ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


4 مشترك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 15 يناير 2013 - 11:29

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! 120516084835370

    عابر حياة - فلا بأس ...!



    عابر حياة - فلا بأس ...!

    ثريا الشهري

    الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

    عاد المعلم إلى قريته بعد 12 عاماً، فإذا بأهل القرية يستجدونه ليحدِّثهم عن الحياة التي عاصرها، لعله يخفف عنهم أحزانهم وخيبات آمالهم التي عاصروها. فماذا قال المعلم وبكلمات جبران خليل جبران؟ «يا أصدقائي ورفاق طريقي، ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر. ويل لأمة تحسب المستبد بطلاً، وترى الفاتح المذل رحيماً. ويل لأمة تكره الشهوة في أحلامها، وتعنو لها في يقظتها. ويل لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنها فن الترقيع والتقليد. ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالتصفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير. ويل لأمة حكماؤها خُرْسٌ ورجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير. ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة». فهذه كلمات جبران منذ أكثر من 80 عاماً، وكأنها كتبت بالأمس. ذلك أن الحياة هي الحياة، ولا يغيّر الله ما فيها حتى نغيّر ما فينا. وكما قالها جبران: «الحياة أقدم من الكائنات الحية. وأي شيء هي فصول الأعوام سوى أفكارنا تتغيّر وتتبدّل؟».

    دائماً ما يسألني المحيطون عن وصفة لأقدارنا فلا أجد جواباً أقرب من طائرة اشغَلْ فيها مقعداً قرب النافذة وانظر منها إلى تحدياتك على الأرض. وهذا أفضل مكان تتغلب فيه على تهويل مصابك، فأي شيء تنظر إليه من مكان عالٍ سيبدو في نظرك أصغر مما هو عليه مهما كان حجمه، وأي مشكلة أو عقبة ما هما إلاّ تحدٍّ في آخر النهار، وليس من تحدٍّ إلا وهناك من يشترك معك في مواجهته، فقد تكون أنت هنا في هذا الجزء من العالم، وهو هناك في أبعد جزء من العالم، والقاسم المشترك بينكما هو هذا التحدي. إذاً، أنت لست وحدك ولست وحيداً، لكننا قد نضيّق مدى نظرنا الواسع حتى لا يبلغ سوى أقدامنا، فنظن أن الدنيا هي نحن وأقدامنا.

    ها هو جبران يتلو الويلات الواحدة تلو الأخرى وكأنه لم يفارقنا، ذلك أن الربيع هو يقظة العقل والفؤاد، فهل حل ربيعنا؟ لا أرى إلاّ ربيعاً مقنّعاً في ثوب الربيع، ذلك أن الربيع إنما يبدأ من نفسك، ونحن نعلم أن ما فينا لا يزال فينا، فكل الحكاية أننا ننتظر غيرنا أن يتغيّر كي تطيب لنا الدنيا، أمّا نحن فلا نتغيّر، لأننا لا نرى حاجة إلى تغيّرنا، والمفارقة أن من ننتظر منه أن يتغيّر هو أيضاً قابع في زاويته ينتظر منا «نحن» أن نتغيّر، وهذا ينتظر ذاك، وذاك ينتظر هذا، والنتيجة أن ربيعنا يأتي بيقظة عقولنا وأفئدتنا، وحتى هذه بحاجة إلى دعاية وترويج، بحاجة إلى هداية سماوية أو أرضية بعمل العقلاء اليقظين عليها، ولن يعي مدى هذا الكلام إلاّ متيقظ واعٍ، ومَن عداه سيقرأ ويَمَلّ من الكلام، فكل ما لا نفهمه نتركه، ولا مانع من نعته بأسماء نخفف بها على أنفسنا.

    ولكن لا بأس، فكما يقول جبران: «وإن جاءت كلماتي غامضة على أفهامكم فلا تسْعَوا وراء إيضاحها، فإن الغموض هو بداءة كل شيء لا نهايته، وإنني بملء الرغبة أود أن تتذكروني كبداءة»، وهذا صحيح وواقعي! فكم من كلماتنا لا يصل، فلا بأس ولا حسرة، فكما أنطقنا بها خالقنا، الأكيد أنه تعالى أنطق بها غيرنا. أمّا التوفيق، فهو أن يتلاقى الناطقون بلغتهم. ولأن لا أحد يستطيع أن يكون قريباً ما لم يكن بعيداً، فلا بأس.

    ومع هذا كله، لا يحلو الختام سوى بالحكيم جبران وقوله: «قد أُخبرتم في ما مضى أنكم كالسلسلة، ضعفاء كأضعف حلقة في كيانكم، غير أن هذا إنما هو نصف الحقيقة. فأنتم أيضاً أقوياء كأقوى حلقة من سلسلتكم، لأننا إذا حكمنا عليكم بأصغر أعمالكم كنا كمن يحكم على قوة البحر بما في زَبَدِه من الضعف وسرعة الزوال، وإن حكمنا عليكم بخيبتكم كنا كمن يلوم الفصول لتعاقبها وعدم ثباتها»، فلا بأس: «فما تشعرون به من ألم هو انكسار القشرة التي تغلِّف الإدراك».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 15 يناير 2013 - 11:46

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مع أني معتزل للكتابة والتعليق

    مع أنه حتى لا جدوى من الفهم فأنا لا أريد أن أفهم كلامك ياسيدتي فالمتابعة موجعة

    والفهم مكلف

    والفم ملئه الدم

    حتى البلع مؤلم

    ذكرتني بموضوع تلفزيوني إجتماعي

    موضوع نفاقي من بين ما يكتب ويسمع ويرى في كل يوم (( فخيال البعض لا يبتعد أكثر من كم سطر اصبحت المقالة تكفي للعمود / أو لآن اصبح لدينا ضيوف في البرنامج مقبولين أما ذاك فلا تتصل عليه يضيع وقتنا ووقت البرنامج)))

    وهكذا ونحن لاباس في أن يكذب علينا ألف مرة

    فخطر على بالي أن أقول ردا على موضوعه (( البرنامج التلفزيوني ))

    لم توفق هذه المرة

    فسالت نفسي

    لو رتبنا البشر حسب قنواتهم الفضائية

    وحسب شهرتهم تنازليا

    حتى أسفل الحضيض لنصل للقارئ

    مع بساطة الكلمة لا حظي

    ((لم توفق هذه المرة ))

    فقد نقولها لصديق أونقولها لآخ أو نقولها لجار

    فتكون نقداً أو جرحاً أو يتقبلها برحابة صدر

    لكن لو قيلت لذائع الصيت

    هل يتقبلها كذلك أم تقاس كفراً

    فالمتابع البسيط يستطيع أن يفهم ويفهم

    لكنه لا يتجرأ أن يكفر

    تقبلي تحياتي أن كانت تقبل ولو أننا في زمن قد اقفل به باب التقبل والقبول
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - ذهب أو نحاس...؟!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 15 يناير 2013 - 11:55

    عابر حياة - ذهب أو نحاس...؟!

    ثريا الشهري

    الخميس ٣ يناير ٢٠١٣

    لا تكفي حياة واحدة كي ينتهي المرء من تحقيق جميع طموحاته. فدورة حياة واحدة تعني التمتّع بجزء فقط من هذه الطموحات مهما علا شأنها. إنه قانون الحياة! ولو سألت أعتى أغنياء العالم عن آمالهم في الدنيا وإن استطاعوا تحقيقها كاملة! فلن يعلنوا عن خيبات أملهم وهم الأكثر ثراء، وفي نظر الناس الأكثر حظاً، وإنما سيكتفون بقول المتوقع والمعتاد لمن كان في مثل أحوالهم. ولكن تأكد أنه على رغم كل ما تراه هناك جزء من طموحهم ناقص وعصيٌّ على قدراتهم وإمكاناتهم وربما لأسباب خارجة عنهم، فليس كل الطموح مادياً، أليس كذلك؟ وبالعموم، هاجس الوصول إلى كل شيء قد يبدو مملاً ومخيفاً. فأصعب لحظة في حياة المرء حين لا يجد سبباً يدفعه للنزول من سريره لأن لا شيء ينتظره. أمّا أقسى لحظات النجاح فحين تبحث عن شخص يسعده نجاحك ولا تدري إن كنت وجدته أو لم يكن يوماً موجوداً. فللحب أقنعة متعددة ومزيفة بخلاف الكره وقناعه الذي يعلن عن نفسه وإن كان الكشف ضد رغبة الكاره. فأن تصل ثم تجد من يقدِّر وصولك ويصدق في شعوره تجاهك أمران قلما يجتمعان.

    وبمناسبة الحديث هناك من يرتقي السلم خطأ بخطأ، فكل خطأ يرتكبه يرفعه درجة، وهو نموذج تتعجب نفسك من استمراره على رغم أخطائه المتكررة، ولكن الأولى بالمؤمن الحق الإيمان بعدالة السماء الممتدة إلى ما بعد الحياة. فإن أُملي له في الأرض فلن يُملى له في السماء، وهذا هو العدل الإلهي! بل إن من عدالة السماء لو تأملنا الموقف بعين عاقلة، أن الضفدع حتى وإن ربح السباق يظل ضفدعاً، وإن تملق إليه المتملقون وأوهموه أنه بات أسداً، ذلك أن من عيوب النجاح الابتلاء بأصدقاء مطبِّلين ومقنّعين... وأصدقاء موارين يمتهنون الحذلقة والتلميع. على أن للنجاح في المقابل أكبر حسنة! وذلك في تعريف المرء بأعدائه، فإذا قيل إن للحب أقنعة مقنّعة، غير أن من الصعب مداراة الكره طويلاً، فلا بد له من أن يُعلم مهما خاله المرء لا يُعلم.

    من اعتقادات اليابانيين في مواجهة الشقوق التي يخلفها التصدّع عادة أن يُرمّم الشق بمعالجته باللون الذهبي، إيماناً بأن الشيء إذا لاكه الزمن وتصدّع فمعناه أنه يملك تاريخاً! وهذا التاريخ إنما يزدان وتعلو قيمته وجماله بلون الذهب. وكل نفس طال مكوثها في الدنيا فيها من التصدّعات والشقوق ما لا يحصى وإن حظيت بجواهر الأرض، فإن قدِّر لها خوض الجحيم والعودة منه فعليها أقلها أن تتعلم شيئاً من لسعة النار التي خاضتها، ثم وهي في خضم مراجعة العبر وكسورها التي خرجت بها عليها تلوين جروحها بلون الذهب، فاللون النحاسي لا يليق بالروح المؤمنة.

    لا يستقيم أن تكون شجاعاً ولم تستقبل حياتك ما يستوجب التحدي والتصدي له، فالشجاعة لا تمر عبر المواقف الطيّعة والمسالمة، ولكن بعبور جسر الأزمات المعلّق بين جبلين! أمّا الحياة ذاتها فلا تحياها وقت المباراة، ولكن خلال المدة التي تقضيها من عمرك بعد انتهاء المباراة، بينما المحنة هي في مباراتك التي عليك خوضها، وتبعاً للياقتك الحاضرة وقت اللعب تأتي نتائجك وتبقى معك. وكم من أخطاء كلفت واستوجبت ليس عمر صاحبها فحسب، بل قائمة بأعمار بشر غيره! إنها الأخطاء المصيرية.

    فهوِّن عليك، فليس في الحياة أكثر من قصتين إنسانيتين أو قل ثلاثاً، والعبقرية أن تتكرر هاتان القصتان مع كل الناس بحيث أنهما في كل مرة لا يبدو عليهما لا التطابق ولا التشابه، مع أن الخطوط العريضة هي عينها تقريباً، غير أن الاختلاف دائماً ما يقبع في التفاصيل، فنعتقد أن قصتنا بمرّها وشقائها ليس لها مثيل، وهذا ما يردده الناس عبر العصور، فالثقافة في عمومها هي مجموع ما يقوله الآخرون، ولكن بتعديل وتغيير وتحليل ما يُقال يكون العقل. فالثقافة أن تردِّد، والعقل أن تدبِّر، ومن هداية التدبير التيقّن بأن الحياة أقصر من طموحات الإنسان مهما طالت، وسيأتي من يتسلّم منه ويكمل عنه، ولا يبقى له ومن بعده سوى لون الذهب... أو النحاس!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - من ذمته لذمتكم

