ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


4 مشترك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!


    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 25 أبريل 2013 - 22:43

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 13256128161

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty «على الدعْسة»

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 30 أبريل 2013 - 11:41

    «على
    الدعْسة»



    ثريا الشهري


    الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣


    «روبن كارتر» ملاكم
    أميركي مسلم تعرض للظلم البيّن بسبب الحقد العنصري واضطهاد السود في ستينات القرن
    الماضي. فلُفِّقت له جريمة قتل ثلاثة رجال من البيض حُكم عليه بموجبها بالسجن مدى
    الحياة. وبعد محاولات مضنية لإثبات براءته وبعد مضى أكثر من 20 عاماً في السجن
    تمكّن البطل من الخروج. تلك السنوات المؤلمة استطاع كارتر جمعها في كتاب ألفه في
    زنزانته. فجسّدها الممثل الأميركي دانزل واشنطن في فيلم بعنوان: «الإعصار». ومن
    أجزاء ذلك الفيلم لقطة مؤثرة يتحدث فيها لزائره في السجن فيقول: «الكتابة كما
    السحر. بل هي سلاح أقوى مما يمكن أن تكونه القبضة. ففي كل مرة أجلس فيها للكتابة
    أشعر بأنني أرتفع فوق أسوار السجن. فأستطيع أن أرى من خلال الجدران نيوجيرسي كلها.
    فأرى «نيلسون مانديلا» في زنزانته يكتب كتابه. وأرى «ديستويفسكي» و«فيكتور هيجو»
    و«إيميل زولا» وكأنهم يقولون: «روب» ماذا تفعل هناك؟ فأجيبهم: إنني معكم وأعرفكم جميعاً».



    تلك الثقافة التي ننادي
    أبناءنا بالتسلح بها، ليتحصنوا بالوعي، فيتحرروا من قيودهم بالفكر الناضج. فالكتاب
    الذي ألفه كارتر خلف القضبان، هو الذي حرره وعرّف العالم بقضيته وبمعاناته، فأكسبه
    تعاطف الرأي العام وخروجه من السجن. ولكن لحظة.. فهذه الثقافة وهذا العلم اللذان
    اعتقدنا فيهما الخلاص، على ما يبدو أنهما لم يعودا يجديا نفعاً في وجود المؤثرين
    وغاسلي الأدمغة. فإنْ كنا نشتكي من تلبّس الإرهابيين بمنطق القتل والإجرام لجهلهم

    وقدرة الآخر على تغيير فكرهم وملء وعائهم بما يشاء، فماذا نقول في نموذج
    الإرهابيين الذين حصلوا على التعليم المطور في أصعب مجالاته، ومع ذلك كانوا عجينة
    طرية في يد المحرضين؟ فانظر إلى الشابين المسؤولين عن تفجيري بوسطن...إلى الأول
    الذي كان على درب الهندسة والآخر وطريقه إلى الطب. ثم ارفع النظر قليلاً حيث كندا
    والشاب التونسي طالب الطب المتفوق ونظريات سرطان المثانة وتكنولوجيا النانو.
    الطالب المنحدر من أسرة الأطباء والمهندسين والمحامين ومع هذا لم ينجُ من كماشة
    الإرهاب وخطط التفجير.



    تصف والدة الشابين
    الشيشانيين إسلام ابنيها بالمعتدل والمعقول إلى أن دخل حياتهما «ميشا». وهو المسلم
    الذي تقرّب إليهم جميعاً. وتمكّن بإقناعه أن يجعل الأم ترتدي الحجاب، والولدين أن
    يحافظا على دينهما أكثر. ولكن من يضمن الخيط الرفيع بين الالتزام بالدين
    وبالقوانين المدنية، وبين الغلو في الدين إلى حد التطرف الذي يجيز التمرد والسلاح
    وقتل الأبرياء، لأن حكومتهم أجازت قتل أبريائنا، أو وقفت ساكنةً ونحن نقتلهم. فها
    هو الصديق الناصح بدأ بالوعظ والتشديد وانتهت محاضراته وإلحاحاته بالدم. فإذا
    افترضنا أن وجهة النظر تلك عن حكومة أميركا كانت هي وجهة الشابين، فماذا عن حكومة
    كندا، وهي الدولة التي تنأى بسياساتها عن اشتباكات العالم ونزاعاته المسلحة؟



    غير أن الإرهاب لا يحتاج
    إلى مسوِّغ وتبرير. كما أن النتيجة ليست موضوعنا، ولكن السبب الذي أدى إليها. فإذا
    كان المرء يأتي بأبنائه إلى الدنيا، وعانى الأمرّين في تربيتهم والخروج بنفسه وبهم
    من عنق الزجاجة الطويل الضيق. فإذا بدأ يتنفس الصعداء باقتراب فلذاته من تحقيق
    الحلم بالنجاح، فإذا بالمحرِّض يدس في كفهم شريط الإرهاب الذي يمسح بمادته عقولهم
    إلاّ من شعاراته وأناشيده.. من تفاسيره ورسائله.. من دعواته بالقتل وزرع الرعب.
    فكأنه به يخبرنا بأن ابننا وكلَّ من نراه ويصادفنا هو احتمال جاهز لمشروع إرهابي.
    كل الحكاية أن المحرض لم يظهر في حياته بعدُ.



    وليس أمام الأهل مع
    الاجتياح الفوضوي لكل شيء سوى متابعة أبنائهم «على الدعْسة» كما يُقال. فلا
    يسألونهم عن أخبارهم كإجراء روتيني، ويكتفون بسماع ما يعودون سماعه. بل يبحثون
    وينقِّبون. ولو بدر عن أبنائهم ما يدل على أي تغيير نحو التطرف باتجاهيه: الديني
    واللاديني، فيسارع الأهل إلى اختيار الوصفة الأقرب إلى طبيعة وشخصيات أبنائهم عند
    التعاطي الواعي مع المسألة. فيكون تفاعلهم غسيل دماغ، ولكن مضاد هذه المرة. وهكذا
    إلى أن تسوقهم السنوات بأيامها إلى بر الأمان. ولا يبقى على هؤلاء الناجين سوى القيام
    وبروح الحب بالشيء ذاته مع أبنائهم في المستقبل. وكما قالها كارتر: «الكره أدخلني
    السجن، والحب أخرجني منه».



    كاتبة سعودية

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - «ببلي»: كلمني شكراً

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 30 أبريل 2013 - 11:43

    عابر حياة - «ببلي»:
    كلمني شكراً



    ثريا الشهري


    الأحد ٢٨ أبريل ٢٠١٣


    وردتني إتصالات تسألني عن
    خدمة «ببلي» التي انتشرت إعلاناتها أخيراً. ماذا تكون وماذا تقدم، فأحلت المتصلين
    إلى أقرب موقع على الإنترنت للبحث عنها، فللأمانة ليس المسؤول بأعلم من السائل،
    وجل ما بلغني أنها خدمة صوتية تتيح للجمهور المشترك التواصل مع الاسم الذي يدفعون
    رسوم اشتراكهم من أجل صاحبه، وكلما ارتفع عدد المشتركين، كان العائد مربحاً للشركة
    المعلنة، وللإسم المعلن، وللجمهور الذي يكفيه من «الكيكة» سماع الصوت. فماذا عن
    كيفية التفاعل؟ إن غداً لناظره «ببلي»!



    عند التقصي من خلال
    الإنترنت عن خدمة ببلي، طالعني موقع بشرح موجز عنها، تضمّن بعض التعليقات التي
    ارتأيت نقلها للقارئ ليطلع عليها، وها هي كما في نصفها المحلي: «تقابل مشهوراً
    بالشارع وتكلمه ما يرد عليك. يقولك كلمني على ببلي. باعو الكلام ما بقي إلاّ
    يبيعوا الهوا». وآخر يقول: «طيب ببلي هذي محددة بالمشاهير اللي يطلبهم الشخص أو أي
    مشهور أبيه يخلوني أكلمه؟ يعني لو حبيت أكلم الوزير بيوصلوني له؟»، فيجيبه أحدهم
    بلغة الواثق: «لا... الوزير ما يؤثر في المجتمع!». فيرد عليه من يقول: «اللي فاقع
    مرارتي الشيخ فلان والشيخ علان. يا ناس هذولا طلبة علم ودعاة المفروض يرفعون
    أنفسهم عن مثل هالتفاهات». فيختصرها الأخير بقوله: «رزقهم على المهابيل».



    والسؤال: هل الجمهور أهبل
    أم أنه يستهبل؟ والجواب: لا هذه ولا تلك، ففي تقديري أن نجاح الخدمة يدعمها عنصر
    الفضول لدى المتلقي، ومن ثم نوعية الخدمة المقدمة، بمعنى قد يسخو المشترك ويدفع
    رسوم الإشتراك على سبيل التجريب ومن باب التغيير، فإن جاز له المنتج المقدم في ما
    بعد، فلا شيء يمنعه من معاودة الاشتراك طالما أن الخدمة لا تزال مطروحة، فإن لم
    تأتِ الخدمة على قدر توقعه، فسيحجم عن الاشتراك ثانية، وبهذا المنطق قد يكون مكسب
    الشركة المعلنة ليس بأبعد من رسوم الاشتراكات الأولى، وشكراً.



    وللموضوعية، قد يُتقبّل
    ظهور الشخصية العامة بصورتها وحجمها في إعلانات الطرقات وتقاطع الإشارات والصحف
    للترويج عن منتج أو للتذكير به، وقد يمرّر دافعها بانتمائه إلى إغراء الشهرة
    والمال، وهو واقع عملي بلا «رتوش»، وسياسة تجارية معروفة ومعمول بها، أما أن تروّج
    لوحة الإعلان عن مشيخة الدين، فأول ما يلح على الخاطر هو الاستفسار عن نوعية
    المنتج المقدم، وهل سيخرج علينا أصحابه بتفاسير دينية غير تلك المألوفة فيضحوا
    بجماهيرهم التقليدية مثلاً! والسؤال: لو أن شيخينا الراحلين ابن باز وابن عثيمين
    هما صاحبا المشهد الحاضر، فهل كانت صورتهما ستظهر في «كلمني على ببلي»؟ بل إن مجرد
    السؤال ليستفز القارئ، يقيناً منه بأن الشيخين أكبر من ضرب المثل نفسه. وهذا صحيح،
    ولكننا إنما نستعين باسميهما - رحمهما الله - للإستدلال على شيوخ الإسلام وزناً
    وثقلاً.



    حين أتى الرجل بزيه
    الرسمي بتصرف شخصي لا يليق بـ «بدلته» ولا بالوطن الذي يمثله، تقدم أحدهم ممن حضر
    الواقعة بشكوى الرجل لدى الجهات المسؤولة، فسئل عن سبب تدخّله وهو غير المعني؟
    فأجاب: «لأن حياة المرء ملكية تخصه، ولكن بعد أن يخلع الزي الرسمي المتمثِّل به».
    وهو المبدأ الذي يُعاتب بمنظوره «شيخا ببلي»، فهل يعقل أن يلوحا بثوب الدين في كل
    محفل، وقال الله، وقال رسوله عليه الصلاة والسلام و«تاليتها ببلي؟» فليهبطا بسلام
    من على منبر الدين، ثم يقدمان نفسيهما تجارياً للجمهور، ولا اعتراض، فهما وما
    يسلكان، تماماً كما اللاعب الرياضي والمذيع الفضائي والممثل التلفزيوني، والشخصيات
    العامة الأخرى غير الدينية، أمّا أن يكون المنتج هو الدين ومن ورائه الشيخ الواعظ،
    فالأولى ألاّ تقدم خدمات النصح الديني نظير الصفقات المادية، هذا على افتراض النية
    الخالصة بالتوجيه والإرشاد.



    كانت للممثل الراحل توفيق
    الدقن جملة مصرية يبرر فيها اختياراته الخارجة عن النص بصوته المميز بقوله:
    «ليّمني على الأوبيّك»!، ويقصد أن تُناوله المال قبل أن تطلب، وهو منطق صريح
    لشخصية واضحة، وتبقى مسألة الوسيلة إلى المادة، وهذه تخضع لتخطيط المرء وقناعاته،
    مثلها مثل قصة الشهرة والأضواء، أمّا أن تمتطي حصان الدين مسرعاً ثم تطالب غيرك
    بالصبر والزهد واحتساب الأجر، وأنت تنظر إليهم من إعلانك العالي، فالصدق ونموذجه
    قد تعكّر لونهما.



    suraya@alhayat.com

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 30 أبريل 2013 - 23:10

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 13256128161

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - مَن بالضبط؟ وماذا بالضبط؟

    مُساهمة من طرف waell الخميس 2 مايو 2013 - 11:27

    عابر حياة - مَن بالضبط؟
    وماذا بالضبط؟



    ثريا الشهري


    الخميس ٢ مايو ٢٠١٣


    فيلم «التجربة» يروي
    أحداثاً حقيقية لتجربة وقعت في سجن قبو جامعة ستانفورد عام 1971، يقودها مجموعة من
    العلماء والباحثين بموافقة الحكومة الأميركية لدراسة الاستجابات الإنسانية عند
    الأسر، وطبيعة تأثير السلطة في الإنسان. فأتوا بمتطوعين ذوي خلفيات عشوائية، ووعدوهم
    بمكافأة مالية بقيمة 14 ألف دولار في نهاية الـ14 يوماً مدة التجربة، ليبدأ
    الاختبار بتقسيم المتطوعين إلى مجموعتين: الأولى وتضم الحراس، والبقية وتمثِّل
    المساجين، ولأنه ممنوع للجميع اللجوء إلى العنف الجسدي وإلا أضاء النور الأحمر
    المثبت أعلى السقف معلناً انتهاء التجربة، يجب التقيّد بالقوانين والأنظمة. هذه هي
    فحوى الفيلم المنهك نفسياً لمن يتابعه، لا لشيء إلا للتحقّق من فساد طبع المرء
    بالسلطة.



    وبالتوسع قليلاً في تحليل
    شخصيات المتطوعين، كان من ضمن المشتركين ذلك المتدين المعتز بإيمانه، ولكنه التافه
    على الصعيد الشخصي الذي لا يزال يعيش في كنف والدة تحتقره، ولشعوره في قرارة نفسه
    بأنه النكرة، فانظر إليه وقد نسي تعاليم السماء وكان أول من أساء استخدام السلطة،
    حين وقع الاختيار عليه ليكون من فئة الحراس، فانحطّ في تسلّطه وتلذذه بساديته على
    السجناء، فمن نكرة إلى الآمر بإذنه، ولتوهمه بالتآمر ضده لم يطق «كما يعتقد»
    التقليل من هيبته أو مراجعة قراراته، وإن كان في المعارضة حق ومنطق. فتراه وقد
    تسلّط على السجين رقم 77 لروحه المتمردة المناصرة للصواب. فتفنّن في إهانته والنيل
    من عزيمته، لأن الإذلال النفسي «كما يعلم» أقوى من الإيذاء الجسدي. وبمرور الوقت
    تحول النكرة إلى ديكتاتور السجن الذي يقتنص الفرصة لينفِّس عن غضبه المكبوت. فهل
    وافقه زملاؤه الحراس؟ السلطة تغري، وقد أعجبتهم لعبتها ورؤية المتسلط عليهم وهم
    الخانعون الراضخون. حتى إذا أعلن أحدهم «من الحراس» رفضه هذا السلوك المشين، نال
    عقابه ليكون عبرة لمن يعترض.



    ومع كل التجاوزات لم يشعل
    النور الأحمر، ما سمح للديكتاتور المتسلِّط بالتمادي في استغلال موقعه، إلى أن
    أعلن السجناء العصيان، فثاروا عليه ومن معه ضاربين عرض الحائط بالعائد المادي الذي
    قد يخسرونه بانفجارهم، ومع حمل العصيان والاشتباك في عراك شرس انتقاماً لحقوقهم
    المنتهكة. عندها أضاء النور الأحمر، وفتحت أبواب السجن، وانتهت التجربة في يومها
    السادس. حتى إذا أطلت الحافلة لنقل المتطوعين وأخذ الجميع أماكنهم مال أحدهم على
    السجين رقم 77 ذي الروح المتمردة، وسأله: هل لا تزال مصرّاً على قناعتك بأننا من
    فصائل أعلى من فصيلة القرود على مقياس التطور السلوكي؟ فيجيبه السجين 77: «نعم
    لأننا لا نزال نفعل شيئاً تجاهه»، ويقصد أننا لم نستسلم كبشر، ولا نزال في طور
    التعلّم والتجريب للارتقاء بطبيعتنا البشرية.



    ننتقم لأنفسنا ولمخاوفنا
    وعيوبنا بوسائل شتى، منها التسلّط على من نقدر عليهم للتعويض عن بعض نقصنا وضعفنا،
    ثم نزيد الجرعة بلا رادع يوقفنا فنسيء إلى سلطتنا حتى لا نعود نسمع أصوات عقولنا
    ولا محاذير قلوبنا، إلى أن نقع في المصيدة نفسها ويرتد علينا ما اقترفناه وربما
    أبشع منه، لذلك قالوا إن السلطة مغرية ولا ينجو من إغرائها إلا من رحم ربي. فتوازن
    الفكر، وصحة التمييز، ومعرفة الأشياء كما هي مجردة من محسناتها هو ما نسميه عقلاً.
    فإذا تزاوج مع يقظة الضمير، وتذكّر المرء صوت الفطرة السليمة داخله فلا يُخشى عليه
    من تبلّد الذهن أو الاغترار وسوء الرأي والطبع.



