموا الرجال وامنعوهم من التحرش بالنساء، حرام يضيع مستقبلهم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - ابدأوا بالمعروف... «اعملوا معروف»!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 22:57

    ربما - ابدأوا بالمعروف... «اعملوا معروف»!
    بدرية البشر
    الأربعاء ٤ ديسمبر ٢٠١٣
    قرأت خبراً نشرته صحيفة «عكاظ» ولم أفهمه جيداً، فهو يقول إن هناك شباباً أطاحت بهم الشرطة، ساعدوا فتاة على الفرار من أيدي رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. احتجت أن أفهم من له علاقة بمن. ومن ساعد من؟ فإذا بالخبر يحوي صورة لولاها لكنت طويته على رغم ما فيه من مضايقات وتجاوزته، فالصورة التي نشرت تبيّن فتاة تلبس عباءة من رأسها حتى أخمص قدميها، وتضع نقاباً على وجهها وهي تهرب ومن خلفها رجال يركضون. الخبر يشير - كي نفهمه جميعاً - إلى أن رجال الهيئة دهموا سيارة شاب متوقفة أمام مركز تجاري، بسبب وجوده مع فتاة، والفتاة كما عرضت الصورة تلبس ثياباً أكثر من محتشمة، فقام بعض الشباب الذين حضروا في المكان بتحريرها من رجال الهيئة ثم هربوا، لكن المسألة لم تنته، إذ استعان رجال الهيئة برجال الشرطة لاحقاً، وكما قال الخبر بالنص: «تمكنت الشرطة من الإطاحة بهم بعد عملية بحث وتتبع للجناة».
    الخبر يحوي جملاً تليق بتجار مخدرات وقتلة وتفجيرات، لكن الجناية هنا لا تتعدى خبر فتاة وجدت مع شاب في سيارته أمام مركز تجاري، وتم القبض عليهما. أعرف أن وجود فتاة مع شاب غريب في سيارة أمر لا يوافق عليه مجتمعنا المحافظ، لكنني أنظر للمسألة من منطلقها الإسلامي والأخلاقي والشرعي الذي ندعي نحن أننا أصحابه، وعن منهج انتهاك حرمات الناس وممتلكاتهم بحجة الإصلاح وإنكار المنكر. ماذا لو ترتب على إنكار المنكر عشرات المنكرات؟ وأدى لظلم الناس وتسبب لهم بالأذى والفضيحة؟ ففي صحيفة «عكاظ» نفسها نشر خبر عن توقيف رجل هيئة يزوّر محاضر قبض ودخول منازل من دون إذن، فهل هذه حماسة لإنكار المنكر بالوقوع في ما هو «أنكر» منه؟
    قد يقول البعض إن دهم سيارة شاب يواعد فتاة هو إصلاح، لكن ماذا عن مئات السيارات والبيوت التي دهمت؟ وما وجدوا فيها غير أزواج شرعيين تعرضوا للمهانة والتعدي على حرمتهم؟ فقد التقيت موظفاً في أحد المستشفيات تحدث مع زوجي في معرض حديث طويل عن مضايقات الهيئة، فأخبرنا أنه خرج مع زوجته الحامل من المستشفى وركبا السيارة، فاعترضت طريقهما سيارة هيئة الأمر بالمعروف في الشارع المزدحم، لتوقفه وتسأله: «من التي معك»؟ يقول: «منعت نفسي بالقوة من الشجار معهم، وكتمت غضباً جعل الدم ينز من لثتي»! فهذا الرجل منع نفسه ولحقه الضرر، فماذا يمكن وصف هذا الفعل الذي لحقه؟ أهو منكر أم معروف؟
