ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


4 مشترك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!


    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - يا صباح التفاح!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 28 أكتوبر 2013 - 14:04

    عابر حياة - يا صباح التفاح!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٣
    يقول غاندي: «حينما أشعر باليأس، أتذكر أنه على مر التاريخ، لطالما كانت الغلبة للحقيقة والحب. صحيح كان هناك طغاة وقتلة، ولوقت قصير بدا أنهم لا يقهرون، لكنهم في النهاية سقطوا. فكِّر في هذا دائماً حين يساورك الشك بأن الله أراد العالم هكذا... فكِّر في هذا وبعدها حاول القيام بالأمور على طريقته هو». ولن أزيد على كلام غاندي إلاّ فئة الجهلة التي وقعت سهواً. فهناك طغاة وقتلة وجهلة، ومن الجهل يتولّد كل غث، ومن الجهل يتفاقم الطغيان والقتل. وسؤالي إلى القارئ: كيف تتصور شعور الكاتب واستعداده للكتابة وهو يطرق المواضيع المعادة لأنها على حالها.. المواضيع التي هو نفسه لاكها وعجنها وخبزها؟ محاولاً مع كل كتابة إضاءة زوايا يعتقد أنها معتمة أو لم يتناولها بعد؟ وبالتصعيد مرة، وبالترغيب والتقريب مرات، وبكل الأساليب الممكنة لعله يلفت نظر أحد، أو يقنعه بالنزول عن صخرته. ولكن القارئ متشبث بمكانه المتحجِّر في الجهة المقابلة، ملوحاً بالصحيفة حتى إذا تأكد أن المعني رآه، رمى بأوراقها في الهواء ومعها رسالته: «هذا هو ردِّي على فكرك أيها الكاتب».
    يقول برنارد شو: «إذا كانت لديك تفاحة وأنا لدي تفاحة، وتبادلنا التفاح. فما زال لكل منّا تفاحة واحدة. أمّا إذا كانت لديك فكرة وأنا لدي فكرة، وتبادلنا الأفكار، فستكون لكل منّا فكرتان». إلاّ أن اللافت أننا العرب إنما نتحرج من تبادل أفكارنا. وقد نصدِّق غيرنا ونوافق فكرهم، ولكن ليس من السهل علينا نقل هذا التبني إلى العلن. فمعناه أن فلان جاء وصوّبني، أو سد نقص معرفتي. فمن يكون هذا الفلان لأمنحه الفضل! طبعاً إن كان ميتاً، فلا بأس حينها أن أعترف بتنويره. أمّا إن كان حياً يرزق، وإن كان من الزملاء أو من إحدى النساء، فالمسألة تحتاج إلى حنكة ومواربة. فلا أقول أنني ضد، ولا مع. وإن كان لا بد من الضد، فلا مانع من استثناءات (استراتيجية خط الرجعة) مع تغليفها بما «يشبه» قول الزملاء. يعني شبه من بعيد. حتى لا يُفتضح أنه رأيهم وأنا استعرته منهم. فلن ينالوها مني. أمّا الخبر الأكيد فهو أن: أغلب أدمغة العرب تعمل بهذا الميكانيزم.
    لذلك نحن لا نتعلم بسرعة، ولا نتغير بسرعة، ولا نتطور بسرعة. ولكننا نتطاحن بسرعة، ونتقاتل بسرعة، ونتخلص من بعضنا بسرعة. فلم كل هذا؟ لأننا شعوب غوغائية انفعالية، لا تعرف أن تحكِّم عقولها بما يعود عليها وعلى مجتمعاتها بالمصلحة. وما لم نتخلص من هذه الانفعالات التي تعوق التفكير المنطقي العملي الموضوعي لن نصل إلى حلول جذرية لتحدياتنا. وها هي – كأقرب مثال - إسرائيل المزروعة بيننا منذ أكثر من 60 عاماً. لا نعرف عنها وعن حياة أهلها ومناهج أبنائها، اللهم سوى كلمتين عن وعد بلفور حفظناها ومللناها. فلا ندرس تاريخها ولا سياساتها ولا ولا... بينما في المقابل تجدها تتعمق بكل بلد منا على حدة. وهب أننا اعترفنا بجهلنا، فهل فعلنا شيئاً إزاءه؟ فأن نعترف بعيوبنا لا يعني شيئاً، إذا لم نحاول التغلب عليها. والغريب أن الوجدانيات التي تغلغلت فينا واستقرت ليتها أديرت بما ينفعنا، ويعظم من تاريخنا من ناحية الفنون الإنسانية التي تتغذى على المشاعر والأحاسيس. فأن نكون بهذه العواطف الجياشة ثم لا نترجمها في مساراتها الطبيعية، ومن نوصمهم بالبرود والبرغماتية هم من يتفوقون عالمياً في فنونهم بأنواعها، هنا لا بد أن نتوقف! فعندما مات عباس بن فرناس محاولاً الطيران انشغلنا بالسؤال هل مات شهيداً أم منتحراً. بينما تساءل الغرب: هل يمكن حقاً أن نطير؟ لذلك هم تقدموا، ونحن لا نزال نلحق بهم.
    فكما يقول المفكر محمد أركون: «يكفي أن تغلِّف أية فكرة بصبغة دينية، حتى تقنع العرب باتباعك». وهذا صحيح، إذ استغرقنا في الصراعات العقائدية والطائفية والفقهية عن كل ما سواها. وفي بالنا أننا نطبق تعاليم الله، ونحن لا نطبق سوى فهمنا القاصر والمتحيز والأناني لهذه التعاليم، فهل نطرد الجهل بجهل أكبر منه؟ هذا ما نكرره تاريخياً إلى اليوم. وفي كل مرة نتوقع نتيجة مختلفة. فماذا إن عملنا بقول تشرشل: «حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت»؟ فهل فكرنا بهذا؟ أكاد أجزم أن القارئ في باله الآن أكثر من إجابة. وهذا حسن. فانتق وابدأ وهذا هو جهادك، وهذا هو فخرك. أمّا بندقيتك فياليتك تنحِّيها ومعها تحفظ دمك. فليس بموتك ستتصدر، ولكن بحياتك وفكرك وبنائك. والاحتمال الأكبر أن يقرأ القارئ المقالة – هذا إن قرأها - ثم ومن فوق صخرته يرمي بها مع الريح. وتلك هي نهاية القصة. مع تفاحة واحدة لكل منّا.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 1 نوفمبر 2013 - 11:16

    عابر حياة
    ثريا الشهري
    الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
    سياسة العروض العالمية المعروفة باسم «سيرك دو سولاي» أن يكون لكل عرض فكرة يجسِّدها ويتمحور حولها. ولا مجال هنا لاستعراض المواضيع التي تحقّقت مع سيرك دوسلاي، ولكن دعنا نتحدث اليوم عن «كيدام». أو عابر حياة باللغة اللاتينية. وقد احتل عرضاً كاملاً باسمه بدأ منذ عام 1996. وحصد الملايين من الجمهور المتابع لجمالية الأداء والفكرة. فـ«كيدام» هذا هو الذي قاد فتاة العرض المهملة من أهلها المتأزِّمة بمللها ورماديتها، إلى نقلة جديدة عليها. غيّرت معها نمطية حوارها وأسلوبها مع الحياة. وكأنها خلعت نظارتها القاتمة القديمة واستبدلتها بأخرى ملونة بالرؤى والخيارات.. فهل من الضروري أن يكون «كيدام» شخصاً بعينه؟ قد يعترضك ويتقاطع معك في هيئة إنسان، أو كشيء عابر تكون سمعته وقرأته أو خبرته في مشوارك. وكلنا يمر بنا «كيدام»، ولكن من يتنبّه له تلك هي المسألة.
    يُروى على سبيل العبرة أن قسيساً خرج من الكنيسة ذات شتاء قارس وقد اكتسى الخارج بحلة بيضاء حتى وصل الثلج إلى ركبتي الرجل، وهو يمشي قاصداً مكانه. فعبرت به دراجة يدعوه صاحبها إلى الركوب خلفه، ولكن القسيس صد عنها لأن الرب سينقذه. وذاك كان جوابه. وكلما طوى بضع خطوات أخرى تكاثف سقوط الثلج وارتفع بمستواه. فمرّت بالرجل سيارة بالدعوة نفسها إلى الصعود. وهذه أيضاً امتنع عنها. إلى أن وصل الثلج قرابة حلقه. فسمع صوت سيارة تقف بمحاذاة الرصيف ويدعوه سائقها إلى النجاة بنفسه، ولكن القسيس الذي لا يزال يكرر أن الرب سينقذه أضاع آخر الحلول. وطبعاً انتهت القصة بموته. وهو يشبه منطقنا من حيث لا ندري. فالرب لم يتخل عن الرجل حين دعاه، وأرسل إليه دراجة وسيارتين. فلِمَ الرفض والعناد؟ ولم الإصرار على أن يأتيه الخلاص ببرواز «المعجزة»؟ فهل ينتظر العبد سلماً من السماء ينزل عليه؟ وإن افترضنا، فلماذا لا يعتبر الدراجة والسيارتين هما ذلك السلم! ولماذا تأطيره بحبل يتدلى من فوق فيفوِّت عليه الفرص المرسلة! فلا يلحظها إلاّ بعد مرورها. وربما لا يفعل حتى بعد مرورها. فاصنع من صعوباتك فرصاً، ولا تصنع من فرصك صعوبات.
    الحظ يمر بباب الجميع. فيفتح بعضنا الباب، وبعضنا الآخر يتكاسل ويفتحه غيره. فهو وفق استعدادك والتقاطك له. يقول لويس باستور: «في مجال الملاحظة لا تنحاز المصادفة إلاّ إلى الذهن المستعد». أمّا المقولة الخائبة بأن الحظ يأتي مرة واحدة، فهي مضلِّلة ومحبطة وغير صحيحة بصيرورة الأيام. فالحظ قد يطرق بابك مرات. وقد يأتيك بدراجة وسيارة، ولكنك تنتظر الطائرة فلم تعره انتباهك ولا وقتك. أتدري شيئاً؟ الدراجة كانت ستوصلك إلى السيارة، ومنها إلى سمائك الثامنة، ولكنك لم تبدأ. وتضخّم طموحك وانتفخ، فاحتقرت الدراجة. يقول جمال الغيطاني: «كلمة أو نظرة أو إيماءة ربما تحدِّد مصيراً، وتغيِّر مسار حياة».
    أمّا «كيدام» الذي يزورك وتتعرف عليه وتقدِّر ما أحدثه في عقلك وروحك، فهو عابر حياة لا يدوم. وهذه مهمته وقد أنجزها. ويبقى عليك أن تكمل من دونه. فلا تتشبث به. وسيأتيك غيره طالما أنك متنبّه لوجوده، وللعطاء الرباني المتمثل بوجوده. فحتى هذه المقالة من الجائز أن تعتبرها «كيدام». وأن تستبقيها كي لا تغادرك كلماتها. ولكن الاعتبار والأفكار ليسا حكراً على مقالة أو موقف أو شخص. فاغرف وانهم وأنت تقرأ وتطالع وتصادق وتعمل وتصارع ما حييت. وانتقل برشاقة في تطور فهمك ووعيك وعلاقاتك. حتى تشحذ آلة استعدادك النفسي والعقلي لمزيد من الفهم والوعي.
    ولأن الكلمات وحدها ليس لها الأثر ذاته بلا ألحان تلامس الروح، فماذا لو ألحقتها بموسيقى تصويرية تنوّع من طبيعة صمتها وجفافها؟ فلا يمكنك إنجاز شيء كبير بلا عاطفة قوية تشحنه. وباللحن الملهم توقظ المشاعر. فماذا عن موسيقى وأغاني عروض سيرك دوسلاي؟ فهي في معظمها غير تقليدية وجاذبة. فما يضيرك إن جربت؟ وما خسارتك إن أخطأت، أو لم تكن النتيجة بمقدار توقعك؟ فمن لا يختبر الجديد لا يعشْ. وأنت لو منطقتها ستجد أن الأخطاء - هذا إن اعتبرت- هي الثمن اللازم لإكمال المشوار. وحتى لو اخترت الجمود مكانك، فهذا أيضاً خطأ آخر ترتكبه بعدم المواصلة. فلا تشغل نفسك بالتصنيفات، وركِّز بتفاصيلك، ونقِّح وغربل وتعرّف على منح السماء في حزمتك. تعرّف على «كيدام» ولو في جملة عابرة، أو إنسان على قارعة الطريق. يقول ابن العميد: «قامت تظلّلني ومن عجب/ شمس تظلّلني من الشمس». وسيرك دوسولاي - والأخيرة تعني الشمس بالفرنسية - لم يرفع من قيمة عروضه تكاليف إنتاجه الباهظة في الديكورات والأزياء واستقطاب الكفاءات فحسب، ولكن في ما يقوله من وراء كل هذا الإبهار. وهذا هو الجوهر، وتلك هي الشمس، وإن لم تكن شمساً.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - بطولة امرأة عرعر

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 19:45

    عابر حياة - بطولة امرأة عرعر
    ثريا الشهري
    الخميس ٧ نوفمبر ٢٠١٣
    لم تكد كارثة تسونامي التي اجتاحت الشواطئ الآسيوية قبل تسعة أعوام وخلّفت أكثر من 150 ألف قتيل، غير من شرّدت وأعادت ترسيم خريطة حياته، لم يكد لهذا الحدث المأسوي أن يمر ولو بمضي الأعوام، حتى خرج فيلم «المستحيل» الغربي عام 2012، ليحكي لنا ويذكِّرنا بما وقع للناس، وبما خسروا من خلال قصة إنسانية حقيقية جرى عليها ما جرى.
    فالعائلة الأوروبية المكوّنة من الزوجين وأبنائهما الثلاثة الصغار، كانوا هناك في إجازة لهم في الفندق القريب من الشاطئ، الذي كان في مواجهة مباشرة مع الطوفان حين اكتسح بمياهه الهادرة ما في طريقه. ولأن القصة وقعت بالفعل وهذه قوة تأثيرها، فلا تستغرب معها المصادفات والتراتيب الإلهية في لمّ شمل العائلة بعد الطوفان، على رغم وجود ثلاثة أطفال جرفهم السيل، ثم بعثرهم. وقد تلخص القصة بأسطر معدودة تقرأها ولا تكاد تتخيلها، ولكن الفيلم، وكان بمستوى ترشيحات «أوسكار» بتقنياته العالية في الإخراج والتمثيل، حتى لتصدق أنها مياه «تسونامي» الفعلية، وأفراد العائلة الفعليين بتعابيرهم الناطقة ومعاناتهم الحية، لا يترك لك خياراً غير متابعته، ولا يفوتك قدر الله في عباده. وهذا التوثيق بهذه الحرفية والمهنية أهم ما يُحفظ لصناعة السينما. وكم من قصص وروايات وتواريخ عالمية وإنسانية كادت لتندثر لولا فضل الفيلم عليها، وهو مغزى المقالة.
    فالسيول التي اجتاحت جدة وتجتاح المناطق السعودية في كل عام بكل ما تخلِّفه وراءها، ببطولات أصحابها، بتفاصيلها المحزنة والمفرحة والمتناقضة التي لا تصدق أحياناً، كل هذه الحيوات أين هي من أرشيف التوثيق بالصوت والصورة؟ أين الفيلم السعودي الذي يختم بتوقيعه حكاية بطولية لزوجة ضحّت بنفسها لتنقذ زوجها، ثم جرفتها مياه السيول وماتت غرقاً، فعرفناها بامرأة عرعر؟ والغريب أن عدد أفراد الأسرة السعودية هو عدد مثيلتها الأوروبية في «تسونامي تايلاند عام 2004». فعائلتنا المفجوعة مكونة من زوجين وثلاثة أطفال، وكذلك الأوروبية، غير أن الغريب - وبشهادة أخي الغريقة - أن أخته رفضت رفضاً قاطعاً أن يصحبها أطفالها هذه المرة في زيارتها القصيرة لأهلها في طريف، وبسبب إصرارها الخارج عن عادتها كتب الله للأطفال النجاة من الغرق، فهل من الإنصاف أن تمرر هذه الشجاعة، وهذا الحدس قبل الموت في سطرين يواريها التراب كصاحبتها؟
    في المواقف الحرجة والظروف الاستثنائية والكوارث الطبيعية، لا يبقى للإنسان غير معدنه الأصلي، يتصرف على أساسه، فلا وقت للمجاملات ولا للتزييف. هنا موعدنا مع الطبيعة البشرية بلا إضافات وحسابات. لذلك، يُكرّم لاحقاً أبطال الفزعات والقرارات الحاسمة غير الأنانية، فمن يُقدم عليها في وقتها يكون جازف بحياته، وقد لا يعيش حتى يرى نتيجة شهامته وتضحيته، كمثل غريقتنا التي تركت دينها في عنق زوج أنقذته من الموت. رحم الله روحها وأعان زوجها على قضاء أمانتها بمراعاة أبنائها، وتكريم ذكراها ما طابت له الدنيا ومد في عمره.
    فهل وقفت الأقدار عند السيول؟ فماذا عن الكوارث الإنسانية الأخرى؟ ماذا عن تسونامي الربيع العربي بكل روايات أهله؟ بل ماذا عن حرب سورية التي تدمي القلب ونحن مجرد جمهورها من بعيد؟ ماذا عن العراق وأفغانستان؟ ولن تنتهي «ماذا» وحياتنا وبلادنا حبلى بالملاحم الخام التي تنتظر من يفجرها ويظهرها للعالم ولأجيالنا القادمة.
    بسبب تسريب تشاد هورلي لـ «لقطة فيديو» التي نقلت لحظة تقدم المغني كانيي ويست بطلب يد نجمة تلفزيون الواقع كيم كارديشيان، عرفنا أن هورلي شارك في تأسيس «يوتيوب» وباع حقوقها إلى «غوغل» في مقابل 1.65 بليون دولار. فهل استوعبنا الرقم جيداً؟ هذا لأن قيمة الصورة وأهميتها في تصاعد غير محدود. فكم عادوا وزادوا في معارك الحربين العالميتين بأهلها وبيوتهم وذكرياتهم؟ وكم وثق اليهود عن محرقتهم؟ وكم عن انهيار برجي نيويورك في 11 سبتمبر؟ وكم وكم في ما يخصهم.
    أما ما يخصنا، فتبقى صورة المرأة الخليجية في كاميرتنا تسحّب من شعرها فتمسح السلم ومن أوله بثوبها ودموعها على يد ذكر العائلة، أو تتباهى بثمن شنطتها تمسكها بأظافرها المطلية بماكياجها المبالغ ودلعها اللامقنع. فأين النماذج الأخرى والمشرفة لنسائنا؟ وأين بطولات الرجال غير «الطقاق» واللهاث خلف الأموال والنساء؟ أين الفيلم الخليجي أصلاً؟ وأين الفيلم العربي الذي ينافس في المهرجانات العالمية ودور السينما غير العربية؟ أين رسائلنا المصورة والمؤثرة في الرأي العام الدولي وتخطيط السياسات؟ ولا أقول إلا إننا ضيعنا حقوقنا بسوء إدارة تسويقها، وضيعنا أيامنا بفقر السيناريو والرؤيا لحكاياتها، وضيعنا أقوال كبارنا وحكمائنا، لأن أفلامنا الغائبة لم تحفظها لأبنائنا.
    وعلى رغم كل شيء، وكما عبارة فيفيان لي أو سكارليت أوهارا في فيلم ذهب مع الريح: «ومع كل هذا، غداً هو يوم آخر».

