ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


4 مشترك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!


    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - مقالة كلها بنود

    مُساهمة من طرف waell الخميس 7 فبراير 2013 - 11:17

    عابر حياة - مقالة كلها
    بنود



    ثريا الشهري


    الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣


    لِمَ كان برأيك القرنان
    الرابع والخامس قبل الميلاد يعجان بالفلاسفة وعباقرة الفكر في محيط أثينا؟ لأن
    الجو العام للبيئة إنما يُصاب بالعدوى. فلكل مجتمع وجهة حضارية وثقافية عامة. وتلك
    كانت أرضية نهضة العقول لذلك العصر. وعليه، فمن الممكن أن نسأل عن طبيعة الأمور المشتركة
    التي تجمع بين شعوب العالم العربي في يومنا؟ أول المشتركات طبعاً الأقساط الشهرية
    والسنوية بفواتير الكهرباء والمياه والاتصالات ورسوم المدارس، أمّا المشترك الثاني
    فهو الإحساس بالظلم العام والخاص. فمن شكوى الحكومات إلى شكوى أصغر فرد في
    العائلة، وثالثها الشعور بالخوف وعدم الأمان من الآتي مع هول المفاجآت المفجعة
    التي عاشها المواطن العربي، ورابعها وخامسها... إلى عاشرها. والسؤال هو: كيف
    للعبقرية أن تنمو وتُعدي في ظل أجواء كل ما فيها طارد ومُحبط؟



    أستاذ الذاكرة «توني
    بوزان» صاحب السجل الحافل بالكتابات والأبحاث المعنية بذكاء الإنسان، ومن أشهرها
    كتابه عن خرائط العقل الذي لو سار عليه المرء لاختلفت طريقة تفكيره بالكلية. هذا
    العالم له رأي في ذكاء الطفل الذي نصدر حكمنا عليه فنصفه بالعادي وأحياناً أقل من
    العادي. يقول بوزان: «إذا لم يبرع الطفل في علم الرياضيات وحل المسائل الحسابية
    بالكفاءة العالية فلا يدل ذلك على أنه أقل في ذكائه من المعدل المتوسط، ولكنه يعني
    أن النظام التعليمي لم يتوصّل إلى المعادلة التي يفك بها شيفرة القدرة والتطور لدى
    هذا الطفل، والتي هي ليست بالضرورة متوارثة أو محصورة في حقل معرفي دون الآخر».
    فماذا نفهم؟ أن بإمكان الجميع تنمية معدلات ذكائهم. فإن حُصرت عقولنا في ملاحقة
    ديوننا ودفع فواتيرنا والتشكِّي من أحوالنا، فالأكيد أنه في مجموعه له علاقة قديمة
    بالأسلوب الذي تعمل به عقولنا.



    هل يهم القارئ أن يتعرف
    على النقاط التي وضعها بوزان وسمّاها «معادلة العبقرية»؟ لقد حصرها الرجل في أمور
    لو قرأ عنها المرء بالأمثلة والتفصيل فحتماً سيتوصّل إلى الأسباب التي دفعت شخصاً
    مثل الشاعر الأرلندي جميس جويس إلى القول: «الرجل العبقري لا يرتكب أخطاء. ذلك أن
    ما يقترفه بمحض إرادته، ومن تلك الاقترافات يكون المدخل لمزيد من الاكتشافات». فما
    هي البنود الخام للعبقرية؟ أولها الذاكرة الحافظة، وثانيها القدرة على الابتكار،
    وثالثها مهارة القراءة السريعة، ورابعها استطاعة التخطيط العقلي، وخامسها ممارسة
    الرياضات العقلية.



    تلك كانت قماشة العبقرية
    فماذا عن نوعية نسيجها وألوانها وزخارفها؟ «نوعية العبقرية» هذه جمعها بوزان في 20
    بنداً ثم فصّل في شرحه وتحليله. ويا ليت القارئ يعود إلى جهود توني بوزان بهذا
    الخصوص. فمهما استوعبت مساحة المقالة فلن تخرج عن مجرد إشارات ومقتطفات.



    والآن، إليكم المنافذ الـ
    20 للعبقرية: أولاً الرؤيا، وثانياً الرغبة، وثالثاً الإيمان، ورابعاً الالتزام،
    وخامساً التخطيط، وسادساً التصميم، وسابعاً التعلّم من الأخطاء، وثامناً العلم
    بالموضوع المعني (أقلها 40 ألف ساعة لدراسة الموضوع)، وتاسعاً التوسّع في المعرفة
    العقلية (قدرات العقل والطريقة الأنسب التي يعمل بها)، وعاشراً الخيال، والـ11 السلوك
    الإيجابي، والـ12 الاقتراح الحاضر والجاهز، والـ13 الحدس، والـ14 الإحاطة الخارجية
    بالكفاءة من العقول، والـ15 الإحاطة الداخلية بالعباقرة (نماذج لأبطال رحلوا
    ولكنهم باقون في عقل من اتخذهم قدوة)، والـ16 الصدق والأمانة، والـ17 الشجاعة
    ومواجهة المخاوف، والـ18 الابتكار والمرونة، والـ19 الحب الموجه، والـ20 الطاقة
    العضوية والحسية.



    أنت وحدك من يقرر كم من
    تلك البنود تنتمي إليه واقعياً وبالتطبيق العملي! وأنت وحدك من بإمكانه الاشتغال
    على نفسه وتطوير سبل عيشــه. فالعبقرية ليـــست شيــئاً مســـتحيلاً لو تمعّنت.
    ولكنها طــعام للخاصة دون العامة. ذلك أن تذوّقه واستطعامه ليس من أحلام العوام،
    الذين يرضيهم الطعم العادي ويتعودون عليه. وهاهي البنود أمــــامك فكلما غرفت
    منها، كلما تمـــيّزت عن محيطك وارتفعت عن السائد، إلى أن تصل إلى المكان الذي
    يليق بطمــوحك. أمّا البند الذي أؤيده وبشدة من مجموع تلك الـ20، فهو بند التصميم.
    فركِّز على الهدف واعقد العزم عليه، والأكيد أنك بالغه. ليس لأنني قلته، ولكن لأنه
    قانون الطبيعة المدعوم بثقة السماء.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 7 فبراير 2013 - 15:12

    a5

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - «جديد في جديد»

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 13 فبراير 2013 - 6:09

    عابر حياة - «جديد في
    جديد»



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣


    جميع الثورات تكون -بلا
    استثناء- على أخلاق المجتمع، حيث يجد الثائر من الفساد والقسوة والظلم ما يثير في
    نفسه الغضب، ويستفز فيها الشهامة والنضال لتغيير الأخلاق العاطلة إلى ما يناقضها،
    من الصلاح والحب والرحمة والعدل وأفعال الخير. ومن الطبيعي -والحال هذه- أن تجد
    الحكوماتِ السائدةَ والمنتفعين من الأوضاع القائمة أولَ من يضطهد الثائر، ومن هنا
    يأتي تصميم الثائر على الكفاح، وعنادُه في تحقيق مطالبه كافة، ومثال على هذا رفض
    الثوار المصريين مهلة الأشهر الستة التي طلبها الرئيس السابق محمد حسني مبارك إلى
    حين موعد الانتخابات المقبلة، التي أعلن أنه لن يترشح فيها ولا ابنه. ونظراً إلى
    أن مطلبه لم يكن ليصل إلى حلم الثائر المصري وطموحه قبل ثورته، قوبل بالرفض،
    والإصرار على رحيل نظامه، وهذا ما يسمى بعناد الثائر.



    وبالعودة إلى طبيعة
    الثورات، فقد قضت هذه الطبيعة بأن يتولى القائمون عليها وظيفة الزعامة على أتباعها
    وقيادتهم، فإن انتصروا وتم لهم ما ثاروا من أجله، وبحكم تضحياتهم ومجهوداتهم،
    احتلوا مقاليد السلطة، سواء بشكلها المباشر أو المتواري. فإذا استقرت الأمور وعادت
    إلى ثباتها بعد العاصفة، وجدْتَ دعاة الثورة ورؤساءها قد جنحوا إلى المحافظة على
    المبادئ والأسس الجديدة التي أرسوها، بعد أن كان همهم نقض المبادئ والأسس القديمة،
    أي أن الثورة -برجالها- تستحيل إلى جمود، كما تستحيل الرغبة في التغيير والتطوير
    إلى إصرار على الاستقرار والتأييد.



    وهنا تظهر طبقة
    جديدة-قديمة من المنتفعين الجدد والمحافظين الجدد كلُّ همِّها استئصال التغيير في
    المجتمع، لأن معناه انقطاع رزقهم من الوضع الحالي. ولما كان تغيير المبادئ والأسس
    القائمة، وانتقال السلطة من أصحابها الحاليين إلى غيرهم، يحتاج ثائرين جدداً، تبدأ
    عجينة الثورات تتخمر وتنضج مع تكرار المواقف التعسفية والظروف الخانقة، إلى أن تقع
    شرارة التفجير.



    إن كان التحليل في مجمله
    لا يتطابق مع الحالة المصرية، لما وصل من انتفض وتمرد إلى القصر الرئاسي، ولا تمتع
    من ثار بزعامة وقيادة معروفة وموحدة أصلاً.



    الإنسان يدور في دائرة
    مفرغة، فيثور على الشيء ثم يعود ويمارس ما ثار عليه ورفضه، ولا أرى رادعاً له
    ولطبيعته الجانحة عن هذا إلاّ القانون... القانون الذي لا يستثني أحداً، الذي
    يراعي المصالح العامة والخاصة، الموضوع باحترافيةٍ لا تخترقها الثغرات. أمّا تطبيق
    القانون واستقلالية القضاء وهيبته، فلا يجوز أن يتزعزع أو يمسّ، إلاّ إذا ثبت التهاون
    والاختراق، وبإجماع الشرفاء أصحاب الخبرة والعلم والضمائر المشهود لهم بتاريخهم
    القضائي، فعندها يُعزل العضو الفاسد ويعدَّل النص الضعيف إن وجد. ولا ينتقص في ذلك
    من قدر القضاء شيئاً، بل يرفعه عظمةً والتزاماً، ولذلك أقول: كان لانتفاضة القضاة
    واستنكارهم في مصر وانزعاجهم من سلسلة القرارات والتطورات التي مست اختصاصات
    القضاء من السلطة، ما يبررها ويفسّرها.



    فهل بلغنا من الإنتاج
    الأدبي المصري تحديداً ما يوازي أحداثه التاريخية المتلاحقة في أهميتها؟ يقول عميد
    الأدب العربي طه حسين: «الأصل أن يهدأ الأدب أثناء الثورات، ولا ينشط إلاّ بعد أن
    تستقر الأمور وتجري على طبيعتها، لأن الأدب محتاج إلى الحرية، والثورة مضطرة إلى
    أن تحافظ على نفسها حتى تحقق أغراضها. فكأن بين الأدب وبين الثورة شيئاً يشبه
    الهدنة حتى تبلغ الثورة غايتها.. انظر إلى الثورة الفرنسية مثلاً! فقد سكت الأدب
    الفرنسي أثناءها سكوتاً يوشك أن يكون تاماً. ولم ينشط إلاّ بعد أن استقرت الأمور
    في فرنسا».



    أفكارنا مجرد كلمات،
    والأديب العظيم يهبنا كلمات عظيمة لأفكار عظيمة، ترسخ في أذهاننا وتبعثنا على
    الأعمال الجسام. ومن كفاح الشعوب العربية يجب أن تتوالد أمهر الكتابات البالغة، المعبرة
    عن معاناة المواطن العربي، فكل ما نعرفه من قيم الحرية والإخاء والحق إنما يعزى
    إلى الأدباء وتوثيقهم أكثر مما يعزى إلى الثائرين أنفسهم. تقول الفيلسوفة سوزان
    لانجير: «إذا كنا سنحظى بمعرفة جديدة، فالأكيد أننا سنحظى معها بدنياً من الأسئلة
    الجديدة». والسؤال: ألم يصبْنا الملل من أسئلتنا القديمة بأجوبتها القديمة
    المعروفة؟! ولا أفضلَ رقياً من الأدب محفِّزاً ومنبِّهاً.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 13 فبراير 2013 - 16:59


    ألم يصبْنا الملل من أسئلتنا القديمة بأجوبتها القديمة
    المعروفة؟! ولا أفضلَ رقياً من الأدب محفِّزاً ومنبِّهاً.

    a5

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - «باي باي صداقة

    مُساهمة من طرف waell الخميس 14 فبراير 2013 - 10:31

    عابر حياة - «باي باي
    صداقة»



    ثريا الشهري


    الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣


    يقول الكاتب الأميركي
    روبرت غرين: «لا تحمِّل الكثير من ثقتك في سلة أصدقائك. وفي المقابل تعلّم كيف
    تفيد من أعدائك. ذلك أن الصديق باعتباره القريب والمطّلع من السهل أن يخونك لأن من
    السهل للحسد أن ينهشه ويستفزه. بعكس العدو الذي لو امتلكت الشجاعة لتقريبه فمن الصعب
    عليه التلاعب بك، لعلمه أنه تحت مجهرك واختبارك وإثبات الولاء لك. ففي الحقيقة
    لديك أسباب للخوف من أصدقائك أكثر مما لديك مع أعدائك. فإذا لم يكن لك أعداء
    فاخلقهم ثم عد فقربهم». فلسفة ما بعدها فلسفة، أليس كذلك؟ ولكن لنعترف بأنها تستحق
    التوقف والتأمل من واقع السجل الشخصي لكل منا! فكم صديقاً لنا نتذكره بحرقة؟ وكما
    قيل: «من أكثر الحقائق عصراً لقلوبنا أن يتحول الناس الذين نعرفهم إلى أناس «كنا»
    نعرفهم».



    ما إشكالية الصديق؟ إنك
    تظن أنك تعرفه، وهذا نظرياً. أمّا عملياً فأنت لا تعرفه. فالصديق بطبيعته لا يدخل
    معك في جدالات لا طائل منها وقد تؤثر في صفو صداقتكما. وعليه، فقد يبدي التنازل
    فيوافقك الرأي، أو أقله لا يعترض عليه. ومع الأيام ترتاح إلى صحبة هذا الرفيق الذي
    أخفى طبيعته الممتعضة. هذا الرفيق الذي يثني على كلامك وربما محاولاتك المتعثرة
    للكتابة والشعر. يثني على حسك الكوميدي وربما نكاتك التي يجاملك بزيادة جرعة الضحك
    منها. يثني على ذوقك... على عقلك... على حياتك. وقد يكون المخلص والوفي في ما يبدر
    عنه. ولكن قانون الحياة يقول إنه غالباً لا يعني «كل» ما يقول لكنه يتجمّل به.
    فإذا صحوت يوماً وقررت أن هذا الصديق هو أفضل من تقربه وتعمل معه، فستبدي لك
    الأيام بمواقفها ذلك الجانب الخفي لصديقك. وتلك لعمري من أكبر أخطاء الإنسان...!
    فعاطفتك تجاه صديقك بذكرياتها ولحظاتها المؤثرة ستخلُّ بحكمك عليه وبتفسير دوافعه
    وتصرفاته. وقد تقربه على المستوى المهني - على سبيل المثال لا الحصر - ليس لجدارة
    استحقاقه ولكن لأنه فقط صديقك.