    شاب آخر يعمل مع زميلة له في مكان مختلط، وفي يوم ماطر تعطلت سيارتها فطلبت منه أن يوصلها، يقول: «ما كادت أن تركب معي حتى وجدت رجال الهيئة يضربون سيارتي ويحيطون بنا ويأخذوننا في شكل مهين إلى مركزهم، ويتصلون بأهل الفتاة الذين يعرفون سلفاً أننا نعمل سوياً، ويحتجزون هواتفنا يومين كاملين، ويفتشونها ويسأ‍لونني لِمَ يجدون فتيات من المتابعين لي في حسابي عبر «تويتر»؟ - من باب النكتة أكيد -
    هل هذا هو المعروف؟ أن تلاحق هيئة رسمية الناس وتدخل في تفاصيلهم بحجة إصلاحهم؟ أين تقع مسؤولية الفرد الشخصية، وضميره الأخلاقي؟ والأهل؟ والشارع؟ وعلى ماذا سيحاسب الله الناس تالياً إن كانوا لا يصلُحون إلا بوجود من يصلحهم رغماً عنهم؟ هل تكون الفضيلة فضيلة بالقهر والمنع؟ هل لدينا الحق في أن نفتش في مركبات الناس وبيوتهم حتى ولو زوَّرنا أذونات التفتيش، أو اعتمدنا على بلاغ من عيون المتعاونين مع الهيئة مهمتهم التجسس على الناس، والتلصص عليهم، والإبلاغ عمّا يرونه مريباً، فيُقدَّمُ الشك على حسن النية؟ ماذا لو كانت 20 في المئة من هذه البلاغات صحيحة في أحسن الأحوال؟ أين تنتهي الـ80 في المئة المتبقية من البلاغات الخاطئة؟ هل يجوز لأي هيئة تظن أنها تحمي الأخلاق أن تفرض على الناس حصاراً مريراً من هذا النوع، قد يؤدي إلى أن تجد شباباً يرفضونه في الشارع أو يتعاطفون مع الفتاة، فيجدون أنفسهم في معرض خصام مع رجال يفترض أنهم حراس الأمن والسلام في الشارع؟ المجاهرة بالمعصية هي حدود النهي والإنكار، لا البحث عن المعاصي داخل مركبات خاصة، وبيوت خاصة، وممتلكات خاصة، وإن كان هذا غريباً على مسامعكم فإن من الغريب أن نظن أن مجتمعاً قبلياً وذكورياً يقبل بأن يجد نفسه ذات يوم في معرض تفتيش يسأل فيه الرجل أن يثبت أن التي معه في سيارته هي زوجته أو أمه أو أخته، وإن لم يجد معه ما يثبت فيسألون كلاً منهما على حدة، ما لون ثلاجتكم؟ وما أسماء إخوتكم؟ من دون أن يكون هناك ما يثير في المشهد. بعض الوقائع قادت إلى مآسٍ، وآخرها مقتل شابين في اليوم الوطني قبل أشهر، ولم يكن معهما فتاة بل نشيد وطني صوته عالٍ، وقبلها مقتل رب عائلة طورد بسبب صوت «مسجلة» تبث نشيداً دينياً، وهذا دليل على أن هذا النهج لا يؤدي إلا إلى رفضه، والشباب الذين حرروا فتاة من أيدي رجال الهيئة - لدرء الفضيحة عنها - لم يقوموا بتحرير تاجر مخدرات، لكنهم أوقعوا أنفسهم في ورطة قانونية.
    سمعنا أن شعار الهيئة هو «النهي عن المنكر بلا منكر»، جربوا هذه المرة أن تبدأوا بالمعروف، «اعملوا معروف»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - تصرَّفي كسيدة... فكري كرجل!

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:47

    ربما - تصرَّفي كسيدة... فكري كرجل!
