ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


4 مشترك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!


    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 25 أغسطس 2013 - 4:12

    عابر حياة - أوباما ضد كاردشيان!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
    ولو أن شعبية الرئيس الأميركي أوباما هذه الأيام في حضيضها بسبب سياسته المنحازة وغير المتوازنة مع الأحداث المصرية والسورية الأخيرة، إلا أن للرجل حديثاً لا بد من أن نتوقف أمامه، بعيداً عن دهاليز السياسة المحيّرة، وهو الانتقاد الذي وجهّه لحياة المشاهير في برامج ما يسمّى تلفزيون الواقع، وبخاصة برنامج عائلة «كيم كاردشيان»، فعلى حد وصفه بـ «أنها برامج تربي النشء على أن مقياس النجاح هو السيارة الفارهة، والمنتجعات السياحية، وارتداء أزياء بيوت الموضة، ناكرة أهمية العمل على تنمية الشخصية، ومتناسية أن الحلم الأميركي كان يتضمن تعليماً جيداً للحصول على وظيفة مناسبة، وحد معقول من الأمان، وذلك لأن المادة الإعلامية التي يقدمها التلفزيون أسهمت في تغيير الثقافة العامة، فأصبح طموح المراهقين العيش مثل أولئك الأثرياء، وأي مقياس آخر للنجاح غير مرضٍ بالنسبة إليهم».
    وتلك رؤية تحليلية تعبّر عن حال كثير من الشباب الغربي والعربي على حد سواء. والملاحظ أن للإعلام - بمواده التي يقدمها - نصيب الأسد في اهتزاز بنية العقلية الناشئة، فحين تحرص قناة عربية مهمة مثل «إم بي سي» على بث وترجمة مثل تلك النوعية من البرامج الفارغة، فهذا لا يعفيها من تسيير المضمون الثقافي لدى شبابنا وشاباتنا نحو مزيد من التسطيح وانتظار الثروات الهابطة، بل إن من القيم التي يحملها هذا البرنامج تحديداً ما يطبِّع الخطأ والخطيئة، ويجعلهما شيئاً عادياً وعابراً، فإلى يومنا ونجمة المجتمع الأميركي- المجردة من الموهبة إلا من استعراض مفاتنها مع بقية أخواتها - لم تتزوج بخطيبها الذي صار أبا لطفلتها. وهذا طبعاً بعد النهج الذي سارت عليه أختها كأم لطفلين من رجل ترفض الزواج منه، وعلى رغم أن ما يتابعه المشاهد متفق عليه مسبقاً بسيناريو معد كشفت عنه نجمات سابقات لمثل تلك البرامج، وعلى رغم أن وعي المتفرج إلى أن ما يدور ليس وليد الصدفة والعفوية كما قد يبدو، إلاّ أن القائمين على إخراجها لديهم من الأفكار والأساليب المغرية ما يحمل المشاهد على الانخراط معهم في تمثيلياتهم كنوع من الموافقة على الضحك عليه ولو للتسلية!
    غير أنها لو لم تكن برامج مدروسة لتحقق نسبة مشاهدة عالية بإغراءاتها الاستهلاكية لما وصلت إلى درجة انتقاد رئيس الولايات المتحدة لها تعييناً. الإشكال في أنها تعلي من شأن مَن لا شأن له، أمّا العقل والتعب والعمل والأمل فليس لها بريق في خطة بائعي الوهم والمقامرة بضربات حظ، وإلا إذا على الشهرة والمال فالفنانون والرياضيون هم أهلها، فلم لم نتابع أنجلينا جولي مثلاً، أو لاعب كرة القدم ميسي أو المضرب نادال في حياتهم اليومية عبر كاميرا تلاحقهم؟ وإلاّ كنا شهدنا دعم جولي لمنكوبي العالم، أو تغلّبها على استئصال ثدييها وتوفيقها بين أولادها وعملها وسفرها، وإن كانت هي الأخرى لم تتزوج بوالد أبنائها، ولكن تبقى النواحي الإيجابية.
    إذا كان لا بد من تلفزيون الواقع، أو قل كنا اكتشفنا المثابرة والتدريب الشاق للتفوق الرياضي، وأن الفنان أو الرياضي اجتهد وأبدع في عمل يتقنه فأكسبه المال والشهرة، فلم تقتصر الحكاية على مجرد وجه وجسد؟ وسؤالي: لم لا يتعاقد «تلفزيون الواقع» مع العالِم والطبيب والكاتب، ومن عرف بإضافاته وقيمته الإنسانية، فيتعرف الشباب على خلفيته ولو بدافع الفضول؟ الجواب: لأن هذه الشريحة لا تؤمن للمنتجين التجاريين نسب الربح التسويقي التي ترضي أطماعهم. ثم نلوم الشباب على تفكيره «الريعي» وإهماله أولويات التأسيس الحقيقي، ومعظم ما يقدم إليه يوحي بأن الأموال هي هدف ولغة العصر للسعادة، ولا تستدعي سهر الليالي على الكتاب والمشروع الجاد، بقدر السهر على أمور أخرى أسهل وأسرع وأمتع، فإن سمعنا بقفزة اسم أو اسمين، فذلك لا ينفي العدد المسكوت عنه ممن وقع في الفخ وخرج بحطامه وانهياره.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 26 أغسطس 2013 - 22:46

    a5

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 28 أغسطس 2013 - 7:03

    عابر حياة - «هذا في مزاج أنا»
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣
    دائماً ما أؤيد الرأي القائل بأن الصحوة الإسلامية والردة العنيفة في العودة إلى الدين ما هما إلا نتيجة للشعور الجمعي لمجتمعاتنا الإسلامية وعموم العرب بالإخفاق الحضاري في مواجهة الغرب، وكأننا نقول أنتم فشلتم على صعيد القيم الأخلاقية والاجتماعية، بينما نحن تغلّبنا عليكم في هذه الجزئية بالذات التي سيحققها الإسلام. لذلك تجدنا راديكاليين في التمسك بها، فإن تبسّطنا فيها فماذا بقي لنا؟ يعني لا حضارة ولا فضيلة مزعومة! وطبعاً من غير المرأة تكون كبش الفداء وضحية المذبح! فانظر إلى أي اختلاف تكون المرأة بالمصادفة طرفاً فيه. فأول ما ستُضرب به هو شرفها وشرف رجالها الذين سمحوا لها بالتطاول والحرية. وقد لا يكون في الأمر لا تطاول ولا حرية ولا من يحزنون. ولكنها الخصومة العربية التي قد تبدو في ظاهرها مجتمعات حضارية، بينما تحمل في باطنها السمات البدائية الأولى في أسوأ أحوالها. فإذا تحضّرت وتمدّنت في نقاشك، رد عليك بخطابه الإسلامي المتشدِّد. وهو رد مغلوط ولا منطق يبرره، فإذا على الإسلام فهو أعظم دين حضاري متمدّن. فماذا إذاً؟ ومتى سننتهي من هذا النفاق وهذه المراحل الانتقالية لمجتمعاتنا؟ التي كلما أوسعناها نقداً قيل لنا إنها مرحلة انتقالية والناس فيها تكون أكثر توتراً وأسرع استثارة. والظاهر أن قدرنا كشعوب عربية وإسلامية أن نراوح مكاننا في الانتقال والازدواجية، ثم نوهم أنفسنا أننا نتقدم، وعند أول خناقة تحضر سيرة المرأة وفضيلتها.
    موقف قطر واحتضانها الإخوان المتأسلمين ينبغي فهمه والرد عليه من منطلق أبعاده الآيديولوجية والسياسية الاستراتيجية. ومن حق المصريين وأمنهم القومي الاستنكار وتوضيح الحقائق، ولكن لأن في المشهد العام امرأة تدعى الشيخة موزة فيتحول الخلاف والغضب إلى رخص قديم ومتأصل يغمز ويلمز، وهو انحطاط في الخصومة وشاهد أصيل على فقرنا الأخلاقي والحضاري، فمن حقك ووطنيتك وفهمك لخبايا الأمور مناقشة الأفكار والأساليب والسياسات، ولكنك وبمجرد تطرقك للأمور الشخصية لغريمك - حتى وإن كان رجلاً - فأنت إنما تضعف من حجتك، وتضر بعدالة قضيتك في أحسن التفاسير، لكن هذا طبعاً في المجتمعات المتحضّرة. أتذكّر في معرض هذا الكلام ما كان العامل الهندي في موقع بناء مسكني يجيبني به كلما استغربت منه شيئاً في البناء، فيرد ويقول: «هذا في مزاج أنا». ويقصد أنها طريقته. والظاهر هنا أن المزاج العربي في التعامل مع المرأة لا يبتعد بأكثر ولا بأعمق من منطق العامل البسيط ولو صارت الحاكمة بأمرها.
    النبي سليمان عليه السلام يناقش قومه ويحاورهم في ملكة سبأ ويقول عنها إنها «أوتيت من كل شيء». وهذا من فضل ربي على النساء وفي القرآن سورة كاملة باسمهن. فالمرأة بأمر من خالقها قد تمنح كل العقل والحكمة والجمال، فيستكثرها عليها الرجل ثم يلصقها بغيرته الإسلامية. والأنكى أن قذف المحصنات من كبائر الإسلام، ولا تجد أسرع من إطلاق اللسان في قذف المرأة، ولا يحتاج القاذف إلى أكثر من تلميح سافر حتى يكمل البقية من عنده، ويقوم من مكانه ليتوضأ ويصلي ويسأل الله الستر والعافية. عجيب أمر مسلمنا يطلب ستر أهله، ولا يتحرّج من فضح أهل غيره ولو زوراً وبهتاناً، ثم لا يستحي من الله حتى بعد علمه بحادثة الإفك والآيات التي نزلت في إنصاف المرأة. إنه تاريخ مخزٍ وجاء الإسلام ليهذبه ويعقله، فمضى الزمن وعدنا كما كنا مع حادثة الإفك، مع الفارق أننا اليوم نغلّفه بإطار ديني. والسؤال: أين ولّت مقارعة الحجة بالحجة؟ فإن سلكت المرأة توجهاً سياسياً وآيديولوجياً معيناً، وكان خطيراً ومحرضاً، وحصل أنه تناقض مع مصالح واتجاهات أخرى، فلا يكون الرد بتقزيم الموقف وتحقيره إلى أمور شخصية تتعلق بشرف المرأة، بأساليب ليست سياسية أو قانونية كما كان ينبغي. ولكنها ثقافية بدائية في وعيها الجمعي، وهذه هي سمة المجتمعات المتأخرة في تعاملها مع المرأة مهما اكتست بوشاح التحديث الظاهر على سطحها.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 29 أغسطس 2013 - 0:53