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 15 يناير 2013 - 12:01

    عابر حياة - من ذمته لذمتكم

    ثريا الشهري

    الثلاثاء ١ يناير ٢٠١٣

    اللورد نورمان فوستر، علاوة على كونه لورداً إنكليزياً هو من أعظم المهندسين المعماريين على مستوى العالم، والحائز على جائزة «بريتزكر» في الهندسة المعمارية، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل. ولو تصفح القارئ موقع «فوستر وشركاؤه» على الإنترنت لاطلع على قائمة بأسماء المشاريع التي حملت اسم المؤسسة، ومنها برج الفيصلية في الرياض - كأول ناطحة سحاب سعودية- بدأ العمل بها، وكما يذكر الموقع منذ عام 1994 إلى عام 2000. هذا غير مشروع «سكة حديد الحرمين» بتاريخ يبدأ من عام 2009، وصوره الافتراضية العملاقة كما المتوقع له عند الانتهاء، ويربط بين كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مروراً بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وبالعموم هذا ما نقله الموقع المحدّث، فلا تنفي المستجدات والتعديلات اللاحقة عادةً على المشاريع ابتدائية الاتفاقات التي تتم مع الشركات الدولية الكبرى.
    أمّا المهندسة العربية- العراقية الأصل- زها حديد، الحائزة أيضاً على جائزة «بريتزكر» المعمارية كأول امرأة تفوز بها منذ بدايات تخصيص الجائزة، التي يعود تاريخها إلى عام 1979، مع صغر سنها التي لم يسبقها إليه أحد من المعماريين حين استحقت الجائزة في عام 2004 بعمر يناهز 54 عاماً... فهي المهندسة المبدعة مصممة المركز المائي للألعاب الأولمبية بلندن حديثاً (على شكل موجة بحر عملاقة)، وهي من أوكل إليها مشروع مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في عام 2009.
    كل هذا الاستقطاب المُكلِف والسالف تقديمه إنما يؤهله توافر المادة، وهذه هي إحدى ميّزات وجود المال حين يعينك على الارتقاء بتوقعاتك والاستعانة بأفضل ما يكون في أي مجال. إلاّ أن ما يحرك المال ويوجهه هو عقل الإنسان أولاً. فإذا اجتمع العقل والمال فلا شك أن التطور سيكون حليفهما الثالث، فإنْ حضر المال وتوعّك العقل بأمراض الطمع والشهوة وأنانية التملك، فسيدخل حلفاء آخرون على الخط... حلفاء لن يكونوا بحال بمستوى الإنجاز اللائق والمطلوب! وهذا هو ابتلاء المال في غياب الضمير والمحاسبة القانونية. أما ما يحقِّر من شأن الفساد، فضلاً عن كونه فساداً وضراً، أن من يسرق ويرتشي لو آثر السلامة ومخافة الله فسيكون ربحه مضاعفاً! يأتيه من السماء لحفظه الأمانة، ومن الأرض لإنجازه العمل. فالربح حاصل حاصل، فلماذا الجشع والتوحّش المقزِّز الذي نقرأ عنه ونشهده يومياً في المشاريع المعطلة والثروات المغتصبة؟ ولا أوقح من مصلٍّ يخرج من المسجد لينهب، فكيف أحلّها لنفسه؟! وفي ذلك لا يسأل إلاّ المعني، فدائماً منطق الحرامي غير.
    بقول الملك عبدالله لوزرائه ومسؤوليه «من ذمتي لذمتكم»، فيه إبراء صريح لذمته، وتوجيه بالتكليف المباشر لمن عُهد إليهم بالأمر، وعندها لا يُعفي من هو فوقُ تقصير من هو تحت. أمّا كلمة الملك «من ذمتي لذمتكم»، فهي حصرية للملك، وحقوقها محفوظة للملك، وليس على من يتلقون أوامره سوى إنفاذها، ثم متابعة و«ملاحقة» سيرها، فلا يحرِّفون الكلم عن مواضعه، بل يؤدون أماناتهم التي هي في أعناقهم، وسيسألون عنها يوم مشهد عظيم. فمع أرقام الموازنة الضخمة للدولة، ومع استقطاع الملايين لخدمة المواطن الإنسان وحاجاته الرئيسة.. فمن المنتظر أن يقابلها ارتياح موازٍ في موازنات المواطنين يتناسب مع اقتصاد وطنهم واستقراره السياسي، ومع كل هذا تجد أن شكوى المواطن في تصاعد مستمر.. فهل لعلماء الاجتماع ومحللي الاقتصاد قدرة على حل اللغز العصي في تفسير تضاعف نسبة الفقر والفقراء؟ أيكون في تدني درجة الوعي وترتيب الأولويات؟ أيكون في توسيع فوهة الاستهلاك المحلي؟ أيكون في وهم التباهي؟ أم يكون أعلاها في الذمم الناقصة وأصحابها الناقصين؟ فالدولة لم تبخل بخيراتها ومدخراتها، وكل ما تبقى هو استدراج لعنوان المواطن! أيكون وطنياً مخلصاً لأرضه أم يكون محسوباً على الوطن وأهله المخلصين؟ وكما قيل: «لولا إخلاص الشرفاء لخربت»، ولكنها عامرة بالخير وبالنفس الكريمة النائية عن الزلل.. عامرة بالوطن المتربِّص بكل خائن لم يثمّن قيمة الرصيد الوطني في هذا الزمن الصعب.


    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - ملف النساء «العلاقي»!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 15 يناير 2013 - 12:04

    عابر حياة - ملف النساء «العلاقي»!

    ثريا الشهري

    الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢

    تقول الكاتبة الأميركية لويس وايس: «تعلّم الرجل أن يعتذر عن ضعفه، أمّا المرأة فعليها الاعتذار عن كونها قوية». قول واقعي لو رفعنا عنه سيل المجاملات التي يمطر بها الرجلُ موضوعَ المرأة عادة، من كونه يمجِّد المرأة في قوتها وشموخها، لأن الرجل حقيقة لا يرتاح للمرأة القوية. نعم، لقد كررْتُ لفظة «قوية» ولم أستعض عنها بمفردة أخرى، إمعاناً في المقصود، مع العلم أن القوة لا تناقض الأنوثة، فقوة المرأة ليست تشبّهاً بالرجال قولاً وسلوكاً، ولكن تعني أن تكون قوية كامرأة. فما القوة؟ هي أن تموت واقفاً على قدميك على أن تعيش مُحْنِياً ركبتيك، أن تموت بعزتك وكرامتك لا بخنوعك وامتهانك، أليس هذا لبَّ المعنى المتعارف عليه عن القوة؟

    لكن سر قوة المرأة أبعد غموضاً من الظاهر والمألوف، فالمرأة تدرّبت بفطرتها كيف تطوِّع قوتها وتلتف حول ضعفها. تعلّمت أن تؤمن بالآمال الصغيرة وتمنحها قوتها لتَعْبُر منها إلى آمال أكبر، فالحياة ليست بالأوراق الرابحة التي بين يديك، ولكن بالأوراق الخاسرة التي «تعرف» كيف تلعب بها، وأوراق المرأة العربية في معظمها يلزمها وقت أطول للربح! حيث يكفي أن تسُجَّل في شهادة الميلاد أنثى كي يبدأ مشوارها مع التحدي، وقد كان!

    المرأة العربية لا تخرج من سلطة الأب والأخ حتى تنتقل إلى حضور الزوج، ثم الابن، فبقية رجال الأسرة والمجتمع، وهي ذكورية حمائية كان من شأنها إشعار امرأتنا بالأمان والكفاية لو لم تكن السلطة بطبعها مغرية، فكيف بسلطة غير مسيّجة بسور من قانون أو عُرف؟ المرأة العربية في ثقافتنا ملك لرجالها المذكورين، ولهم الحق في التصرّف بشؤونها وحقوقها كيفما يرون ووقتما يقررون، وليس لأحد التدخل سوى بالنصيحة، وحتى هذه قد تكون غيرَ مقبولة وغيرَ مرضي عنها..! فإذا بالمرأة تفلْسِف حياتها، فتتعلّم كيف تتعايش مع العقليات المختلفة لكل هؤلاء الرجال، فتخاطب كلاًّ منهم وفق لغته، وهذا أجمل ما في قوتها، فهي الابنة والأخت والزوجة والأم والعاملة والصديقة. صحيح أن الرجل يلعب أيضاً أدواراً مختلفة، لكن قدرة مرونته معها أفقر من قدرتها معه، على رغم أن مساحة ملعبه أوسع من مساحة ملعبها، وبامتيازات مكتسبة من مجتمع يؤيده ويتفهمه وإن حُرِم المنطق. تلك هي طبيعة مجتمعاتنا العربية وتاريخنا الشرقي المتوارث، ولذلك حين تقف المرأة بخدوشها وتُواصل صمودها، فهو تصميم يُحسب لقوتها الداخلية أولاً... قوة تتفوق فيها على الرجل وإن أوهمته أنها الأضعف.

    بتصفح المرأة العربية كتابات النساء الأجنبيات، وبمتابعة حوارات أفلامهن، قد تتعجب من اعتراضهن على محاصرتهن، وانتقادهن الرجل على سجنهن في جلباب ضيّق، ذلك أن المرأة العربية إنما تعتقد أن جلبابها هي... هو الأضيق، ومع ذلك نقول إن «امرأتنا» لا يستوقفها الضيق قدر ما يحزنها عدم تقدير الرجل لهذا التحمّل الذي تمسي عليه وتصحو، ولسان حاله: «احمدِ الله على ما أنت فيه!»، وحمد الخالق على نِعَمِه أمر لا جدال فيه، ولكن السؤال: «هل كل رجل نعمة؟»، فكما أن بعض النساء تُعد من النقم، كذا هي حال بعض الرجال، إلاّ أن يكون المغزى: «احمدِ الله على نعمة صبرك عليّ»، وهنا تكون «الألمعية»، فيا لفداحة خسائرك يا امرأة قبل إضافاته اللمّاعة!

    لو سئل الرجل أن يصف كوكباً غير الأرض، لاحتار في أمر معلوماته، فأرضه خَبِرَها ويحدِّث عنها، أمّا المجهول فغريب عنه، ولا حيلة له في قراءته. وعليه، هل يجزم الرجل أن قدميه وطئت كوكب المرأة؟ ومن أين أتاه اليقين بمعرفتها؟ أتكون من معاشرة أهل بيته من النساء؟

    ولأن الرجل عَجِلٌ في حكمه على المرأة، فليعلم أن لا امرأة تشبه الأخرى! وسيظل كوكب المرأة بكراً مهما حاول الرجل غزوه.. وهذه هي المرأة! خُلقت عصيّة على فهم الرجل! ومع ذلك تجده المتصدِّر في كل محفل ومناسبة وحقٍّ من حقوقها، يفكِّر عنها، ويحتسب باسمها، ويخطو بدلاً منها، غير متنبِّه لما حلّ به هو قبل غيره جراء أفكاره «النيّرة»، فيا ليته يتنحّى جانباً، ولو قليل،اً في الأمور التي تخصنا نحن النساء، فالحياة انقضت وهو يقرر عنا، وآن الأوان لنتسلّم مسؤولية ملفنا «العلاقي» منه.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - قارئة!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 15 يناير 2013 - 12:09

    عابر حياة - قارئة!

    ثريا الشهري

    الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢

    اشتهر خليل مطران بشعره، ولكن معاصريه عرفوه أيضاً بالكاتب الملهم، وله في ذلك مقطوعات نثرية تستحق القراءة، ومن تلك المختارات كلمة يصف فيها حفلة عرس في القاهرة دعي إليها، فأحيتها مقرئة للقرآن مكفوفة البصر، يقول مطران: «تلت الفتاة من كتاب الله سورة يوسف عليه السلام! وقراءة القرآن في الأفراح عجيبة في جيل يتخذ هذه المناسبة للهو والطرب، ولكنها كانت محمدة رائعة، حيث انتظمت الحفلة الساهرة، ليسمع الجمع المقرئة الشادية»، ثم يستطرد فيقول: «وأول ما سمعناه منها سورة يوسف، فكان صوتها يسلسل الآيات كعد الجواهر، وكان تلحينها مستوياً كأنه يمهد لما يتلو، فلما ألقي يوسف في غيابة الجب، ثم نقلته السيارة إلى مصر أخذ الصوت يتنقل بين المحزن والمفرح، وكلما تمادت في القراءة عظم الشعور في نفس الحضور، وجميعهم من ذوي الأدب والمقام، فلما وصلت إلى قول إخوة يوسف له (وتصدّق علينا)، رق صوتها وحن ولطف حتى طفرت الدمعة من عيني، وذلك لأنها كانت تختار لكل موقف النغم الموافق له، فإذا فرغت من لحنه ودّعت الحال إلى اختيار غيره».

    فكرة قراءة القرآن في مناسبة عامة بصوت نسائي لاقت في النفس استحساناً لن يستحسنه أنصار تهميش المرأة، وكأن أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهن - لم يكنّ يرفعن الصوت في أحاديثهن ومخاطباتهن للجمع! وكأن السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها وأرضاها - لم تروِ غالب أحاديث النبي - عليه الصلاة والسلام - بصوتها النسائي! فماذا لو جُوِّد القرآن ولُحِّن بصوت امرأة متمكِّنة من تلاوة كتاب الله، ثم سُجِّل بصوتها السليم كما تُسجّل أصوات المقرئين الرجال؟ فالقرآن أنزل على الرجال والنساء بلا تمييز. ومن حق من أنزل عليهم أن يقرأوه ويتدبروه ويرغِّبوا غيرهم في قراءته، وتلك الأصوات المقرئة للنساء نصيب منها. ألم تنزل سورة في القرآن باسمهن تكريماً لجنسهن؟ ثم يأتي الرجال فيتجرأون ويقللون من هذا التكريم، باغتصاب حقوق النساء باسم الدين وتعاليمه. ولا عجب، فأنت حين تمنع غير الممنوع فمن المتوقع أن تحرص على إقامة الدليل، وليس بعد الإسلام حجة، على ألا يُطوّع بحسب مصلحة من يُطوِع. وهنا تأتي أهمية الوعي الإسلامي الحقيقي.

    المرأة باستطاعتها أن تكون فاعلة في حقول وميادين أبعدت عنها قسراً وإجحافاً بفعل الرجل واختياره، فماذا عن رأي المرأة في ذلك؟ لا أهمية له، فالرجل من يفكر ويقرر عنها. هو من يحاصرها في ركنها لأنها لا تعرف ولا تفهم في تقديره، فهو صاحب الفهم والتقدير كله، ومن عينة ثقافته قوله: إن الفتاة لا تجلس مع أبيها، لربما «يوزّه» الشيطان ويغويه في النظر إليها! ليأتي آخر ويرى أن الرجل يجوز له مضاجعة الأنثى وإن كانت ذات أعوام ثلاثة، ثم يتمادى في فكره المريض ويدّعي أنه لم يقل شيئاً، ولكنه كلام الله. والعياذ بالله من أقوالهم وافتراءاتهم.