    بدرية البشر
    السبت ٧ ديسمبر ٢٠١٣
    لا يقصد ستيف هارفي الممثل الكوميدي المعروف بهذا العنوان الذهبي - على كتابه الذي باع منه الملايين - أن تفكر المرأة مثل الرجل في مجمل حياتها، لكنه يقول حين تقابلين رجلاً أو تحبــــين رجلاً أو تتـــزوجين رجلاً فإن عليك أن تفهمي كيف يفكر، وألا تنتظري أن يتصرف معك مثل صديقة عمرك. لا تنتظري حين تبكين أن يمد لك منديلاً أو يمسح دموعك، لأن النساء وحدهن من يتصرفن هكذا. يعتبر موضوع العلاقات بين الرجل والمرأة موضوعاً مغرياً ومثرياً للكتابة والبيع، وأظن أن ما زاد في جعله أكثر نجاحاً هنّ النساء اللاتي يعشن في مجتمع الرجل، الذي يضع هو فيه القواعد والمرأة تتبعها.
    المرأة تحاول أن تحل لغز الرجل، لكن الرجل يرمي كلمته الأخيرة متكاسلاً - وربما عازفاً - عن فهم المرأة فيقول: «المرأة لغز كبير». تحاول هي حلّ مسألة كونه لغزاً، وتبقى هي اللغز.
    ستيف هارفي الكوميدي الساخر الذي يقدم برنامجاً إذاعياً يعتمد على مساعدة النساء الحائرات في القبض على الرجل وفهمه، لخّص تجربته في كتابه الذي صدر بالإنكليزية بعنوان: «تصرفي كســـيدة فكري كرجل»، وفيه يقدم شـــرحاً بسيطاً عن كيف يفكر الرجل الذي هو بالضـــــرورة الثقافية يختلف عن تفكير المرأة، فهو مثــــلاً لا يفكر في الزواج قبل أن يثبت نفسه ويضع قدمه على طريق كونه رجلاً في مجتمع يعتبر الرجل الراعي الوحيد للعائلة، بيــنما كل ما يشغل الفـــتاة حــــين تقابل رجلاً هو أن تفوز به في علاقة زواج، وتنجب منه أطفالاًَ.
    حتى لو اختلفنا مع ستيف هارفي، إلا أنه على الأقل لم يفعل كما يفعل بعض المؤلفين عادة، ولم يزد الأمر تعقيداً، ولم يزرع طريق المرأة بالألغام والألغاز، بل على العكس وضع على الأقل مادة تشرح كيف يفكر الرجال؟ وإن كنتِ تريدين أن تفهمي كيف يفكر الرجل، وفق وجهة نظره. وهكذا تصبح وجهة نظره أسهل، بل تصبح أنجح وأكثر مبيعاً، فقد حقق كتابه الأعلى مبيعاً في ٢٠٠٩، لأن من يشرح نفسه، ليس مثل من يشرح الآخر ويحكم عليه!
    فكري مثل رجل قد تكون نصيحة مفيدة، لأن الرجل يُعمل عقله وفق قواعد تراكمت من خلال سياق تاريخي طويل، ولست أنتِ من وضعها، لكن لو حاولنا أن نشرح للرجل يوماً لغز المرأة، فهل سنقول: «تصرَّف كرجل.. وفكر كامرأة»؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - ليس كل النساء حريماً

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:48

    ربما - ليس كل النساء حريماً
    بدرية البشر
    الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٣
    ينتشر كثير من السمات السلبية بين الرجال، لكنها تنتشر بين الحريم أكثر، وسأقف لأبيّن للمرة الألف أن هناك فارقاً بين النساء والحريم، فالحريم هي ثقافة تعيش فيها النساء ويعززها المجتمع عبر مؤسساته ولا ينجو منها ألا من رحم ربي، لكن ليس كل النساء حريماً، وليس كل الحريم نساءً أيضاً، فهناك ذكور تجدهم أسوأ من الحريم.