    عندها سيخسر المرء الصديق
    والعمل الذي جمعهما. لذلك من نصحك بإبقاء صداقات العمل رسمية لم يبخل عليك بالرأي
    السديد. فمفتاح القوة في الحياة العملية أن تكون سيد قرارك وموقفك. ولكن الصديق
    بحكم الصداقة بإمكانه أن يضعف من تلك القوة بمراجعتك ومناقشتك. فلم يعد المجال
    يتسع هنا لتضحية الأصدقاء. إنها سوق المنافسة وإثبات الوجود. ولا يعني هذا في
    الوقت نفسه ارتكابك خطأ آخر بتحويل عدوك إلى صديقك عندما يصبح قريباً، لأنه سيحمل
    عندها كل سلبيات الصداقة. فكما قالها لينكولن عام 1971: «لا تصنع من عدوك صديقاً
    وإلّا حطمته». نعم، لا تصنع صديقاً من عدوك... فقط قربه وابقِ عينك عليه على حفظ
    مسافتك منه.



    عُرف عن هنري كيسنجر
    إعلاؤه في اختياراته للناس من حوله على أساس مخالفته الرأي. فمن لهم مواقف سابقة
    ضده، هم بعينهم من يطلبهم للمشورة والعمل معهم. وذلك لتصديقه أننا لو تحركنا في
    وسط الموافقين والموالين وحدهم، فالنتيجة أننا سنصاب بالكسل العقلي، ونتخلى عن
    حذرنا وقرْنَي استشعارنا. وربما نستمرئ السمع والطاعة ولا نرضى لهما بديلاً وإن
    كلف الأمر. وهو شعور بعدم الأمان على أية حال.



    ومن أجمل ما سمعت عن هذه
    الجزئية بالذات، وأعني بها «الشعور بعدم الأمان» رأي للممثل الأميركي داستن هوفمان
    جاء فيه: «كنت في ما مضى أشعر بعدم الأمان في وضع غير مريح، أمّا اليوم فلا أزال
    أشعر بعدم الأمان ولكن في وضع أكثر راحة». مستطرداً بأن الناس جميعاً إنما يشعرون
    بعدم الأمان ولكن بنسب متفاوتة. فمقولة «النجاح يولِّد الثقة» غير صحيحة في نظره.
    بل إن النجاح يولِّد الشعور بعدم الثقة لعبء مواصلة النجاح والصعود به. أمّا كلمتي
    الأخيرة فأوجهها إلى القارئ العزيز الذي يشتكي من استشهادي بالأمثلة الغربية. وفي
    ذلك أقول غربي أم عربي هو في النهاية إنسان. وعن هذا الكائن الإنساني أنا أبحث
    وأفتِّش.. أياً كان عرقه وجنسه ودينه. فانظر إلى أساس ما تنادي به المقالة،
    والمبدأ الذي تحكي عنه، واترك عنك الأسماء، فما هي سوى مكمِّلات، أو لزوم ما لا
    يلزم.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - قال ولم يقل...!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 فبراير 2013 - 12:33

    عابر حياة - قال ولم
    يقل...!



    ثريا الشهري


    الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣


    يقول جبران خليل جبران:
    «قال له عالم: حدثنا عن الكلام. فأجاب وقال: إنكم تتكلمون عندما توصد دونكم أبواب
    السلام مع أفكاركم. وعندما تعجزون عن السكنى في وحدة قلوبكم، تقطنون في شفاهكم،
    والصوت يلهيكم ويسليكم. وفي الكثير من كلامكم يكاد فكركم يقضي ألماً وكآبة، لأن الفكر
    طائر من طيور الفضاء، يبسط جناحيه في قفص الألفاظ، ولكنه لا يستطيع أن يحلق
    طائراً. إن بينكم قوماً يقصدون الثرثار المهذار، ضجراً من الوحدة والانفراد، لأن
    سكينة الوحدة تبسط أمام عيونهم صورة واضحة لذواتهم العارية يرتعدون لدى رؤيتها
    فيهربون منها، ومنكم الذين يتكلمون، ولكنهم من غير معرفة، ومن دون سابق قصد،
    يُظهرون حقيقة لا يدركونها هم أنفسهم، ومنكم الذين أودع الحق قلوبهم، ولكنهم يأبون
    أن يلبسوه حلة اللفظ، وفي أحضان هؤلاء تقطن الروح في هدوء وسكون، فإذا رأيت صديقك
    على جادة الطريق، أو جمعتك به ساحة المدينة، فدع الروح التي فيك تحرك شفتيك وتدير
    لسانك. أفسح المجال للصوت الذي في أعماق صوتك، فيخاطب أذن أذنه».



    «الصوت يلهيكم ويسليكم..
    فتقصدون الثرثار المهذار ضجراً من الوحدة والانفراد». وهذه هي خلاصة أغلب البشر،
    ولا أتأمل إلاّ حال من فرضت عليه تكاليف الحياة ومناصبها أن يفتح قلبه ومجلسه كل
    يوم لعشرات من الناس يدخلون ويهذرون فيخرجون، فمن أين له بالطاقة المتجدّدة لهذا
    المجهود الجبار؟ لذلك هي مهمة وضرورية لحظات الاختلاء مع النفس، بكل سكينتها
    وهدوئها وانعزالها، لذلك هي مهمة لحظات الصلاة والتريث عقب الصلاة. فكما قالها
    جبران: «إذا صليت فأنت ترتفع بروحك لكي تجتمع في تلك الساعة بأرواح المصلين الذين
    لا تستطيع أن تجتمع بهم بغير الصلاة. فلتكن زيارتك مدعاة للهيام السماوي، والشركة
    الروحية السعيدة». فأين صلاتنا من ذلك المكان غير المنظور؟ بل أين نحن قبل المكان
    غير المنظور؟



    هل نخشى الانفراد مع
    أنفسنا فلا نجد أجوبة لأسئلتها؟ أو ربما يكون السؤال: هل فكّرنا أصلاً مع أنفسنا؟
    وبماذا نفكر؟ ما هي طبيعة الأفكار التي تدور وتلاحقنا؟ هل هي روتينية مقيتة؟ أم
    مجرد مملة؟ هل هي أفكار محفِّزة تعرف هدفها، أم سارحة لا وجهة تحددها؟ هل تتعبنا
    أفكارنا فنهرب منها، أم تسلينا فندعها تمر؟ هل نتكلم بما نفكر ونفكر بما نتكلم، أم
    كما تأتي فلتأت؟ هل نتكلم فتتكشّف لنا أفكار كانت قابعة في زوايا مظلمة، أم نتكلم
    بلا ذكاء وبلا إمعان؟ ثم هل سألنا أنفسنا كيف نتكلم، وكيف نفكر؟



    يقول جبران: «إن قلوبكم
    تعرف في السكينة أسرار الأيام والليالي، ولكن آذانكم تتشوق لسماع صوت هذه المعرفة
    الهابطة على قلوبكم. غير أنكم تودون لو تعرفون بالألفاظ والعبارات ما تعرفونه
    بالأفكار والتأملات. وحسن أنكم تتوقون إلى ذلك، ولكن لا تسبروا غور معرفتكم بقياس
    محدود أو حبل مشدود. أجل، ولا تقولوا في ذاتكم: «قد وجدت الحق»، بل قولوا بالأحرى:
    «قد وجدت حقاً». وهو ما يعني أن ترجمة الأفكار إلى ألفاظ ومعان أقل من مخزوننا
    الفكري مهما حاولنا، فكل ما يخرج منا تأكد أنه جزء من كل. وقد يكون حقاً وقد لا
    يكون! بل إنك لتتكلم بالساعات ولا تكون عبَّرت عما في داخلك أو اقتربت منه، فما
    بالك بمن حرم ملكة التعبير من الأساس، وعزاؤه في ذلك أن من ملك ناصية اللسان أحجم
    عن الكلام في زمن لم يعد أحد يسمع أحداً، أو يفهم أحداً، لذلك أعود وأقول إن في
    الصلاة حكمة! فمناجاة الخالق، العالم وحده ما في نفسك من غير مشقة التعبير، هي ما
    يريح العبد ويخفف عنه، أمّا الإجابة، فتستطيع أن تلتقطها إن كنت يقظاً وموصولاً
    بحبله تعالى. تلتقطها بالإشارة وبإيمانك المتقد، فلا تدخل المكان ليراك الغير
    عابداً ومصلياً، بل يكفيك أن تدخل من غير أن يراك أحد، وإن رآك الجميع. فهل وصلك
    المعنى الخفي؟ أرجو ذلك! لأنك حينها ستعرف كيف تختلي بنفسك، ولن تنطق بما لا تعني.
    وعندها لن تقول الكثير، وإن قلته فالقليل الصادق هو ما نتلمسه في الليالي الباردة!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - «هو ده المنطق

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 19 فبراير 2013 - 23:13

    عابر حياة - «هو ده
    المنطق!»



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣


    «تدرس هيئة سياحة دبي
    تثقيف السياح السعوديين بالأنظمة المرورية في دولة الإمارات، بعد ضبط أجهزتها
    الأمنية مركبات سعودية طمس سائقوها لوحات مركباتهم بهدف الهرب من رصد الأجهزة
    الأمنية لمخالفات السرعة على الطرقات السريعة. ووفقاً لمدير سياحة الأعمال في دبي
    فإن الهيئة تدرس إشعار السياح السعوديين بالمخالفات المرورية عبر رسائل نصية على
    هواتفهم المحمولة، تصلهم فور دخولهم الأراضي الإماراتية، ويتم خلالها التنبيه على
    بعض المخالفات المرورية والنظامية التي تغيب عن السائح السعودي غالباً، التي عادة
    ما يتكرر وقوعها وفق رصد الأجهزة المرورية في الدولة». هذا هو نص الخبر الذي
    تداولته مواقع الإنترنت عن ثقافة السعوديين المرورية، فماذا نقول عن هذا التنبيه؟



    إن من تعلّم الأصول في
    داره، فلن يعدمها خارجه. فليس من المنطق أن يكون الإنسان محترماً في بيته وعمله
    ومحيط أصدقائه، ويسمح لنفسه في الشارع بالتحلّل من جرعة الاحترام. فما علاقة
    الاحترام بموضوع قواعد المرور؟ لأن ما يصدر عن السائق في أي مكان في الدنيا إنما
    يدل على أخلاقه الشخصية وعلى نوعية البيت الذي تخرّج منه قبل أن يمسك بمقود
    السيارة. فهل تعودنا أن نكون محترمين؟ أو ربما يكون السؤال: هل يحز في أنفسنا ألاّ
    نكون؟



    ما معنى أن تكون بسيارتك
    تنتظر إشارة المرور بلونها الأخضر فيأتي من يسقط على مسارك ويزاحمك ويمنع سيارات
    مسار اليمين من المرور؟ وكله كي يكون قريباً من الإشارة الخضراء، من دون مراعاة
    لأبسط قواعد المرور في انتظار دوره كما غيره من المنتظرين. أمّا الأسوأ من هذا
    التجاوز أن يقف شرطي المرور بسيارته ويشهد بنفسه المخالفة الصريحة ولا يحرك
    ساكناً. فمتى يُستفز «الرجل الغامض بسلامته»؟ عند السيارة المظللة. فكل من سوّد
    زجاج سيارته أوقف. حسناً، فمن الدواعي الأمنية ألاّ تكحّلها بالليل الدامس، ولكن
    ماذا عن الداعس ولا هم له؟ من يتصدى له؟ فلئن كان نظام ساهر يضبط السرعة فمن يضبط
    غير السرعة؟ من يعلِّم السائق السعودي أن مسار «الطوارئ» لم يترك خالياً لكي يتخطى
    حضرته الجميع، ولكن لإنقاذ الحالات الحرجة والمركبات الطارئة؟ من يعلِّم السائق
    السعودي أن التجرّؤ على عكس السير والقفز بالسيارة فوق الأرصفة ليس بالسلوك الذي
    يفخر به، ولكنه يدل على تخلفه الحضاري - السلوكي - الأخلاقي؟ ثم نلوم العمالة
    الوافدة إن لم تتقيّد بقواعد مرورنا؟ فهل كنّا أهلاً ونماذج أولاً قبل أن نلوم
    وننتقد؟!



    وإلى يومك هناك من يفتح
    نافذة سيارته ويرمي بمخلفاته وأوراق «المناديل» خارجها، هذا إن لم يبصق معها؟ ولأن
    هناك بعض الغيورين الصادقين فقد صار أن أوقف أحد المواطنين سائقاً وافداً لتأنيبه
    وإعطائه درساً في قواعد - أصول الشارع. ولأن النصح يصعب تقبله، فقد راعى أخونا
    الغيور أن يكون مهذباً ولكن صارماً. وكان من المتوقع طبعاً أن يعتذر السائق عن عدم
    لياقته أو أقلها يلتزم الصمت ثم يمضي في حال سبيله. أمّا أن ينظر إلى عيني المواطن
    بكل تحدٍّ وبلغته العربية الركيكة يقول: «إنت ما في نظافة شارع، ليه أنا في نظافة
    شارع؟»، ويعني ان لم تحرص على نظافة شارعك وأنت المواطن، فلِمَ عليه أن يفعل وهو
    غير المواطن؟ أعتقد أن مثل تلك الإجابة لا يناسبها إلاّ تعليق الممثل المصري في
    إحدى مسرحياته المشهورة: «هو ده المنطق!».



    سأل المذيع أحد المتصلين
    عن نظام ساهر؟ فأجاب الرجل بصراحة لا تخطئ أنه لا يعرف التقيد بمعدل السرعة
    المطلوب. ولذلك فقد اهتدى إلى إخفاء أرقام سيارته والجري بها كيفما يشاء وأمام
    أعين «ساهر». فلجأ المذيع إلى حيلة الإحراج وسأل ضيفه إن كان بفعلته تلك راضياً عن
    نفسه..!! فجاءت إجابة الضيف المتصالح مع قواعده كالآتي: «يا خوي وليه ما تبيني
    أسرع؟ عاد من زين المناظر الطبيعية، ما غير شبوك وبعارين وهبوب الصحراء». وكانت
    تلك خاتمة الإحراج. ألم أقل لكم «هو ده المنطق». تقول السيدة نانسي آستور: «أخطر
    ما في الحياة هم أولئك الذين ينشدون تغيير كل شيء أو لا شيء». وها نحن نشتكي من كل
    شيء ونتحمس للتغيير، ثم ننتهي بلا شيء.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - على طريقة «جوردان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 21 فبراير 2013 - 15:15

    عابر حياة - على طريقة
    «جوردان»



    ثريا الشهري


    الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣


    يقول أسطورة كرة السلة
    الأميركية السابق مايكل جوردان: «لم أحقق شيئاً إلا وقسمته إلى خطوات. وكلما
    انتهيت من خطوة انتقلت منها إلى الأخرى... وهكذا إلى أن يتحقق هدفي. ومن بعده أبدأ
    بالتخطيط لهدف غيره. ذلك أنني في كل مرحلة أستطيع أن أنهيها بنجاح إنما يمنحني ذلك
    ثقة أكبر لأتقدم إلى المرحلة التالية. فإذا أنت لم تسلك هذا الطريق فكيف ستبني
    ثقتك بنفسك وبقدرتك؟ بل إنك إن لم تفعل فإنك عندها ستكون عرضة لإحباط يجوز أن
    يهاجمك عند فشلك في تحقيق الخطوات الكبيرة التي قد لا تتناسب مع قدرتك وحجم هدفك.
    فهب أنك فعلتها ومع ذلك لم تصل إلى غرضك كما تمنيته وخططت من أجله. فلا بأس! ذلك
    أنك حتماً ستكون قد أنجزت في الطريق بعض الخطوات المهمة، عدا عن معرفتك الجديدة
    التي تكون قد اكتسبتها. فليس مقدراً لكل إنسان أن يكون الأفضل، ولكن الأكيد أنه
    سيكون من ضمن الأفضل. وهذا بذاته نجاح لا يُستهان به، ولا ينبغي أن يُستهان به».