    شكر

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 سبتمبر 2013 - 9:23

    عابر حياة - البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1!
    ثريا الشهري
    الأحد ١ سبتمبر ٢٠١٣
    ترددت أخيراً أصوات تطالب برجوع الإخوان المسلمين إلى تعاليم المؤسّس حسن البنّا وما أراد بالجماعة، وانفصالهم أو تراجعهم عن راديكالية القطبيين (نسبة إلى سيد قطب الذي انضم إلى الجماعة في مرحلة لاحقة). وهو كلام مضلِّل وغير دقيق، وغير مبني على معرفة بالسياق الداخلي لثقافة التنظيم وفكره، فكأنه يقول أن البنّا وصّى بالدعوة إلى الله ومساعدة المحتاج ثم رحل عن جماعته، وليس رجلاً اتخذ من الصبغة الدينية غطاء لطموحه ونشاط تنظيمه السياسي، فهذا الرجل منذ الأساس هو طالب سلطة، ولكن الساحة عند تأسيس الحركة كانت تعج بالأحزاب والشخصيات التاريخية ذات الباع والتاريخ السياسي والوطني العريق والمعروف، وبالتالي فالمنافسة على بضاعتهم نفسها لن تكون في مصلحة البنّا ولا بضاعته، فكان أن خرج بحركته على شكلها الظاهري مستغلاً التذمر الاجتماعي والطبقي، ومقدماً نفسه على أنه المنقذ، وهو ما أكسبه وجماعته تلك الشعبية التي حظوا بها وبخاصة بين طبقات المجتمع البسيطة والكادحة ذات الوعي الذي يسهل اقتياده وتوجيهه.
    في أول دراسة عن حركة الإخوان المسلمين، صدر كتاب بعنوان: «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» للمستشرق البريطاني ج. هيوارث دن، الذي تعلم في الأزهر وأشهر إسلامه، وتأتي أهميته من كون صاحبه عايش الجماعة وكان شاهداً ومراقباً لها منذ طور تكوينها وصعودها، فألف كتابه في الفترة التي انخرطت فيها الجماعة أواخر الأربعينات في أعمالها «الإرهابية» (لمن يطالب بعودة الجماعة لتعاليمها الأولى)، فتطرّق لجوانب في تاريخ البنّا والإخوان لم تذكرها الدراسات المتأخرة، ليجمع مؤلفه بين ميزتي السبق والريادة، وأصبح المصدر الرئيس الذي لا يصح تفويته لمن يريد أن يفهم. وعلى رغم غيظ الإخوان من الكتّاب وعدم رضاهم عن محتواه وكشفه للتاريخ الواقعي لمؤسسهم وحركتهم، ارتأوا عدم مهاجمته أو مؤلفه - خبثاً منهم - كي لا يسهموا في اشتهاره وتحديداً عند القارئ العربي والإسلامي، مكتفين بإنكار معرفتهم بالمؤلف ومعرفة المؤلف بهم أمام من يقرأ الكتاب، أو يعرف بوجوده.
    يقول هيوارث دن: «أعجب الكثير بالبنّا لآرائه، ولم يستسيغوا الظن بأنه كان يبدي كل تلك القوة لأجل أطماع سياسية. لم يريدوا التفكير بأنه استعمل الإسلام لأغراض سياسية. ولكنه برهن على أن الإسلام يمكن استخدامه كسلاح قوي ضد الامتيازات والحكومة والتغريب والرأسمالية». مضيفاً: «مع التغيرات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للطبقات العاملة، نمت فجوة هائلة بين العلماء والناس، فملأ حسن البنّا تلك الفجوة. ولكن - لسوء الحظ - الرجال الذين يستغلون الأوضاع الاجتماعية الجديدة، ليسوا أولئك الذين يستطيعون منح المجتمع المشاركة التي هي لصالحه بتعاون طبقاته»، وهذا ما تكشّف بعد أكثر من 80 عاماً من تأسيس الجماعة ووصولها للكرسي الذي صُنعت لأجله، ومن مصر خرجت وفي مصر وئدت.
    علة الموالين أنهم لا يصدقون إلاّ ما يصدقون مهما سقت إليهم من أدلة وحاورتهم بالمنطق، هذا على اعتبار أنهم الغافلون على أحسن تقدير. أمّا المزايدون ومن في ركب الإخوان فالدين ورقتهم، ولا أدل على هذه البراغماتية الوصولية من حلفاء الإخوان ومن يدافع عنهم اليوم، فالعرض المسرحي بالمزايدات هو للجماهير، أمّا خلف الستارة فالضرورات تبيح المحظورات، ولكل عمل مسوغه، وفي ذلك يحكي الكتاب عن نشأة الجماعة في الإسماعيلية حين سعى البنّا للحصول على تمويل مالي من شركة قناة السويس لبناء مسجد ومدرسة ودار لجماعته، وتلك كانت البداية، فقبض من البارون دي بنوا وهو الوكيل الأعلى للشركة مبلغ 500 جنيه، فجوبه باعتراض بعض أتباعه لقبوله الإعانة من المستعمرين الكفار، فلم يغلب البنّا في تسويغ فعله مثل ما فعل حين لم يجد غضاضة أو حرجاً في قبول المبلغ الكبير الذي تبرع به التاجر اليهودي حاييم درّة للإخوان في حفلة بكازينو النزهة في الإسكندرية، وهي معلومة مذكورة في إحدى مقالات الإخواني أحمد السكري لمن يشكِّك. وهذا هو البنّا الذي لم يندم على غاياته التي تبرر وسائله!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - جواز سفر حتى إشعار آخر

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 سبتمبر 2013 - 9:25

    عابر حياة - جواز سفر حتى إشعار آخر
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٣ سبتمبر ٢٠١٣
    يوصم الخطاب العربي بالتكرار والاجترار. والأكيد بالتطويل، بحيث لو استقطعت جزءاً ووصلته بآخر لما تأثر الطرح بالقطع ولا بالحذف. وفي رواية لو ألغي الخطاب كله لكان الأجدى لقائله ومستمعه. هذه حال خطاباتنا وذهنيتنا وثقافتنا، والجود من الموجود. فمن أين ستأتي كلمات الخطاب؟ وقيل إنه ليس بالإمكان سوى ما كان وسيكون! غير أنه، وعلى ما يبدو أن أميركا في السنوات الثلاث الأخيرة استعارت خطابنا إياه، دع عنك دول أوروبا، وخذ عنك: «مرة حنضرب، ومرة مش حنضرب. مرة انتظروا يقولولنا نضرب، ومرة مش محتاجين يقولولنا نضرب». وهذه بركات ابن حسين أوباما بدخوله البيت الأبيض، وتخندقَ المعنيون. واستعدت مدام الأسد بطلب أصناف الغذاء الأجنبي لأبنائها في ملجأ الخمسة نجوم. والضربة الليلة، وبالكثير غداً. ويصيح الموالون بالمسرحية وسورية لن تضرب، ويرد المعارضون بالوعيد والتهديد «فعَمْلة» الكيماوي القاصمة لن تمر بلا عقاب، وإلى كتابة المقالة وابن حسين «ما بيجمعش ومش عارف ينزل من أعلى الشجرة». وعلى رأي القائل: «كل يذهب، لكن من يعود ممن ذهبوا»، هذا ليس السؤال، ولكنه الجواب. وبمناسبة الخطاب العربي الذي لا يسمعه أحد: فماذا عن كلمة الملك عبدالله التي وجهها إلى مصر؟ خطاب مدوٍّ وباعتراف المحللين. وكأنه يحمل رسالة ضمن الرسالة تقول إن مصير خطابنا المهمل ليس حتمياً، كل ما فيها أن الخطابات التاريخية لم تُخلق إلا لمن يعرف إذا صعد كيف ينزل، وإلا فلا داعي للصعود من أساسه.
    وستضرب أميركا سورية، ولكن التردد والتخبّط وتلك الحيرة الغربية في التفكير ليست بالأمر الذي يتغاضى عنه المتابع المعاصر. فمن طبع الأيام بتعاقبها، أن تُنسي الناس الملابسات والحيثيات التي أدت إلى وقوع الفعل، فيتذكروا النتيجة ويغفلوا ما كان دونها. ولكن هذا «لاحقاً». نحن اليوم في اللحظة التي نعيشها ونتتبعها. نحن في الإدارة الأميركية التي لم تحسن التصرف في تدبير ملفات الربيع العربي ولا ما لحقه من فصول. وطبعاً هذا ما جنيناه على أنفسنا. فأن ننتظر حكم أميركا، وقرار أميركا، وخلاص أميركا، هذا هو تاريخنا. ومع ذلك، لو امتلك المواطن العربي جوازي سفر، أحدهما عربي والآخر أجنبي. (ولن أحدد الدولة). واقترب من موظف جوازات المطار، فأي جواز سيظهر باعتقادك؟ الجواز الأجنبي في واقعة شهدتها وكانت مع زميلة اتفق سفرها معي. فلما سألتها عن السبب، ابتسمت وردت: «وهذه محتاجة سؤال؟»، ولأن جوابي على ردها البارد سيكون من نوعية خطاباتنا المحفوظة سلفاً، فضلت الصمت. فهل رأيت أميركياً يفضل جوازاً آخر على جوازه (يجوز المطارد أمنياً)؟ أو حتى أوروبياً أو كندياً أو.. أو..؟ في حين لا يستقيم السؤال ما لم نلحقه بآخر نسأل فيه عن عدد العرب الذين يبحثون اليوم عن جنسيات أخرى أجنبية عنهم! وهي حقيقة ليتني أستطيع إنكارها أو تكذيبها. ولن يتغير واقع البيئة العربية الطاردة إلا بأعداد ممن يحسنون ارتقاء الشجرة صعوداً وهبوطاً، وعلى أرض أوطانهم.
    إن اهتز أوباما، فأميركا باقية من بعده ومن قبله ولن يضيرها اهتزازه، وهذا هو الفرق. فالمهزوز فينا لا بد أن يصيب البلد بزلازله وتوابعها. فيقسّمها ويشقّقها ويهدم أعلاها أسفلها وفي الختام سيغادرها، ولكن بعد أن يُفقر أهلها ويُفسدهم ويهجّرهم ويرغمهم على إخفاء جوازاتهم وهويتهم. فماذا بعد؟ نحتاج كمواطنين عرب أن تكون المواطنة فينا شعوراً حقيقياً مدعّماً بالمنطق والشواهد، لا مجرد انتماء أجوف هش نتخلى عنه عند أول ملامح فرصة أو جواز أجنبي. نحتاج أن تحبنا أوطاننا حباً قانونياً عادلاً بلا تفرقة من عرق وطائفة ومذهب وحسب ونسب وقرابة وقائمة لا تنتهي. نحتاج أن نعتز بجوازنا لا أن نظهره لأننا لا نملك غيره. نحتاج أن نبقى على أرضنا ولا يأتي من يستضعفنا ويرمينا خارجها بكل ذكرياتنا، وبقايا من طين تحت أظافرنا تشبثنا به ونحن نُقتلع مع أشجارنا.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 سبتمبر 2013 - 9:26

    عابر حياة - البنّا وقطب ... العملة ذاتها-2
    ثريا الشهري
    الخميس ٥ سبتمبر ٢٠١٣
    تابعتُ بعض التعليقات التي تناولت مقالتي السابقة بعنوان: «البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1»، سلباً وإيجاباً، بما وردني منها على بريدي الإلكتروني أو بما تداوله بعض المواقع على «الإنترنت». في كل الأحوال كنت سعيدة بها وبمشاركيها وبالحراك الذي أحدثوه حول الطرح والكتاب الذي اعتمدته مصدراً للفكرة الرئيسة التي ارتأيت إيضاحها. فكما جاء في المقالة الأولى أن هناك منحى أخذ ينمو ويتردد في الفترة الأخيرة، وبخاصة في برامج الحوارات المصرية، عن جماعة الإخوان المسلمين وانحرافها عن خط سير البّنا الذي أراده لها وانخراطها في أدبيات الفكر القطبي (نسبة إلى سيد قطب)، وهو تحليل رومانسي في مجمله، وبعيداً تاريخياً عن الواقع بحقيقته. فالتنظيم الذي شكّل عجينته البّنا واختار له اسمه الحركي الجذاب، هو ما وصلَنا عنه بعد أن تزوّد في الطريق بالمؤونة القطبية، ليضيفها إلى ما كان لديه من زاد مما لم يختلف عنه في الصنف كثيراً، ولكن في الطعم قليلاً. وهو أمر طبيعي بسبب امتداد السنين وتغيّر ظروف التكنيك والتخطيط، تبعاً لاختلاف المناخ العام. وهذا بالضبط ما عنيته في مقالتي الأولى بالاستعانة بأهم ما كُتب عن «الإخوان المسلمين»، في كتاب له السبق والريادة على الدراسات المتأخرة عنه، لمعايشة الكاتب للمؤسِّس وقربه منه، وكان عنوانه: «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» لمؤلفه المستشرق البريطاني ج. هيوارث دن.
    هذا الكتاب ومترجمه إلى العربية أحمد الشنبري لم يكن ليظهر ويستفيد منه القارئ العربي والإسلامي لولا جهود المحقق والباحث «علي العميم» الذي أخرجه للنور وحضّره بمقدمة احتلت 88 صفحة، بما حوته من مقارنات ومقاربات بين الروايات والتحقيق فيها. في جهد، قد لا يقدّره القارئ العادي كمثل الباحث والأكاديمي ومن له باع في العمل البحثي. وربما لهذا السبب تحديداً لم أشر إلى العميم في المقالة السابقة، لأن مقدمته بقيمتها المضافة إلى كتاب هيوارث، كانت تحتاج إلى إفراد أكبر يكفي لمناقشتها واستيعابها. ومع ذلك، ونظراً إلى حدة بعض أصوات التعليقات، ولاسيما ما كتبه الأستاذ محمد السيف، معتبراً أن مقالتي السابقة تضمنت «سرقة كربونية لـ12 سطراً» من مقدمة الباحث العميم، يؤسفني هنا أن أقول إن هذا الوصف غير صحيح، إذ إنني استفدت من المقدمة في التدليل على فكرتي، وهذا ما لا أنكره، لكنني عبّرت عن استفادتي بأسلوبي وبما تحتمله مساحة المقالة. وعلى أي حال، وللتأكيد على كلامي، أجدها فرصة ملائمة لإعادة تسليط الضوء على الكتاب وكاتبه ومقدمه مرة أخرى، لذا أنصح القارئ بشرائه وقراءته بتمعّن وتركيز يمكّنانه من ربط الأحداث والتحليلات بهوامشها بعضها ببعض (ويا ليته بالمرة يعقد المقارنات بين مقالتي ومحتوى الكتاب حرفياً)، فميزة هذا العمل أنه يضيف إلى القارئ وثقافته في فهم أصول حركة الإخوان المسلمين وأساسياتها، مهما اعتقد بأنه قد أخذ كفايته في القراءة عنها.
    من الأمور التي استغربتها وأزعم أن الكتاب عرّفني بها، كيف أن سيد قطب كان يحقِّر من شأن الجماعة ويستتفهها في علاقته الملتبسة بمؤسسها البنّا في أواسط الأربعينات، فكان يكثر من شتم البنّا أمام ابن شقيقته الذي كان من أتباع الجماعة واسمه أحمد محمد سالم، وذلك بشهادة زوج أخت هذا الابن، فكان الخال المتهكِّم كلما صادف ابن شقيقته سأله عن البّنا وجماعة الحشاشين عوضاً عن المسلمين (في إشارة إلى جماعة الحشاشين الإرهابية الخارجة عن الدولة الفاطمية). ولا غرو في ذلك إذا قرأنا عن تفصيلة فصّلها الكتاب -حصرياً- عن الضرر الكبير الذي لحق بالمجلة التي كان يترأس تحريرها سيد قطب، والحرب التي شنها البنّا على قطب لرفضه القاطع إدماج فكر «الإخوان» في مجلته، لعدم تثمينه لفكرهم من الأساس. وهي معلومة لها تفاصيلها وحواشيها، على خلاف ما صوره لنا محمد قطب عن علاقة شقيقه سيد بالبّنا و «الإخوان» والامتداد الفكري والشخصي المتواصل بينهما. معلومة تقودنا إلى انتقام الجماعة من يهود مصر وتفجيرهم لمحالِّهم (شيكوريل وبنزايون وأركو وغيرها) لامتناع أصحابها عن الإعلان في مجلة تحرِّض عليهم. وكانت تفعل بأوامر من البّنا مستتراً، على رغم علاقته الجيدة علناً مع هؤلاء اليهود. ثم تفجيره لاحقاً للشركة الشرقية للإعلان وتعود في ملكيتها ليهود مصر أيضاً، لمنافستها شركته للإعلانات العربية (وأيضاً على رغم علاقته الجيدة في العلن معهم)، باعتراف «الإخوان» أنفسهم بعد سنوات من الحادثة. فلماذا ينادي بالرجوع إلى تعاليم البّنا وإخوانه؟! ها هي أفكارهم وتطبيقاتهم منذ البداية بتسويغات معدّة سلفاً. والسؤال: لماذا إذاً جاء التحاق قطب بالجماعة بعد وفاة مؤسِّسها بخمس سنوات وأشهر، على رغم موقفه النافر منها؟ مجرد انتهازية وصولية لامتداد فكره لا تختلف عن أسلوب التنظيم ونهجه.
    عابر حياة - البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1!