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - الإنسان ذو الندبة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 19:46

    عابر حياة - الإنسان ذو الندبة
    ثريا الشهري
    الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٣
    كتابة السيناريو والحوار أو صوغ النصوص، «فن» زاده الحرفية العالية وتمكّن الفنان من رسم الصورة بقلمه داخل «الكادر» بعد تخيّلها، ولكن باستخدام الكلمات. ومن الأفلام ما نردد حوارات أبطالها وجملهم، وقد نستعين بها لتخليصنا في المناسبات وعند الحاجة، متذاكين أو معجبين ومعوّلين على جهل الطرف الآخر بمنشئها الأصلي. ومن الحوارات ما نستعيدها لا عن اقتناع بتركيبة الشخصية التي تفوّهت بها، ولكن عن تعاطف مع مضمونها أو تفنيدها وإن لم نكن المعنيين بها. ومن ذلك الحوار الذي جرى على لسان الممثل آل باتشينو في فيلمه «الرجل ذو الندبة»، ويمثل سيرة آل كابوني المتخيلة - المافيا الإيطالية الشهيرة - بعد التصرّف الدرامي للقصة، فلما تمصّر الفيلم خرج بنسخته العربية بعنوان «الإمبراطور» من بطولة الممثل الراحل أحمد زكي. فإذا عدنا إلى مشهد المطعم في الفيلم الأجنبي والجدال الصاخب الذي وقع بين رجل المافيا توني مونتانا - آل باتشينو اللاجئ الكوبي ومهرب المخدرات - وامرأته الممثلة ميشيل فايفر حين رفضت أن تمنحه طفلاً وهو بمثل وضعه المزري، لتابعنا وبإمعان تنظير توني مونتانا الثمل حين لاحظ احتقار الناس له بعد سماعهم الكلمات التي قذفته بها المرأة الغاضبة.
    فيلتفت توني مونتانا إلى زبائن المكان بقوله: «إلى ماذا تنظرون وأنتم حثالة أيضاً؟ أتعرفون السبب؟ لأنكم لا تملكون الجرأة لتكونوا حيث تريدون، ولكنكم تحتاجون إلى شخص مثلي لتوجهوا إليه أصابعكم وتقولوا هذا رجل سيئ. فما الذي يجعلكم صالحين؟ أتدرون؟ أنتم غير صالحين. أنتم تعرفون فقط كيف تختبئون وكيف تكذبون. من هذه الناحية ليست لدى مشكلة فأنا أقول الحقيقة دائماً، حتى وأنا أكذب»!
    ومن طبيعة الإنسان البشرية أن يكون لديه ما يحتفظ به لنفسه ولا يطلعه على أحد، ولكن هل يعني هذا أن يجنح إلى الإجرام؟ أو يكون حجز بعض السلوكيات والصفات عن الخروج بها إلى العلن مبرراً لانحراف المرأة طالما أن لديها ما تخفيه؟ ومن راجعها أو تقوّل عليها ردت عليه: وكأن غيري ملائكة! فمتى انحصرت بين طرفي مجرم أو ملاك؟ بأية حال، تظل حيلاً يُرضي بها الإنسان ذاته التي سقطت، وإن كان كل منا معطوب بطريقته ولا أحد ينجو من العطب، ولكنني لست ملزماً أن أكون مع عطبي مثيراً للشفقة، أو أهبط بعطبي إلى التهلكة.
    غير أن المعنى الذي أشار إليه رجل العصابات مونتانا بمحاولات الناس المنافقة للتطهّر على حساب الساقط، فيذكرونه ليذكِّروا أنفسهم أنهم أفضل وأرقى منه، هذه كما يقول المصريون: «عداه العيب فيها». فقد أصاب كبد الواقع، فإن كنت ما أفتأ أذكر الفاشل كي أرضى عن نفسي، فالبلاء هنا ليس فيمن فشل، ولكن فيمن يقيس ذاته ونجاحها بأحط وأدنى الدرجات. وهذه أيضاً من حيل العقل.
    يقول الممثل جوني ديب: «من ميزات غير الأمين أنك واثق من عدم أمانته». وهي فلسفة تبتسم معها لأنها تصفع الأمين في طريقها، فإشكالنا ليس مع الواضح بتحلّله من القيم والمبادئ، ولكن مع من يدعيها، أو نعتقد فيه أنه راعيها، فلن يفاجئك النذل بنذالته، ولكن يصدمك من توهّمت فيه الترفّع والصلاح، والأجدى موضوعياً أن نكون معقولين في توقعاتنا، فالسذاجة تخسر في التعامل مع النفس المعقدة بأفكارها وأحاسيسها وعلاقاتها واختياراتها، والتي لا تملك هي نفسها أن تفسِّر ذاتها أو دوافعها أحياناً، وهذا صحيح لأن مرده إلى اللاوعي، فما استقر في لاوعيك أخطر مما وعاه وعرّفه وعيك، ولا وعيك هذا تنبئك به أحلامك عند نومك، ويكشفه ذهاب عقلك، أو قل سيطرتك عليه عند تناولك المسكر أو المخدّر، وتظهره كذلك نوعية قراراتك وتحليلك للأمور، وكل من نعرفه بداخله إنسان، وربما أكثر لا نعرفه.
    تروي صديقتي المجتهدة أنها حاولت الغش مرة في اختبارها، ففتحت الكتاب في اللحظة التي صادفت نظر المعلمة إليها، فلم يبدو من ملامح المرأة - غير المتسامحة في العادة - أنها ربطت بين الكتاب والاختبار، ذلك أن ما استقر في اللاوعي لديها هو تفوّق الطالبة النجيبة الخلوقة التي لا تقدم على الوضاعة. وهذه الصورة العامة هي ما يستغلها المرء بالضبط، ويرتكب تجاوزاته بموجبها، ولكن المجازفة أنه لو وقع في تلاعبه فمن الصعب تصديقه بعدها، فأنت تبني حائطك من الثقة، ثم تغامر بأمر خارج وتسقط، فتتساقط أحجار المعبد على رأسك والمستفيد معك. هذا طبعاً عدا الحساب الإلهي. أمّا إن استمر المعني في لعبته لاعتقاده أنه أذكى من الجميع، فمن ثغرة الغرور هذه سيكون اكتواؤه، ولا يعود الوعي ولا اللاوعي حينها ينفعه. والسؤال: فما قولك فيمن يغش وتعرف أنه يغش، ثم تبجِّله إذا حذّر من الغشاشين؟

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty امرأة عرعر في نسخة أخرى!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 نوفمبر 2013 - 7:17

    امرأة عرعر في نسخة أخرى!
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
    تجاوب شاكراً أحد القراء مع مقالتي السابقة عن امرأة عرعر التي جرفها السيل، فماتت غرقاً بعد أن أنقذت زوجها، فارتأيت توثيق تلك المواقف البطولية، من خلال عمل أفلام تحفظ لأجيالنا أيامنا وتواريخنا. فجاء في إيميل القارئ، أن تلك الغريقة لم تنقذ زوجها، ولكن إنقاذه كان على يد رجل غريب انتشله من المياه الجارفة. والحقيقة أن أمن الطرق أعاد الزوجين في البداية، وأمرهما بالعدول عن مواصلة رحلتهما، فأقنعت الزوجة رجلها بالسير قدماً بمركبتهما إلى أن جرى ما جرى، وهو التفسير الذي يناقض رواية شقيق الغريقة، الذي خرج على قناة «العربية»، ليقص على المشاهدين ملابسات الحادثة، ويجوز أنه بالغ في تصوير بطولة أخته، ويجوز أن القارئ تحامل في تحليل ما وقع، وهذه الحال دائماً مع التاريخ حمّال الأوجه، فكل يراه من وجهة نظره.
    في رواية الفضيلة أو «بول وفرجيني» كما مسماها في نسختها الأصلية وترجمها المنفلوطي للعربية، جنحت العاصفة بالسفينة، فتمزقت أشرعتها وشارفت على الغرق وعلى ظهرها تلك المرأة التي ينتظرها حبيبها بول على اليابسة. فحاول أحد البحارة إنقاذها، فاختارت الغرق على أن يتقطع رداؤها وهي ملتصقة بجسده، مفضِّلة الموت على التعرض للمهانة الأخلاقية. فماتت واعتبرت في الرواية من صويحبات الشرف والفضيلة. ولو كانت الحكاية وقعت فعلاً، لخرج من وصف المرأة الفاضلة بالبلاهة التي دفعت حياتها ثمناً لها، لأن تقديرات العفة برأيه لها اعتبارات لا تتفق بالضرورة مع معايير غريقة الرواية، وفي تلك الظروف الاستثنائية. وعليه، فإن توثيق أحداثنا لا يعني تطابق الحفظ مع التفسير الحقيقي لما جرى بحذافيره ودوافعه، ولكن سيقترب منه قدر الإمكان وبحسب وعي وموضوعية المأتمن على الحكاية.
    في الفيلم الجديد للممثل الأميركي توم هانكس المقتبس عن القصة الحقيقية للقبطان فيليبس، الذي تمكن من النجاة بسفينته وبحارته من هجوم القراصنة الصوماليين، توجه هانكس إلى بيت القبطان بنفسه قبل بدء التصوير، وقال له أمام زوجته: «أنت كتبت مذكراتك في كتاب، وسردت المغامرة التي عشتها بالحرف الواحد، لكن السينما أمر مختلف. وأنا عندما سأتقمص شخصيتك، ومهما فعلت فلن أتحول إلى قبطان حقيقي. وسأتفوه بكلمات لم تقلها أنت أبداً وسأجعلها تبدو صادقة، لأن هذه هي مهنتي كممثل. وسأركب سفينة حقيقية، لكنني لن أقودها، وسأركب قارب نجاة، لكن ربما في إطار لا علاقة له بالبحر مثلما وقع لك. وسأتصرف وكأنني في خطر، لكنني لن أكون في خطر. فهل أنت على استعداد لتحمل مثل هذه الأمور ومتابعة حكايتك على الشاشة، على رغم التناقضات التي تعتمد عليها السينما، حتى عند قيامها بسرد قصة واقعية؟». فكان الرد الهادئ من القبطان أنه سيتقبل التصريف الدرامي لقصته طالما أن الفيلم لا يعتمد على أكاذيب، أو تحوير جذري في مضمون الأحداث بغرض الترويج التجاري، وبيع حكايته وكأنها مجرد سلعة.
    بتقدير المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، أن السينما هي التي تهتم بما داخل الإطار وبما خارجه. أي بالمعنيين الظاهري والباطني. وهذا الأخير هو الذي تتولد عنه الأخيلة والتوجهات. فالحدث الظاهري إن كان تجسيداً لقصة واقعية، فلا يسعك أن تتلاعب في تغيير تفاصيله ذاك الشيء، ولكن يمكنك أن توجه الفيلم بحسب الرؤية التي تضمرها له. فهناك من يرى فيه بطولة، وآخر من يحشره في ركن مغاير، ولكن الأهم دائماً كما في جواب القبطان ألا يأتي التوظيف الدرامي مخالفاً لأصل الواقعة لأهداف من تكسّب، أو محاباة، أو تسجيل نقاط في المرمى السياسي مثلاً. وإلاّ فما يدرينا بالنوايا وما دار في عقول الأبطال الفعليين، خصوصاً إن رحلوا وخطفهم الموت قبل أن يدلوا برؤيتهم ودوافعهم. ففي حال القبطان، لدينا بطل لم يمت، وكتاب من تأليفه يخبرنا أدق التفاصيل. وهذه مادة خصبة يستلهم منها الفيلم مادته من عين المصدر، لكن في غياب هذا المصدر تكون المهمة أصعب وأدعى للتحدي. فما بالك إن تمتعت بشهود لها آخرين إنما أحياء، وبإمكانهم التكذيب والتصدي للتزوير ولي عنق الحقيقة لو حصل؟ أمّا إن كان العمل نقلاً عن سيرة ذاتية لشخصية لها مكانتها في القلوب أو في صناعة التاريخ، فهنا نادراً ما يحظى فيلمها بموافقة وتأييد الأغلبية. فالكل سيعترض ومن خلال عيونه التي حكمت. وعلى المخرج ألاّ يلتفت إلى الفريق الراضي أو الساخط، ولكن إلى تجويد نحت المادة وإخراجها بصورة تليق بالحياة لا بالموت عقب المشاهدة. واستعرض في ذهنك كم من أفلام لم تعد تذكرها، وأخرى تستدعيها ذاكرتك حية بحواراتها وأبطالها وديكوراتها، وهذا هو الفيلم الذي يعنيننا إن اتجهنا نحن السعوديين إلى صناعته، الفيلم الذي يذكرنا إن نسينا أو تناسينا.
     
    كاتبة سعودية

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - سورية في أرض الدم والعسل

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 نوفمبر 2013 - 7:25

    عابر حياة - سورية في أرض الدم والعسل
    ثريا الشهري
    الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣
    «على مدار ثلاثة أعوام ونصف العام لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل حاسم لوقف الحرب في البوسنة. وكان حصار سراييفو هو الأطول في التاريخ الحديث، إذ أُجبر كل بوسني من أصل اثنين في البلاد على مغادرة منزله. عدا اغتصاب 50 ألف امرأة بوسنية، وهو ما أدى إلى إدانة العنف الجنسي للمرة الأولى، واعتباره جريمة بحق الإنسانية. وقد شكلت الحرب في البوسنة أكثر صراعات التطهير العرقي فتكاً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومنذ عام 1995 ساد السلام بين البوسنة والهرسك، ولكنه غير راسخ. فما زالت الانشقاقات واسعة في ما بينهما. إنما النضال من أجل المصالحة لا يزال مستمراً». هذه الفقرة هي التي اختتم بها الفيلم الذي شاركت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي في إنتاجه وكتابة السيناريو والحوار له. الفيلم الذي حمل عنوان: «في أرض الدم والعسل» وكان من إخراج أنجلينا أيضاً، لم يعجب الصربيين بطبيعة الحال، الذين - على حد قولهم- قد تحاملت عليهم أنجلينا في رؤيتها، وتصويرهم على أنهم الطرف المجرم في الحرب. فكان رد أنجلينا أن الحرب كلها غير متوازنة فكيف يطلبون أن تكون نظرتي متوازنة؟
    وحين سئلت أنجلينا عن سبب اختيارها هذا الموضوع الشائك، اتضح أنها وبسبب مهماتها سفيرةً للنوايا الحسنة قد تعرّفت عن كثب على قصص وحكايات الناس الذين عاصروا الحرب واكتووا بنارها، فقررت بعد أن بحثت وقرأت في معظم ما كتب عن حرب البوسنة والهرسك أن من واجبها سفيرةً للنوايا الحسنة أن تلفت نظر العالم إلى هذه المأساة المنسية، خصوصاً أن أهلها لا يزالون يكافحون من أجل التصالح مع ماضيهم، ليتقبلوا حاضرهم.
    يا ليت كل سفراء النوايا الحسنة مثلك يا أنجلينا، ومثل إحساسك العالي بالمسؤولية الإنسانية! ولمن يتابع الفيلم ويرى استباحة الجنود الصرب لشرف النساء البوسنيات، فيتأذى من المشاهد وهي على الشاشة باتفاق المخرجة والممثلين، فكيف به لو شهد الوقائع حقيقةً على الأرض؟ وكيف بأولئك الأطفال الذين ولدوا سفاحاً نتيجة الانتهاكات الشهوانية؟ وأين هم اليوم وقد صاروا كباراً، ولا يعرف لهم آباء يعترفون بهم؟ وأين أمهاتهم؟ هل واصلن فك أسْرهنّ؟ أم متن بالرصاص المستهتر؟ فضعن وضاع الأبناء؟
    ولا يسعك لو كنت عربياً ومسلماً سوى أن تعقد المقارنة وتتخيل حال النساء السوريات اللائي وقعن في مصيدة الحرب العفنة في سورية. فإذا الإحصاءات التقديرية تشير إلى اغتصاب 50 امرأة بوسنية، فكم وصل عدد السوريات اللاتي تعرضن للهتك؟ علماً أن سعير الحرب لا يزال مشتعلاً، وهو ما يعني أن الرقم في تصاعد مضن؟. وهذه حال النساء في الحروب؟ أكثر المتألمات اللاتي يدفعن أغلى الأثمان من كرامتهن ومن رعبهن من شبح الاغتصاب، وهن أيضاً أكثر المهمشات حين تحط الحرب أوزارها. فيتصدّر الرجال صفوف البطولة، وتتوارى النساء المنسيات، ويكفيهن من الذهاب الإياب. ولا يهم كيف عدنا! ولا الندوب التي سيحملنها ما بقي لهن عمر. فأي إجحاف! ثم، وكأن ما تعرضت له المرأة من قهر وظلم في حقها لا يكتمل سوى باغتيالها النفسي من رجال عائلتها ومجتمعها. فينبذونها لأنها المغتصب شرفها، ولا يطيقون التعامل معها أو النظر في وجهها. فما ذنبها وهي الضحية أن تُسلخ مرتين. مرة بالاغتصاب المادي وآخر بالمعنوي. فإذا لم تقدر على محاسبة الجلاد على فعلته، فهل تتحمل المرأة عنه فعلته؟
    ينبغي ألا ننتظر إلى حين تتفق الأطراف والمصالح الدولية والمحلية حتى نخرج بفيلم عن حرب سورية، ومن زاوية النساء المغتصبات والمعنفات والمهجّرات تحديداً. النساء اللاتي أكل الرعب نهارهن وليلهن على الولد والأخ والزوج. النساء اللاتي داوين الجروح بمعرفتهن ودفنّ الأسى ليكملن المشوار. صرخة هؤلاء النسوة لا بد من أن تُسمع الحجر قبل البشر. ولن يحصل ما دام الشرفاء لم يخرجوا للعالم بأفلام تحكي عن الضعفاء وكيف استضعفوا! ولم يصنعوا الأفلام التي تصور للعالم ما يجري بسورية وتحرج الدول الكبرى أمام مسؤولياتها التاريخية وشعاراتها. فإذا على التمويل فلن يغلب من عقد النية في تدبيره. فالمصادر المرحبة - وأولها الخليجية- لن تبخل بأموالها وإمكاناتها أمام هذا الكشف. وزاده روايات النساء السوريات اللاتي عشن وشهدن ويلات الحرب والتهجير. فكم من قصة وألف حكاية تنام في المخيمات؟ وكم من سورية مستعدة للإدلاء بشهادتها الحية لو سئلت وخُيّرت؟ فلمَ تطبّع كل هذه المعاناة الإنسانية، فتصبح كالمسلم بها؟ فكيف إذا علمت النساء أن ما يروينه سيخرج للعلن بأسماء مستعارة وبتجسيد محاكٍ؟ ألا ترون إن ضمنت النساء ستر أسمائهن الحقيقية في مجتمع عربي مسلم أن يدلين بكل ما يعرفنه؟ إذاً لمَ لا نبدأ؟

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - شكراً «الداخلية» ... شكراً الشريان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 15:58

     
    عابر حياة - شكراً «الداخلية» ... شكراً الشريان
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٣
    من تابع الحلقة المميزة لبرنامج «الثامنة» مع الموقوف وليد السناني الذي مضى على وجوده في السجن حوالى 19 عاماً، سيلحظ التجاوزات التي سيقت على لسان السناني وسمحت الرقابة بتمريرها. فـ «التكفير» وترديد لفظ «الطواغيت» على عواهنه حتى فقد وقعه وقيمته، تعوّد عليهما الرجل على ما يبدو في وصم الجميع من رموز وقيادات ومفتٍ وهيئة كبار علماء ورجال أمن ومرور ومواطنين. وحتى الشيخان ابن عثيمين وابن باز - رحمهما الله - لم يسلما من قائمة التخطئة واللوم. هذا الرجل له من البنات ست ومن الأولاد ثلاثة، وجميعهم لم يتعلموا بأوامر منه. ولكنهم عادوا بحسب قوله وشكروه على جهلهم، فلم هذا القرار وهو نفسه من ارتاد المدارس وانتسب إلى الجامعة؟ ينيرنا ليقول إنه بسبب مفهوم الوطنية في المناهج، فلما سأله الشريان عن الوطنية في مناهج الدين وكتب اللغة والعلوم، وأين مادة الوطنية في ذلك الوقت، وعهدنا بها لا يزال حديثاً، ونشكو من ضعفها؟ فيحتار المسؤول في الجواب لينتقل إلى غيره ولا يجيب عليه، فحتى مدارس تحفيظ القرآن غير راض عنها، أمّا التلفزيون فيكفي أنه حرمه على أولاده وأحله لعينيه، ولا تفهم من الرجل غير الاعتراض على كل شيء حتى على نفسه.
    وكنتيجة طبيعية لمفاهيم متعنِّتة ولتربية مغلقة وجائرة، تجد الابن الأكبر وقد لحق بأبيه في السجن وعمره اليوم 23 عاماً، فلما سئل الموقوف عن دعوته لأبنائه بالهجرة إلى بلاد المسلمين وأين موقعها أصلاً؟ أجاب: «حيث يوجد المجاهدون في أفغانستان وباكستان». فماذا عن البنات؟ يجلسن في بيوتهن. فهل ينتقلن أيضاً إلى حيث طالبان؟ يجيب الرجل وبسرعة بالنفي، لتستمر المقابلة في المغالطات والتناقضات والتعميمات بإيمان من السجين بصوابها، وأتوقع أن خروج الرجل على الشاشة وتفوهه بما قال كان بنية – والله أعلم - إيصال صوته للغافلين باعتقاده، ولا يدري «أنه لو ما طلع كان أبرك له»، فالغموض والصمت والعزلة من شأنها أن توحي بأمور، وبتخيلات عن المرء أكبر مما هو عليه حقيقة. وهذا السناني كما اليساري بلا قضية، فهو ليس أكثر من إنسان مهزوم تشفق عليه من نفسه التي بغّضت إليه الوجود وصورته ضلالاً وقبحاً.
    «على بالنا عنده سالفة»، فهذا التعليق الذي سمعته قد يكون أقرب ما يوصف به حديث السناني، فلا تُستقطع الآيات والأحاديث في زمانها ومكانها ومناسباتها ثم تأتي بها للتدليل والتثبيت بالحجة، فالأمانة تجبرك على الالتزام بمضمونها قبل المطالبة بتطبيقها، فهل يعي الرجل الانتقائية التي وقع بها؟ ثم ما مفهوم الدعوة للإسلام بالموعظة الحسنة لأمة وسطاً في نظره؟ لم القصة في رأسه محصورة بالدم والقتل والتكفير؟ وأننا المرتدون عن الإسلام وهو من صلح دينه وحده؟ ولا أقول سوى شكراً للسلطات التي سمحت بالمقابلة الحرة التي لم يجبر عليها السناني وباعترافه، وشكراً لمذيعها المحاور داوود الشريان، فلولاهما لما تعرّى المستور، فإذا هو مجرد تنظير لفكر القاعدة التفكيري المعني بالهدم، فالبناء لا يهم الموقوف وأمثاله. وسؤالي المختصر: بماذا أفاد السناني الإسلام كفرد مسلم؟ فهو من فطر قلب والدته عليه وعلى شبابه المهدور، وأتعس حال زوجه وتركها كالمعلقة وباختياره. ناهيك عن أبنائه التسعة الذين تسبب في مجيئهم إلى الدنيا، وبهذا العدد بلا أدنى مراعاة لمسؤوليته وهو الراعي تجاههم، فمن أعالهم ومن أدّبهم ومن أخذ بيدهم طوال مدة توقيفه؟ وهل كان يفعل قبل سجنه؟
    أمن الرجولة في الإسلام أن يهجر الرجل أسرته وأبناءه ليتصدق عليهم الأقربون؟ فحتى جد العيال ومن يقوم مقامه، توفاه الله منذ ثمانية أعوام، فلم - وقد خيّر أربع مرات في الإفراج عنه - لم يخرج ليقوم بأعبائه الأسرية والأبوية أمام الله؟ كيف ارتضى بالحشر في غرفة مانعاً اجتماعه بابنه المسجون - بعد ما جناه عليه - إلاّ في زيارة يتيمة شهرية؟ أليس الأولى به أن يأتمر بالكتاب والسنة، أم أن الرحمة لم تمر عليه في الآيات والأحاديث؟ وكما قالها أحمد شوقي:
    ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً
    إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولاً
    فإذا في غرفته في السجن ومشغول عن ابنه، فالله يعوض أبناءه خيراً مما أخذ منهم. ثم على اعتبار أن الرجل المشغول بنفسه مؤيد للجهاد والجهاديين، فلم عاد من جهاده في أفغانستان ولم يأخذ وضعه بين جماعته هناك؟ أيكون للسبب نفسه الذي رفض لأجله الخروج من سجنه؟ فالهالة التي أحاطت به ستتبخر عند وجوده في البيت «لا شغلة ولا عملة»، وقد يحاجج بالجهاد الذي نادى به ولم يهرول إليه والجبهات مفتوحة، فساعتها ما أحلا غرفة السجن، والاسم أني أقدم سجين «ثابت على الحق»! فإلى أين؟ وأين الأفق في هذا كله؟