    أسلوب مايكل ليس اختراعاً
    كما نرى! ولكن النفس الطويل هو ما يميّز جوردان والـ»غروب» الذي ينتمي إليه من كان
    على شاكلته. فهذه الخطوات المقسّمة غني عن القول إنها لا تمر بسلام إن حاول المرء
    تخطيها. بل إن فيها من العراقيل والتحديات ما يجبر الإنسان أحياناً على اليأس من
    بلوغ النتيجة المرجوة... يأس قد يوقف المحاولات عند حد معيّن. أم كيف خُلِق عدم
    المساواة؟ فمن انتهى شوطه في أوله، ومن آخر في منتصفه، إلى ثالث حتى خط النهاية.
    ولذلك يعترف جوردان بأنه أبداً لم يسمح للتفكير السلبي أن يؤخّره. فإن عزم على
    القفز في الماء، فسيفعل وهو مصمم على النجاة. أمّا مقولة نعم سأقفز ولكنني قد أغرق
    فليست له ولا تليق باستعداده النفسي. باختصار، إنه الخوف الذي يشلّ الحركة ويعطلها
    وربما يلغيها... الخوف من الفشل والإحراج والوضع النفسي المتأزم. هذا الخوف هو
    السراب بعينه. تحسبه شيئاً وهو لا شيء، ولكن فقط إذا واجهته. فطالما أنك بعيد عنه،
    ستحسبه شيئاً. وفي الواقع لا شيء هناك سوى فرص تنتظر أداءك وإشغال عقلك. فمن
    المسؤول عن التأخير الآن؟



    إن كنت موظفاً وطلب منك
    أن تقدِّم عرضك، فقمت بكل ما يمكنك من حسن إعداد وشرح وتقديم، عقبها تكون النتيجة
    بيد من سيعجبهم عملك وهذا ما لا حيلة لك به. فإن حصل ورُفض عرضك فعزاؤك أنك حاولت.
    وهذا بالضبط ما حاول جوردان أن يوصله إلى جمهوره. فعدم التوفيق قدر لا بد من أن
    يمر بحياة الإنسان. وهو عن نفسه متقبله إن تعرّض له، ولكنه أبداً لن يقبل ألا
    يحاول بينما هو يستطيع المحاولة. وبصرف النظر عن النتيجة طالما أنه بذل كل ما في
    وسعه.



    فهل لهذا اللاعب الأسطورة
    من سر؟ «ولا سر ولا حاجة». كل الحكاية كما لخصها جوردان أنه يفضِّل أن يلعب مع
    خمسة لاعبين بموهبة أقل، ولكن بإيمان أكبر بقيمة اللعب كالفريق الواحد، على أن
    يلعب مع خمسة لاعبين ليس لديهم استعداد للتضحية ضمن الفريق الواحد لإحساسهم
    بنجوميتهم المتّقدة كأفراد. ذلك أن النجومية قد تفوز بالمباراة هذا صحيح، ولكن عمل
    الفريق الواحد إنما يحصد البطولة كلها.



    خطران يواجهان اللاعب،
    تخليه عن روح الانضباط التي يجب أن يتحلى بها سواء كان في الملعب أم خارجه. لأن
    اللاعب المتهاون في أساسيات الالتزام في حياته، الأكيد أنه سيعيش انفصالاً لن
    يساعده في بلوغ قمته. والخطر الثاني ويتمثل في عشق اللاعب للتبجيل الآني. ففي سبيل
    تلك اللحظات البراقة قد يتناسى ما هو أهم! سواء كان «تكتيكاً» أنسب، أم أخلاق عمل
    أرقى، أو ترتيباً عقلياً أذكى. وما ينطبق على اللاعب ينسحب على «غيره» في «مجالات
    أخرى». هذا التناسي الأحمق سينزل بصاحبه ولن يرفعه. وبالحديث عن انضباطات لاعبيهم
    فماذا عن لاعبينا؟ فهل دربوا مثلاً على قيم الالتزام والمسؤولية تجاه أنفسهم
    وجماهيرهم؟! ولكن لِمَ نلومهم وهم جزء من نسيج الفوضى وانفصام المجتمع؟!

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 21 فبراير 2013 - 17:47

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 714674
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - غربة

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 26 فبراير 2013 - 13:09

    عابر حياة - غربة


    ثريا الشهري


    الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣


    يقول جبران خليل جبران:
    «أمّا المعلم الذي يسير محاطاً بأتباعه ومريديه، فهو لا يعطي شيئاً من حكمته،
    وإنما يعطي من إيمانه وعطفه ومحبته. لأنه إذا كان بالحقيقة حكيماً فإنه لا يأمركم
    أن تدخلوا بيت حكمته، بل يقودكم إلى عتبة فكركم وحكمتكم. فإن الفلكي يستطيع أن يقص
    عليكم شيئاً من معرفته لنظام السماء، ولكنه لا يقدر أن يعطيكم معرفته. والموسيقي
    يستطيع أن ينشدكم أجمل ما في العالم من الأناشيد والأنغام، ولكنه لا يستطيع أن
    يمنحكم الأذن التي تضبط النظام في النغم، ولا الصوت الذي يوجد الألفة في الألحان.
    والرياضي النابغ في ضبط الأرقام يستطيع أن يوضح لكم عدد الموازين والمقاييس وخصائص
    كل منها، ولكنه لا يستطيع أن يمنحكم معرفته. لأن الإلهام الذي يهبط على رجل ما لا
    يعير جناحيه لغيره. وكما أن لكل منكم مقاماً منفرداً في معرفة الله إياه. هكذا يجب
    عليه أن يكون منفرداً في معرفته لله وفي إدراكه لأسرار الأرض».



    وهذا صحيح، ففي المحصّلة
    كل ما يحكم التلقي هو وعي المرء وإدراكه الذاتي. وبكذا يتمايز البشر، فعلى قدر
    العقول يكون الفهم والاستيعاب. ومهما حاول المعلم والعالِم والحكيم الشرح والتوضيح
    فلن يستطيعوا أن يهبوا المعرفة، ولكن جزءاً منها. هذا التفرّد من نعم الله علينا.
    لذا قيل: إن المساواة لا تعني العدالة، لأننا نكون بذلك إنما نظلم التفاوت الفطري
    بيننا.



    تقول أحلام مستغانمي في
    روايتها: «التواضع كلمة لا تناسبني تماماً. فأن تتواضع يعني أن تعتقد بأنك مهم
    لسبب أو لآخر، ثم تقوم بجهد التنازل والتساوي لبعض الوقت بالآخرين، من دون أن تنسى
    أنك أهم منهم. هذا الشعور لم أعرفه يوماً. لقد كنت دائماً امرأة، لفرط بساطتها،
    فكل البسطاء والفاشلين حولها يعتقدون بأنها منهم، ولم يكن من أمل في تغيُّري، فلقد
    ولدت اقتناعاتي معي. أنا أحب هؤلاء الناس، أتعلم منهم أكثر مما أتعلم من غيرهم.
    أرتاح لهم أكثر مما أرتاح لغيرهم. لأن العلاقات معهم بسيطة، وأكاد أقول جميلة،
    بينما العلاقات مع الناس المهمين - أو الذين يَبدون كذلك - هي علاقات متعبة
    ومعقدة». ونحن دائماً ما نربط البساطة بالفقر، والمستوى الرفيع بالغنى. وهو ارتباط
    غير دقيق، فيمكنك أن تملك المال الوفير وتظل على بساطة وعيك. أو تُحرم هذا المال
    وتكون عالياً في تفكيرك وشموخك. وهذه المرأة التي لا تجيد التعامل سوى مع البسطاء،
    ليس من الضروري أبداً أن يكونوا بلا مال، فقد يكونوا أثرياء وبسطاء، أو فقراء
    وبسطاء أيضاً. فالمسألة إنما تخضع إلى مدى إدراك هذا الإنسان، وأسلوب تفاعله مع
    الحياة.



    المال يستطيع توفير كل ما
    يمكن شراؤه، ولكنه لا يستطيع أن يمنحك العمق إن كنت على السطح؟ من أين له أن
    يمتّعك بالألمعية الاجتماعية إن كنت بارعاً في التجارة ولغة الأرقام وحدهما؟ أمّا
    العلم فيستطيع منحك شهادة تضمن لك عملياً بعضاً من أمان مادي واجتماعي، ولكنه لا
    يستطيع أن يعلِّمك تذّوق الجمال والافتتان بلغة الفن أو الخير مثلاً؟ وهكذا تجري
    المقادير، أو كما أوجزها جبران بقوله: «أنه الإلهام الذي يهبط على رجل ولا يعير
    جناحيه لغيره»، بل أضيف إليه أن من هذا الإلهام ما فاق مصدره. فكم من تلميذ سبق
    معلمه، فكل بحسب ما يفتح الله عليه. والله يهب من يشاء كما يشاء.



    الإنسان غريب الأرض،
    يحاول أن يتعلق بها بشتى الوسائل، بمزيد من العلم وبكثير من المقتنيات، ولكنه لن
    يخرج من غربته، وسيبقى بلا مأوى وحيداً ما لم يبدأ جدياً في النظر إلى نفسه من
    الداخل. وتطبيق ما ينتقيه على ذاته. فحالما يعي المرء من هو، أو حتى يقترب من
    ماهيته ومعرفته بنفسه الحقيقية سيبدأ بالشعور بالامتلاء. وأن ما يفعله ويقوله له
    معنى في حياته! فأصعب إحساس على الإنسان حين يشعر أنه فارغ أجوف. يعيش أياماً
    متشابهة بلا مرسى ينتظره. وفي النهاية ماذا يبقى لأي منّا؟ أن يكون منفرداً
    ومتفرِّداً في معرفته لأسراره وأسرار الدنيا... حتى لا يكون غريباً.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 26 فبراير 2013 - 23:49

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 IZb03281
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - الكبير أكبر والصغير أصغر

    مُساهمة من طرف waell الخميس 28 فبراير 2013 - 9:03



    عابر حياة - الكبير أكبر
    والصغير أصغر



    ثريا الشهري



    الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣



    «روبرت هيفت» اسم لطالب
    ثانوية أميركية رفض معلمه عام 1958 مشروعه الذي تقدم به، وكان عبارة عن رسم لشكل
    العلم الأميركي الحالي. ولم يحصل في تقدير المعلم في حينها على درجة أعلى من جيد
    جداً. فلما احتجّ الطالب على تقويمه الأقل من استحقاقه في نظره، كان جواب المعلم:
    «حسناً أرسل برسمتك إلى الكونغرس، فإن أجازوها فسأعيد النظر في تقويم عملك».
    وبالفعل هذا ما صار. وما كان من الكونغرس إلا أن اعتمد رسمة هيفت للعلم الأميركي
    الذي لا يزال يرفرف إلى يومنا. وعندها والتزاماً بوعده رجع المعلم عن قراره وأعاد
    تقويم عمل الطالب إلى درجة ممتاز. هذا الطالب أو روبرت هيفت توفي عام 2008 وهو لا
    يزال يتذكر معلمه ومحفِّزه لإرسال عمله إلى الكونغرس. روبرت هيفت مات وابتسامة
    الرضا لم تفارق وجهه.



    لا نريد الانسياق إلى
    حذلقة لفظية، وإلى استطراد لا نقصده. ولكننا في عالمنا العربي الضيق نحتاج إلى
    توسيع آفاق تفكيرنا وإعادة النظر في مدى آفاقنا. من أول البيت مروراً بالمدرسة
    والشارع إلى آخر كيان في مجتمعنا. بغير ذلك لن نتمكّن من التغيير نحو الأنسب
    والأحدث. ولن نصل إلى خلق قوام للاحتذاء، يتفاعل ويهضم ثم يعطي. فهذا المعلّم الذي
    لم يتشبث برأيه لم يحقد على تلميذه لأنه ناقشه وراجعه في علامته، بل تفهّم رأيه
    وأرشده نحو من هم أعلى منه شخصياً لتقويم ما اختلف حوله مع تلميذه. واعداً إياه إن
    جاء تقويم الجهة الأعلى أفضل من تقويمه هو، فسينزل عند رأي الأعلم منه... وهذا ما
    كان.



    من ضمن أحداث فيلم يحكي
    عن قصة مدرسة حاول مسؤولوها تقليص مصروفاتها بوقف الدعم عن حصص الموسيقى، هذا
    الاستقطاع قابله عزم على جمع المبلغ اللازم لاستمرار وجود الموسيقى في حياة
    الطلاب، لأن «الحياة بلا موسيقى خطأ كبير» برأي الفيلسوف نيتشه. فكان من ضمن
    المتحمسين لجمع المال معلّم لمادة الأحياء، ولكنه يفهم في أمور المصارعة. فتفتق
    ذهنه عن الاشتراك في مباريات تنافسية للمصارعة والاستفادة من مبلغها لصالح برنامج
    الموسيقى. ولأنه حاول جاهداً وتعرض لإصابات جسدية على قدر محاولاته، فتجد أن زميله
    في المدرسة قرر أن يثنيه عن أذية نفسه. فماذا كانت جملته لمعلم الأحياء؟: «بمجرد محاولاتك
    تلك قد حصلت على جائزة الفوز في تقدير تلاميذك، لأن التدريس والتعليم ما هما سوى
    الإلهام في نهاية المطاف. وقد كنت الملهِم لهؤلاء الطلبة».



    والسؤال: كم من معلم مر
    في حياتنا وكان الملهم؟ كم من معلم لا نزال نتذكر كلماته وتصرفاته؟ وبالمناسبة
    فحتى الأبوين «لا يجب» أن يخرجا عن دائرة المعلم. فهل كانا لنا إلهاماً أم
    إهمالاً؟ وهذا ما يُحدث الفرق في حياة الإنسان. فكل امرئ وفي حياته حادثة ما «أو
    أكثر» كانت الفاصلة في تاريخه. ومَن غير الأب والأم والمعلم شخصيات لها اعتبارها
    في أول سلم الحياة؟



    أحياناً نصاب بلعنة الانبهار
    بالغريب وغير المسبوق، حتى إننا لا نلتفت إلى العادي والتفاصيل اليومية. مع أن
    العادي بشيء من الرعاية والاهتمام بإمكانه أن ينتقل إلى خانة أخرى أفضل وأصلح
    وأكثر انبهاراً. هذا العادي من ورائه صاحب عادي بإمكانه أن يفهم ويتعلّم ويتشرّب
    الطريقة التي توصله إلى أماكن أخرى غير عادية. ولكن المحك على العين اللاقطة، وعلى
    العقل الإنساني الذي يسمح من موقع مسؤوليته بإعطاء الفرصة لمن كان أمامه كي ينهض
    ويتقدم. وكل كبير ولا يرضى إلا أن يكبر معه من كان حوله. وكل صغير ولا يرضيه إلا
    أن يتحرك وسط الصغار ليشعر بقيمته المفقودة وينسى نواقصه. ومن هؤلاء الصغار تتأزم
    الحياة وتتشابك عقدها أكثر. أمّا الكبار فهم كبار في كل شيء... في تفكيرهم وهممهم
    وقراراتهم وعطاءاتهم. فصحيح أن الطالب هيفت هو من رسم علم بلاده، ولكن معلمه هو
    الكبير الذي وقف خلف العمل. فكان كبيراً في تدبير الموقف وفي نموذجه الملهم
    لتلميذه. وكل منا يستطيع أن يكون كبيراً في موقعه ومن موقعه. الأهم أن نعي هذه
    المسؤولية وهذا الشعور بداخلنا.