    لم أفهم كثيراً «سيكولوجية الحريم» إلى أن تنبّهت لتصرف بعض الطفلات الصغيرات، فوجدت أن كثيراً من تصرفاتهن أشبه بتصرفات الحريم ذاتها، لأصل إلى فرضية أن الحريم هن طفلات، مما يعني أن النمو العاطفي والذهني للحريم لم يتطور وبقي عند سن الطفولة، لهذا يحار الرجال في فهم الحريم حين تندفع في وجوههم انفعالات امرأة، إن حباً أو حنقاً أو دلالاً أو غيرة أو سوء فهم. وعدم النضج العاطفي عند النساء ليس طبعاً أصيلاً، ولا عيباً خلقياً ولا ذهنياً ولا جينياً، لكن تشكيل عقول النساء عبر التاريخ مرّ بحالة ثقافية تشبه تلك التي مرّت بها أقدام النساء في الصين، فمن أجل إبقاء أقدام النساء صغيرة في الصين قديماً كشكل متعارف عليه ضمن معايير جمال المزاج هناك، فإنه كان يلزم كل أم أن تضع قدم طفلتها وهي رضيعة في قالب صغير كي تمنع نموها فلا تكبر، والنتيجة تكون في العادة على مقاييس المجتمع، قدماً صغيرة جميلة لكنها مشوهة علمياً وتتسبب بآلام لا تنتهي في حياة النساء، خصوصاً حين يتقدم بهن العمر، وقد قرأت مرة عن سيدة صينية تحررت من هذه الذهنية فلم تضع قدم طفلتها الرضيعة في قالب، ما وفّر للفتاة التمتع بقدم طبيعية في حياتها، لكنها واجهت موقفاً اجتماعياً صعباً حين تقدم شاب لخطبتها فقامت أمه بفحص قدم الفتاة فوجدتها كبيرة على عكس مقاييس الجمال الصيني المطلوب، فامتعضت وظهرت على وجهها علامة الاشمئزاز وهي تنظر إلى القدم الكبيرة ورفضت العروس لابنها فوراً، ما جعل الفتاة تتمنى لو أن أمها لم تحرر قدمها من هذا التشوه بل وغضبت منها لأنها دمرت مستقبلها. وكذلك حدث مع سيدة سودانية لم يعرضها أهلها للختان في صغرها، لكنها حين تزوجت لم تستطع الصمود أمام سخرية وهزء مجتمع الحريم، اللاتي رحن يعايرنها وينتقصن من أنوثتها غير المختونة، فقامت هي بإرادتها بإجراء عملية الختان.
    هذا بالضبط ما تتعرض له عقول النساء لدينا، فيكفي أن تفتح كتاباً في القراءة العربية يدرَّس في مدارس البنات كي تجد أن منهجاً يحوي من التلقين الذهني ما مفاده أن المرأة ناقصة عقل، وعاطفية، وناقصة الأهلية، بل ستجد أيضاً في أحد كتب الفقه التي تدرس للفتيات ما يصف الأنثى بأنها كائن يصاب بالجنون حين تحمل، أو بنصف الجنون حين تصاب بالدورة الشهرية، منقولاً من أحد شيوخ الحديث المشهورين.
    هذا الكلام لم يرد في حق أم المؤمنين عائشة الفقيهة والعالمة، التي قال عنها الرسول: «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء»، ولا في حق أم المؤمنين أم سلمة، حكيمة نساء عصر الرسالة المحمدية، ولم نجده في سيرة نساء مثل ميركل رئيسة ألمانيا ولا تاتشر ولا كوندوليزا رايس، ولا نعرف كيف تجاوزن جنونهن إلا لأنهن لم يلقّنَّ به.