    فكيف تقتلون المرأة ومن خلقها أراد لها الحياة بهيئتها كـ«امرأة»؟ فالطفل وهو طفل لو ضربته عقاباً ضرباً مخفّفاً لبكى، ولو ضربته ضرباً معنّفاً على سبيل اللعب والمزاح لانقطع نفسه من الضحك وطالبك بالمزيد، ذلك لأن الألم النفسي في الأولى أوجع من الألم الجسدي في الثانية، ومع هذا كله تُغتال المرأة كل يوم معنوياً ومادياً وعلى مرأى من الكل، ولأن نبي الأمة ورسولها - عليه الصلاة والسلام - كان يعلم بطبيعة الرجال الجلْفة وغلظتهم غير المبرّرة مع المرأة، فقد كانت آخر توصياته في حجة الوداع التنبيه على حسن معاملة النساء، فكيف أتى الرجال المسلمون نساءهم؟ كيف منحوهن الثقة والأمان وعدلوا في معاملتهن؟ الجواب يعرفه كل رجل قد يصدف ويقرأ هذه المقالة، ولا أجد سبباً مقنعاً للإسراف في ظلم المرأة، إلا أن الإنسان بعامة لا يحسن امتلاك السلطة من غير قوانين تردع وتنظم، ولأن المجتمع المسلم هو مجتمع ذكوري في المقام الأول والثاني، فتجد أن العرف والقانون كلاهما يقف في صف الرجل، فإن وجد من ينصف المرأة وكان رجلاً عدلاً فلن يقوى على التغيير والجموع من حوله على خلاف رأيه، إلا أن يكون صاحب سلطة، يأمر فينفذ أمره، حينها سيكون الأمل ويكون التعديل.
    لتين
    لتين
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : السعوديه
    انثى
    العمر : 36
    صديق مقرب صديق مقرب : اعضاء ورد الشام
    عدد الرسائل : 745
    تاريخ التسجيل : 28/11/2011
    مستوى النشاط : 10867
    تم شكره : 24
    الجدي

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف لتين الأربعاء 16 يناير 2013 - 2:55

    أنت لست وحدك ولست وحيداً، لكننا قد نضيّق مدى نظرنا الواسع حتى لا يبلغ سوى أقدامنا، فنظن أن الدنيا هي نحن وأقدامنا.
    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! 488593
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - لا تختر نصفَ حلّ!

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 18 يناير 2013 - 23:39

    عابر حياة - لا تختر نصفَ حلّ!

    ثريا الشهري

    الخميس ١٧ يناير ٢٠١٣

    طُعِّمت المقالة الماضية ببعض الأقوال للحكيم جبران خليل جبران، والظاهر أنها استهوت عدداً من القراء فطالبوا بقراءة شيء إضافي مما جادت به قريحة غريب الروح جبران. وقبل أن أفعل، أنوّه بأن كتابات جبران متوافرة للقارئ العربي، وما عليه سوى تكبّد عناء شرائها -إنِ اعتُبر عناءً-، ثم تخصيص ساعة يومية مبدئياً للقراءة والتمعّن ومحاولة الربط والاستنتاج، فمهما حوت مقالاتنا من آثار الأدباء والفلاسفة فليست كمن ينهل من المنبع الأصلي نفسه. والآن، ماذا لدينا عن جبران؟ قوله: «لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، ولا تقرأ لأنصاف الموهوبين، ولا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت... لا تختر نصف حلّ، ولا تقف في منتصف الحقيقة، ولا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل»...

    فماذا عن عبارته «لا تختر نصف حلّ»؟

    أقول: إن هذا هو بلاؤنا الأعظم! وهو ارتكابنا جنح الحلول السطحية والموقتة، لذلك تعود علينا النتائج بأسوأ مما كان عليه الوضع قبل وصفة الاستهتار: «حلها على الماشي».

    وهي طبيعة عربية عصرية مستفحلة، تكون أحياناً وليدة الإيقاع السريع للوقت والجو العام، وفي أحيان أُخَر تكون نابعة من طبع أصيل في الشخصية، ولك أن تستوعب عندها لماذا تؤول الأمور إلى التدهور إن كانت هذه النوعية من الشخصيات في موقع المسؤولية. ولأن كل امرئ مسؤول عن شيء، أو أشياء، ومن مجموع هذه المسؤوليات يتكون نسيج الوطن الأسري والإداري، فلك أن تتأمَّل في أحوال اختيارنا أنصاف الحلول، فالمتألم حقاً هو من يرى الحل الجذري لكنه عاجز عنه، إمّا لأنه لا يملك ناصية القرار، أو غير مخوّل بالتدخل، أو لا يستطيع تحقيق هذا الحل لاختلاف الأسباب. وليس هناك أصعب على روح ترغب في المزيد لكنها مسجونة في جسد لم يعد يرغب في هذا المزيد، لأنه لا يستطيعه! وهذا هو الحاصل عملياً مع أعداد كبيرة من البشر تكون في البدايات ممتلئة حماسةً، وتجد الحلول في هذا وذاك، ثم... ومع مرور الوقت وتراكم الحلول الموقتة من أنصاف المسؤولين، بنتائجها المخزية، يتسرب الفتور إلى الروح المتحمسة صاحبة الحل الجذري، وفي رواية، ربما تجدها في حزب الأنصاف بعد حين.

    هذا التحليل لا يمسّ الجالس على كرسيه الوثير في مكتبه وحسب، بل إنه حديث لا يبرِّئ أحداً من أصحاب أنصاف الحلول أياً كان موقعه، وأول المواقع البيت والعائلة، فماذا عن الأب في تعامله مع إشكالات أبنائه في البيت والمدرسة والشارع؟ ماذا عن الأم في تسيير شؤون مملكتها؟ بل ماذا عنها في أبسط أمور النظافة؟ فهل تعتني ببيتها وتنسى النظر إلى الساعة، لأنها في حال جرد للقديم وتلميع للجديد كما ينبغي للجرد والتلميع أن يكونا؟

    نحن لا نظن أن أصغر الأشياء لا تنعكس على أكبرها، فالطفل الذي تربى على الأصول وعلى الأمور كما يجب أن تكون، لا بد أن ينتفع بهذه السياسة التي تشرّبها في مراحل نموه، وكل مسؤول مهمل يرجع إلى غرفته الأولى وأدواته الشخصية وأول 20 عاماً من عمره في بيت أسرته. ولا نعني -كالعادة في الملاحظة- الحالات الفردية التي يصيبها رد فعل عكسي فتبدو على خلاف بيتها، لمبالغة ربما في أسلوب التربية والهوس الذي يصيب الأبوين في الربط والضبط، فهذه الاستثناءات لا قياس عليها.

    ثم هبْ أن امرأً مولعاً بالحل الموغل في عمق المسائل، هل تعتقد أننا سنصل معه؟ إنها في الواقع بداية المشكلات، ذلك أن هذا الكائن «المُتعِب» في نظر المحيطين به، حين يذهب إلى أبعد نقطة لينطلق منها في مشروع الحل، سيصطدم بعقبات عدة لا تريد لحله أن يرى النور، لأنه بهذا الحل إنما يفضح الحلول الوهمية، وبما أن الحل -عادةً- يستدعي في طريقه موافقة أطراف أخرى مسؤولة عن تحديات أخرى، فستفاجأ بأن كثيراً من هذه الأطراف هي من أصحاب أنصاف الحلول.

    فالمسألة إذاً لم تقف عند حدود إيجاد الإنسان ذي الحل الكامل، بل هي متشابكة مع مصالح أخرى تعود إلى جماعات ترى في طريقة «حلها من جذرها» انتقاصاً من حلولها، وتشويشاً يطاول سمعتها، وهؤلاء «الأنصاف» لن يدَعوها تمرّ كاملة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty تغريدة «البجعة».. أم تغريدة «تويتر»؟

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 22 يناير 2013 - 2:57

    تغريدة «البجعة».. أم تغريدة «تويتر»؟

    ثريا الشهري

    الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٣

    يصف المرحوم زكي نجيب محمود كتابة السيرة الذاتية بأنها تغريدة البجعة، لما هو معروف عن البجعة من انطلاقها بغناء شجي حزين عندما تشعر بدنو أجلها. وكأنه يقول إن استعادة ذكريات ومواقف العمر بمثابة التغريد لما فات، أو كإعلان بالنهاية الوشيكة. وهذا رأيه، ولكنه لا ينسحب على أية حال! فمشروع كتابة السيرة الذاتية ليس شرطاً أن يرتبط بأواخر العمر قدر التزامه بقول شيء أياً كانت مرحلة العمر المنتمي إليها. صحيح أنه اصطلح على كتابة الذكريات في نهاية العمر لاستعادة الشريط من أوله، أو قل على محطات منه، إنما من الجائز جداً أن تحوي تجربة المرء من الغنى والثراء، ما يستوجب نقلها على الورق، وإن في أواسط العمر أو في بداياته، إن حظيت بما يستحق التعريف به. ومع هذا كله لا بد من التسليم بأنه كلما تقدم العمر بالإنسان تخفّّف من القيود الاجتماعية ومن إطلاق الأحكام المكدّسة. ليس عن استهتار بها، وإنما لتبدّل النظرة إلى مقياس المسموح من غير المسموح... الجائز من غير الجائز، إذ يشعر المرء حينها بأنه الأقدر على امتلاك «الفلتر» الخاص به، وبواسطته يستطيع أن يصفي ما يرتضيه لاسمه وتاريخه عما أفهموه أنه يناسبه، وأفهموه هنا عائدة إلى المجتمع بما فيه!

    يقول جابر عصفور عن فن كتابة السيرة الذاتية: «أتصور أن فتنتي بهذا النوع من الكتابة ترجع إلى ما تتضمنه - في أحوال نجاحها - من صفات الصدق والشجاعة والإصرار. وإذا كان الصدق يرتبط بالأمانة في ذكر ما حدث بلا خجل وزخرفة أو تزيين، فإن الشجاعة هي القدرة على الاعتراف الذاتي باللحظات التي تتباين في انحدارها وارتفاعها. وتختلف ما بين سلبها وإيجابها. وليست عملية قراءة كتب السير والتراجم ببعيدة عن الأثر نفسه. فقراءة تاريخ العظماء هي إيحاء بإمكان استعادة فعل العظمة، ودرس تربوي في الكبرياء الذي لا بد أن تنطوي عليه الشخصية في فعل تمرّدها الخلاق على شرط الضرورة». ومن ذلك يسترسل عصفور في سرده لكتب الذكريات وثيقة الصلة، ومنها الكتاب الذي كتبه سكرتير الشاعر الكبير أحمد شوقي وعنوانه «اثنا عشر عاماً في صحبة أمير الشعراء». والكتاب الذي كتبه ابن الشاعر حسين وعنوانه «أبي شوقي». الكتاب الذي صدر بعد أن هدأت انفعالات الفقد والفراق لدى الابن. فعلى رغم أن كتاب السكرتير صدر في عام 1933 بعد أشهر معدودة من وفاة الشاعر، إلاّ أن كتاب الابن لم ير النور قبل عام 1947 بمقدمة لخليل مطران شاعر القطرين، الذي ربطته بشوقي صداقة متينة امتدت إلى ابنيه الاثنين.

    والأكيد أن تباعد التاريخ ما بين وفاة الأب وتحليل الابن أسهم في تغليف الكتابة بطابع الموضوعية. فمن المشهور عن شوقي أنانيته في معاملة المحيطين به، خصوصاً أهل بيته، غير ما ذكره الابن وشدّد عليه من البوهيمية كصفة لازمت الشاعر حتى في منفاه الإسباني ومن سرعة تقلب المزاج واعتلاله، على أن أكثر ما لفتني ووقع في نفسي هو ولع شوقي باقتناء التحف وإسرافه في هواها الشيء الكثير، الأمر الذي لا ألوم الشاعر عليه، بل وأوافقه عليه بكل تفهّم وبلا أدنى اعتراض. فإن لم تصرف الأموال في اقتناء الجمال والإبداع فأين لها أن تتبخر؟ فمما يضيفه الابن عن أبيه صفة الإسراف التي كانت تدفعه إلى شراء التحف بلا ضابط، وتخزينها في مبنى مستقل جوار المنزل، وهي خلة اقترنت باختلاط الخيال والشعر بالشؤون المالية، الأمر الذي تسبب في خسائر مالية، أودت بكثير من المال في رأي الابن، على أنها تظل وجهة نظر الابن وليس الأب... صاحب الهوى والهواية.

    أمّا تساؤلي: فماذا لو عاصر شوقي زماننا؟ ذلك أن أيامنا العنصرية لها انتماء أوثق بالتفاهة واصطياد الهفوات وتضخيمها وتحطيم تاريخ المرء وتشويهه. والأغلب أن أبواقنا ستنشغل بقيمة التحفة، التي اشتراها شوقي أكثر من القصيدة التي نشرها... بالكلمة التي أسقطت البيت لا بالديوان الذي رفع الشعر.. فكيف لمثل شوقي بيننا أن يُبدع؟

    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - أنت الجسر... والجسر أنت

    مُساهمة من طرف waell الخميس 24 يناير 2013 - 7:05

    عابر حياة - أنت الجسر... والجسر أنت

    ثريا الشهري

    الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣

    يقول الكاتب البرازيلي باولو كويلو: «عندما تنظر إلى الماء فإنك ترى سائلاً. ولكن إذا كان لديك قليل من المخيلة فسترى السائل، وترى المنبع، وترى جوف الأرض، وترى الشخص الذي غرف هذا الماء ووضعه في زجاجة، وترى عائلة هذا الشخص وما كان حوله، وكم من طير أو كائن أو حيوان أو نبات تشاركوا معك في هذا الماء كي يواصلوا الحياة! وترى كيف أن هذا الماء كان في يوم ما غيمة أو مطراً. وهكذا حين تستعرض كل الحكاية لا تعود ترى الشيء الفيزيائي فقط، وإنما كل طاقة المطر والأرض والنبع والإنسان. فعندما تشرب الماء، فأنت لا تشرب مجرد سائل وإنما تشرب طاقة من الرب. وعن هذا كله أتحدث! فلا نفصل بين الأشياء. ولا ننظر إلى الشيء بلا تأملات وبلا اكتراث. بل علينا أن نربط دائماً». هذا الكاتب معروف عنه توغله في لغة الرموز والإشارات. حتى قيل إنه لا يبدأ في كتابة أية رواية إن لم يرَ ريشة بيضاء تطير في الهواء، مهما كلفه الانتظار من وقت، وهي مبالغة تمكنت من صاحبها. على أن مسألة الربط بين مجريات الإنسان وأحداثه المتتالية وبين ما يقع حوله وبعيداً عنه على حد سواء، هي من نباهة المرء ولا شك، ويقظته العقلية والروحية، فكل مرتبط بكل لو فكرت، أو قل لو اقتنعت.