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty وتعلمت المبتعثة درسها

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:05

     
    وتعلمت المبتعثة درسها
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣
    طلبت المعلمة الأميركية المشرفة على تدريس المادة من طلابها وطالباتها تسليم الواجب يوم الثلثاء كما جرت العادة. ولأن مادة فيزياء المباني (حساب كميات الحديد والأسمنت والأعمدة.. إلخ) في تخصص مثل الهندسة المعمارية لا تأتيك حلول أسئلتها إلا بشق النفس والجهد والفهم، فكان الواجب كما التحدي الذي على الطلاب اجتيازه كل أسبوع. إلى أن حل موعد الواجب ولم يستطع بعض الطلبة الوفاء به لتراكم مواعيد تسليم الواجبات الأخرى لبقية المواد باقتراب انتهاء الفصل الدراسي. وهنا استأذن هؤلاء من معلمتهم بتأجيل التقديم ليوم الأربعاء عوضاً عن الثلثاء للسهر على الواجب المعقّد، فوافقت المعلمة بطيب خاطر لتفهّمها الظرف، غير أنها انتهجت نشر أجوبتها الصحيحة ببرمجة «أتوماتيكية» تظهر بعد كل موعد تسليم واجب في موقع للتواصل بين المعلمة والطلبة على النت، حتى إذا انتهى موعد المحاضرة اطلع الطلبة على الحلول. وهذا ما كان، فغاب عن بال المعلمة هذه المرة الخروج من حصتها وتعديل البرمجة إلى اليوم التالي حيث التسليم. وبالتالي، ظهرت الحلول على النت فسارع الطلاب إلى نقلها حرفياً قبل أن تتنبه المعلمة وتحجبها.
    وهكذا قدّم الطلبة واجباتهم بالحلول الصحيحة، ولم يكن أمام المعلمة غير تقويمها بالدرجة الكاملة، ولأنه لم يخفَ عليها ما جرى، فقد أرسلت إلى إحدى الطالبات من توسمت فيها الصراحة، سؤالها الآتي: أصدقيني القول يا فلانة وأعرف أنك لن تخذليني في ذكر الحقيقة، هل اطلعت على أجوبتي قبل أن تحلي مسائل واجبك؟ ففكرت الطالبة أنها قد تحامقت بما فيه الكفاية، فلا داعي للاستمرار في الكذب، فأجابت معلمتها بنعم. وقد نقلت الأجوبة عن صديقتها التي ربما اطلعت بدورها على الحلول. فكيف كان رد فعل المعلمة وتعليقها برأيك؟ ولو كنت مكانها فما هو التصرف الأمثل الذي يليق بك كمربٍّ أولاً قبل أن تكون الأستاذ صاحب السلطة؟ اغمض عينيك وتحرّى جوابك قبل الانتقال إلى الفقرة الآتية. أقلها لتتعرف على الفرق والتماثل بين تفكيرنا وتفكيرهم.
    أرسلت المعلمة وخريجة جامعة هارفارد ردها للطالبة في إيميل حصل أن اطلعت عليه، لأتعلم منه درساً أزعم أنه أعجبني، وتستغرب كيف كتبت المعلمة المنشغلة بمسؤولياتها مثل ذلك الخطاب الوافي للطالبة التي لم تتكلف وتخلق وقتاً لواجبها. وسيتضاعف استغرابك إذا عرفت أن فحوى الكلام كان اعتذار المعلمة من الطالبة لأنها «حدّتها» على ما أقدمت عليه في معرفة الأجوبة، حين أصرّت من جانبها على تسليم الواجب الأسبوعي ولم تراعِ ظروف الطلبة مع الواجبات أخرى. فهل تخيّلت وأنت تتحرى جوابك مثل هذا الاعتذار؟ وقد بدأت المعلمة إيميلها بالشكر العميق للطالبة على صدقها «المشرّف». هل لاحظت.. الشكر العميق! وأبلغتها باحترامها لها كإنسان بصرف النظر عن الموقف والدرجة، مع رجائها الطالبة ألا تعتبر استفسار المعلمة منها كنوع من الحكم عليها، فهي لم تسألها إلا لاعتقادها أن الطالبة ممن تأتمنهم وتثق بهم في قول الحقيقة. على أنه من العدل أن تمنح درجات إضافية للطلبة الذين قدّموا واجبهم قبل موعد نشر الأجوبة بالخطأ، لأنه يعني أنهم وحدهم من قاموا بالجهد لمعرفة الحلول. إيماناً من المعلمة طبعاً بأن الدرجات الإضافية لا ينالها سوى من يستحقها.
    هذا ما كان من المعلمة. أمّا الطالبة فتقسم بالله أنها طوال سنوات عمرها العشرين لم تشعر بهذا الخزي والإحساس بالحزن على نفسها الذي لطمها بعد قراءة الخطاب. وهذه لعمري احترافية تفاعل المربي مع الموقف، ولكن فقط لمن يتعلم الدرس ويستوعبه، فـ «ما لجرح بميت إيلام». وقد شكرت الطالبة معلمتها على تعاملها الراقي، واحترامها لها على رغم ما صدر منها. معترفة أن المبادئ والقيم لا تمتحن إلا في الأوقات الصعبة. ومعها يعرف الإنسان قوته وثباته. ولذلك فهي مصممة على القيام بواجب إضافي لا طمعاً بالدرجة، وإنما لاستعادة اعتزازها بنفسها الذي تلاعبت به وتهاونت بتساهلها. ولتكتمل القصة تعلن المعلمة عن أسماء أصحاب الدرجات الكاملة وإذا بهم جميعهم وبلا استثناء من العرب، وكل الطلبة الأجانب ومن نتفنن في الحديث عن لاأخلاقياتهم كانت درجاتهم ناقصة. فما قولكم بالنتيجة؟ على العموم، لم تنسَ المعلمة قبل انتهاء المحاضرة أن تعلن عن جبرها للدرجات الناقصة حتى تتساوى بالكاملة، مع شهادات بالتزكية تمنحها لجميع الطلبة الذين لم يطلعوا على الأجوبة. وهذا هو المنطق العادل. وتسألني طالبتنا المبتعثة وتقول: أمن المصادفة أن كل الذين غشوا كانوا عرباً ومسلمين؟ فتنهدت ولم أجب، ولكني وعدتها تشجيعاً لنضجها واتعاظها بعرض قصتها بلا استقطاع. فإذا على رأيي، فالحكاية شارحة ومحللة نفسها. وهذه هي تربيتنا وثقافتنا، والتي ننتهي معها بما قاله يوماً برناردشو: «ليست عقوبة الكذّاب أن الناس لا يصدقونه، بل إنه لا يعد يستطيع أن يصدق الناس».
     
    كاتبة سعودية

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29437
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - كذّابون!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:06

     
    عابر حياة - كذّابون!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣
    هل سمعتم بتشارلز فان دورين؟ يجوز إن كنتم شاهدتم الفيلم المسمى «كويز شو» -الكويز تعني الفزورة- الذي يحكي عن المتسابق والأستاذ الجامعي الأميركي في خمسينات القرن الماضي، والذي لم يخطئ في إجابة أسئلة برنامج المسابقات وعنوانه «21» على مدار الأسابيع، وفي كل مرة يسحق المتبارين ليربح آلاف الدولارات، ثم يتضح لاحقاً أن القائمين على البرنامج كانوا يمدون تشارلز بالأسئلة ويراجعون معه الأجوبة، فيفتضح أمر البروفيسور سليل الأسرة العريقة أكاديمياً واجتماعياً، ويكشف معه تلاعب المعدين، وكانا اثنين اعترفا بفعلتهما من دون علم محطة البث الوطني الممولة للبرنامج. فضيحة مخزية اكتفى بعدها تشارلز بمساهماته في موسوعة بريتانيكا، وبالكتب التي عكف على تأليفها، أمّا التدريس فلم يعد إليه مطلقاً بقرار من جامعة كولومبيا حيث كان يعمل، ذلك أن ما أقدم عليه لا يغتفر في عرف المجتمع الأميركي وثقافته، فهو لم يكذب على نفسه ويقبض أموالاً لا يستحقها فحسب، وهذه ورطته، ولكنه خدع الناس وكذب عليهم أيضاً، وهي بعينها نكبة رئيسه بيل كلينتون حين أنكر علاقته بالمتدربة مونيكا لوينسكي.
    في ذلك الفيلم دار حوار بين المحامي الذي نبش الموضوع وبين تشارلز، فسمعنا بقصة عمّ المحامي الذي اعترف لزوجته بخيانته لها، فلمّا سأل المحامي عمه عن السبب الذي دفعه للكشف الذي سيقوّض زواجه، مع أنه لم يكن مجبراً عليه، رد العم وقال: «لم يكن لي أن أعيش مع الكذبة». وهذا هو اللبّ الذي ضيعناه في كل شيء حتى تسيّدت أساليب «الشطارة» و «الفهلوة»، وعبارات مثل «أكلته بكلامي وصدّقني» و «مشيت عليه»، والطامة أنك ولو لم تكن مقتنعاً بنوعية هذه التنازلات، إنما تجد نفسك ومع الوقت –وبعد أن جاريت الوسط فيها بداية- أصبحت لا تمارسها عندما تقتضيك الحاجة إليها وحسب، ولكنك تلجأ إليها حتى في غياب الداعي، ومستعد للتنظير حولها وتسويغها أيضاً.
    في اجتماع للراغبين في الدراسة بالجامعات الأجنبية في مقر إحدى السفارات بالرياض، أشارت المشرفة الأجنبية إلى ضرورة أن يتوسع الطالب أو الطالبة عند تعبئة نموذج القبول الجامعي في ذكر أنشطته الرياضية وهواياته المتنوعة، فكان التعليق البدهي لأبنائنا أن أغلب الممارسات بلا شهادات موثقة، فلم يختلف رد المشرفة عن جواب العم: «من المفروض أنك تقول الصدق، فإن كنت ممن يبني مستقبله على الكذب، فعندها عليك التعايش مع كذبتك». أمّا أبناؤنا فمعظمهم تعامل مع الجواب على أنه مزحة، وسيتفنن في التوسع وسيعيش ويتعايش معه، لأننا ببساطة لم نعلِ من قيمة الصدق وإحياء الضمير في تربيتنا، وذلك الشعب - تحديداً الأميركي - إنما يؤمن بالصدق كقيمة أساسية في معاملاته وعلاقاته، فدعك من سياساتهم المنحازة، وانظر إلى الشعب الذي هو صخرة بنية مجتمعه التحتية، فلا يعيش بينهم المرء ويكذب عليهم ويتأصل كذبه، فلا هي مرة أو اثنتان. ثم يكتشف أمره وينجو بفعلته كما هي الحال في مجتمعاتنا، وقد ارتكز دفاع مُعدّي البرنامج على أنهما في مجال للتسلية وليسا في ميدان حكومي أو شيء من قبيله، فكذبتهما كانت بهدف الإثارة ومتابعة الجماهير للعرض، ومع ذلك نالا عقابهما، وعليه يكون السؤال: فماذا إن لم يكن «كذّابنا» في ميدان للتسلية؟ وطاولتنا الأذية والخسارة نتيجة كذبه؟
    زارنا المطر فكم كذبة عشناها وعرّاها ضيفنا وأصحابها الكذّابون؟ فضيعنا الغشاشين من كثرتهم وقد تكالبت علينا الخدع والحيل؟ فلمَ انهارت الكباري والجسور برأيكم؟ ووقعت أسقف المطارات؟ ورشحت الأنفاق وسُدت بالسيول؟ حتى البيوت لم تسلم من الضرر! وهي أمطار يومين، بينما جسور أوروبا وطرقاتها وأنفاقها وقصورها ومعالمها من مئات السنين لا تزال صامدة وفعّالة ولم تتعرض للانهيار أو يصبها العطل، وجاهزة للتصوير عندها. فلم ذاك؟ ولم مقاولونا يعيشون ويموتون مع كذبهم ولا يؤرِّقهم مالهم الحرام ولا شغلهم الحرام؟ ولم مشاريعنا لا يمضي عليها الحول حتى «تخرخر» فوق رؤوسنا ولا يتأسف منّا أحد؟ ولم ثقافتنا في تحمّل المسؤولية أن نرميها على غيرنا وكأن مهمة ضميرنا تكمن في التخلص منها؟ ولماذا نحن كذّابون أصلاً؟ أيكون حين نخفق في ملاءمة الحقيقة مع التصور، فمن السهل التضحية بالحقيقة في سبيل الإبقاء على التصور! ففلان معروف بصدقه، فإذا فاحت رائحة كذبه تمسّكنا برصيده الزائف على أن نشهِّر بحقيقته، وقد يكون لأننا محرجون من استغفاله لنا وخروجنا بمنظر أحمق، وهذا على أحسن تبرير طبعاً، لأن الاحتمال الآخر أن نكون مثله كذّابين ومقنّعين في مجتمع تعوّد على الكذب فلم يعد يفرقه عن الصدق، فصادقونا لا يندمجون ويعلون من قيمة فضيلتهم حتى يغترّوا بها من ندرتها في محيطهم، فيتصدّر الكذاب ويتراجع الصادق، وننتهي بالكذّابين يتولون الأموال والأعمال، ويُسرق المال وتسوء حال الأعمال، ويأتي المطر ليصدر حكمه على الاثنين، فهل يسجن الكذّابون؟ تساؤل ساذج، ولكن طرحه ليس كذلك، كما أن السجن لا يكون مادياً دائماً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - «بيتهوفن في حراج بن قاسم»

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:07

     
    عابر حياة - «بيتهوفن في حراج بن قاسم»
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣
    هل المكان الذي عليه أن يناسب حياتك أم حياتك التي عليها أن تناسب المكان؟ تأمل في الإجابتين. فكلتاهما مختلف. أمّا أيهما أولى؟ فلن أقحم إجابتي في عقل القارئ، لإضفاء مساحة للسعي والاستنتاج بنفسه. وإن كان قارئنا في الغالب لا يميل إلى القراءة العميقة، واستنباط المعنى وراء المعنى. قارئنا يريد أن يفهم بسرعة من القراءة الأولى. والكتابة التي تشعره بالحيرة وتحتاج إلى تدبّر لا يميل إليها ولا إلى كُتّابها الذين لا يشعر معهم بالألفة. نتكلم هنا بالعموم وليس بالخصوص، فدائماً هناك القارئ الواعي صاحب القيمة المضافة. ولكن ماذا عن أنصاف الواعيين وأرباعهم أو أنقص منهم قليلاً؟ وإليك «تويتر»، حيث الكل أصبح كاتباً وناقداً ومفتياً وقاضياً. على أن «تويتر» - على رغم المغالطات اللاعقلانية ومن الأساليب الحوارية السخيفة والزوايا المشوهة لوجهات النظر - أضحى ساحة يتمرن فيها الجميع، ولا سيما السعوديين الذين لم يختبروا في حياتهم معنى النقاشات. حتى التعليقات المكتوبة أسفل الأخبار والمقالات على الإنترنت دخلت في عالم الأخذ والرد. فهذا يعلق ويرد على ذاك ومعه آخرون. وذاك يرد عليه ومعه حشده. فباتت التعليقات جزءاً متمماً للخبر، ومعها تختبر الاتجاهات والميول ومستوى الثقافات.
    غير أن وسائل التواصل الاجتماعي التي تتضاعف مع الأيام، قد أشغلت الناس في الحي العربي أكثر مما ينبغي لهم أن ينشغلوا بها. بإحساس عارم بضرورة الإدلاء أو الاستعراض بالرأي، والاشتراك في الانتقاد والشكوى. وما شاء الله مع أرضنا الخصبة بفسادها وبنيتها المتضعضعة، صرنا وكأننا «وحراج بن قاسم من حولنا، قوم قعود وحولهم حراج بن قاسم». فالضجيج يصم الآذان ويسدّها. ليتحول معه التذمّر إلى صناعة ويا ليتنا أجدناها! فمن شأن المعاناة أن ترفع من وعي المرء ودرجة نضجه في تلقي الحياة بتفاصيلها، ولكن الأمر معنا لم يأتِ بالكثير، فهو مجرد ابتذال وتكرار ممطوط للشكوى وقول الآه. حتى ليحجم المرء أحياناً عن التطرق إلى أمور، يعرف أن الكثيرين طرقوها قبله وعاثوا فيها بأقوالهم وتحليلاتهم. فينأى الواحد ببلاغته في سوق شعبية، متخيلاً لو أن بيتهوفن يضرب بآلة البيانو في وسط الحراج عازفاً السيمفونية الخامسة أو التاسعة مثلاً، فمن سينصت إليه في زحمة المكان؟ وصراخ الباعة والأطفال والمحرِّجين يطغى على كل ما هو دونه؟
    ومن طبيعة الحياة أن يوجد بين كل الصاخبين من يتنبّه إلى جمال العزف وتفرّده. ويتمنى لو تسنح الفرصة لهذا العازف بين الجموع المشغولة عنه بعرض موسيقاه أمام من يقدّروه ويتذوّقوا فنه، وهو ما يعني أن هناك من سيلتفت فعلاً إلى بيتهوفن ويفهم موسيقاه. هذا الشخص ومعه العازف سيعرفان إلى أين يتجهان وماذا عليهما فعله في الأوقات العادية. أمّا في ظروف الفوضى والاضطرابات فقد ينتهي بهما المصير والإحباط مع الباعة والجوالة يحرِّجون على البضائع مع «القوم يا شقرا».
    تخبرني صديقتي عن قريبة لها لا يتجاوز عمرها 16 ربيعاً، ولها حسابها المعروف في موقع «تويتر». فلماذا بات معروفاً؟ من الأسماء الكبيرة التي يضمها حسابها. فكيف ذاك؟ وكيف استطاعت تلك «البنيّة» البسيطة أن تقنع العقول بالانضمام إليها؟ تقول صديقتي وهي تضحك بالنقل. فتجلس بين أهلها وتفتح الكتب والمراجع تقتبس منها أقوال العظماء والعلماء، وتتحدث بلسانهم إنما باقتضاب شديد كي لا يفتضح أمرها من صياغة كتابتها. فتكتفي بعبارات قصيرة تتباهى بعدها بقدرتها على اللعب مع الكبار، أو بالأصح الضحك عليهم بمباركة عصفور «تويتر». والعجيب أنها لو غابت يومين أو ثلاثة بحكم واجباتها المدرسية، أو عقاب أمها لها بحرمانها من الإنترنت تساءل المغردون عما تقوله العصفورة لهم عن غيبتها. فتخبرهم بكل جدية بالاجتماع الذي كان عليها الإعداد له، وبالمؤتمر الذي سافرت إليه. بركاتك يا «تويتر»!
    على أن ضجيج الأصوات في الأعماق أكثر إزعاجاً وتحذيراً من سماعها في الحراج. لذلك تأكد أنه يوجد دائماً من لا يمانع، بل ويطالب بهذا الصخب، وهذه الضجة، لتلهيه عن سماع أصواته والإنصات إلى ما تقوله له. فهل المرء بحاجة حقاً إلى أن يتقدم به العمر عتياً كي ينظر خلفه ويعي ما ضيّع ولم يسمع؟ الحراج سيبقى حراجاً ما دام الناس يعيشون بين حاجة وفائض يبيعون معهما ويشترون. ولن تخلو الدنيا من ضجيجهم ولا من بضائعهم ولا حتى ابتذالهم، ولكن هل علينا أن نساهم في حفلات الزار لأن غيرنا استهوته وروّج لها؟ أمّا استفسار الممثل جورج كلوني فهو الأظرف حين يتساءل: لماذا على المشاهير التغريد في «تويتر» وتوريط أنفسهم مع ساعات الفجر الأولى؟ يعني ما شافوهم وهم يغلطون، قرأوا لهم وهم يغرِّدون. وزد عليها: واستفهناهم أكثر لما أفصحوا.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - السعوديات حضرن هارفرد