    ومثلما توضع الأقدام في قوالب كي تبقيها صغيرة ومشوهة في الصين، كذلك تم وضع نفوس النساء وعقولهن في قوالب كي تبقى غير ناضجة وغير متفاعلة مع الحياة الواسعة العريضة، فالحياة ليست عقلاً فقط بل خبرة وتجارب.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - مهرجان دبي السينمائي والمحطة الصحيحة

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:49

    ربما - مهرجان دبي السينمائي والمحطة الصحيحة
    بدرية البشر
    السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
    في كل مرة أحضر فيها مهرجان دبي السينمائي، لا أنظر إليه إلا في دائرة ما يمكن أن يحققه مهرجان خليجي من تأثير في بيئة لا تصنع السينما، أو بما يثيره من أشجان مشاركات السعوديين الذين جاؤوا من بلاد بلا سينما. وغالباً كانت هذه هي الفكرة النمطية التي دارت حول بداياته منذ 10 أعوام، حتى وصلت يوم الأربعاء الماضي متأخرة بعض الشيء عن وقت دخول الناس للفيلم الهندي «لونش بوكس» أو «علبة الغداء»، وقد أخذ الناس مقاعدهم، ما هيأ لي لحظة دخولي النظر إلى قاعة سينما تتسع لحوالى 1800 شخص تقريباً، وبالكاد وجدنا فيها مقعدين. لقد كانت القاعة مصطكة عن آخرها، وهذا عادة ما يحدث في كل مرة أحضر أفلام مسابقات المهر الآسيوي والأفريقي أو الجوائز الأخرى، فإن لم تحجز تذكرتك قبلها بأيام فإنك ستجد طابوراً طويلاً قد يسمح لك بالدخول بعد بداية الفيلم بدقائق إن كنت محظوظاً، أو يعتذرون لك بأن القاعة امتلأت، لأن المهرجان استطاع طوال 10 أعوام التأكيد أن ذائقته رفيعة ومنوّعة تضمّ أفلاماً من كل بلدان العالم، ولن تحظى بمشاهدة فيلم لأمهر صانعي السينما إلا في مثل هذه المهرجانات، ومن كل بلدان العالم، أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا والهند وكوريا والصين وباكستان والبلاد العربية، فالفيلم الهندي «لونش بوكس» الذي شاهدته لم يكن من الأفلام النمطية الهندية المعروفة بالرقص والغناء، بل هو فيلم بلغة إنسانية عالمية ولكنه هنديّ محض، وليته يتسنى لي الوقت لأكتب عنه، لكنه مثلما ابتدأ بزوجة تحاول تحريك شهية زوجها بوضع توابل في طعامه، كان مهرجان السينما الدولي بدبي هو حقاً توابل أضافتها دبي إلى أنشطتها التي اشتهرت بها من سياحة وتجارة ونقل.
    الأفلام التي تدخل مسابقة المهرجان تتمتع بمعايير عالمية وعالية جداً، إذ لا تندم أبداً على حضور واحد منها، ولو توافرَ لك الوقـت - وغـالباً لن يكـفيـك لمـشــاهدة ما أردت - لأصـبت خلال الأسابيع الأولى من المهرجان بنزلة برد تمنعك من مواصلة المشاهدة بسبب جلوسك ساعات طوالاً في الصالات الباردة.
    هذه الأفلام من كل أنحاء العالم تطمح إلى شيء أعلاه التميز والجائزة، وأهمه التواصل الثقافي والإنساني، وهذا بالضبط ما تحققه السينما في كل العالم، إذ إنها لغة جديدة بين شعوب وقبائل ليتعارفوا ويتواصلوا، وعبر صورة شفافة تحدث أثراً وتوقظ مواجع أو ابتسامات أو ضحكاً، وتترك في نفسك أثراً معرفياً. هي تقدم لك شعوباً تختلف عنك في التفكير والمعاش، لكنها تجمعك بهم عبر وحدة إنسانية لتكتشف أن الإنسان هو الإنسان في كل مكان، يحب ويشتكي ويعاني ويلهو أيضاً، فكل الحاجات البشرية متشابهة وكذلك الأوجاع.