    وبالمبدأ نفسه نسأل: هل تستحضر معاني الآيات القرآنية وأنت تقرأها؟ هل تتمعن في حديثك المرسل مع الأهل والمعارف كالسؤال عن الصحة والأحوال..؟! والذي تنطقه بلا تفكير، بل مجرد روتين لا يعنيك. وهذا ما قصده باولو باستحضار طاقة الأشياء. فكل شيء مشترك مع طاقة السماء. وحين يفوتك هذا الربط، فحتماً سيضيع عليك الانتفاع بهذا الارتباط وبهذه الطاقة. حسناً لنفككها شيئاً قليلاً ونقول إن حواسنا هي مَن خلقَ الحدود، وعقلنا من أوهمنا بالحدود التي هي غير موجودة في الأساس. أليس كل شيء مرتبطاً بالله خالقنا؟ ألسنا جميعنا ضمن هذا الارتباط؟ فأين الحدود إذاً؟ فالعالم لا يتألف مما هو مرئي فقط، بل هو يحوي غير المرئي أيضاً، فإن كنت لا ترى الشيء فليس معناه عدم وجوده. فأنا لا أرى عقلك فهل يعني هذا أنك بلا عقل؟ فلا تحكم على ما يمكن قياسه لأنك بذلك ستظلم نفسك كثيراً، وتحرمها من أبعاد باطنية غير مرئية هي حتماً أكبر من القياس الظاهري. لذلك قلة من البشر الواعين بهذه الحقيقة هم المنتفعون بها.

    في الفيلم الأجنبي وعنوانه «بلا حدود»، هناك حبة - مثل الدواء - سحرية إن بلعتها استحضرت معها معرفتك الواعية وغير الواعية. بمعنى آخر استعدت سيطرتك على آلة عقلك بقدرة قصوى على التشغيل، وعندما يحصل فستفاجأ باللقاء الذي يعقد بينك وبين الوجود بما فيه! بلا خوف، وبلا تردد، وبلا حدود لعقلك وروحك. هكذا خلقنا الله كي نتجه نحو الأعلى ونحن من نحددها بالاتجاه نحو الأسفل، أو في الاستكانة محلك بلا تغيير. أمّا من يتخلص من تردده في الاتجاه نحو الأعلى متسلحاً بالربط وبطاقة الوجود بين الأشياء... هذا الإنسان سيصل إلى أبعد مما وصل إليه غيره، لأنه استطاع أن يكسر السلسلة ويخرج إلى الرحاب الأوسع... ولا تظن أنه لا ينبئك مثل خبير عن الرحاب الأوسع! بل اختبره بنفسك!

    الحياة تتغير كل لحظة. وعقلك محكوم بالماضي وبما تعلمه! وكأن ثمة فجوة بين عقلك وروحك وبين الحياة. فنمطك أبطأ من نمط الحياة. لذلك دائماً ما تشعر أنك تأتي متأخراً. فقارب المسافة بين الخارج والداخل كي تعينك في اتجاهك نحو الأعلى. وكما قلنا «هذا الأعلى» هو منظور أكبر من القياس المرئي والظاهري. هو اللاحدود لعقلك واللاحدود لروحك. فهل للسماء حدود إن نظرت إليها؟ فتصور أن هذه السماء بداخلك ولكنك لا تراها! وكذلك هما عقلك وروحك. فقط تذكر أنك من صنع الخالق. وآمن أن السماء اللامحدودة بداخلك. لذلك فالمؤمن الحقيقي هو جسر بين هذا العالم والعالم الآخر... بين المادي والروحي، وبتوازن دقيق. ولا يخل بهذا التوازن إلّا الإنسان.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - ابتسامة ساخرة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 27 يناير 2013 - 8:41

    عابر حياة - ابتسامة ساخرة!

    ثريا الشهري

    الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣

    يقول الروائي العراقي فؤاد التكرلي: «هل بوسع الأديب أو من يظن نفسه مشروعاً لأديب، أن يصمم نموذجاً ممكناً لحياته المقبلة، أو نموذجاً يعتبره مثالياً لإنجاز أكثر الأعمال الأدبية اقتراباً من الكمال الإبداعي؟ في اعتقادي، أن ثمة تجاوزاً في هذا الأمر على قدرة الإنسان الذاتية، وعلى تقرير مصيره بين أمواج هذا العالم الصاخب. فهذه القصبة المفكِّرة -كما وصفها «باسكال»- لا تملك الكثير من أمر وجودها واستمراره. لذلك يكون حرياً بها أن تفيد من نعمة الفكر والوعي التي تملكها، لكي تقبل بحذر ما يقع لها، ولكي تتفادى ما يمنع عنها حدة الرؤية وصفاء الذهن. كل ذلك من أجل أن تتفحص شؤون الوجود الإنساني، لعلها – أي القصبة المفكِّرة - تفهم شيئاً، فتسجله أدباً ينفع البشر الآخرين، ومهما بدا هذا العمل تافهاً على مستوى الزمان البشري، فهو آخر الأمر، مثل قطرة ماء من محيط لا نهاية له، قطرة تضم كل مكونات هذا المحيط وأسراره في حيزها الصغير. وكذا الأديب قطرة في محيط البشرية... هو منه وهو المعبر عنه. وفي ذلك كفاية عظمى وشرف أعظم».

    وهو سؤال مشروع لأي إنسان، وليس وقفاً على الأديب وحده. هل بوسع المرء أن يرسم تصميماً متكاملاً لحياته؟ فإن حصل، وتمّ رسم المخطط، فهل يسير عليه كما رسمه؟ أو للدقة، هل سمحت له الحياة بالمضي فيه، كما خطط له؟ عن نفسي أقول - إن سمح لي القارئ بمشاركته القول - لا أرى لي خطة رئيسة سارت كما أردت لها، فدائماً ما ألجأ إلى الخطة البديلة (ب)، والأخرى (ج)، ولا مانع من الدال والهاء والواو، كحروف أبجدية لخطط استبدالية، حتى تعلمت درسي مع الأيام جيداً! تعلمت أن أبدأ بالخطة (ب) اختزالاً للوقت والجهد والإحباط، وكل (ب) يمكن الاقتناع بأنه (أ)، ولو سئل الإنسان عن حياته، وهل سارت كما تصورها؟ فالجواب بالنفي هو الأقرب والأعمّ، على أنه لا يعني اختفاء الملامح الأساسية مما تمناه المرء لنفسه، فدائماً سيكون هناك شيء من أحلامه وسذاجاته، ولكنها لن تبدو تماماً كما تمنى لها صاحبها أن تكون.

    قيل إن لا شيء مميزاً إلاّ ويأتي بصعوبة وطول انتظار، فهل هي مقولة متداولة لمبدأ أصيل في الحياة يسري على الكل؟ أم أن من اخترعوها وتبنوّها هم في مجموعهم كائنات لم تحصل على رجائها، فمنّت النفس بالحكمة ترفّعاً وعزاءً؟ تقويمنا المستمر لحياتنا عمل يتم في العزلة - الفكرية على الأقل -، وهذا الانفراد مع النفس عادة ما ينتهي بابتسامة ساخرة من حماستنا القديمة، وعشمنا الذي بالغنا فيه، مأخوذين بغرور ما اعتقدنا أننا نستحقه وسنصل إليه، فإذا بالدنيا تجيبنا على طريقتها وبطريقتها. وللتأكيد، فإن عفوية الابتسامة الساخرة لا تعني أننا لم ننجز، بل على النقيض، لربما بلغنا أبعد مما رسمنا له، ولكن براءة تفكيرنا الأوليّ كانت الأجمل، وهي التي كانت تضفي على الأشياء متعتها... وهذه البراءة يصيبها الخدش والتمزق أحياناً، ذلك أننا نحتاج إلى البراءة كي نتعمق، وإلى العمق كي نحافظ على براءتنا، ولا يُبقي على التوازن بين المعرفة بالناس وبالأقدار على مدار العمر، وبين الاستمتاع القديم قبل التنقيح والتعديل الذي يطرأ على النفس كلما غاصت في الدنيا أكثر... لا يصدر هذا التوازن إلا عن روح متسامحة، وصدر رحب، عرفا كيف يتعايشان مع ضعاف النفوس وخذلان الأيام.

    تقول الروائية الإنكليزية ماري إيفانس المشهورة بالاسم القلمي جورج إليوت: «اختبر كلماتك جيداً، وستكتشف أنك لا تفصح عن الحقيقة حتى وإن اختفى الدافع إلى الكذب، ذلك أن من الصعب أن تعلن عما تعرف كما هو. دع عنك التعبير عن مشاعرك كما هي!». وسؤالي: هل نعترف لأنفسنا بما نشعر به ونعتقد فيه الحقيقة، أم أننا تعودنا على الاختباء حتى من أنفسنا؟ ولذلك ففنّ الأدب عظيم، لأنه يعبر عما عجزت أنت عن صياغته، ففيه سجل حافل باختيارات البشر وبقية من أحلامهم، فمن مهمات الأدب أن يقول ما لم تتفوه به، لينتزع منك ابتسامتك الساخرة وإن قاومتها، ويذكّرك ببراءاتك الأولى وإن أنكرتها!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 29 يناير 2013 - 13:20

    عابر حياة - بقرة طائرة

    ثريا الشهري

    الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣

    اعتاد البطل في الفيلم الأرجنتيني مطالعة الصحف باهتمام يومياً باحثاً عن أغرب القصص الإنسانية كي يجمعها ويلصقها في دفتر قديم إلى جانب أخواتها من الحكايات الأخرى. ذلك البطل هو يتيم الأبوين ويعيش وحيداً مع دكانه البسيط لبيع معدات البناء، إلى أن يأتي عليه يوم ويتورط في إيواء رجل صيني تعثّر به، فيعيش معه الغريب ريثما يبحث له عن عمه الذي قدِم من الصين ليقيم معه. فتمر الأيام بأحداثها بين الرجلين وفي البيت نفسه ولا أحد يفهم لغة الآخر، ولكن عامل توصيل الطعام الصيني بإمكانه أن يتولى الترجمة بينهما، فيطلب منه الأرجنتيني أن يفعل. وعندها فقط يتعرّف أحدهما على الثاني، فيسأل الصيني بائع المعدات الأرجنتيني عن سبب تجميعه قصاصات الصحف! فيجيبه الأرجنتيني لكونه يهوى تكديس حكايات أناس لا يجمع بينها سوى عبثية الحياة، فينكر الصيني عليه جوابه، ذلك أنه يؤمن أن لكل شيء في الحياة معنى وارتباطاً، فيستفز بكلماته الأرجنتيني فيأخذ في سرد بعض مما لديه، كقصة الصيني الذي كان في نزهة على قارب مع خطيبته، فإذا ببقرة طائرة تقع عليهما فتقتل الحبيبة من فورها. فهل في هذا أي مغزى؟

    نعم، فعلى ما يبدو أن المعنى والارتباط قد بلغا سمع الأرجنتيني الذي لم يخطر في باله عجيب ما ينتظره! فالرجل الصيني الذي آواه في بيته هو بطل الأقصوصة، أمّا البقرة الطائرة فتعود إلى مجموعة لصوص ابتكروا طريقة لسرقة المواشي بحشرها في طائرة شحن قديمة ينقلونها من مكان إلى آخر، فإذا بالطائرة يصيبها الخلل فتتأرجح وتسقط الحيوانات من بابها المفتوح، فتقع البقرة على الخطيبة فتموت، ليسافر الخطيب الحزين الذي لم يبقَ له أحد من أهله إلى عمه بالأرجنتين. فتمضي الأحداث ويعيش في بيت الرجل الذي لا يؤمن بارتباط الأقدار ويتهمها بالعبثية، فإذا بالقدر الذي جمعهما يصيب قناعات الأرجنتيني بالاهتزاز، وإذا بمنظوره للحياة يكتسحه وعي آخر يراجع معه ترتيب فهمه لحياته بما فيها. وعندها فقط يقرر التواصل مع المرأة التي أحبته والذي بتردده لم يحسم أمره معها. وبالمناسبة، أحداث الفيلم مأخوذة عن قصة حقيقية وقعت في مدينة بوينس آيرس بالأرجنتين، كما تم التنويه عند بداية عرض الفيلم.

    بذكري شيئاً في مقالة مضت يتعلق بارتباط أقدار البشر وتأثيرها الممتد، اتهمني البعض بالمبالغة. فهل يعني هذا أن مجرياتنا وأحداثنا تجري هكذا وتسير بلا هدف أكبر يوحِّدها أو رابط ما يربط ما بينها؟ أهذا ما نعتقد؟ إذاً فنحن نعرف أنفسنا من الخارج فقط، فنتشبث بمعرفتنا، ولن نقتنع بغير ما نقتنع به ما لم يتغيّر وعينا. لكن الناس يصيبهم الحُمق أحياناً. فعوضاً عن أن يستبدلوا الأفكار المعطِّلة التي تستمر في التنكّر بزي المعرفة والفهم، تراهم جاهزين لإسقاط المعرفة نفسها. حسناً، فإن كانت معرفتنا الحالية هي المعرفة المنشودة، وإذا كنا العارفين بمعرفتنا فلِمَ نحن على ما نحن عليه؟ فهل يكون تاريخ الإنسان إلى يومنا هو تاريخ الغباء؟ ولِمَ لا؟ فحين تُسقِط الشيء الحقيقي وتكتفي بالزائف فماذا تكون؟ فإن كانت معرفتك حقّة فلا يمكنها خلق العناد، ذلك أن العارف دائماً ما يعي جهله بأمور غابت عنه. فليكن هذا معياراً نقيس به معرفتنا، فإذا خلقت المعرفة العناد فهي ليست بالمعرفة التي تقود إلى المعارف، فتخلّص من سيطرتها عليك، كي تتحرر منها وتنطلق إلى معرفة أرحب، فلربما اكتشفت نفسك معها.