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 5 سبتمبر 2013 - 16:06

    تسلم ايدك تسلم ايدك تسلم ايدك

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - لو وُجد «تويتر» قبل 10 أعوام!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 2:18

    عابر حياة - لو وُجد «تويتر» قبل 10 أعوام!
    ثريا الشهري
    الأحد ٨ سبتمبر ٢٠١٣
    خرجت مقالتي عن البنّا وقطب بتحليل توقّعت أنه سيلقى ما يستحقه من نقاش الفكرة، فلم أجد سوى اتهامي بسرقة 12 سطراً من الكتاب الذي استعنت به في التدليل على طرحي. فماذا تفهم من هذا؟ أن الكاتب فتح الكتاب ونقل النص كما هو ثم نسبه إلى نفسه. وعلى رغم نفوري من تشخيص المواضيع، ومع أنني ألحقت تلك المقالة بأخرى وضّحت فيها - وباختصار - أنه اتهام غير صحيح، إلا أنني أجدني ثانية في مقالة أخيرة لتوضيح بعض الأمور وبتوسع أكبر. بداية وقبل أي شيء لو كانت النية سيئة لما ذكرت اسم الكتاب والمؤلف في المقالة الأولى، وقد جرت العادة أن أستعين في كتاباتي ببعض المقتطفات وأنسبها إلى أصحابها من دون ذكر اسم الكتاب ودار النشر وسنة النشر ومقدمة الكتاب ومترجمه وكل من شارك بإخراجه، لأنني أعتقد - وهذا رأيي الشخصي وقد لا يتفق معه آخرون - أن مساحة العمود الصحافي غيرها عن المقالة في صفحة الرأي الرئيسة، وبالتالي فإن أردت الاقتباس فيكفي التنويه باسم صاحبه، على أن تستثمر الكلمات الباقية في مناقشة فكرة المقالة والمتفرع منها.
    غير أنني في مقالتي الأولى عن البنّا وقطب لم أقف عند ذكر المؤلف هيوارث دنْ، ولكن المصدر بعنوانه الأصلي أيضاً. وهي إضافة اعتبرتها ضرورية لتحديد أهمية الكتاب كون مؤلفه - وللمرة الثالثة - له فضل السبق والريادة، لأنه كان معايشاً ومراقباً للبنّا والجماعة منذ طور تكوينها وصعودها، ولأن «الإخوان» لم يكونوا راضين عن الكتاب وما ورد فيه، ارتأوا إهماله كي لا يشتهر لدى القارئ العربي والإسلامي، بل وأنكروا معرفتهم به وبوجوده، وهذه الفقرة بالذات في المقالة الأولى هي التي عيّنها الأستاذ الذي اتهمني بالسرقة. والسؤال: هل إذا عبّرنا عن المعلومات بذكر المعلومات نكون سرقناها؟ فأنت حين تعِد لمقالتك وتكون من الحريصين على قراءة المراجع تستقي منها، فمن الطبيعي إن كانت القراءة «طازجة» أن تتشابك بعض كلمات كتابتك «وليس الأسطر» مع ما قرأته وفرغت منه للتو، وخصوصاً إن كنت ممن يتمتعون بذاكرة حافظة. لذلك يميل بعض الكتّاب إلى القراءة ثم الكتابة لاحقاً عما قرأوه إلى حين «تخمّره» في أذهانهم، واختلاطه بغيره من الأفكار والقراءات، فتكون النتيجة تراكمات ثقافية تخرج على الورق وتتبناها، وأنت الذي سمعتها أو قرأتها في مكان ما، كمثل القول: «الحقيقة هي ضحية الحروب»! فقد ترد في مقالة لأنها أصبحت جزءاً من حصيلة مفردات كاتبها. فهل معنى هذا أنه سرقها؟ إذاً بهذا الفهم كلنا سارقون، وهو توصيف غير سليم البتة.
    عملياً لست من هواة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ولا أملك حسابات فيها، ولكن حين وصلني ما تداوله «تويتر» عن مقالتي بتعليقات بعضها «مع» وبعضها ضد، تأملت الحراك للأمانة، فوجدته غير دقيق لأن معظم المعلقين لم يقرأوا الكتاب من الأصل كما اطلعت وكان جلياً من كتاباتهم، وهي نقطة جوهرية، فكيف تعقد المقارنة الكربونية بين مقالة وكتاب إذا لم يُقرأ سوى طرف واحد فيها؟ ثم إنه ومع خوض الخائضين لم يوجد تعليق يناقش الفكرة التي تضمنها الطرح في المقالتين، والتي كان من المنتظر تسليط الضوء عليها وإثراؤها بالنقد والتحليل، وبفائدة تعود على كاتب المقالة وقارئها. وبالمناسبة فلو كان السجال من الأساس في عدم ذكر اسم المقدِّم لكان في العتب أو الانتقاد موضوعية أجدى، وقد استدركت الأمر في المقالة الثانية بذكر المقدِّم والمترجم مع أنه لا يُشترط عادة، طالما أن الإشارة إلى الكتاب ومؤلفه لم تغفل أصلاً، فالمقدمة جزء غير منفصل عن الكتاب.
    في بداية كتابتي الصحافية قبل حوالى الـ10 أعوام تعرضت لسرقة «إيميلي» المنشور مع المقالة، أعقبتها اتصالات تهددني بعدم نشر صورتي والكتابة في المواضيع الدينية، وتناولت بعض مواقع الإنترنت المبتدئة خبر ما حصل ببعض التهكم أحياناً، وببعض التعاطف والاستنكار أحياناً أخرى، وانتهى الأمر سريعاً كما بدأ، ذلك أن التطور في مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن كحاله اليوم، وإلا لكانت القصة تضخمت وتصاعدت بين مؤيديها ومعارضيها في جدال لا طائل منه للقارئ ولا نفع. وها هي الأيام تمضي، وها نحن نترك المتن، ونناقش شيئاً خارجاً عن الهامش!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 2:21

    عابر حياة - وللمرأة السعودية حق في الملعب
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣
    تردد سجال قريب بين الاتحاد السعودي لكرة القدم ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول حكاية السماح للعائلات السعودية بدخول الملاعب وحضور المباريات. فقيل إن الأمر مقصور فقط على دخول العائلات الأجنبية لحضور منتخبات بلادها، فما كان من عدسة مصور «العربية نت» إلا أن التقطت صورة لسيدة «مبرقعة» برفقة فتاتين محجبتين تجلسان معها في مدرجات الملعب لمتابعة المباراة، فهل وقف الأمر عند حدَّي النفي والإثبات؟ الموضوع أكبر وأهم من تسجيل المواقف ويستحق المناقشة والحوار، فالتركيبة العامة للشخصية السعودية لم تعد هي نفسها في تفكيرها وتعاطيها مع شؤون الحياة وإن كنا مصرّين -طبعاً- على أننا لم نتغيّر، وكأن التغيير لعنة يجب أن ننكرها لنتطهر. ولكن نعم، نحن تغيّرنا، ولا تستطيع أن تدّعي -وأنت لست جماداً- أنك وبكل التقنيات التواصلية من حولك وبين يديك لم يختلف فيك شيء. هذا التغيير من المنطقي أن يطاول أيضاً المرأة، لكونها كائناً حياً يسمع ويرى ويتفاعل مع تعاقب الظروف واختلافها. فكيف نتوقع أن تتعاطى المرأة -ولا يستثنى الطفل معها- بأسلوب الزمان الأول وثقافته نفسيهما؟ المرأة اليوم تئن إلى مجتمع يحتوي تغييرها وقوانين تحمي سد حاجاتها، فهل خطر على بالنا أن التمتّع بالحياة في قائمة هذه الحاجات؟ وهو ليست وقفاً على امتلاك الأموال والسفر إلى خارج الوطن للبحث عن السعادة بساعات مسروقة من حياة مجتمعات أخرى، فمن حقي كمواطنة لها الأهلية أن أتمتع بكامل الأحقية في أبسط المتع البريئة على أرضي، وفي مقدمها الرياضة، خصوصاً أنها موجودة ولن أختلقها.
    تمحورت حياة السعوديين حول هواية كرة القدم ومنافسة فرقها ومبارياتها، فلِمَ تستثنَى المرأة من هذا الجو؟ أليست هي جزءاً منه، وتعيش فيه؟ فلِمَ نصرُّ على منعها مما يسعدها وبالإمكان بشيء من التنازل والرحمة أن يتسع المكان لها ولأطفالها معها؟ فهذه الملاعب التي امتلأت بالشبان والرجال، لِمَ لا يعاد تشكيلها مع إمكاناتنا المادية الهائلة بحيث تصبح فرصة ينتظرها الجميع ومهيأة للجميع؟ فخذ عندك مثلاً ملعب «يانكي» في نيويورك، وقد أعد بتصميم غاية في العملية، بحيث تتوافر في المكان الذي يقبع خلف المدرجات مطعم مجهز على أعلى المستويات لألذ «بوفيهات» الطعام التي تتجدد بتشكيلة أصنافها ومشروباتها وحلوياتها على مدار الساعة، بشاشات عرض كبيرة منتشرة في المكان لمتابعة ما يجري على أرض الملعب، بأبواب ومخارج تؤدي إلى المدرجات، بصحون مخصصة لحفظ الأكل -فلا يسقط ويتناثر منها- تتيح للمتفرج حملها إلى مقعده في المدرج أو الاكتفاء بهواء المكيف البارد في صالة الطعام الخلفية. فيكون لك الخيار بالجمع بين الاثنين، وبخاصة في استراحة الشوطين، وهي مناسبة لاجتماع العائلات تحت مظلة قوانين تَحفظ لها تجمُّعَها وتحاسب المعتدي على تخطي حقوقها.
    فماذا عن رياضة كرة المضرب (التنس) وهي من أرقى أنواع الرياضات؟ فإن اعتبرنا كرة القدم للرجال، فبالإمكان أن يخصص التنس للسيدات. وكما أن هناك الدورة المفتوحة للتنس باسم «الدوحة أوبن»، و «دبي أوبن»، يكون لدينا «جدة أوبن» بجوائزها على ساحل البحر الأحمر، ويجوز أن نقسّمها إلى دورات مخصصة للنساء، وأخرى للرجال تسمح بدخول العائلات ومتابعة المباريات. ولنأخذ «يو إس أوبن» وكيف تحرص اللجنة المنظمة باختيار المتطوعين المسجلين على موقعها في الإنترنت بعد فحص سيرتهم الذاتية، والمتاحة لكل الأعمار ولأفراد المجتمع كافة للمشاركة في التقاط كرات اللاعبين الأساسيين وتدريب الأطفال (من يأتي بهم والداهم) على رمي كرة المضرب والقفز فرحاً في الهواء لالتقاطها في ملاعب معدة للتمرين، ثم الجلوس لاحقاً مع أهاليهم على المقاعد لمتابعة اللاعبين في مبارياتهم. هذه المتعة بحد ذاتها لها ضرورتها القصوى في تشكيل ذهنية الطفل على الارتباط العائلي (بأمه وأبيه) وأهمية وجود الرياضة في حياته، والتي كان له معها أجمل الذكريات منذ صغره، وهذا مجرد مثل. وباستطاعة الرئيس العام لرعاية الشباب -وهو الشاب- الخروج بأمثلة عدة لمشاريع لو طبقت فستجيّر لتاريخه الرياضي بلا شك. ولنبدأ بمحاكاة «يو أس أوبن» لكرة المضرب واستضافة المصنفين العالميين على أرضنا، وليُسمح لجمهور العائلات بمتابعة المباريات، فلربما يرتقي ذوقنا الرياضي عندها، ونفهم كيف يكون احترام الصمت في الملعب
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 2:22