    مهرجان دبي السينمائي في عامه العاشر أثبت أنه تفوق على كل التوقعات والتنظيرات والرهانات التي قالت إن مدينة لا تصنع السينما قد لا تنجح في إقامة مهرجان دولي للسينما سنوياً، لكنها راهنت على سحر السينما، وهو سحر إنساني ينجح في أي مكان تزرعه، منذ تعرَّف الإنسان على لعبة الخيال والظل والعرائس وصندوق الدنيا، فصنع منها حكاية مشتركة بين البشر. في مهرجان سينما دبي الدولي سيأخذك العجب وأنت تمشي سواء على سجاده الأحمر أو تشاهد بعض ضيوفه ورواده الذين بلغوا الآلاف، فتظن أنك في مكان آخر لا يقل عن «كان» أو «البندقية». لا يهمني بماذا يميّز النقاد مهرجان دبي عن مهرجانات أخرى أكثر عراقة، فأنا أتحدث هنا بعين المشاهد والمتذوق لأدرك وأنا أحضر المهرجان على مدى أعوام أن مهرجان دبي السينمائي برهن على نجاحه في سوق المهرجانات العالمية السينمائية بطريقة تشبه دبي التي أرادت أن تكون «كوزمبوليتية»، مدينة لا تنحاز لأحد، لكنها لا تفرط في هيئتها الشخصية.
    يقول بطل الفيلم الهندي: «القطار الخطأ يوصل إلى المحطة الصحيحة»، ومثلما ظن كثيرون أن مهرجان سينما دبي كان قطاراً خاطئاً، فها هو يوصلها إلى المحطة الصحيحة، محطة التميز والكسب وإشاعة الرفاهية في الفن السينمائي.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - «قاصرة» في الحقوق... «راشدة» في العقوبة!

    مُساهمة من طرف waell السبت 21 ديسمبر 2013 - 10:54

    ربما - «قاصرة» في الحقوق... «راشدة» في العقوبة!
    بدرية البشر
    السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣
    ذهبت إلى أحد المصارف في دبي لأفتتح حساباً فرعياً من حسابي لابنتي التي كبرت، لأضع لها مصروفاً شهرياً لكي تعتمد على نفسها وتضبط مصاريفها بحسب سعتها. لكن موظف المصرف أخبرني أنني غير مخوَّلة لفتح حساب لا‍بنتي تحت سن الـ١٨، وأن والدها فقط هو الذي يستطيع أن يفعل ذلك، فأخبرته أنني أريد أن أضع نقوداً لابنتي لا أن آخذ منها، فقال «ولو»، لا بد من والدها.
    إذاً الأم ليست شريكة في الوصاية على أبنائها حتى وهي تعيش مع زوجها في بيت واحد وتربي الأبناء! تذكرت شكاوى النساء التي طالما سمعتها في حالات الطلاق أو الترمل، وعن إرغامهن على أن يكنّ تابعات لأحد الأبناء أو لوالد أو أخ أو خال لينهي لهن حاجاتهن في المحكمة والمستشفى والمطار، وقد تحتاج المرأة إلى ابنها لرفع شكوى إلى قاضٍ أو تستخرج وثيقة رسمية أو تفتح ملفاً في مستشفى. وحتى في دبي احتجت موافقة زوجي لاستخرج رخصة قيادة سيارة، الغريب أنهم يخاطبونني أنا عند دفع المخالفات!
    المرأة في نظر النظام الفقهي ليست عاقلة ولا راشدة، وليست وصية على نفسها ولا على أبنائها، وعلى رغم هذا فهي تطبب الناس وتدرسهم وتربي أبناءهم وتدقق حساباتهم في المصارف! حسناً، لن أسأل من أين جيء بهذا الفهم، فهذا غير مهم الآن. خرجت من المصرف أضحك من هذا العالم الذي يختلف على كل شيء، لكنه يُجمع على تقييد المرأة من يديها، ثم يقول إنها أسعد امرأة في العالم.