    نحن لا نكون بقدر معرفتنا، ولكن بقدر تصميمنا على التعلّم، وبقدر خوضنا هذا البحر ستتوالد الأسئلة، وعندها ستبحث لها عن أجوبة. وحتى اللا أجوبة هي أجوبة، ولكن بعد أن تحاول بعقل مخلص ومتفتِّح. ولن يقترب أحد من الجهل قدر اقترابه عند الاكتفاء بمعرفته وتضخيمه من حجمها. فماذا لو عرفت أن إنساناً لا يحكي لغتك ولا تحكي لغته بإمكانه أن يقلب موازين حياتك في أسبوع؟ فأين ذهبت معرفتك العنيدة؟ أيكون أن شيئاً عجيباً تفتّق في عقلك فأنار منطقة مظلمة فأنارت ما حولها فتغيّرت حياتك؟! تماماً... ذلك أن الله لا يغيّر ما بك حتى تغيّر ما بعقلك.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - شغفها البيت

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 1 فبراير 2013 - 14:02

    عابر حياة - شغفها البيت

    ثريا الشهري

    الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣

    «يتخلى الإنسان عن أي شيء! عن رفاقه، أهله، زوجته وأبنائه، حتى عن قناعاته، ولكنه لا يتخلى عن شغفه». بهذه الكلمات حاور الرجل صديقه المحقِّق في فيلم يحكي عن جريمة اغتصاب راحت ضحيتها عروس في شهر عسلها. والجاني حر طليق حتى بعد أن تعرّفت الشرطة على أوصافه. فأين يمكن أن يكون؟ إلى أن «وجدها» الرجل على طريقة أرخميدس. فأسرّ بها إلى صديقه المحقِّق. فإن كان «شغف» ذلك التعس الهارب لعبة كرة القدم، فمن الجائز جداً وجوده في إحدى المباريات المهمة في الملعب ومع الجماهير. وبهذا الحدس بالفعل تم القبض على الجاني.

    هناك من يتنعّم بشغف يُلهم ويدفع ويقدِّم. وهناك من يُبتلى بشغف يُؤذي ويؤخِّر. فما هو شغفك؟ هذا السؤال أنت وحدك من سيجيب عنه. أمّا الممثلة الأميركية باربرة سترايساند، فاختارت الإجابة الموثّقة بالصور من خلال كتابها الذي ألّفته بعنوان «التصميم شغفي». لتحكي عن شغفها القديم بالتصميم الهندسي وبالتفاصيل الداخلية للبيت. تقول باربرة: «عندما سئلت أثناء زيارتي لمكتبة الكونغرس إن كنت أفضل النظر أولاً إلى متعلقاتي الشخصية، أجبت على الفور: بل خذوني حيث رسومات توماس جفرسون لقبة مونتيتشلّو». وللتذكير فقط، فجفرسون هو الرئيس الثالث للولايات المتحدة ومؤلف إعلان الاستقلال الأميركي. أمّا قبة مونتيتشلّو التي رسمها فتعود إلى مسكنه الذي أشرف على تصميمه بقبة تتوسطه قائمة إلى اليوم.

    ثم تعود وتسأل الممثلة الشغوف قارئها: «ما هو الشيء الذي تتخيله؟ ما هي محاولاتك لبعثه من الخيال إلى الواقع؟ فهذه الخيالات والمحاولات هي التحدي بعينه. التحدي الذي يأتي بالمتعة والرهبة معاً». وكي تُقنِع القارئ بمنطقها فقد سمحت له بمرافقتها في بيتها الحلم الذي شيدته كما تخيلته تماماً. ومع كل صفحة تقلبها في الكتاب تنتقل من مرحلة إلى أخرى من مراحل تشييد البيت. إلى أن يكتمل أمامك ومعه تبدأ صاحبته بتزيينه من الداخل بكل ما جمعت من تحف وسجاجيد وعرائس على مدار سني عمرها. حتى أنك قد تندهش وأنت تتابع أقسام البيت بتعدد التسميات..! فهذا الجزء الرئيس، وهذا بيت الجّدة، وهذا قسم الأنتيك ودكاكين العرائس، وهذه الطاحونة، وهذا وهذا..! والحق أنه بأجزائه تحفة في الذوق. صحيح أن هناك ما يفوقه جمالاً وثراء، ولكن روح صاحبته - أو شغفها - ما أضفى على البيت نكهته.

    أحياناً قد يكون الشغف مُكلفاً مادياً ولا تتحمله موازنة صاحبه، ولكنه يظل شغفاً يتطلّع إلى اللحظة التي يرى فيها النور ليعلن عن نفسه. وبهذا الأمل يظل الإنسان يبتسم. وأحياناً قد يكون الشغف مُكلفاً جسدياً ومعنوياً وهذا ما يُبتلى به المرء. فالأَولى له مقاومته، وإلّا دمره، أو أقلها تركه فارغاً، فهل يختار الإنسان شغفه؟ سؤال مطروح للجميع. فحين سُرقت لوحة «زهرة الخشخاش» لفان جوخ من متحف محمود خليل بالقاهرة، وثُمّنت بنحو 55 مليون دولار، وكان البحث جارياً لاستعادتها، خيّل للبعض حينها أنها قد تكون قابعة في قبو ما في بقعة ما خارج مصر. ولن تظهر إلّا مع الورثة بعد موت صاحب القبو، والذي هو غالباً أحد أولئك الشغوفين باقتناء اللوحات، ولو سألته لِمَ دفعت فيها ما دفعت؟ لأجابك: «لأتأملها وحدي». فلِمَ ذاك؟ «ثمناً لِمَا أشعر به وأنا أتأملها وهذا هو الشغف». إنه شيء لا يسعك حصره في كلمات. ولكنه موجود على الأرض. وغالبية القوم قد اكتووا بلسعاته، على اختلاف الموضوع. فقد يقدّر للمرء تعلّق يرتقي معه ويعلو، وقد يقدّر له ما يتعب فؤاده وهمته. إنما ليس من حق الشغف أن يحوِّلك إلى لص ولو لزهرة الخشخاش. وبأية حال هو سيناريو متخيّل لا أكثر! فقد تكون اللوحة سرقت لأتفه سبب في التاريخ!

    يقول أندريه جيد: «من السهل أن تعرف كيف تتحرر، ولكن من الصعب أن تكون حراً». وهذا يعني أن شغفك قد يسجنك في ذاتك، فالتحرّر منه ليس في مقدورك. فكم من الأشياء التي تحدث لنا بسبب شغفنا! فليس من الهين ولا المعتاد التنقّل من شغف إلى آخر. فإن صار، فلم يكن يوماً شغفاً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - وجه الطفلة والملعقة!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 3 فبراير 2013 - 13:13

    عابر حياة - وجه الطفلة والملعقة!

    ثريا الشهري

    الأحد ٣ فبراير ٢٠١٣

    من فتوى شيخ بلزوم جلوس الفتاة بعيدة من أبيها، لئلا يشتهيها، إلى أخرى لشيخ بتغطية وجه الطفلة الفتنة، لئلا تُشتهى... علينا -والمنطق هذا- أن نطالب أهل الطفل الفاتن بحجب وجه صبيهم حتى لا يشتهيه المتحرشون، الذين ربما كان أبو الطفل من ضمنهم. ولكن كيف نمنعه عنه في البيت؟ إلاّ أن نحجب كل من البيت بمن فيهم القطة الفتنة البيضاء.

    ومن عالَم الفتنة إلى عالم الأدب، حيث تقول أحلام مستغانمي في إحدى رواياتها: «قادتني أفكاري إلى مشهد شاهدته يوماً في تونس لجمل مغمض العينين، يدور دون توقف في ساحة سيدي بوسعيد، ليستخرج الماء من بئر أمام متعة السواح ودهشتهم. استوقفتني يومها عيناه، اللتان وضعوا عليهما غمامة ليتوهم أنه يمشي إلى الأمام دائماً. ويموت دون أن يكتشف أنه كان يدور في حلقة مفرغة، وأنه قضى عمره دائراً حول نفسه! أترانا أصبحنا ذلك الجمل الذي لا يكاد ينتهي من دورة حتى يبدأ أخرى، تدور به بطريقة أو بأخرى حول همومه الصغيرة اليومية؟ وهذا الوطن من أين له هذه القدرة الخارقة على لَيِّ المستقيمات وتحويلها إلى دوائر... وأصفار».

    لو نظرت إلى طقم الشوَكِ والملاعق والسكاكين الموقع باسم المهندسة المعمارية زها حديد، ستعقدك الدهشة من إبداع المرأة في أمر بدهي كالشوكة والسكين! ذلك أنها مسلّمات اعتدنا عليها في شكلها المتعارف عليه، ولا تتوقع أن يكون لها ابتكار مختلف. ولكنْ لعقل زها رأي آخر. فما الشيء المشترك بين أقوال الشيخين وملاعق وشوك زها؟ كلاهما أعادا صياغة البدهي ولكن باتجاهين مختلفين، فكما لا يخطر في بالك أن الملعقة يمكن أن تخلّق بصورة أخرى، كذلك الأمر مع فكرة اشتهاء الرجل للمرأة، فليس من الطبيعي أن يمر ببالك أن يشتهي الأب ابنته، وأن يحجب وجه الطفلة الصغيرة فلا يشتهيها الذكر، فإن فكرت فأنت كمن يعيد صياغة البدهي، وهو هنا مرتبط بالفطرة. وهو ابتكار أيضاً، ولكن في التخلّف طبعاً.

    هل يمنع أن يكون الرجل زوجاً ورب أسرة وصاحب أعمال اقتصادية ولكنه في الأصل مريض بنفسه؟ هل يمنع أن تكون المرأة أماً وزوجة ومحاضرة في الجامعة أو سيدة في الأعمال التجارية، ولكن في الأصل عليلة بنفسها؟ الأكيد أنه لا يمنع كونُك شيئاً أن تكون شيئاً آخر، فما المانع إذاً أن يكون المرء مشتغلاً بأمور الدين ولكنه مصاب بابتلاء هذا المرض النفسي؟ فمن منّا محصن من العلل النفسية؟ ومن منّا خالٍ من عقدها على اختلافها وأحجامها؟ فلِمَ وهذه حقيقة إنسانية تسري على جميع البشر، نأتي على فئة بعينها ونستثنيها من السُنّة العامة؟ فهذا شيخ دنيا، ولكنه مريض نفسياً بواقع أقواله وتصرفاته، وهذا شيخ دين ولكنه مريض نفسياً، وأيضاً بواقع ما يصدر عنه، وهو لا ينتقص من هيبة الدين شيئاً، لأنه لا يتعلق بالدين أصلاً، وإنما يمس الإنسان من حيث هو بشر، ولو لم يكن شيخ دين ومريضاً نفسياً، فسينحو منحى آخر في الحياة «وبرضو» سيكون مريضاً نفسياً.

    كلما ارتفع وعي المرء ونضجه في استيعاب الأمور، تخفّف من حساسيته في التقويم، وكان «فلتره» أفضل فاعلية وتمحيصاً من «فلتر» غيره، فلا يعني وفاؤنا أن نعمى عن العيوب ونتجاوز الأخطاء، لأننا بذلك إنما نخون أمانة الوفاء، ولكل الأوفياء لهذين الشيخين، عليهم تقديم النصح الخالص لهما، وأول بنوده أن الاستعراض ومسرحيات الشهرة لا تكون على حساب الدين، ولكن على حساب رصيدهما -ومن كان على شاكلتهما- لدى جمهورهما، وعلى حساب اختلاط الصالح بالطالح فيضيع هذا بذاك!

    يوافق الفيلسوف مسكويه موقف الكندي في أن معرفة الذات تمرّ من خلال معرفة الآخرين لنا، فالإنسان ميّال بطبيعته إلى حب النفس وطمأنتها، ولذاك يحاول مجاملتها، فلا يدينها ولا يكاشفها بأخطائها (إلاّ من رحم ربي)، بل قد يقلل منها ومن نواقصه إلى حد عدم الاعتراف بهما. أمّا فضيلة الشجاعة والصدق مع النفس، فتكون نتيجة التقدير الصحيح لمواضع الأمور. وفي كل الأحوال، فمبدأ الشفاء يتلخص في كلمتين: الرصانة العقلية!
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 4 فبراير 2013 - 1:07

    عادَ لِيُفتي
    هَتْكُ نِساءِ الأرضِ حَلالٌ
    إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتي
    أُمّي، أُختي، امرأتي، بنتي
    كُلُّ الإرهابِ (مُقاومَةٌ)
    إلاّ إن قادَ إلى مَوتي
    نَسْفُ بُيوتِ النّاسِ (جِهادٌ)
    إن لَمْ يُنسَفْ مَعَها بَيتي
    التقوى عِندي تَتلوّى
    ما بينَ البَلوى والبَلوى
    حَسَبَ البَخْتِ
    إن نَزلَتْ تِلَكَ على غَيري
    خَنَقَتْ صَمْتي
    وإذا تِلكَ دَنَتْ مِن ظَهْري
    زَرعَتْ إعصاراً في صَوْتي
    وعلى مَهْوى تِلكَ التّقوى
    أَبصُقُ يومَ الجُمعةِ فَتوى
    فإذا مَسَّتْ نَعْلَ الأَقوى
    أَلحسُها في يومِ السَّبتِ
    الوسَطِيَّةُ: فِفْتي .. فِفْتي
    أعمالُ الإجرامِ حَرامٌ
    وَحَلالٌ
    في نَفْسِ الوَقْتِ
    هِيَ كُفرٌ إن نَزَلَتْ فَوقي
    وَهُدىً إن مَرّتْ مِن تَحتي
    ***
    هُوَ قد أَفتى
    وأنا أُفتي
    العلَّةُ في سُوءِ البذْرةِ
    العِلّةُ لَيسَتْ في النَّبْتِ
    وَالقُبْحُ بِأخْيلَةِ الناحِتِ
    لَيسَ القُبحُ بطينِ النَّحتِ
    وَالقاتِلُ مَن يَضَعُ الفَتوى
    بالقَتْلِ
    وَليسَ المُستفتي
    وَعَلَيهِ.. سَنَغدو أنعاماً
    بَينَ سواطيرِ الأَحكامِ
    وَبينَ بَساطيرِ الحُكّامْ
    وَسَيكفُرُ حتّى الإسلامْ
    إن لَمْ يُلجَمْ هذا المُفتي