    عابر حياة - حذائي ليس دائماً حذائي
    ثريا الشهري
    الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٣
    «حذائي» حاز جائزة أفضل فيلم قصير بالعالم لمخرجه الشاب الإيراني «نيما رؤوفي». يروي في دقائقه الثلاث قصة حذاء متهالك في قدم فتى مدقع في عوزه، يجلس على كرسي في حديقة عامة، تعرف في وجهه ملامح الحزن والسخط والملل من وضعه. يتسكّع في المكان ثم يعود أدراجه للجلوس على كرسيه، فيجد ولداً في مثل عمره، ولكن ليس في مثل حالته. فالزائر الجديد مظهره الخارجي المرتب بحذائه النظيف يحكي أن الفرق بينهما شاسع جداً، فيترك الفتى الفقير الكرسي ليجلس على العشب تحت الشجرة، يحدِّث نفسه عن الظلم الواقع عليه، ثم وبكل قوته يغمض عينيه ويتمنى لو كان هو في مكان الصبي الثري، مكرراً جملته في أن يكون هو... أن يكون هو، فإذا بأمنيته تتحقق ويلقى الفقير نفسه في هيئة الصبي الغني بملابسه المرتبة وحذائه النظيف. فلا يكاد يبتسم لوضعه الجديد، إلا ويلمح امرأة تجر أمامها كرسياً خالياً للمقعدين، تقترب منه لتساعده على الجلوس فيه فقد حان وقت الإياب، في الوقت الذي نشاهد فيه الصبي الغني وقد تحوّل إلى الملابس الرثة والحذاء القديم للفتى الفقير، ومع ذلك فلا تكاد الدنيا تسع فرحه وقفزه طرباً في الهواء لتخلصه من الشلل الذي عوَّقه، وتذوقه القدرة على المشي والتنطيط.
    هي فلسفة بسيطة لمعنى أعمق، ولكن لا تعني صوابها على أي حال. وإلا تقاعس المرء عن العمل والتطور بحجة القناعة بفقره لأن غيره يملك المال ومعه الابتلاءات، فهذه نظرة مختزلة ترضي الإنسان ولكن لا تقدم له حلاًّ ولا تغييراً، فالابتلاء قدر على الفقير والغني، ولا يعني أن أكون غنياً أن تحتلني الأمراض، أو فقيراً فأتمتع بالصحة. وبمناسبة هذا المنطق، تجد الأهل عادة ما يرددون على مسامع ابنتهم إن اشتكت من زوجها: «ارضي بنصيبك ولا يفوتك أنه أحسن من غيره، فعلى الأقل هو لا يسكر ولا يتزوج عليك وليس من رواد السوابق والسجون». منطق غريب ومحبط للأمانة، فلِمَ على المرأة أن تبدأ من هذه الدرجة الدونية في تقديرها لما تستحقه في الدنيا؟ وهل إن كان زوجها لا يتناول الخمر أو المخدِّر (وهذا المتوقع من الإنسان الطبيعي فلا مِنّة ولا فضل) أن تتقبل تعنيفه لها أو بخله عليها أو طباعه الخانقة في المقابل مثلاً، اكتفاء بأنه ليس منحرفاً أو مزواجاً؟
    هذه لا شيء سوى ثقافة جهل عامة تطاول الجنسين وتكرّس الأنانية والخنوع والخضوع لأي وضع مهما ساء، والتبرير: من الممكن أن يكون أسوأ. وهذا صحيح، فكل مآل إلا ويوجد ما هو أسوأ منه، ولذلك بالضبط، ومن باب أولى أن يسعى الإنسان إلى تحسين «أسوئه» فلا يستمرئه في حياته، أو يألفه بحجة الرضا والقناعة. والحقيقة أنه مجرد تراجع وكمون بسبب الجبن وتفضيل الدعة على التغيير والعمل والكد. فهل نعلم ما الشيء الأجمل من الراحة في الحياة؟ أن نعيش الحياة. فالراحة قد تمنحنا هدوءاً موقتاً «ومضللاً»، ولكنها أبداً لن تثرينا بالخبرة والمعايشة والمكانة الأعلى. أمّا حكمة الفيلم أو حسنته التي استقيتها منه، ففي اعتقادي أنها في ضرورة إعفاء المرء ذاته من الأحكام الجاهزة على الظواهر، فلا تدري ما يخبئه الجبل في جهته الأخرى، فدائماً هناك غير ما تراه، فلا تحكم، ولا تبالغ في أهمية حكمك، أو القياس عليه.
    والآن، كيف يكون الارتقاء؟ بتولي المهمات الصعبة وتوديع الكسل. ولكي تحقق شيئاً عليك أولاً أن تمتلك الشجاعة أمام الفشل، فتجمع شتات نفسك من رمادك، وتقوم ثانية وتجرب هنا وتحاول هناك، بتعويذة من كلمتين لا تخرج من بيتك من دونهما: «البال الطويل». وقد قيل يوماً: «لا يضيع حق وراءه مطالب»، ومنطق الزمان يعدّلها إلى: «لا يضيع حق وراءه الصبر والنَّفَس القوي». فالحياة أجمل من اليأس والزوايا المهملة، وأحلى ما فيها احتمالاتها المفتوحة، ولكن كل هذا لا يجدي نفعاً لو كان الخلل الأصلي في الاستعداد الشخصي ورؤية المرء للمكانة التي تليق به. فليس كل وضيع لأن حظه وضعه، ولكن لأنه هو الذي حط من نفسه، وبالإذن من متنبّينا نقول: على قدر أهل الهزل تأتي الهزائم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 2:23

    عابر حياة - أعظم يوم في التاريخ
    ثريا الشهري
    الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
    للمخرج والممثل الأميركي وودي آلن فيلم بعنوان: «منتصف الليل في باريس». ويناقش فكرة الحنين إلى الماضي، أو باليونانية القديمة «نوستالجيا». حيث بطل الفيلم وهو كاتب قصصي أميركي يقضي إجازته مع خطيبته في باريس، فيبثها حنينه إلى ماضي المدينة وهي تعج بالرسامين والكتّاب والفنانين، ولكن خطيبته المشغولة بالحياة الحاضرة على وضعها لا يعنيها الحنين الجارف لما فات. وبحبكة «فانتازيا» يجلس البطل وحده على درجات رصيف قديم، وعند دقات الساعة الـ12 تمر به سيارة من طراز بعيد ليصعد إليها وتأخذه في نقلة واحدة إلى حقبة العشرينات حيث بيكاسو وهيمنغواي وسلفادور دالي وشخصيات أخرى لم تكن لتجتمع في مكان واحد لولا وودي آلن. وهكذا تتوالى الليالي وعند منتصف الليل ينتقل الكاتب بالسيارة إلى حيث يرجو، إلى العصر الذهبي كما أطلق عليه، وهناك يقابل محبوبة بيكاسو التي ملت من حاضرها وتصفه بالملل، فكل ما حولها سريع وصاخب ومعقد، وتتمنى لو أنها عاشت أيام 1890 حيث الحقبة الجميلة كما سمتها. وبالفعل تمر عربة بخيولها لتقلهما إلى حيث تمنّت المرأة، فإذا بغوغان وغيره من فناني جيله يشتكون من حاضرهم الفارغ والمفتقر إلى الخيال، ويتمنون عيشهم في عصر النهضة السابق. ولأن الأزياء التي كانت تلبسها المرأة الغريبة غير تلك المعتادين عليها، فقد سألوها عنها، فأجابتهم بأنها مصممة أزياء وتحب التجديد في الأناقة، فاستغربوا مهنتها التي لم تكن معروفة بعد في زمنهم.
    وهكذا نحن! فكل حقبة نعتقد أن ما قبلها كان أفضل منها، وكل فكرة سابقة لعصرها وكأنها كما الخيال العلمي بالنسبة لعصرها الذي هي فيه، وهو ما يحدونا إلى مراجعة حكمنا القاسي على أفكار وتعديلات حالية نستنكرها ونستهجنها، وقد نكون أول المنادين بها لاحقاً. فلا نستعجل وعلى رسلنا، فنحن من حطّم الأطباق الفضائية، ونحن من يتسابق اليوم على قنواتها، فلم والأفلام تعرض في بيوتنا بلا رقابة، لا نفتح لها دوراً عامة وبما وافق منها ثقافتنا! فما ننفر منه اليوم سيصبح مما نألفه غداً، فلو قيل للسعوديين في مجتمعهم المغلق أن سيأتي عليهم يوم وتتيح لهم وسائل الاتصال المتطورة أن يكلموا بعضهم بعضاً مرئياً وصوتياً وكتابياً بضغطة زر من بعد الهاتف الأسود الأثري والصوت المتقطع، لكانت الفكرة برمتها ضرباً من خيال واسع غير قابل للتصديق. فيا ترى، ماذا بعد في جعبة الأيام؟ ماذا عن أفكار وابتكارات لو طرحت اليوم لكانت مثل «اللابتوب والموبايل» أو «تويتر والإيميل» في عصر التلغراف والراديو صوت الشيطان؟ وهل بالفعل وبعد الذي نشهده ستصدمنا الأيام بتطور فوق التطور، بحيث يعد ما نحن فيه تأخراً فوق التأخر؟ وبالمناسبة فشعوب العالم الثالث تعاصر التطور، ولكنها ليست ممن يعيشونه في جوهره. إنه التطور المقنّع.
    فما قصة العاطفة الغامضة نحو الماضي؟ ولنلقي نظرة على فترة الثمانينات القريبة نسبياً، فمن يتمنى عودته إليها؟ قد تراودك بعض الذكريات المشوشة والسعيدة عنها، ولكن هل تكفي؟ أم أن السعادة إحساس متأخر كمن يضحك على نكتة بعد وقت لأن طرفتها لم تصله في حينها؟ وكما نضحك ممن يضحك على النكتة متأخراً، فكذلك هو الذي لا يلحظ السعادة الآنية وهي تزوره، ولكنه يتعرف اليها إذا مرت وانتهت. أيامنا صعبة ولا شك، ولكن هل عشنا زمن الاحتلال؟ هل عاصرنا الحربين العالميتين أو زمن الطاعون والمجاعة؟ وحقبات وأحداث مرت بأهلها وعصرتهم عصراً ولم يكن لديهم ما يعينهم على مشاركة الألم والأمل كما اتصالاتنا اليوم. فحاضرنا ليس سيئاً أو جيداً على إطلاقه، ولكنه شيء من هذا وذاك، إنها حال الدنيا مذ صارت دنيا، أمّا حنيننا لبراءة الماضي فلأننا نقيسه بتفتّح وعينا، فنظن أن الناس فيمن مضوا كانوا أكثر صلاحاً وسجية من الناس في حاضرنا وهي نظرة قاصرة ومجتزئة، ولكننا اعتقدنا فيها لتراكم الأعوام والخبرات في عقولنا وتناقص السذاجة تدريجياً من تفكيرنا. فما حصل معنا تصورنا أنه حصل مع الدنيا، وما يدرينا أن الناس الأوائل الذين نعتقد فيهم الزمن الجميل هم أيضاً حين كبروا ونضجوا تمنوا زمن غيرهم؟ وهكذا حال صغيرنا اليوم إن تقدم به العمر ونظر إلى ماضيه وتحسّر على البراءة التي اختطفها منه حاضره. باختصار: هل تعرف أعظم يوم في التاريخ؟ هو كل يوم وإن لم تصدِّق!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 2:23

