قال أبو محمد: وذهب بعض الروافض إلى أن لذوي قرابة رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فضلا بالقرابة فقط، واحتج بقوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} وبقوله عز وجل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} وبقوله تعالى: {وابعث فيهم رسولا منهم}.
قال أبو محمد: وهذا كله لا حجة فيه. أما إخباره تعالى بأنه اصطفى آل إبراهيم وآل عمران على العالمين فإنه لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما. إما أن يعني كل مؤمن فقد قال ذلك بعض العلماء، أو يعني مؤمن أهل بيت إبراهيم وعمران لا يجوز غير هذا، لأن آزر والد إبراهيم عليه السلام كان كافرا عدو الله لم يصطفه الله تعالى إلا لدخول النار، فإن أراد الوجه الذي ذكرنا لم نمانعه ولا ننازعه في أن موسى وهارون من آل عمران، وإن إسماعيل وإسحاق ويوسف ويعقوب من آل إبراهيم مصطفون على العالمين، فأي حجة ها هنا لبني هاشم. فإن ذكروا الدعاء المأمور به وهو: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد"، فالقول في هذا كما قلنا ولا فرق، وهذا دعاء لكل مؤمن وقد قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} وقال رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: "اللهم صل على آل أبي أوفي"، فهذا هو الدعاء لهم بالصلاة على كل مؤمن ومؤمنة بلا خلاف. وكذلك الدعاء في التشهد المفترض في كل صلاة من قول المصطفى: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، فهذا السلام على كل مؤمن ومؤمنة، فاستوى بنو هاشم وغيرهم في إطلاق الدعاء بالصلاة عليهم وبالسلام عليهم ولا فرق. وقال تعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} فوجبت صلوات الله تعالى على كل مؤمن صابر، فاستوى كله بنو هاشم وقريش والعرب والعجم ومن كان جميعهم بهذه الصفة. وأيضا فيلزم من احتج بقوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} أن يقول إن من أسلم من الهارونيين من اليهود أفضل من بني هاشم وأشرف وأولى بالتقديم لأنه من آل عمران ومن آل إبراهيم وفيهم ورد النص.
قال أبو محمد: فصح يقينا أن الله عز وجل إنما أراد بذلك الأنبياء عليهم السلام فقط. وبين هذا بيانا جليا قول الله عز وجل حاكيا عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: {ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}، فسوى الله تعالى بين الظالمين من ذرية إبراهيم عليه السلام وبين الظالمين من ذرية غيره. وقال عز وجل: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا}، فخص الله تعالى بولاية إبراهيم عليه السلام من اتبع إبراهيم كائنا من كان، فدخل في هذا كل مؤمن ومؤمنة ولا فضل.
وأما قول الله عز وجل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فهذا حق على ظاهره، وإنما أراد عليه السلام من قريش أن يودوه لقرابته منهم. ولا يختلف أحد من الأمة في أنه عليه السلام لم يرد قط من المسلمين أن يودوا أبا لهب وهو عمه. ولا شك في أنه عليه السلام أراد من المسلمين مودة بلال وعمار وصهيب وسليمان وسالم مولى أبي حذيفة.
وأما قوله عز وجل عن إبراهيم عليه السلام {وابعث فيهم رسولا منهم} فقد قال عز وجل: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} وقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} فاستوت الأمم كلها في هذه الدعوة بأن يبعث فيهم رسولا منهم ممن هم قومه.
قال أبو محمد: وذهب بعض الروافض إلى أن لذوي قرابة رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فضلا بالقرابة فقط، واحتج بقوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} وبقوله عز وجل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} وبقوله تعالى: {وابعث فيهم رسولا منهم}.
قال أبو محمد: وهذا كله لا حجة فيه. أما إخباره تعالى بأنه اصطفى آل إبراهيم وآل عمران على العالمين فإنه لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما. إما أن يعني كل مؤمن فقد قال ذلك بعض العلماء، أو يعني مؤمن أهل بيت إبراهيم وعمران لا يجوز غير هذا، لأن آزر والد إبراهيم عليه السلام كان كافرا عدو الله لم يصطفه الله تعالى إلا لدخول النار، فإن أراد الوجه الذي ذكرنا لم نمانعه ولا ننازعه في أن موسى وهارون من آل عمران، وإن إسماعيل وإسحاق ويوسف ويعقوب من آل إبراهيم مصطفون على العالمين، فأي حجة ها هنا لبني هاشم. فإن ذكروا الدعاء المأمور به وهو: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد"، فالقول في هذا كما قلنا ولا فرق، وهذا دعاء لكل مؤمن وقد قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} وقال رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: "اللهم صل على آل أبي أوفي"، فهذا هو الدعاء لهم بالصلاة على كل مؤمن ومؤمنة بلا خلاف. وكذلك الدعاء في التشهد المفترض في كل صلاة من قول المصطفى: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، فهذا السلام على كل مؤمن ومؤمنة، فاستوى بنو هاشم وغيرهم في إطلاق الدعاء بالصلاة عليهم وبالسلام عليهم ولا فرق. وقال تعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} فوجبت صلوات الله تعالى على كل مؤمن صابر، فاستوى كله بنو هاشم وقريش والعرب والعجم ومن كان جميعهم بهذه الصفة. وأيضا فيلزم من احتج بقوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} أن يقول إن من أسلم من الهارونيين من اليهود أفضل من بني هاشم وأشرف وأولى بالتقديم لأنه من آل عمران ومن آل إبراهيم وفيهم ورد النص.