    قصيدة الحرباء -احمد مطر
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - أب... والآباء قليل

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 5 فبراير 2013 - 15:21

    عابر حياة - أب...
    والآباء قليل



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ٥ فبراير ٢٠١٣


    «جاك هاربوغ» لاعب ثم
    مدرب سابق لكرة القدم الأميركية. وهو اليوم أب لـ «جون» و «جيم» اللذين شقّا
    طريقهما على نهج أبيهما في التدريب. ومع هذا لم يصدف أن تقابل الأخوان في أية
    مباراة لفريق أحدهما ضد الآخر. إلى أن جمعهما القدر بتاريخ الثالث من الشهر
    الجاري، إذ أقيمت المباراة بين فريق سان فرانسيسكو الـ49 بقيادة المدرب جون
    هاربوغ، وفريق بولتيمور ريفِنز بقيادة المدرب جيم هاربوغ. فتسابقت القنوات
    الفضائية لسؤال الأب عن شعوره. فجاء جوابه مفاجئاً! إذ أصرّ على عدم حضور المباراة
    مهما كانت حماسية، وتفسيره: «أخشى أن تلتقط عدسة الكاميرا شيئاً من تعابير وجهي،
    فأعبس في لقطة، وتنبسط أساريري في لقطة، فيظن جون أو جيم عند إعادة المباراة أنني
    كنت مع أحدهما ضد الآخر». فماذا عن حفلة الابتهاج بالفوز؟ كان سؤال المذيعة. ليجيب
    الأب: «من الصعب حضوري الحفلة مراعاة لمشاعر ابني الذي لم يحظَ فريقه بالفوز».



    إجابات طبيعية لأب طبيعي.
    وليس شرطاً أن يكون أجنبياً كي يصدر عنه مثل هذا الإحساس العالي بأبنائه. فالأب هو
    الأب والأم هي الأم، أينما وجدا في الزمان والمكان. ولكن مع تضخّم الحكايات
    المتداولة عن تخلي الأبوين عن واجباتهما وتضحياتهما تجاه أبنائهما، صارت مثل تلك
    التصريحات وكأنها غريبة مستغربة. أو كأنها آتية من زمن جميل مضى. وهي بالفعل
    بعيدة، فالأب جاك من مواليد عام 1939. فهل يا ترى لو تقدم العمر بأحد ابنيه ووجد
    نفسه في موقف أبيه... هل سيكون على درجة أبيه نفسها في أبوته؟ أميل إلى الاعتقاد
    أنه سيقوم بما سنّه أبوه. لأن التربية في المقام الأول هي النموذج الحي أمام
    الأبناء.



    أحياناً يعيش الأب حياته
    كما تُملي عليه رغباته. فلا يصل رحمه كما ينبغي. ولا يعامل أهل بيته بالكرم
    والحسنى. ولا يراعي أحاسيس أبنائه وهو يعقد المقارنات في ما بينهم. ولا يبذل
    مجهوداً تجاه معارفه وأصدقائه. وحتى أنك تجده لا يلتزم بأداء الشعائر من صلاة
    وصوم. كل هذا يعيشه أمام أبنائه وناظريهم، ثم وبكل وقاحة يتبجح بالشكوى من أبنائه
    إذا شبّوا وكبروا. فيصفهم بالعقوق تارة، وبالفشل تارة أخرى. ولا يسأل نفسه عن من
    كان السبب في تشكيل تلك الشخصيات الباهتة المتهالكة. أمّا إن ظهر من الأبناء من
    عكس النموذج الذي عاشه وكرهه في أبيه! فصمم على النجاح وكتب قصة صعوده من رحم
    معاناته، هذا الابن الذي حفر في صخر الأيام، سيتخذه الأب قدوة يتباهى بها أمام
    إخوانه والناس. ولو سألوا ابنه عن موقفه، لكان الجواب: «لولا نفوري من صورة أبي
    المتخاذل لما عزمت أن أكون على خلافه». وهذه هي حقيقة الأب في نظر أبنائه.



    الحياة في مجموعها عبارة
    عن تفاصيل صغيرة ومتشعِّبة تجمّعت فصارت تفاصيل كبيرة ومؤثرة. فمن مجموع الصغير
    يتكوّن الكبير. وحين يستمرئ الأبوان الاستهانة بالأمور البسيطة التي تدل على
    الإنسانية وعلى المشاركة الوجدانية مع أبنائهما، فلن ينضج الأبناء أصحاء النفس
    مهما حاولوا تعويض ما فاتهم لاحقاً. صحيح قد ينسى الأب تفصيلة هنا، وتتهاون الأم
    في تفصيلة هناك، وهذا طبيعي في زخم الظروف والضغوطات، ولكنهما بصفة عامة أبوان لا
    ينسيان ولا يتهاونان وهو ما يُحدث الفرق، ويكوِّن الرصيد الذي يسحب منه الأبناء
    عند البحث عن مبرر لأبويهم. إنما عندما يكون الطبع الأصيل للأب والأم الإيثار
    بأنفسهما على حساب أبنائهما، وبمنطق أنا أبوه وأنا أمه مهما يكن، هنا تكون
    الحسابات المغلوطة والحمقاء. التي غالباً ما يدفع ثمنها الأبوان في نبذ الأبناء
    لهما، أو في أحسن الأحوال في معاملة البرود واللامبالاة التي تغلِّف علاقتهما
    بأبنائهما. إلا من رحمه ربي فأحسن إلى أبويه على رغم إساءتهما إليه. وهي عند الله
    كبيرة.



    كما يلزم الطفل شرب
    الحليب لتقوى عظامه، تلزمه الإشادة به وتشجيعه وتفهّم أخطائه كي تقوى شخصيته. فإن
    كنا لا نحب أبناءنا إلا لعبقريتهم وطلّتهم البهية، فهل يعني هذا ألا يحبنا أبناؤنا
    إلا لمناصبنا ووسامتنا مثلاً؟! تقول الكاتبة الأميركية مارلين فرينش: «أن تهنّدِس
    تربية أبنائك أهم من تصميمك للسلاح النووي».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - مقالة كلها بنود

    مُساهمة من طرف waell الخميس 7 فبراير 2013 - 11:17

    عابر حياة - مقالة كلها
    بنود



    ثريا الشهري


    الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣


    لِمَ كان برأيك القرنان
    الرابع والخامس قبل الميلاد يعجان بالفلاسفة وعباقرة الفكر في محيط أثينا؟ لأن
    الجو العام للبيئة إنما يُصاب بالعدوى. فلكل مجتمع وجهة حضارية وثقافية عامة. وتلك
    كانت أرضية نهضة العقول لذلك العصر. وعليه، فمن الممكن أن نسأل عن طبيعة الأمور المشتركة
    التي تجمع بين شعوب العالم العربي في يومنا؟ أول المشتركات طبعاً الأقساط الشهرية
    والسنوية بفواتير الكهرباء والمياه والاتصالات ورسوم المدارس، أمّا المشترك الثاني
    فهو الإحساس بالظلم العام والخاص. فمن شكوى الحكومات إلى شكوى أصغر فرد في
    العائلة، وثالثها الشعور بالخوف وعدم الأمان من الآتي مع هول المفاجآت المفجعة
    التي عاشها المواطن العربي، ورابعها وخامسها... إلى عاشرها. والسؤال هو: كيف
    للعبقرية أن تنمو وتُعدي في ظل أجواء كل ما فيها طارد ومُحبط؟



    أستاذ الذاكرة «توني
    بوزان» صاحب السجل الحافل بالكتابات والأبحاث المعنية بذكاء الإنسان، ومن أشهرها
    كتابه عن خرائط العقل الذي لو سار عليه المرء لاختلفت طريقة تفكيره بالكلية. هذا
    العالم له رأي في ذكاء الطفل الذي نصدر حكمنا عليه فنصفه بالعادي وأحياناً أقل من
    العادي. يقول بوزان: «إذا لم يبرع الطفل في علم الرياضيات وحل المسائل الحسابية
    بالكفاءة العالية فلا يدل ذلك على أنه أقل في ذكائه من المعدل المتوسط، ولكنه يعني
    أن النظام التعليمي لم يتوصّل إلى المعادلة التي يفك بها شيفرة القدرة والتطور لدى
    هذا الطفل، والتي هي ليست بالضرورة متوارثة أو محصورة في حقل معرفي دون الآخر».
    فماذا نفهم؟ أن بإمكان الجميع تنمية معدلات ذكائهم. فإن حُصرت عقولنا في ملاحقة
    ديوننا ودفع فواتيرنا والتشكِّي من أحوالنا، فالأكيد أنه في مجموعه له علاقة قديمة
    بالأسلوب الذي تعمل به عقولنا.



    هل يهم القارئ أن يتعرف
    على النقاط التي وضعها بوزان وسمّاها «معادلة العبقرية»؟ لقد حصرها الرجل في أمور
    لو قرأ عنها المرء بالأمثلة والتفصيل فحتماً سيتوصّل إلى الأسباب التي دفعت شخصاً
    مثل الشاعر الأرلندي جميس جويس إلى القول: «الرجل العبقري لا يرتكب أخطاء. ذلك أن
    ما يقترفه بمحض إرادته، ومن تلك الاقترافات يكون المدخل لمزيد من الاكتشافات». فما
    هي البنود الخام للعبقرية؟ أولها الذاكرة الحافظة، وثانيها القدرة على الابتكار،
    وثالثها مهارة القراءة السريعة، ورابعها استطاعة التخطيط العقلي، وخامسها ممارسة
    الرياضات العقلية.



    تلك كانت قماشة العبقرية
    فماذا عن نوعية نسيجها وألوانها وزخارفها؟ «نوعية العبقرية» هذه جمعها بوزان في 20
    بنداً ثم فصّل في شرحه وتحليله. ويا ليت القارئ يعود إلى جهود توني بوزان بهذا
    الخصوص. فمهما استوعبت مساحة المقالة فلن تخرج عن مجرد إشارات ومقتطفات.



    والآن، إليكم المنافذ الـ
    20 للعبقرية: أولاً الرؤيا، وثانياً الرغبة، وثالثاً الإيمان، ورابعاً الالتزام،
    وخامساً التخطيط، وسادساً التصميم، وسابعاً التعلّم من الأخطاء، وثامناً العلم
    بالموضوع المعني (أقلها 40 ألف ساعة لدراسة الموضوع)، وتاسعاً التوسّع في المعرفة
    العقلية (قدرات العقل والطريقة الأنسب التي يعمل بها)، وعاشراً الخيال، والـ11 السلوك
    الإيجابي، والـ12 الاقتراح الحاضر والجاهز، والـ13 الحدس، والـ14 الإحاطة الخارجية
    بالكفاءة من العقول، والـ15 الإحاطة الداخلية بالعباقرة (نماذج لأبطال رحلوا
    ولكنهم باقون في عقل من اتخذهم قدوة)، والـ16 الصدق والأمانة، والـ17 الشجاعة
    ومواجهة المخاوف، والـ18 الابتكار والمرونة، والـ19 الحب الموجه، والـ20 الطاقة
    العضوية والحسية.



    أنت وحدك من يقرر كم من
    تلك البنود تنتمي إليه واقعياً وبالتطبيق العملي! وأنت وحدك من بإمكانه الاشتغال
    على نفسه وتطوير سبل عيشــه. فالعبقرية ليـــست شيــئاً مســـتحيلاً لو تمعّنت.
    ولكنها طــعام للخاصة دون العامة. ذلك أن تذوّقه واستطعامه ليس من أحلام العوام،
    الذين يرضيهم الطعم العادي ويتعودون عليه. وهاهي البنود أمــــامك فكلما غرفت
    منها، كلما تمـــيّزت عن محيطك وارتفعت عن السائد، إلى أن تصل إلى المكان الذي
    يليق بطمــوحك. أمّا البند الذي أؤيده وبشدة من مجموع تلك الـ20، فهو بند التصميم.
    فركِّز على الهدف واعقد العزم عليه، والأكيد أنك بالغه. ليس لأنني قلته، ولكن لأنه
    قانون الطبيعة المدعوم بثقة السماء.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 7 فبراير 2013 - 15:12

    a5
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - «جديد في جديد»

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 13 فبراير 2013 - 6:09

    عابر حياة - «جديد في
    جديد»



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣


    جميع الثورات تكون -بلا
    استثناء- على أخلاق المجتمع، حيث يجد الثائر من الفساد والقسوة والظلم ما يثير في
    نفسه الغضب، ويستفز فيها الشهامة والنضال لتغيير الأخلاق العاطلة إلى ما يناقضها،
    من الصلاح والحب والرحمة والعدل وأفعال الخير. ومن الطبيعي -والحال هذه- أن تجد
    الحكوماتِ السائدةَ والمنتفعين من الأوضاع القائمة أولَ من يضطهد الثائر، ومن هنا
    يأتي تصميم الثائر على الكفاح، وعنادُه في تحقيق مطالبه كافة، ومثال على هذا رفض
    الثوار المصريين مهلة الأشهر الستة التي طلبها الرئيس السابق محمد حسني مبارك إلى
    حين موعد الانتخابات المقبلة، التي أعلن أنه لن يترشح فيها ولا ابنه. ونظراً إلى
    أن مطلبه لم يكن ليصل إلى حلم الثائر المصري وطموحه قبل ثورته، قوبل بالرفض،
    والإصرار على رحيل نظامه، وهذا ما يسمى بعناد الثائر.