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:09

     
    عابر حياة - السعوديات حضرن هارفرد
    ثريا الشهري
    الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣
    للكاتب حمزة السالم في صحيفة «الجزيرة» مقالة بعنوان: «لن أئد بناتي»، بتاريخ 21 تشرين الثاني (نوفمبر) يتكلم فيها عن احتضانه لطموح ابنته ذات صباح حين وافق على ابتعاثها إلى الولايات المتحدة، بعد قبولها بالدراسة في جامعة هارفرد. ومما جاء في المقالة قوله: «تذكرت ذلك الصباح، وأنا أحضر مؤتمراً في هارفرد للطلبة العرب، وقد كان غالب المتحدِّثين وأكثرهم براعة مهنية وجودة خطابية هم من البنات. وقد كانت غالب الدول العربية حاضرة ما عدا السعودية. فلم يمثِّل بلادنا أحد من بناتها. فهل عقمت رحم بلادنا من سعوديات قادرات على أن يتألقن ذكاء وعلماً وخطابة في المحافل العلمية العالمية...؟ وأقول لا، لم يعجز رحم بلادنا على إنجاب المئات بل الآلاف منهن، ولكن وأدتهن تقاليد اجتماعية بالية ظالمة جعلت من الأب والأخ يفترض - ضمنياً - سوء الظن بابنته وأخته فيمنعها من البعثة». وهو كلام في ظاهره جيد، إنما في حقيقته ليس دقيقاً على الإطلاق.
    فالمؤتمر لم يكن معنياً بالطلبة العرب ولكن بالشخصية العربية عموماً ذات الإنجاز، كل من موقعه. فكانت الملكة رانيا التي افتتحت المؤتمر بكلمتها، وكان وزير العمل السعودي المهندس عادل فقيه، ومولاي هشام بن عبدالله، وكذلك الأمير فهد بن فيصل آل سعود، وغيرهم من المتحدثين والمتحدثات الذين لا يُمرر لنا اعتبارهم من الطلبة والطالبات، هذه ناحية. أما الأخرى فهي الحضور اللافت للمرأة السعودية في المؤتمر، ليس باعتبارها متابعة ضمن الجمهور، ولكن متحدثة رئيسة لها كلمتها المعلن عنها مسبقاً، والتي جاءها الناس ليستمعوا لها. فكانت الأميرة أميرة الطويل وكلمتها عن عمل المرأة السعودية من خلال مؤسستها التي تعنى باستثمار مهارات الشباب، وكانت الأستاذة ريم أسعد وكلمتها عن إسهامها في توظيف فوق الأربعة آلاف وظيفة مدعمة بالإحصاءات والأرقام، وكانت الدكتورة منال الأميري وكلمتها عن الأمراض الوراثية في العالم العربي والسعودية تحديداً، بكل الجهود والأبحاث التي تبذلها السعودية للوقاية والمعالجة الجينية، وكانت الأستاذة سارة التميمي وحديثها عن العقبات التي تواجهها المرأة السعودية في عالم المال والأعمال نتيجة للظروف الاجتماعية والثقافية، ودورها في تحويلها إلى فرص.
    وكانت هناك الطالبة المبتعثة نبيلة أبوالجدايل، مصورة المؤتمر على مدار أيامه بجلساته وشخصياته ومرافقيهم، والتي صادفت أن التقطت عدستها السالم وهو بين الحضور في كلمتي أميرة الطويل وريم أسعد، فعرفته لأنه من سألها عن تخصصها الدراسي وكيف اختيرت لتصوير المنتدى. السالم الذي كانت له في اليوم نفسه تغريدة في حسابه على موقع «تويتر» بتاريخ 11 نوفمبر هذا نصها: «حضرت لقاء أميرة الطويل في مؤتمر هارفرد. ففوجئت بالمستوى الراقي والمشرِّف من الذكاء والدماثة. وقد ملكت بحديثها وشخصيتها عقول وقلوب الحضور الكبير». فكيف نقرأ بعدها بـ10 أيام ومن الشخص ذاته عن غياب المرأة السعودية عن المؤتمر؟ هل يستقيم هذا التناقض؟
    يجوز للمرء الاختلاف مع الغير حول وجهات النظر عند تحليل الحدث، ولكنه لا يملك أن ينفي وقوعه أو يتغافل عن عناوينه العريضة لأنها لا تخدم فكرته، لأنه بذلك يكون خلط بين الواقع بما فيه، وبين تصوره للواقع بما ليس فيه. وللكاتب موقفه المقدّر في منح ابنته الثقة التي أهلتها للسفر والتعلّم، وللكاتب أن يكتب عن تجربته ليتعظ غيره بقراره الصائب في مجتمع لا يزال يشكك في دور المرأة خارج حدود الزواج والإنجاب، ولكن ليس للكاتب أن يلغي اجتهاد السعوديات الأخريات فيزعم أنهن لم يثبتن وجودهن في مؤتمر شهد العكس. وكما أن للكاتب ابنة يدعمها ويفتخر بها بين أقربائها وإخوانها، لأولئك النساء أهالٍ شدوا من أزرهن أيضاً، وقاوموا الكثير من الصعوبات والآراء المجحفة كي يصلوا ببناتهم إلى حيث جلسن وتحدّثن في جامعة هارفرد.
    بقي القول إن الطالبة والمصورة نبيلة أبوالجدايل ومن درست السينما بفصلها الدراسي في هارفرد هي ابنتي. وللمرة الأولى بعد 10 أعوام كتابة في الصحافة أعرِّف باسم إحدى بناتي، ذلك أن القارئ لا يعنيه من أمور الكاتب الشخصية إلا بمقدار ما يخدم الطرح. وبهذا المنطق ورد اسمها اليوم للتأكيد على صدقية ما ذكر ههنا بتفاصيله.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - من ثقب مفتاح

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:10

    عابر حياة - من ثقب مفتاح
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٣ ديسمبر ٢٠١٣
    يأتيه العرض الغريب من امرأة تمثل غواية إبليس بأن تعقد معه اتفاقاً يبيع بموجبه روحه في مقابل أن توفر له ما يطلب، فيضطر الكاتب المحبط جداً إلى الرضوخ للعرض الشهي، وينجح «ستون» في نشر مؤلفاته وحصد الأموال والشهرة وحب النساء، ولكن من غير الروح التي تنازل عنها (وهو لا يملكها)، ماذا بإمكان الكاتب أن يكتب ويجد أهميته لدى الجمهور الواعي؟ ومع الوقت يضيق ستون ذرعاً بمؤلفاته الفارغة وبالعقد المكبِّل، فيرغب في استرجاع روحه وإن كان الثمن العودة إلى تقتيره ومعاناته، فيلجأ إلى زميله الكاتب الذي خاض مثل تجربته، مع الفارق أنه ظل صامداً ولم يضعف، ويحاول الزميل مساعدة ستون في استعادة روحه بمحكمة صورية بقاضٍ وهيئة محلفين، وكله طبعاً في إطار من «الفانتازيا» يجسدها فيلم «طريق السعادة المختصر»، لنصل إلى الحبكة الدرامية في انعقاد المحاكمة ودفاع الكاتب - ويؤدي دوره الممثل البريطاني السير أنتوني هوبكنز - عن زميله ستون. ولنقرأ معاً مقتطفات من تلك المرافعة.
    «ها هو رجل دفعته أحلامه ويأسه بعد أن أغلقت الأبواب والفرص أمامه إلى أن يجرب شيئاً آخر بظهور تلك المخلوقة وتأثيرها في حكمه على الأمور، فأغرته بالمال والشهرة والنساء الجميلات. ترى، من أعطاها هذا النوع من القوة؟ الحقيقة المخزية تقول إن قوتها نحن مصدرها، فلماذا بنظركم تبذل كل هذا الجهد في جمع ما يمكنها من أرواح البشر؟ لأنه الشيء الوحيد الذي لا تملكه، وهو الإرادة الحرة. هذه المرأة، أو الكائن الخصم، رأت أنها ملكت السيد ستون باعتقاده أن ما لديه لم يكن يكفيه، فأراد المزيد. المزيد من ماذا؟ من المال! السلطة! الجنس! هذا ما تعتقد أنه لديها. فهل علينا تصديقها واتباعها؟ صحيح كان يمكن أن يُخلق واقعنا على غير ما هو عليه، ولكن هذا هو واقعنا، من الميلاد، إلى الألم، إلى الصراع، إلى الموت. ليذكِّرنا الألم بالمشاعر المحزنة، ويتحدانا الصراع لنكون أفضل مما نظن أننا عليه، ويعطينا الموت الفرصة لنجمع الخير الذي قدّمناه، أو تركنا تقديمه في الحياة. نعم، هو عالم مؤلم، فإذا جاءنا شخص مثل ستون واختبر الألم بنفسه ووصفه بدقته وبساطته لإيصاله حتى يمكننا فهمه أكثر. رجل صاحب رؤية، وليس قائداً أو رجل دين أو سياسة، بل مجرد رجل عادي بقلب طيب ومنطق سليم، عندما نجد مثله فإننا نحتاج أن نقاتل ليس من أجل مصلحته فحسب، وإنما من أجلنا معه».
    فعلاً، قوة الشيطان يستمدها من ضعفنا، فسلطته بذاته قد سُلبت منه لذا هو يقتات ويعتاش علينا نحن البشر. أمّا أجمل ما ورد في المرافعة الغائصة في الأعماق فهي جزئية أننا بتحطيم الإنسان الخيّر متى وجد، لاختلافه عنا أو غيرتنا منه، إنما نضر بذلك أنفسنا أولاً وأخراً. وسؤالي: هل نتوقع من الإنسان حياة خالية من الأخطاء من مهده إلى لحده؟ من المستحيل من حيث كونه بشراً، وتلك هي إرادة الله في خلقه. فكيف يقوّم المرء؟ بإيجابياته وسلبياته، فإن طغت عليه الأولى بنوعية تأثيرها ورسالتها، فهو وحده يتحــمل وزر سيئاته وحده طالما أنها لا تتعدى على مساحتنا بحقوقنا وخصوصياتنا، فلِمَ عجزنا عن تطبيق هذا المنطق غير المعقد؟ وكل منّا يؤلف محكمته الخاصة يعلن فيها أسماء المدانين وتهمتهم بحسب مزاجه وثقافته، ومن يحاسبك أنت وليس فينا المنزّه؟ ولو تفرغت لمحاسبتي وإدانتي، وبادلتك الرد لتسلّلك أسواري، ونصبنا المشانق لبعضنا البعض، فمتى نعيش ونحيا؟ ومتى نعمل ونبدع؟ ومتى نرى غير هذا الجو الكئيب القاتم وأساسه وهم الإنسان عن نفسه المتعالية، وفضيلتها الزائفة؟ يختم هوبكنز مرافعته في الفيلم بقراءة مقطع من رواية ستون: «التفت جوني بعينيه المليئتين بالدموع إلى وجه أبيه المعبِّر، فوضع الأب يديه على كتف صغيره وقال: تذكّر يا بني أنه لا يوجد طريق مختصر للسعادة، فابحث عن حياتك التي ضيّعتها وأنت ملاصق للباب تتلصّص على غيرك من ثقب مفتاح، فهذا هو بالضبط أقصر طريق للتعاسة».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - غير المناسب مع غير المناسب

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:13

     
    عابر حياة - غير المناسب مع غير المناسب
    ثريا الشهري
    الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٣
    استمعت إلى مقطع على «الواتسآب» ويضم مجموعة من الطلاب بالجامعة اللبنانية في محاورة مع جورج غالواي النائب العمالي البريطاني السابق. يرد فيه على مداخلة للطالبة التي عقّبت على حلمه بوحدة العرب (لاحظ الأجنبي يحلم عنا..!!)، بقولها إنه من المستحيل تحقيق الحلم في ظل وجود القوى الكبرى مثل أميركا وإيران والسعودية المتحكِّمة في الدول العربية الصغرى. ومن الجلي أن السائلة لا علم لها بتصنيف قوى العالم العظمى، ولكن دعنا من ارتباكها ولنقرأ جواب الرجل.
    يقول غالواي: «سيدتي، لا أفهم كيف تساوين بين إيران والولايات المتحدة، أو بين إيران والسعودية؟ وبأي وجه تقف إيران أمام وحدة العرب (من المعروف موقفه المؤيد لإيران)؟ ففي إمكان العرب أن يتّحدوا متى يشاؤون، ولكنهم لا يشاؤون. وتلك هي المشكلة. إن كانت لديّ رسالة واحدة أحاول إيصالها منذ 40 عاماً إلى الجمهور العربي فهي كالآتي: الشيء الوحيد الذي يمنعكم من التوحّد هو أنتم. أمّا أميركا التي لا يمكنها السيطرة على شوارع بروكلين أو دفع مستحقات فواتير الكهرباء فلا يسعها الوقوف في وجه وحدة اللبنانيين أو الوحدة بين لبنان وسورية، أو بين لبنان وسورية مع العراق. أميركا لا يمكن أن توقف وحدة العرب إذا اتحدوا. وحدهم العرب من يقف في وجه وحدتهم. وطالما يجلسون في مقاهيهم مع «أرجيلتهم» ملقين باللوم على الخواجة، وعلى الأتراك والبريطانيين والإسرائيليين والإيرانيين والسعوديين، فسيبقون دوماً منقسمين وضعفاء. وما داموا ضعفاء فستُسرق ثرواتهم. فهو ليس علم للصواريخ، وليس عليكم أن تكونوا إينشتاين لتفهموا المعادلة. فالوحدة قوة إن كان بإمكانكم التوقف عن التفكير كسُنَّة وشيعة، كلبنانيين وسوريين، كيساريين ويمنيين، كمغاربة، كشرقيين، كخليجيين. فأنتم 350 مليون تتكلمون لغة واحدة وتعبدون إلهاً واحداً. بينما نحن في أوروبا نتكلم 150 لغة، ومع ذلك اتحدنا. فتخيّلوا القوة التي يمكنكم التمتّع بها إذا اجتمعتم؟ لكن ما دمتم جاهزين للجلوس ولوم الآخرين فلن تتوحدوا».
    ثم يُكمل: «استمعي إليّ سيدتي، في البرلمان الذي أجلس فيه (ويقصد البريطاني) هناك 650 عضواً. فإن سألتهم الواحد تلو الآخر أن يفرِّق بين السنة والشيعة، فلا أحد سيجيبني. وهو لا يأبه أن تكون سنياً أو شيعياً، أو إن كنت تصلي أو تصوم أو تحج، ولا يعنيه الدين أو الإسلام. هناك حيث أجلس مهتمون فقط بتقسيمكم وبجعلكم تحاربون بعضكم بعضاً. فطالما أنكم تتقاتلون فإنكم لا تحاربونهم، ولا تحاربون إسرائيل. وبالتالي، أنتم من يسمح لهم بسرقة نفطكم وغازكم ومياهكم وكل ما منحكم الله إياه. فهي بين أيديكم وحدكم لتكونوا شعباً عربياً واحداً. وهذا ما يجب أن يكون عليه شعاركم».
    على رغم المآخذ على مواقف غالواي واتجاهاته إلاّ أن مضمون كلامه في تصديق العرب قصة المؤامرات المحاكة ضدهم في كل شيء، والتفخيم الجبار لقوة أميركا، مع ميلهم الأزلي إلى تبرير تخاذلهم بلوم الآخر، هو بيت القصيد في جوابه. أما حكاية شعب عربي موحد فهي بالمنطق الواقعي فكرة غير قابلة للتطبيق. ففي عالمنا العربي وعلى المستوى الشخصي البسيط نادراً ما تجد الإنسان الذي يعترف بمسؤوليته عن الإخفاق. وإن لام نفسه فمن باب رفع العتب عنه. أمّا من يحلل ما له وما عليه وبأمانة، ثم ينهض ليعاود الكرة باجتناب ما وقع فيه، هذا الإنسان من الصعب ألاّ يحقق شيئاً ذا قيمة. وللأسف نوعيته الممتازة ذات النخب الأول لم نحظ بمثلها كثيراً. ولو وجدت فإما إنها مهاجرة في بلاد المنفى الاختياري أو قل الاضطراري، أو ناجحة في مجالها ومن موقعها العربي، ولكن من حجم الدمار والفساد حولها، لم تعد لجهودها ترددات تؤثر فتغير جذرياً. فكيف تتحد مثل هذه الشخصية مع غيرها إن لم تكن الصفات متقاربة، والرؤيا موحدة، والهدف المرسوم محترمة اتفاقيته؟ ولأن معظم الشخصيات المناسبة في منطقتنا لا تكون في مكانها المناسب، فكيف بنظرك يكون اتحاد «غير المناسب» مع «غير المناسب»؟ لذلك نحن لا نتحد. أمّا المناسبون فمع أنفسهم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - «أملنا الوطواطي»

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 15:30

    عابر حياة - «أملنا الوطواطي»
    ثريا الشهري
    الأحد ٨ ديسمبر ٢٠١٣
    الطفل الوطواط بعمر الخمسة أعوام، أو «باتكيد» بالإنكليزية، واسمه مايلز. أصيب بمرض سرطان الدم، وكانت له أمنية عزيزة عليه في أن يرتدي زيّ «الرجل الوطواط» أو «باتمان»، ليحارب الجريمة في مدينة سان فرانسيسكو، فما كان من مؤسسة «تمنّى» حين بلغها حلم الطفل، إلا أن بذلت الجهود الجبارة لتحقيقه. فتسمّرت أميركا أمام شاشات التلفاز - بلا مبالغة - لتتابع سان فرانسيسكو بكل مسعاها لبعث الحياة في أمنية مايلز، يساعدها في ذلك 12 ألف متطوع، كان من بينهم رئيس شرطة المدينة ومعاونوه، حتى أن تلفاز سان فرانسيسكو كان له إسهامه في خروج المذيع على الشاشة للإعلان عن الخبر العاجل من قصر العدل، يرجو فيه النجدة من «الطفل الوطواط». وكي يبدو الأمر وكأنه حقيقي، تم ربط امرأة بسكة عربة «تلفريك» في وجود شرير قصة «باتمان» وراء القضبان، ليأت مايلز وينقذها منه.
    وبسؤال المؤسسة عن خلفية تنفيذ هذا العمل الضخم، وضح قائموها أن الطفل مايلز كان ضعيف البنية والحيلة ليخوض مع مرض السرطان والعلاج الكيماوي معركة قد لا يجتازها البالغون، فكان لا بد من بذل المساعي وتوفير الإمكانات لتحقيق ما يصبو إليه المكافح الصغير. وكما وصل إلى علمهم أنه خلال أسوأ الأوقات التي عرفها مايلز أثناء خضوعه للعلاج الكيماوي، وفي فترة مرضه ووجوده في المستشفى كان حلمه في أن يصبح «باتكيد» وينقذ سان فرانسيسكو من الأشرار، وكان ذلك بمثابة اللهو الأساس له عن الشعور بالألم، وهو الخيال الذي أمده بحافز قوي لتفكيره المستمر في ما سيفعله عندما يتولى الأمور ويصبح «باتكيد».
    اعتقد «باتكيد» وأهله بداية أن أقصى ما سيحصلون عليه بتوجههم إلى سان فرانسيسكو لا يتعدى رداء الوطواط، يلبسه مايلز وتلتقط له الصور. ولكن المفاجأة التي كانت بانتظاره، أنه نفسه من سيصبح البطل الخارق ويُكرَّم في احتفال على مستوى المدينة. وبانتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، حصل «باتكيد» على أكثر من 671 ألف تغريدة مؤيدة على موقع «تويتر»، وعلى 6534 عملية بحث باسمه على موقع «ياهو»، بصرف النظر عن تشجيعه من الممثلين الذين تعاقبوا على أداء دور «باتمان»، مثل كريستيان بيل والممثل بن أفليك أو بطل الفيلم القادم «باتمان».
    فمن الذي بقي غير الشرطة والبلدية والتلفاز والسينما والصحافة وعامة الجمهور؟ رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما. وقد خرج الرئيس بالفعل على التلفاز ليقول: «أحسنت يا مايلز. لقد أنقذت غاثوم»، ويقصد مدينة «باتمان». وليقف رئيس بلدية سان فرانسيسكو في الاحتفال التكريمي للبطل الصغير ويخاطبه بقوله: «أصبحت شوارع مدينتنا أكثر أماناً بسببك. شكراً لمقاتلنا».
    فيرفع مايلز يده ليحييه ومعه الجموع التي توافدت على الحديقة العامة حيث التكريم، ومن بعدها يعود مايلز مع أبويه إلى بيتهم، وهو أسعد طفل في العالم.
    فهل تدرون كم يبلغ عدد سكان مدينة مايلز، أو لنقل قريته؟ ألف نسمة. ذلك أن التقدير هو للطفل الإنسان، بصرف النظر عن نسبه وعمره وأهمية المكان الذي أتى منه.
    اعتناؤك بزيارة المريض، والترفّق في معاملة الطفل، والشيخ خصوصاً، أو أياً كان مَن وهنت حيلته، فأنت إنما ترتفع درجة ودرجات في السلم الإنساني، ومعها شعورك براحة الضمير والاحترام الذاتي. ولكننا نغفل عن هذا المردود الإيجابي في حياتنا، ونبحث عنه في الأماكن الأبعد، وربما لا نعود منها بشيء. فما الذي وحّد مدينة في تجنيد أجهزتها ووسائلها بتكاليفها للقيام بما قامت به لطفل مصاب بمرض عضال، وقد يفارق الحياة؟ هل لأن رجال المدينة ونساءها ورئيس ولاياتهم المتحدة ليس لديهم جميعاً من الهموم والمسؤوليات ما يشغلهم، أم لأن من قائمة أولوياتهم الإعلاء من قيمة إنسانهم وتثمين روحه؟
    في إحدى التفجيرات العربية - وما أكثرها - خرج وزير داخلية الدولة ليعلن عن الخسائر وعدد التلفيات في المباني وسيارات الداخلية، وكله قبل أن يأتي على ذكر من ماتوا، أو الطفلين اللذين عبرا الشارع وقت وقوع الانفجار وفقدا رجليهما. وهذا هو نموذج المسؤول في بيئة يعد من نتاجها الطبيعي، وإن كان غير طبيعي
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty حياة - يا أبا الشباب... هنا كندا