     



    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 28 فبراير 2013 - 22:58

    الخط المزدوج يعيق القراءه
    نرجو التعديل
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - الرقم

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 5 مارس 2013 - 7:03

    عابر حياة - الرقم
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٥ مارس ٢٠١٣
    يقول حكمت الحاج: «منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001، بدأت الكثير من منظمات حقوق الإنسان المعترف بها عالمياً بالتراجع. حتى تراجعت بعض الدول عن التحريم المطلق للتعذيب. وأخذت دول أخرى تتجاهل حظر إرسال الأشخاص إلى دول تمارس التعذيب، وما رافق ذلك من انتهاكات للحقوق الفردية، وطريقة تعامل بعض الدول ومنها الاتحاد الأوروبي مع النازحين وطالبي اللجوء. وهي كلها أمور تؤكد أن العالم أبعد ما يكون عن تحقيق أهداف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وفي هذا السياق يقول وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر: «لا يمكن لمحاربة الإرهاب أن تكون الفاتورة التي يتوجب دفعها على حساب حقوق الإنسان»، وبالفعل فالعالم بعد أحداث 11 سبتمبر لم يعد هو نفسه قبلها. حتى إحساس الشعوب بالأمان تراجع لصالح الخوف من المجهول الآتي. ولكن هذا عن 11 سبتمبر بأميركا، فماذا عن الشرق الأوسط؟ فهل مرّ في حياة منطقتنا إعصار آخر بثقل 11 سبتمبر؟ نعم وهو المسمى بالربيع العربي.
    ومن نتاج هذا الإعصار تلك الموجة الكاسحة لوسائل الإعلام الجديد، بأضلاع مثلثها: «فايسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب». التي قد تكون بدأت كقنوات للتواصل الاجتماعي، ولكنها وبمرور الوقت أخذت في التحول إلى أغراض أخرى غامضة وخطرة وموجهة. يجوز أنها لم تخلق من أجلها، ولكن هذا لا يمنع من كونها تشكلت لاحقاً تبعاً لمعطيات ومستجدات فرضت نفسها على المتواصلين. وهو ما «يجب» أن تتنبه إليه الحكومات العربية، والخليجية بالتحديد. فإن كانت تلك الوسائل والقنوات لا تزال تؤدي أغراضها الاجتماعية، فهي في سبيلها إلى أهداف ونزعات أخرى سياسية وتحزّبية وتعصّبية وتشدّدية. في استهداف متمحور حول النشء والجيل الصاعد لتعبئته وغسل أدمغته. وليس في الكلام مبالغة كما قد يُتصور، بل فيه رسائل لأصحاب القرار والتغيير.
    فإن لم تستوعب شبابك بجنسيه، وتهيئ له ما من شأنه امتصاص طاقاته، واستثمارها في أنواع الرياضات بنواديها المؤسسة على أصولها. إن لم تفتح له أبواب المسارح والاندماج في عالم الفنون الراقية. إن لم تتح له آفاقاً متنوعة لتمضية ساعات يومه بخطط يدرسها المتخصصون ويقوم على تنفيذها وتطبيقها القادرون. إن لم تعِ خطورة ما يطبخ في تلك العوالم الافتراضية، فسيأتي عليك يوم وتجد أن الظروف التي فرّخت نتائج 11 سبتمبر قد تكررت، ولكن بنسخ أخرى وبتفريخ آخر أكثر فوضى ودماراً.
    المباشر له وطأة وسلطة قد تورط شبابنا بحماسته للانخراط بجهل منه في أمور يصعب عقبها الخروج منها أو التخلي عنها. فالاشتباك المباشر عبر قنوات التواصل، له إغراؤه في التجاوب الفوري الذي قد لا يأتي بالنتائج المرضية، إن لم يخرج بعكس التوقعات. فالمطلوب إذاً، وتلك هي سمات قنوات النت التواصلية، أن تهذب أجنحتها في استقطابها للشباب بقدر الإمكان. ولن يكون ذلك إلا بالتفكير الذكي بالطرائق التي بإمكانها جذب الشباب، وشغل أوقاته بما يعود عليه بالاستمتاع وهو شرط أساسي، وبالفوائد الإيجابية وهي المرجوة في المقام الأول.
    نحن لم نعد في زمن الخيال الذي فيه كل العزاء. فالشباب اليوم لا يقتنعون سوى بما يلمسونه مادياً، ويعوضهم عن خيبات آمالهم، ويتفق وطبيعة أمزجتهم المتقلبة. فالأحلام والرغبات لا ينبغي أن تقف الحياة في تعارض مستمر لها وإلا تولّد الانفجار، وباتت أحلام اليقظة هي وقائع الواقع التي لم تمر بالتنقيح التدريجي والمقبول. وهو ما يستدعي القول إن الإنسان في شبابه من الصعب عليه تصوّر حال وتفكير من تقدمت به السن، ولكن هذا الناضج صاحب السنين بخبراتها وتجاربها هل صعب عليه حقاً أن يتذكر كيف كانت عليه الحال في شبابه؟ فلم إذاً لا يشعر الكبير بحال الصغير التي كان عليها؟ فالحرية التي يتمتع بها الشباب هي في أحيان كثيرة كل جرعة الحرية التي يمكن للمرء الحصول عليها في دنياه. فإن أسأت العيش معها وفي ظلها وأنت شاب، فستدفع الثمن من عمرك وسعادتك. وهي فاتورة مؤجلة لن تعرف بوجودها إلا في وقت لا ينفع العلم بها. هذه الفاتورة نحن البالغين علينا مسؤولية الرقم الذي ستحمله. وليس الرقم فحسب، بل وحجمه أيضاً.

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - مدرستان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 7 مارس 2013 - 8:59

    عابر حياة - مدرستان


    ثريا الشهري


    الخميس ٧ مارس ٢٠١٣


    يقول محمد أركون: «لا ريب
    في أن أتاتورك فرض تجربته العلمانية بشكل صارم وجذري على المجتمع التركي، لدرجة
    أنه نجح في زرع فكرة العلمنة عميقاً فيه. ولكنها تظل علمنة نضالية وجدالية، أكثر
    مما هي منفتحة ومرنة. وبهذا المعنى فهي خطرة من الناحيتين العقلية والثقافية.
    وستظل مهددة بالخطر لأنها لا تأخذ في اعتبارها أبعاد المجتمع المدني التركي،
    خصوصاً البعد الديني الذي هو أيضاً متجذِّر وعميق. كما أنها لا تأخذ في الاعتبار
    التعددية العرقية والطائفية للمجتمع المدني التركي. فتمارس دورها وكأن كل هذه
    الأشياء غير موجودة. إنها تهملها إهمالاً تاماً. فهذه العلمانية تظل أحادية الجانب
    وعمياء أو متعامية عن المشكلات الواقعية والحقيقية للمجتمع التركي. ولهذا السبب
    نلاحظ عودة الأيديولوجيات الدينية والطائفية والعرقية إلى سطح الأحداث من جديد في
    الأعوام الأخيرة».



    يقول الأتراك العارفون
    ببواطن أمورهم إنه قد فرض على إعلامهم بقسمه المتعلق بالأفلام والمسلسلات تحديداً
    ألا يسمع صوت الأذان في خلفياتها، ولو في شكل عرضي غير مقصود. حتى أنك من المفارقة
    قد تلحظ أصوات المآذن في الأفلام الأجنبية المصورة في تركيا، ولا تسمعها في
    إنتاجهم. أمّا تقديم المشيئة والحمد لله فليست له الأولوية في حوارات سيناريواتهم.
    فكل الجهود وكل التطلعات تنسب إلى قدرة الإنسان وقراراته وحده. وهو أيضاً من ضمن
    الشروط. ولكن وعلى رغم فرض أتاتورك العلمنة على مجتمعه بالقوة، إلا أن الداخل وتحت
    السطح يظل لهما رأي آخر وإن لم يتفوها به. ولكنه بمرور الوقت سيظهر ويخرج،
    وبأساليب فرض جديدة، يقررها أصحابه.



    النموذج التركي موغل في
    العلمانية المفروضة. يقابله نموذج آخر موغل في التشددية الدينية المفروضة. وكلاهما
    وجهان لعملة واحدة. فكما أن الناس سيضيقون بعلمانية لا تراعي التعددية والاتجاهات
    الدينية، فكذا سيضيق الناس بالتطرف الديني الذي خنقهم في أبسط مناحي حياتهم. ولن
    يخسر في هذه الحالة سوى الدين الذي سترتد عليه تصرفات وسلوكيات الفهم المتزمت
    للدين. فالمجتمع - أي مجتمع - لا يتكون نسيجه من فئة بعينها، ولكن من فئات وتعددات
    لها أفكارها وقناعاتها وأساليب عيشها، بما فيـها الفئات المـتشـددة في دينـها.
    جـمـيع هذه الأطياف إن لم تـُراع حـرية تعـددها، بتقليص أو تهـميـش فـئة منها دون
    الأخرى، فالنتيجة أن من تم إقصاؤه سيعود ويتصدر بمرور الأيام. ذلك لأنك زاحمته في
    حقه الحقيقي في الوجود.



    وهذا ما لا يفهمه
    المتطرفون في الدين. فإن صفت نيتهم (هذا إن صفت) في إعلاء كلمة الله، فهم بطرائقهم
    وممارساتهم إنما ينفِّرون ولا يرغِّبون. بل إن من الأجيال الصاعدة من ابتعد عن
    الدين تماماً كرد فعل معاكس. والمصيبة أن المتزمت حين يرى هذا العزوف أو يسمع به
    يكون قراره أن يضاعف من حدة تدخّلاته المتزمتة. ولا يقف مع نفسه بصدق ويعترف بأنه
    كان السبب في ما آلت إليه الأمور.



    هما مدرستان مختلفتان
    تماماً في التفكير والتطبيق. فالأولى ترى أن تحصين ابنك لا يبدأ من المنع، ولكن من
    تثقيفه والارتفاع بسقف وعيه ليعرف كيف يختار سمينه من غثه. والمدرسة الثانية وترى
    أنها الأفهم والأعلم من هذا الغض، وعليها أن تقرر عنه وتنتقي ما يناسبه. فلا تتيح
    له حرية الخيار، لأنها لم تشغل نفسها بالعمل على الأداة التي سيقرر من خلالها وهي
    عقله. وعليه فهي واثقة من تعطّل آلته. المحزن أن صاحب الآلة المتعطِّلة عمداً حين
    يشتد ويبدأ في تشغيلها يجد أن كفاءتها ومؤهلاتها لا تواكب كفاءات ومؤهلات الآلات
    الأخرى العريقة. ولأنها أقل في الكفاءة والتشغيل فيتملكه الحنق والإحساس بالنقص في
    جميع الاتجاهات. ولا يلقى أقوى من الدين اسماً يتكلم بلسانه ويبطش بيده. يقول محمد
    أركون: «البعض يقول إن الإنسان في حاجة إلى قوة خارجية (فوق طبيعية) لكي تسيّره
    وتسيّر أموره. والبعض الآخر يقول: لا، فالإنسان قادر بذاته على تسيير أموره وحل
    مشكلاته وتشكيل الصيغة الأجمل والأفضل للحياة. وفي الحالة الأولى نكون من أتباع
    الإنسية الدينية، وفي الحالة الثانية من أتباع الإنسية الحديثة. أمّا أنا فأعتقد
    أنه يمكن إقامة علاقات جديدة بينهما بشكل أقل توتراً أو هجومية».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty المرأة في يومها

    مُساهمة من طرف waell الأحد 10 مارس 2013 - 5:49

    المرأة في يومها!


    ثريا الشهري


    الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣


    بمناسبة يوم المرأة
    العالمي الموافق الثامن من شهر آذار (مارس)، هناك قول للروائية الإنكليزية فرجينيا
    وولف وفيه: «إن تاريخ مقاومة الرجل لتحرير المرأة من قيودها أكثر إمتاعاً وإثارة
    من قصة التحرير عينها». وتقصد أن السجل الذكوري في الاعتراض على رفع المرأة صوتها
    إنما يحتل المساحة الأعرض والأبرز مما حققته المرأة عبر جهودها ونضالها
    ومطالباتها، وهو ما يدعو إلى التساؤل عما يخيف الرجل من حصول المرأة على كامل
    حقوقها! فما الذي سيخسره الرجل إن اشتركت المرأة في الميادين العامة، وتساوت معه
    في الحقوق، خصوصاً ما تعلق إطاره بالأحوال الشخصية؟ بالفعل ما الذي يضير الرجل أن
    تكون المرأة إنساناً لا جسداً.. كائناً بذاتها لا بغيرها؟
    فإذا على الأمومة، فهي وظيفة الأنثى الفطرية التي مهما تطورت المرأة بمشاركاتها
    العملية في الحياة العامة، إلاّ أنها تظل أماً ومربية قبل أية وظيفة أخرى.. فماذا
    يعني هذا؟ إن ما لا يفهمه الرجل أن المرأة لا تملك التخلي عن فطرتها في إنجاب
    الأطفال، وعن شعورها بمسؤوليتها تجاههم، وإن صارت الحاكمة بأمرها. إن كان هذا هو
    هاجس الرجل من خروجها من البيت! ومن الأمومة إلى الزواج كوظيفة أخرى أعدت لها منذ
    تكوينها الأنثوي. فكل امرأة طبيعية، وتحلم بزوج يناسبها، ويشاركها مشوار الحياة
    الطويل والمتقلِّب. ولكن هذا الدور بالذات لا يعني إلغاءها كإنسان كامل الأهلية
    والكفاءة في نواح أخرى من حقها أن تخوضها أيضاً، وتوثِّق بصمتها من خلالها.
    فالمرأة كيان شامل إن حصرته في زاوية أو اثنتين تكون قد ظلمته كثيراً، وظلمت نفسك
    معه.
    يقول قاسم أمين: «تربية النساء أهم من تربية الرجال في الهيئة الاجتماعية، إذ يجب
    أن يكن عظيمات وفاضلات ليكون الرجال عظماء وفضلاء، وذلك لأن الرجال يكونون كما
    تربيهم النساء». فإن قيل: «وماذا تردن أكثر مما حصلتن عليه؟»، يكون الجواب في أن
    المسألة ليست في الزيادة أو النقصان، ولكن الأهم في اقتناع الرجل بما للمرأة وما
    عليها. فالاستكثار على المرأة حقها الطبيعي في العمل والترقِّي إنما يحمِّلها
    عبئاً إضافياً لإثبات الذات والقدرات، وكأنها مطالبة دائماً بالدفاع عن نفسها، أو
    حتى بالاعتذار عن كونها امرأة. وهي نظرة متحاملة وغير متكافئة من الرجل وليس لها
    ما يبررها، خصوصاً أن عقل الرجل لا يعمل بالجاهزية والنضج المتوقعين كما يبدو على
    سطح الأحداث. فإذاً هي طبيعة نقص بشرية تسري على المرأة والرجل على السواء، مما لا
    يخوِّل الرجل الحكم على المرأة بالدونية، أو التقليل من شأنها البتة.
    من الأدباء والروائيين العرب من كرّس الانطباع السلبي عن المرأة كمثل روايات نجيب
    محفوظ وتوفيق الحكيم، فالمرأة فيها مجرد كائن إمّا خاضع مستسلم لمصيره مهما ساء
    وانحط هذا المصير، أو منحل تمرد على العرف والتقليد بأخلاقه المتهاونة، حتى إن
    انحراف الرجل نفسه صُوِّر وكأن المرأة هي المسؤولة عنه، وهو أدب مُجحف بحقها.
    فالمرأة ليست بخائنة إلاّ أن يكون الرجل خائناً بطبعه، والإنسان - بصرف النظر عن
    جنسه - إنما تحكمه أخلاقه ونظرة احترامه لذاته قبل تحديد جنسه. فنظام التجسّس
    والملاحقة والتشكيك ليس من شأنه تأسيس القاعدة الأخلاقية للمرأة. والسؤال: ألم
    يرسل الله رسله ورسالاته لقوم كانوا يأكلون ويشربون ويتوالدون؟ وكان من هؤلاء من
    هو صالح ومن هو طالح حتى قبل الرسالات السماوية؟ إذاً فالأخلاق سابقة للأديان،
    لأنها تتحدد بالفطرة السليمة.