قال أبو محمد: فصح يقينا أن الله عز وجل إنما أراد بذلك الأنبياء عليهم السلام فقط. وبين هذا بيانا جليا قول الله عز وجل حاكيا عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: {ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}، فسوى الله تعالى بين الظالمين من ذرية إبراهيم عليه السلام وبين الظالمين من ذرية غيره. وقال عز وجل: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا}، فخص الله تعالى بولاية إبراهيم عليه السلام من اتبع إبراهيم كائنا من كان، فدخل في هذا كل مؤمن ومؤمنة ولا فضل.
وأما قول الله عز وجل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فهذا حق على ظاهره، وإنما أراد عليه السلام من قريش أن يودوه لقرابته منهم. ولا يختلف أحد من الأمة في أنه عليه السلام لم يرد قط من المسلمين أن يودوا أبا لهب وهو عمه. ولا شك في أنه عليه السلام أراد من المسلمين مودة بلال وعمار وصهيب وسليمان وسالم مولى أبي حذيفة.
وأما قوله عز وجل عن إبراهيم عليه السلام {وابعث فيهم رسولا منهم} فقد قال عز وجل: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} وقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} فاستوت الأمم كلها في هذه الدعوة بأن يبعث فيهم رسولا منهم ممن هم قومه.
فإن احتج محتج بالحديث الثابت الذي فيه: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بين هاشم"، فمعناه ظاهر وهو أنه تعالى اختار كونه عليه الصلاة والسلام من بني هاشم وكون بني هاشم من قريش وكون قريش من كنانة وكون كنانة من بني إسماعيل كما اصطفى أن يكون موسى من بني لاوي وأن يكون بنو لاوي من بني إسحاق عليه السلام وكل نبي من عشيرته التي هو منها. ولا يجوز غير هذا البتة. ونسأل من أراد حمل ها الحديث على غير هذا المعنى: أيدخل أحد من بني هاشم أو من قريش أو من كنانة أو من إسماعيل النار أم لا؟ فإن أنكروا هذا كفروا وخالفوا الإجماع والقرآن والسنن، وقد قال عليه السلام: "أبي وأبوك في النار" و "إن أبا طالب في النار". وجاء القرآن بأن أبا لهب في النار وسائر كفار قريش في النار، كذلك قال الله تعالى: {تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب}. فإذا أقر بأنه قد يدخل النار منهم من يستحق أن يدخلها صحت المساواة بينهم وبين سائر الناس.
قال أبو محمد: ويكذب الظن الفاسد قول رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: "يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئا". وأبين من هذا كله قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وقوله تعالى: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم} وقوله تعالى: {واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا} وقال تعالى وذكر عاد وثمودا وقوم نوح وقوم لوط ثم قال: {أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر}، فصح ضرورة أنه لا ينتفع أحد بقرابته من رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولا من نبي من الأنبياء والرسل عليهم السلام، ولو أن النبي ابنه أو أبوه أو أمه نبية. وقد نص الله تعالى في ابن نوح ووالد إبراهيم وعم محمد -على رسل الله الصلاة والسلام- ما فيه الكفاية. وقد نص الله تعالى على أن من أنفق من قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا. فصح ضرورة أن بلالا وصهيبا والمقداد وعمارا وسالما وسلمان أفضل من العباس وبنيه عبد الله والفضل وقثم وعبيد الله وعقيل بن أبي طالب والحسن والحسين رضي الله عن جميعهم بشهادة الله تعالى، فإن هذا لا شك فيه. ولا جزاء في الآخرة إلا على عمل. ولا ينتفع عند الله تعالى بالأرحام ولا بالولادات. وليست الدنيا دار جزاء. فلا فرق بين هاشمي وقرشي وعربي وعجمي وحبشي وابن زنجية، والكرم والفوز لمن اتقى الله عز وجل.