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 15:31

    حياة - يا أبا الشباب... هنا كندا
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٣
    في الشهر الذي انقضى أصدرت محكمة كندية حكمها بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ على طالب سعودي يبلغ عمره 26 سنة، غير تغريمه مالياً وسجنه شهراً في الإصلاحية، وذلك عقب إدانته بأربع تهم، فما هي؟ التهمتان الأولى والثانية ترتبطان بالاعتداء على فتاة، والأخريان تخصان رفضه المثول للشرطة بالخضوع لاختبار فحص الكحول، وأمر المحكمة بالامتناع عن تناول الخمر. وذكرت الصحف المحلية في كندا تفاصيل ما وقع للسعودي كما جاء عن صحيفة «كيب بريتون بوست». ويبدو أن الطالب فوجئ بجدية القانون في التعامل مع فتاة يعاكسها، فأشار محاميه إلى أن موكله قد تلقن درسه بالفعل وكان قاسياً، وذلك في ما يتعلق بأسلوب التواصل مع الفتيات ويكون مقبولاً في كندا. الأمر الذي يختلف جوهرياً عما اعتاد عليه قبل مجيئه إلى كندا، والكلام لا يزال للمحامي، مضيفاً أن الشهر الذي قضاه الشاب في الإصلاحية كان كافياً لإفهامه وردعه. والحبكة في القصة يلخصها السؤال الآتي: ما هو الشيء الذي اعتدت عليه بالضبط «يا أبا الشباب» في بلدك ووجدته غير في كندا؟
    الفتاة إذا خرجت من بيتها في حيِّنا العربي فهي المشاع ولا أقل من مشاع. وتكون عرضة للمعجب والمريض والمهووس وقليل الحياء والأدب و«الطينة» وزد من تشاء، ولا قانون واضحاً وصارماً يحميها، ويريح المعاكِس من مشاورة عقله، فإذا صادفها الموقف وابتليت بمن يضايقها، فمن الطبيعي أن تتلفظ عليه، أو تتركه في حاله لعله يمل ويتركها في حالها أيضاً. ولكن شابنا الفحل يجدها صعبة على ذكوريته، وربما على مكانته الشكلية بين أصدقائه ومرافقيه. فإذاً لا بد من تكرار المحاولات، فكيف يبرر الإلحاح من قبله؟ بتمنّع الفتاة وهي راغبة. أي مجرد «ثقل» من جانبها كي لا يظنها سهلة المنال، ولكنه الصياد الذي لا تعييه الحيل وسينقض على الفريسة في اللحظة المناسبة، فهل خطر على بال الغرّ أن من الفتيات إذا قالت لا فلأنها فعلاً اللا. بلا مناورات وبلا أية خطط مسبّقة، فلم لا يمكنه التمييز والتعايش مع «اللا»، فيعود أدراجه من حيث أتى؟
    الظاهر أن رفيقنا السعودي في كندا أحب أن يطبّق صولاته وجولاته في أسواقنا وشوارعنا، ومن المِلْح ما يُلح. فقبض الشرطي الكندي الكئيب على المليح ولم يمهله فرصة «للتميلح». فكم خسرت بنات كندا بتفويتهنّ التعرّف على تراثنا الثقافي مع النساء؟ أمّا بالنسبة إلى شرب الخمر ورفض الانصياع للأوامر فأعتقد أن شهر الإصلاحية قام بالواجب في نفض البقية العالقة في عقل السعودي، التي حالت دون وصوله للمعلومة التي تقول: أنت هنا في كندا حيث القانون الحاسم فلا تقترب من فتاة إلا برضاها. فأنت يا ظريف الطول لست في بلدك حيث تلام امرأتكم في لائها ونعمها، كما لا تتدخل الواسطة في أمرك حتى لا تخضع لاختبار الكحول، أو يمرر لك التهاون في شربه إن حكمت عليك المحكمة بالامتناع عنه.
    وعليه أسأل: ترى ما حكم المحكمة في كندا لو كان السعودي مع زميلين له قد لاحقوا سيارة أخرى وتسببوا في انقلابها من فوق الجسر ووفاة من فيها؟ لأن حادثة من هذا النوع وقعت في شوارعنا ولا نزال محتارين في توصيف التهمة التي ينبغي أن توجه إلى المتسببين. أهي تهمة القتل العمد، أم شبه العمد، أم خطأ تسبب بالحادثة ومعه دفع الدية وإقفال الملف؟ فبدافع من الفضول كان بودي أن أتعرف على تكييف القضية في قانونهم الوضعي، إذا كانت معاكسة الفتاة عندهم لها بند وعقوبة.
    كلمة أخيرة وتخاطب الرجل العربي والسعودي بالتحديد، فحين تصدك المرأة فلا داعي كي ترضي غرورك ويوهمك خيالك الخصب بوجود غيرك في حياتها، وإلا - وبقراءتك الألمعية - لم تكن لتوفِّرك. كما لا داعي أبداً أن «تبهِّر السالفة» وتأخذ راحتك على حساب سمعة المرأة وشرفها فتتوسع في التقوّل عليها. هي قالت لا ومضت في سبيلها، فامضِ أنت في الاتجاه الآخر ولا تحوِّر الموضوع إلى تحدٍّ شخصي يحط من قدرك وقدرها.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - مجلس جدتي

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 15:33

    عابر حياة - مجلس جدتي
    ثريا الشهري
    الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣
    «لا حرج إذا جلس جمعٌ في مجلس واحد وزوجاتهم متستّرات، أو جلس معهم بعض أقاربهم من غير المحارم، من بنات العم أو زوجات الإخوة أو بعض الجيران، للسؤال عن بعض الأشياء، أو كانت زيارة خاصة، فلا بأس في ذلك، وليس لإحداهن كشف الوجه إذا كنّ غيرَ مَحْرَم للشخص، بل تجلس وتتحدث وتسلِّم ولكن لا تكشف». هذه كانت إجابة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عند سؤاله عن حكم جلوس الإخوة مع زوجاتهم المتستّرات في المجلس، وقد نقلها إلينا الكاتب محمد آل الشيخ في تغريدة له على موقع «تويتر». وعلى رغم أن مسألة وجوب تغطية المرأة وجهها أو جواز كشفه اختلف حولها العلماء، وأن ابن باز أخذ بالأولى، حيث المرأة لديه متّشحة بالسواد من رأسها إلى قدميها ولا تُعرف إلا من صوتها، حتى هذه لم تعجب الجمهور السعودي! فانهالوا على الكاتب تقريعاً، لترويجه - برأيهم- الاختلاط. ولو اطّلع أحدنا على التعليقات قبل أن يقرأ الفتوى لاعتقد أن ابن باز ذكر غير ما ذكر.
    وسؤالي: ما الفرق بين اختلاط المرأة بالرجل وهي في السوق والعمل أو أي بقعة على الأرض عن اختلاطها برجال عائلتها في مجلس البيت وزوجها معها؟ منطقياً اختلاطها في مجلس العائلة برفقة زوجها هو الأكثر أماناً والأبعد فتنة، ولكن حتى هذه لم تقنعنا. حسناً، هكذا نحن، وهذا عنادنا وتصورنا لمكانة المرأة وتغييبها عن المشهد والحياة الطبيعية، فلِمَ لا نعترف بأنها عقولنا التي لا تعرف المراجعة؟ لقد جاء الإسلام ليهذب هذه العقول، ففعل زماناً ثم عدنا إلى جهلنا وتحجرنا..! لِمَ علينا أن نصبغ تعصبّنا بلون الدين؟ إذا كان الأمر متوقفاً على تعاليم الإسلام، فها هي الفتوى جاهزة من الشيخ ابن باز، وهو من هو، ومع ذلك رفضتموها ولم تتسع صدوركم لمناقشتها وانهلتم على ناقلها بالتقريع، مع أن الأَولى بشجاعة الجهلاء أن يعترفوا بأنها عاداتهم وقناعاتهم، بلا تمسّح بعباءة الدين والتديّن في كل مرة.
    سكينة بنت الحسين، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهي «القدوة بين النساء»، كانت تجالس الأجلّة من قريش ويجتمع عندها الشعراء. فتغدق على أحسنهم من مالها وطيبها ترسلهما مع إحدى وصيفاتها، فكيف إن تكررت الصورة في عصرنا، وفتحت متذوقة للأدب بيتها لاستقبال الشعراء والتباري ببضاعتهم الثقافية في مجلسها؟ وحتى لو جلست من حيث لا يرونها كما كانت تفعل بنت الحسين، فهل نستقرئ ماذا سيقال في عرض هذه المرأة وشرفها؟ وكم سيستدعى بالشتم رجالها وجيرانها ومن مرّ على بابها المشبوه بظنهم؟
    ستخرج المقالة بطبعتيها المحلية والدولية، وكأني بالقارئ خارج حدودنا يتعجّب من طرحها! ومِن عقولٍ هذا تطرّفُ فكرها! فهل ترانا ندعو إلى اختلاط المرأة في أماكن اللهو؟ إنما قلنا في بيتها ومع زوجها ولا يدلنا عليها غير صوتها، ومع ذلك حرّموها. ومن صريح القول أن «تويتر» كان له السبق في تعريفنا بحجم الجهل المستشري في وسطنا، وهو مخيف، لأنه جهل مغلّف بالنفاق والمزايدات، فكم من يد كتبت تعليقها واستهجانها على تغريدة فتوى ابن باز، وصاحب اليد من الرواد المعتّقين للحانات كلما سافر. بل إن هذا المزايد بعينه هو أكثر من يتشدد في موضوع الاختلاط، ويحذِّر من الشيطان والنساء في كفة واحدة، لأنه أدرى الناس بسلوكه المزدوج وأقنعته المتناقضة.
    حين كنا ندخل على جدتي وفي مجلسها فلان وعلان يتبادلون الأحاديث في ما بينهم، وحين كان أبي يسلِّم على أمه ويجلس -من دون استنكار- وهي تناوله قهوته فأُسرع أنا لأغتنم صحن المكسّرات لي وحدي، لم أكن أسمع بعد خروج القوم أن أبي لام والدته يوماً في شيء من تبسُّطها وتصدُّرها المجلس. وكذلك هو اجتماع عائلاتنا برجالها ونسائها، كما وصفه ابن باز، فالحرة والحر لا يفرطان، ولكن يرفعان ويشرفان، فمن غذّى فينا الفكر العقيم عن الاختلاط -العائلي تحديداً- وجعله مرادفاً للانحراف والانفلات؟ إلا أن يكون صاحب هذا الفكر في نفسه ما في نفسه..! والسؤال: لِمَ يشترك معه الآخرون في تسويق مرضه؟ هل أصبحت عدوى؟!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - المرأة هي المرأة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 15:34

    عابر حياة - المرأة هي المرأة
    ثريا الشهري
    الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
    التقطت الكاميرات صوراً للرئيس الأميركي باراك أوباما مع زوجته أثناء تأبين الزعيم الراحل نيلسون مانديلا. إلى هنا والأمر عادي، فما الذي نقله إلى خبر تتداوله وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي؟ مزاح أوباما مع رئيسة وزراء الدنمارك هيله ثورنينغ التي جاء مقعدها بينه وبين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، فإذا بترتيب الجلوس لمن فاتته متابعة اللقطات - وإن كنت أشك - كما التالي: من ميشيل إلى أوباما إلى الظريفة الدنماركية إلى كامرون.
    أما أوباما الذي أشعرنا مع كلمته المصورة بعد وفاة مانديلا أنه أكثر واحد في العالم حزناً على رحيله. واقعياً وعملياً لم تتبخر في العزاء ملامحه المفتعلة فحسب، وإنما حلت محلها صولات متتابعة من الضحك والتصوير بالجوال على طريقة «السلفي». ما يتطلب ضم الرؤوس المراد تصويرها إلى بعضها البعض كي تدخل في «الكادر». فرأينا رأسي أوباما وكامرون يلتصقان برأس الجميلة، وكله «عشان خاطر الصورة». فهل «تربيت» أوباما على كتفها كان للصورة «برضو»؟ الصور تتطلب الكثير، لا بد من أن نعترف!
    طبعاً النظرات الغاضبة التي صوبتها ميشيل إلى زوجها أكثر من مرة لم تثنه عن التمادي مع رفيقه البريطاني (ترك زوجته في البيت) في تبادل التعليقات المازحة مع هيله التي على ما يبدو أن مواضيعها كانت في منتهى الطرافة لقسمات أوباما المتجاوبة. وبصراحة نسأل: هل هذا وقته؟ أوباما قرر أنه وقته، وكامرون قرر مثله. فمن نحن حتى ننتقد الرئيسين الذين قلبا مشهد تأبين الهامة مانديلا إلى مسخرة؟ ولكن الزوجة ميشيل كان لها رأي آخر، والأكيد أنه ليس غضباً على هيبة الفقيد، ولكن حنقاً على زوجها الذي لم يتمالك نفسه مع دماثة الشقراء. وبصراحة وكلاكيت مرة ثانية، معها حق.
    أما المسلّي في الصور الأخيرة للفيلم القصير بالقصة المتكاملة وعنوانها: «الرجل هو الرجل»، أن اللقطتين الختاميتين أظهرتا فيها ميشيل وقد بدلت مقعدها وجلست بين زوجها والدنماركية، وعندها أجبرته على النظر أمامه ومتابعة مشاهد تأبين الفقيد الذي نسي أنه جاء ليودعه. وبتفريقها الجماعات اضطرت الدنماركية إلى التقليب في محتويات جوالها «وهي ساكتة»، مثل حيلة امرأة اليوم، لتعلن بانشغالها المزعوم أنها غير معنية بما حولها، ولو تفحصت في جوالها لضبطتها تتابع أية كلام والسلام.
    فماذا عن اللقطة «الفينال» للفيلم؟ أوباما يُقبِّل يد زوجته وكأنه يطلبها «أن تفكه شوية»، وهذه المرأة تظل هي المرأة، إن كانت زوجة الحاكم أو المحكوم. فلو تأملت الموقف، ولو استقطعت تهاون الرئيسين بالحدث، فما هما سوى رجلين أتاحت لهما الظروف أن يجالسا امرأة باستعداد فطري لمشاركة الآخر حلاوة طبعها وطلاوة لسانها. فهل نتوقع - لا سمح الله - أن يوفرا الفرصة؟ لو فعلاً فنحن لا نتكلم عن رجلين طبيعيين، وإنما متصنعان وممثلان لاعتبارات ما، وإن كانت عفوية أوباما بحاجة إلى التهذيب في موقف رسمي كهذا، فهو في النهاية رئيس أميركا.
    ولأنه صار ما صار نقول لميشيل إن ما يجري في العلن وأمام عينيها لا خوف منه، إنما هو التكلف في الفضيلة المبالغة عند التعامل مع المرأة، الذي قيل فيه ما خفي كان أعظم. عاد الأخ أوباما أخذ راحته في مؤشر العفوية «حبتين»، وربما لهذا السبب تحديداً أغاظ زوجته التي شعرت بالتقليل من مكانتها وحضورها، والغالب أنه عطر الدنماركية الذي قلب حاله. قاتل الله العطور وما تفعله «أحياناً».
    ولنكمل اللقطات التي لم تلتقط لما بعد حفلة التأبين. فهل تتوقعون أن حفلة أخرى بين ميشيل وأوباما وقعت وفاتتنا؟ أو أن العفوي أوباما يعرف تماماً كيف يسوي أوضاعه مع المدام؟ أما الرابح الأكبر في الحكاية فهي مليحة اسكندينافيا.
    يا ترى، كم «لايك» سجلت الصور التي التقطتها لو كانت نشرتها في موقعها على «أنستغرام»؟ فهل تلاحظون كيف تغيّرت قائمة اهتماماتنا وأفكارنا في تلقي الأحداث والتفاعل معها؟ إلا المرأة، تظل هي المرأة - ولو كانت ميشيل خريجة القانون من جامعة هارفرد وزوجة رئيس الولايات المتحدة - في غيرتها وضيق أفقها وأخرى في الجو تنافسها. ثم تلام امرأتان.
    سما فكري
    سما فكري
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 104
    أخت أخت : مآآآري
    عدد الرسائل : 800
    تاريخ التسجيل : 05/11/2013
    مستوى النشاط : 9310
    تم شكره : 24
    السمك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف سما فكري الثلاثاء 17 ديسمبر 2013 - 15:45

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 128711951316

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 128711951317
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty الأم بين الأسد والنعجة

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 18:16

    الأم بين الأسد والنعجة
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣
    «سأل الرجل عبدالله بن عمر وهو يقول: «أمي عجوز لا تقوى على الحراك، وأصبحت أحملها إلى كل مكان، حتى إنها لتقضي حاجتها عليّ وأنا أحملها، لا تملك من أمرها شيئاً. أتراني قد أديت حقها؟»، فأجابه ابن عمر: «ولا بطلقة واحدة من ولادتك. وإن كنت تفعل هذا وتتمنى لها الموت حتى ترتاح أنت، فقد كنت تفعلها وأنت صغير وكانت تتمنى لك الحياة». وهذه هي الأم العطاء التي لا تملك أن تنفصل عن ابنها وفطرتها بعد أن ضمه رحمها. هذه الأم هي التي صارت منفية عن أرضها، لاجئة في أرض الأغراب أو قل في بحرهم. فلم تكد تصل اليابسة هاربة بقارب من تركيا إلى اليونان حتى استقبلها الشرطي اليوناني ورمى برضيعها في البحر. فلحقت وراءه لعلها تنقذه فابتلعهما الماء معاً بعد أن ضاقت عليهما الأرض بما رحبت. فإن كنت قليل الحظ في الاسم والكرسي والمال فلا أب لك في دنيا لا تقدّم لاعتبارات أقل. فإذا وصلك أن ألم المخاض لا يعدله عذاب، فاعلم أن فراق الابن هو أشد وطأة على الأم من كل آلام الحياة. ولا أتعس من أم تدفن ابنها! وقد فعلت أمهات العراق وسورية حتى انفطرت أكبادهن، ولا تزال تنفطر.
    بول هنري وكان من علماء بلجيكا وأحد نوابها حضرت أمه جلسة لمجلس النواب، فبدأ خطابه كالآتي: «أمي، سيداتي سادتي....». والتاجر السعودي أحمد بن ثالبة من خميس مشيط فاجأ الحضور بوالدته المسنة بأعوامها السبعين وقد أتت لتقص شريط افتتاح أحد فروعه التجارية، ثم تعود أدراجها آمنة مطمئنة على ابنها وفلزة روحها. وهو التقدير المعنوي الذي سبقه افتتاح الأم لأول مشروع تجاري لابنها قبل 15 عاماً كما شريط اليوم. كأقل لمحة عرفان بالجميل لأم ضحت بغلاوة العمر، لتتفرغ لتربية صغارها بعد وفاة معيلهم وأبيهم. وبسببها تداولنا اسم ابنها. الأم التي ما أن تأتي زوجة الابن حتى تناصبها التحدي على قلب واهتمام ابنها. لا تعلم جهلاً منها وتسرّعاً أن علاقة زوجها بأمه لا يمكن أن تنافس أو تقارن بالعلاقات الإنسانية الأخرى أياً كانت. بل إن الزوجة لو فكرت بعيداً لرأت نفسها وهي تعيش الموقف بعينه مع زوجة ابنها في مُقْبلات السنين. ولكن الزوجة لن تعي ذلك ما لم تلد ويصبح ابنها في عمر الزواج.
    فالأم هي ظل الابن ولا يفارقه طالما أن من في النور هو ابنها. فتدفعه وتشجعه وتنهره وترفعه، فإذا وصل إلى قمة جبله أعلن نصره وهي لا تزال في الظل تبارك له بدموعها. فمن للإنسان إن فقد ظله؟ ومن يدعو له إن غابت عن دنياه من تدعو له؟ وليتخيل القارئ مجرد تخيّل قاتم أن مكالمته مع أمه هي الأخيرة، أو أن الزيارة التي يشاهد فيها وجهها لن تمنحه الدنيا فرصة أخرى ليكررها لموته أو رحيلها. فكيف يحب أن يودعها بضمير مرتاح؟ وهذا بالضبط ما ينبغي أن يكون عليه شعور الابن تجاه أمه في كل مرة. أطال الله في عمر أمومة لم تشوّهها عاديات الأيام ومغرياتها.
    أمّا في البرد القارس فلندعُ لأمهات الملاجئ وأبنائهن يموتون بين أيديهن من الجوع والمرض والصقيع ينخر في العظام في عالم غير مبالٍ إلا بالاقتتال على مكاسبه. ولا أفظع من شعور أم قلَّت حيلتها تجاه أبنائها. فتجري هنا وتهرول هناك لعل الله يمن بزمزم أخرى. وكلما وجدت بئرها دفنها المجرم بجزمته. ومن سراب إلى سراب. فآه من وجع أم لا يقدر عليه سوى من كان في مقام أمومتها. ومن تراه يكون غيرها؟ يقول الإلكسندر الكبير: «ليس خوفي من جيش من الأسود تقودهم نعجة، ولكن من نعاج يقودها أسد». فما ذنب الأم السورية في خيمتها إن ضاعت الأسود أو تشبّهت النعجة بأسد؟ ومتى انتظر البرد والفقر حتى يكبر الشبل ويصبح أسداً حقيقياً ويدافع عن أمه؟ ولن تجد رجلاً يقدِّر أمه ويمتهن أمهات غيره إلا أن تكون أمه ربته على الامتهان.
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - جلسات النميمة بدأت