    مع هذا كله لا يزال رجلنا
    العربي على تصميم تام بأن جلوس المرأة في بيتها ضمان لها من الخطأ والخطيئة. فهل
    راقبها طوال ساعات اليوم ليضمن النتيجة؟ ولا نقول سوى إن النفس الأمارة بالسوء لا
    تفارق الإنسان داخل البيت أو خارجه، ولكن ما يضبطها ويقيّد وسوساتها الشيطانية هو
    العقل وارتفاع منسوب الوعي، وتقدير مسؤولية الحرية، وعواقب الأفعال، أمّا الوعاء
    الأجوف المحروم من غطاء الترشيح والتنقيح لذاته، فعرضة للغث والسمين بلا تمييز،
    وللأمانة يجب الاعتراف بأن من النساء من تضطهد المرأة كما لا يفعل الرجل. فتمارس
    المبالغة عليها، إمّا إرضاء للمنطق الذكوري، أو خوفاً من تغلّب الأنثى بداخلها
    وانطلاقها من عقالها.



    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 10 مارس 2013 - 17:56

    ان تحقيق المساواة الفعلية بين المرأة والرجل شرط ضروري لكل تغيير ديمقراطي حقيقي. وحرية المرأة جزء لا يتجزأ من التغيير الديمقراطي والشعبي والوطني الذي ناضل من أجل الحقوق السياسية والاجتماعية. لذلك فإنه من الضروري استثمار النضال من أجل الحقوق الاجتماعية والسياسية لفرض حقوق النساء. ولا بد من من تعبئتهن حول حقوقهن خاصة بعد تدريبهن على الدفاع عن تلك الحقوق من خلال انخراطهن في النضال من أجل تغييرات جذرية وعميقة للمجتمع.
    شكرا الك  تحياتي
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - بقع مستعصية

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 12 مارس 2013 - 7:13

    عابر حياة - بقع مستعصية


    ثريا الشهري


    الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣


    مبدأ التأجيل لا يستأصل
    المشكلة، ولكن يتعهدها إلى حين. هذا المبدأ بعينه هو لعنة الإنسان. وأي امرئ يألف
    التأجيل ويستمرئه، يعني أنه يملك رصيداً لا بأس به من المتراكمات. وهذا على ذاك،
    تكبر كرة الثلج ويتضخم حجمها حتى يتعذر تفكيكها. لذلك مشكلاتنا لا تجد حلاً...
    ولذلك هي تنتقل من خانة المشكلات إلى تصنيف الأزمات. وبالعموم رفيق التأجيل هو
    امرؤ لا يأبه بالقلق ولا بضمير المسؤولية. لأن الصوت الداخلي لو كان عالياً
    ومسموعاً فتأكد أنه سيكون المنغِّص الأول على صاحبه، إذ يحرمه الاستمتاع مهما
    حاول. وتأثير الضمير بإشارات التنبيه شيء إيجابي على ألا يتجاوز الحدود المعقولة،
    فالقلق الصحي غير الآخر المرضي، وإن كانا ينتميان إلى الجذر نفسه. فإذاً مَن وُهب
    نعمة الضمير اليقظ والعقل الذي يحتقر الإهمال، فلن يهنأ له بال سوى بتنظيف ملابس
    الحياة مما علق بها من بقع ولطخات متسخة، وقد ينجح في إزالة بعضها، وقد لا يوفق مع
    البقع المستعصية، لكنه لا يفتر يحاول. ولذلك يكون محيطه أقل تعقيداً وأكثر ترتيباً
    وتنظيماً من محيط غيره.



    هذه الطباع تلازم صاحبها،
    فقل لي كيف تعيش في بيتك، وكيف تتخذ قراراتك في أبسط أمور حياتك، أقل لك كيف ستكون
    عليه حياتك خارج أسوار بيتك. هذا النموذج هو إنسان مجتمع اليوم والمسؤول عن تأمين
    بيت ومجتمع ووطن. ولك أن تقيس مدى أمان هذا التأمين! وبالعموم، الرجل العربي يعشق
    التأجيل و «التطنيش» حتى أوصلنا إلى حالة الانفجار، ثم فقدنا البوصلة في لملمة
    شظايا الانفجار لاحقاً. وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر. ولو كنا بارعين في
    «حلحلة» الأمور «أولاً بأول» براعتنا في تشبيكها، لكنا شعوباً خبرت معنى الحياة.
    فالحياة نعمة أكبر من أن يفهمها التافه والبليد والجاهل العنيد... الحياة نعمة لا
    يستشعرها المحروم المشغول بالاقتتال على الصغائر.



    وهذا ما كان منا وما صرنا
    إليه. فهل ما مضى علّمنا درسنا لما هو آتٍ؟ لا يبدو ذلك على الإطلاق. بل كأن الغيّ
    وفوضى الهمجية قد سرت دماؤهما في شعوبنا فاستعرنا وتبربرنا وصرنا أسوأ. والمضحك
    أننا نحاور بعضنا بعضاً ونتأفف من أحوالنا ونتحسر على أخلاقنا، كأننا خارج مسؤولية
    هذا الدمار. حسناً جداً، لو كنا جميعنا بهذا الفهم والتحضّر والرقي الارستقراطي،
    فمن أين عمَّ الخراب؟ ومن أين هبطت علينا السوقية؟ أمّا الجواب فهو من نفاقنا
    المتأصِّل، ومن الجَمل الذي لا يرى سنامه. فلو كان جهادنا النفسي والإصلاحي
    حقيقياً لما احتجنا الى كتابة مثل هذه المقالة. لكننا أدمنّا الكلام والانتقاد حتى
    نسينا أننا جزء من بقية النسيج نفسه.



    يصر الفيلسوف جان جاك
    روسو على أن العقل والقلب إنما يشتركان معاً في تكوين القاعدة الأساسية الأكبر،
    التي تدفع الإنسان لمعرفة نفسه والعالم من حوله. لكنه لا يرى أيضاً بافتراض ضرورة
    «خنق» مطالب طبيعتنا الإنسانية انصياعاً لأوامر المنطق وحده. فماذا تقول أنت في
    هذه الفلسفة حين تستوعبها بعمق؟ ألا تبتسم لها بألم؟ فنحن من خنق مطالبَ طبيعتنا
    الإنسانية بلا ثمن وبلا منطق. فعلى الأقل من خنقها باسم المنطق كسب «حتة منطقاية»،
    لكن ماذا كسبنا نحن؟ وانظر إلى السائق العربي كيف يقود سيارته وسيأتيك الجواب!



    لنترك العقل جانباً،
    وعالم المعرفة جانباً آخر. فالعقل هو المرشد بحكمته ونضجه هذا صحيح، غير أننا في
    أزماتنا المُعسِرة، وفي قضايانا وحيرة قناعاتنا يمكننا الوثوق بلغة الإحساس وتوجيه
    الحدس. وهما أداة آبائنا وأجدادنا على أية حال. ولهم معهما أكثر من حكاية تُروى
    بعِبَرها. فأين ولّت هذه الأحاسيس؟ وأين فرّ حدسنا منا؟ أين تلاشى الصوت؟ لِمَ
    لَمْ نعد نسمعه! ما الذي طغى عليه؟ فإن كان العقل غائباً، وإن كان المنطق ضائعاً،
    وإن كان الشعور سائحاً، فكيف تكون نهضتنا؟ وفي مناسبة الاعتدال لا بد لأمتنا من
    قامات عظيمة ذات أفكار ورؤى وطروحات ومواقف... قامات تكون صادقة ومخلصة و «لا تعرف
    التأجيل»، فلا تدّعي كمالاً ومثالية زائفة ومحفوظة، ولكن تصرّ على صدقها وإخلاصها
    في التنوير لمجرد التنوير. فيكفيها فخراً وخلوداً التزامها بـ «تنويرها» للقضاء على
    قذارة البقع المستعصية.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - وقالت الجدّة!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 14 مارس 2013 - 11:49

    عابر حياة - وقالت
    الجدّة!



    ثريا الشهري


    الخميس ١٤ مارس ٢٠١٣


    في رحلة حافلة أميركية
    بين مدينتي نيويورك وبوسطن، جلست جدّة مع حفيدتها ذات الأعوام الأربعة في المقعد
    المجاور لمقعدي.



    أثار إعجابي تدليل الجدة
    الصبور للفتاة ودخولُها معها بكل حواسها في حكايات تخيلية، فقد وجدتُني أثني على
    صبرها اللامحدود واللافت مع الحفيدة، فتقبّلَتْ السيدة ملاحظتي، وبابتسامة فيها من
    الاطمئنان والحنان ما لا تخطئه الروح، نظرَتْ إلى رفيقة دربها الصغيرة وهي تمسح
    بكفها المتغضِّنة شعرها وقالت: «صدِّقيني، ستستغربين نفسك مع أحفادك، فلن تكوني
    معهم كما كنتِ مع آبائهم وأمهاتهم في عمرهم». لم أناقشها، واكتفيت بما سمعت،
    فالمرء لا يتحول من النقيض إلى النقيض، ويصعب تصوّر أن هذه السيدة كانت ذات يوم
    أُمّاً قاسية أو عصبية، فهذه سيدة معطاء، وتلك طبيعتها الرائعة، وطبع المرء يكبر
    معه.



    لكن عبارات الجدّة تذكرك
    بإدوارد سعيد في كتابه «فرويد وغير الأوروبيين»، الذي أعاد فيه النظر إلى علاقة
    عالِم النفس اليهودي فرويد بمفهوم «الآخر»، وصلته بديانته اليهودية، وكيف أن فرويد
    وقع في سن متأخرة، أسيرَ مركزيته الغربية، التي أوهمته النظرَ إلى اليهود على
    اعتبارهم جزءاً من نسيج الحضارة الغربية المتميزة، ناسياً ومتناسياً تأثير الحضارة
    الشرقية واليهود الشرقيين.



    إنه كتاب قيّم، لا يتعدى
    الـ100 صفحة لمن تحمس من القراء لمطالعته.



    وبالعودة إلى موضوع
    العمر، نقول إن ثمة إشارات متناثرة في الكتاب تحكي عن المبدعين في أيامهم
    المتقدمة: من فرويد وتناقضاته وتكراراته الوسواسية وانقطاعاته الأسلوبية (لا يكمل
    ما بدأه) في كتاباته الأخيرة، إلى بيتهوفن وتأليفه أعمالاً موسيقية صعبة -بل وصعبة
    جداً- قبل موته، الأمر الذي يُستشَفّ معه أن إدوارد بإقحامه موضوع الأسلوب المتأخر
    للكتّاب والموسيقيين في تحليله مفهومَ الهوية لدى فرويد، كان يفكر بنفسه هو،
    وبأسلوبه، الذي بدأ بـ «الثقافة والإمبريالية» وانتهى بطابع المقالة، كما بخروجه
    عن سياقه المعتاد في كتبه، ومن ضمنها «فرويد وغير الأوروبيين».



    فما الذي يحدث للإنسان
    عندما يكبر؟ هل يتحرر أكثر؟ أم يتحفظ أكثر؟ هل يخرج عن الخط ويصبح أكثر مرونة، كما
    الجدّة مع حفيدتها، أم أكثر تعقيداً وضيقَ نفْس، كما يوحي معظم تصرفات كبار السن
    الذين نعرفهم؟ لو وصل بك العمر إلى سن الجدّة، فستختبر بنفسك ما تسأل عنه اليوم،
    رغم أن الحق بالتساؤل مشروع في أي وقت وإن لم نبلغ من العمر عتياً.



    ثم ماذا عن قصة الهوية
    التي بحث عنها فرويد في عمره المتقدم ذاك؟ هل كانت المسألة حينها ضرورةَ تثبيت
    الجذور؟ يُذكر عن برنارد شو أن سبب رفضه جائزة نوبل هو أنها في تقديره كانت أشبه
    بطوق النجاة يعطى لرجل كان أوشك على الغرق لكنه وصل إلى شط الأمان. فهل فعلاً يصل
    المرء إلى شط الأمان بتجاوزه سناً معينة؟ أم أن ذلك يكون وفق حصاد سِنِيه، إن
    خيراً فأمان، وإن شراً فخوف وتوجس وربما انعزال؟



    يقول أديبنا العقاد: «كل
    ما كنت أريده وأطلبه من الحياة لم أبلغْه، ولا أرى أحداً بلغ كلَّ ما طلب، ولم
    أبلغ الغاية التي رسمتُها أمامي في مقتبل حياتي ولا قريبــاً منها، وإذا قدّرتُ ما
    صبوت إليه فالذي بلغته لا يتجاوز الـ20 أو الـ30 في المئة». فإذا كان العقاد، بكل
    إنجازه الأدبي العظيم، يرى أنه لم يبلغ إلا هذا القدر، فماذا عن غيره، ممـــن يظن
    أنه قد أدى رسالته على أكمل وجه وهو في حياته لم يبلغ شيئاً مذكوراً؟ كأني
    بالمســألة تعود أولاً وآخراً إلى وعي المرء بنفسه وبسِـــنِيه! وتعود إلى حـــجم
    طموحه، ومدى استعداده الشخصي لمواجهة ذاته بالحقيقة كما هي، وبلا مواربة، وبتعقله،
    وقدرته على تفنيد الحقيقة أصلاً... تعود إلى طبيعته الهادئة، الصبورة المحبة، أو
    الحانقة الجلفة... تعود وتعود، فهي ليست وصفة بعينها بل وصفات و«كاتالوجات».



    ومن الناس من يعلم بقرب
    الميعاد ولا يدري ما بإمكانه أن يضيف غير الانغماس في أفضل أعماله، وربما أصعبها،
    يبثها وجعَه وشجونَه على فوات العمر والصحبة، فهل يفكر الإنسان بيوم سيكبر فيه
    عندما لا يزال يملك الوقت للتفكير؟



    فلا يكن لقاؤك مع ذلك
    اليوم إلا كما تسير في هذا أو ذاك!
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الجمعة 15 مارس 2013 - 0:50

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 13278539393
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty الدرجة الناقصة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 18 مارس 2013 - 2:27

    الدرجة الناقصة


    ثريا الشهري


    الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣


    يقول إدوارد سعيد: «قواعد
    اللغة العربية مفرطة في إتقانها. مغرية وساحرة بمنطقيتها. ومن المدهش أن أفضل
    تعليم للعربية يُمنح لغير العرب». وإن لم تصدق فعليك بالدليل المباشر! آتِ بتلميذ
    ابتدائي واسأله عن أبسط قواعد اللغة، ثم تجول بين طلاب المرحلتين المتوسطة
    والثانوية واطلع على كتاباتهم التعبيرية آخذاً في اعتبارك التدقيق في رسم خطوطهم.