    عابر حياة - الشيخ و «مخدّة» التاريخ
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣
    صدر عن الشيخ عادل الكلباني أن سوق الحاضر التقني والصناعي أجدر بالاهتمام في ظل عالم يتربص بنا، من سوق تعنى بالماضي وثقافة الجنادرية وعكاظ. هذا الشيخ بعينه من استشهدت بكلامه في مقالات سابقة حين آثر الصدق بتحليل الغناء حتى مع المعازف، إذ لا دليل على حرمته من الكتاب والسنة وباعترافه. منتقداً العلماء المصابين بعلة التحريم على إطلاقه. وهذا الشيخ من افتتحت مقالتي يوماً باقتباس من مقالته عن «فوبيا المرأة»، لاعتباره أن وأدها ليس دفناً في التراب، وإنما هو قمع لعقلها وحريتها وكرامتها وبصبغة دينية. وهذا الشيخ هو من وصف القائمين اليوم على إحياء تراثنا بالمتوسدين «مخدّة» التاريخ.
    وهنا لنا وقفة، ولكنها في الاتجاه المعاكس هذه المرة، فالمعنى الذي تخرج به من كلام الكلباني أن الآخرين لا يلتحفون بالتاريخ، لأنهم مشغولون بتقدّمهم، بخلافنا تماماً، وفي هذا خلط للأوراق. فهؤلاء المتطورون، لم يقفزوا قفزاً باتجاه تفوقهم العلمي والصناعي، ولكنهم تدرجوا في كل شيء مع احتفائهم -المبالغ فيه أحياناً- بتاريخهم وأحداثهم، وبشهادة فنونهم وأفلامهم على تنوّع توجهاتها. هؤلاء هم الرعاة الرسميون لمهرجانات تبجيل الماضي وتوثيق رموزه، وهذا الاعتزاز بالتاريخ بأيامه وأقواله هو الأساس الذي بنوا عليه، فكان بمثابة القاطرة التي حملتهم إلى محطاتهم المتفرقة، فلِم يعاب علينا التحاقنا بالقاطرة ذاتها والأصول منبعنا؟
    تعرضت في مقالة سابقة للرياضة في حياة المرأة السعودية وحقها في دخول الملاعب كعضو في منظومة المجتمع وثقافته، فانتُقدت لأن في الحياة أموراً أهم وأحوج إلى الطرح من رياضة المرأة، وهو تفكير محدود ومحبِط في آن، فهل الإشارة إلى معاناة الأرامل والمطلقات، أو عضل الآباء لبناتهم، أو تزويجهن وهن قاصرات مثلاً، تنفي أو تلغي ما دونها من قضايا؟ وكأن ما عداها لا يستحق الذكر! أو كأن انفراج هذه مرتبط بتلك! إنه منطق لا يستقيم، فلكلٍّ وقته وحقه في التحليل والخروج به إلى العلن، وكلما كان المرء أقدر على التعامل مع التفاصيل على تشعّبها، كلما كان أوثق وأوسع خبرة في اضطلاعه بالمهمات الكبرى، وربما الأصعب. فإن كان الشيخ لا يعنيه مهرجان الجنادرية أو سوق عكاظ بكل الأنشطة، لأنهما في نظره مجرد رجوع إلى موروث لا يقدِّم، ولكن يؤخر، فهذا رأيه الذي ليس بالضرورة أن يتفق معه الكثيرون. صحيح أن له حقاً في التعبير عنه، ولكن نبرة التهكم والسخرية لإحياء أصولنا، وتذكير الأجيال بها هي المأخذ على الشيخ لكونه الشيخ، ومن أكثر المشتغلين والمنتفعين بهذا الماضي وتراثه. ثم إن السؤال: هذا ما كان من أصحاب المبادرات بالجنادرية وسوق عكاظ ومشاريع أخرى، فماذا كان من جمهور الضفة المقابلة والمخالفة؟ فهذا ما آمن به المؤسسون والواقع يحكي عن إنجازهم، فماذا قدم المؤيدون لـ «سوق الحاضر التقني والصناعي» المتأسّفون عليه؟ وبالمناسبة عرّاب سوق عكاظ هو نفسه عرّاب مشروع العشوائيات الجبّار. بتجربة قد تهابها دول وحكومات لتعقيدات تنفيذها فعلياً على أرض الواقع، فلِم أغفلنا هذا الجهد المكلف بعقول رجاله وأموالهم؟ أليس هو من صميم التوسد بمخدتي الحاضر والمستقبل؟
    معظم القصص والحِكَم المروية عن النبي عليه الصلاة والسلام مبثوثة في كتب التراث على سبيل العبر والموعظة، وقد جاء في «الاستيعاب» لابن عبدالبر ذكر لحادثة الصحابية والشاعرة «الخنساء» التي تقدمت وفدها لتلقي الشعر بين يدي رسول الله، ومن المعروف أن ابن عبدالبر من كبار فقهاء المالكية في الأندلس والمغرب الإسلامي، وعوضاً عن مناقشة القصة ومغزاها عند التدليل بها، نتجاهلها، أو نشكِّك بها وبإسنادها، بغض النظر عن القيمة الفقهية والشرعية لراويها أو رواتها. ولِم ذاك؟ لأن القصة لا تخدم «مواويلنا»، ولو كانت فعلت لسكتنا عنها، ولنا في غيرها شواهد. ثم، أليست الخطابة -كما الشعر- من فنون البلاغة، ولكن بنثر مرسل وغير مقفّى؟ فلِمَ التناقض في تقبّل وقوف المرأة وهي تخطب في محفل عام، فنثني على فصاحتها وشموخها، ثم تضيق مرونتنا ونستهجنها شاعرة معبِّرة؟ وها هي السيدة عائشة -رضي الله عنها- تقود الجيش على ظهر جمل من المدينة إلى البصرة، فأيهما أقوى وأجرأ: موقف امرأة تحارب، أم شاعرة تلقي قصيدة؟ أمّا هذا السجال والحراك الدائر، ففضله يعود إلى التعريف بالماضي وإيقاظ سوق عكاظ من سباته، فليست إشكاليتنا في انطلاقنا من جذورنا، ولكن في خيانة الجذور.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 17:57

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Z
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - أبناؤنا المبتعثون و «اليهود»

    مُساهمة من طرف waell الخميس 26 سبتمبر 2013 - 2:37

    عابر حياة - أبناؤنا المبتعثون و «اليهود»
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
    للباحثة اليمنية - المصرية الشريفة أبكار السقاف مؤلف أنجر منتصف الستينات عن جذور الصراع العربي- الإسرائيلي بعنوان: «إسرائيل والأرض الموعودة»، وجاء في ثناياه نبش للرابطة بين اليهودية والصهيونية، وفيه تقول أبكار بشيء من التصريف: «اليهودية كدين والصهيونية كحركة سياسية لا يختلفان. فاليهودية ليست كسائر الأديان، فهي لا تعبر عن طائفة دينية فحسب، وإنما عن حركة سياسية أيضاً، امتدت أصولها منذ البابليين من مملكة يهوذا. ومن هنا يجيء مفهوم الصهيونية كحركة يهودية تسعى بقواها وبما تستطيعه من وسائل إلى إعادة مملكة اليهودية، وبناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى للسيطرة على العالم وحكمه من القدس على يد ملك يهودي هو المسيح المنتظر».
    أما لماذا نشأ في أذهان كثيرين أن الصهيونية شيء مختلف عن اليهودية؟
    يعزى ذلك - من وجهة نظر السقاف - إلى سببين: «لحرص مفكري اليهود منذ مستهل الدعوة الصهيونية على إخفاء نواياهم، والخلع على الصهيونية وأهدافها ومبادئها وبرامجها ثوباً إنسانياً عاماً، حيث إيهام الآخرين أن الهدف هو مدّ يد المساعدة إلى يهود العالم المضطهدين، والبحث لهم عن ملجأ يحيون ويمارسون فيه لغتهم وطقوسهم الدينية بحرية. وما فلسطين بالذات إلاّ لكونها منحة إلهية لبني إسرائيل. هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى فلخشية أن يكون لإعلان الحركة الصهيونية رد فعل ضد اليهود في بعض الدول الغربية التي اضطرت إلى التنكيل بهم نتيجة محاربتهم الاقتصادية، ما دعا الصهيونية إلى نفي كل صلة لها بمجموع يهود العالم، زعماً أن الصهيونية حركة مستقلة».
    هذا ما كان من رأي الباحثة السقاف. غير أنه وللأمانة الموضوعية والتاريخية يلزم القول إن ليس كل من يدين باليهودية هو مع الفكرة الصهيونية، فعلى سبيل المثال هناك الحركة اليهودية الأرثوذكسية المعروفة باسم: «ناطوري كارتا» أو «حارس المدينة» بالعبرية، والتي منذ تأسيسها العام 1935 كانت ولا تزال من أشد المعارضين للصهيونية وإقامتها دولة إسرائيل. فلم ذلك؟
    لإيمانها بأنه وبسبب خطايا اليهود، فلا يجب العمل على استرداد أرض إسرائيل بالقوة، ففيه مخالفة صريحة للإرادة الإلهية، وعلى اليهود البقاء في الشتات إلى أن يأتي المسيح ويجمعهم، ومن مظاهر عدم اعترافهم بدولة إسرائيل الامتناع عن دفع ضرائبها ولمس عملتها لحملها شعار الصهيونية، وعدم الاقتراب من حائط المبكى لتدنيسه بفعل الصهاينة. فهل وقفت المعارضة على الناطوريين؟ هذه أيضاً: لا!
    فمن اليهود معارضون للصهيونية من منطلقات يسارية أو إنسانية بحتة، وهذه الفكرة برفض الإنجاز القسري بالتمكين في الأرض لها ما يقابلها لدى الشيعة أيضاً. فمن الشيعة من ليسوا مع الحزب السياسي الخميني الممثل لصاحب الزمان، وإن كان أغلب الشيعة الإثناعشريين من أنصار الخميني، غير أن قسماً منهم ليسوا بهذا الإيمان والمنحى. خذ عندك مثلاً التيار القديم وظهوره في أواخر النصف الأول من القرن الثالث الهجري والمعروف بـ«الشيخية»، وأتباعه المؤمنين أن أي سلطة زمانية هي اعتداء صريح على حق المهدي المنتظر الآتي لإقامة ملكه، ومن الشيخية انبثقت حركة «الكشفية» وفرقة «البابية» التي تفرّعت منها الحركة البهائية.
    وهكذا لا تفهم الأمور على إطلاقها، ولكن على تدرّجها واختلاف مشاربها وتوجهاتها بعد تفنيدها، فمن المبتعثين السعوديين بأعدادهم الغفيرة والمنتشرين حول دول العالم، وبخاصة من تمركز منهم في الولايات المتحدة. من هؤلاء من لا يعرف حقيقة التصرف الأمثل والأنسب مع أصحاب الديانة اليهودية، فهل يزاملونهم أو يصدون عنهم لأنهم مع الصهاينة؟ هل يتعاونون معهم على الصعيد الدراسي أم يختارون غيرهم؟ ثم هل يملك الطالب رفاهية الاختيار؟ وكيف يفعل؟ هل يسأل زميله عن ديانته أولاً؟ أم يمشي في زمالته فإذا ما عرف أنه اليهودي قطع الصلة به وإلاّ وصم بالخيانة لعروبته وإسلامه؟ وغيرها من أسئلة جوهرية حائرة وملحة، وعوضاً عن توضيح أجوبتها من أصحاب الثقة والأمانة بحلول واقعية وليست طوباوية غير قابلة للتطبيق، وكيف أن مقياس معاملة الآخر تحددها أخلاقه ومدى احترامه لخصوصية الإنسان، ولنا في زواجنا من الكتابية والسيرة النبوية أعظم قدوة، عوضاً عن هذا كله لا يزال بعض علمائنا وشيوخنا يرفضون مبدأ الابتعاث من أساسه وإن تعاقبت عليه السنون. وكما المثل الشعبي: «قال سمّوك مسحّر.. قال خلص رمضان». وهذه حالنا، فأبناؤنا تسحّروا وفطروا وانتهوا من رمضانهم، وشيوخنا لا يزالوا يشككون في رؤية الهلال.
     