    حين خرجت من المصرف وجلست أقرأ الصحف، وجدت خبراً غريباً في صحيفة «عكاظ» السعودية يقول: «إن قاضياً حكم بالسجن عامين و200 جلدة على شاب اغتصب طفلة عمرها 14 عاماً، فحملت وأنجبت منه طفلة سفاحاً»، وعلى رغم أن أهل الطفلة كانوا يعتمدون على هذا الشاب في قضاء حاجاتهم، وإيصال ابنتهم للمدرسة، إلا أن القاضي رأى أن وجود الفتاة معه في منزله أثناء ارتكاب الجريمة، وعلم أهلها بخروجها معه، سببان لتخفيفه الحكم، فمن قال للفتاة أن تذهب معه لبيته؟ وهكذا حصل الشاب الذي خان الأمانة وغرر بالطفلة واستدرجها واغتصبها وحملت منه طفلة على حُكم مخفف! هل لاحظتم العدل لدى القضاء؟ فحين تكون الأم بالغة راشدة تكون ناقصة وغير مسؤولة وغير مخوّلة بالوصاية على نفسها وأولادها وتحتاج إلى وصيّ، لكنها تتحمل المسؤولية كاملة والعقوبة، حتى وإن كانت طفلة عمرها 14 عاماً!
    لا تظنوا أن السبب في هذا الحكم القضائي هو ليونة في القلب وبعد عن الغلظة، فالأمر اختلف تماماً حين وجد القضاء أن شباباً رقصوا عراة في شارع، ثم هربوا فتم القبض عليهم ومعاقبتهم، وصدرت في حقهم أحكام قضائية بالسجن 10 أعوام وألفي جلدة. الرقص عارياً في شارع ليس مثل التغرير بطفلة واغتصابها، وانتهاك حرمة الشارع أكبر عند القاضي من انتهاك حرمة إنسان، والطفلة تستحق ما حلَّ بها لأنها وجدت في المكان برضاها. وهكذا نصل لخلاصة تقول: «إن الأنثى في بعض الأنظمة قاصرة في الحقوق راشدة في العقوبة».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 7 Empty ربما - ملك الرمال وملك البعث!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 8 يناير 2014 - 9:12

    ربما - ملك الرمال وملك البعث!
    بدرية البشر
    الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣
    ظهر فيلم سينمائي للمخرج السوري الشهير نجدت أنزور باسم «ملك الرمال»، واختار عرضه في بريطانيا، وعلى رغم أنني لم أشاهد إلا بعض المقاطع حتى الآن، لكن الظروف التي خرج فيها تشير إلى أنه عمل مسيّس أكثر منه فيلماً سينمائياً، وقال أنزور في وصفه للفيلم: «إنه يقدم شرحاً لجذور فكرة الإرهاب الذي انتشر في العالم ومن الفكر الوهابي الذي تسبب في خلق الجماعات العنيفة»، وعلى رغم أن الميليشيات العنيفة التي تقتل الناس وتسفك دماءهم ليست فقط «القاعدة» ولا «داعش»، بل يقابلها نظام مثل النظام السوري الذي هجّر حتى اليوم خمسة ملايين سوري، وقتل ما يفوق 100 ألف، وهدم البيوت والمساجد والكنائس والقلاع التاريخية من دون أن يكون حاملاً لأفكار دينية سلفية سنية متشددة وغيره من الميليشيات الشيعية التي تقتل الناس دفاعاً عن أنظمة ديكتاتورية مثل «حزب الله» وغيره، ما يؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنسية.
    اختار نجدت أنزور أن يدعم النظام السوري الذي هاجمته معظم الأنظمة العالمية بسبب وحشيته، ومن ضمنها السعودية، بوضعه دراما سينمائية صورها على أنها حقائق تنال من مؤسس الدولة السعودية وزعيمها الملك عبدالعزيز، الذي يعرف السعوديون أنه زعيم سياسي عبقري استطاع توحيد أراض من الجزيرة العربية سكنتها مجموعة من القبائل المتناحرة التي كانت تعيش وفق قانون القهر والغلبة، وأنشأ فوقها دولة تسعى للاندماج مع العصر الحديث، وتنهل من أسباب الاستقرار والتقدم ما استطاعت. والذي يقرأ تاريخ توحيد المملكة بمنظار خارج السياسة وخارج قانون القهر والغلبة الذي كان سائداً آنذاك، فهو كمن يقيس الماء بميزان القمح.