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 18:24

    عابر حياة - جلسات النميمة بدأت
    ثريا الشهري
    الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٣
    في هذه الأيام كثير من أبنائنا المبتعثين عادوا من بلاد ابتعاثهم إلى السعودية لطول إجازة الكريسميس الموصولة برأس السنة الميلادية. وهي فرصة للتواصل القريب مع أهل الوطن وأصدقائه، عوضاً عن خدمات «النت» وبرامج اللاسلكي. ولكن اللقاء بعد طول غياب، وبخاصة لمن قرر الدراسة في فصل الصيف فلم يتمكن من اللحاق بأهله في شهر رمضان، هذا معناه أنه بإجازة الأعياد المـــيلادية هذه يكون قد شـارف على قرابة السنة لم تطأ فيها قدماه أرض الوطن. وها هو اليوم في زيارة قصيرة بإحســاس بالغربة لا يُفــسّر. فكأنه الجــديد وســط دائرته. يشارك في الأحاديث بطرف لسانه ولا يشعر بانتمائه إلى ما يقال أو يدور من حوله. إنها الشكوى التي سمعتها على اختلاف الجنسين. وكلاهما يستغرب نفسه بعد أن كان في السابق أول من يشارك اجتماعياً في كل ما يستنكره وينتقده اليوم.
    من الأمور الطريفة ذات المدلول ملاحظة الأختين المبتعثتين حين سرحا بتفكيرهما واسترجعا سنة دراسية كاملة انقضت لا تتذكران فيها أنهما اجتمعا على النميمة أو تقطيع السيرة الذاتية لفلانة وعلانة. ليس بسبب أوقات الفراغ الشحيحة وهي كذلك، ولكن لانتفاء الرغبة في ذلك، على رغم وجود الأختين في الشقة نفسها آخر النهار وبدايته. طبعاً لا مانع من بعض الملاحظات العابرة عن هذا المدرس وتلك المعلمة. ولكن إجمالاً وبشكل عام ثقافة «الحش» وتخصيص الوقت للسمر حول أخبار البشر وظروفهم الشخصية لم يكن لهما وجود ولا جمهور في دنيا فيها من الأنشطة ما يغني عن هدر الثرثرة، في دنيا لا تدين بهذه الثقافة ولا تشجع عليها... فهل يعني هذا أن دنيانا هنا خالية من الأنشطة والفعاليات والحياة العملية التي تغني عن إضاعة الوقت في ما لا طائل منه على الإطلاق؟ ولكنها ثقافة التنّدر على أخبار الغير والتقطيع في سيرهم هو ما يسلينا، وصار وكأنه المكمِّل لكل اثنين هذه أحاديثهما.
    أمّا استغراب أبنائنا من تغيّر أحوالهم ونفورهم مما كانوا يمارسونه قبل سفرهم وابتعاثهم، فأبشرهم أنه لن يطول. فبمجرد رجوعهم سالمين غانمين بشهاداتهم بعد تخرجهم، فإنهم سيعودون تدريجياً إلى سابق عهدهم بالنميمة، بل سيخلقون المناسبات لها ولجلساتها. ذلك أن تأثير الوسط الغالب أقوى في ثقافته من السلوكيات الفردية المتفرقة، إلاّ إن اجتمعت هذه الفرديات وكوّنت بأعدادها فريقاً مجتمعاً من المتفرقين الجدد. لهم الاهتمامات نفسها، والميول والأساليب ذاتهما في التعاطي مع الحياة والناس.
    في مطار الرياض، وعند تسلم حقائب السفر اكتشف البعض أن حقيبته لا تزال تربض في أرض المطار الأجنبي العائد منه. وهو سوء تنظيم يعود بمسؤوليته إلى إهمال خطوط الطيران التي تكون على متنها. فصدرت تعليمات مطار الرياض لهؤلاء الطلاب بالسؤال عن حقائبهم في اليوم التالي، لعلها تكون في طريقها إليهم مع الرحلات القادمة. فلم يكن أمام الطالب الذي لم يكن محظوظاً بوجود حقيبته إلاّ الإذعان للأمر، فانتظاره في المطار لا جدوى منه. وهذا ما كان.
    تُحدِّث الطالبة المبتعثة بحوار سمعته بين الطالب وصديقه قبل الخروج من بوابة المطار: «وكيف سنعود إلى هنا ثانية ونجتاز نقطة التفتيش بورقة تسلُّم الحقيبة؟ لنعد ونسأل الموظف: كيف العمل؟». التساؤل والمؤشر على تشغيل العقل في أبسط الأمور. فلا تأخذ الظروف والمواقف على علاتها أو بحسن نياتها. إنه التعليم الذي يكتسبه أبناؤنا في الغربة وعند التعامل مع مختلف القوانين والتحديات، وأحياناً الطوارئ. «فاسأل تسلم». أمّا الافتراض من عندك، والتخمين بالشبه وبما وقع لغيرك وسرت على دربه كما هو من تلقائك. هذه الطريقة في التفكير قد تكلِّف صاحبها، وربما لا تتح له فرصة التعويض عن خطأه وسذاجته. وكل مبتعث لديه مجموعة من الكلمات الحساسة التي توقظه من سباته ومنها: تأخير، ختم، توقيع، جواز، رسوم، دفع، فيزا، «آي تونتي» «ديدلاين». وجميعها مفردات تحذيرية تدِّرب على النباهة والتفكير السريع. وبالمناسبة كان بودي أن أجيب الطالب الحريص. إلا أنه سيجتاز نقطة التفتيش بأية حال. فأهلاً به في مطارنا بين الفزعات.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty «العدد في اللمون»

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 18:25

    «العدد في اللمون»
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣
    الخبر الأول: «انهيار معبر على طريق الدمام - الرياض السريع». ووزير النقل بعد تفقده موقع معبر الإبل يوجه بتشكيل لجنة فنية لمعرفة أسباب السقوط المفاجئ للمعبر، مشدداً على أهمية إنهاء إجراءات الكشف الدقيق عن المعبر بسرعة حتى تمكن إزالته وفتح الطريق لحركة المرور المعتادة، موضحاً أنه يجري الآن استكمال سفلتة تحويلة موقتة لتحويل حركة السير عليها.
    والخبر الثاني: «سقوط مصعد داخل ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام يتسبب في مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين». الخبران اللذان وردا على الجوال متتابعان، وكأن الأول لا يكفي حتى يلحقه الثاني ليتحفنا!
    فماذا لو دخلنا في مسابقة دولية لأكثر البلدان تشكيلاً للجان؟ وماذا عن مسابقة أخرى لأسرع البلدان انهياراً لمشاريعها بعد تنفيذها، على الأقل لنشعر بأننا نستطيع المنافسة على المراكز الأولى وانتزاعها بجدارة، وبلا واسطة أو محسوبية؟
    بعد فاجعة «سيول جدة» توهمنا أن الغشاشين «اختشوا وماتوا» في بلادنا، والموت هنا بالمعنى المجازي، والمقصود أنهم إما تواروا حتى اختفوا، أو أنهم تنبّهوا لضرورة تنفيذ أعمالهم المستقبلية بمواصفات «مضبوطة» هذه المرة، كي لا تعود بنتائجها الوخيمة على رؤوسهم. طبعاً هذا ما كنا نظن ونعتقد، وما أكثر ظننا واعتقادنا!
    ولو أحصينا عدد المشاريع التي قامت وانهارت بعد «سيول جدة» على مستوى مناطق المملكة لتأكدنا أن التسيّب لا يزال رفيقنا وله جمهوره، فالشركة الفلانية يرسو عليها المشروع، وبدورها تسلمه للمقاول، ومنه إلى الباطن. وهكذا التدرج على حساب النوعية حتى انهيار المعبر وسقوط المصعد. فهل تاريخ تنفيذ المذكورين كان قبل «سيول جدة» أم بعدها؟ لم تعد تفرق. فالغش لا يزال مستمراً، وعلى من نطلق الرصاص والغشاش في بيتنا؟ و»عالم غشاشين غشاشين».
    ولو تذكرت عناوين أخرى للأفلام المصرية فتفضل، اقتبس وشاركنا الحفلة. فمصيرنا مع المصريين في انهيار مشاريعهم التي كنا نسمع عنها في الأخبار صار واحداً، والعيش المشترك يتطلب أن نتشارك معاً في الأفراح والانهيارات.
    أما الأسئلة الساذجة التي يفكر فيها المواطن على اعتباره المتضرِّر الأول من مغامرات المقاولين:
    أليس للمشروع عند تنفيذه مشرف أول ومشرف ثان على رأس المشرف الأول؟ أليس له مهندس أو أكثر لمتابعته والإشراف على تنفيذه بالمواصفات المطلوبة والموقّع عليها؟ إذاً أين تبخّر هؤلاء المسؤولون كلهم؟ وهل العبرة عند تنفيذ المشروع بسرعة اكتماله، أم بجودته ودقة مقاييسه؟ فعام أو ستة أشهر وينتهي المشروع، وعام وستة أشهر أخرى وينهار علينا المشروع، و»شكِّلوا لجنة».
    ولتمت الحقائق في دهاليز اللجان، وهذا يستنكر وذاك يدافع، وما بين هذا وذاك ضاع حق من مات وصار ركاماً مع سقوط جسر أو هبوط مصعد، فمن يعوِّض الأرواح التي نفقت بسبب الإهمال والجشع وفساد الضمائر؟ صحيح نسيت، شكِّلوا لجنة للتعويضات!
    هذا ومع مساجدنا كلها، و»الحق الصلاة يا ولد»، و»الجماعة مع الشيخ»، فهل نشكل لجاناً في فحص الضمائر، أم يكون لدينا جهاز لكشف الفاسد من الصالح كما جهاز كشف الكذب مثلاً؟ وإن كانت فكرة غير عملية ومحرجة. «فالعدد في اللمون». وتعني أن الأعداد كبيرة لمن يتساءل عن معناها، لأن ثقافته أعلى من مستوى الحمضيات. حسناً ومن بعد المعبر والمصعد والليمون، ماذا بعد؟
    لنقل إن في جعبتي بعض الأسئلة التي لا يجيب عنها سوى المهندس المتخصص. لماذا ينهار الجسر؟ هل هو نقص في حديد التسليح، أم عيب في التنفيذ كمثل التغاضي عن إفساح المجال لوجود فتحات للتهوية من جانبي الجسر للتخفيف من الضغط؟ وكم سيعود على المقاول عموماً إن وفّر في التسليح؟ وهل المبلغ المتفق عليه في العقد لا يغطي ربح الشركة المنفِّذة؟ ثم وهذا هو المحيّر، لِمَ مشاريع غيرنا «شغّالة» ومشاريعنا «بنت الشغالة»؟
    قالوا في الأمثال المصرية: «المال السايب يعلم السرقة»، وقس عليه في كل شيء انفلت بلا رقابة ومتابعة، وشروط جزائية جادة. فأنت لا تترك الأمر - أياً كان - تحت رحمة الضمير والأخلاق الحميدة، ولكن تأخذ بأسبابك واحتياطاتك الملموسة مهنياً على أرض الواقع، وبأية حال بصرف النظر عن تقديراتك الشخصية.
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty وبخالد الفيصل تعود البسمة

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 18:29

    وبخالد الفيصل تعود البسمة
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣
    صدر الأمر السامي بتعيين الأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم، وتعيين الأمير مشعل بن عبدالله أميراً لمنطقة مكة المكرمة، وكلا الأميرين تنتظره أثقال من التحدي وشحذ الهمم. والسؤال: لم انتقل خالد الفيصل إلى وزارة التربية والتعليم؟ لأنه رجلها وهو لها، وكل عاقل وواع في هذا البلد متفائل بالتعيين، فهذه الوزارة التي يصفونها بشبه السيادية - وألخصها بالسيادية التي تنهض بوطن - أضحت معقلاً للبيروقراطيين والمتنطِّعين، وليس لها إلا قيادي بفكر ورؤية، وإداري بقرار وحسم في حجم خالد الفيصل. وهذا تاريخ الرجل يشهد له أنه لم يتسلم دفة القيادة في مكان إلا وأصلح حاله وأنهى مشكلاته المستعصية بمتابعته الشخصية وإصراره على إنجاح الأمر وتطويره، وليُسأل في ذلك الموظفون الذين تعاقبوا على إدارته.
    فكل العراقيل والمشكلات المتلاحقة لهذه الوزارة وراءها جيش من المنتفعين من ذوي المصالح الفردية والآيديولوجيات الممنهجة، مهمتهم الوقوف في وجه أي تغيير يمس أوضاعهم وتمركزهم ومصدر قوتهم. فهل سمعنا بالاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم؟ أم الأموال المعيّنة للدراسات وتشخيص المعوقات؟ لا شيء منها يفعّل كما ينبغي له. ذلك أن المتمترسين المقاومين للحلول تدربوا على اصطياد الثغرات والدهاليز وتطويعها على هواهم استفراداً بالقرار والمال.
    فالإشكالات مشخّصة والحلول مفنّدة، ولكنها جميعها حبيسة الأدراج والعقول والعيون المبثوثة والمترصِّدة. فهل نعي أننا بالتعليم إنما نحمي أماننا واستقرارنا أكثر من أرطال من المسلّحين المدجّجين؟ ولكن أي نوع من التعليم؟ وأية نوعية من أمناء التعليم؟
    مهمة الفيصل صعبة وشاقة وتحتاج إلى جهد وتركيز وضبط للنفس والأعصاب، والرجل أعطى عمره لوطنه، غير أن التقدم بالتجارب يغني المرء ويجعل محاكماته العقلية أفضل وأنفذ وأحكم. فكلنا تحكمنا ولادات متشابهات، ولكننا نتفرق ونتمايز في الحياة، فيكون منا الصالحون وأهل الفضل على مجتمعاتهم، ومنا ما دون ذلك، بفارق يصنعه العلم والأثر النافع والإسهامات في إصلاح الأوضاع والأحوال. وكل تعليم لا يثمر بتغيير متقدِّم كماً لا طائل منه. لذلك نقول إن ارتقاء خالد الفيصل بالأفق بتراكم خبراته وثقافاته سيمتد بآثاره إلى كل بيت سعودي. فإن كان أميراً لإمارة منطقة مكة على 5 ملايين إنسان، فهو اليوم مؤتمن على العدد نفسه تقريباً على امتداد الوطن بمناطقه وقراه وأطرافه. اليوم كل أبناء السعودية أصبحوا في عهدته ويشهد الله - وأقولها صادقة لا متحذّلقة ولا متزلّفة - أنهم في أيدٍ أمينة، في أيدي من تساءل يوماً عمن غيّب البسمة، وها هو اللحظة أمام فرصة تعويضها.
    السعودية من أكثر بلاد العالم إنفاقاً على التعليم، فهل الخدمات التعليمية والمستوى التعليمي للوطن يوازيان المخصص في الموازنة؟ فأين تذهب الأموال وتصب؟ ومن يتفرّد بالقرارات؟ ومن يدعم هذا التحكّم؟ وغيرها من أسئلة سيعرف الفيصل كيف يجيب عنها ويتصرف مع إجاباتها. فآن الأوان لوقف مقدّرات الدولة في الترويج لسياسات وثقافات معادية لها وبأموالها، ومن اليوم كل من نسمعه ونقرأ عنه وهو يصرخ ويحرِّض ويستنجد في المساجد والخطب والندوات ومواقع التواصل الاجتماعي من الوزير القادم، فهو في خندق الممانعين لأسباب هو أدرى بها، ونحن أيضاً أدرى بها. فحيا الله الملك على هذا القرار العظيم، فالتعليم والقضاء أعظم الأعظمين في عضد كل دولة، وبسيادتهما تنهض الأمم، وباختراقهما تضعف وتتداعى. فكفانا غسيل أدمغة بأسلمة مقنّعة شوهت أبناءنا ومفهومهم عن دينهم ووطنيتهم وهويتهم، كفانا معارك مكشوفة ومبتذلة يحارب بها كل مصلح ومحب للبلد برميه بالتغريب. ولمناسبة الاكتفاء، ماذا عن إدارات التوعية والثقافة الإسلامية التي حال الحائلون دون دمجها في النشاط الطلابي؟ فهل ضمنوا إدارة لهم في كل مدرسة تعبث بالمحتوى والتوجه تحت لواء المدارس؟ حسناً، حدث في مثل هذا اليوم: لم يعد الضمان مضموناً. أمّا خالد الفيصل فقد ينتقل من كرسي الوزارة إلى كرسي آخر بعد حين، إلا أن اضطلاعه بمهمة التربية والتعليم في هذه المرحلة بالذات لهو الإنجاز الذي سندين له به بنتائج ترويها الأجيال. ومع احترامي وتقديري الكبيرين لكل من شغل المنصب، إلا أن وزارة التربية والتعليم قبل خالد الفيصل هي غيرها بعد أن يجلس خلف مكتبه فيها.
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - مئة عام من اليوم ثريا الشهري

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 18:30

    عابر حياة - مئة عام من اليومثريا الشهري
    الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
    يقول المعلم ورجل الكشافة الأميركي فوريست ويتكرافت المتوفى عام 1967: «بعد مئة عام من اليوم، لن يكون من المهم أي نوع من البيوت سكنت، أو من السيارات قدت، أو من الأرقام كان حسابي المصرفي. كما لن يكون مهماً أية علامة تجارية ارتديت. بعد مئة عام من اليوم لن يكون مهماً معرفة أية مدرسة كانت مدرستي، أو لأي بيت عبادة كانت زيارتي، أو أية آلة كاتبة كان اقتنائي. ولكن بعد مئة عام من اليوم، العالم كله قد يكون مختلفاً، أو أفضل بقليل، لأنني كنت مهماً يوماً في حياة طفل». إنها الحكمة التي على الإنسان تذكّرها أياً كان موقعه ومهمته، إن كان المربي في المدرسة أو القاضي في المحكمة، أو الأب أو الأم، أو أي مسؤول ستطاول قراراته حياة طفل ما، في مكان ما. إن بشكل مباشر أو ببعض الالتواءات والانحناءات.
    وكل إنسان ملزم بالتعامل الجيد المدروس مع الطفل. فلعل حركة أو لفتة أو موقفاً تفتعله مع هذا الطفل أو يصادف مرورك فيه، ويُحدِث أكبر الأثر في حياته لاحقاً. حياة بطولِها وتفرّعها يتحدد مصيرها كله بسبب تلك الصدفة. نعم إلى هذا الحد، وكفانا جهلاً وأنانية في علاقتنا بالأطفال على اعتبارهم لا يعقلون. فهذا الذي لا يعقل اليوم سيكبر وتتكوّن شخصيته وأفكاره وعاداته ويرتد عليك بعقله الذي أضعفته بضعفك، ونخرت به حين لم تراعِ ولم تهتم أن تكون له القدوة. وهذا وحده ما يهم بعد سنين من الآن. فلن نتذكر من تكون، ولكن امتدادك سيحكي عنك. وكل طفل مر في طريقك وكنت له البصمة. تذكّر هذا الشيء في المرة المقبلة وأنت تنهر طفلاً وتعنِّفه، وتقلل من شأنه، وتتخذه مادة تُشبع فيه نقصك وجنونك. فما ذقته طفلاً لا تمرمر فيه حلق طفل آخر.
    نحن لا يعنينا كثيراً وقعُ تصرفاتنا وسلوكياتنا على الأطفال. فهم في نظرنا لا يستحقون كل الحيطة. «مجرد صغار إذا شبّوا التفتنا إليهم». هكذا نعلِّقها في عقولنا. ولا ندري -أو ندري ونتغافل عما ندري- أننا وكما نرعى النبتة الغضة ونحيطها بالحنان والاهتمام والمعرفة، كما ستكون عليه إذا يبست وتشعّبت. فنهمل اليوم لأننا متفرغون لانتظار الغد. فنضيّع ما بأيدينا على أمل ما سنحصل عليه. فمن سوّغ وبرر لنا التفكير المؤجل؟ حتى وقعنا في خسارتين: العمر والابن.
    وكل قرار نتخذه ويمس حياة طفل وأطفال لو تأملنا فيه. وكل استغراق يلهينا عن أولوياتنا سيؤثر فينا بالتعب كباراً. ولكن من سوء حظ المرء ونكد عيشه، أنه ينسى الحاضر، وينصرف همه وتطلعه إلى الآتي. فماذا قدّمت لأطفالك حتى تصل معهم لتصورك الذي تخيّلته عنهم؟ بماذا ضحيت كي ترفعهم وتستحق الأماني التي تداعب آمالك عن أحوالهم وهم فوق؟ وهذا ما لا أفهمه! حين تعقد المقارنات بين أبوين لم يقصّرا في بناء العلى لأبنائهما بكل إمكاناتهما المتاحة، وأحياناً غير المتاحة، وبين أبوين لم ترتقِ تربيتهما أكثر من المستوى العادي أو أدنى منه بكثير. ثم وبعد حين، وبعد أن يتفرّق الأبناء وكل يسلك طريقه، تسمع ممن فرط ولم يتكلّف، وهو يندب حظه على من ارتكن إليهم وأمل فيهم فلم يجدهم. وكيف أن فلاناً وعلاناً كان محظوظاً بأبنائه. حسناً أيها الشاكي، فأنت كما أراك لم تقدِّم ما بلغه غيرك في التربية والسهر واحتياطات الأمان، ولكنك تنتظر أن تتنعّم بنتائج كمن قدّم وضحى. فمن صور لك هذا؟ فلئن بلغت في تهاونك الكثير، فاليوم أنت تجني حصادك.
    للأسف ما ذكرته للتو لا نتعظ به. ولا نفكر فيه بهذا الاستباق. ولسان حالنا أنها مبالغة لا داعي لها. أو كما يُقال عن طفل بلا تقويم «معدنه يردّه». فنهمل كما نمهل واعتمادنا على تجميع مقولات وأمثال شعبية. فلا نتتبع تاريخنا مع الطفل، أو نتيقظ للمؤشرات التي جاءتنا عنه وأنبأتنا بالبالغ الذي سيكونه. فأيهما أهم حينها رقم حسابك المصرفي أم الإنساني؟ العلامة التجارية التي اقتنيتها أم الإنسانية التي حفرّتها في حياة طفل؟
    سما فكري
    سما فكري
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 104
    أخت أخت : مآآآري
    عدد الرسائل : 800
    تاريخ التسجيل : 05/11/2013
    مستوى النشاط : 9310
    تم شكره : 24
    السمك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف سما فكري الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 19:26

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Konkarko.com_124631
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - «وطنية استريتش»