    وبالعودة إلى طبيعة
    الثورات، فقد قضت هذه الطبيعة بأن يتولى القائمون عليها وظيفة الزعامة على أتباعها
    وقيادتهم، فإن انتصروا وتم لهم ما ثاروا من أجله، وبحكم تضحياتهم ومجهوداتهم،
    احتلوا مقاليد السلطة، سواء بشكلها المباشر أو المتواري. فإذا استقرت الأمور وعادت
    إلى ثباتها بعد العاصفة، وجدْتَ دعاة الثورة ورؤساءها قد جنحوا إلى المحافظة على
    المبادئ والأسس الجديدة التي أرسوها، بعد أن كان همهم نقض المبادئ والأسس القديمة،
    أي أن الثورة -برجالها- تستحيل إلى جمود، كما تستحيل الرغبة في التغيير والتطوير
    إلى إصرار على الاستقرار والتأييد.



    وهنا تظهر طبقة
    جديدة-قديمة من المنتفعين الجدد والمحافظين الجدد كلُّ همِّها استئصال التغيير في
    المجتمع، لأن معناه انقطاع رزقهم من الوضع الحالي. ولما كان تغيير المبادئ والأسس
    القائمة، وانتقال السلطة من أصحابها الحاليين إلى غيرهم، يحتاج ثائرين جدداً، تبدأ
    عجينة الثورات تتخمر وتنضج مع تكرار المواقف التعسفية والظروف الخانقة، إلى أن تقع
    شرارة التفجير.



    إن كان التحليل في مجمله
    لا يتطابق مع الحالة المصرية، لما وصل من انتفض وتمرد إلى القصر الرئاسي، ولا تمتع
    من ثار بزعامة وقيادة معروفة وموحدة أصلاً.



    الإنسان يدور في دائرة
    مفرغة، فيثور على الشيء ثم يعود ويمارس ما ثار عليه ورفضه، ولا أرى رادعاً له
    ولطبيعته الجانحة عن هذا إلاّ القانون... القانون الذي لا يستثني أحداً، الذي
    يراعي المصالح العامة والخاصة، الموضوع باحترافيةٍ لا تخترقها الثغرات. أمّا تطبيق
    القانون واستقلالية القضاء وهيبته، فلا يجوز أن يتزعزع أو يمسّ، إلاّ إذا ثبت التهاون
    والاختراق، وبإجماع الشرفاء أصحاب الخبرة والعلم والضمائر المشهود لهم بتاريخهم
    القضائي، فعندها يُعزل العضو الفاسد ويعدَّل النص الضعيف إن وجد. ولا ينتقص في ذلك
    من قدر القضاء شيئاً، بل يرفعه عظمةً والتزاماً، ولذلك أقول: كان لانتفاضة القضاة
    واستنكارهم في مصر وانزعاجهم من سلسلة القرارات والتطورات التي مست اختصاصات
    القضاء من السلطة، ما يبررها ويفسّرها.



    فهل بلغنا من الإنتاج
    الأدبي المصري تحديداً ما يوازي أحداثه التاريخية المتلاحقة في أهميتها؟ يقول عميد
    الأدب العربي طه حسين: «الأصل أن يهدأ الأدب أثناء الثورات، ولا ينشط إلاّ بعد أن
    تستقر الأمور وتجري على طبيعتها، لأن الأدب محتاج إلى الحرية، والثورة مضطرة إلى
    أن تحافظ على نفسها حتى تحقق أغراضها. فكأن بين الأدب وبين الثورة شيئاً يشبه
    الهدنة حتى تبلغ الثورة غايتها.. انظر إلى الثورة الفرنسية مثلاً! فقد سكت الأدب
    الفرنسي أثناءها سكوتاً يوشك أن يكون تاماً. ولم ينشط إلاّ بعد أن استقرت الأمور
    في فرنسا».



    أفكارنا مجرد كلمات،
    والأديب العظيم يهبنا كلمات عظيمة لأفكار عظيمة، ترسخ في أذهاننا وتبعثنا على
    الأعمال الجسام. ومن كفاح الشعوب العربية يجب أن تتوالد أمهر الكتابات البالغة، المعبرة
    عن معاناة المواطن العربي، فكل ما نعرفه من قيم الحرية والإخاء والحق إنما يعزى
    إلى الأدباء وتوثيقهم أكثر مما يعزى إلى الثائرين أنفسهم. تقول الفيلسوفة سوزان
    لانجير: «إذا كنا سنحظى بمعرفة جديدة، فالأكيد أننا سنحظى معها بدنياً من الأسئلة
    الجديدة». والسؤال: ألم يصبْنا الملل من أسئلتنا القديمة بأجوبتها القديمة
    المعروفة؟! ولا أفضلَ رقياً من الأدب محفِّزاً ومنبِّهاً.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 13 فبراير 2013 - 16:59


    ألم يصبْنا الملل من أسئلتنا القديمة بأجوبتها القديمة
    المعروفة؟! ولا أفضلَ رقياً من الأدب محفِّزاً ومنبِّهاً.

    a5
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - «باي باي صداقة

    مُساهمة من طرف waell الخميس 14 فبراير 2013 - 10:31

    عابر حياة - «باي باي
    صداقة»



    ثريا الشهري


    الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣


    يقول الكاتب الأميركي
    روبرت غرين: «لا تحمِّل الكثير من ثقتك في سلة أصدقائك. وفي المقابل تعلّم كيف
    تفيد من أعدائك. ذلك أن الصديق باعتباره القريب والمطّلع من السهل أن يخونك لأن من
    السهل للحسد أن ينهشه ويستفزه. بعكس العدو الذي لو امتلكت الشجاعة لتقريبه فمن الصعب
    عليه التلاعب بك، لعلمه أنه تحت مجهرك واختبارك وإثبات الولاء لك. ففي الحقيقة
    لديك أسباب للخوف من أصدقائك أكثر مما لديك مع أعدائك. فإذا لم يكن لك أعداء
    فاخلقهم ثم عد فقربهم». فلسفة ما بعدها فلسفة، أليس كذلك؟ ولكن لنعترف بأنها تستحق
    التوقف والتأمل من واقع السجل الشخصي لكل منا! فكم صديقاً لنا نتذكره بحرقة؟ وكما
    قيل: «من أكثر الحقائق عصراً لقلوبنا أن يتحول الناس الذين نعرفهم إلى أناس «كنا»
    نعرفهم».



    ما إشكالية الصديق؟ إنك
    تظن أنك تعرفه، وهذا نظرياً. أمّا عملياً فأنت لا تعرفه. فالصديق بطبيعته لا يدخل
    معك في جدالات لا طائل منها وقد تؤثر في صفو صداقتكما. وعليه، فقد يبدي التنازل
    فيوافقك الرأي، أو أقله لا يعترض عليه. ومع الأيام ترتاح إلى صحبة هذا الرفيق الذي
    أخفى طبيعته الممتعضة. هذا الرفيق الذي يثني على كلامك وربما محاولاتك المتعثرة
    للكتابة والشعر. يثني على حسك الكوميدي وربما نكاتك التي يجاملك بزيادة جرعة الضحك
    منها. يثني على ذوقك... على عقلك... على حياتك. وقد يكون المخلص والوفي في ما يبدر
    عنه. ولكن قانون الحياة يقول إنه غالباً لا يعني «كل» ما يقول لكنه يتجمّل به.
    فإذا صحوت يوماً وقررت أن هذا الصديق هو أفضل من تقربه وتعمل معه، فستبدي لك
    الأيام بمواقفها ذلك الجانب الخفي لصديقك. وتلك لعمري من أكبر أخطاء الإنسان...!
    فعاطفتك تجاه صديقك بذكرياتها ولحظاتها المؤثرة ستخلُّ بحكمك عليه وبتفسير دوافعه
    وتصرفاته. وقد تقربه على المستوى المهني - على سبيل المثال لا الحصر - ليس لجدارة
    استحقاقه ولكن لأنه فقط صديقك.



    عندها سيخسر المرء الصديق
    والعمل الذي جمعهما. لذلك من نصحك بإبقاء صداقات العمل رسمية لم يبخل عليك بالرأي
    السديد. فمفتاح القوة في الحياة العملية أن تكون سيد قرارك وموقفك. ولكن الصديق
    بحكم الصداقة بإمكانه أن يضعف من تلك القوة بمراجعتك ومناقشتك. فلم يعد المجال
    يتسع هنا لتضحية الأصدقاء. إنها سوق المنافسة وإثبات الوجود. ولا يعني هذا في
    الوقت نفسه ارتكابك خطأ آخر بتحويل عدوك إلى صديقك عندما يصبح قريباً، لأنه سيحمل
    عندها كل سلبيات الصداقة. فكما قالها لينكولن عام 1971: «لا تصنع من عدوك صديقاً
    وإلّا حطمته». نعم، لا تصنع صديقاً من عدوك... فقط قربه وابقِ عينك عليه على حفظ
    مسافتك منه.



    عُرف عن هنري كيسنجر
    إعلاؤه في اختياراته للناس من حوله على أساس مخالفته الرأي. فمن لهم مواقف سابقة
    ضده، هم بعينهم من يطلبهم للمشورة والعمل معهم. وذلك لتصديقه أننا لو تحركنا في
    وسط الموافقين والموالين وحدهم، فالنتيجة أننا سنصاب بالكسل العقلي، ونتخلى عن
    حذرنا وقرْنَي استشعارنا. وربما نستمرئ السمع والطاعة ولا نرضى لهما بديلاً وإن
    كلف الأمر. وهو شعور بعدم الأمان على أية حال.



    ومن أجمل ما سمعت عن هذه
    الجزئية بالذات، وأعني بها «الشعور بعدم الأمان» رأي للممثل الأميركي داستن هوفمان
    جاء فيه: «كنت في ما مضى أشعر بعدم الأمان في وضع غير مريح، أمّا اليوم فلا أزال
    أشعر بعدم الأمان ولكن في وضع أكثر راحة». مستطرداً بأن الناس جميعاً إنما يشعرون
    بعدم الأمان ولكن بنسب متفاوتة. فمقولة «النجاح يولِّد الثقة» غير صحيحة في نظره.
    بل إن النجاح يولِّد الشعور بعدم الثقة لعبء مواصلة النجاح والصعود به. أمّا كلمتي
    الأخيرة فأوجهها إلى القارئ العزيز الذي يشتكي من استشهادي بالأمثلة الغربية. وفي
    ذلك أقول غربي أم عربي هو في النهاية إنسان. وعن هذا الكائن الإنساني أنا أبحث
    وأفتِّش.. أياً كان عرقه وجنسه ودينه. فانظر إلى أساس ما تنادي به المقالة،
    والمبدأ الذي تحكي عنه، واترك عنك الأسماء، فما هي سوى مكمِّلات، أو لزوم ما لا
    يلزم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - قال ولم يقل...!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 فبراير 2013 - 12:33

    عابر حياة - قال ولم
    يقل...!



    ثريا الشهري


    الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣


    يقول جبران خليل جبران:
    «قال له عالم: حدثنا عن الكلام. فأجاب وقال: إنكم تتكلمون عندما توصد دونكم أبواب
    السلام مع أفكاركم. وعندما تعجزون عن السكنى في وحدة قلوبكم، تقطنون في شفاهكم،
    والصوت يلهيكم ويسليكم. وفي الكثير من كلامكم يكاد فكركم يقضي ألماً وكآبة، لأن الفكر
    طائر من طيور الفضاء، يبسط جناحيه في قفص الألفاظ، ولكنه لا يستطيع أن يحلق
    طائراً. إن بينكم قوماً يقصدون الثرثار المهذار، ضجراً من الوحدة والانفراد، لأن
    سكينة الوحدة تبسط أمام عيونهم صورة واضحة لذواتهم العارية يرتعدون لدى رؤيتها
    فيهربون منها، ومنكم الذين يتكلمون، ولكنهم من غير معرفة، ومن دون سابق قصد،
    يُظهرون حقيقة لا يدركونها هم أنفسهم، ومنكم الذين أودع الحق قلوبهم، ولكنهم يأبون
    أن يلبسوه حلة اللفظ، وفي أحضان هؤلاء تقطن الروح في هدوء وسكون، فإذا رأيت صديقك
    على جادة الطريق، أو جمعتك به ساحة المدينة، فدع الروح التي فيك تحرك شفتيك وتدير
    لسانك. أفسح المجال للصوت الذي في أعماق صوتك، فيخاطب أذن أذنه».