    الفترة التي خاض فيها الملك عبدالعزيز حروب التأسيس، تؤكد أنه كان الرجل المؤهل لتلك الفترة التاريخية ولاستيعاب متغيراتها الحضارية التي كانت في ذلك الوقت غائبة عن سكان هذه المنطقة، والصراع الذي حدث بين الملك عبدالعزيز في استعادة حكم الدولة السعودية ونزع الحكم من آخرين هو صراع سياسي متبادل كان هو قانون ذلك العهد، وليس خيانات أو مؤامرات غربية، والحكومة البريطانية حين وقفت معه ضد المنازعين له من زعماء القبائل وآخرين، كانت تعرف أنه الرجل المؤهل لإدارة حكيمة وقوية.
    كتب ديكسون في فصل من فصول كتابه «الكويت وجاراتها» وصفاً مدهشاً لمقاومة بعض زعماء القبائل التي ثارت ضد الملك عبدالعزيز في طور تحديث الدولة ولمّ شتاتها، والتي أرادت أن تزلزل أركان الدولة بشطحات ظاهرها ديني وباطنها طمع في الحكم، إذ أرادت نقض المعاهدات وتهديد أمن الجارات مثل الكويت، بحجة تعاونها مع الكفار وسماحها للناس بتدخين التبغ، وأرادت محاربة العراق لأنهم شيعة كفار، واعتبرت أن منع الملك عبدالعزيز محاربتهم خروج عن شرع الله، ما يجيز الخروج عليه.
    ويذكر ديكسون أيضاً كيف ساعدت القوات البريطانية الملك عبدالعزيز في القضاء على المنشقين، ولم يكن ذلك طمعاً في الثروة، لأن النفط لم يظهر في ذلك الحين، بل لأنها كانت تعرف أنه الرجل العبقري المؤهل لإدارة هذه المنطقة والسيطرة على تناحرها، ما سيوفر لها الاستقرار والتنمية. وفي وقت ضعفت فيه الأطراف الأخرى وفقدت شعبيتها بين الناس، استطاع الملك عبدالعزيز كسب إجماع الناس عليه. هذا التاريخ سجله شهود تلك المرحلة، ليسوا فقط من رجال عبدالعزيز، بل ومن الغربيين الذين توافرت لهم فرصتا وجودهم في المنطقة وعدم انتفاعهم من السلطة، من تقديم تاريخ محايد وجريء.
    في ظني يجب ألا نغضب لأن مخرجاً سورياً اختار مهاجمة المملكة في فيلم ظنه بعضهم تاريخاً وليس عملاً سياسياً يحمل وجهة نظر معادية، وإن كان فن السينما عوناً لشرح التاريخ الغائب في بعض الأحيان، فعلينا أن نهديهم نحن وعلى طريقتهم فيلماً سينمائياً عن «حزب البعث» الذي حكم سورية بيد من حديد، وتخلله الكثير من المؤامرات والقتل والخيانات والانقلابات المرعبة، حتى انتهت بوصول حافظ الأسد الأ‍ب الذي أغلق حلقة الحزب على نفسه، ثم ورّث جمهورية سورية لابنه، الذي قام بدوره بتدميرها وفق منهج إرهابي لا يقل عن إرهاب القاعدة وحشية وعنفاً، فهل كان الأسد صناعة سلفية وهابية إرهابية هو الآخر؟ أم أنه ملك البعث الذي نفذ فلسفة حزب البعث على أنها بعث الناس إلى الموت؟

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 15:27