    suraya_alshehry***********.com
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - بالعصي والحجارة

    مُساهمة من طرف waell الخميس 26 سبتمبر 2013 - 2:40

    عابر حياة - بالعصي والحجارة
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
    لم يدُرْ في خلد مصارع الثيران الإسباني الشهير أن القدر سيحاصره في زاوية تجمعه مع الثور الذي غرز سكاكينه الحادة في ظهره بلا سبب إلاّ من أجل المتعة وإغراء التفوق الذي ابتلي به الإنسان. في تلك اللحظة من المواجهة لم يجد المصارع في عيني الثور سوى نظرات الانكسار. ولو تتأمل الصورة التي التقطها المصور ببراعة، لتعجبت من حال الحيوان الذي كان بإمكانه الانتقام لعذابه من المصارع المحاصر، وهو يحمي وجهه بكلتا يديه، ومع ذلك لم يهاجم الثور قاتله ولم يقتله. في مشيئة عليا تعلِّم الإنسان أن بإمكان الحيوان - أحياناً - أن يكون أرقى منك وأرحم منك. إنه الموقف الذي فجّر في توريرو موريرا فطرته الإنسانية وأيقظ ضميره المتغافل بنومه، فأدرك مدى وحشيته وانتصاره المزيف. وقرر على إثره اعتزال اللعبة وبشكل قاطع ونهائي. غير أنه لم يغادر قبل أن يقول: «عندما شاهدت البراءة في عيني الثور وسمعت أنينه، شعرت بأنني أكبر حثالة على وجه الأرض».
    أتساءل لو أن الله أراد أن يقف من تسبّب في مقتل أطفال سورية بالكيماوي في مواجهة مباشرة مع طفل منهم يموت بغاز السارين وينظر بضعفه وبراءته في عيني مجرمه! ثم ومن عدل السماء يستيقظ ضمير السفاح في تلك اللحظة المرعبة، فيأتيه العدل الإلهي بالحكم عليه عيشاً مع عذاب نفسه وتأنيبها والشعور بذنبها ليلاً نهاراً. ولنفرض أن السماء قدّرت لهذا المجرم أن يبدو للعيان وكأنه نجا بفعلته في أطفال قتلهم بأوامره فلا يواجههم، ولا يُبعث ضميره الميت من قبره. فكيف وبدافع الفضول الإنساني تتوقع أن تكون عقوبة هذا المغضوب عليه؟ فمن عظمة الخالق أنه تعالى وبرحمته الواسعة قد يسامح ويغفر في تقصيرنا بحقه، ولكن ليس في ذنوب اقترفناها في حق غيرنا. فأصحاب الحقوق وحدهم لهم أن يعفوا أو ألا يعفوا؟ فمن سيعفو عن بشار وزمرته في قتلهم صغاره وبهذه الميتة الجبانة؟ من سيسامح من تسبب له بكل الآلام والهموم التي عصرت القلب فأمرضته؟ ثم تصوّر أن الثور- وهو البهيم - قد مر به هذا الموقف فنظر إلى عيني جلاده وكان بإمكانه القضاء عليه، ولم يفعل. والسؤال: هل يُلام لو أنه فعل؟
    يقول آينشتاين: «لا أعلم بأي سلاح سيحاربون في الحرب العالمية الثالثة؟ لكن سلاح الرابعة سيكون العصي والحجارة». وفي كلامه معنى عميق، بعيد النظرة. فكأنه يقول إن الإنسان سيدمّر من نفسه وحضارته إلى أن يخسف بعالمه وأدواته الأرض، وهو لا يزال مصراً على اقتتاله ولو كان بالعصي والحجر. آينشتاين الذي عاصر هتلر قال يوماً: «لا تكافح من أجل النجاح، كافح من أجل القيمة». وهو ما يصنع الفرق. فإن كان بشار ومن معه قد نجحوا في تحقيق ضربتهم الكيماوية، وفي مراوغاتهم السياسية والإبقاء على حكمهم فترة أطول، إلاّ أن السؤال يبقى: ماذا عن قيمتهم؟ كيف سيصفهم التاريخ؟ بل والأهم دائماً: ما وصْفهم عند الله؟ هم لا يعيرون هذه المقاييس بالهم أو تفكيرهم، إن لم تكن موضع تندِّرهم. ولكن ما يشفي الغليل هو انحطاط قيمة المجرم ووضاعته وإن فاز بالجولة. فلن يكون سوى مجرم منتصر.
    في اللحظات العصيبة يُتخذ القرار. وهنا تكمن عظمة الإنسان! في أخلاقية القرارات وشجاعتها في المواقف الحاسمة. فإذا كانت فيكتوريا سوتو وهي معلمة أميركية وعمرها 27 عاماً، قد سمعت صوت الرصاص في باحة مدرستها، فسارعت وخبأت صغارها التلاميذ في خزائن الفصل، لتخرج بنفسها وشجاعتها إلى السفاح الذي أودت طلقاته بحياة 28 شخصاً، فتخبره بتوجه صغارها إلى صالة الألعاب الرياضية، فتفديهم بروحها، ويرديها الجبان مضرجة بدمائها. هذه النبيلة في إنسانيتها وقوتها وأمثالها كثير من البشر باختلاف أديانهم وبلدانهم، هم من عناهم نيلسون مانديلا بقوله: «الشجعان لا يموتون سوى ميتة واحدة. أمّا الجبناء فيموتون مرات عدة قبل موتهم». يموتون بخساستهم التي حذّر منها القائد نابوليون ومن وجود صاحبها في جيشه، حتى لو قابله عشرة بواسل في جيش عدوه. ذلك أن الجبان لا يتورع عن فعل وعن قول أي شيء، ثم إنكار كل شيء. أتدون شيئاً! أبداً لن تتحول خيانة الضمير الإنساني إلى وجهة نظر، أو بشار النعجة إلى أسد.
     


    عدل سابقا من قبل waell في الثلاثاء 8 أكتوبر 2013 - 9:10 عدل 1 مرات
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 26 سبتمبر 2013 - 19:38

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Hwaml.com_1375653110_100
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - «في سلم الطائرة... بكيت»

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 8 أكتوبر 2013 - 9:14

    عابر حياة - «في سلم الطائرة... بكيت»
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١ أكتوبر ٢٠١٣
    كيف تتنقل بلا جواز سفر؟ هذا ما يواجه السوري خارج وطنه اليوم، فمن تنتهي صلاحية جواز سفره يلقى الأمرَّين لتجديده في مراجعاته المكوكية لقنصلية بلاده وسفارتها. وفي كل مرة يؤجل طلبه بحجة عدم وصول الموافقة من سورية، فكيف يستمر المقيم السوري في بلد إقامته إذا انتهت مدة أوراقه الثبوتية؟ وكيف يحوِّل أمواله إلى أهله وأقاربه في الداخل؟ فما بالك إن كان من معارضي النظام ولو على مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهنا تلوى الذراع، ويطالب بالعودة إلى سورية لاستخراج جواز سفره منها بعد مراجعة جهاتها الأمنية! وهو شرط تعجيزي بأية حال ليكف عن المطالبة بتجديد جوازه. ولأن منتفعي الحرب في كل مكان وعصر، فقد ظهرت السوق السوداء للجواز السوري بسعر يراوح بين ألفين و4 آلاف دولار. وعليك الحسبة في كلفة جوازات سفر العائلة الواحدة، ومن لا يملك المال فلا جواز سفر ولا تجديد لإقامته وأوراق أبنائه في المدارس، بل إن بعضهم قد يستعد للدفع، ولا يجد جواز سفر ينتظره. الإشكال في أن هذا الوضع لا تعرف له نهاية، فقد يستمر أعواماً وقد ينتهي في عام، فهل يبقى الوضع على حاله إلى أن تفرج؟ وهل رفاهية الانتظار في متناول سوريي الخارج في معاملاتهم اليومية وحاجاتهم الملحة إلى نظامية وثائقهم الرسمية؟
    ولقد أعادت السلطات المصرية طائرة ركاب تابعة للخطوط السورية بركابها الـ95 إلى اللاذقية من حيث أتت، وذلك بسبب تطبيق إجراءات الدخول الجديدة على السوري بالحصول على تأشيرة وموافقة أمنية مسبقة من السفارة المصرية قبل الوصول إلى القاهرة في إجراء أمني من حق السلطات المصرية اتخاذه، خصوصاً في ضوء الأحداث الساخنة التي تمر بها مصر، علماً بأن دخول السوري كان يتم من دون أية اشتراطات مسبقة، حاله كحال المواطن المصري. ولكن ما مضى شيء وما نحن فيه شيء آخر لا علاقة له بالأمس. وسؤال المليون دولار: إلى متى؟ والجواب يكون في إعادة السؤال.
    وبمناسبة جوازات السفر وصعوبة التنقل، فماذا عن المرأة السعودية؟ فهل وقف حال سفرها على الوثيقة الرسمية المتداولة دولياً؟ كالعادة هناك إضافة محلية ذات نكهة سعودية اسمها التصريح بالسفر، فمهما كنت يا سعودية، وكان عمرك الزمني والعقلي ومكانتك العلمية والاجتماعية فأنت محكومة بإذن السفر من ولي أمرك، ولو كان في سن أصغر «عيالك» طالما أنه ذكر! فماذا عن امرأة بلغت من العمر عتياً وليس لها ولي أمر؟ وهذا حاصل مع زميلة لم يرزقها الله بالذرية، فتطلقت منذ زمن وعاشت مع أبويها كابنة وحيدة لهم. فمات الأب ولم يبق غير البنت وأمها. وقد يسأل القارئ: ماذا عن بقية رجال العائلة؟ ولتكن الإجابة: دعك من الابنة واسأل عن ولي أمر الأم العجوز التي تنتظر إذنه بالسفر! واسمعها وهي تضحك قهراً وتقول: وهل سيأتيني إذنه من القبر؟ والسؤال الأهم: هل وجد النظام لتعقيد حياة الإنسان أم لتيسيرها؟ ثم إذا تعاقبت الأعوام وتغيرت الظروف والمعطيات، فهل من الحكمة أن يستمر أي نظام بلا مراجعة أو تعديل؟ فإن كان جواز السفر هو وسيلة نساء العالمين اليوم في السفر، فهل «هجّجنا» ورحلّن تاركين أهاليهن وأسرهن لأنهن لم يقيدن بتصريح مسبق؟ فإن صار وغادرت امرأة أو عشر، فهل يكون الحل في المنع؟ حسناً... قيدوها بتصريح السفر إلى أن تبلغ سناً معينة، أمّا أن يستمر التقييد حتى بعد سن الـ40 والـ50؟ «يا ناس» هل يعقل هذا؟ ومن ماذا الخوف بالضبط وعلى ماذا؟ من هرب المرأة السعودية؟ فإن كان هذا هو تصورنا عنها، فهل التصريح هو ما سيمنعها إن عزمت؟ فيكفي أن تسافر إلى الخارج وبالتصريح المشهود، و «تفركها» من هناك. ولا نقول إلاّ أن تصريح السفر المسلّط على امرأتنا هو إجراء فاقد لقيمته ومنطقه، وبكل المساومات الرخيصة التي تتعرض لها المرأة بسببه، وممن يفترض أنهم الأوصياء عليها.
    ستعود المرأة المبتعثة بأعلى شهادات العلم ودرجاته في أدق التخصصات، وقد يكون أن ولي أمرها لم يحصل على ربع تعليمها ورجاحة عقلها، ومع ذلك فهي مضطرة لأن تسايره لأمرها الذي بيده، فيسود النفاق وتغليب المصلحة، وربما المزايدة في علاقة الابنة بوليها. فهل هذا هو المصير الذي يرتضيه «الرجال» لبناتهم وزوجاتهم؟ ثم أيهما أوقع: الوصول إلى كرسي مجلس الشورى أم مقعد الطائرة إلى دبي؟ فعلاً تناقض عجيب!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - جعلوني مجرماً!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 8 أكتوبر 2013 - 9:16