    ومع كل هذا لا بد من تحديد
    سلطات الإنسان، فلا ننتظر - كما سحب اليانصيب - أن يكون صاحب الحظ والسلطة عاقلاً
    واعياً موضوعياً متبصِّراً بضميره، ولكن نعينه على نفسه وعلى تآمرها عليه بتقييد
    سلطاته، وبمحاسبته إن أخلّ بهذا التقييد، وهذا هو القانون الذي سنّه الآخر في
    مجتمعه، أو يحاول، وهذا هو القانون الذي لم نقتنع ولو من بعيد بصلاحياته، ونتوهم
    أننا نحاول، وسنظل ندور في الفراغ. والحكم على الشيء فرع من تصوره! فلو عشت في
    أجواء الارتقاء وتنعّمت بمردود الحق والعدل بلا تفريط ولا محسوبية، لتذوّقت الحرية
    وكرهت أن ترتد إلا أن تكون ممن لا يتنفس إلا في التردي. فمن نحن بالضبط بلا
    مواربة؟ وماذا نريد بالضبط بلا مزايدة؟

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - عقلان متناقضان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 9 مايو 2013 - 14:33

    عابر حياة - عقلان
    متناقضان



    ثريا الشهري


    الخميس ٩ مايو ٢٠١٣


    سئلت الرسامة المكسيكية
    فريدا كالو عن صبرها واحتمالها لزوجها غير المخلص، فكان جوابها: «لا يسعني إلا أن
    أحبه لما هو عليه، فلا يمكنني أن أحبه لما هو ليس عليه». وفي هذه الجزئية وليس في
    غيرها كان أن سألها زوجها دييغو عن رأيها على اعتبار أن جسده - كما في اعتقاده -
    غير مهيأ للإخلاص لامرأة واحدة، فكانت قناعة فريدا أن الولاء أهم من الإخلاص.
    فافعل ما شئت، أمّا ولاؤك فلي وحدي. ولكنه رأي لا توافق عليه غالبية النساء،
    فالخيانة بالنسبة إلى المرأة هي عقل وجسد. بعكس مفهومها في تفكير الرجل، الذي يخون
    المرأة التي يحبها «بل ويعشقها» مع نساء عدة، ولا يصله كيف لا تسامحه إن أخبرها
    أنهن مجرد نسوة عابرات في حياته، وقد يصادف إحداهن في الطريق ولا يتذكرها لأنه
    بأمانة لا يتذكرها. بالنسبة إلى المرأة هو منطق حيواني أحمق، وبالنسبة إلى الرجل
    هذا هو المنطق. ونحن هنا لا نقحم موضوع الحلال بنقيضه الحرام. فمن الجلي أنه - ومع
    كل دروس الحلال التي تلقنها الرجل وتشربها منذ صغره - إلا أنه أحل الخطيئة لنفسه
    وعدها من الفحولة والسجل العريض، ولن تجد من يؤنِّب «الفحل» الذكوري في السر، ولكن
    في العلن ستستمع إلى الناصحين ووقار صوتهم وهم يحكون عن فضيلة العفة واحتساب
    الأجر.



    يقول شكسبير: «البعض
    ترفعه الخطيئة، والبعض تسقطه الفضيلة». وهي عبارة واقعية في علاقة الرجل بالمرأة.
    فيرتفع الرجل بخطيئته إلى مراتب من اللذة والتمتّع، لا يساعده عليهما سوى التفسير
    الجاهز في عقله، يصور له المبرر ويعرضه عليه ليتصالح مع فعله، فيستمر وكل امرأة في
    حياته تظن أنها هي ولا أحد غيرها، إلى أن يقرر ذات يوم أغبر «عليه قبل غيره»
    الارتفاع بمراتب الفضيلة والضمير والاعتراف للأولى بخيانته لها مع الثانية، ندماً
    «وليس توبة» وطلباً لغفرانها، ليسقط الرجل بفضيلته كنبوءة شكسبير. فالمرأة لا تغفر
    الخيانة، وإن ادعت العكس فهي الكاذبة. لذلك هي تخدع الرجل وتوهمه أنها سامحته،
    لأنها بعد تقويمها الموقف تتجه محصِّلة حساباتها نحو الاحتفاظ بالخائن «وأحياناً
    حتى حين»، واستعادة ما كان ملكها من منافستها، ليس حباً فيه ولكن كرهاً بالأخرى،
    والتزاماً بالبيت والأبناء إن وجدا في مكان ما. أمّا الرجل الذي تحوّل قدره وصار
    هو المخدوع في القصة، فيصدِّق أنه المغفور له، لا لشيء إلا لرغبته في التصديق
    وإغلاق صندوق «وجع الرأس»، فيدفع في سبيل راحته وسذاجته ثمناً باهظاً لم يتوقعه.
    فلا أصعب من العيش مع امرأة تشك في زوجها، وانظر إلى وداعتها وهي تسترجع مع
    ذاكرتها الحديدية «تاريخك المجيد» الذي ستسرده أمامك وسط ذهولك عند أول «احتمال
    غلطة»، وطبعاً بصوتها الحنون «الجهوري».



    تقول أحلام مستغانمي على
    لسان شخصياتها: «تحاشي معي الأسئلة، كي لا ترغميني على الكذب. يبدأ الكذب حقاً
    عندما نكون مرغمين على الجواب، ماعدا هذا فكل ما سأقوله من تلقاء نفسي فهو صادق».
    فهو لا يريدها أن تعرف كي لا يجرحها، ولكنها تصر وتحاصره إلى أن يقر ويعترف، فتصدم
    وتشعر بالتعاسة وبكثير من عدم الثقة، ومن الشك فيه إلى عدم الإحساس بالأمان معه،
    وعندها تبدأ بالتخطيط لنفسها ومصلحتها، وقد توفّق إلى شيء، وقد لا تنجح إلا في
    الفشل. وعلى العموم المرأة التي تنفِّس عن غضبها آمن من أخرى غامضة لا تدري ما
    يدور في عقلها وتحجبه عنك. يقول برناردشو: «احذر من الشخص الذي لا ينتقم منك. فهو
    لم يسامحك، ولم يسمح لك أن تسامح نفسك».



    حسناً جداً، وبعد الغضب
    والتنفيس ألا نعود إلى قناعة فريدا كالو في أن ولاء الرجل لكِ أهم من إخلاص جسده!
    فلا تعيشي بعقلين متناقضين: واحد للحب، وآخر للكره وعقد المؤامرات، فإن كان رجلك
    فيه من العاطفة نحوك، ومن الصفات التي تتوافق معك، ومن الذكريات المشتركة بينكما
    ما يستحق أن تواصلي معه، «فلا تخربيها وتقعدي على تلها». فإذا هو لم يفكر في
    العواقب في وجود امرأة أخرى، فهذا هو منذ أن أصبح رجلاً، أمّا أنتِ فلك عقل يفكر
    وقلب يحب ويحن. فوظِّفي الأول وأطيعي الثاني.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 19 مايو 2013 - 1:26

    عابر حياة - مجتمع وصاية


    ثريا الشهري


    الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣


    ما الذي يدفع الإنسان
    ليكره نفسه؟ ربما خوفه من أن يكون على خطأ! أو لجُبنه عن القيام بما يجب! وأحياناً
    لضآلة نفسه في نظر نفسه لعدم اضطلاعه بما يتوقع الآخرون منه! أو لأي أمر آخر في
    الدنيا. ولو تأملنا الأسباب لاقتنعنا أنها إنما تعني ما يلحقه الآخرون بك من أذى،
    فليس كل امرئ باستطاعته إحاطة نفسه بأسوار دفاعية محصّنة بحيث يصبح من العسير
    النفاذ إليه من خلالها. هذه العملية الدفاعية تحتاج إلى قوة كافية ليكون المرء
    عليها. ومن الطبيعي أن قوى البشر تختلف وتتفاوت. ومن الطبيعي أكثر أنها أقل دفاعاً
    حين يتعلق الأمر بالمحيطين والدائرة القريبة. ومن هنا يأتي التأثر. من وصاية الآخر
    عليك وتدخّله في تفاصيل حياتك. وتبرّعه من تلقاء نفسه بإبداء آرائه فيها، وانتقاداته
    لما تفعله وتقوله. فتهتز ثقتك بنفسك، وتلومها على سلوكها وقرارها، ومن اللوم إلى
    العتاب والندم، ومنها جميعاً إلى الشعور بالضيق من نفسك، والذي لا تستبعد أن يتحول
    إلى كره هذه النفس لإحساسك بأنها خذلتك.



    طاقة الندم المدمرة تلك
    التي ترشح من الخارج إلى داخلك، لو تعمّقت فيها لوجدت أن أكثرها نابع من رغبتك في
    أن تكون عند ظن الآخرين بك، وعندما لم ينعم الغير عليك بوسام الاستحسان والتطمين،
    وزادوا في تأنيبهم لك. تضخّم في عقلك شعورك بالذنب تجاه أكثر من جهة، فيعيش
    الإنسان ويتحرك في دائرة الذنب، وما أبشعها من أيام تمضي بهذا الشعور المزعج.
    وسؤالي: لِمَ يسمح الآخر لنفسه، خصوصاً في عالمنا العربي، بالتدخّل في أخص خصوصيات
    غيره مدّعياً النصح والتوجيه؟ لم تسود ثقافة الوصاية هذه في مجتمعاتنا وبين أهلنا
    ومعارفنا؟ والمحزن أن الواحد منا مهما تخلى عما يحب ويحلم به لينال رضا الآخرين
    عنه، يظل في نظرهم المقصِّر. فهل هذا مفهومنا عن السلام؟ أن يوافق الابن مزاج
    أبويه، والصديق هوى صديقه، والموظف لون مديره. كله بالزخارف نفسها، مع أن أياً منا
    يملك صفاته التي تميّزه. ورغباته في خوض أموره بالطريقة التي يفكر بها عقله، فلِمَ
    على المجتمع أن يفرض عليه دوماً أسلوباً جماعياً في كل شيء؟ ولا يكف أن يتساءل
    لِمَ لمْ تحاكه في حياتك؟



    نحتاج إلى الشجاعة
    للتميّز عن الآخرين، والتجرّؤ للقفز فوق الحواجز المتعارف عليها. فهل المطلوب من
    كل امرئ أن يمتلك هذا القدر من الشجاعة فقط لأنه «غير»؟ لم لا يدعه الآخرون في
    حاله يخوض تجربته ونتائجها؟ فكل امرئ يتمتع بشخصية مختلفة كاختلاف بصمات الأصابع،
    لكننا لا نود أن نصدق ذلك. ثم نتساءل عن الإبداع ونتذمر من سياسة القطيع! فأي
    تناقض؟ أمّا الأكيد فهو أن قوانيننا لم توضع لتحل مشكلاتنا، ولكن لتطيل فترة
    خلافنا وحيرتنا، ومعهما تعبنا النفسي وإرهاقنا العضوي. فعلاً، بلاء الإنسان من
    الإنسان، والأجهل من هذا كله أن تجد من يجازف فيكون مختلفاً ولكن بأحط أنواع
    الاختلاف وأسخفها على وجه الأرض. على أنه يبقى اختلافاً على أي حال.



    يقول الشاعر الداغستاني
    رسول حمزاتوف: «لا تَلُمْ الحصان. لُم الطريق. فلا يمكن أن تحصل على ظل مستقيم من
    عصى معوجّة». أمّا نحن فنبذل جهدنا طوال الوقت للضغط على الظل بدل أن نجعل الطريق
    مستقيماً، فنقضي على الجميع ناسين أنهم ظلال. وهذه الطريق المعوجّة هي مجتمعك
    الفوضوي بقوانينه المعطّلة وعقوباته المتحيّزة، بفقر نوعية تعليمه وثقافته،
    وبتفاهة طموحاته وتطلّعاته، ومع ذلك كله، وعلى افتراض مثالي وغير واقعي بأن هذا
    المجتمع استفاق يوماً فوجد أن طريقه مستقيمة، وأن حاله انصلحت في أمور كثيرة، إلاّ
    أن هذا لا يعني أن من حق أحد أن يكون وصياً على أحد إن شذّ عن الطريق العام مثلاً.
    فالإنسان حرّ في الخروج عن المسار، كما أنه حرّ في تحمّل تبعات خروجه، فليس عليك
    أن توصيه على اعتبار أن عقلك أعلى مرتبة من عقله، فتشعر بأنك الأفضل المتفضِّل
    عليه. احرص فقط على سن القوانين وعقوباتها ثم دعه، مع العلم أن القوانين العرفية
    غير تلك التنظيمية، فلا يترتب على مخالفة هذه ما تستحقه مخالفة تلك!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 19 مايو 2013 - 1:40

    عابر حياة - وعاد طفلاً!


    ثريا الشهري


    الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣


    يقول باولو كويلو في إحدى
    رواياته: «يستطيع الطفل دوماً تعليم الناضجين ثلاثة أشياء، وهي: الإحساس بالسعادة
    من دون سبب، والانشغال بشيء ما، ومعرفة أن يطلب بكل قواه ما يرغب فيه». وهذا صحيح
    فالطفل لا ماضي له، وفي ذلك يعود كويلو ويقول: «إذا كان لديك ماض ولم تكن راضياً
    عنه، فانسه وتخيّل قصة جديدة لحياتك وآمن بها. احصر اهتمامك فقط باللحظات التي
    وُفقت فيها للحصول على ما تشتهيه. وهذه القوة ستساعدك على نيل ما تريد». فوفقاً
    لرأيه فإن ما هو محتوم في حياتنا ونعتقده ثابتاً، هو في الحقيقة عابر. أمّا
    الثابت، فهي العِبر التي نتعلمها من المحتوم الذي يمر بنا أو نمر به، ومن هذه
    العِبر نتعلم فضيلة الصبر في حكمنا المتأني على الأمور.



    جميل كلام كويلو، ورائعة
    تلك المعاني التي يقدمها لقارئه، ولكن تطبيقها ليس بسهولة قراءتها، وخصوصاً حين
    تبحث لأسئلة حياتك عن أجوبة، فاصعد الجبل ومن قمته سترى كل شيء صغيراً، وستنظر إلى
    السماء والأفق اللامتناهي، وستتأمل خساراتك وأحزانك على أهميتها، فتضمحل في نظرك
    لسبب لا تدري كنهه، ربما لأنك تركت كل شيء في الأسفل فصار بعيداً، أو لأنك صرت
    عالياً. على أية حال، كل انسان وله جبل يصعد إليه، وكل عمر وله همومه، ويجب أن
    نعرف متى ننتهي من مرحلة وندخل في الأخرى بكل همومها، فإذا رحّلنا الهموم القديمة
    إلى الجديدة فالوزن سيتضاعف إلى أثقل من قدرتنا على التحمّل، ثم ألم نسمع بنظرية
    الانتقاء؟ فلا بد من أن نحتفظ بأشياء ونتخلى عن أشياء، وإلاّ فسنتحدى أنفسنا
    ونستفزها، فلمَ نصر على اعتبار العابر محتوماً؟ من تعليمات السلامة في الطائرة أن
    تضع قناع الأوكيسجين أولاً، ثم تضعه لغيرك كي تنقذه. إنه المبدأ نفسه، فلا بد من
    أن تُسرع بالتخفيف من حمولتك الزائدة، لتكون مستعداً لأي شيء آخر بعده.



    هل نحب الماضي أم نكرهه؟
    الأكيد أننا إن تذكرنا بعضه فبابتسامة، وربما بحب، ولكن هذا الماضي بعينه لو عاد
    اليوم لكرهناه، وقد كان للأديب والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو معنى جاء فيه أنك قد
    تحِن إلى الميت، وقد تشعر بحبك نحوه، وهذا على خلاف شعورك تجاهه وهو حي يرزق. فلم
    ذاك؟ لأن عبئه زال عنك ومعه التزامك، فتحررت في إحساسك تحرراً يشبه إحساسك بالماضي
    وكأنك تتحسر على فواته، بينما لم تكن بهذه الحماسة وأنت تعيشه، ذلك أنك اليوم
    تحررت من ضغوطه ومخاوفه، فعرفت كيف تنتقي منه، وتحِن إلى ما استقطعت بخيالك.



    ثقافتنا حجبت بظلال القلق
    والشك والخوف والروتين فرصتنا في أن نتحرر من ظلالنا ونعيش، فنطاق فهمنا محدود
    ومتدرِّج، يتسع شيئاً فشيئاً، وحين يبلغ مدى نعرف معه ما «كان» يجب علينا أن
    نعرفه، ونحن تحت وصاية الظلال، نكتشف عندها أننا ضيعنا الكثير، وسحبنا معنا
    الكثير، ولم يكن يلزم كل ما ضيعنا، ولا كل ما سحبنا و«جرّجرنا»، فنجلس على أول
    مقعد صامتين نسأل حالنا: أي جزء من الحاضر نكرهه اللحظة، ولو مرّ عليه الوقت
    لتذكرناه لاحقاً بابتسامة وحب؟ نعصر تفكيرنا لأننا نريد أن نميزه منذ اليوم،
    فلربما لا يسعفنا الزمن ونعود إليه بذكرياتنا عنه، ولنتخيل أن نتبنّى في هذا الوضع
    المرتبك فلسفة الطفل! فنكون سعداء بلا مبرر، بينما نحن مشغولون ومصرون على اكتشاف
    ما يستحق حبنا واحتوائنا، مما يهدر وقتنا وطاقتنا، وهو متنكِّر وسط الظلال!