    «الصوت يلهيكم ويسليكم..
    فتقصدون الثرثار المهذار ضجراً من الوحدة والانفراد». وهذه هي خلاصة أغلب البشر،
    ولا أتأمل إلاّ حال من فرضت عليه تكاليف الحياة ومناصبها أن يفتح قلبه ومجلسه كل
    يوم لعشرات من الناس يدخلون ويهذرون فيخرجون، فمن أين له بالطاقة المتجدّدة لهذا
    المجهود الجبار؟ لذلك هي مهمة وضرورية لحظات الاختلاء مع النفس، بكل سكينتها
    وهدوئها وانعزالها، لذلك هي مهمة لحظات الصلاة والتريث عقب الصلاة. فكما قالها
    جبران: «إذا صليت فأنت ترتفع بروحك لكي تجتمع في تلك الساعة بأرواح المصلين الذين
    لا تستطيع أن تجتمع بهم بغير الصلاة. فلتكن زيارتك مدعاة للهيام السماوي، والشركة
    الروحية السعيدة». فأين صلاتنا من ذلك المكان غير المنظور؟ بل أين نحن قبل المكان
    غير المنظور؟



    هل نخشى الانفراد مع
    أنفسنا فلا نجد أجوبة لأسئلتها؟ أو ربما يكون السؤال: هل فكّرنا أصلاً مع أنفسنا؟
    وبماذا نفكر؟ ما هي طبيعة الأفكار التي تدور وتلاحقنا؟ هل هي روتينية مقيتة؟ أم
    مجرد مملة؟ هل هي أفكار محفِّزة تعرف هدفها، أم سارحة لا وجهة تحددها؟ هل تتعبنا
    أفكارنا فنهرب منها، أم تسلينا فندعها تمر؟ هل نتكلم بما نفكر ونفكر بما نتكلم، أم
    كما تأتي فلتأت؟ هل نتكلم فتتكشّف لنا أفكار كانت قابعة في زوايا مظلمة، أم نتكلم
    بلا ذكاء وبلا إمعان؟ ثم هل سألنا أنفسنا كيف نتكلم، وكيف نفكر؟



    يقول جبران: «إن قلوبكم
    تعرف في السكينة أسرار الأيام والليالي، ولكن آذانكم تتشوق لسماع صوت هذه المعرفة
    الهابطة على قلوبكم. غير أنكم تودون لو تعرفون بالألفاظ والعبارات ما تعرفونه
    بالأفكار والتأملات. وحسن أنكم تتوقون إلى ذلك، ولكن لا تسبروا غور معرفتكم بقياس
    محدود أو حبل مشدود. أجل، ولا تقولوا في ذاتكم: «قد وجدت الحق»، بل قولوا بالأحرى:
    «قد وجدت حقاً». وهو ما يعني أن ترجمة الأفكار إلى ألفاظ ومعان أقل من مخزوننا
    الفكري مهما حاولنا، فكل ما يخرج منا تأكد أنه جزء من كل. وقد يكون حقاً وقد لا
    يكون! بل إنك لتتكلم بالساعات ولا تكون عبَّرت عما في داخلك أو اقتربت منه، فما
    بالك بمن حرم ملكة التعبير من الأساس، وعزاؤه في ذلك أن من ملك ناصية اللسان أحجم
    عن الكلام في زمن لم يعد أحد يسمع أحداً، أو يفهم أحداً، لذلك أعود وأقول إن في
    الصلاة حكمة! فمناجاة الخالق، العالم وحده ما في نفسك من غير مشقة التعبير، هي ما
    يريح العبد ويخفف عنه، أمّا الإجابة، فتستطيع أن تلتقطها إن كنت يقظاً وموصولاً
    بحبله تعالى. تلتقطها بالإشارة وبإيمانك المتقد، فلا تدخل المكان ليراك الغير
    عابداً ومصلياً، بل يكفيك أن تدخل من غير أن يراك أحد، وإن رآك الجميع. فهل وصلك
    المعنى الخفي؟ أرجو ذلك! لأنك حينها ستعرف كيف تختلي بنفسك، ولن تنطق بما لا تعني.
    وعندها لن تقول الكثير، وإن قلته فالقليل الصادق هو ما نتلمسه في الليالي الباردة!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - «هو ده المنطق

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 19 فبراير 2013 - 23:13

    عابر حياة - «هو ده
    المنطق!»



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣


    «تدرس هيئة سياحة دبي
    تثقيف السياح السعوديين بالأنظمة المرورية في دولة الإمارات، بعد ضبط أجهزتها
    الأمنية مركبات سعودية طمس سائقوها لوحات مركباتهم بهدف الهرب من رصد الأجهزة
    الأمنية لمخالفات السرعة على الطرقات السريعة. ووفقاً لمدير سياحة الأعمال في دبي
    فإن الهيئة تدرس إشعار السياح السعوديين بالمخالفات المرورية عبر رسائل نصية على
    هواتفهم المحمولة، تصلهم فور دخولهم الأراضي الإماراتية، ويتم خلالها التنبيه على
    بعض المخالفات المرورية والنظامية التي تغيب عن السائح السعودي غالباً، التي عادة
    ما يتكرر وقوعها وفق رصد الأجهزة المرورية في الدولة». هذا هو نص الخبر الذي
    تداولته مواقع الإنترنت عن ثقافة السعوديين المرورية، فماذا نقول عن هذا التنبيه؟



    إن من تعلّم الأصول في
    داره، فلن يعدمها خارجه. فليس من المنطق أن يكون الإنسان محترماً في بيته وعمله
    ومحيط أصدقائه، ويسمح لنفسه في الشارع بالتحلّل من جرعة الاحترام. فما علاقة
    الاحترام بموضوع قواعد المرور؟ لأن ما يصدر عن السائق في أي مكان في الدنيا إنما
    يدل على أخلاقه الشخصية وعلى نوعية البيت الذي تخرّج منه قبل أن يمسك بمقود
    السيارة. فهل تعودنا أن نكون محترمين؟ أو ربما يكون السؤال: هل يحز في أنفسنا ألاّ
    نكون؟



    ما معنى أن تكون بسيارتك
    تنتظر إشارة المرور بلونها الأخضر فيأتي من يسقط على مسارك ويزاحمك ويمنع سيارات
    مسار اليمين من المرور؟ وكله كي يكون قريباً من الإشارة الخضراء، من دون مراعاة
    لأبسط قواعد المرور في انتظار دوره كما غيره من المنتظرين. أمّا الأسوأ من هذا
    التجاوز أن يقف شرطي المرور بسيارته ويشهد بنفسه المخالفة الصريحة ولا يحرك
    ساكناً. فمتى يُستفز «الرجل الغامض بسلامته»؟ عند السيارة المظللة. فكل من سوّد
    زجاج سيارته أوقف. حسناً، فمن الدواعي الأمنية ألاّ تكحّلها بالليل الدامس، ولكن
    ماذا عن الداعس ولا هم له؟ من يتصدى له؟ فلئن كان نظام ساهر يضبط السرعة فمن يضبط
    غير السرعة؟ من يعلِّم السائق السعودي أن مسار «الطوارئ» لم يترك خالياً لكي يتخطى
    حضرته الجميع، ولكن لإنقاذ الحالات الحرجة والمركبات الطارئة؟ من يعلِّم السائق
    السعودي أن التجرّؤ على عكس السير والقفز بالسيارة فوق الأرصفة ليس بالسلوك الذي
    يفخر به، ولكنه يدل على تخلفه الحضاري - السلوكي - الأخلاقي؟ ثم نلوم العمالة
    الوافدة إن لم تتقيّد بقواعد مرورنا؟ فهل كنّا أهلاً ونماذج أولاً قبل أن نلوم
    وننتقد؟!



    وإلى يومك هناك من يفتح
    نافذة سيارته ويرمي بمخلفاته وأوراق «المناديل» خارجها، هذا إن لم يبصق معها؟ ولأن
    هناك بعض الغيورين الصادقين فقد صار أن أوقف أحد المواطنين سائقاً وافداً لتأنيبه
    وإعطائه درساً في قواعد - أصول الشارع. ولأن النصح يصعب تقبله، فقد راعى أخونا
    الغيور أن يكون مهذباً ولكن صارماً. وكان من المتوقع طبعاً أن يعتذر السائق عن عدم
    لياقته أو أقلها يلتزم الصمت ثم يمضي في حال سبيله. أمّا أن ينظر إلى عيني المواطن
    بكل تحدٍّ وبلغته العربية الركيكة يقول: «إنت ما في نظافة شارع، ليه أنا في نظافة
    شارع؟»، ويعني ان لم تحرص على نظافة شارعك وأنت المواطن، فلِمَ عليه أن يفعل وهو
    غير المواطن؟ أعتقد أن مثل تلك الإجابة لا يناسبها إلاّ تعليق الممثل المصري في
    إحدى مسرحياته المشهورة: «هو ده المنطق!».



    سأل المذيع أحد المتصلين
    عن نظام ساهر؟ فأجاب الرجل بصراحة لا تخطئ أنه لا يعرف التقيد بمعدل السرعة
    المطلوب. ولذلك فقد اهتدى إلى إخفاء أرقام سيارته والجري بها كيفما يشاء وأمام
    أعين «ساهر». فلجأ المذيع إلى حيلة الإحراج وسأل ضيفه إن كان بفعلته تلك راضياً عن
    نفسه..!! فجاءت إجابة الضيف المتصالح مع قواعده كالآتي: «يا خوي وليه ما تبيني
    أسرع؟ عاد من زين المناظر الطبيعية، ما غير شبوك وبعارين وهبوب الصحراء». وكانت
    تلك خاتمة الإحراج. ألم أقل لكم «هو ده المنطق». تقول السيدة نانسي آستور: «أخطر
    ما في الحياة هم أولئك الذين ينشدون تغيير كل شيء أو لا شيء». وها نحن نشتكي من كل
    شيء ونتحمس للتغيير، ثم ننتهي بلا شيء.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty عابر حياة - على طريقة «جوردان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 21 فبراير 2013 - 15:15

    عابر حياة - على طريقة
    «جوردان»



    ثريا الشهري


    الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣


    يقول أسطورة كرة السلة
    الأميركية السابق مايكل جوردان: «لم أحقق شيئاً إلا وقسمته إلى خطوات. وكلما
    انتهيت من خطوة انتقلت منها إلى الأخرى... وهكذا إلى أن يتحقق هدفي. ومن بعده أبدأ
    بالتخطيط لهدف غيره. ذلك أنني في كل مرحلة أستطيع أن أنهيها بنجاح إنما يمنحني ذلك
    ثقة أكبر لأتقدم إلى المرحلة التالية. فإذا أنت لم تسلك هذا الطريق فكيف ستبني
    ثقتك بنفسك وبقدرتك؟ بل إنك إن لم تفعل فإنك عندها ستكون عرضة لإحباط يجوز أن
    يهاجمك عند فشلك في تحقيق الخطوات الكبيرة التي قد لا تتناسب مع قدرتك وحجم هدفك.
    فهب أنك فعلتها ومع ذلك لم تصل إلى غرضك كما تمنيته وخططت من أجله. فلا بأس! ذلك
    أنك حتماً ستكون قد أنجزت في الطريق بعض الخطوات المهمة، عدا عن معرفتك الجديدة
    التي تكون قد اكتسبتها. فليس مقدراً لكل إنسان أن يكون الأفضل، ولكن الأكيد أنه
    سيكون من ضمن الأفضل. وهذا بذاته نجاح لا يُستهان به، ولا ينبغي أن يُستهان به».



    أسلوب مايكل ليس اختراعاً
    كما نرى! ولكن النفس الطويل هو ما يميّز جوردان والـ»غروب» الذي ينتمي إليه من كان
    على شاكلته. فهذه الخطوات المقسّمة غني عن القول إنها لا تمر بسلام إن حاول المرء
    تخطيها. بل إن فيها من العراقيل والتحديات ما يجبر الإنسان أحياناً على اليأس من
    بلوغ النتيجة المرجوة... يأس قد يوقف المحاولات عند حد معيّن. أم كيف خُلِق عدم
    المساواة؟ فمن انتهى شوطه في أوله، ومن آخر في منتصفه، إلى ثالث حتى خط النهاية.
    ولذلك يعترف جوردان بأنه أبداً لم يسمح للتفكير السلبي أن يؤخّره. فإن عزم على
    القفز في الماء، فسيفعل وهو مصمم على النجاة. أمّا مقولة نعم سأقفز ولكنني قد أغرق
    فليست له ولا تليق باستعداده النفسي. باختصار، إنه الخوف الذي يشلّ الحركة ويعطلها
    وربما يلغيها... الخوف من الفشل والإحراج والوضع النفسي المتأزم. هذا الخوف هو
    السراب بعينه. تحسبه شيئاً وهو لا شيء، ولكن فقط إذا واجهته. فطالما أنك بعيد عنه،
    ستحسبه شيئاً. وفي الواقع لا شيء هناك سوى فرص تنتظر أداءك وإشغال عقلك. فمن
    المسؤول عن التأخير الآن؟



    إن كنت موظفاً وطلب منك
    أن تقدِّم عرضك، فقمت بكل ما يمكنك من حسن إعداد وشرح وتقديم، عقبها تكون النتيجة
    بيد من سيعجبهم عملك وهذا ما لا حيلة لك به. فإن حصل ورُفض عرضك فعزاؤك أنك حاولت.
    وهذا بالضبط ما حاول جوردان أن يوصله إلى جمهوره. فعدم التوفيق قدر لا بد من أن
    يمر بحياة الإنسان. وهو عن نفسه متقبله إن تعرّض له، ولكنه أبداً لن يقبل ألا
    يحاول بينما هو يستطيع المحاولة. وبصرف النظر عن النتيجة طالما أنه بذل كل ما في
    وسعه.



    فهل لهذا اللاعب الأسطورة
    من سر؟ «ولا سر ولا حاجة». كل الحكاية كما لخصها جوردان أنه يفضِّل أن يلعب مع
    خمسة لاعبين بموهبة أقل، ولكن بإيمان أكبر بقيمة اللعب كالفريق الواحد، على أن
    يلعب مع خمسة لاعبين ليس لديهم استعداد للتضحية ضمن الفريق الواحد لإحساسهم
    بنجوميتهم المتّقدة كأفراد. ذلك أن النجومية قد تفوز بالمباراة هذا صحيح، ولكن عمل
    الفريق الواحد إنما يحصد البطولة كلها.



    خطران يواجهان اللاعب،
    تخليه عن روح الانضباط التي يجب أن يتحلى بها سواء كان في الملعب أم خارجه. لأن
    اللاعب المتهاون في أساسيات الالتزام في حياته، الأكيد أنه سيعيش انفصالاً لن
    يساعده في بلوغ قمته. والخطر الثاني ويتمثل في عشق اللاعب للتبجيل الآني. ففي سبيل
    تلك اللحظات البراقة قد يتناسى ما هو أهم! سواء كان «تكتيكاً» أنسب، أم أخلاق عمل
    أرقى، أو ترتيباً عقلياً أذكى. وما ينطبق على اللاعب ينسحب على «غيره» في «مجالات
    أخرى». هذا التناسي الأحمق سينزل بصاحبه ولن يرفعه. وبالحديث عن انضباطات لاعبيهم
    فماذا عن لاعبينا؟ فهل دربوا مثلاً على قيم الالتزام والمسؤولية تجاه أنفسهم
    وجماهيرهم؟! ولكن لِمَ نلومهم وهم جزء من نسيج الفوضى وانفصام المجتمع؟!
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 21 فبراير 2013 - 17:47

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! 714674

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 15:10