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 3 يناير 2014 - 13:39

    عابر حياة - «وطنية استريتش»
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠١٣
    بخروج المـقالـة اليـوم الأحـد يكون الباقي على اختتام ملف عام 2013 يومين لا أكثر. فإذا استثـنيـنا السـعودية ومعها دول الخليج، فلا بلد عربياً يـطمّئِن، أو له فـي نفـس مواطنه قدر من الاستحسان يـُفاخـر بـه. أمّا قـمـة الـمأسـاة الإنـسـانـيـة لهذا العصر بعد الحرب العالمية الثانـية فـيـتـحمل نصيبها السوريون وحدهم. فعلى مدى الاغتصاب الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ تاريخ الإحتلال إلى يومنا لم يمت من الفلسطينيين ما فقد من الأرواح الـسـورية وهـم على انتهاء السنة الثالثة لمعاناتهم يوشكون. فهل مات من الفلسطينيين على أيدي الاحتلال أكثر من مئة ألف قتيل؟ السوري تجاوز هذا العدد وبمعول من بني جلدته. وهو ليـس تـقـليلاً من حجـم القضية الفلسطينية بحال، ولكن تدليل على تـدهور أوطـان العرب عوضاً عن الارتقاء بها وتسوية نزاعاتها. ومن يأس العربي وإحباطه عقد المقارنات بين أرقام أمواته.
    فكيف لهذا العربي المطحون بمشاعر الغضب والقهر والحزن والألم والضياع، كيف له أن يبدع؟ أو أن يكون متفائلاً والحرائق في بيته، وتحيط به؟ وقد يعتقد العرب أن إخوانهم في الخليج المنـعّـمـين بالأمان في معزل عن التعاطف معهم. وهو اعـتقـاد غير دقيق على الإطلاق، ويشهد الله. فكثير منا منغّص يومه لمجرد تـخـيّل الأوضـاع التـعيسـة للسوريين تحت القصف وفي برد المـلاجـئ، فـكـيف بـمـن يـعيـشها؟ إنما السؤال: ماذا بأيدينا – نحن الشـعوب - تـقديـمه أكـثر مـن الدعاء والحملات المادية وليتها تفي! حتى بعض الحكومات الخليجية كانت لها مـواقـفـها المندِّدة بحسم وقرار من الصراع السوري. ولكن طالما أن أوباما لا يزال في مكتبه فلن تقرأ السياسات العربية بالشكل العادل والواعي للمنطقة. وأغلبنا تقريباً يدرك هذا.
    ولا يغيظني قدر الأبواق السورية التي تصرخ من تنازع أراضيها بين داعش والنصرة والقاعدة وكل يوم لنا اسم وافد. فمن جاء بهؤلاء وسمح لإيران وأحزابها؟ من بطش ووسع الدائرة ولم يلملم المشكلة من بدايتها ولم تتعدَّ «خرابيش» أطفال على الحيطان؟ الآن وقد استبيحت سورية وصارت مرتعاً للأدلجة والإرهاب بعد خيانتكم لأماناتكم، تعلو أصواتكم مما حل بأرضكم. فعلى من يضحك هذا النظام؟ وانظر إلى آخر المهازل والطفل السوري يأكل «الكرتون» جوعاً. فلـيجـلس بشـار على جـماجم عرشـه. فعند انتهاء اللعبة ترتمي كل الأحجار في علبة واحـدة. وهذه الأرض سيضم ترابها يوماً كل من على ظهرها. وليس في التراب درجات ولا رتب ولا ألقاب، ولا ماركات من «هارودز» للسيدة لتشتري النجف الذي ينير عليها ظلمة قبرها. وكلها في أعناقكم!!
    أمّا الفنانون والممثلون السوريون من تغنينا بأصواتهم، وسهرنا على مسلسلاتهم هل سنعود ونطيق متابعة أعمالهم بعد أن فُجعنا بهم؟ وهل هو تساؤل انفعالي تشوبه العاطفة، أم عقلاني تغلِّفه الموضوعية؟ فالممثلة بوجهها الملائكي وضحكتها الطفولية التي مجّدنا تجسيدها لحياة السيدة أسمهان، هل سنتحمل رؤيتها وهي تمثِّل علينا مرة أخرى بعد أن صفت وزوجها مع النظام القاتل لشعبها؟ وغيرها كثير!! فقماشة الوطنية صارت في عالمنا العربي كما خامة «الاسترتش»، تتمـغـط لكل مـن يـحلو أن يُتـحفـنا بمفهـومـه عن الوطن وعـزته وتـضـامنه. حسنـاً، هل يـجرؤ مـمثل سـوري له مواقفه المؤيدة للنظام أن يزور مـلجأ سـورياً ويكون مرحّباً به..؟! وله عندها أن يقـيـس شعبيته، ومـعها وطـنيـته «المطّاطة»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - «عبدة مصونة»

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 3 يناير 2014 - 13:41

    عابر حياة - «عبدة مصونة»
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٣
    «ممنوع دخول النساء بأمر من وزارة الداخلية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». كانت التغريدة التي نقلها الكاتب جمال خاشقجي أخيراً بعد أن وجدها معلّقة على مدخل أحد محال بيع الآلات الموسيقية، إلا أن خبرها القديم قد نقلته صحيفة «الحياة» منذ منتصف العام تقريباً. فممنوع علينا قيادة السيارة، وممنوع علينا السفر أو استخراج وثيقته إلا بإذن، وممنوع علينا ممارسة الرياضة في المدارس. وهذا يقول فسحنا الرياضة للبنات، وذاك يرد قصدنا المدارس الأهلية. وكأن البنات هنا غيرهن في المدارس الحكومية! وكأن المال هو الفاصل وليس المبدأ..! ثم آخراً وهو ليس آخراً طبعاً، ممنوع عليك أيتها العبدة المصونة أن تدخلي حانوتاً لبيع مزامير الشيطان. ومن قبلها وبحسب تغريدة أحد المعلقين: ممنوع أن تخطو المرأة عتبة محل الأفلام. ولن أستغرب إن منعنا من دخول «السوبرماركت» يوماً، أو أي مكان يحلو لموظف الداخلية أو هيئة الأمر التشكيك فيه. وحقيقة لا أعلم كيف تصدر مثل هذه الأوامر غير المنطقية.
    انتسبت المرأة السعودية إلى عضوية مجلس الشورى، وهلّلنا لإيصال أصواتنا عنّا ومن جنسنا. ولكن وبعد مدة معقولة من وجود السيدات الأعضاء تحت قبة المجلس يحق للمواطنات أن يسألن عما عاد عليهن. وكل يوم يمر تصعب فيه حياتنا أكثر من اليوم الذي قبله. ولأن الرجل السعودي لم يكن امرأة، ومن المستحيل للرجل أن يكون، إذاً لا يحق له التكلّم عن ظروف المرأة السعودية ومشاعرها وكأنه عاشها واختبرها، ثم يصفها بالجوهرة المصونة كأقدم «كليشيه» مبتذل، ولينظر من يدّعي صون الجواهر في موقع «الآنستغرام» بالذات وكيف جنحت بناتنا في صورهن المنشورة مع كل قوانينه وممنوعاته، ومن يأسهن وعوضاً عن أن يحتفظن بحساباتهن بشكل خاص، جعلنها عامة ومتاحة لفضول الجميع بكل التجاوزات في اللبس والشكل وحدود العائلة، وهذه لها مقالة أخرى. دعونا اليوم في الموسيقى التي حرِّمت ثم أحل بيع آلاتها للرجال، ويا عيني على التناقض السافر! ثم ننعت بالسفور.
    والسؤال: هل سنستمر نحن نساء الوطن في هذا الدوران؟ وتمضي أعمارنا وتشيب رؤوسنا ننتظر أن يرفعوا ورقة المنع هنا ليلصقوها هناك؟ أما آن اعتبارنا «إنساناً» من الدرجة الأولى؟ ولنا حقوقنا غير المنقوصة والمجزأة؟ ولن أتحدّث عن الواجبات فقد صكّت في وجوهنا حتى أصبحنا نهملها عمداً وغيظاً وقهراً، فقبل أن تطالبونا بالواجبات قدِّموا لنا الحقوق. فإذا قيل الحق يؤخذ ولا يمنح. حسناً، وها هن النساء لم يطالبن بقيادة السيارة، بل قدن على رغم المنع. فهل حصلن على الحق؟ أم على مجموعة من التسجيلات وزعت في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يضبطها، وذاك يوبخها ويشتم رجالها، وكأن كل رجال العالم على خطأ، والرجل السعودي وحده الذي صحا من نومه فوجد أنه على صواب حتى في خطئه.
    وهذه فقرة من قانون الأحوال الشخصية المتوقع عرضه على مجلس الشورى المختص بحقوق المرأة والطفل: «أحقية اشتراط بقاء المرأة في منزلها بعد الطلاق إذا لم يكن طلاق بينونة كبرى. ولن ينص القانون على بقائها داخل المنزل بعد طلاق البينونة لعدم وجود نص شرعي لذلك، وارتباطه بحق ملكية الرجل لذلك المنزل». فمتى ما أردنا الوقوف عند النص فعلنا والتزمنا. ومتى ما كان الموضوع في مصلحة الرجل اجتهدنا وتوسعنا، وبكل تمادٍ نقرر أحقية ملكية الرجل للبيت. فماذا عن حق المرأة «بعد» تمتّع الرجل بكيانها وحصوله على أبنائه وخدمته ولياليه؟ يرميها خارج البيت بمجرد طلاقها وإن عاشت فيه عمرها لغياب النص، فهل ظهر النص عند تجيير المسيار وفسح استئجار المرأة لغرف الفنادق؟ ولكن، أليس من يسنّ القوانين هو الرجل؟ أليس هو من ألغى الدراسات المقدّمة من بعض عضوات مجلس الشورى عن وجوب قيادة المرأة مركبتها؟ فالمسألة ستظل انتقائية منحازة ولو جلسنا فوق القبة وليس تحتها، ولن يحسمها سوى القرار السياسي، ولعلّه في 2014.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - سلق البيض لن يعود جذاباً

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 3 يناير 2014 - 13:46

    عابر حياة - سلق البيض لن يعود جذاباً
    ثريا الشهري
    الخميس ٢ يناير ٢٠١٤
    هل سمعت يوماً بشخص يدعى ليون باتيستا ألبرتي؟ هذا الرجل إيطالي عاش في القرن الرابع عشر إبان عصر النهضة. وكان متعدد المواهب والإنجازات. فكان مهندساً معمارياً، وكاتباً، ورساماً وموسيقياً وعالماً في الرياضيات، وله نظريات في الجمال والتصميم البنائي لنظام الأعمدة. فهل عرفناه بهذه الجوانب المميزة المتعددة في شخصيته؟ أبداً، وإنما بمقدرته على الوقوف وقدماه مضمومتان إلى جنبهما جنباً، ثم وهو بهذه الوضعية يستطيع القفز فوق رأس الرجل الذي أمامه. ولو لم يكن في وسعه أن يقوم بهذه الحركة، ربما لما عرفنا شيئاً عن تاريخه، على رغم كل ما كان عليه الرجل. فأحياناً ما يحتكم المرء على الكثير مما يستحق التعريف به، ومع ذلك لا يَلفت الانتباه إليه. ثم يأتي على أمر يعتبره تافهاً في رأيه، ولكن للمفارقة، يكون هذا الشيء بعينه هو منطلق شهرته، وربما خلود اسمه.
    غريب هو منطق الأيام والأشخاص. وهذه الغرابة أكثر من أي زمن مضى أصبحت هي السائدة والمتصدِّرة في عصر ثورات التواصل الاجتماعي الافتراضي، إذ أصبح كل هم المرء أن يعصر مخه ليخرج بفكرة أو حركة تسترعي انتباه الناس، فيجذبهم إلى حساباته المتعددة على «النت» سواء كان «تويتر» أم «انستغرام» أم «يوتيوب»... إلخ وسائل الانتشار للإعلام الجديد. فكلما زاد عدد المتابعين ارتفع المؤشر بالمكانة والأهمية. وما يلحقهما من الفائدة المعنوية والمادية. فتتهافت على المعني بنقطة الضوء دعوات حضور اللقاءات والندوات، وربما للتحدث عن تجربته، أو بالأحرى عن فرقعته. وقد تعرض عليه الوظائف لشغلها فقط، لأن العدد الذي يتابعه صار في خانة الألوفات. فهل نقول إن فقاعة الصابون لها بنية تستند إليها؟ الفقاعة لا يملأها سوى الهواء. ومن عجائب الزمان أنها تطير وتعيش ولا تنفّس بسهولة. حتى أصبحت الأجواء حبلى بالفقاعات الهوائية. ولو عاش العقاد وطه حسين في هذا العصر، لاندثرت جهودهما وضاعت مع زحمة «بالونات» الهواء. أو لوجدا لأدبهما طريقاً للترويج مع تلك الأجسام الطائرة لعلهما يلفتان العقول حينها إلى بضاعة أصيلة.
    هذا عصر التفاهة بلا منازع. ولا وقت لأهله ولا جَلَد لهم على الأصالة. وكل سريع ومخطوف من على الوجه هو المطلوب. وكل ما عداه ثقيل وغير محبّذ. وهي دورة حياة لا بد لها من أن تكتمل بما هي فيه وعليه. وبعد تمامها سيأتي يوم وكأنه ليس هناك من مزيد. وسيتنبّه الناس إلى ذلك وسيملّون من تكرار الأساليب المسلوقة ذاتها. وهنا قد يبدأ الجيل الموجود وقتذاك في الرجوع إلى جذوره، والتأسيس لأصوله الغائبة. وقد يخاصم الأدوات التواصلية التي ساهمت في اغترابه عن نفسه وهويته. وقد يبالغ في الهجر والتنّكر لتلك الأدوات التي كان لها المجد والأوجه يوماً. مثله في ذلك مثل ابن أهمل أبواه تربيته، أو منحاه من التفهّم الديموقراطي الشيء البعيد. فيأتي على أبنائه فيحيطهما بتربيته المبالغ بها، أو بحسمه بالضبط والربط. وكأنها حال إنسانية عامة بين البشر في التمرّد على أوضاعهم، والاشتياق إلى خلاف ما اعتادوا عليه!
    يجوز أنه سيكون مجرد تحرّر من الأوضاع القديمة، والعودة بالفكر والحياة إلى منابتهما وأصولهما. ويجوز أيضاً أنه اقتناع عن دليل وبرهان بالنتائج غير المرضية للواقع الذي تسيّد سنين. إنما الشيء الأكيد أن هذه الدورة الحياتية وركوب موجة «اختصر وهات من الآخر»، لن تغلب موجات أخرى ستخرج من القاع وعمق المحيط وتطغى عليها. وساعتها سيحصر الناس تقديرهم بمن لديه ما يستحق الذكر قولاً وفعلاً، وليس لإيجادته الحركات البهلوانية في الهواء. فإن كان الناس والمفترض فيهم العمق والمعرفة في عصر النهضة تذكّروا ليون بقفزاته، فسيكون على المرء في مستقبل قادم ومجذّر أن يثبت معدنه ويقنع التاريخ بأكثر من كل ما مضى. وعندها لن يرتاح أحد ويشعر بالعدل أكثر من أصحاب المواهب والجهود الحقيقية.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - من 300 متابع إلى 300 ألف!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 5 يناير 2014 - 10:09

    عابر حياة - من 300 متابع إلى 300 ألف!
    ثريا الشهري
    الأحد ٥ يناير ٢٠١٤
    سمعت عن موقع «أنستغرام» في النت، ولكن لم يكن لي معه ود مباشر يترجمه حساب شخصي باسمي أو بكنية مستعارة. وبالمناسبة، دائماً ما أحتار في أيهما الأصح: أن تقول «في النت» أم «على النت»؟ ما علينا.
    كنت أقول كل معرفتي عن موقع «أنستا» - كما يصغرونه - أن بعض العامة والخاصة ومعهم المشاهير لهم حساباتهم فيه وبعدد من المتابعين، ولكن معلوماتي المنقوصة تلك كانت بالأمس، أما اليوم فمستعدة لجلسة استجواب عن «أنستا» و «تويتر»، ومثل التلميذة المجتهدة سأكون حاضرة بالجواب، وما هذه الشطارة الوافدة لتنازلي عن عزوفي عن مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لأن إحدى القريبات قررت خوض غمار «أنستغرام»، فلما سألتها عن مدى أهميته، ردت بأنه لغة العصر، ومساحة لعرض الفنون وأعمال التصوير الفوتوغرافي والرسم والنحت والشعر، أو للترويج عن بضاعة بعائد مادي.
    وتتنوع القصص بالأغراض التي تدفع للحاق بـ «أنستغرام» أو «تويتر» و «فيسبوك»، وبحسب كلام محدثتي، هي ضرورة تستدعي وجود رابط الحساب مذكوراً ومشعّاً في بطاقة «البزنيس» الخاصة، وبكذا منطق يكون «كرتي» هو الأعتم بلا منافس.
    غير أنني أزعم أن حساب تلك المنتسبة الجديدة لا بأس بتنوعه وصوره في مجاله، ولكنه لا يتمتع بأعداد من المتابعين، فاستغربت تواضع الحال في وجود من يتباهى بمتابعيه وقد تجاوزوا مئات الآلاف وربما بلغوا المليون، وعندها فهمت القصة بتفاصيلها.
    فالمتابعون لهم حسابات بمشرفين يعرضون على أصحاب الحسابات الأخرى بيع خدماتهم بالانتساب إليهم لقاء مقابل مادي يبدأ من 5 آلاف ريال إذا كنا نتكلم عن أعداد «تملِّي العين» لزوم الوجاهة، مع إمكان عمل «لايك» على الصور «أوتوماتيكياً»، وكله بثمنه. فترتفع في نظرك قيمة الصورة وكذلك الحساب بارتفاع عدد المعجبين بهما، غير أنها صفقات ستبدو مفضوحة إن حصل واشتريت هؤلاء المستخدمين، فارتفع بين ليلة وضحاها عدد متابعيك من 300 إلى 300 ألف اسم. فيا سبحان الله! كيف توافدوا جميعهم وتزاحموا دفعة واحدة؟ «ولو هو حساب وهمي لعرض الشرهات ما جاك العدد بهذه السرعة»، أقلها حتى يُعلم الحاضر الغائب.
    أما «الفشْلة» فهي حين تنسى أو تتغاضى، أو تعجز عن دفع المستحق للوجاهة المكلِّفة، فينزل عدد متابعيك من 300 ألف إلى 300 متابع وبالاندفاع والطيران نفسه، وصعب ساعتها «ترقيعها» بأنهم زعلوا عليك واختلفت معهم «كلهم». فكيف يُكشف المتابعون الأصنام؟
    من أسماء حساباتهم غير الطبيعية، ومن بطء الحراك على موقع لا ينسجم التفاعل فيه مع الحجم المتضخِّم للمتابعين، فجلهم مثلاً متابعون بأسماء عبارة عن أعداد وأرقام ولا تحمل صورة لـ «البروفايل»، أو أسماء والسلام، سيتأكد لك زيفها بقليل من التدقيق، إذ لا حركة ولا متابعة في حساباتها.
    لنأتي الآن إلى أضحوكة الحسابات الخاصة على «أنستغرام». فتكون الفتاة محجبة مثلاً، ولا تتورع أن تنشر صورها وهي متخفِّفة من ملابسها، إما لاستهتارها أو سذاجتها، على اعتبار أن المتابعات هن صديقاتها التي قبلت انضمامهن إلى حسابها. ولهذه الفتاة نقول: من ضمن لك أن صورك لن تُحفظ وتظهر في موقع آخر وأمام أناس آخرين في النت أو من طريق الجوال والبريد وخلافه؟ ونصيحتي للأبوين بتصفح مواقع الأبناء، لعل فيها ما يضر الغض والمراهقة من حيث لا يدركان.
    وعلى سبيل الذكر، فمن البرامج اليوم ما يسمى بـ «سنابشات»، وبواسطته تُرسل الصورة الشخصية إلى الطرف الآخر ليراها في ثوان معدودة، ومن بعدها تختفي. فكان الاعتقاد المتغافل أن بالمقدور إرسال الصورة أياً كانت وبلا حذر طالما أنها لن تحفظ. ولأن مراهقاتنا جاهزات لتصديق الأكاذيب فقد اطمأن وأرسلن الصور، وكل ما أعانهن عليه التقليد الأعمى وركوب الموجة من أوضاع مختلفة، ليتضح أن بإمكان الطرف الثاني أثناء التقاط الصورة بسرعة أن يصورها أيضاً ويحتفظ بنسختها.
    أما آخر الأخبار، فقد تمت قرصنة «شيفرة» البرنامج، وبعد تأمل القراصنة في الصور المتبادلة (أية صورة في النت لا تختفي) اختاروا منها مجموعة منتقاة بحوافز من قلة الأدب والحياء، فسربوها «أونلاين»، ومعها فوق البيعة أرقام الجوالات. إزاي الحال بقاه..؟
    سما فكري
    سما فكري
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 104
    أخت أخت : مآآآري
    عدد الرسائل : 800
    تاريخ التسجيل : 05/11/2013
    مستوى النشاط : 9310
    تم شكره : 24
    السمك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف سما فكري الإثنين 6 يناير 2014 - 0:59

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Konkarko.com_124631
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - بطاقتي المدنية بالإنكليزية