    الحياة أقصر من ماض
    نكدِّس فيه الأشياء، ومستقبل نكدِّس فيه المزيد، ولو انتقيت وبأمانة من بين هذا
    الخزين المكدّس لعثرت على عدد محدود جداً من ذكريات تخطفها فتقفل عليها في صندوقك،
    أمّا بقية «العفش» فمجرد خردة مكانها النفايات، فلم هذا المخزن المتنقِّل في عقلك
    تأخذه معك أينما ذهبت وارتحلت؟ نظِّف مخزنك مما علُق به حتى لا تتعثر يوماً بقطعة
    مهملة فتقع وتقضي عليك، فلربما كانت في بعض التنظيف حياتك، حين تنعتق روحك من
    ظلالها، ولا تكن ممن تزداد تعاسته كلما استطاع الشعور بسعادة أكبر، أو فلنقُل
    «براحة أكبر» بعد حملة الجرد التي شنّها على مخزونات عقله وذكرياته.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - عندما كنت صغيراً

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 21 مايو 2013 - 2:34



    عابر حياة - عندما كنت صغيراً

    ثريا الشهري

    الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٣


    كتبت أكثر من مرة عن الطرب العربي الأصيل، فسألني أحد القراء عن الأغاني الأجنبية إن كنت أستمع إليها. ولا أعتقد أن القارئ يعنيه كثيراً أن يتعرّف على مزاج الكاتب، إلا بمقدار ما يخاطبه هذا المزاج ويشترك معه. وعليه، فلنتذوق معاني أغنية الستينات القديمة وعنوانها «بالأمس، عندما كنت صغيراً». وإن حصل وبدافع الفضول واللحن المؤثر في زمن اختفت فيه بصمة النغمات، أن بحث القارئ عن الأغنية، فليسمعها بصوت المغني شارل أزنافور، لأنه أجمل من تعاقب على غنائها. وإن أجادت بشدوها وكعادتها المغنية شيرلي باسي بنبرتها المميزة، ولكن يظل صوت أزنافور في هذه الأغنية بالذات، أعمق من صوتَي باسي وألتون جون فيها. وعلى رغم أن مغزى الكلمات قد يفقد جزءاً من حكمتها مقارنة بلغتها الأصلية، ولكن لندع الترجمة تقرِّب إلى القارئ شيئاً من عذوبتها. فماذا تقول أغنيةYesterday, when I was young

    «بالأمس عندما كنت صغيراً، كان طعم الحياة حلواً كما لسعة زخات المطر على لساني. وكنت أمازح الحياة وأغيظها وكأنها لعبة حمقاء. وكنت أحلم بآلاف الأحلام. وأخطط لأروع الأشياء. وكنت دائماً أبني، وللأسف كما البناء على الرمال. وكم عشت بصحبة الليل، وحجبت عني نور النهار العاري! لأصحو فإذا بالسنين مرت وعدت. عندما كنت صغيراً، كثير من الأغاني انتظرت غنائي. وكثير من المتع العنيدة كانت في الصندوق أمامي. تماماً كما الآلام التي كانت هناك، ولكن عيوني المنبهرة بما حولها لم تكن لتراها. ركضت... ركضت بسرعة حتى نفد مني الوقت والشباب. ركضت ولم أتوقف لأفكر في الحياة وماذا تعنيه. عندما كنت صغيراً، كان القمر لونه أزرق. وكل يوم مجنون يأتي بشيء جديد ومجنون مثله. فأعيشه وكأن عمري مثل العصا السحرية أفعل به ما أشاء. فلم أرَ الفراغ والفناء وهما يقبعان خلفه. حتى لعبة الحب لكم كان يحلو لي أن ألعبها بكبرياء وغرور! فما أن أضيء شعلة حتى أطفئها خطفاً. والآن على ما يبدو حتى الأصدقاء قد تلاشوا. ولم يبقَ غيري على الخشبة لإنهاء المسرحية. وكثير من الأغاني التي في داخلي ستظل بلا غناء. فاليوم لا أشعر إلا بطعم الدموع ومرارتها على لساني. لقد أتى وقتي لأدفع ثمن أمسي».

    يعزّ على الإنسان أن يغادر مرحلة الشباب. خصوصاً إن كان رحيله عنها بانتصارات متواضعة. وحتى النصر لو جاء بعد صعوبة شاقة، فإنه يأتي ومعه الإحساس بالمرارة. فلا يعود يفهم المرء شعوره!! فها هو يحصل على مبتغاه، فماذا دهاه؟ ذلك أن المعاناة المرهقة من شأنها تضليل إحساسك بالفرح والزهو. فيتولد من ذلك ما شئت من مجموعة الأحاسيس المختلطة. وكما كلمات الأغنية: ركضت بسرعة حتى نفد مني الوقت والشباب. وربما معهما الإحساس بالانتصار. ومن «زود» وصاية مجتمعنا على أفراده لا يسمح لهم بالعيش مع أنفسهم وشخصياتهم الحقيقية بسلام، فيتقنّع الناس بأقنعة ليست لهم. وعندما يضيقون ذرعاً بها لا يكون سنهم ولا مكانهم ولا جسدهم بوضع يفسح لهم بالتعويض. وحتى لو صار، فالأكيد أن طعم الأشياء يكون قد تبدّل مذاقه. ورقصة الصغير ليست كما رقصة الكبير.

    لا نكاد نتغلب على عيوبنا وتفاصيل دنيانا المتشعبة حتى تتحدانا أمور لاحقة بالغة الأهمية، فنستعد لها، ونجتازها ولكن منهكين ولا شك. ومن تحدٍّ إلى آخر. ومن موجة إلى أخرى. ونحن متشبثون بالمركب نحاول ألا نغرق. فننسى في رحلة الصمود أغنيتنا التي كنا ندندن بها ونحن صغار لا نزال على «الشط». وربما في هذا النسيان يكمن خطؤنا الذي لم نفكر به على أنه خطأ. ولكنه كذلك. فمن يرغب في إنهاء المسرحية وحيداً محبطاً بلا أغنية؟ على أن من الأمانة التنويه إلى أن المراهقة يجوز أن تطل على حياة المرء بزيارة ثانية، غير أن الشباب ليس له سوى زيارة واحدة. أمّا المربك حقاً فهو أن يسخر الواحد منّا من تصرفات المراهق وينتقدها في أحكامه المسبقة، ثم لا يجد غضاضة في الإتيان بأكثر طيشاً منها. فلِمَ الإصرار على أغنية الأمس بأسلوبنا بالأمس؟ ومن قال إن أغنيتنا لا تغنّى إلا كالأمس..؟! فذاك بالأمس.

    suraya@alhayat.com
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - فكرة بسيطة

    مُساهمة من طرف waell الخميس 23 مايو 2013 - 3:22

    عابر حياة - فكرة بسيطة

    ثريا الشهري

    الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣


    مهرجان الأيام الثلاثة للموسيقى الراقصة الإلكتروني في «أرض الغد» أو «تومورو لاند» بـ 180 ألف زائر، أين هو؟ وكيف بدأ؟ في قرية هامشية تدعى «بووم» ببلجيكا، حين قرر أحد الملاك استثمار مساحة أرضه الشاسعة فيها بتقسيمها إلى أماكن مخصصة لعدد من الـ «دي جي»، أو المشتغلين بعالم الموسيقى والمسؤولين عن تركيب الأغاني ومزجها، ليستمع إليها الجمهور عبر مكبرات الصوت العالية، ثم تقسيم أماكن أخرى للنوم تتنوع بين الخيمة والفيلا، تُحجز مسبقاً بحسب الطلب. وبدأ المهرجان عام 2005 بعشرة آلاف زائر، ليتضخم الرقم بالتدريج، إلى أن باتت 35 دقيقة كفيلة ببيع التذاكر ونفادها عند عرضها في شهر أبريل على الإنترنت، غير 200 ألف آخرين في قائمة الانتظار، ومليونين غيرهم حلمهم حضور المهرجان، بسعر للتذكرة الواحدة يراوح بين 40 و 200 باوند (جنيه إسترليني) وعليك الحساب. أمّا أيام المهرجان الثلاثة فتستقطع من شهر يوليو، في توقيت مثالي واستثماري وينعش من رتابة الصيف.

    ومن أجل الدعاية والتعريف بالمهرجان، حرص المالك على التعاقد مع كبرى الشركات لتصوير أهم ملامح الاحتفالات وعرضها لاحقاً على «يوتيوب»، غير الاتفاق مع شركات الطيران والرعاة الرسميين للاشتراك بفطيرة المهرجان. وقد تقرأ الخبر فتستغرب إقبال الناس وتكلّفهم عناء الرحلة لثلاثة أيام للاستماع إلى موسيقى كان بالإمكان اختصارها في «سي دي» السيارة. حسناً، قد يكون معك بعض الحق وليس كله، فأنت لم تشهد عنصر الإبهار الذي روعي مع أدق التفاصيل، وكيف اجتمعت الـ20 منصة بالـ«دي جي» والآلات والديكور المدهش لكل تجمّع على حدة، غير شخصيات الحكايات الخيالية التي تستقبلك وتتعامل معها طوال الوقت، غير المأكولات التي روعي فيها اختلاف الجنسيات، غير الخيم المجهزة كاختيار مبتكر نصبت لمن يفضلها للإقامة، وغير وغير... وكلها استعدادات ساهمت في إلقاء الضوء على بلجيكا في خريطة السياحة الأوروبية، بعد أن كان الناس يغفلونها ولا يكترثون لزيارتها، فلا يتمتّع الجميع بهوس ملاحقة الألماس والأحجار الكريمة التي اشتهرت بها بلجيكا. ولكنها الآن، وبمهرجان موسيقاها الراقص الإلكتروني، وفرت للناس أكثر من مبرر للسفر إليها، وصرف الوقت والمال فيها.

    في الأصل هي فكرة بسيطة (حتى أن مسماها تقليدي جداً) مثل معظم الأفكار السياحية الاستثمارية، التي تبدأ جنيناً وتستمر حتى تنمو وتتعملق وتصبح ركيزة من مصادر الدخل القومي. ولكن أفكارهم إذا تطورت وصارت مشاريع استثمارية لا تتدهور أحوالها وتسوء خدماتها مع مرور الزمن، ولكن يزيدها الوقت تألقاً وخبرة، فها هي مدن ديزني الترفيهية المنتشرة عالمياً، هل تفككت صواميل عرباتها؟ هل تسمم الناس في مطاعمها؟ هل سُرقت المتعلقات من زوارها؟ هل غُبن من اشترى تذاكرها؟ لا شيء من هذا ولا أدنى منه، ذلك أن الإدارات الواعية للمشاريع الربحية لا يعنيها سوى ارتفاع معدلات الإقبال بكل ما يعنيه من الإنصات جيداً لشكاوى الزائرين، ومراعاة الحلول العاجلة والجذرية للمشكلات والمستجدات الطارئة.

    لا تنقصنا الأفكار، ولا يعيينا التمويل، ولكنهما الإدارة والمتابعة، إذ نعاني من خلل مزمن في سير عملياتهما، وقبل الإدارة والمتابعة يأتي الهدف الذي نطمح إلى تحقيقه والخطوات المدروسة للمراحل، ثم مناقشة الإنجازات على أرض الواقع، وقبل الإدارة والمتابعة والهدف يأتي الضمان، وتحديد صلاحية الجهات المعنية باستتباب الأمن والتنظيم، فلا تتداخل الصلاحيات أو تتضارب، ولا قوانين فوق القوانين. فإذا نجحت مدينتا أبوظبي ودبي في الأفكار البسيطة التي تحولت هويةً عصرية، ورزقاً دائراً، وحراكاً اجتماعياً، وظلت بقية الإمارات محافظة على هويتها القديمة مع شيء من التجديد، فمعناه أنه ليس من الضروري أن تتوحد القرى والضواحي والمساحات بالطابع والشكل والمضمون وكأنها نُسَخٌ بعضها من بعض، فإذا أمكن تشجيع السياحة هنا، وتعذّر تشجيعها هناك، فلِمَ وهذه الحال مصرّون ومصممون على أن ما في المدينة الفلانية يجب ولازم ولا بد من أن يكون في المدينة العلانية، بلا مراعاة لأي فروق وامتيازات بشرية أو طبيعية؟ وفي النهاية تراها فكرة بسيطة، ولكنها «عيّشت» بيوتاً وأسعدت ملايين. فماذا عن مهرجان الجنادرية الشعبي؟ هل ستباع تذاكره يوماً على الإنترنت، ويضع الرياض على خريطة السياحة العالمية لأسبوعين سنوياً؟


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty لا تصدِّق المليحة وخمارها

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 29 مايو 2013 - 5:57


    لا تصدِّق المليحة وخمارها

    ثريا الشهري

    الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣


    جاء في «العقد الفريد» عن الأصمعي: «قدم عراقي بخُمُر (جمع خِمار) إلى المدينة، فباعها إلا السود منها. فشكا ذلك إلى الدرامي. وكان قد تنسّك وترك الشعر ولزم المسجد. فقال: ما تجعل لي إن احتلت لك بحيلة حتى تبيعها كلها؟ قال: ما شئت! فعمد الدرامي إلى ثياب نُسُكِه، فألقاها عنه. ثم عاد إلى مثل شأنه الأول. وقال شعراً رفعه إلى صديق له من المغنين، فغنى به. وكان الشعر: قل للمليحة في الخمار الأسود، ماذا فعلت بزاهد متعبدِ/ قد كان شمّر للصلاة ثيابه، حتى خطرت له بباب المسجدِ/ ردِّي عليه صلاته وصيامه، لا تقتليه بحق دين محمدِ. فشاع الغناء في المدينة، وقالوا: رجع الدرامي وتعشّق صاحبة الخِمار الأسود. فلم تبقَ مليحة بالمدينة إلا اشترت خماراً أسود. وباع التاجر ما كان معه. فجعل إخوان الدرامي من النسّاك يلقون الدرامي فيقولون: ماذا صنعت؟ فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين. فلمّا نفد ما كان مع العراقي رجع الدرامي إلى نُسُكِه ولبس ثيابه».

    في المسلسل الكويتي القديم «درب الزلق»، كان حسين يعاني من حال نفسية استدعت علاجه. فكان مشهد الطبيب وهو ينادي على «نهاد»، فإذا بنهاد هو الممرض، وذاك كان اسمه. ولكن حسين كان قد عدّل من جلسته وهندامه انتظاراً أن تطل عليه نهاد أخرى بشعرها الطويل إلى خصرها كما أخبر الطبيب، فإذا نهاد بشارب ونظارة نظر. وهذا ما لم يتوقعه ولم يعجبه. ومشهد حسين يشبه شعر الناسك..! نردده فنتخيل تلك الجميلة التي خطفت قلب العابد حتى نسي كل شيء إلا حسنها. فإذا بالحكاية لا تخرج عن جملة خُمُر سوداء ساد كسادها، وأراد بائعها مع صديقه الظريف أن يرغِّب النسوة في شرائها. فبلعت السمكات الطعم، لعل الحظ يصالحهن وبالخمار الأسود الغامض يخطفن قلباً جاهزاً لرحلة الانخطاف. طبعاً، ولو أعملت خيالك فقد تتكرر قصة حسين ولا يكون وراء الخمار أكثر من شارب بغياب النظارة. ولكن هذا هو الرجل يعشق الدهشة مع المرأة وكأنه سيكتشف قارتها. فإليك لحظة الإبهار: «مبروك، المدام طلعت رجلاً».

    على أن ما رواه الأصمعي إنما ينبئ عن رحابة صدر الناس الأوائل ولا شك. فلم يحرموا قديسهم من سماحتهم حتى وإن تخلى عن ثياب النُسُك ثم عاد إليها لمجرد الترويج لمجموعة خُمُر. ولو عقدنا شيئاً من المقارنة لتأكدنا أننا لم نعد نعيش اليوم بتلك الروح. وكيف نلام ونحن من قرأ وعاصر محاولات التكسّب التي ابتلينا بها باسم الدين والتمسّح به. وهو سجل توظيفي يعج به كل عصر. وتبقى على الناس مهمة الفرز والتمييز. وهذه وفق وعي العقول وثقافتها. فلا تنطلي الحيل والمزايدات سوى في بيئة ملائمة للحيل والمزايدات.

    ويُحكى عن أميرة يمنية فائقة الحسن دعت الشعراء إلى التباري في وصفها ومدحها، لتتزوج من صاحب القصيدة الأجود. فنظم شاعر ويدعى دوقلة المنبجي قصيدة ولا أروع. فقابله في الطريق شاعر آخر أقل حظاً من موهبته. فلمّا سمع بأبياته ينشدها عليه، قتله بعد أن حفظها عنه. ثم أتى الأميرة فألقاها في مجلسها. فشهقت الحسناء وصرخت: وابعلاه، وابعلاه، لقد قتل الرجل زوجي المرتقب. أما ترونه يقول: «إن تتهمي فتهامة وطني، أو تنجدي إن الهوى نجدي». بينما هذا الرجل ليس من تهامة. فقبض الحرس على المنتحِل. واعترف لهم بقتله صاحب القصيدة، التي عرفت بعنوانها: «يتيمة الدهر»، وأحياناً بـ«دعد» تيمناً باسم الأميرة. وهذا ما وصلنا. فهل صحيح ما وصلنا، إن مع اليتيمة أو غيرها؟! فما أدرانا أن موت الشاعر لم يكن لأهون سبب! كأن أنشد القصيدة على رفيقه، ثم ناما ليلتهما فخرج ثعبان من جحره يتمشّى مع «الهوايات» فقرص دوقلة وترك الآخر. أو أن يكون الحصان قد جفل مثلاً فرمى راكبه، فوقع من فوقه على حجر شجّ رأسه فأرداه قتيلاً! بالمختصر ليس من الضروري أن نتحمس لأمور وأقوال قبل مئات السنين، ونحن لا نضمن أن ما وقع بأمسنا القريب، سيوثِّقه غدنا القريب كما صار وأريد به. فلكل زاوية يُرى منها، ولكل روايته وخياله، هذا غير فعل التعاقب والسنين.


    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23892
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 29 مايو 2013 - 17:26

    ليس من الضروري أن نتحمس لأمور وأقوال قبل مئات السنين، ونحن لا نضمن أن ما وقع بأمسنا القريب، سيوثِّقه غدنا القريب كما صار وأريد به. فلكل زاوية يُرى منها، ولكل روايته وخياله، هذا غير فعل التعاقب والسنين.