    عابر حياة - جعلوني مجرماً!
    ثريا الشهري
    الأحد ٦ أكتوبر ٢٠١٣
    أربعة شبان في تجمع بالشارع مع موسيقى تصدح من السيارات، طارت بهم الحماسة فوقفوا على سيارتهم يرقصون، فظهر منهم من تحرر أكثر فخلع ملابسه، ليتم القبض عليهم ومحاكمتهم بعد انتشار فيديو لهم في مواقع التواصل الاجتماعي. صدرت الأحكام بالسجن 10 أعوام و2000 جلدة، وغرامة قدرها 50 ألف ريال في حق الشاب الذي رقص عارياً، غير الثلاثة المدانين الذين راوحت أحكامهم بين 7 أعوام و1200 جلدة للشاب الثاني، و3 أعوام و500 جلدة للمتهمين الآخرين. فهل تتناسب الأحكام مع ما قام به الشباب «المراهق» على رغم استنكارنا لفعلتهم المنافية للقيم والآداب والأخلاق العامة؟ هل راعت الأحكام طيش هؤلاء وغفلتهم وحبهم للظهور بمنظر مختلف استعراضاً وجذباً لانتباه المارة؟ وهل فعلاً تلك الأحكام بعدد أعوامها وجلداتها كما تناقلتها وسائل الإعلام على أنها عقوبة الرقص بلا ملابس على سيارة، أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وفي المسألة ما هو أقوى؟ لأنه لو كانت العقوبة بهذه القسوة على ذلك الفعل التمردي الجاهل، فالقاضي ولا شك بالغ في تقدير الموقف! وللعلم بالشيء، ووفق ما بيّن مقطع الفيديو، فالشاب الذي قاد وصلة الرقص احتفظ بملابسه الداخلية. باختصار، هو استهتار شبابي في التعامل مع آداب الفضاء العام في مقابل صرامة حادة للتفريط بهذه الآداب، وما بين الاستهتار والصرامة لا بد من خطوات تدريجية تنوب عن القفز مرة واحدة في الحكم.
    يقول أوسكار وايلد: «لكل قديس ماضٍ، ولكل مخطئ مستقبل»، ويعني أن من اهتدى مغلباً إرادته على هواه، يكون تراجع بعد أن عاش حياته الصاخبة الحافلة بالأخطاء والذنوب. الأمر الذي يقودنا إلى أن لكل مخطئ فرصة قد تحملها له أيامه القادمة كي يتوب هو أيضاً ويعود إلى فطرته السليمة، فكم نسبة الأمل في إصلاح حال هؤلاء الشباب وهم خلف قضبان السجن مع أصحاب سوابق قد تفوق الواحدة منها بكثير سابقة الرقص عارياً؟ ثم ماذا عن 2000 و1200 جلدة؟ من يتلقى هذا العدد من الجلدات ولا يشعر بانحطاطه وحقده على المجتمع الذي ارتضى له مثل تلك العقوبة؟ فقبل أن نحاكم هؤلاء الشباب، لا بد أن نسأل عن السبب الذي دفعهم إلى فعلهم المخل في الطريق العام! وهذه هي طبيعة الإنسان المتمردة، فأحدهم يرقص احتجاجاً، وآخر ينعزل ولا يبالي وأيضاً احتجاجاً، وقد يعتقد هؤلاء الشباب أنهم برقصتهم كانوا يعبرون عن سعادتهم، والأوقع أنه تنفيس عن غضب مكبوت تنكر في زي الرقص والعربدة حتى لو كان رقصاً للرقص بذاته، فهذا وارد مع شباب ضيّع البوصلة مع حيويته الفائضة. فماذا عن النوادي الرياضية التي هيأتها الدولة في كل مناطق المملكة؟ وماذا عن تنوع أنواع الرياضات وتوفير المدربين لامتصاص طاقة شبابنا وتوجيهها إلى بوابة الأولمبياد والمسابقات؟ ماذا عن صالات العرض السينمائية التي سمحت للناس بارتيادها؟ ماذا عن الثقافة العامة - ابتداء بالبيت - في تصريف أوقات الفراغ؟ ثم ماذا عن أصولنا في تربيتنا أولاً وأخيراً؟
    في مطاردة الهيئة لشابين في سيارة اشتبه بزجاجها المظلل، واللحاق بها بسرعة فائقة و«دعمها» والتسبّب في وقوعها من أعلى الجسر وموت من فيها - مع هذا كله - قيل لا تستعجلوا في إدانة «الهيئة» قبل المحاكمة، من غير انتفاضة الغيورين للدفاع عن المتهمين، وكأن المهم خروجهم من ورطتهم وليس تبرئتهم أمام الله وحده. والسؤال: أيهما أجرم؟ قتل الشابين أم الرقص على ظهر سيارة بملابس داخلية؟
    فلمَ تعالت الأصوات المدافعة في الأولى، وهي الجريمة الأوقع بجنحتها الأوضح، ولم تستنكر الحكم في الثانية في شباب ستدمر أحلامهم وآمالهم وكرامتهم مع أحكام لا تتناسب وحجم جرمهم؟ نعم.. ما فعله الشباب لا يرضى عنه عاقل في مجتمع حضاري، فما بالك بمحافظ متشدد! ولا أقول إن هؤلاء الشباب لم يستحقوا العقوبة جراء فعلتهم التي سودت وجوه عائلاتهم ولطخت أسماءهم، ولكن ماذا عن أية أحكام بديلة في خدمة المجتمع كان باستطاعة القاضي تأديبهم من طريقها؟ يقول جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه: «كنا غلماناً حزاورة «في سن البلوغ» مع نبينا صلى الله عليه وسلم، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً. وإنكم اليوم لتعلمون القرآن قبل الإيمان». ولقد تعودنا في مناهجنا الدراسية أن نقرأ مفردة التربية قبل التعليم، ذلك أننا نربي قبل أن نعلم، فإذا تعلمنا ازددنا بالتربية علماً، وعلى اعتبار أن لكل قانون روحه، ولكل تهمة حيثياتها وظروفها، فهل بالإمكان نقض هذا الحكم وتخفيفه حتى يسنح للشاب العودة عن خطئه قبل اشتداد عوده في السجن، والتغذي على سِير الإجرام والمجرمين؟
     
    suraya_alshehry***********.com
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - جواز سفري وبطاقتي مع وقف التنفيذ!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 8 أكتوبر 2013 - 9:20

    عابر حياة - جواز سفري وبطاقتي مع وقف التنفيذ!
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٨ أكتوبر ٢٠١٣
    «هل معك إذن من ولي أمرك بتجديده؟» أول سؤال طرحته عليَّ موظفة الجوازات عند تجديد وثيقة سفري الدولية. لم يكن معي الإذن المطلوب، فأنا لم أعلم بوجوبه، مع أنه مذكور في موقع المديرية العامة للجوازات على الإنترنت كما أُخبرتُ لاحقاً، غير أنني لم أعتقد أن تجديد جواز السفر في حاجة إلى أكثر من صورتين ورسوم التجديد. ولأن تعبيرات الدهشة في ملامحي استفزت الموظفة على ما يبدو وامرأتين معها كانتا على مقربة مني، فقد سئلتُ بسخرية مبطَّنة عن استغرابي غير المبرر من وجهة نظرهن! خصوصاً أنها الأكيد ليست المرة الأولى التي أجدد فيها جواز سفري. معهن بعض الحق وليس كله، فقد جرت العادة أن يتكفل ولي أمري بتجديده، ولم أفكر يوماً في التوجه إلى مبنى الجوازات للقيام بهذه المهمة إلا هذه المرة، على اعتبار أن لكل شيء أول مرة، فإذا بي في مواجهة شروط لا منطق يمنطقها، فإذا كنت الممنوعة من السفر إلا بتصريح ولي أمري، فَلِمَ أمنع من تجديد جواز سفري إلا بإذنه أيضاً؟ وماذا سأفعل بالجواز إن لم يأذن لي بالسفر؟ فإن كان تجديد الجواز هو الخطوة ألِف، والإذن بالسفر هو الخطوة باء، التي لن أعتلي سلم الطائرة في غيابها، فماذا عليكم مني إن قمت بالخطوة ألف بنفسي؟ ولِمَ على وليِّ أمري تحمل عبء كل شيء يخصني وهو يخصني؟ ولمجرد العلم بالشيء، تخبرني صديقتي المقيمة بدبي، أن تجديد رخصة قيادتها استغرق بالتمام دقيقتين ونصف الدقيقة.
    حصل أن تعرضْتُ للغش والغبن عند بناء مسكني، فاشتكيت المقاولَ إلى المحكمة، وبسبب تلك القضية اكتسبت خبرتي في التعامل مع الجهات الرسمية، فتعلمت درسي جيداً منذ أول انتقاد سمعته عن وضع صورتي الشخصية التي تحملها البطاقة، وكيف أنني لم أحرص على طمسها بورقة لاصقة. كان بإمكاني أن أجيب ذلك المسؤول المعترض على هويتي الحكومية -وأنا الموشحة كلي بالسواد- عن ثقته المسلّم بها في كوني صاحبة الصورة أصلاً! فجميع من مرّوا بي، من كتاب عدل إلى محكمة عامة إلى هيئة خبراء، لم يهتم أحد منهم بمطابقة وجهي مع صورة البطاقة عن طريق امرأة توظف خصيصاً لهذا الإجراء الأمني المهم والضروري، ناهيك طبعاً عن شرط معرِّفَيْن يشهدان بأنني صاحبة البطاقة التي لم يريا صاحبتها. فمن يُدري الشيخَ أن من يدّعي أنه مَحْرَمي هو محرمي؟ فالمَحْرَم قد يكون ابناً ليست له علاقة باسم عائلتي، وقد يكون خالاً أو أخاً بالرضاعة مثلاً، فهل هذا الذَّكَر الذي يقدّم بطاقته إلى الشيخ هو فعلاً ابن صاحبة البطاقة، أو خالها، أو أخوها بالرضاعة؟ ثم لِمَ شرط المعرِّف والبطاقةُ في يدها؟ ولِمَ استخرجت المرأة السعودية بطاقتها إن لن تفعَّلْ ويُكتفى بها، وبلا استثناء، في الدوائر الرسمية؟ كلٌّ له اجتهاده، فهذا يطمس الصورة وذاك يطالب بالصورة، كمِثْل التي اعتمرت فإذا الشيخ يأمرها في نصف صحن الطواف بتغطية وجهها لأنه فتنة، فما إن خطت بضع خطوات في شوطها حتى خرج عليها آخر ونهرها لأن غطاء الوجه عليه دية، وتحللت المرأة من عمرتها وهي إلى اللحظة لا تدري مصيرها، وهل فعلاً عليها ذنب لأنها كشفت أو دية لأنها غطت، ولما سألت في المسألة كانت الأجوبة مطابقة لما حدث معها في عمرتها: غطي واكشفي، ومن يومها وهي تستفتي قلبها وعلى الله نيتها.
    وقد رفعت 14 امرأة من سيدات الأعمال والأكاديميات والمهتمات بالحقوق والشأن العام، خطاباً مطولاً إلى مجلس الشورى في الأمور التي تعاني منها المرأة السعودية في معيشتها اليومية، فلم يعد مقبولاً السكوت عن ظلم المرأة وقهرها بسبب أنظمة وقوانين المفروض أنها وُجدت لتحميها وتمنحها حقوقها، فإذا بها تعوِّقها وتشل حركتها وتنتقص من أهليتها كفرد له حقوقه الكاملة على مجتمعه، وهي لا تعني مساواتها بالرجل، فهذا غير وارد أساساً، ولكنها العدالة، أو الفريضة الغائبة التي تسعى سعوديتنا إلى إقرارها. فهل يُعقل -على سبيل المثال- أن المرأة التي حملت وأنجبت لا تستطيع تسجيل شهادة ميلاد طفلها إلا بولي أمر؟ أو الإبلاغ عن وفاة ذويها إلا بذكر؟ فإن كان الراحل هو الولي، فهل تطلب ورقة من ميت على أنه مات؟ تنص المادة (53) من نظام الأحوال المدنية -كما وضحه الخطاب- على أنه لا يحق للمرأة تسجيل وفاة زوجها أو أحد أقاربها، وإذا لم يوجد رجل في العائلة يتولى الأمرَ الحدثُ البالغ 17 عاماً، أو عمدة الحي أو شيخ القبيلة أو المحافظ، باختصار: أي ذَكَر إلا المرأة. ولأن من الإجحاف اختصار الخطاب الذي صيغ بعناية واهتمام بالغين، في فقرة أو اثنتين، فلا بد لنا من وقفة أخرى معه، فإلى مقالة قادمة...
     
    suraya@alhayat.com
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - يعني حلال على «الهيئة» وحرام على «المرأة»؟!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 14 أكتوبر 2013 - 14:18

    عابر حياة - يعني حلال على «الهيئة» وحرام على «المرأة»؟!