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 8 يناير 2014 - 9:19

    عابر حياة - بطاقتي المدنية بالإنكليزية
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٧ يناير ٢٠١٤
    لنتفق على أننا السعوديين لا نعيش بمفردنا على الأرض، ولكن معنا شعوباً وقبائل وبلاداً نسافر إليها لا يتحدثون لغتنا ولا ما يشبهها. وعلى اعتبار أن لغة المسيّطر (أقلها ثقافياً) هي المتسيّدة، فقد درجت اللغة الإنكليزية وصارت لغة المواثيق والوثائق الرسمية. وبهذا المنطق الذي لم أبتكره ولكنني ولدت فوجدته مسلّماً به يحق لي أن أسأل: لِمَ بطاقتنا المدنية لم يراعَ عند كتابة بياناتها أن تكون باللغتين، العربية والإنكليزية، وباستخدام وجهَي البطاقة؟ ولِمَ عليّ دائماً أن أحمل جواز سفري عند تنقلاتي في البلد الأجنبي لأن بطاقتي المدنية لا تقرأ بلغتها المحلية عند تقديمها لأية جهة؟ وعوضاً عن إبقاء وثيقة السفر في خزانة الأمانات في غرفة الفندق، فتحفظ من الضياع والسرقة، ولفة «السبع دوخات» لاستخراج بدل فاقد، أضطر إلى حمل الجواز أينما ذهبت، وكان بالإمكان الاكتفاء ببطاقتي المدنية داخل المحفظة. ولا أظن أنني الأولى ولن أكون الأخيرة التي تستفسر عن مثل هذا الإجراء الأمني الضروري.
    هذه ناحية، أمّا الأخرى ولا علاقة لها بالأولى والمصادفة هي الجامع بينهما، فتتعلق بالنساء العاملات. فكما طالبنا بإلحاق المرأة بسوق العمل، افترضنا اعتباطياً أن الجهة المسؤولة عن التوظيف ستقوم بتدريب عاملاتها على أولويات الوظيفة. وذلك قبل الإلقاء بهن أمام الزبائن بثقافة بيوتهن وشلة صويحباتهن. فالمبدأ بتوظيف المرأة وصون كرامتها لا غبار عليه ولا تراجع عنه، ولكن المبدأ شيء، وتطبيقه قصة أخرى. وإليكم تجربتي وجاءت متأخرة لعزوفي عن نزول الأسواق إلا للحاجة القصوى التي آن أوانها الأسبوع الماضي. ولا يحق لي ذكر اسم المتجر الذي قصدته، وإن كنت لم أتجول في أقسامه سوى في الجزء الخاص بتقديم العطورات، وكان عينة تحكي عن البقية. فالعاملات المنقّبات لا تحمل عباءاتهن السود أي نوع من التعريف بالمؤسسة أو شعارها. ومن نتيجته أن ترتبك وتسأل الزبونات المنقبات أيضاً إن كنّ من ضمن الموظفات! فينتفضن من هذا الخلط وكأنك قصدته عمداً..!
    فإذا تجاوزنا بطاقة التعريف أو «البادج» بالإنكليزية، وانتقلنا إلى المهنية في سلوكيات البيع وأصوله، فيبدو جلياً أنه وبسبب عدم احترافية العاملات قد تهيأ لهن أنه بالمقدور نقل بيئة الزيارات المسائية ودردشة النسوان إلى مكان العمل، بل والتباهي بإلقاء التعليقات بالصوت المرتفع لإطراب الجمهور، فكل مجموعة وتقف تتسامر متكئة في إحدى الزوايا مطمئنة إلى وجود بائعات غيرهن في الميدان. فلا داعي للحماسة إلا عند النظر إلى الساعة ترقّباً لانتهاء الدوام، هذا غير الارتباك في تنظيم طابور البيع والشراء، فالزبونة تختار غرضها من العطورات وأدوات الزينة مثلاً، فتسارع البائعة بجلب المنتج مغلّفاً ورميه - بلا تحضّر - على طاولة المحاسبة، وهذه ترمي وتلك ترمي، فتزدحم المنتجات ولا تعرف الزبونة متى يحين دورها لتحاسب. فأنا قبلك، وأنا بعدك، والثالثة تفزع وتذكر الاثنتين أن الكل سيحاسب، ولن أزيد. فطالما أن الوقت لا قيمة له في حياتنا، فلن نقيم وزناً لطابور واختصار زمن. فلا مهم ينتظرنا أو ننتظره برأينا.
    والمضحك والمحرج حين تتدخل البائعة في اختيار الزبونة وتنصحها بترك ما في يدها، لأنها شخصياً لا تحبه ولم يناسبها، من دون أن تدرك حدودها التي لا تسمح لها كبائعة بتجاوزها ضرراً باحترافيتها وبتسويق المنتج، فمن الواضح أن إدارة المتجر لا خبر لها بتوجيه البائعات من خلال الاجتماع بمشرفاتهن ليكن المسؤولات عن إبداء الملاحظات المهنية، ومراقبة الفوضى وتنظيمها! بقيت لنا صعوبة العملية الشرائية للرجل لأن البائعة هي امرأة، وعليه اصطحاب أهله معه عند الشراء. فماذا إن كانت نساؤه مشغولات أو بعيدات الإقامة، أو كان الشخص مجرد عازب؟ وكما رأيت يدخل الرجل متسحِّباً فيشتري غرضه بسرعة البرق فلا وقت للنقاش والتعرّض لتوبيخ الهيئة، ليغادر بالخطوة العريضة وكأنه غير المبالي، في خروج مسرحي سريالي. وهكذا نحن! نسنّ القوانين ولا تعنينا التفاصيل من حولها، ولا الترتيبات والتفرّعات لما بعدها. فعلاً أوضاعنا المجتمعية غير طبيعية، وكلما اعتقدنا أننا طبّعناها هنا، زدناها غرابة هناك.
    سما فكري
    سما فكري
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 104
    أخت أخت : مآآآري
    عدد الرسائل : 800
    تاريخ التسجيل : 05/11/2013
    مستوى النشاط : 9310
    تم شكره : 24
    السمك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف سما فكري الأربعاء 8 يناير 2014 - 23:20

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 13253387571

    ه على الانسان
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - صورة وحكاية

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 10 يناير 2014 - 10:43

    عابر حياة - صورة وحكاية
    ثريا الشهري
    الخميس ٩ يناير ٢٠١٤
    الصورة الشهيرة للفتاة اليتيمة شربت غُوله، أو الموناليزا الأفغانية ذات العينين الخضراوين والـ12 عاماً بوشاحها القاني ممزق الأطراف، كانت سبباً في شهرة المصور ستيف ماكوري، حين التقطها في أحد مخيمات اللاجئين الأفغان في شمال باكستان عام 1984. فاختيرت كأجمل عينين في العالم، وكأفضل الصور في تاريخ ناشيونال جيوغرافيك. غير أن بطلة الصورة لم تعِ هذا المردود. وقيل إن وجه الفتاة ظل يطارد المصور حتى قرر البحث عنها. فوجدها بعد 17 عاماً في أفغانستان متزوجة مع أبنائها بعد أن تغيّرت ملامحها، واحتل البؤس العنوان الأبرز في تقاسيم وجهها. ولم تفهم شيئاً مما حاول أن يوصله إليها المصور في وجود الترجمة. وحتى حين عرض عليها السفر إلى الولايات المتحدة، اعتذرت منه إمّا جهلاً أو خوفاً من المجهول. فاكتفى المصور من رحلة ذهابه بإيابه بعد العناء الذي بذله، الذي للأسف جاء متأخراً عن موعده المناسب بكثير.
    هذه الصورة بعينها كانت محور حديثي مع زميلة الدراسة الأفغانية هدى صبغة الله مجدّدي في عام 1998. وهي من زودتني بمعلومة أن شربت غُوله بعد أن فقدت أبويها بسلاح الجو السوفياتي كانت في قمة خوفها والمصور يلتقط لها الصورة. فكانت نظرتها وكأنها تتفحص الرائي ببؤبؤ عينيها المفتوح على وسعه، بينما هي في الواقع المتفاجئة والمرعوبة في آن واحد.
    أمّا الصورة الأكثر إيلاماً فهي لطفلة برزت عظامها وأوشكت على الموت إبان مجاعة أفريقيا، والنسر يربض خلفها يتربّص موتها لينقض عليها. الصورة التي التقطها كيفن كارتر وفازت بجائزة بوليتزر لعام 1994. وفيها تظهر الطفلة الجائعة، وهي تزحف نحو معسكر توزيع الطعام الخاص بالأمم المتحدة ويبعد مسافة كيلومتراً من مكانها. ومما قيل إن كارتر انتظر نحو 20 دقيقة آملاً في أن يفرد النسر جناحيه لالتقاط أفضل وضعية ممكنة للصورة، وليس للطفلة. ليغادر المعسكر من فوره. ولا يستطيع تحمل حزنه، فينتحر بعد ثلاثة أشهر من تسلمه الجائزة. والأرجح أنه تأنيب الضمير. فعوضاً عن حمل الطفلة الهزيلة لوجهتها والتأكد من سلامة وصولها، يهتم بمجده الشخصي ويعليه على إنسانيته... فماذا حل بالطفلة؟ لا أحد يعرف.
    والصورة الثالثة كانت لطفلة كولومبيا الحزينة عام 1985 ذات الـ13 عاماً، وتدعى أوميرا سانشيز حيث علقت رجليها تحت أنقاض بركان نيفادو ديل رويز الذي خلّف 25 ألف قتيل. وبالموال نفسه وبدلاً من اختصار الوقت وإنقاذ الحياة، منح المصور فرانك فورنير الأولوية لكاميرا الفيديو في يده. فاشتهر مقطعه المصور، ولكن بعد موت صاحبته. فالمياه التي غطت الفتاة حتى رقبتها أصابتها في اليوم التالي بغرغرينا في رجلها، ارتفعت حرارة جسمها على إثرها. فبدأت بالهلوسة في اليوم الثالث، وترديد عبارات تفيد بأنها لا تريد التأخر عن مدرستها، حتى توفيت في ليلتها.
    استدعت ذاكرتي تلك الصور الموغلة بالألم ونحن بصدد سعوديتنا المرحومة لمى الروقي والجهات الرسمية تحذِّر من تصويرها لحظة خروجها من بئر الموت. لتوافينا الأخبار أنها صارت أشلاء جراء آلات الحفر والشفط وتحلّل الجثة بعد طول انتشالها. ولو تأملنا العامل المشترك بين هؤلاء الأطفال لما خرجنا عن الإهمال والطمع واللامسؤولية.
    فمتى وصل المصور للفتاة الأفغانية ليأخذ بيدها؟ بعد أن صار أبناؤها في عمرها وقت التقاط صورتها. وأين تبخّرت إنسانية المصورين الآخرين مع طفلتي المجاعة ودمار البركان؟ تلاشت عند حسابات السبق والمصلحة الفردية الضيقة. وماذا عن صاحب البئر من حفرها ثم عدل عن إتمام مشروعه؟ لم يتكلف ردمها وتركها لتبتلع الفرحة والبراءة مخلِّفاً المصائب التي تأتي محفوفة بالنيات الطيبة. ولو كان الإنسان أقل غفلة وأنانية، وأجرأ على اتخاذ القرارات المسؤولة في حينها لكانت الأمور غير الأمور. فهل الحياة على هذه الأرض ممكنة، كما تساءل محمود درويش؟ نعم، بفضل أصحاب الخير والفطنة والإعمار والنضال الشريف. وهم من يحملون كفة الميزان أمام الجشع والظلم والغباء والتخاذل. وكل صورة من ألبوم حياتك وتحكي قصة..!! فتأمل الحكايات إن خطر في بالك أن تسأل عن قيمتك أرضاً وسماء.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty عابر حياة - مسؤولون غير مسؤولين

    مُساهمة من طرف waell الخميس 23 يناير 2014 - 3:18

    عابر حياة - مسؤولون غير مسؤولين
    ثريا الشهري
    الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤
    سمعنا عن الأب الذي طعنته ابنته دفاعاً عن أخيها الطفل الذي كاد أن يودي بحياته وهو ينهال عليه بالضرب، نتيجة إحدى نوبات المرض النفسي الذي يعاني منه الأب، فكانت محصلة الوضع المضطرب أن نُقل الأب المطعون وهو من منطقة جازان إلى المستشفى، والطفل المضروب إلى قسم العناية المركزة لخطورة حاله، والقبض على الفتاة وتحويلها إلى الشرطة للتحقيق معها، وقد تنتهي بإيداعها داراً للإصلاحية واعتبارها من المجرمات!
    إنها الضحية وما أكثر ما تصفها صرختها في وجه المجتمع! جعلتموني مجرمة ولم أكن.
    متنقِّلة في حياتها بين وصمة طعن أبيها ودور الإصلاحية أو السجن، وحتى لو تنازل الأب - مع عقله التائه - عن حقه، فهلا نفكر قليلاً كيف ستكون تفاصيل حياتها معه في البيت نفسه!
    ولنترك جانباً حادثة الفتاة ونقرأ عن أم وزوجة، فعوضاً عن أن تفرح بحملها بطفلها يتخلى عنها الزوج لإصرارها على اتهامه بمعاملته السيئة لها وعدم توفير سبل العيش الكريم، مكتفياً بغرف في الفنادق لإقامة موقتة بديلة عن المسكن الآمن. وأياً كانت الأسباب، ويتحملها طرفا الزواج بقبولهما أصلاً هذا الترتيب الشاذ والمرتبك، غير أنه ومهما كانت غلطات الأبوين فليس ذنب الطفل أن يرفض أبوه تسجيله في بطاقة العائلة منكراً أبوته له، في قضية لا تزال معلقة منذ أربعة أعوام في المحاكم، فيحرم الابن من الدراسة وهو اليوم بعمر السبعة أعوام، إلا بوصفه طالباً «مستمعاً»، لعدم وجود الأوراق الرسمية المثبتة لهويته ونسبه، الأمر الذي تكرر عندما استدعى المرض علاجه فلم يقبل المستشفى استقباله إلا بتحايل الأم واستعارتها بطاقة عائلة الجيران. أما الأب المتهرِّب فله من زوجة أخرى أربعة أبناء، ومن غيرها 10 أبناء آخرين، ومن ثالثة أربعة أبناء أيضاً، ليكون المجموع مع الابن غير المعرّف 19 ابناً وابنة، ولك أن تتخيل بيئة هؤلاء التعساء مع أب لئيم وغير مسؤول!
    فإلى متى نكتب عن هذه الحادثات العار في حق نظامنا الأسري والاجتماعي؟ أمانة يحق للمرء السؤال عن المرسل والمتلقي هنا، والأعوام تمضي وتفرِّخ المزيد من النفوس المريضة التي تتربى في حاضنات الجهل والقسوة والضياع، ثم نتكلف كل ما نتكلف لمكافحة الإرهاب والفكر التطرفي والانحراف القيمي والأخلاقي، وكان الأولى أن نمسك بطرف الخيط من بدايته بإصلاحنا الخلل في قوانيننا الأسرية، الذي يدفع بكل خلل بعد ذلك في المجتمع.
    فهذه الفتاة وأخوها الطفل سكتنا عن أبيهما ومرضه النفسي حتى دمرنا الأصحاء، وكان بالإمكان إنقاذهما قبل فوات الفوت. ودعنا من أضحوكة حقوق الإنسان، ولنتكلم عن التدخل الفوري والسريع لهيئة حماية الطفل ورعايته، ويكون من صلب صلاحياتها - وبأمر سام - تحديد الأصلح لولاية الطفل للقريب الأنسب لاحتضانه حتى لا تتكرر المآسي، ومتابعة هذا الاحتضان وتوجيهه، إذا اتضح طبعاً تعذّر قيام ولي الأمر «الأصلي إن جاز التعبير» بالتزاماته وواجباته تجاه الطفل. وهذه المرأة، أليس هناك من اختبار للأبوة تفرض المحكمة إجراءه وينتهي الأمر بمجرد خروج النتيجة بانتساب الابن لأبيه؟ فلِمَ كان على المرأة أن تدور في المحاكم أعوام عمر الابن السبعة، ولا من مجيب؟ كيف أفلتت زمام أمورنا بهذا التسيّب في دولة مؤسسات وقوانين؟ فإذا حلت كان برمي العقال عند قدم المسؤول، كما وافانا أحد الأخبار وأتحفنا بنظامنا وأماننا.
    هذه القصص، بما تتحمله الدولة من تبعاتها في ضمانها الاجتماعي، ما كان لها أن تكون لو حسمت بالضبط، مع وجود القانون الذي يلزم القاضي نفسه ولا يتركها لاجتهاده. وأقولها وأنا غير مسؤولة عن المتعثرين، ولا على عاتقي سؤال ربي عنهم، فكيف بالمسؤول نفسه؟ ولو أنه سؤال ساذج لكنه الأهم: هل يعقل أن كل مسؤول لم يستطع حلحلة الأنظمة العقيمة؟ فكيف تأهل حتى صار مسؤولاً إن كان بهذا التقصير؟ ولم لا يُعزل إن ثبت عجزه؟ أما آن الأوان أن تستقيم الأمور وتكون بيد أصحاب الخير والبناء والتغيير الواعي، وأن يتسلم المناصب أهل الرحمة وبشهادة تاريخهم الإنساني، لأنهم المعنيون بالتعامل المباشر مع مصائر الأطفال والمطلقات والأرامل؟ أما آن؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65579
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 7 Empty يقول: فدعنا من جهلك!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 23 يناير 2014 - 3:21

    يقول: فدعنا من جهلك!
    ثريا الشهري
    الخميس ١٦ يناير ٢٠١٤
    جاء في الكتاب التراثي زهر الآداب وثمر الألباب عن إبراهيم الحراني أنه حج مع أمير المؤمنين هارون الرشيد. فدخل مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وبينما هو بين القبر والمنبر إذا برجلين، يتغنى أحدهما بأبيات من الشعر. يقول الحراني: فتخفّفت في صلاتي، ثم سلّمت وقلت: أفي مسجد رسول الله تتغنى! فقال: ما أجهلك! أما في الجنة غناء! قلت بلى! لعمري، فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين! قال: أما نحن في روضة من رياض الجنة؟ قلت: نعم! قال: أترد على رسول الله قوله: «بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة»، فنحن في تلك الروضة؟ قلت قبح الله شيخاً ما أسفهه. فلمّا رأى ما نزل بي، قال: يابن أم، أنا والله أعرف بالله ورسوله منك! فدعنا من جهلك. ثم، استمر يتغنى بأبيات من الشعر. فقال له صاحبه وكان معه: أحسنت، ولو كان الرشيد حاضراً لخلع عليك ثيابه مشقوقة طرباً.
    فبلغ الرشيد ما وقع من الرجلين فطلب امتثالهما أمامه. وعندها عرف أن المغني هو ابن جريح فقيه مكة. وعوضاً عن الثياب المشقوقة طرباً، أغدق عليهما بالثياب الصحيحة، فهي كما قال الرشيد متبسماً: أبرك لكما. ثم، أمرهما ألاّ يعودا لمثلها، فجاءه الرد: إلا أن يحج أمير المؤمنين ثانية. فضحك الرشيد.
    والحادثة بالحادثة تُذكر. ومنها أخرى، لربما أوردتها هنا، وتحكي عن شيخ طرب بغناء جارية. فمر به رجل قيل من ولد علي بن أبي طالب. رضي الله عنه، وكرم الله وجهه. فعرف بحاله وأحب أن يمازح الشيخ فقال له: وأحسبك من الذين قال الله فيهم: «فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين». فأجاب الشيخ: لا يابن رسول الله، ولكني من الذين قال الله فيهم: «فبشِّر عبادِ، الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه». فضحك حفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأمر للشيخ بألف درهم.
    جميل أن نقرأ هذه القصص المعبِّرة المبثوثة في تراثنا. وأرجو أن تتسع صدورنا لها. فهي إن لم تقع بحذافيرها، فعلى الأقل فيها شيء وأشياء من الحقيقة كما جرت. ثم لا ننسى أنها من المنبع نفسه الذي نستقي منه أدلتنا وبراهيننا حينما يعوزنا الدليل والبرهان. فإن ضربنا بمصدرنا فهو واحد للجميع. والأولى أن نتعامل مع المبدأ، وليس مع فروع وتفاصيل تخرجنا عن جادة المبدأ. و«الزبدة» -كقولنا في دارج اللغة- أن القوم كانوا أكثر سماحة وطلاقة. وهذا هو المبدأ والباقي تفاصيل. أمّا مواضيع الدين والتديّن فلم تكن سيوفاً مسلطة على رقاب العباد كحالنا. ولا يعني قولي أن نضجنا ومرونتنا لا يختبرهما سوى غنائنا عند منبر رسول الله، أو تحت مِزراب الكعبة. إنما القصد أننا لو أقدمنا على شيء مماثل اليوم، أو أقل منه، لقامت الدنيا وظلت قائمة. وكأن شعوراً يطاردنا بحاجتنا الملحة إلى المزايدات والتسميع بمدى غيرتنا، على اعتبار أننا حماة الدين، ومن يقابلنا لا حماة له.
    والإشكالية أنه حتى في وجود المسؤول الفاهم في أصول الدين، أو حتى المواطن العادي ويكون ملماً بالمسألة الدينية التي يطرحها، فلا نتحرج في أن نشكِّك في كلامه ومحاولاته واقتراحاته ولو كان مجتهداً ومنطقياً. وهو أسلوب مهترئ لن يوصلنا إلى توازنات نحو الأنسب ولو كان في محيط أسرتنا، والبيت الواحد. وكل امرئ أدرى بحاله وقدرته ونيته. فلا عليه من تنظير القوم له، طالما أنهم لن يعيشوا معه نتائج خطبهم ونصائحهم. فالناس في تركيب أمزجتهم واحتمال قدراتهم، يختلفون ويتمايزون. غير أن هذا ليس بشيء في جانب ما يعتريهم من الظروف الطارئة التي تنهكهم وتفتك بأولوياتهم. فعلى الله وحده قصد السبيل، لا على البشر وأحكامهم التي يريدون أن تسري على جميع الخلق، بصرف النظر عن بيئتهم وثقافتهم واختلاف طبائعهم وشخصياتهم.
     
    كاتبة سعودية

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 11 مايو 2024 - 22:30