    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty الكلب والدلو

    مُساهمة من طرف waell الأحد 2 يونيو 2013 - 8:45

    الكلب والدلو

    ثريا الشهري

    الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣


    أستعين بكلمات وروايات أجنبية فأعلِّق عليها، فما إن يستحسن القارئ ما أخط، حتى يسارع فيدعو لي بالهداية وبالعودة إلى تراثنا أستقي منه الحكايات الأصيلة والأقوال المأثورة، وعادة ما أفعل على أوقات ومناسبات متفرقة. ولكنني عملت بالنصيحة على مرتين متتاليتين في مقالتَي الأحد والثلثاء، فوصلني أن «جميلة تلك الروايات، ولكن لو تعفينا من تعليقك عليها». ولا أملك إلا أن أبتسم، ففي كل الأحوال أنا الملام، وعلى افتراض أنني اجتهدت وأوردت حكايات أسلافنا بلا تحليل ولا وجهة نظر، فما جديدي فيها؟ وأين رأيي وهذه مساحة للرأي، وليست للاقتباس فحسب؟ والسؤال: هل ينتقد القارئ لمجرد الانتقاد؟ أحياناً ينتابني الشعور بأن القارئ المعارض هو في حقيقته موافق ولو نسبياً، خصوصاً إن كان الوارد مدعّماً بالمنطق والدليل، ولكن، ولعلة في النفس، لا بد لهذا الموافق من أن يعترض ويبدي امتعاضه وأسفه، فيُثبت مروره ولسان حاله: ما الذي سأضيفه إن اكتفيت بالقراءة! على أن هذا لا يعني القراءة، فالإيماء بالطاعة، فالأكيد أن هناك أجزاء كان القارئ معها، وأخرى لا ينتمي إليها، وهذه الأخيرة من حقه نقلها إلى الكاتب وتوضيحها في تعليقه، ولكن أن ينسف جهد الكاتب من أول سطر إلى آخره، فيعقد له جلسة للمحاكمة، ويدعوه للتوبة والاستغفار قبل موته، فهل هذه فكرتنا عن منهجية التحليل والانتقاد العلمي؟!

    ولمن راقت له الاستعانة بروايات تراثنا، إليه كتاب «محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار» وجاء فيه: «قدم عليّ بن الجهم (شاعر قرشي فصيح) على المتوكل، وكان بدوياً جافياً، فأنشده قصيدة قال فيها: أنت كالكلب في حفاظك للود، وكالتيس في قراع الخطوب/ أنت كالدلو لا عدمناك دلواً، من كبار الدِّلا كثير الذَنوب. (الذَنوب تطلق على ماء الدلو) فهمَّ أحد جلساء الأمير بتأديبه، ولكن المتوكل أدرك الأمر بفطنته، فعرف قوة الشاعر مع خشونة لفظه، وأنه ما شبّه به سوى لعدم المخالطة وملازمة البادية، فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة، فيها بستان حسن، يتخلله نسيم لطيف يغذي الأرواح، والجسر قريب منه، فيخرج إلى محال بغداد، فيرى حركة الناس ومظاهر مدنيتهم، ويرجع إلى بيته، فأقام الشاعر ستة أشهر على ذلك، والأدباء والفضلاء يتعاهدون مجالسته ومحاضرته. ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده، فحضر وأنشد: عيون المها بين الرصافة والجسر، جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري. فقال المتوكل: لقد خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة». وبالمناسبة فإن المها هي البقر الوحشي التي شبِّهت عيون النساء بها لشدة سوادها واتساعها.

    وتحدّث كتب الأدب أيضاً أن الشاعر نفسه هو من رأى الجارية الحسناء في روضة تتهادى بين الشجر، فهمّ بمغازلتها، فهددته بخنجرها، فأمسك بيدها وقال: يا من حوى ورد الرياض بخده، وحاكى قضيب الخيزران بقده/ دع عنك ذا السيف الذي جردته، عيناك أمضى من مضارب حده/ كل السيوف قواطع إن جردِّت، وحسام لحظك قاتل في غمده/ إن رُمْت تقتلني فأنت مُخيّر، من ذا يعارض سيداً في عبده. لتأتي فيروز بعد مئات السنين فتنشد شعره وتقرِّب لحنه وتذيعه. فيجري على ألسنتنا، ولا ندري أن شاعره العذب هو من قال يوماً أنت كالكلب وكالدلو.

    وهذا ما كان من الشاعر الرقيق ابن الجهم الذي ما إن غيّر مكان حِله وترحاله، حتى هدأت نفسه وتحضّرت وشبعت من مشاهدها، ففاضت بكنوزها ومعانيها، فخلّدت وأخلدت. ولكن ما علة من بدأها بالكلب والدلو، وأنهاها بالكلب والدلو؟ وكأن الشوك لم يُبقِ لورد الرياض أملاً، فمن ذا يذوق الجمال على جفائه وغروره؟ وإن للذائقة تهذيباً ومراناً. فإن كان أثمر صبر المتوكل على ابن الجهم بعيون المها وحسام لحظك قاتل في غمده، فماذا سيثمر الصبر على غيره في هذا الزمان؟ يقول النحات الفرنسي رودان: «ثمة أيدٍ تصلي وأيدٍ تلعن، وأيدٍ تنشر العطر وأيدٍ تبرِّد الغليل و...». وأيدٍ تكتب فتجِّمل، وأيدٍ تكتب فتقبِّح. على أن الإنسان هو وليد بيئته ونتاجها، فلم يحتج ابن الجهم لتثقيف نفسه إلى أبعد من مخالطة أناس الحاضرة وتشرّب لوحاتهم، وهذا ما لا يقاس لمصلحة عصرنا ولا حواضرنا.





    كاتبة سعودية

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty أسد عليّ وفي الحروب نعامة!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 2 يونيو 2013 - 8:47

    أسد عليّ وفي الحروب نعامة!

    ثريا الشهري

    الأحد ٢ يونيو ٢٠١٣


    جاء في «عيون الأخبار» لابن قتيبة أن الحجاج دخل على الوليد بن عبدالملك وكله مدجّج بالسلاح. فأرسلت إليه أم البنين، بنت عبدالعزيز بن مروان، فقالت: من هذا الإعرابي المستلئم (لبس كل ما عنده) في السلاح عندك، وأنت في غلالة (لباس خفيف)؟ فبعث إليها: إنه الحجاج. فأعادت الرسول بقولها: والله لأن يخلو بك ملك الموت أحب إليّ من أن يخلو بك الحجاج. فأخبره الوليد وهو يمازحه. فقال: يا أمير المؤمنين، دع منك مفاكهة النساء. فإنما المرأة ريحانة، وليست قهرمانة (الخازن لما تحت يده)، فلا تطلعها على سرك. فأخبرها الوليد بمقالة الحجاج. فطلبت من زوجها أن تراه. فجاءها، فلم تأذن له بالقعود، وقالت: إيه يا حجاج! أنت الممّتن على أميرنا بقتال ابن الزبير وابن الأشعث! أما والله لولا أن الله علم أنك شر خلقه ما ابتلاك برمي الكعبة الحرام، ولا بقتل ابن ذات النطاقين، أول مولود في الإسلام. وأمّا نهيك أميرنا عن مفاكهة النساء، فإن كن يلدن مثلك فما أحقه بالقبول منك، وإن كن يلدن مثله فهو غير قابل لقولك. أما والله لقد نفضت النساء الطيب من غدائرهن والحلي من أيديهن وأرجلهن فبعنه حين كنت في ضيق، (وتقصد موّلن حملتك). فأنجاك الله من عدو أمير المؤمنين بحبهن إياه، وليس بحبك. رحم الله القائل وسِنان (نصل الرمح) غزالة (قاتلت الحجاج بسيفها) بين كتفيك: أسد عليّ وفي الحروب نعامة...، ثم أمرت جواريها أن أخرجْنه. فدخل على الوليد فقال: يا أمير المؤمنين، ما سكتت حتى ظننت نفسي قد ذهبت، وحتى كان بطن الأرض أحب إليّ من ظهرها. وما ظننت أن امرأة تبلغ بلاغتها. فقال الأمير: إنها بنت عبدالعزيز.

    وهذا هو تراثنا الذي لامني القراء لإهماله! فهل اطلعّنا كيف كانت المرأة تتمتع بمكانة لا ينكرها عليها زوجها، ويشجعها عليها! وحين أقول كانت فلأنها كانت. فأي امرأة في هذا العصر تستمع إلى أحاديث الرجال في مجلس زوجها، ثم تطلب من زوجها أن يلاقيها بأحدهم ممن استثقلت قوله وهيئته! فتسمعه ما يحجِّمه ويرد عليه غروره. وكل هذا وزوجها مبتسم وراض عنها. فإذا اشتكى إليه الرجل. لم يتوان أن يذكِّره بنسبها وأصولها الوراثية. فهل نتصور أن يجري في يومنا سيناريو مشابه (هذا إن حصل) ولا يوصف الزوج بالدياثة؟ فلم اعتبر في زمن الوليد بن عبد الملك تحضّراً وانفتاحاً لم يؤخذ عليه، ثم حُجب في زماننا والويل لمن قبله؟ ذلك أن الدين جاء ليعلي من مكانة المرأة وقد أعلاها وهذا الصحيح، ولكن ليس بمفهوم طالبان والتطرف الديني. أم أن استعمالنا التقنيات الإلكترونية أوهمنا أننا نعيش المدنية؟ التحضّر الديني يبدأ من العقل، ثم يمتد إلى بقية أوجه الحياة. أمّا وضع المرأة في أي مجتمع فهو المؤشر على مكانة تلك البيئة وثقافة أهلها. ونعم، لقد كان الأوائل أثقف زمانهم، وأقربهم إلى المنطق منّا، على بدائية عيشهم وأدواتهم.

    وهو كلام ينسحب على المرأة كما الرجل تماماً. فأين نصنِّف ثقافة المرأة اليوم بعد أدوات الزينة؟ وليتها تعلم أن كونها أنثى، فهو يأتي في المقام الأول ولا جدال فيه ولا فضل لها عليه. وإنمّا فضلها في ما يأتي بعد أنوثتها! في اشتغالها على عقلها وارتقائها. فإن لم تجد الرجل في صفها - وهذه حال أغلب رجال العرب - فلن تعدم أن تعثر فيهم من يؤمن بإمكاناتها وقدراتها. وقد يكون صاحب كلمة وكرسي فيمهّد لها بأكثر من خطوة. إنمّا الأهم أن تعينه بنفسها وجديتها ولا تستمرئ التواكل والكسل وثرثرة النسوان. فمثلها لا يليق بها أن تقضيها في الفراغ ووصفات الطبخ فحسب، بل هذا جزء من عالم المرأة الواسع. وهناك بقية الأجزاء، التي عليها اكتشافها، والصمود وعدم التخلي عنها. أم كيف تبلغ الأماني! وقصة ابنة عبدالعزيز تلك هي واحدة من كثير غيرها. فماذا لو تعرفّنا على سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنها وعن أهلها الأخيار، وهي تفتح مجلسها لاستقبال الشعراء ونقاشهم والإغداق عليهم بمالها ودعائها. فإلى مقالة أخرى.





    كاتبة سعودية

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty مجلس وجارية وطيب

    مُساهمة من طرف waell الخميس 6 يونيو 2013 - 11:07

    مجلس وجارية وطيب
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٤ يونيو ٢٠١٣
    ذكر البيهقي في «المحاسن والمساوئ» أن سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب كانت تجالس رجالات قريش وشعراءها، فتزاحم على مجلسها في ذلك اليوم الفرزدق وجميل وجرير ونُصيب وكُثيّر، فكانت تستمع إلى كل منهم وتسأل: أأنت القائل كذا وكذا..! إلى أن انتهوا من إلقاء أشعارهم، وعندها أرسلت جاريتها ومعها طيب ومنديل فيه كسوة، وصرة فيها 500 دينار، فصبّت الجارية الطيب على رأس جميل حتى سال على لحيته، ودفعت إليه بالصرة والكسوة، وقالت: ابسط لنا العذر، فأنت أشعرهم، ثم أمرت لأصحابه بمئة مئة. وهذه رواية ويوجد غيرها محفوظاً في «الأغاني» للأصفهاني، ومذكوراً في محاسن ومساوئ البيهقي أيضاً، وجاء فيهما كيف سار الفرزدق بعد قضاء حجته إلى المدينة، فدخل على سكينة بنت الحسين، فسألته عن أشعر الناس؟ فقال: أنا. قالت: كذبت، صاحبك جرير أشعر منك، ثم أنشدته من شعر جرير. فقال: أما والله لو أذنت لي لأسمعتك أحسن منه، ولكنها أمرت بإخراجه، وكذلك صار في اليوم التالي.
    حتى إذا جاء اليوم الثالث، نظر الفرزدق إلى جارية، وكانت حول سكينة، فبُهت بها. فلمّا أمرت ابنة الحسين بإخراجه، التفت إليها وقال: «يا بنت رسول الله، إن لي عليك حقاً عظيماً. قالت: وما هو؟ قال: ضربت آباط الإبل من مكة إرادة التسليم عليك، فكان جزائي تكذيبي وطردي، وتفضيل جرير عليّ، ومنعك إياي أن أنشدك شيئاً من شعري، وبي ما قد عيل منه صبري، وهذه المنايا تغدو وتروح، ولعلي لا أفارق المدينة حتى أموت. فإذا مت فمُري بي أن أدرج في كفني، ثم أدفن في ثياب هذه الجارية (التي أعجبته)، فضحكت سكينة وأمرت له بالجارية، وقالت: يا فرزدق، احتفظ بها وأحسن صحبتها، فإني آثرتك بها على نفسي، بارك الله لك فيها. قال الفرزدق: فلم أزل والله أرى البركة بدعائها في نفسي وأهلي ومالي.
    وتلك هي قصص تراثنا ومجالس نسائنا ونساء آل البيت، فإن قيل إن ليس كمثلهن أحد، فهذا صحيح، ويظللن خير قدوة لنا في أفعالهن وأقوالهن، أليس كذلك؟ فإن قيل وكيف تتشبهن بهن، ولهن ما لهن من النسب الشريف والفطرة السليمة؟ يكون الجواب المحيّر: نلام، نحن النسوة، إن لم نفعل ونحتذي، ثم نلام أيضاً إن فعلنا واحتذينا، فماذا نفعل بالضبط؟ وقد وردني من يعاتب على محاولة إسقاط ما حدث في البيئة البعيدة، على اختلاف الظروف والنفوس والعادات، على مجريات عصرنا وسلوك أهله، فالفرق كبير في كل شيء. وفي هذا لا يساورني شك، ولكن السؤال: فلِمَ إذاً نستدعي من ذاك الزمان الغريب عنا اليوم، تلك الأمثلة التي تروق لنا وتخدم تفاسيرنا، لندلِّل بها ونتخذها برهاننا القاطع في ما يجوز وما لا يجوز، وفي أحيان في ما يُحلُّ ويُحرّم، ثم إذا جئنا بالمصدر نفسه، واخترنا منه أمثلة أخرى لندلِّل بها ونبرهن على أفكار لنا وتصورات، قيل لنا وهل هذا يُعقل؟ أمِنْ تلك البيئة إلى بيئتنا، أليس لحساب السنين أي اعتبار؟ فيا سبحان الله، وكيف تذكرنا الاعتبار الآن! وهذا لأننا انتقائيون في ما نبحث من تراث أوائلنا، ولسنا بطلاب حقيقة وأمانة. فما يحلو لنا نتخذه حجة، وما يكون علينا، نهمل ذكره ونشكِّك في روايته. فإن كان الزمان غير الزمان فلم نُحاج به؟
    وهذه حفيدة رسول الله، عليه أفضل الصلاة وعلى آله وسلم، تخصِّص مجلسها للشعراء ولرجال العرب، فتغدق عليهم بالرأي والمشورة، تلحقهما بالمال والدعاء. وهب أن مبرّزة فينا خصّت مجلس بيتها لرجال الأدب والمجتمع، تناقشهم وتساجلهم، فإذا انتهوا أمرت عاملتها بإحضار دهن العود تهادي به أحد المفوّهين، عرفاناً لقوله وثقافته، مع رموز تقديرية لا تنسى بقية الجمع منها، هب أن هذه الصورة تكررت في حاضرنا، فهل يتصور عقلك ما سيتبعها من لغط واعتراض؟ ومن سيأذن بها أصلاً، ويعرِّض نفسه لنتائجها؟ ومن سيساند تلك المرأة ولو كانت مثقفة عصورها؟ ومن سيخرج من عندها ولا يحكي في ظهرها؟ ومن ومن..! فهل كان رجالنا في الزمن البعيد أكثر ثقة بأنفسهم وبنسائهم من أيامنا؟!... وأكثر تحضّراً أيضاً.