    عندها ستعي قول الصحافي
    الإسرائيلي عوزي بنريمان: «إيران تثير الرعب والفزع في إسرائيل من محاولاتها
    النووية. ولكننا نحمد الله أن العرب لاهون عن هذا الأمر، ولا يصنعون إلاّ قنابل
    مليئة بالكلمات الطنانة». مع أن الحقيقة أننا لاهون حتى عن عربيتنا ولغتنا
    بإيكالها إلى أصحاب السوابق الإعرابية والأخطاء الإملائية.



    ولأن الذاكرة سياج دائري
    يحيط بك من كل جانب - كما ورد عن الأديبة أحلام مستغانمي- فمن حق معلمتي عليّ
    ذكرها في هذا المقام. تلك المعلمة القديرة واسمها «نُزهة» كانت تدِّرس اللغة
    العربية من واقع عشقها للغة بنحوها وصرفها وعَروضها وبلاغتها ونقدها وتعبيرها.
    معلمتي نزهة كانت زميلة الأديبة غادة السمان على مقاعد الدراسة، كما أخبرتنا عرضاً
    في حصة الأدب.



    تلك السيدة المجتهدة في
    مجال عملها لم تكن تشرح درسها بأسلوب تقليدي أو مكرر. أمّا روح التنافس الأدبي فهي
    مَنْ أشاعتها بين زميلاتي. وللقارئ أن يتصور كيف احتفاؤها بالطالبة التي تخرج
    بموضوع يستحق القراءة أمام الطالبات، وربما أمام الجميع لو عُلِّق في لوحة الشرف
    المدرسية أو نشر في كتاب المدرسة السنوي. هذه المعلمة بتاريخها المشرِّف لم تكن في
    مدرسة خارج أسوار السعودية، وهو ما يعني أن تعليمنا للغة العربية لم يكن يعاني من
    مشكلاته المخزية التي يقاسيها اليوم. ولأن لفظة «المخزية» هي المفردة الأنسب هنا
    فاقطعْ شكَّك باليقين واجمع عينة عشوائية من الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية
    والجامعية، واعرض عليهم الكتابة في إحدى المواضيع. ثم اطّلع بتأنٍّ على صياغة
    الجمل وفن كتابتها. وعندها ستعرف أن لفظة المخزية كانت الأكثر أدباً مما هو عليه
    الأمر في واقع الحال.



    ومن أمثلة الحال: طالب في
    الصف الرابع الابتدائي ويحمل في يده كتابه المدرسي للغة العربية ويطلب من والدته
    مساعدته في حل التدريبات الواجبة، ولأن الطفل في مدرسة أهلية فمن المتوقع أن يكون
    العائد التعليمي على قدر المقابل المادي أو قريب منه. ولكن الفتى خيّب التوقعات،
    فهو لا يفقه شيئاً مما تقوله أمه، ولكنه يتظاهر بالفقه مردداً الكلمات كالببغاء
    يكتبها خطفاً وعينه على اللحظة التي ينتهي فيها من عبئه الثقيل.



    ولأنه ابن لقريبتي
    وتمثيلية أداء الواجب صادفت وجودي يومها فقد طلبتُ منه أن يأتي بورقة بيضاء ويعيد
    كتابة الجملة التي سأكتبها له، فلم يكن خط الصبي مرشحاً للقراءة أو للفهم، لا
    بأحرفه المتلاصقة ونقطه الطائرة ولا بالانحناءات السابحة في ملكوتها، فكان أن
    ناديت على بقية إخوته وطلبت منهم أن يعيدوا تمرين أخيهم نفسه. وللأسف لم تكن
    النتيجة بأفضل من سابقتها، فلم يكن أمام والدتهم إلاّ المضي قدماً في تطبيق معين
    لرتق ما يمكن رتقه. وإليكم ما حصل.



    تلك الجلسة المباركة برأي
    والدة الفتية انتهت بتشجيعهم بعقد «مسابقة أجمل خط» بالعمل على تحسينه المستمر، مع
    تخصيص ساعات معينة للاطلاع اليومي ومناقشة المقروء لاحقاً مع الكبار. حكاية بسيطة
    أثمرت قارئين مجتهدين يملكان اليوم مكتبتهما الخاصة، وآخر ثالث لا همَّ له سوى
    الرسم بالخطوط ومتابعة أحدث ما نُشر في الخط العربي بأنواعه.. فكيف إذاً بمعلمي
    اللغة العربية وهم من يقابل طلابهم بعدد الحصص الماراثوني المقرر في مناهجنا؟ فكيف
    بمن فرصته المتاحة أوسع وأغنى ومن صميم عمله؟ وتلك أجيال غضة، ووعاؤها فارغ.. فهل
    روعي تثقيفها وتوعويتها بأسلوب ممنهج ومتابع؟ طبعاً هذا إذا افترضنا أن القائم
    بالمسؤولية هو المؤهل بالإعداد والضمير لأداء المهمة التاريخية. نعم، مهمة
    «تاريخية»، لأنها مفصلية ومحددة لأمانة وطن وأمة.



    وبالمناسبة معلمتي نزهة
    كانت تستحسن تعبيري ولا أنكر ذلك، ولكنها أبداً لم تمنحني الدرجة الكاملة. غير أنه
    ومن تلك الدرجة الناقصة يتعلم المرء أن النجاح يعني السعي الدؤوب للتفوق.



    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 18 مارس 2013 - 22:04

    وبالمناسبة معلمتي نزهة
    كانت تستحسن تعبيري ولا أنكر ذلك، ولكنها أبداً لم تمنحني الدرجة الكاملة. غير أنه
    ومن تلك الدرجة الناقصة يتعلم المرء أن النجاح يعني السعي الدؤوب للتفوق.
    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 13256128161
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - رخصة قيادتي دولية

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 19 مارس 2013 - 9:57

    عابر حياة - رخصة قيادتي
    دولية



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣


    يقول القاضي وعضو مجلس
    الشورى السعودي الدكتور عيسى الغيث: «منع قيادة المرأة السيارة بشكل مطلق غير
    عادل، وكذلك السماح بشكل مطلق غير عادل. ولكن العدل هو وضع ضوابط شرعية وقانونية
    وأخلاقية للقيادة ومن ثم تُجرّب ثم تُعمّم بتدرّج». متسائلاً بقوله: «هل نستمر على
    منكر واقع دفعاً لمنكر متوقع قد لا يقع؟ وهل نجزم بأن مفاسد القيادة أكثر من
    مصالحها قبل أن نُجرِّب؟»، مؤكداً أن الإجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى تجريب
    القيادة في مدينة واحدة وبضوابط مقننة لنعرف الحق. «فإن كانت المفاسد للقيادة أرجح
    فنحن مع المحرِّمين، وإن كانت المصالح للقيادة أرجح فنحن مع المبيحين».



    قيل أخيراً إن عقوبة
    قيادة المرأة السيارة عبارة عن مخالفة مرورية لقيادتها المركبة بلا رخصة قيادة.
    فهل لو امتلكت المرأة رخصة قيادة دولية تحل المسألة ولا تُعاقب؟ خصوصاً أن كثيراً
    من نسائنا لديهن مثل تلك الرخصة! وبالمناسبة هناك قريب لي دائماً ما يحلو له التنويه
    - عند الوقوف على ناصية موضوع المرور- أنه ولمدة عشرة أعوام في السعودية لم يتعرض
    للمخالفة يوماً على خلفية قيادته سيارته برخصة قيادة دولية. فهل تعامل المرأة على
    قدر المساواة ويسمح لها بالقيادة برخصتها الدولية؟ طالما أنها خالفت بقيادتها
    السيارة بلا رخصة مصرّح بها؟ فها هي الرخصة معترف بها عالمياً، أم أننا لا ننتمي
    إلى هذا العالم؟ طبعاً الجواب معروف سلفاً، ولكنه جدال مشروع على أية حال. ذلك أن
    منع المرأة من قيادة سيارتها فقد نكهته ودعمه الأساسي مع الأيام. وهكذا الدنيا
    تمنع شيئاً وتكون لك أسبابك الجوهرية وربما المنطقية، ومع الوقت تخسر تلك الأسباب
    الواحد تلو الآخر. ولكننا لا نزال نتمسّك بخساراتنا على ما يبدو! وكأن الاعتراف
    بتغيّر الأحوال سيكون لعيب فينا ونقص منا، وليس لأنها سُنّة الله على الأرض.



    نتأزم من التغيير، خصوصاً
    لو طاول نساءنا. ومن فورنا نقفز إلى النتائج المنحرفة وإلى انفلات الأمور من
    أيدينا. وهي أزمة ثقة متأصلة فينا. رجال لا يثقون بنسائهم، ونساء لا يثقن برجالهن.
    وفي أحسن الظروف تسمع الرجل يقول: «أنا أثق بامرأتي ولكنني لا أثق بالغرباء».
    فيطمئن إلى جوابه مع أن النتيجة بعدم الثقة هي نفسها. حسناً لنفترض أن ذئاب
    الشوارع جاهزة للانقضاض على فريستها المرأة. فأين دور القانون هنا؟ أين التواصل مع
    رجال الضبط والانضباط في هذه الحالة؟ وحتى مناقشة مثل هذا الكلام عفّى عليه الزمن.



    أمّا المعلومة الصغيرة
    التي لن تفيد القارئ بشيء فهي أنني لا أجيد القيادة ولم أشعر يوماً برغبة جامحة
    لتعلّمها على رغم الفرص المشجِّعة التي كانت متاحة. وما ذكري لذلك إلا لعلمي أن
    كثيرات من المتحمسات لقيادة المرأة السيارة لا يفعلن خدمة لرغبتهن في القيادة،
    ولكن لأنه حق من حقوق المرأة لكونها إنساناً كامل الأهلية. بصرف النظر عن الحاجة
    الضرورية للقيادة أو لمجرد الشعور بالاستقلالية. فمناقشة الدوافع من وراء القيادة
    تأتي في المرتبة الثانية بعد إثبات حق المرأة بقيادة مركبتها، الذي يجب أن يحتل
    المرتبة الأولى دائماً.



    مهمة النساء هي في تسجيل
    المواقف والمطالبة بحقوقهن. أمّا النظر في تقويم ما يحصلن عليه فهو تحصيل حاصل.
    وطالما أن ما يطالب به الإنسان هو من حقه، فليس من الحكمة على الإطلاق مصادرة هذا
    الحق لأن فيه مخالفة صريحة للفطرة الإنسانية. وقد برهن الزمان أن مخالفة الفطرة لا
    تنتج سوى النفوس المعقدة والكئيبة. فمن يشعر بالأمان في وسط مريض؟ ولا نظن أن
    خميرة المستقبل ستكون غيرها اليوم ما لم نؤمن بإضافة بعض المكونات التي لا تزال
    ناقصة. تقول الكاتبة الأميركية أودورا ويتي: «لا تثق أبداً بأنك قد رأيت النظرة
    الأخيرة من أي شيء». وهو ما ينسحب على المشهد العام لنسائنا وهن ممنوعات من
    استقلال مركباتهن بأنفسهن. ولكنه ليس المشهد الأخير، لأنه ببساطة لا يوجد في
    الحياة ما يسمى المشهد الأخير. إلى أن يحين الموعد الختامي لكل شيء. وإلى أن يحين
    تبقى المشاهد متغيّرة، وقابلة للتحوّل. أما السؤال القصير جداً فهو: ما المانع
    الوجيه اليوم؟
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 20 مارس 2013 - 0:43

    مشاركةرائعة
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty معرض الكتاب المتجمِّد

    مُساهمة من طرف waell الخميس 21 مارس 2013 - 12:06

    معرض الكتاب المتجمِّد


    ثريا الشهري


    الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣


    الأعداد الغفيرة من
    الجماهير التي صاحبت معرض الكتاب بالرياض، وبخاصة التجمّعات النسائية منها، هل
    كانت مؤشراً يتجه إلى تغيّر في النظرة الثقافية للمشهد العام؟ الجواب يحتمل النعم
    واللا معاً. فنعم لبعض من سرت في دمه عدوى القراءة والاطلاع، ويتحين الفرصة لتلك
    المناسبات التثقيفية لعله يتصيّد كتاباً هنا ومنشوراً جديداً هناك. والجواب السلبي
    بلا ويعني أن الصورة لا تبشِّر بتغيير جدِّي وإن بدت على عكس ذلك. فتلك الأرقام
    الزائرة لا يخرج أصحابها عن فضولهم المعتاد والتحاقهم بالموجات المستجدة. فاليوم
    معرض الكتاب، وغداً حلبة الريم وسباق السيارات، وبعد غد مهرجان الحِرَف والأكلات
    الشعبية. وهب أنك رأيت القوم محملين بأكوام الكتب، وهب أنهم ابتاعوها، فهل يعني
    ذلك أنهم سيقرؤونها لاحقاً؟ أو أن سابقتها من الأعوام الماضية قد قُرئت أصلاً؟
    وهكذا يفرغ كل حدث مهم من محتواه ليعدو مجرد إطار لحشو أجوف.



    في رسم كاريكاتوري لفتاة
    اجتهدت في الحصول على توقيع الكاتب (لا تستبعد أن يكون ضمن الكائنات التويترية من
    جملة زبائن المواقع الافتراضية) تنسخ الفتاة الصفحة التي عليها التوقيع وتسارع من
    مكانها (وربما بلقطة تصوير سريعة بجوالها) في عرضها على بقية الشلة الافتراضية على
    النت، ثم ترمي بالكتاب خلفها بعد أن أدى غرضه وانتفى السبب لامتلاكه. وهو تجسيد
    واقعي لما يدور في حياتنا اليوم. على أن الناس في بلدنا معذورون، فأية فرصة تسنح
    لهم للخروج وتغيير النص الروتيني لنهارهم، ولو كان في تجمّع لا علاقة لهم به ولا
    بأهله، فأهلاً به طالما أنه سيجلو عنهم شيئاً من قتامتهم وحدة رتابتهم. لذلك أقول
    لكل مستثمر في السعودية: ستربح الكثير بأفكار مبتكرة لمشاريع تمتِّع الناس وتشغل
    أوقاتهم. فمن الواضح تعطش الجماهير للانطلاق من نطاقاتهم الضيقة التي حشروا بها
    سنين من أعمارهم. «والعمر فيه كم يوم!» فلا أقلها أن نقضي ما بقي منه ببعض
    الانعتاق من تفاسير غيبية أو مادية لم تعد تقنع إلا السذّج. وإليك السيل العرم من
    فتاوى صدقناها ثم قيل لنا عفواً لقد تراجعنا عنها.



