تحت ستار "الحرب على الإرهاب" الولايات المتحدة تدعم الإرهاب
.
من يسلح الإرهابيين في سوريا وكيف يسلحهم ولماذا يسلحهم
المحلل السياسي ميشيل تشوسودوفسكي يقول ﻠ "بريس تي ڤي" إن الولايات المتحدة تدعم الإرهابَ في سوريا تحت ستار "الحرب على الإرهاب".
زودت الولايات المتحدة وأوروبا المتطرفين المسلحين الذين يقاتلون داخل سوريا ضد الرئيس بشار الأسد بأسلحة من كرواتيا, كما يقول تقرير جديد للصحيفة الكرواتية "جوتارنجي ليست". قال التقرير إن السعودية دفعت ثمنَ أسلحة, تعود إلى زمن يوغوسلافيا السابقة, بطلب من الولايات المتحدة. بدأت الأزمة السورية في آذار/مارس 2011, وقد قتل الكثير من الناس بما في ذلك أعداد كبيرة من عناصر الجيش والأمن.
أجرى "بريس تي ڤي" مقابلة مع ميشيل تشوسودوفسكي, الباحث في "مركز أبحاث العولمة" (مونتريال), لمناقشة الحرب على سوريا.
بريس: قدمت بريطانيا أسلحة بقيمة 13 مليون دولاراً للمتطرفين المسلحين في سوريا. وفي الوقت نفسه, تقدم فرنسا والولايات المتحدة التدريب لهم.
لماذا, إذاً, لا تقول هذه البلدان علانيةً إنها تشن حرباً بالوكالة على سوريا, وأن الهدف الرئيسي لا يتمثل في حقوق الإنسان, أو الديمقراطية, بل في إزاحة بشار الأسد بأي ثمن؟
تشوسودوفسكي: أعتقد أن ما نشهده هو الطبيعة الإجرامية للسياسة الخارجية الأمريكية حيث يتم تقديم الدعم السري للإرهابيين لكي يشنوا حربَهم. إنها حربهم وهي عملية إجرامية بامتياز.
كنت أعتقد أن جون كيري, بعد توليه منصب وزير الخارجية, سوف يفتش عن طريق دبلوماسي, لكن ما حدث هو هذا الدعم المتزايد لإرهابيي "جبهة النصرة" الذين يشكلون, في حقيقة الأمر, جنودَ التحالف العسكري الغربي على الأرض.
وعلينا أن نتذكر أن هذا ما حصل منذ اليوم الأول في درعا, منذ حوالي سنتين في أواسط آذار/مارس 2011, عندما دخلت فرق الموت من البلدان المجاورة وبدأت بقتل المدنيين.
والطريقة الوحيدة التي يمكن فيها للولايات المتحدة وحلفائها المحافظة على شرعيتهم هي الاستغلال الفاضح للوقائع من قبل الإعلام الغربي.
إن إرهابيي النصرة هم الكيان العسكري الوحيد, لأن "الجيش السوري الحر" – بصفته كياناً عسكرياً, أو فصيلاً عسكرياً – قد هزم, وما تقدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها مما يسمى المساعدة العسكرية غير الفتاكة إلى سوريا هو في الحقيقة آلاف الأطنان من الأسلحة المنقولة بالطائرات من كرواتيا, ويرتقي إلى مستوى جرائم الحرب التي تكاد تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية لأنها موجهة ضد شعب مدني بأكمله.
بريس: بالتأكيد. الآن, رئيس وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة متواجد في تركيا وقد تحدث عن العنف الذي ينتشر ويوشك أن يؤدي إلى "انفجار" في الشرق الأوسط.
هل تعتقد أن الولايات المتحدة وحلفاءَها قد حسبوا حساب ذلك أم أنهم راغبون في المجازفة؟
تشوسودوفسكي:: لديهم سيناريوهات عدة. التدخل العسكري المباشر موجود على لائحة البنتاغون, بالتعاون مع تركيا وإسرائيل, منذ أشهر.
من الضروري الإشارة هنا إلى أن المشاورات بين إسرائيل والبنتاغون في بروكسل تتمحور حول هذا الخيار, وقد حصل ذلك الأسبوع الماضي عندما التقى الرئيس الإسرائيلي والوفد المرافق له مع مسؤولي الناتو التنفيذيين خلف الأبواب المغلقة.
لكننا في وضع تقوم فيه الولايات المتحدة بدعم الإرهاب تحت ستار ما يسمى بالحرب على الإرهاب, والملفت للانتباه هو الأكاذيب الإعلامية التي تدعم هذه الرواية إلى درجة أن الناس لا تدرك أن إرهابيي النصرة هؤلاء هم, في واقع الأمر, مجرد أداة بيد التحالف العسكري الغربي.
والذي يحدث, برأيي, هوعملية تدمير لسورية كدولة قومية ذات سيادة. وهذا هو هدف التحالف العسكري الغربي, واشنطن, وبروكسل, وحلفائها تركيا وإسرائيل, وبالطبع المملكة السعودية وقطر بالدرجة الأولى.
بريس:: حسناً, وبشكل سريع لو سمحت, سيد تشوسودوفسكي, لا يبدو هذا مشابهاً لما رأيناه في أفغانستان عندما قامت الولايات المتحدة بتسليح بعض المجموعات لمقاتلة السوفييت الذين غزوا أفغانستان, هذه المجموعات التي أصبحت قوات "طالبان" فيما بعد, "القاعدة" التي أصبحت "مشكلة" للولايات المتحدة وحربها المزعومة على الإرهاب.
هل تعتقد أن هذه نهاية اللعبة بالنسبة إلى الولايات المتحدة؟
تشوسودوفسكي:: في الواقع, يشكل تجنيد فرق الموت جزأ من أجندة أمريكية عسكرية قديمة تتمتع بتاريخ طويل.
إنها عملية بشعة تتمثل في تمويل ودعم الألوية الإرهابية, وتعود جذورها إلى حرب فيتنام, أي أنها معروفة قبل الحرب في أفغانستان. ولكن نعم, القاعدة هي من صنع "وكالة الاستخبارات المركزية". الجميع يعرف ذلك.
ولا تزال القاعدة أحد الأصول الاستخباراتية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي يتم استخدامها لزعزعة البلدان السيادية, إضافة إلى شن هجمات إرهابية نيابة عن التحالف العسكري الغربي.
نحن نتكلم هنا عن تجريم الدولة الأمريكية, نتكلم عن حكومات تخلت عن كافة التزاماتها بقيمة الحياة الإنسانية. نستطيع أن نرى ذلك من خلال الاغتيالات التي يتم تنفيذها في الولايات المتحدة الآن والتي أضحت شرعية, إلى آخره.
هذه, إذاً, هي أجندة الولايات المتحدة الأمريكية. إنها مرحلة محزنة من التاريخ العالمي.
المصدر: "بريس تي ڤي