    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - وخرج مهدي منتظر..!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 6 يونيو 2013 - 11:09

    عابر حياة - وخرج مهدي منتظر..!
    ثريا الشهري
    الخميس ٦ يونيو ٢٠١٣
    مع القلاقل الداخلية في إيران، وانشغال ساستها بالخارج وبالمصالح التنازعية، ومع اهتزاز ثقة الشعب بحكومته وبولاية الفقيه وبنظريات التوسع الشيعي في ظل الاقتصادات المهترئة، خرج مَن بيدهم الحل والتدبير في إيران بفكرة ظهور المهدي المنتظر، فنشرت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس» صورته معمّماً وقد خرج من السرداب مع قائد الحرس الثوري الإيراني! والغالب من هيئته الخارجية الطول اللافت، والتخفِّي بغطاء ساتر يبدأ من الرأس فلا يُعرف، فليس مقبولاً أن يكون المهدي بطول العامة بعد كل الانتظار، وكأن القصة لم يعقبها ما كان متوقعاً لها من هرج ومرج، فكان أن خرجت الصورة الثانية بالكائن الطويل المتلحِّف نفسه، وحوله نساؤه الأربع المتلحِّفات مثله، وهكذا... سيلتفت الناس -في اعتقاد نوابغ إيران- إلى المهدي ونسائه وينسون كل ما هو دونه. فعلاً، ليس هناك من حدود في استغفال الناس باسم الدين، ومهما اعتقدت في كل حيلة أنها لا يمكن أن تنطلي على عقل، تجد من يصدّقها لو تأطرت بالدين.
    جاء في «نهاية الأرب في فنون الأدب» لصاحبه النويري، أنِ ادعى مدَّعٍ النبوةَ، فطُلب ودُعي له بالسيف، فقال: ما تصنعون؟ قالوا: نقتلك، فقال: ولم تقتلونني؟ قالوا: لأنك ادعيت النبوة، قال: فلست أدعيها، قيل: فأي شيء أنت؟ قال: أنا صدِّيق. فدُعي له بالسياط، فقال: لم تضربونني؟ قالوا: لادعائك أنك صدِّيق، قال: لا أدّعي ذلك، قالوا: فمن أنت؟ قال: من التابعين لهم بإحسان. فدُعي له بالدِّرة (التي يضرب بها)، قال: ولم ذلك؟ قالوا: لادعائك ما ليس فيك، فقال: ويحكم! أدخل إليكم وأنا نبي، وتريدون أن تحطوني في ساعة واحدة إلى مرتبة العوام! اصبروا عليّ إلى غد حتى أصير لكم ما شئتم! وهذا المهدي المنتظر، فلنصبر عليه إلى غد، فلربما بعد الحلائل الأربع، هناك الأولاد والأحفاد، وقصة السكن والوظيفة وسداد الديون، فصعب أن ينزل العملاق من درجة مهدي إلى «دلوني على السبيل» هكذا مرة واحدة، ولكن بالتدريج ستتكشّف الأمور، وتهبط في مراتبها.
    وقصص الادعاء ليست بغريبة عن تراثنا، فهذا مدَّعٍ آخر في أيام المأمون، وقد تنبأ أنه إبراهيم الخليل، فقال له المأمون: إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين، قال: وما براهينه؟ قال: أُضرمَتْ له نار وأُلقي فيها، فصارت عليه برداً وسلاماً، ونحن نوقد لك ناراً ونطرحك فيها، فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك، قال: أريد واحدة أخف من هذه! قالوا: فبراهين موسى، قال: وما براهينه؟ قال: ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى، وضرب البحر بها فانفلق، وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء، قال: وهذه عليّ أصعب من الأولى، قال فبراهين عيسى، قال: وما هي؟ قال: إحياء الموتى؟ فقال الرجل: مكانك قد وصلت! أنا أضرب رقبة القاضي يحيي بن أكثم، وأحييه لكم الساعة، فقال يحيي: أنا أول من آمن بك وصدّق. هذه النادرة وردت في «المستطرف في كل فن مستظرف» للأبشيهي، وهناك كثير غيرها.
    فإذا كان الإيراني المزعوم هو المهدي المنتظر، وفق الروايات الشيعية، فإن كل الشيعة في كل أنحاء الأرض ستجتمع به عند خروجه -حتى الأموات منهم سيحيون ويجتمعون به-، فالمفترض إذاً أن أفواجاً أفواجاً، وطائرات وقطارات وسيارات وبغالاً ستحمل الشيعة اليوم إلى حيث يقبع الإمام المهدي، فما بالهم تباطأوا في الحشر؟ فإن كانت كما قالها الرجل للمأمون: وهذه صعبة عليّ، فنأتِه بأسهل منها ونسأله عن خطته الاستراتيجية في الهداية؟ «أظن ما فيش أسهل من كده! دي حتى من صميم عمله».
    ومن الطرائف التي تروى عن المدّعين، أن أعرابياً ادّعى النبوة في زمن المهدي العباسي، فاعتقله الجند وساقوه إلى المهدي. فقال له: أنت نبي؟ قال: نعم، فقال: إلى من بعثت؟ قال الأعرابي: «أوتركتموني أُبْعَث إلى أحد؟ بُعثت في الصباح واعتقلتموني في المساء». وهذا المهدي نصرّ عليه أن يباشر مهام عمله من أول يوم دوام، فمن الجلي أن بال الرجل طويل كقامته، فليست واحدة ولا اثنتين، بل أربع زوجات. وكما كان صابراً ومزواجاً وهو يتهيأ لمصيره، فلا نستعجله وهو يتهيأ لبراهينه. فالصبر... الصبر، وكله سيهتدي.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23892
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 6 يونيو 2013 - 16:02

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Images?q=tbn:ANd9GcSzrxGpIteEATWgxBAiu9auysHIzcaQaCTUHe0NJ5eNpje37CSjAg
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - النكتة تِكسّبْ!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 9 يونيو 2013 - 12:43

    عابر حياة - النكتة تِكسّبْ!
    ثريا الشهري
    الأحد ٩ يونيو ٢٠١٣
    اتصفت مقالة الخميس بطابعها الساخر، فوردني تعليق يستفسر عن عزوف المرأة عن الكتابة الساخرة، وهو تساؤل يستحق التدقيق. فعلاً، ما الذي يحدّ من طرح المرأة أفكارها وأحاديثها بحسها الانتقادي الفكاهي؟ أهو نقص في حسها للدعابة، أم لأنها بطبيعتها لا تُحسِن تكوين النكتة ولا خلق «القفشة» الارتجالية؟ وعلى فرض أن الزمان جاد علينا بامرأة «دمها خفيف» بتلقائية محببة، غير مزعجة أو افتعالية، لنقل إن هذه الشخصية الكوميدية وُجدت، فهل سيكون تقويمها ضمن الإطار العام للدعابة، بنسائه ورجاله، أم سيكون ضمن الحلقة الأضيق، أي بنسائه وحسب، فتقارن طرافتها بمقابلة غيرها من بنات جنسها «وكفاية عليها كده»؟! للأمانة، وعبر التاريخ، لم تشتهر المرأة بظرفها وخفة ظلها. ربما علت أسهمها في الجمال وإغراء الأنوثة ومكرها، وربما عُرفت بتشاؤمها أو ضآلة أفقها أو صبرها أو حنانها وصفات أُخر لا مجال لحصرها، على أن الحس الفطري بالظرافة والدعابة ليس من أولوية مميزاتها.
    المرأة عادة تميل إلى التضخيم، واستجلاب القلق من العواقب، فلا بأس إن كان ذلك ضمن الحدود المعقولة للمسؤولية، ولكن إن تجاوزها فعندها سنعيش في مملكة الدراما التي تعشق المرأة تضاريسها. فلم ذاك؟ قد يكون لاستدرار العطف عليها، أو لتشعر أنها بأمان طالما أنها لا تنعم بما يستدعي الحسد والزوال، أو لأنها ممثلة بالدرجة الأولى. الأهم أن حلّ الضحك واللجوء إلى تخفيف الموقف بالسخرية والدعابة ليسا من البنود المفضلة لدى المرأة، فهل لأنها تعتقد أن ضحكها سيظلمها وينقل الفكرة الخاطئة عنها في أنها لا تعاني، وعليه فالتلبّس بتعابير الكآبة خير سفير لمشاعرها؟ يجوز. وأضف إليه أن المفاهيم المتوارثة ركزت على شرط وقار المرأة، وأن مجاراة الطرفة بطرفة هو من صميم عالم الرجل، أمّا المرأة فأقصى عفويتها يمكن أن يلخصه شبح ابتسامة تخبرك فيها بأنها استحسنت دعابتك، وحافظت في الوقت ذاته على عرش أنوثتها من التبسّط الذي لا يليق بمثلها! أسباب كثيرة في الحقيقة، وتحاليل وحشو أكثر، وكلها تؤدي إلى نتيجة واحدة: الكاتبة الساخرة تحديداً نادرة الوجود في عالمنا العربي.
    وبالمناسبة، لو رأيت مجموعة نساء يتضاحكن ويتسامرن فلا تظن أن «السوالف» مضحكة حقاً، فالمرأة قد تضحك على ما لا يُضحك، وما لا يستحق الضحك، ولكنه يضحكها لأن المرأة تحكي منطق المرأة، فتتلاقي معها وتفهمها وتضحك لكلامها، ولو سمعه الرجل لأصابته الدهشة، ولكنه تعوّد أن يعمل لمصلحته، وسيجاريها في ضحكها وهو في سره يضحك على ضحكه منها! والمرأة تصدِّق، وأحياناً تريد أن تصدِّق. على العموم، أجمل الطرفات ما كانت بذكاء وبربط معاصر أو تاريخي، وهذه محتاجة إلى إلمام معرفي، ولو بقدر. وامرأتنا إمّا أنها مسطحة، وهذه حتى لو امتلكت حس الدعابة فستتحول إلى مهرج بامتياز، أو هي مثقفة تريد أن تبثك جديتها فتكره الثقافة لأجلها. أمّا من تجمع بين الاطلاع و «القفشة» الجاهزة، فهي واقعياً من النساء اللواتي قلما أنجبهن الزمان، وأقول قبل أن تصلني «إيميلات الهداية»: الزمان لا ينجب، ولكنه تعبير مجازي.
    وقد أمر المهدي بعطية للشاعر أبي دُلامة وقدرها 7 آلاف، فقال أبو دُلامة: «فإمّا أن تتمها بـ3 آلاف فتصير عشرة، أو تنقصني منها ألفين فتصير 5 آلاف، فإني لا أحسن حساب السبعة. فقال المهدي: قد جعلتها خمسة. فقال أبو دُلامة: أعيذك بالله أن تختار أدنى الحالين، وأنت أنت! (ويقصد وأنت ما أنت عليه). فخرج بـ10 آلاف درهم». وهذا حس طريف يمكن المرأة أن تختبره مع زوجها عوضاً عن «باربيكيو» النكد الذي تقيمه له لو أنقص من مصروفها، ولو علمت المرأة ما تجنيه بالضحكة الصافية لاستغنت غير آسفة عن سلاحها التقليدي للدموع أو رفع الصوت، فحين سأل عبدالملك بن مروان بثينة جميل عما رآه فيها جميل حين لهج بذكرها من بين نساء العالمين؟ قالت: «الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم»، فضحك الرجل حتى بدت أضراسه وأمر لها بجائزة، وهذا جواب ذكي انتقمت به المرأة وكسبت منه أيضاً، وكل حال لها ما يناسبها وما تحتمله من الظُّرف. صدِّقيني: النكتة تِكسّبْ!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 13 يونيو 2013 - 8:52

    جميلة
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣
    جاء في «الأغاني» للأصفهاني أن السبب في طلب إسحاق بن إبراهيم الموصلي الغناء والمواظبة عليه كان لحناً سمعه لواحدة تدعى جميلة، ولكنها لم تعد من الأحياء، وقد راعه خبر موتها بعد أن علق صوتها برأسه. وبينما هو مكتئب وحزين، سألته أخته عن حاله! وألحّت عليه. فحدّثها بما كان فيه، وأنه العاشق صوتاً لامرأة قد ماتت، ولا يزال بصوتها هائماً. فقالت: أتظن أن الله يحيي لك ميتاً؟ قال: لا. قالت: فما تعليقك قلبك بما لا يُعطاه أحد! وأمّا عشقك الصوت فما عليك سوى أن تحذقه (تتظاهر به) وتغنيه عشر مرات، فتمله ويذهب عشقك له، وهذا ما كان. وهي نصيحة مجربة بأية حال، فأتِ بأجمل أغنية تهفو روحك إلى نغمها، ثم عد وكرر في سماعها، وسيأتي اليوم الذي تملها فيه، وربما بعد فسحة أمد تفصلك عن آخر مرة استمعت للحنها، قد تتقبلها أذنك لو عدت وسمعتها. وإليك أغنية «الأماكن» لمحمد عبده، التي بالغت الفضائيات والإذاعات في استحسانها، حتى فرغ الناس من طلبها وشوقهم إليها. وكذلك يلحقها من أراد التخلص من اشتهائه لصنف بعينه من الطعام، لداوم على أكله وحده بتكثيف مقصود، ولأيام متتالية، إلى أن يتحول عنه تماماً.
    لو فهم المرء طبيعة نفسه البشرية، لما استمات في طلب الشيء مهما بلغت درجة تعلقه به. فأين ذهب إحساسنا بكل الأشياء والأشخاص الذين اعتقدنا أن حياتنا لن تمر وتكون حياة من دونهم؟ وهاهي دنيانا استمرت وواصلت مسيرتها المجيدة، وأحياناً من غير مجدها ولكنها ماضية. وإذا بمشاعرنا لم تعد كما كانت في أوجها، حتى إننا قد نتعجب إن تذكرنا «استمواتنا» الأول، أمن أجل هذا وتلك ذرفنا الآهات وأرسلنا التنهدات؟ على أن الأهم ألا نستسخف أو نحط من قدر تلك المشاعر التي جاءت في حينها وبعفويتها، فلكل حالة ظرفها وصوتها الذي تهيم به، كما الموصلي مع صوت جميلة. فالموصلي قد شغفه الصوت، ولازمه يدندن به. وكم هي الأمور التي شغفنا حبها، ثم بهتت بفعل الأيام وتداولها..!
    جاء في «زهر الآداب» للقيرواني أن شيخاً جالساً بالباب يكنى أبا ريحانة، فإذا بجارية تحمل قربة تمشي من أمامه، فطلبها أن تغني صوتاً. فقالت: أمّا والقربة على كتفي فلا. قال: فأنا أحملها، فأخذها عنها، فاندفعت تغني. فطرب الشيخ وصرخ صرخة، وضرب بالقربة إلى الأرض فشقها! فبكت الجارية وقالت: ما هذا بجزائي منك! أسعفتك بحاجتك، فعرّضتني لما أكره من مواليّ. قال: لا تغتمي، فإن المصيبة عليّ حصلت، ونزع شملته (كساءه)، وابتاع لها قربة جديدة، وقعد، فاجتاز به رجل من ولد علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه وأرضاه)، فعرف بحاله، فقال: يا أبا ريحانة، أحسبك من الذين قال الله فيهم: «فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين». قال: لا، يا ابْن رسول الله، ولكني من الذين قال الله فيهم: «فبشِّر عبادِ الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه»، فضحك الرجل وأمر له بألف درهم.
    فالنفس تهفو إلى الزين وحسنه، فإن كتمتها ازددتها ولعاً وشوقاً، وإن فسحت لها، فلربما جنحت بك وبها، فما العمل وهذه هي بشريتنا؟ أن تعطها بقدر. وقد قالها أبوذؤيب الهذلي: والنفس راغبة إذا رغبّتها، فإذا ترد إلى قليل تقنع. أمّا النفس الحكيمة فهي التي تعرف متى تُمسِك ومتى تسمح، في الوقت الذي يكون بيدها ألا تُمسِك وأن تسمح أبداً، وهذا نضج وتعقّل لا يؤته كثير من الرجال والنساء. بل إن هناك من يؤمن بالأخذ والاستمتاع إلى ما لا حدود، أو بالأصح، إلى أن يعترضه عارض من مرض أو خلافه، فهو ولذته كفرسي رهان تسابقا فربح الزمان حين تغلّب بفرسه عليهما، فهل تعوِّض الذكريات ما لحق بالفارس من خسارة؟ أحياناً، تكون الذكرى أقسى من وقع السوط على الجسد المعذّب بها، إلا أن من حقك أن تتبع أحسن القول والفعل، والحق يسعك ويسع غيرك، فاغترف من نهر الجمال الذي تتوقه، وستأتيك الذكرى على مهلها، إنمّا لا تفقد صوابك وأنت تابع، وإن أردتها ذكية، فيمكنك أن تكون تابعاً ومتبوعاً في آن.
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 13 يونيو 2013 - 8:54

    لا تخلط اللبن
    ثريا الشهري
    الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٣
    وإن تكن قصة معروفة، فلا مانع من الاستزادة منها. فقد نلتفت إلى معنى لم نعره بؤرة اهتمامنا، لأنه كان خارج نطاق نظرنا وتركيزنا، وربما معرفتنا ببواطن الأمور. فماذا تروي الحكاية التي نقلتها المصادر؟ إنه في إحدى الليالي خرج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى طرقات المدينة. وكان قد نهى عن خلط اللبن بالماء. فإذا بامرأة تقول لابنتها: ألا تمذقين لبنك؟ وتقصد تخلطينه. فقالت الجارية: كيف أمذق وقد نهانا أمير المؤمنين عنه! فقالت الأم: قد مذق الناس فامذقي، فما يدري أمير المؤمنين؟ فقالت الابنة: إن كان عمر لا يعلم، فإله عمر يعلم. فوقعت مقالتها من عمر. فلمّا أصبح دعا عاصماً ابنه، فقال: يا بني، اذهب إلى موضع كذا وكذا، فاسأل عن الجارية. فذهب عاصم، فإذا الجارية من بني هلال. فقال عمر: اذهب يا بني فتزوجها. فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب. فتزوجها عاصم بن عمر. فولدت له أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. فتزوجها عبدالعزيز بن مروان، فأتت بعمر بن عبدالعزيز.
    فراسة ابن الخطاب توقعت أن نسل تلك المرأة الصالحة بالتزاوج مع دمه سيثمر نسلاً طيب الأعراق. وقد كان، وليس في الأمر نبوءة. وإنما معرفة الرجال بالعرق الأصيل والمعدن الذي يستمر بالتوارث. فالعرق دسّاس في الحُسن وفي غيره. وهذا ما نهمله عند اختيارنا للشريك. فأول مطلب للرجل جمال المرأة، وللمرأة مال الرجل. وكأن ما عداهما حقائق ثانوية ليس لنا حاجة في بعثها وبحثها. وفي ذلك تحضرني قصة لامرأة منّ الله عليها بنعمة الأبناء وكانوا صبياناً. فحمدت الله على عطيته وانكبت هي وأبوهم المهندس الناجح على تربيتهم.
    فإذا بالأيام تفاجئ الأبوين بما لم يجدا له تفسيراً يقنعهما. فنزعة الشر والإجرام التي بدأت تتضح معالمها في شخصيات الفتيان لم يكن لها من مبرر منطقي. إلى أن وقع الأب – مصادفة- على معلومة تقول إن جده الذي لم يره يوماً كان من قطاع الطرق وكنيته «تأبط الشر ومشى». فأتى المهندس بكتب علم الوراثة ليقرأ عن الجينات الوراثية التي تنتقل إلى الأبناء والأحفاد. ومذ حينها لم يعد له من سالفة سوى سؤال أصدقائه الأطباء وذوي الخبرة عن توارث الصفات والطبائع. ومتى تكون الصفة متنحية ومتى لا تكون. وما أسباب تنحيها أو ظهورها من جديد. وما «الأمراض» التي تنتقل بالوراثة لا محالة. فعِيل صبر الأم، ولكنها احتسبت الأجر عند الله، ولسان حالها: وهل أخطأ أبي لأنه لم يتحرَّ عن سلسلة نسب زوجي حين خطبني؟!
    ففي دراسة حديثة للمخ وتلافيفه تم الاهتداء إلى تحديد جين الإجرام وموقعه في الرأس. في منطقة داكنة على ما يبدو أنها المسؤول الأول عن عمليات إبليس في المخ. وهذا السواد أو الجين إنما ينتقل بسواده من مخ إلى مخ. قد يكمن أحياناً، ولكنه لا يختفي. وكلنا نعاني من السواد ذاته، إنما المسألة نسبية. فهذا يعيش بمنطقة أظلم في مخه من غيره. وذاك يتقلص ظلامه. فكيف السبيل إلى البعد عن الشر؟ يا ليتها بهذه السهولة، لكنا عزلنا الوحوش «مع بعضيهم». والحلوين الطيبين «مع بعضيهم».
    ولكن الحقيقة والواقع العلمي يعترف بأن السيطرة على انتقاء الجينات، وفرز الصالح منها عن الطالح لا يكون كمن يطرح التفاح المعطوب خارج الصندوق. ومع ذلك، على الفَطِن أن يؤدي ما عليه في تتبّع نسل من سيرتبط بهم بالمصاهرة. فيكون في تفضّل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على أبنائه قبل ولادتهم بانتقائه أمهم أولاً، (كما أخبر بنفسه) المرأة التي سينتمون إليها حتى آخر العمر.
    فماذا عن المرأة؟ أيلزمها التقصِّي أيضاً عن عرق رجلها قبل الارتباط؟ نعم، وهي أهل لهذا التفكير. فعليها قبل أن يغريها مال الرجل وشكله، أن تسأل عن سيرته وامتداد نسبه. ولو كلفها السؤال جهداً ووقتاً وملامة. صحيح، قد لا يأتي الابن بعطل أبيه وجده وعللهما، ولكن الاحتمال الوارد بامتداد العرق أكبر من تجاهله. وفي عصر المعارف والعلوم، يجب التدقيق في مسألة الزواج وسلامة النسب بوعي أنضج للمستقبل وعواقبه.
    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23892
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 13 يونيو 2013 - 22:43