    من أصعب أمور الحياة أن
    تثق وتؤمن وتسامح. أمّا الحب فلا يعيش في غياب الثقة. لذلك نحن لا نعرف الحب،
    ولكننا خبراء في التظاهر به. وقس عليه! حتى غدت حياتنا حافلة بما يجب أن يكون عليه
    الشيء، وليس بالشيء نفسه. فعلينا أن نوجد في معرض للكتاب للتظاهر بالثقافة، وليس
    لأننا مثقفون أو أنها تعنينا. علينا الحديث بلسان عذب وصياغة عبارات التودد
    والسؤال عن الصحة والأبناء، ليس لأن الجواب يهمنا، ولكن لأن مظهرنا هو لعبتنا.
    فأين الصدق في ما نقول ونفعل ونتنفس؟ أين حقيقتنا في ما نريده وما لا نريده؟ لماذا
    تغرينا سياسة العوام فنذهب في طريقها بلا وقفة مع أنفسنا وسؤالها عن سياستها هي؟
    أم أن الاختلاف لا يكون إلا في الانحراف عن الجادة؟



    خلافاتنا معناها أننا لا
    نؤمن باختلافاتنا. ولكن مهلاً لقد تعلّمنا أن السلام يعني أن أوافق وغالباً
    أوافقك. فصار من الأسهل علينا أن نتبع على أن نقود. من أن نكون لوناً واحداً على
    أن نكون ألواناً متنوعة، حتى بات الخروج عن اللون يخيفنا ويحرجنا. ولأن المرء لا
    يفتأ يتصالح مع قناعاته، فقد تصالحنا مع طريقتنا في الاتِّباع فلم تعد تزعجنا، بل
    وعلى استعداد للدفاع عنها باستماتة، فتحوّل السلام بالموافقة إلى الحرب للموافقة.
    ومن فلسفة التبعية نتبع أية موجة صاعدة، ونتركها عند هبوطها لموجة أخرى غيرها.
    والأسوأ من هذا كله حين يتبنّى الصعود والهبوط من بيدهم مفاتيح المال لا كنوز
    العقل. وهي ليست معركة تحديث وتقليد، أو تحرّر وتزمت في التحليل الأخير، ولكنها
    قضية وعي وعقل، فهذا وعاؤك أنّى تملؤه، وأنى هي للمكان والزمان والكيفية، فأين تضع
    وعاءك؟ ومتى تضعه؟ وكيف تضعه؟ إن أجبت عن الأسئلة بوضوح ورؤية فلا بد أن يعتريك
    تغيير جذري ستشعر به وإن تجاهلته، وإن لم تعرف كيف تجيب، فاعمل على أن تعرف، ثم
    اذهب عقبها إلى أي مكان تختاره عن وعي وإرادة حرة، وإن كان للقطب المتجمِّد.



    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الجمعة 22 مارس 2013 - 0:34

    مشاركةرائعة
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - رقصة الحرب البرازيلية

    مُساهمة من طرف waell السبت 23 مارس 2013 - 23:40

    عابر حياة - رقصة الحرب
    البرازيلية



    ثريا الشهري


    السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣


    اشتهرت الـ«كابويرا»
    بأنها رقصة برازيلية. غير أنها في أساسها فن من فنون القتال وصل إلى البرازيل عن
    طريق المستعمر البرتغالي بنقله للعبيد من أفريقيا في القرن الـ16 الميلادي. فنظراً
    للظروف السيئة التي عاشها أولئك المعذبون الأفارقة في ظل العبودية، ولأن حمل
    السلاح والتدرّب على الاقتتال لم يكن مسموحاً لهم بهما، وإلاّ تعرض حامل السلاح
    لعقوبة التعذيب حتى الموت على يد سيده، فلم يكن أمام المستعبدين الأفارقة سوى
    ابتكار الـ«كابويرا» للخلاص من عبوديتهم. فيظن الرائي أنها مجرد رقصة يشتركون بها
    للتنفيس عن غضبهم وقلة حيلتهم، بينما هي في الحقيقة تمرين جسدي صارم يلزمه القوة
    وسرعة الحركة والأداء، وبخاصة في نقل القدمين والقفز في الهواء. إنها الـ«كابويرا»
    أو الرقصة ذات التاريخ القديم لمواجهة الاعتداء على الإنسانية باسم السُخرة، والتي
    نادراً ما يخلو معلم برازيلي من تصويرها في هيئة جماعية لرجال ونساء يؤدونها.



    لا يعدم المرء التحايل
    على مصادرة حريته بشتى الوسائل التي يطوّعها لمصلحة غرضه، وهو أمل يتصبّر به
    الإنسان وغالباً ما يؤتي ثماره ولو بالتقادم. غير أن الإشكال هنا إنما ينشأ في
    أسلوب الرد وما بعد الرد، وما يلجأ إليه المرء نتيجة ما لحق ويلحق به من تشويه
    نفسي واجتماعي واقتصادي سيادي. فنتيجة للضغوط الممارسة عليه من المتسلطين،
    ولتصميمه على الانعتاق من سجن سجّانيه، والاستغلال المُجحِف بحقه، يندفع دفعاً إلى
    التمرّد بكل أشكاله. ولك أن تتصور ثورة المقهور إذا تمرد! وحاجز الخوف إذا تحطّم
    تحت أقدام الثائر! فوضى عارمة تحصد الأعواد الخضراء واليابسة معها. والغريب أن تاريخ
    البشرية سلسلة متواصلة من هذا الضغط والتسلّط وتلك الثورة للتحرّر. فلا المتسلِّط
    فهم الدرس، ولا المتحرِّر استخلص العِبَر والأخطاء كي لا يكررها.



    في الفيلم الأميركي
    «لنكولن» الحائز بطله جائزة أوسكار للتمثيل، يسأل محرر العبيد مدبرة منزله السوداء
    ماذا ستفعل بحريتها إن وافق مجلس النواب على التعديل الدستوري الذي طالب به ليكون
    جميع المواطنين متساويين أمام القانون، وبصرف النظر عن لون بشرتهم؟ فتتأمل المرأة
    رئيسها وسيدها وتجيب بتلقائيتها أنها دائماً ما تتوق إلى الحرية، وليس إلى ماذا
    ستفعل بالحرية! في تقديري أنها معضلة أشكال التحرر الإنساني. وخذ عندك المرأة
    كأقرب مثال. والمرأة العربية تحديداً، فتجد أن امرأتنا تناضل من أجل استعادة كامل
    حقوقها المشروعة والمغبونة بقرار الرجل، وهو حقها ومسؤوليتها التاريخية، ولكن ماذا
    عنها بعد حصولها على حقوقها أو حتى بعضها؟ هذا هو السؤال. فهل الإعداد لمرحلتها
    التالية واضح وقوي في أجندتها كما وضوحه في مرحلتها الأولى أثناء النضال؟ ولأن
    التحرّر والتنمية وجهان للشيء نفسه، وإلاّ فقد أحدهما قيمته في غياب الآخر، يكون
    السؤال التالي: هل القائمون على مشروع التحرّر الإنساني - أياً يكن نوعه - هم الأقدر
    على القيام بمشاريع التنمية؟ الأصعب من البحث عن الحقيقة، هو الوصول إليها. ولو
    أنه افتراض نظري فلا أحد يمتلك الحقيقة ولا الحديث باسمها. أمّا بالنسبة إلى
    الحرية فالأصعب من التطلّع إليها هو الحصول عليها، على أنه واقع عملي هذه المرة
    «وليس كما الحقيقة» تحكيه الأيام بالصوت والصورة، لذلك وضع القانون لتقنين الحريات
    وليس لتكميمها. ولذلك هي محاولات البشرية للمثول أمام القوانين بلا فساد أو
    التواء. فإن ساد القانون اقتنع الناس بالعدالة، أو هكذا يُفترض! ولكن القانون في
    بلادنا العربية لا يطاول الجميع، ومن نتاج هذا التلاعب تدفع الحرية الثمن من تمتّع
    الناس بها، فيحارب القوم من أجلها، فإذا بلغوا مرساها أساؤوا الأدب في حضرتها.
    ويستمر المنوال فلا المتسلِّط فهم الدرس، ولا المتحرِّر استخلص العبر!



    تقول الكاتبة الأميركية
    مارلين سافنت: «روح الحرية الأصلية هي في البحث عن الحرية ومن ثم مواصلة ذلك
    التوازن بين هذين المفهومين: الحرية من.. والحرية إلى..»، أمّا تاريخنا الخاص بنا
    فقد علمنا أن العين لا تكون بالعين، والسن لا تكتفي بالسن، ولكن بالآلاف والملايين
    من اقتلاع العيون والأسنان. ذلك أننا لا نحسن الموازنة بين الحرية من... والحرية
    إلى...!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - لا نُحسن التوريث

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 26 مارس 2013 - 14:15

    عابر حياة - لا نُحسن
    التوريث



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣


    كيف ولدت الأساطير؟ كانت
    مجرد محاولات ساذجة لتفسير الكون ومظاهره وما يعمر الأرض والبحر والفضاء من إنسان
    ونبات ودواب. ولأن مصر كانت أسبق الأمم في سلم الحضارة، فسرعان ما أصبحت الأساطير
    جزءاً لا يفترق عن دينها. ومن مصر كان تأثّر الأقطار القريبة منها، فكانت بابل هي
    التالية في سلم الحضارة بأساطيرها السومرية والآشورية. ولكن كيف بدأت الأساطير
    اليونانية؟ كان لتوزيع الطبيعة الجغرافي لليونان نصيب في ترقيق أمزجة اليونانيين،
    إذ قلّما عرفوا قسوة المناخ التي عرفتها معظم الأقطار الشرقية، عدا عمّا أكسبه
    توزيع الجبال تلك الأقاليم اليونانية من «استقلال محلي» كان نواة لنظام المدن
    المستقلة لاحقاً، الذي كان بدوره مصدراً رئيساً لأساطير الحب والشجاعة والمحبين
    الذين حفل الأدب اليوناني برموزهم.



    تلك الأجواء الحرة
    والمظاهر الخلابة ساهمت في ولع أهل اليونان بالحرية والجمال، ورفضهم مظاهر الذل
    والاستعباد. فكان تفكير الأحرار. وما أدراك ما تفكير الحر حين يصفو خياله ويعتدل
    مزاجه ويسمو عقله! وهكذا وصلت اليونان وسبقت غيرها إلى تلك الحضارة التي لا نزال
    نتذكّرها إلى يومنا، فكان الجو العام مزيجاً من الشعر في أرقى صوره، والتمثيل في
    عبقرية القائمين عليه، والفنون المتنوعة من نحت وتصوير وبناء وزخرفة، ورياضات
    متنوعة من جري وسباحة ورمي رمح ومصارعة، أضف إليها مواضيع الفلسفة والسياسة
    والأخلاق واللغة والبيان... إلى آخر المعارف والعلوم الإنسانية. ولا نتصور أن
    اليونان كانت في عالم الحرب أقل منها في عالم الفكر، فهي التي هزمت شوكة فارس في
    معركتي سـلاميس وماراثون، التي منها جاءت تسـمية الـسباق الـعالمـي بالـماراثـون.
    حين حمل بشرى النصر من أثينا إلى أسـبرطة العداء الأثيني الشهير ليبلغ الأسبرطيين
    بأنباء الحرب. إنها اليونان التي لا تبدأ دورة للألعاب الأولمبية إلا بانتقال
    الشعلة منها - ومن جبل الأولمب تحديداً - إلى الدولة المضيفة كرمز لانتقال المبادئ
    والقيم اليونانية القديمة إلى العالم الحديث.



    فماذا تقول النظرية
    التاريخية؟ إن أبطال الأساطير هم في أساسهم أبطال البـشر والـقـبائل البـدوية
    الضـاربة في القـدم، حـين أخـذ الرواة ينـسـجـون حـولهـم القـصـص والحـكايات
    المبـالـغ بهـا، التي تضـاف إلـيـها الزيادات وهوامش الحشو مع كل جيل يأتي، حتى
    ارتفع مصاف أولئك الأبطال في أذهان الناس إلى مصاف الآلهة قبل وجود الأديان،
    كمحاولة كما أسلفنا لتعليل أصول الخليقة، فمثلاً خذ عندك «قدموس» الذي تذكر
    الأساطير أنه زرع أسنان التنين فأنبتت جيلاً من المحاربين المسلحين، ما هو في
    الواقع سوى أحد المهاجرين الفينيقيين الذي نقل إلى اليونان أحرف الهجاء وعلّمها
    للأهالي هناك، وقيل إن عمله ذاك كان القبس الأول للحضارة اليونانية. وسيد الأولمب
    «زيوس» لم يكن إلا ملكاً من ملوك كريت، وما حربه ضد المَرَدة والتنكيل بأعدائه سوى
    لانتزاع ملكه.



    وقد يضحك إنسان العصر من
    وثنيات الأساطير التي انتشرت بين الشعب اليوناني القديم، غير أنها كانت كل ما لدى
    القوم لتفسير مجريات الحياة وظواهرها، ومع ذلك فقد تطور الفهم بظهور الحركات
    الفكرية، حتى ازدهرت الفلسفة النظرية التجريدية التي بدأت بالشاعر المتفلسف
    «اكزينوفانس»، الذي بدأ بمهاجمة مجموعة الخزعبلات التي كانت سائدة، فالله هو
    الواحد لا شريك له، ولعل بدايات أفكاره تلك كانت أول بذرة للإنسان في الغرب عن
    وحدة الوجود.



    لكن ما يهمنا في هذا
    الصدد أن من طبيعة الإنسان أن يتطور في عقله ومعدلات عيشه وأساليب تطويعه الطبيعة
    ومصادرها، فقد يكون بدأها بالأساطير، ولكنه لم يقف عند حكاياتها. غير أن هذا
    الإنسان المتطور كم نسبته من المجموع العام العربي؟ فعلى ما نبدو أننا نتمتع
    بذهنية تمر عليها الكلمات من البداية إلى النهاية من دون أن تُحدِث فيها تغييراً
    إلا إن كان للوراء، أمّا الأمام فموضوعه يخص القلة التي حقاً ضاقت ذرعاً بنداء في
    وادٍ لا صدى يوصل. ولا أصعب من الاشتباك في الحياة بتفاصيلها مع بشر ليسوا على قدر
    تواصلك العقلي، فإن كانت تلك الأساطير القديمة على سذاجتها قد ولّدت عوالم من
    الفنون والمعارف والعلوم، فماذا ولّدت أساطيرنا الخرافية الحاضرة..؟! بل ماذا
    ولّدت لليوناني وهو الوريث الشرعي لحضارته..؟!
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 26 مارس 2013 - 23:33


    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 13361533075
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - وجه واحد

    مُساهمة من طرف waell الأحد 31 مارس 2013 - 5:02

    عابر حياة - وجه واحد!


    ثريا الشهري


    الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣


    لم يكن «داروين»، صاحبُ
    نظرية التطور التي تعرضت للانتقاد، في بداياته تلميذاً نجيباً، ما حدا بأبيه إلى
    البحث له عن وظيفة في الكنيسة، لكنّ أخبار رحلة استكشافية إلى إحدى الجزر حين سرى
    خبرها، كانت لداروين الأكثر إغراءً، فصمم على القيام بها على رغم معارضة أبيه
    الفكرة، فطول مدة الرحلة، التي لا يقل عن السنة، إضافة إلى بنية الفتى الضعيفة
    التي لا تحتمل مثل تلك المغامرات وغيرها من العوامل، كانت في مجموعها محبِطةً أكثر
    منها مشجعة، ومع هذا خاض داروين تجربة الإبحار. ولأن شغفه الأول كان في مراقبة
    سلوك الكائنات الحية، لاحظ داروين أنه في الوقت الذي أحس هو، جرّاء دوارَ البحر
    والغثيان، بشعور قاتل من الإرهاق، وربما الملل، لم يرَ أثراً مشابهاً لتلك العوارض
    لدى غيره ممن هم على ظهر السفينة، فلا تذمُّرَ يُذكر، ولا أنينَ شكوى مهما تردّت
    الأوضاع، فتعجّب من طبيعة لدى البحارين كأنها مفهومٌ بينهم يسري على الجميع كميثاق
    للشرف محفوظ سلفاً.



    ملاحظة داروين تلك توصف
    في الإنكليزية بمصطلح «ستويكسيزم»، أي تقبُّل المصير بالألم والمعاناة بلا شكوى،
    وهي قدرة عالية على التحمّل تمتاز بها فئات معينة من المجتمع أكثر من غيرها، وأكثر
    ما تلحظها في مَن كانت الأعمال الشاقة مقسومَهم من الحياة. فانظر إلى حال عامل
    البناء أو المنجم مثلاً، وعمله ساعات طويلة في أحلك الظروف وأقساها، ولن أذهب
    بعيداً إلى قصة النفط واستخراجه وتمديد أنابيبه في قيظ الصحراء ولهبها... وغيرها
    من وظائف لا تحصى في شدة المعاناة واستدعائها أقسى درجات التحدي الإنساني، وكذا
    عمل الخادم، يستنزف منه النزول بدرجات كرامته أضعافاً مضاعفة! ومع ذلك تجده صابراً
    وراضياً، أو قل متصبِّراً ومسترضياً نفسه على قدَرها. وكأنه قانون غير مكتوب،
    يلتزم به أصحاب الحظوظ الصعبة.