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 13253387571
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - ما هو مرضك؟

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 18 يونيو 2013 - 13:47

    عابر حياة - ما هو مرضك؟
    ثريا الشهري
    الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
    يقول الخبر إن الممثلة الأميركية آنجلينا جولي خضعت للفحوص الجينية الدقيقة التي عينت تحديداً مدى احتمال إصابتها بسرطان الثدي، وعادة ما توصى المرأة بإجراء مثل تلك الفحوص منذ سن الـ40. فماذا كانت نتيجة جولي؟ احتمال إصابتها بسرطان الثدي مستقبلياً بنسبة تصل إلى 87 في المئة، وبسرطان المبيض إلى 50 في المئة. وعلى ضوء النتائج كان قرار جولي الجريء باستئصال الثديَين أولاً، ومن ثم استئصال المبيض لاحقاً. وهذا ما حدث، فاستؤصل الثديان لتتقلص نسبة الإصابة بالسرطان إلى 5 في المئة، ويحتفظ الأولاد بأمهم في عالم الأحياء فلا يفقدونها كما فقدت الممثلة والدتها وجدتها وخالتها بسبب المرض نفسه. ولولا أن الممثل براد بيت وأب أبنائهما الثلاثة شجعها وساندها في الإقدام على خطوتها لربما كانت ترددت شيئاً قليلاً، ولا أقول أحجمت، فمن الجلي أن جولي سيدة تفكيرِها المستقل، وهي قادرة على اتخاذ قرارها وحدها، ولكن المعنى أن وجود الرجل والحبيب بجانبها وبثها كلماته وقبوله لها غير المشروط من أهم المشاعر التي ترفع من معنويات المرأة وتجعلها على ثقة بنفسها مهما كانت ومهما صارت.
    الأهم في خطوة جولي أن بعض النساء ما إن سمعن بهذا الاستئصال الشهير حتى هرعن إلى إجراء الفحوص، غير أن الجهاز الذي فحص جولي لا تملكه الدول العربية للأسف، ولست بطبيبة، ولكن هذا ما قيل لي عند استفساري لكتابة المقالة، وهو جهاز لا يقف على فحص سرطان الثدي وحسب، وإنما بإمكانه التعرف على أي تغيّر في طاقة الجسم، والتي من خلالها يستطيع التنبؤ بدرجة دقيقة جداً بالأمراض المحتملة للشخص الخاضع للفحص، غير تعرّفه على ما يعانيه منه اليوم وقد لا يدري بوجوده. يعني بكل أموالنا لا نملك مثل تلك الأجهزة المتطورة في بلادنا ونحن الشعوب المبتلية بالأمراض والعلل كافة، ومن يملك المال الكافي فليتجه إلى أوروبا أو أميركا أو حتى روسيا لفحص نفسه بأجهزتهم، أمّا نحن فاكتشاف المرض بعد ظهوره. ونحن وحظنا إن كان في مراحله الأولى أو المتأخرة، فحتى سرطان الثدي الذي تُشن الحملات وتُجرى المقابلات للكشف المبكر عنه، ما هو إلاّ اكتشاف لبعض التكتّل، وبفحصه يتم التعرّف إن كان حميداً أم خبيثاً، ما يعني أن الورم يكون قد تشكّل. صغيراً كان أم كبيراً ليس هذا المطلوب، ولا هو آخر ابتكار العلم المستجد الذي يكشف احتمال الإصابة بالمرض قبل تكوّنه، وهو بالضبط الإنجاز الذي نحتاجه.
    آنجلينا جولي انسانة مشهورة ولها جمهورها، ولذلك تستعين المنظمات والحملات العابرة للقارات باستثمار الفضاء الواسع لجولي وغيرها من الشخصيات المعروفة في إيصال الرسائل المهمة، فكم من سيدة اليوم ستقلِّد جولي وتحذو حذوها في فحص طاقتها وتغيّرات جيناتها لتنقذ نفسها لو كان في الأمر ما يستدعي الإنقاذ فعلاً! وكم من سيدة ستُحرم من هذه النعمة وتعوقها المادة، وإن توافرت لديها النية لخوض الفحوص، فكما قلنا وحدها من تملك المال يمكنها السفر على أول طائرة إلى البلاد المتقدمة. وبالمناسبة ففحص الجينات الذي خضعت له جولي كلفته في أميركا وحدها حوالى 3 آلاف دولار. وحتى جولي أعربت عن أسفها لارتفاع كلفته إلى هذا الرقم، ما يحد نساء كثيرات عن الاقتراب منه، فإن كانت الـ3 آلاف دولار مكلفة لهن، فهي أكثر لنا، فهناك تذاكر السفر والإقامة والمرافقة والموافقة إلى آخر القائمة، ومما سمعته في هذا الجانب أن مصر ستمتلك مثل تلك الأجهزة في القريب العاجل - والكلام على ذمة الراوي -، أمّا ثمن الفحص فلم يُحدد بعد، هذا طبعاً إن صدق الراوي ولم يبالغ في تفاؤله.
    وعلى فرض أن دول الخليج تمتلك مثل تلك الأجهزة المتطورة لقياس احتمال الأمراض المستقبلية للإنسان وتشخصيها بدقة متناهية على حساب حصولنا عليها، وقد قيل إن شركة «مرياد» الأميركية هي الرائدة فيها، فعلى من يعلم بوجودها اليوم التبليغ عن هذا الوجود ومكانه لتعم الفائدة وتصل إلى المهتمين بسلامتهم، فالصحة أغلى عطايا السماء مهما كابر المرء وعاند.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - ثلاث مقابلات

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 18 يونيو 2013 - 13:51

    عابر حياة - ثلاث مقابلات
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣
    حاورت الإعلامية الأميركية باربرا وولترز العديد من الشخصيات العامة في مقابلات جمعتها في كتاب ضخم بعنوان «تجربتي مع قادة ومشاهير العالم». ومن مقتطفات تلك المقابلات، أقوال متناثرة هنا وهناك، مثل قول ممثل أفلام الأكشن حاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر حين سألته وولترز عن فلسفته في حياته، فأجاب: «أن أبقى متعطِّشاً». ويقصد - كما شرحها - أن حياة الرفاهية التي يعيشها من الممكن أن تؤثر في إرادته وعزمه والتعطّش الذي يحتاجه ليكون الأفضل، ولكن سياسته تذكّره بأن يبقى متعطِّشاً بصرف النظر عن المتاح. فماذا كانت فلسفة الممثل المخضرم «كلينت إيستوود» حين ناقشته وولترز حول تحفّظه وشدة غموضه الذي يشبه أدواره؟ يجيب إيستوود: «لا أشعر بأنني مرغم على البوح بكل فكرة تجول في ذهني، أعرف أن العديد من الناس يلجأون إلى تطهير العواطف، ويرتاحون جراء ذلك، ولهذا السبب يجني الأطباء النفسيون الكثير من المال، ولكن، بالنسبة إليّ، لا أريد أن أفرغ ما في داخلي لأحد. ويكفي أنني أستطيع الخروج والتنزه في هذا الحقل وتأمّل الأزهار والأشجار، فأخفِّف عن نفسي».
    ومن أجمل الردود التي ضمّنتها وولترز كتابها رد للإعلامية أوبرا وينفري، حين سألتها وولترز عن تمكّنها من أن تكون ما هي عليه على رغم ما قاست وعانت في طفولتها..! حيث انفصال والديها وتعرضها إلى حادثة اغتصاب من قريبها وهي لا تزال في التاسعة من عمرها، فكان جواب أوبرا: «من مكان ما، لطالما أدركت أنني ولدت للعظمة، لطالما راودني هذا الإحساس». ولمّا انتقدها البعض ووصفها بالوقحة لتصريحها بأنها عرفت أنها ولدت للعظمة، أوضحت وينفري أنها لم تقصد أن تقول إنها هي نفسها عظيمة، إنما عنت: «أن لكل روح نداءها، لذلك أنا أؤمن بأنني جئت إلى العالم في الوقت المناسب لي، فولدت لتحقيق إنجازات عظيمة، وهو ما قصدته بقولي إنني ولدت للعظمة». فكم هي معبِّرة عبارة «أن لكل روح نداءها الخاص بها»، وما على الإنسان سوى أن ينصت كي يسمع النداء الخاص به، ولكننا لا ننصت جيداً. ولطالما رددت هذه الجملة في مقالات سابقة، ولأننا لا ننصت فلا تجدنا واثقين من مهماتنا التي خلقنا من أجلها.
    وكي يحرجك من توجِّه إليه مثل هذا السؤال، فيكون رده لقد جئنا للعبادة، أليس الله بقائل في كتابه: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»؟ مع أن جوابه بعينه يتضمن جواباً أعمق لو تحقّق منه، فالعبادة لها أشكالها، ولها طرقها، فكما أن الصلاة عبادة، فالعمل الذي تؤتمن عليه وتؤديه على وجهه هو أيضاً عبادة، ومعاملة الناس بالحسنى هي أيضاً عبادة، حتى تبسّمك في وجه أخيك عبادة، و.. و.. و.. وتطول قائمة العبادات ولا تنتهي، فهل قمنا بعباداتنا التي من أجلها جئنا؟ هذا هو السؤال، ناهيك أن لكل روح نداءها الخاص بها، وعبادتها التي تبرع في القيام بها أكثر من غيرها، وإلا لتساوى الناس جميعاً في تخصّصاتهم. ولكن الحقيقة أن هناك نوعين من العبادة: أحدهما عام ويشمل الجميع. والآخر خاص ويتوزّع بين الناس، والإشكالية تتجمّع عادة مع النوع الأخير، إذ يتوه المرء فلا يعود يميّز عامه من خاصه، وحين يضيع التحديد، تضيع معه المهمات، فيعيش الإنسان وينتهي أجله وهو يعتقد أنه أدى الذي عليه، فإذا به لم يؤدِّ سوى شيء لا يذكر من الذي عليه، فأي هباء؟!
    مفتول العضلات شوارزنيغر كان حريصاً على شعوره بالحاجة كي يحافظ على طموحه ودافعه للمزيد، حتى إنني أذكر في مقابلة لزوجته السابقة ماريا شرايفر - وهي من عائلة كينيدي أو قل عضو في ملكية كينيدي - كانت تؤكد تزمّت زوجها في ما يتعلق بالواجبات المنزلية التي على أبنائهم القيام بها، مثل غسل ملابسهم بأنفسهم مهما كانت ظروفهم، وهو ما يفسِّر إيمانه بضرورة مقاومة دعة الرفاهية حتى لا يركن إلى كسلها المرء ويألفه، فلا يعود يهتم بالأفضل طالما أنه في ظنه يعيش الأفضل. أمّا فلسفة إيستوود فهي لا تختلف عن رفيقه مارلون براندو، الذي لم يجد أقدر من نفسه على فهم نفسه، فهل نتمتّع بهذا الوعي المثقّف لفهمنا..؟!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty «أبيض يا ورد»

    مُساهمة من طرف waell الأحد 23 يونيو 2013 - 7:31

    «أبيض يا ورد»
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣
    لافت هو فضولنا إلى معرفة تفاصيل حياة المشاهير! بفلسفاتهم وسياساتهم وسلوكياتهم! فلربما هي رغبة خفية في اكتشاف أسرار وصولهم إلى مراتب الشهرة وأحياناً الثراء. وأقول أحياناً، لأن الشهرة لا تعني الثراء على رغم أنها قد تبدو كذلك. على كل، وبتضمين المقالة السابقة بعض المقابلات لشخصيات عامة، لم أتوقع اهتمام بعض القراء بالاستزادة منها كما وردني. وإن كنت أرى أن المعلومات الخاصة بالإعلامية أوبرا وينفري كانت مشوِّقة بعض الشيء. إنما بالرجوع إلى كتاب باربرا وولترز يمكن للقارئ الاطلاع على بقية المقابلات وانطباعات وولترز عن أصحابها. فليس من العملي نقلها هنا والكتاب لا يقل عن 790 صفحة. ولكن لنقل إن لقطتها مع الرئيس الأميركي السابق ريغان تستحق التعريف بها.
    تقول وولترز: «وحاورت ريغان بصفته مرشحاً. لا شك في أنه إنسان لطيف وودود، ولكنني بالفعل صعقت بجهله بخصوص بعض المناطق المهمة. فعلى سبيل المثال، كثر الحديث في الصحف عن عملية السلام بين إسرائيل والدول العربية المجاورة عن طريق إعادة الأراضي التي احتلتها منذ حرب 1967. وجزء كبير من الجدل كان متعلقاً بقرار الأمم المتحدة، رقم 242 الذي يبرز صيغة الأرض مقابل السلام. ولكنني حين طرحت السؤال على ريغان نظر إليّ مشدوهاً، على نحو خالٍ من أي تعبير، ولا حتى دليل واحد». وللمصريين تعبير «بلدي» بهذا المعنى بالذات، ولكنه يفي بالغرض حين يصفون من ليس لديه أدنى فكرة عن الموضوع بقولهم: «أبيض يا ورد».
    عندما تولى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الرئاسة، تداولت مواقع البريد الإلكتروني إيميلاً عن أجوبة بوش عن بعض الأسئلة في مناسبات سابقة متفرقة، كانت مذكورة بعنوانها وتاريخها. أتذكّر أنها تدفعك للابتسام، وفي بعضها للضحك بغير مجهود منك لشدة جهل قائلها بأمور، لو سألت المواطن العربي البسيط عنها لأجابك، فكيف برئيس «أميركا»! ولم يعلق من تلك الأجوبة إلا: «وماذا تعرف عن ابن لادن؟»، وتتوقع أنه سيسرد سريعاً المعلومات المحفوظة سلفاً، فإذا به يسأل المذيع: «هل هو باند؟»، ويقصد هل ابن لادن اسم لفرقة موسيقية؟ طبعاً هذا الكلام كان قبل أحداث 11 سبتمبر، ولكن الفكرة أن الرئيس المقبل والمرشح للولايات المتحدة لم يكن يعرف من هو ابن لادن. ولا نستغرب إن كان أوباما لا يدري بتفاصيل صغيرة ولكنها حاسمة في حرب سورية الدائرة. وكما قالها أستاذ العلوم السياسية لطالبته حين زعمت أن أميركا تعرف كل شيء. فأجابها: ليس كل شيء.
    أمّا القصة الآتية ففي الواقع هي موصولة بجهلي وحدي. باعتقاد كنت أردده ولو سألتني عن مصدره لاحترت في جوابي! حين ذكرت ذات مرة أن مغني فرقة البيتلز المشهور جون لينون صرّح بأنه أشهر من المسيح، فجاءه المتعصب الديني الذي قتله. ولكن الحقيقة، وكما روتها وولترز على العكس من ذلك. فقاتل لينون الذي طلبت الإعلامية مقابلته في سجنه واسمه «مارك شابمان» علم بالبناء ذائع الصيت الذي يقطن فيه لينون في نيويورك حين وقع مصادفة على كتاب يتحدّث عن نجم البيتلز، فابتاع تذكرة سفر من هاواي إلى نيويورك مصمماً على قتل لينون. فلما سألته وولترز عن الدافع! أجابها أنه فكر أن قتله قد يمهد له الطريق لاكتساب الشهرة، إذ تشبّه شابمان بالشخصية الرئيسة التي يجسِّدها الكتاب، فشعر أن قتل لينون سيبث مزيداً من الراحة في وجدانه، وبأن هذا «اللا أحد» في نفسه يحثه على أن يقضي على ذلك الأحد، ويعني لينون، ولأنه أدرك أنه لن يقوى على قتل رجل بمفرده، فتوجه - على حد تعبيره - إلى الطقوس الشيطانية التي ارتآها، فراح يصيح ويغني ويحرِّض نفسه بصوته الداخلي على القتل. فهل في تلك الرواية أية غيرة دينية على أي نبي؟! وكلما عرفت أشياء، غابت عنك أشياء. إنما الإشكالية في صحة معرفتك بالأشياء أصلاً! فلربما ما اعتقدت أنه صحيح وتعرفه، فركنته على الرف، وصار في «الأوكيه»، إذا به يظهر أنه «مش أوكيه» على الإطلاق. ويعلم الله كم من قناعات في حاجة إلى تعديل واستبدال ويظن صاحبها أنها في عداد «الأوكيهات».
     
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - ويستمر المسلسل السعودي

    مُساهمة من طرف waell الأحد 23 يونيو 2013 - 7:31

    عابر حياة - ويستمر المسلسل السعودي!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
    كثيراً ما كانت مارغريت ثاتشر تردد مفهومها الخاص للقيادة والمستمد من تعليمات أبيها، فتقتبس كلماته وتقول: «إياكِ أن تتبعي الحشد الجماهيري لمجرد أنك لا تحبي أن تكوني خارجة عن المألوف، فهذا خطأ فادح. إياكِ أن تقومي بعمل لمجرد أن أحداً غيرك يقوم به. فكري في ما هو عين الصواب وأقدمي عليه، ثم حاولي إقناع الآخرين بأن يتبعوكِ. وعلى رغم أنه كان شيئاً صارماً لطفلة، إلاّ أنني عملت بالنصيحة». وما تغرسه في ابنك من الصعب عليه تجاهله وإن حاول، على أن القول الذي لا يتبعه نموذج حي لا جدوى منه، فمن ينصح بشيء ولا يأتي بمثله، فلا نفع من نصيحته، التي لم تنفعه قبل غيره. ولا أحَبَّ على الأبناء من أبوين يتميزان بتفكير عصري وعملي في آن، فلا داعي للمثالية الملائكية، ولا للانفتاح الزائد، وليتنا نقتفي من الأسلوب التقليدي ما يوافق الموقف بزمانه، فليس كل تقليد واجب ويُتَّبع، كما ليس كل تقليد سيء وبليد، وما حُكْمُنا على الأمور سوى بمقدار وعينا وجرأتنا على تشكيل حياتنا وفقاً لقناعاتنا لا قناعات الآخرين البالية.
    يقول الله تعالى: «خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم». فلا يمكن أن تأتي أفعال العباد صالحة في مجموعها، وعليه تعالى وحده المغفرة والتجاوز عنا. وتلك هي طبيعتنا كبشر، وتبرهنها الآية، فمن نكون لنستكثر على أنفسنا اقتراف الخطأ؟! ثم ألسنا -أحياناً- نقوم بما نقوم به، على علمنا بخطئه، كي لا نقع في خطأ أكبر منه؟ ولنسأل: أيهما يعلِّمنا الدرس جيداً، الخطأ أم الصواب؟ إذاً، فالخطأ ليس دائماً شيئاً سيئاً، وإن كانت الأمور نسبية، فالأخطاء أنواع ودرجات، وحتى النوع المصيري منها، فلا شك في أن فيه من العبر لصاحبه ودائرته أكثر من مئات الخطب والتنظيرات، بل وهناك من الأخطاء ما تحمد الله عليها لأنها كانت رادعاً لك مما هو أعظم منها، فعد إلى سجلِّك وأحصه وتبسّم لأنها مرّت في حياتك، فهل يكون فضلها في أنها غذّت نباهتك للمرات القادمة، أم لأنها نفّست عنك فكفتك غيرها؟ أم..أم..!
    كم يحلو للأبوين رصّ قائمة بالمحظورات والأخلاقيات الفاضلة على أسماع الأبناء، فيرتاحون لسردهم الروتيني وكأنهم ضمنوا به راحتهم ونصيبهم من التوجيه والإرشاد، والعادة أن الأبناء يسايرونهم في تمثيليتهم الساذجة، فيُظهرون اقتناعهم واحترامهم لنصائحهم النادرة، حتى إذا خرجوا من عندهم قلبوا الموجة إلى تردد آخر وطبيعة أخرى، لتحيا الازدواجية في شخصيةٍ أمام أهالينا وأخرى بعيداً منهم، وليستمرَّ المسلسل العربي إلى أن يفاجأ الأهل المطمئنون بأخبارٍ تُباغِتهم وتنبئهم عن الخدعة التي شربوها. فمن الملام؟ والجواب: الأبوان، بتشبثهما بحشو عقول أبنائهما ورفضهما التفاعل معهم بمرونة تواكب العصر وظروفه.
    ولنعقد مقارنة في حق الأوصياء: بين صرامة الأبوين بلا مراعاة لحاجات أبنائهما في زمن المغريات، وبين صرامة المسؤولين في سد باب المتع التي يتوق إليها أبناؤنا على أرض وطنهم ومنعها وإلغائها، فها هو الصيف بحرِّه وفضائه، وها هم أبناؤنا يواصلون ليلهم بنهارهم سهراً وثرثرة، وربما انحرافاً! وها نحن لا نزال نصرُّ -وبتعنُّت سقيم- على تحريم افتتاح دور لعرض الأفلام، فأعطني بيتاً لا يستقبل تلفزيونه ما تبثه القنوات الفضائية، فماذا إن امتد العرض الخاص المحصور بين جدران البيت إلى خارج أسواره، ليتيح للعموم -بلا مشقة سفر وكلفة موازنة- متابعة فيلم خاضع للرقابة وأكل «الفشار»؟ فما الذي نخشاه حين تكون الصالة والعرض وتنظيم الدخول إليها والجلوس فيها والخروج منها تحت أعيننا وإشرافنا؟ أليست أنسب من الاستراحات والشاليهات المتطرفة؟ فإن كان في السينما ما هو خطأ، يظل أهون وأخف ضرراً من تيه أبنائنا في خطر الفراغ والعزلة، ولكننا عوضاً عن وقفة صادقة مع تفكيرنا المعطِّل للحياة، نتبع جمهوراً مُرائياً، يلعن السينما في العلن ويركب الطائرات لارتيادها، جماعات تتوعد وتطلق اللعنات على مَن تزعم أنهم «تغريبيون»، وفي الخلوة يديرون أجهزتهم على القنوات التغريبية يستمتعون بها على طريقتهم، ليستمر المسلسل السعودي هذه المرة، الذي وإن حُفظت قصته المهترئة، فسيأتي عليه يوم قريب ويتعدل السيناريو والحوار لصالح مشاهديه الشباب، وعندها سينجح في جذبهم إليه بكامل تركيزهم.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23892
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 23 يونيو 2013 - 20:51

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Images?q=tbn:ANd9GcSta4D5UakMyKqM9jU2NjW6jYkVpaPywPznIwQpB1K-xHT1bohh
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty إجابة «إكسبريس»

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 25 يونيو 2013 - 10:59

    إجابة «إكسبريس»
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
    استقبل بريدي الإلكتروني سؤالاً مستعجلاً لقارئ ألحّ بالإجابة. وسؤاله: كيف أعرف أنني أحب المرأة التي قابلت..؟! فهل يحتاج المحب إلى معرِّف به؟ أم هل الحب شعور يخطئه صاحبه؟ ثم، ولم التساؤل في موسم السفر والإجازات؟ أم أن لحرارة الصيف علاقة بالموضوع..؟! فماذا إن دخل الخريف؟ ومع ذلك، ليكن الرد السريع عاماً ومنشوراً. فالحب بداية، حالة خاصة جداً ومتلونة من شخص إلى آخر، فما يحسه أحدهم ويصنِّفه على أنه حب، قد لا يراه غيره كذلك، ولكن، لنقل إن أعقد الأسئلة تملك أبسط الأجوبة. وعليه يكون الحب هو الاشتياق باختصار، فالشوق إلى الحبيب كافٍ عن التفكير في ما عداه، وهو شعور غريب عنك، يحتلّك ويربكك. فمن يفضِّل معه العزلة والغرق في بحر الخيال. أو النوم أملاً بحلم يأتي بطيف الحبيب، ومن يجافيه النوم لأن واقعه تحوّل فجأة إلى عالم أجمل من الأحلام، على أن الأمر ليس في وقوع الحب، ولكن في: إلى أين سيأخذنا..! وفي الحب بالذات من الممكن أن يجد المرء نفسه وهو يلعب ضد نفسه وضد مصلحته، فتخيّل أن نفسك تنافس نفسك في لعبة، الرابح فيها قد يخسر أيضاً، فأي مجازفة!
    يُقال إننا لا نعرف قيمة الشيء إلا إذا تحول إلى ذكرى، وهذا صحيح في معظم الذكريات، ولكننا في الحب نستعذب لحظاته ونحن نعيشها، ونحن نغيب عنها أيضاً، وإن لحقها في البعد كم من الآهات، وربما الحسرات، فيسترجع المرء ذكريات حبه بغصة تعتصره بابتسامة خفية. والأهم أن نتعلم أكثر من أن نعرف، فما جدوى معرفتنا إن لم تعلِّمنا؟ ودروس الحب من شأنها أن تعلِّم حتى الجاهل المصرّ على جهله، فلا أحد أكبر من سلطان الحب بعبره وعذاباته، ليبقى ما لا أفهمه في الحب..! فالمنطق ينحو إلى أن من يحب لا يقبل على حبيبه قتامة الحزن والتعاسة، ومع هذا تسجِّل الإحصاءات وتوثِّق الحكايات أن المحبين أكثر من يسبب الألم لمحبيهم، فكيف تحب وترضى بدموع شريكك وهو معك في ابتلائك نفسه؟ ولا شك في أن الحب ابتلاء، وعوضاً عن أن يتعاون المبتليان على مصيرهما، يزيدانه ابتلاء بجروحهما، عجيب غباء الإنسان في أذية روحه!
    أمّا قارئي الذي ينتظر جوابه، وأدري أنني لم أشف غليله، فأرده إلى مؤلفات أحلام مستغانمي ليستفيض منها، فهي من أفضل مَنْ كتب في الحب وبحوره، حتى إنك لتحتاج إلى وقت لتتأمل عُمق جُملها، وقد تقرأها وتسأل نفسك: وكيف لم أفكر بهذا من قبل..؟! فإن كان البعض يرى أن مستغانمي قد صفّت مع المرأة على حساب الرجل، فهو نقد متحيِّز إن جمعت فيه كل ما خطت، أمّا إن قصدت به مؤلفاً بعينه فلا بأس ببعض الإنصاف من ظلم الرجل ومغامراته، ثم ما ضر المُحِّب الصادق من كلام لا يعنيه؟ إلا أن تكون مذكوراً بين السطور وطيّات الورق بأحاسيسك الطيّارة التي استحقت التنبيه منها.
    فما هو عدو الحب؟ الزمن. فالوقت يقضي على الحب، كما الحب يقضي على الوقت، فالمشاعر تفتر والموضوعية تطل، فإذا بك تدرك الأخطاء والعيوب التي تغافلت عنها، وإذا بسوء التقدير الذي صاحب الاثنين يطالب بتقدير غير، أكثر صراحة بين الاثنين، ما يعني أن العقل عاد إلى عمله، فإذا كنا في الحب لا نعقل، فإننا في العقل لا نحب، وقد تعتبر ما مرّ بك مجرد وهم غذّيته حتى نما واستطال، وتسلّط عليك فصوّر لك الحبيب وكأنه مختلف عن الآخرين. وهكذا تجري المقادير...! حب يستفيق منه صاحبه، ومحب يودِّع حبه، ومن يتوقع نتائج الحب فهو مخطئ.
    على أن النـــاس على نوعين: فهناك من يخفِّف عنه الحب ويهضم صـــعابه، وربما ينسيه آلامه وشقاءه. ونوع آخر لا يعـــتقد بملاءمــــة الحب للجياع وأصحاب الهموم. فبالنسبة إلى هـــؤلاء يُعد الحب رفاهية لا يقتربون منها ولا يقدرون عليها، ففي نظرهم الحب في حاجة إلى نفس مستعدة لاستقباله، لا لتطفيشه. وبالعموم، الرجل إذا أحبّ أصبح أرق وأشعر، والمرأة إذا أحبت استوحشت واستقوت، ثم تعطّفت بالرقة والدلال بحسب التوقيت الذي تحدده، بالمكان والمقدار. وهذه هي المرأة..!
     
     
    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23892
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 25 يونيو 2013 - 22:37

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 13256128161
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 27 يونيو 2013 - 11:07

    رجل حسبة من الزمن الماضي!
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
    قيل عن العابد المحتسب عبدالله بن عمر العمري إنه خرج حاجاً، فرأى امرأة تتكلم بكلام استنكره، فأدنى ناقته منها وقال: «ألست حاجّة؟ أما تخافين الله؟ فأسفرت المرأة عن وجه يبهر الشمس حُسناً، ثم قالت: تأمل يا عمّ، فإنني ممن عناه العرجي (شاعر غزل لُقِّب بالعرجي لسكناه قرية العرج بالطائف) بقوله:
    أماطت كساء الخز عن حُر وجهها*وأذنت على الخدين بُرداً مهلهلا
    من اللاء لم يحججن يبغين حسبة*ولكن ليقتلن البرئ المغفّلا
    فبماذا رد الشيخ وهي التي بنظرك تستحق ما تستحقه على وقاحتها في بيت الله؟ لم يزد أن نظر إليها وقال: «فإني أسأل الله ألاّ يعذب هذا الوجه بالنار». فبلغ خبره سعيد بن المسيّب وكان سيد التابعين وأكابر أهل الحديث والفقه وتفسير القرآن حتى سمي بفقيه الفقهاء. فلم يزد عن قوله: أما والله لو كان من بعض بغضاء العراق لقال لها: «اغربي، قبحك الله! ولكنه ظُرف عُبّاد الحجاز». فهلاّ تأملنا كلمات ابن المسيب؟ ولا يزايد أحد على غيرته في الدين والحق، ومع ذلك لم يتوعد ولم يهدّد ولم يشكّك في إسلام العمري ويدعوه للهداية، ولا أكثر منه. بل كل ما قاله: إنه ظريف.
    ولنتصور أن امرأة في أيامنا كانت «تتلكّع» بجوار مسجد من بيوت الله، فلا هو بشارع ولا بسوق، فجاءها من رجال الحسبة من أمَرها بالستر ومراعاة المكان والكف عن ميوعتها، فردت عليه بإماطة النِقاب عن وجهها، وإنشادها شعراً بأنها لا تبغي سوى وقوع المغفّل في حبالها. فماذا ستكون ردة فعل هذا المحتسب مع امرأة تتحداه في مخالفتها؟ ولنمضِ في التخيّل ونرى رجل الحسبة ينظر إلى المرأة فيعظَها ألاّ تعود لمثلها، فمثل وجهها حرام أن تشوهه النار، وعلى الله الهداية من قبل ومن بعد، ثم يتركها في حال سبيلها، فيصل الخبر إلى بعض أصحابه المحتسبين، وربما إلى رئيسه، فلا يعنّفه ولا يوبخه ولكن يصفه بالظرف!
    خيال واسع، أليس كذلك؟ ولكنه وقع من سيد التابعين والفقهاء المتوفى عام 94 هـ، ومن ذلك التاريخ إلى تاريخنا انظر كيف تطرفنا في اعتدالنا وسماحتنا؟
    فما ضير المحتسب أن يُبدي النصح بالحسنى والدين المعاملة؟ ونعم، هناك نماذج مخالفة ومستفِّزة، ومع هذا تظل النصيحة ثقيلة ولو كانت بالحق، ومن طبيعة الإنسان أن يستثقل اعترافه بخطأه وموافقة الآخر على صوابه، وبخاصة أمام الجمهور، وإن أيقن في داخله بصحة ناصحه. وإن الشيخ العمري بلطفه وبدعوته المحبّبة أصاب بحسن قوله في نفس الفتاة وعقلها، أبلغ من زجره لها والدعاء عليها - لو كان فعل -. فهل يليق برجل الحسبة الدعاء على امرأة لاحقها ليهديها إلى الستر؟ فلما سألته وكيف يكون الستر؟ وهي المغطاة من قمة رأسها إلى أخمص قدمها، فلا يكون جوابه غير الدعاء عليها بالسرطان؟ وهذا ما حصل أمامي والله شهيد. والغريب أن معظم ما يُروى عن عنف رجال الحسبة وتشنجهم وتجاوزهم اللفظي والإجرائي في أداء مهمات الاحتساب لا يعدو أن يكون التعليق الوحيد عليه سوى أنه قد يبالغ رجال الحسبة أحياناً في مفهومهم لإحقاق الحق، ولكنها تظل حالات فردية لا تمثل إلاّ أصحابها. فإذا كانت هذه هي طريقتنا في مواجهة التطرف، فمتى سنعتدل؟ بل وكيف سنعتدل ونحن المصرون على أنها مجرد حالات فردية؟ أفلا يساوي مجموعها حالات جماعية محسوبة على رجال الحسبة ونهجهم؟
    ثم ما الغرض الأهم من وراء الاحتساب؟ والجواب: العمل لمصلحة الدين، فمتى كان التخويف طريقاً للجذب والترغيب؟ فنحن هنا إنما نناقش المبدأ من الأساس الذي تُبنى عليه سلوكيات المتشدِّد في كل شيء، فما بالك بالدين الذي يئنّ إلى سياسة محببة ومحنكة في هذا الزمن المشوِّش لأهله؟ فيأتي رجل الحسبة وبكل غلظة وجلافة فيأخذ الناس عنوة وتسلطاً، وفي رأيه أنه بذلك خدم الدين وأدى أمانته؟ فهل يكون هذا النموذج هو أفضل ما لدينا وما في استطاعتنا؟ فإذا كانت غلظة القلب وجلافة اللسان تعني انفضاض الناس من حولك، فكيف ستجمعهم على الامتثال للأمر والنهي؟
     
     
    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23892
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 27 يونيو 2013 - 23:38