    ولكن... ماذا يكون حال من
    يخرج عن صمته ويقرر عدم الالتزام؟ لكل حالة تفسيرها، فمن غير الدقيق أن يعمّم
    التحليل وكأنه قاعدة عامة تسري على الكل، فأحياناً يفضّل الصمت على إظهار التأثر،
    وأحياناً يفضّل العكس، فكلٌّ وفق الموقف والشخصية وتقدير النتائج.



    قصارى القول أن الاعتياد
    على الشكوى الدائمة لا يغيّر الحال، فالعزم على التغيير يبدأ عملياً وليس بـ
    «لعلعة» الكلام، على أن تحديك من هو فوقك قدراً وسلطة قلةُ نضج وارتماءٌ في
    التهلكة، وتحديك من هو دونك مقاماً ونصيباً دناءةٌ ونقص، وهو ما يفسر سعادة الشعوب
    الفقيرة، فقد تنظر إلى حالها وتتساءل عن سر مرونتها وتقبّلها أوضاعها المزرية، مع
    أنك وبكل ما لديك من متع الدنيا ونعيمها قد تفقد السيطرة على أعصابك لمجرد زحام
    بسيط أو حتى جو حار. صدّقني إنها مسألة اعتياد نفسي وتدرّب عملي، فهناك ما تستطيع
    تغييره، أو حتى تخفيفه، وهذا ما يتوجب عليك الاضطلاع به، وهناك ما لا تستطع
    تغييره، لأنه مرتبط بعوامل لا تتحكم بها، وهذا ما يجب عليك أن تعيه وتفهمه. فماذا
    تفعل؟ قالها المتنبي:



    وإذا كانت النفوس كباراً
    / تعبت في مرادها الأجسام



    أم تظن أن نيلسون مانديلا
    بسنوات سجنه الـ27 قد هبط علينا من الفضاء؟ هو إنسان كباقي البشر، ولكنه برز عليهم
    بعزيمته الجبّارة، مع ترتيب رائع للأمور في عقله.



    قبيلة «بيراحا»
    الأمازونية صنِّفت من أسعد القبائل البدائية الصامدة بقوانينها ولغتها الخاصة، وقد
    حاول «دانيال أفيرت» كأحد المهتمين بعلم اللغات درْسَ لغة القوم مدة 25 عاماً، فلم
    يستطع أن يفكك تعقيدها، وكان ملخص تجربته أنها لغة لا تعرف الفعل الماضي، فالأفعال
    المضارعة هي وحدها المتداولة، ولا تعترف بالكلمات المعبِّرة عن المشاعر أو الحديث
    عن المستقبل، فلا انتحاب على ميت، ولا حزن على شيء. قوم بلا تاريخ وبلا ذاكرة وبلا
    معرفة بالألوان أو الأرقام، حتى أنهم حاولوا قتل ابن دانيال المصاب بالحمى للتعجيل
    بموته والانتهاء من عناء السهر عليه. وقد يتقزز القارئ من هذا الجهل والتبلّد
    الحسي، ولكن ماذا إن عرف أنها القوانين التي أنجت هؤلاء من خطر الغابات العظيم
    المحدق بهم؟ وكما قيل: للحياة أكثر من وجه وقانون، أمّا نحن فلسنا سوى وجه واحد
    كثير الشكوى!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty عابر حياة - «وناسة» و «عِرْس»!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 31 مارس 2013 - 5:05

    عابر حياة - «وناسة» و
    «عِرْس»!



    ثريا الشهري


    الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣


    العمر طويل بالتدبير،
    قصير بالتبذير، وإن الإنسان لينشغل في حياته بسفاسف الأمور أكثر مما ينفقها في
    الأمور الجادة والأهداف الموجّهة، وإلا لوجدتَ عامة الناس في مصاف المنجزين
    والمتفوقين في أعمالهم وسير حياتهم. ولن أخصّ بحديثي اليوم غير السعوديين، على
    اعتباري واحدة منهم، وأخبر بأحوالهم، وعليه أقول: لن يصيب السعوديين في مقتل،
    رجالاً ونساء، إلا شيئان لا ثالث لهما: «الوناسة» بالنسبة إلى الشق الذكوري، و
    «الزواج» في ما يخص القسم الأنثوي، فمتعة حياة الرجل السعودي أن يتمتع بوناسته
    أكبر قدر ممكن من ساعات اليوم، خصوصاً عند غياب قرص الشمس، فزخارف الحياة وبدائعها
    وذخائرها هي في الاجتماع مع المعارف في إحدى الاستراحات أو القهاوي وقطع الوقت
    أمام الشاشات، ولا فرق إن كانت لتلفاز أو جهاز حاسوب أو جوال، وهو شيء حسن لو كانت
    فيه مناقشة الجديد مما يفيد المتحدِّث في مجال عمله وحياته، ولكن السعودي يعتبر أن
    «شوية» الساعات التي قضاها في عمله، التي لم يعمل فيها فعلياً إلا ثلث الثلث، تكفي
    مؤونته لآخر النهار ولا داعي لإرهاق عقله بأكثر من الوناسة على «طريقته»، وما
    أدراك ما طريقته! يقضيها على مدار الأسبوع كله، وبخاصة يومي الإجازة الأسبوعية، أو
    فرصة الراحة من الراحة.



    فإذا انتقلنا إلى الجنس
    الأنثوي، فلا يشغل صويحباته موضوعٌ قدرَ الأعراس ومستلزماتها: من تزوجت! ومن حضرت!
    ومن تقلّدت بالمجوهرات! ومن ومن... فلا تكون خاتمة الأسبوع شيئاً يذكر إن لم تبلغ
    منتهاها في حفلة زواج، أو طقطقة غناء وطرب، أو حتى اجتماع نسواني في أحد البيوت
    للحديث بعضهن عن بعض، وكله يصب في بوتقة الوناسة طبعاً.



    يقول محمد المويلحي:
    «رئيس الطب أبقراط يقول: الحياة قصيرة والفن طويل. ورئيس الحكماء أرسطو يشكو
    الطبيعة، لتفضيلها بعض الحيوان على الإنسان بطول العمر، كالحوت والفيل والغراب
    والببغاء، تعيش قروناً بينما الإنسان الذي هو سيدها ومولاها لا يكاد يبلغ القرن
    إلا نادراً، والحقيقة أن نصيبنا ومقسومنا من الزمن ليس بقليل، وإنما إسرافنا فيه
    جعله موصوفاً عندنا بالقلة. والحياة في الواقع مديدة، تكفي للقيام بالأعمال
    العظيمة لو استعمل الإنسان أوقاته في ما ينبغي، على ما ينبغي، أمّا إن أضاعها في
    الملاذ والشهوات والكسل عن العمل، أو النزاع والخصام والصراع والضرب من دون النافع
    من الأمور، فستأتيه الساعة الأخيرة على عجل، فإذا بالحياة التي لم يُحِسَّ سيرها
    قد أحس مضيَّها».



    ولي ذكرى في هذا الخصوص
    مع معاملة مصرفية كنت أنهيها، فإذا بوافد عربي يُودع أمامي مبلغاً من المال لا
    يستهان به، وكأن الموظف أحس بعبء الموقف عليه من حيث لا أدري، فتلفظ من تلقاء نفسه
    وقال: «وهل تتوقعين أن جمع مثل ذلك المبلغ يعنيني، ولكن ليس لدي استعداد أن
    «أفرّها» من الصبح إلى المساء كي أحصّله»، ولأن تعليقه كان مستفزاً ويا ليته صمت،
    فقد وجدتني أسأل: وما المانع أن يفرّها؟ والقصد أن يتحرك كما النحلة، فكان الجواب
    الذي تحتاج معه إلى إعادة تأهيل قائلاً: ومتى أعيش حياتي؟



    غريب مفهومنا للعيش!
    وكأنه لا يكون إلا بضياع العمر في ما لا طائل منه! وكأننا لا نحيا سوى بجزء يسير
    من أعمارنا! وما بقي من سنينا لا يسمى حياة، بل مجرد وقت يمضي وأيام تمرّ.



    ولا تظنّنَّ أن تبديد
    العمر هو من شأن العوام وحدهم، بحاجاتهم المحصورة وضروراتهم الممنوعة وجهلهم بما
    هو أرقى وأعلى، بل تعداه إلى الخاصة أيضاً، حتى أن تضييعه بينهم أعمُّ وأوسع. ولو
    تأملتَ أحوال من يُطلق عليهم الأثرياء لوجدت أعمارهم أعظم تبذيراً، لاتساع دائرة
    أشغالهم، وانفراج زاوية أوهامهم، وتحرّرهم من عبء تكاليف المعيشة وفواتيرها، فلا
    تدري أهم مقبلون على الدنيا أم مدبرون، يدفعهم التحاسد والتباغض والتباهي
    والتباري، بعيدون من السعادة بُعدَهم من الحكمة في تصريف أعمارهم. على أن أهم ما
    يجب أن يعيه كل من ضيّع عمره في ما لا طائل منه، أن السنوات التي نقصت من عمره قد
    حلت محلها سنوات إضافية من قلة القيمة! سنوات تُرحَّل إلى محبيه وأولئك المسؤول
    عنهم، فيحملون عبئها مع أعبائهم.



    suraya@alhayat.com
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 31 مارس 2013 - 10:15

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 13255022189
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65971
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 2 أبريل 2013 - 5:57

    المرأة المقنّعة!


    ثريا الشهري


    الثلاثاء ٢ أبريل ٢٠١٣


    القناع أو الوجه الآخر
    الذي يغطي الوجه الحقيقي، فيثير معه الغموض مع الهوية المزيّفة والدوافع إلى
    تزييفها. هذا القناع شهد تطورات عدة في وظائفه وأشكاله عبر التاريخ! فخذ عندك
    القناع العسكري وضرورته لحماية الوجه من تلقي الطعنات القاتلة، حتى صار من لزوميات
    الفروسية وخوض الحروب، ومنه انتقل إلى بعض المبارزات الرياضية كسلاح الشيش اليوم.
    فماذا عن التشوه الخلقي أو المرضي؟ استخدام القناع الدائم كان هو الحل. ويُقال إن
    ملك القدس الإفرنجي بولدوان الرابع الذي عاصر صلاح الدين أصيب بالبرص أو بمرض
    تتآكل معه معالم الوجه وتتركه مشوهاً، فلم يكن أمامه سوى قناع من فضة يضعه على
    وجهه دائماً، حتى إن أخته الملكة سيبيلا هي الوحيدة التي تمكّنت من مشاهدة وجهه
    الحقيقي وقت احتضاره.



    لنأتي إلى مدينة البندقية
    الإيطالية، أو البقعة الأوروبية التي ظهر فيها القناع ولا يزال سكانها يحتفلون
    بوجوده حتى تاريخنا. حيث القناع «الفينيسي» كأحد المعالم الأثرية - التجارية، فكم
    طوّر الحرفيون من أشكاله وأحجامه وأسمائه وعلّبوه للتصدير إلى كل مكان، فلا تستغرب
    إن دخلت متجراً محشوراً في شارع خلفي على سطح الأرض، فعثرت فيه على الأقنعة
    البندقية معروضة للبيع وبأسعار عالية، فنوعية هذه البضاعة لا تصنّع بالآلات ولكن
    بالأيدي الفنية الماهرة.



    وبالعودة تاريخياً نقول
    إنه ولأسباب غير معروفة للمؤرخين، لم يقتصر سكان البندقية على استخدام الأقنعة في
    المناسبات فقط، ولكنهم تعدوها إلى الاستعمال اليومي في مجالسهم وفي تجوالهم في
    الأسواق، حتى ظهر في القرن الـ14 قانون يحظر مزاولة بعض الأنشطة على المقنّعين
    ومنها المقامرة مثلاً، وبالتدريج أخذت القوانين طابعها المتشدد لكي يحد الناس من
    استعمال الأقنعة إلى أن تحدّدت بفترة معينة من السنة. والسؤال: لِمَ تحمس
    البندقيون لأقنعتهم بهذا الشكل اللافت؟ يرى الباحث الأميركي جيمس جونسون أن حكاية
    الفصل بين الطبقات وبخاصة بين النبلاء وعامة الشعب تسببت في استخدام القناع في شكل
    دائم كرد فعل مباشر على الترتيب الاجتماعي المتحيّز لطبقة من دون الأخرى، أضف إلى
    ذلك أنه ظهرت ونتيجة لرواج التجارة البحرية آنذاك، شريحة عريضة من الأثرياء
    البرجوازيين الذين توافرت لهم بفضل ثرواتهم فرص التواصل الاجتماعي مع النبلاء،
    فكان من الأنسب للجميع أن يتم اللقاء بمعزل عن أعين الناس واقتفائهم الفضولي، ومن
    يضمن هذا التمويه بأفضل من القناع؟ حتى بات «الماسك» لا ينزع إلا عند النوم.



    وهنا تجدر الإشارة إلى أن
    مهرجان البندقية بعد أن تم إيقافه نهائياً في القرن الـ18 أُعيد إطلاقه عام 1979
    بقرار من الحكومة الإيطالية لإحياء التراث الثقافي ومعه التنشيط السياحي، إلى أن
    نجح مهرجان البندقية السنوي بأيامه الأربعين في جذب ثلاثة ملايين سائح إلى تلك
    المدينة المغروزة في البحر والمرشحة للغرق والاختفاء نهائياً تحت الماء.



    جاء في طبقات ابن سعد أن
    أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - كان يطوف فى المدينة فإذا
    رأى أَمَة محجبة ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها ويقول: «فيم الإماء
    يتشبهن بالحرائر!». وقال أنس: مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة
    وقال: «يا لكاع أتتشبهين بالحرائر ألقي القناع». وروى أبو حفص أن عمر كان لا يدع
    أمة تقنّع فى خلافته. فسبحان الله حين تمشي المرأة اليوم في المكان العام فيأتي من
    يأمرها بغطاء الوجه! فهل يزعم أنه أفتى من سيدنا عمر بن الخطاب؟ وهل بيننا من إماء
    وحرائر كي تتقنّع الأمة فلا تميّز فتعرف؟ حتى غدت المرأة بقناعها تعيش بهوية غريبة
    عنها، ونقيض هويتها الحقيقية. إنه الوجه المزيّف الذي تعودت عليه حتى بعد نزعها
    لقناعها (القناع غير الحجاب بتفسير القرطبي). أمّا السؤال الموجه للرجل: فهل فكّر
    يوماً بوقع قراراته وتصرفاته على مشاعر المرأة؟ فحين يلاحقها ويحاصرها لطمس هويتها
    ومعها أحاسيسها إن اعترضت أو اشتكت، فكيف يتوقع أن تكون نفسية وسلامة عقلية مربية
    الأجيال؟ ولأن لا أحد يزايد على إسلام عمر بن الخطاب، فليست الحرة ملزمة بالقناع
    إلا أن يعود زمن العبودية ونكن جاريات العصر وموثقين ببيان رسمي.



    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24312
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 3 أبريل 2013 - 2:06

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 2 488515

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024 - 2:13