    ثم ما الغرض الأهم من وراء الاحتساب؟ والجواب: العمل لمصلحة الدين، فمتى كان التخويف طريقاً للجذب والترغيب؟
     فنحن هنا إنما نناقش المبدأ من الأساس الذي تُبنى عليه سلوكيات المتشدِّد في كل شيء،
    فما بالك بالدين الذي يئنّ إلى سياسة محببة ومحنكة في هذا الزمن المشوِّش لأهله؟ فيأتي رجل الحسبة وبكل غلظة وجلافة فيأخذ الناس عنوة وتسلطاً،
     وفي رأيه أنه بذلك خدم الدين وأدى أمانته؟ فهل يكون هذا النموذج هو أفضل ما لدينا وما في استطاعتنا؟
    فإذا كانت غلظة القلب وجلافة اللسان تعني انفضاض الناس من حولك، فكيف ستجمعهم على الامتثال للأمر والنهي؟
     
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - وعرضت «أبها» فيلمها!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:10

    عابر حياة - وعرضت «أبها» فيلمها!
    ثريا الشهري
    الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣
    فهمُنا للدين لا يخدم الدين ولا طبيعتنا البشرية. فأنت إذا فهمت، فهذا يعني أنك فكرت. ومن شأن التفكير أن ينقلك من طرف إلى آخر. كيف؟ أظهرت الدراسات أن أكثر الناس أكلاً أخصهم جوعاً، إذ لا توازن، فإذا اعتقدنا أن الإنسان الذي تعوّد على ملء بطنه وأصبح الأكل بالنسبة له مسألة مستمرة، هو أبعده عن التفكير في الأكل، فنحن إنما نكون بتفكيرنا هذا مخطئين. ومثل الأكل إشباع الشهوات الأخرى، حتى إننا نلاحظ أن أكثر الناس نهماً في اتّباع الهوى، أوفرهم عرضه للسأم في ما بعد. فعندما تتخم من شيء فأنت ترفع من حافز التأهّب بداخلك لتنتقل بتفكيرك إلى الجهة المعاكسة، وقد تصل إلى فكرة التوقف عما أنت فيه، فخذ عندك أكثر الناس انحرافاً عندما ينتقلون بتفكيرهم إلى النقيض حيث التوبة والزهد لاحقاً، وهكذا هي آلية التفكير. فما لا نفهمه عن التفكير أنه يتجه إلى البعيد وليس إلى القريب، فالشيء البعيد يولِّد الطموح والشعور بالأمل، وربما السعادة لفكرة امتلاكه وكذلك اختلافه. كما الحبيبة البعيدة مثلاً! بل إن الزوجة إذا تطلّقت لتحلو في نظر طليقها، فيفكر بها متعجِّباً بعد أن كان ملّها وهي قريبة منه ومضمونة.
    وعليه، عندما نصر على جرعاتنا العالية من المثالية والفضيلة الملائكية، وعندما ننسب هذا الأسلوب في التفكير اللاواقعي إلى الدين لا إلى تطرفنا في فهم الدين، فماذا تكون النتيجة؟ ينحو التفكير إلى الجهة الأخرى. فأنت تحذر من الاختلاط وفتنة المرأة، وستجد أن المرأة هي التي احتلت عليك تفكيرك، إن لم يكن طوال الوقت فمعظمه. فيصيبك الذعر من ارتكاب الخطيئة إن استمر عقلك بنهجه هذا مع كل التزمت. وبدلاً من التخفيف من تنطّعك، تتشنج أكثر في سدّ أي نوافذ وأبواب تؤدي بك إلى حيث مصدر غوايتك كما ضخمها تفكيرك. وكلما تشددت قفز بك عقلك إلى النقيض، ولذلك تجد أن رجال الدين منذ «الرهبنة» هم أكثر الناس جنوناً بالمرأة، فجاء الإسلام ومنع الرهبنة، وأحيا الإنسانية التي ننكرها اليوم.
    حين قام الشباب المتجدِّد المهتم بصناعة السينما وتأثيرها بإنتاج فيلم سعودي بعنوان: «هيفاء» - لو استبدل بعنوان آخر غير مستهلك ولا مرتبط بأذهان الناس بالابتذال لكان الأنسب - ويحكي عن ارتباط المرأة بالأرض والمكان، ويهدف إلى إظهار جماليات المنطقة الطبيعية والبشرية. نقول حين تكلف هؤلاء بالمادة والوقت والجهد والعزم على إنتاج الفيلم وعرضه ضمن فعاليات مهرجان أبها، وتبادلت المواقع صور الجمهور المتنوع بين رجاله ونسائه في صالة العرض. قيل بعدها إن رجالاً عليهم «بشوتهم» تدخلوا لوقف العرض والحيلولة دون استمتاع العائلات بمتابعة الفيلم. وسواء أستجيب لهم أم استمر العرض، فهذا لا يمنع أن منظور تفكير الممانعين إنما يشوبه الخطأ وعدم الوعي، فحينما نملك الشيء لا يصبح مادة لتفكيرنا، بخلاف إذا حرمنا منه! ثم لم علينا أن نربط الدين بالتنغيص على الناس؟ وهذه المشاعر السلبية التي نربِّيها داخل النفوس باسم الدين، أليست ببساطة من تراكمات العقول الباطنة وستبحث لها عن فرصة للانفجار في وضع فوضوي لا يليق بنا ولا بديننا؟
    مواقع التواصل الاجتماعي صارت وكأنها الوسيلة لتجاوزات حمقاء وتطاولات تمس الدين لم نكن نسمع بها قبلاً. وبمفاهيم مضطربة لم يعد أصحابها بقادرين على احتوائها، فظنوا أنه وبخروجها على السطح سيشعرون بالتحرر، والحقيقة أنهم غير مرتاحين في كتمانها ولا في ظهورها. فماذا فعلنا بعقول أبنائنا حتى بات الابتعاد عن الدين هو الخيار الأسهل للتمتع بالحياة في نظر شبابنا؟ وحتى لا تقع ضحايا أخرى من التشويه فلا بد من التصدي للمشوّهين بفتح الواو مرة وبكسرها أخرى، فهل فهم أوصياء الدين كم أضروا به وبنا على امتداد السنين؟ الدلائل الحاضرة لا تؤيد وجود مثل هذا الفهم، وإلاّ لما كنا بحاجة إلى التذكير الدائم بأن تقديم بعض التضحيات والتنازل عن بعض المسلّمات من ضروريات العصر طالما أنها ستقرب الناس من دينهم وتعينهم على التمسك به بصدق وحب، ذلك أن الوحي نزل لتنظيم الحياة، وليس لموتها أو خنقها أو تزييفها.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:12

    أو تفعلها بمكة...؟
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢ يوليو ٢٠١٣
    كانوا إذا حجوا أو اعتمروا حرصوا على الخروج من مكة سريعاً، حتى لا يألفوا المقام وسلوكهم في المقام. وحتى لا ينال التعوّد على المكان من رهبته وتعظيمه داخل نفوسهم. ومع ذلك، ومهما ألف المسلمون العيش بمكة ونواحيها، تظل هي مكة ببيتها الحرام ومسعاها الطاهر وكعبتها المشرّفة، التي ما إن تنظر إليها حتى يعتريك شعور يأخذ بتلابيب روحك ولا تستطيع وصفه أو تتبّع مصدره. إنه ما يقع في قلبك وكفى به تبجيلاً وسكوناً. فكيف تطوِّع للمسلم اقتراف الحرام في مكة؟ وعلى الحرام ما عليه أينما وقع، فكيف إذا ارتكب بمكة؟ بل وفي المسجد الحرام وبين أروقته؟ وهو تساؤل يبحث له عن إجابة شافية. فتركن أغراضك لتصلي فلا تجدها وكانت أمامك. تطوف بين الطائفين فتختفي محفظتك وأنت مع الملبّين. تسعى المرأة فتجد من يستغل الازدحام ويتحرش بها. فإذا تجاوزت البيت الحرام، وإذا شنّ الأمن حملاته، كشف عن السهرات الماجنة والجرائم القاتلة. فكيف تسوِّل للمسلم ارتكاب المخالفات وهو بهذا القرب الظاهر من الله؟ وهذا ما لا يمكن فهمه ولا تقبله. بل بماذا تنصح المتجرّئ على حرمات خالقه وفي ذلك المقام؟ فإذا لم تردعه حرمة المقدّس، فهل ستزعزعه كلماتك؟
    المفروض أن الوعي لا ينام. بخلاف الجسد الذي يئن للراحة والنوم. أمّا الوعي فدائماً يقظ لأنه لا يتأثر بقانون الجاذبية. فمن المعروف أننا نعيش في ظل قانون نيوتن للجاذبية، كل شيء يسحبك إلى الأسفل، فتكبر وكل ما فيك يتهدّل ويتعب. فإن وقفت تعبت، وإن جلست تعبت، ووحده الاستلقاء أفقياً يمنحك الراحة لأنه متناغم مع الجاذبية، بعكس الوضع العامودي الذي هو ضدها، ولكن هذا كله بالنسبة إلى الجسد، أمّا الوعي فلا علاقة له بصعوبة تدفّق الدم إلى أعلى، لأن الجاذبية ليس لها سلطان على إدراكك. فكيف يعمل الوعي إذاً، وتحت أي قانون؟ يعمل وفقاً لقانون الارتقاء، فإذا كانت الجاذبية تعني الانحدار إلى تحت، فالارتقاء يُعنى بالتطلع والسمو نحو فوق... نحو الأعلى. فإن كان وعيك لا يأخذ مساره الطبيعي له بالصعود، فأنت إذاً إنما تعوق عمله. وعندها ستتخبط في مسارات حياتك، وخذ عندك الملحِد حين يُنكر على أحدهم السرقة في بيوت الله، فإذا سألته عن سبب إنكاره وكنت تتوقع منه ألا يبالي، أجابك لأن فيه خطأ كبيراً، فالموضع مقدّس لكثير من الناس، ولا يجب المساس به، وهذا وعي قبل أن يكون إيماناً.
    نعم، مثل هذا الوعي قد يفاجئك به الملحِد، فتسأل نفسك: وكيف بمن سلّم واستسلم لله ودينه؟ كيف صوّر له وعيه بارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، من دون أن يراجع نفسه أو يؤنِّبها إلى أن يُقبض عليه ويُدان؟ وكان الأحرى به أن يُسابق هو في توبته. عَنَت ويصرّ عليه، وكأن حياته مكرّسة لهدف ألا يتغيّر، وألا يسمح لفهم جديد، ونضج أعمق أن يخترقه، فيسمع ما يسمع، ويقرأ ما يقرأ، ثم ينحو إلى كل السبل لتبقيه كما هو. أو بالأصح لتبقي على عقله بلا تفاعل، فهل خدمه عقله وهو عقله، أم تآمر ضده؟ على ما يبدو، والتفسير التحليلي لهذا التمنّع، أننا خلقنا الكثير من «تروس» الدفاع والحماية حول أنفسنا، فحالت دون مرور إلا ما ألفناه. ومن أجل نسف تلك التروس والمصدّات المانعة لقطرات الوعي أن تجتاحنا، نحتاج إلى صدمة تزلزِل علينا جدراننا وتشقِّقها لينفذ النور من فتحاتها، صدمات بهيئة مواقف أو ظروف تصيب الإنسان وتوقظه، على أن الأهم من وقوعها في حياته، أن يتنبّه لحكمتها، وإلا فكل البشر تمر عليهم، فمنهم من يتعظ ويعتبر وينشد الأفضل، ومنهم من يظل على خبله وجهله بلا تغيير.
    حواراتنا وتفاسيرنا لا تخاطب المنطق، ولا تطمئن الروح، فجُلّها لا يخرج عن أوامر تأمر وتنهى بلا نقاش، وإنما بتبعية تقودك ولا تدلك وتوسع مداركك، وقبل أن ندين المخالِف لتعاليم الإسلام بمكة، علينا أن نبدأ معه بحوار عقلي ونفسي غاب عن وعي بيته ومدرسته. أمّا الإشكالية بحق، فهي أن من عليه أن يحاور افتقر إلى مثل هذا الحوار ومنذ البدايات.
     
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65544
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty عابر حياة - الدين قبل «الإخوان» وبعدهم

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:14

    عابر حياة - الدين قبل «الإخوان» وبعدهم
    ثريا الشهري
    الخميس ٤ يوليو ٢٠١٣
    حين نُسب إلى الثائر والطبيب الأرجنتيني تشي غيفارا تحرير دولة كوبا من الديكتاتور باتيستا، نفى تشي أن يكون محرِّراً، لأن المحرِّرين -على حد قوله- لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي التي تحرِّر أنفسها. ومن أقواله: «الطريق مظلم وحالك. فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟ ولا يهمني أين ومتى سأموت، بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن». قُبض عليه في غابات بوليفيا حين حاول تكرار تجربة كوبا، فتدخّلت الولايات المتحدة وساندت نظامها السائد في تصفيته، وأصبح الأرجنتيني بإعدامه رمزاً للثائر المتمرِّد وكان بعيداً من وطنه الأم، فما الوطن الذي عناه إذاً بكل نداءاته؟ يقول تشي: «أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى المظلوم. فأينما وُجد الظلم فذاك هو وطني. وبالثوار لن ينام العالم على أجساد الفقراء». فإذا قارنت كلمات الرجل قبل حوالى 50 عاماً بالحالة المصرية، تظن أن قائلها هو المصري المتظاهِر في ميدان التحرير منذ 25 يناير 2011. أمّا الفرق النوعي بينهما، فيلخصه كفاح غيفارا المسلّح والعنيف، في حين أن أدوات المتمرِّد المصري الأعزل هي صوته واعتصامه المدني بلوحة تطالب برحيل النظام. وقد برهنت أنها الأقوى.
    الأسباب الاجتماعية التي تدفع الشعوب إلى الانقلاب على حكوماتها تكاد تتشابه، بل تتطابق على مر العصور، ولكن لا تأتِ وتخدِّرْني وتبعني طموحك مغلّفاً باسم الدين، فإذا ثرت عليك وعلى أخطائك وسياساتك المعنية بعيشي ووطني وتردّي أوضاعي، قلبتَ المسألة بيننا إلى كفر وإيمان، فحجزتَ لنفسك مقعد المؤمن وألبستني «طاقية» الخائن. هذه المزايدة التي لا تليق بمكانة الدين، لن ترتد على أحد بقدر احتراق من بدأها وأشعلها. وهو أمر مفروغ منه، فخسارة «الإخوان المسلمون» بعد توليهم الزمام في مصر لا تقدّر بهزائمهم قبل السلطة. وكل ما يعنينا منها ألاّ يتحملها الدين الذي اتخذوا منه مطيّتهم زوراً وتقيةً. ولا أخشى شيئاً بعد زوال حكم «الإخوان» -أو «الخَوَان» بتوصيف العقّاد- أكثر من ارتداد تجربتهم العوراء في الحكم على تقدير الناس للدين وأهله. فيبتعد الناس تدريجياً عن كل ما شاب الدين، لأن حفنة من المنتفعين به استغلوه ووظفوه مادياً.
    الشعب المصري الموحِّد مؤمن وقدري بطبعه. ومن قناعاته المتجذِّرة استطاع «الإخوان» النفاذ والاتكاء عليها في استعجالهم الكراسي. وجاء الواقع فكان أبلغ أنباءً وأصدقها من خطبهم ووعودهم العرقوبية، فبقاء «الإخوان» في السلطة أصبح مرهوناً بالساعات المقبلة (وقت كتابة المقالة). وليس هذا بموضوعنا، ولكنها العِبر التي علينا تشرّبها مع التجربة الإخوانية المصرية، وأينما كنا... فالانتصار للدين يحتِّم النأي به عن صراعاتنا. فلا يوجد إنسان على الأرض إلاّ وله في الإسلام نصيب أعلِمَ بذلك أم لم يعلَم، ذلك أن الإسلام هو دين الفطرة الإنسانية، وأي خروج عن الفطرة في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى التشريعية هو في عمقه خروج عن الإسلام. يقول تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها). فما الداعي وهذه حال البشر أن تأتي وأنت المسلم فتحتكر الدين لحزبك ومجموعتك؟ ألرغبتك في الانفراد بمنبر الدين وضمان العامة. وها قد كُشِفت اللعبة وأوراقها حتى مع العامة. وتخلى عنك الجيش والشرطة والقضاء والشعب، ولا شرعية لك تُرتجى! ولا نسأل الله سوى أن يعقل الناس فيفرِّقوا بين الدين وبين كل من يمتطي الدين ليؤمِّن الإجماع عليه. فلا تثق بمن يستأثر بالدين لغير الدين.
    والسؤال الاستشرافي: كيف سيتحول المتحولون ثانية؟ فمن تسرّع واستبدل مساره القديم (المتحوِّل بدوره) بموجة «ركِّب دقن وادهن زبيبة»، هذا المتورِّط ما مصيره بذهاب جماعته المتأسلمة؟ وكأني به يقول: «يا جماعة ارسوا لكم على حال؟ أركّب الدقن ولاّ أحلقها؟ ألبس الكرفتة ولاّ أخلعها» فكيف به وعليه أن يبرِّر الـ «نيولوك»؟ أمّا من فهمها فهو ابن «الريس» بعقد عمله بالسعودية حين تمسّك بوظيفته، وإن تولى أبوه السلطة. لنعد إلى مقولة تشي غيفارا: «لن يكون لنا ما نحيا من أجله، إن لم نكن على استعداد للموت من أجله». وعلى رغم يقيننا باستعداد المصريين للموت فداء لمصرهم، غير أن وطنيتهم أعقل من تدنيس أيديهم بدماء إخوانهم مهما بلغ حجم الخلاف والاختلاف الدنيوي بينهم.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23892
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 4 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 14 يوليو 2013 - 18:02

     «لن يكون لنا ما نحيا من أجله، إن لم نكن على استعداد للموت من أجله».
    وعلى رغم يقيننا باستعداد المصريين للموت فداء لمصرهم،
     غير أن وطنيتهم أعقل من تدنيس أيديهم بدماء إخوانهم
    مهما بلغ حجم الخلاف والاختلاف الدنيوي بينهم.

    متى كان طول اللحى عنوان للايمان
    او الورع
    كيف سنثبت نحن النساء عن مدى ايماننا هل نستعين بلحى اصطناعيه
    ستكون جميله جدا على ذقوننا
    فد ترضي هؤلاء المتأسلمين
    ؟؟؟؟؟

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل 2024 - 18:07