    ثريا الشهري

    الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٣

    تقدمت 14 امرأة من سيدات أعمال وأكاديميات ومعنيات بالحقوق والمناحي العامة، بخطاب تفصيلي إلى مجلس الشورى للمطالبة بطرح القضايا والأنظمة التي تعاني منها المرأة السعودية في تفاصيل حياتها اليومية. ومناقشة القوانين المتناقضة الفاقدة أهليتها ومرونتها، ولم تجد من يغربلها وينقحها، وكأن امتداد السنين أكسبها هالة قدسية لا تسمح بالاقتراب منها. ومن يحاول المساس بها يهاجَم ويوصَم بالتغريب وتجريف المرأة بعيداً من أصول دينها وتقاليدها، فينبري يدافع ويشرح. والمسألة ليست في حاجة إلى تفسير أصلاً، لأنها برمتها مجرد تمثيلية تخويف وتشكيك وحشر في زاوية الاتهام.
    وقد علّقت عضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا العريض أنه حتى مع وصول الخطاب، فلا تعتمد وصايا المجلس إلّا إن حصلت على معظم أصوات الأعضاء المشاركين. وعلى افتراض تصويت جميع العضوات الـ30 مع التوصية، فلن تُمرّر ما لم يصوت لها ما يكفي من بقية الأعضاء الرجال، حتى ننتهي بعدد للموافقين أكثر من المعارضين. وهو الإجراء المتبع في المجلس.

    وسؤالي: وهل يعني أن الخطاب مع المرأة أننا ضمنا جميع أصوات العضوات في صفه؟

    فما الحل إذاً، مع مسائل شكلية تستنزف الوقت والجهد ولا تؤدي إلى المضمون؟ ولِمَ قُدر لنساء دول الخليج أن يتجاوز أهلهن القشور والروتين المعطل، وهي المجتمعات التي تشاركنا الدين والعادات والتقسيم القبلي والعشائري، بينما سعوديتنا لا تزال تدور أيامها في المطالبة بحقوق أصبحت موضع تندّر الآخرين عليها؟ وكله بحجة الخصوصية المطاطة. وكما هو موضح في الخطاب فهي المرأة الراشد إن أخطأت وتستحق العقاب. وهي القاصر ما عدا ذلك ولا بد من الوصاية عليها في تعليمها وعملها وسفرها وتجارتها واستخراج أوراقها الرسمية وتنفيذ معاملاتها الحكومية لها ولأبنائها. ثم ألم يمنح الإسلام المرأة كامل حقوق ذمتها المالية؟ فلِمَ تُمنع من التصرف في حلالها وفي إبرام عقودها المالية من دون إذن وليها من الذكور؟ ولنقترح أن يجرب الرجل السعودي من باب الاختبار بنفسه أن يعيش حياة امرأتنا شهراً واحداً، بكل الإجراءات المجحفة والتعليمات المكبلة الصادرة بحقها وحق أطفالها، ثم ليخبرنا عن شعوره وعلاقته الصحية بمن حوله وسلاسة حركته في محيطه بعد التجربة؟ وما أصعبها عيشة المطحون المغبون في حقه، وأحياناً في شرفه!

    أهم ما حمله الخطاب كان في رفع الوصاية عن المرأة. وتحديد ولاية الأمر في تزويج البكر «فقط». غير تعيين سن الرشد للمرأة التي بموجبها تستحق حقوقها كإنسان كامل الأهلية. مع تفعيل البطاقة الشخصية وفرض عقوبات على من يرفضها أو يشترط معرفاً لها. أضف إليه، حقها في التنقل كحق أساسي للإنسان. ومن ذلك تمكين من ترغب في قيادة سيارتها، فلا تمنع ولا تعاقب. وفي السياق ذاته، إلغاء منع سفر المرأة إلّا بإذن ولي الأمر. وهنا لنا وقفة، فكل من يخطئ في مسؤولية حريته، فلا يعني خطأ المبدأ ولكن غلط الشخص في فهم صلاحيات المبدأ بالحرية، ولا يقاس عليه. فإذا قيل لا تهاجموا «الهيئة» إن أخطأ بعض رجالها في أمرهم بمعروف ونهيهم عن منكر، لأن الخطأ وارد لبشريتنا في طبيعتها ومحصلتها. حسناً، وبعين المنطق نستعير ونقول، والمرأة لكونها بشراً فهي أيضاً معرضة لارتكاب الخطأ. وهو ما ينبغي النظر إليه بمعزل عن سلامة المبدأ والقانون. فخطأ امرأة لا تدفع ثمنه جميع نساء السعودية. كما أن خطأ عضو «الهيئة» لا يتحمله كل الأعضاء، أم إنه حلال على الرجل وحرام على المرأة؟ نأتي إلى اختلافنا حول قوانين وأنظمة كرست التمييز ضد المرأة، ونقول آن الأوان للمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة السعودية في منح الجنسية للزوج والأبناء. فيجب ألا يستلزم النظام ذلك الشرط الإضافي للأم للحصول على النقاط الثلاث للتجنيس في أن يكون والدها سعودياً أيضاً. بينما نجد أن الرجل إنما يحصل على النقاط الثلاث من دون وجود هذا الشرط. فماذا عن إقرار فعلي وتطبيقي لنظام أحوال شخصية واضح وصريح وملزم... نظام مدروس يتناول قضايا الطلاق والخلع والعضل والحضانة والنفقة والتعدد والعنف الجسدي والنفسي وتحديد سن أدنى للزواج، غير تجريم زواج القاصرات أو الاعتداء والتحرش بالمرأة والطفل؟

    وكالعادة تآكلت مساحة المقالة ولم آتي على جميع النقاط الحيوية والمتعوب عليها للخطاب المهم. أمّا سؤالي الأخير: فماذا لو اختصرت القيادة العليا كل المساجلات والمراجعات بقرارات سامية تنتصر فيها للمرأة وأطفالها كما عودتنا؟ وها هن الكاشيرات والعاملات في بيع المستلزمات النسائية، وها هي الرياضة التي أجيزت للبنات، بل، وها هما يوما العطلة واستبدالهما بالجمعة والسبت! فما الذي حدث؟ وهو مآل الحال نفسه لو صدر القرار بالسماح للمرأة السعودية بقيادة سيارتها، أو حتى برفع كامل الوصاية عنها.


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - واحد في المليون

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 14 أكتوبر 2013 - 14:19

    عابر حياة - واحد في المليون

    ثريا الشهري

    الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣


    أخرجت المغنية الأميركية مادونا فيلمها «دبيلو.إي» عن قصة الملك البريطاني إدوارد الثامن الذي تنازل عن العرش ليتزوج المطلقة الأميركية مسز سيمبسون. فلمَ تناولت مادونا الحكاية المعروفة سلفاً لتكون مادتها التي تحدّت النقاد بإخراجها وكتابتها؟ قيل: لشغفها برواية القصة من وجهة نظر الزوجة، فمعظم من حكا عن مسز سيمبسون اعتبرها امرأة لعوباً أوقعت الرجل في شباكها فتزوجها على رغم فداحة الثمن، ولهذه النتيجة الأخيرة تحديداً كنت ممن يحلو لهم ضرب المثل بـ «الحب لمّا يكون»، لكن مادونا ببحثها وتقصيها في «كواليس» الأحداث قرابة العامين، كانت لها وجهة نظر أخرى هي أقرب إلى منطق الرجل منها إلى رومانسية الخيال عنه. فالملك بتركيبته وطبيعته العاطفية كان لا يطيق الالتزام بأعباء الملك والحكم، مفضلاً حريته الشخصية وانطلاقاته في عالم المرح والمآدب والحفلات الخاصة، فكان تواقاً للحرية، وما تلك المرأة الأميركية غير وسيلته وحجته المبررة لنيل مراده، وهذا لا يمنع طبعاً أنه أحبها، ولكن ليس لدرجة التنازل عن ملكه لولا رغبته الأولى في الحرية، وهو ما تكشّف للزوجة لاحقاً ولم يكن أمامها سوى الاستمرار في ما عرف بأعظم قصة حب في التاريخ، فمن الصعب على المرأة -بتركيبتها المعقدة- التخلي أو نبذ ما هي فيه، خصوصاً وهي العاجزة عن الإنجاب، والمطلّقة مرتين.

    هذا الجانب من شخصية الملك إدوارد الثامن وضّحه لنا أيضاً فيلم «خطاب الملك» الحائز جائزة الأوسكار، ولكن جديد مادونا كان في تحليلها لرواية التنازل عن العرش المبالغ فيها، ما ينسجم أكثر مع تصوري عن الرجل إذا أحب، فحب الرجل محكوم عليه بقصر المدة، فإن طالت فالأرجح لأن الرجل لم يحظ بمحبوبته، أو ينل غرضه منها بقربها أو بقلبها، وهذه طبيعة حبه التي وصفها نزار قباني بستة أشهر لتتبخر، مع أنه غالى هو الآخر في عدد الأشهر. نعم، قد يستمر الرجل مع المرأة ويرتبط بها، ولا يستغني عنها ويظن أن حياته لن تنعم بسلامها في غيابها، كل هذا من الممكن والجائز، ولكن ليس بسبب الحب الذي تعتقده المرأة، أو الذي تؤمن به. وإنما لسبب احتياج الرجل إليها ومصلحته في بقائه معها. قد يكون هذا البقاء ضد مصلحته في الظاهر، ولكن الأمر في الجوهر ليس كما يبدو، فالرجل عشقه الأول والأخير لنفسه، فإن كانت المرأة ترضي هذه النفس وتشعرها بإحساسها المميز فلن يفرّط فيها بسهولة. سيقول الرجل: وماذا يكون الحب غير هذا؟ وهنا أبتسم. فلن يفهم وإن شرحت.

    الرجل يعشق القوة والسلطة والعمل والهواية وراحة البال وصحبة الأصدقاء، أمّا الحبيبة فهي الزينة المكملة إلى أجل قصير مسمى، لتأتي بعدها غيرها، وغالباً لتأتي معها، فيقسم على حبهما معاً، أو حبهن، فلكل نكهتها في منطقه، أمّا مقولة أن «رجال زمان» كان حبهم أصدق وأعمق، فذلك لأن المعروض وقتهم لم يكن بحسن ووفرة اليوم، وهو منطقهم بالمناسبة، فلم أجد رجلاً تجاوز الـ60 والـ70 إلا وتحسّر –ولو صامتاً- على أيامه الغابرة التي لم يشاهد فيها من الجمال سوى طيف امرأة هام به حباً وأهداه القصائد، وقد لا تساوي صاحبته التفاتة شابة من غواني هذا العصر. إذاً، هو ليس إخلاصاً بقدر ما هي ثقافة البيئة السائدة وقيودها حينذاك. وكل مشتهى صعب المنال، وحلاوته في النفس والروح «لها شكل تاني»، فتوهمنا أن رجال زمان آخر الرجال العاشقين مع أنهم «ولا آخر ولا حاجة».

    وقد خُلق الرجل بهذه التركيبة، فلا يهدر الوقت في نفيها، فكما أن المرأة عاطفية متملِّكة إلى درجة الملل والنكد، فكذا هو الرجل عملي وسريع الانفصال عن مشاعره، يخوض الحروب والمعارك مخلفاً الذكريات وأهلها لأحلام مجده الهشّ. الغريب أن ما يصدِّره لنا الغرب إنما يحكي عن قصص الحب والعشق والتضحيات، فهم إمّا أنهم رفعوا الناس إلى سحابات من الحب والأغاني والأفلام ليس لها وجود في واقعهم، وكله من بوابة الخيالات والأمنيات بوجودها يوماً، وإمّا أنها وقعت وتقع ولكن ليس بالشكل المثالي الذي تُجسد عليه، أو أن تعودهم على تعدد العلاقات واحتكاكهم المفتوح هيأهم للغربلة ومعرفة ما يناسبهم. فماذا عن رجل مجتمعنا المزواج؟ ألا يحاكي بزواجاته المتعددة غربال الرجل الغربي بعلاقاته؟ أم أن غربال رجلنا مشقوق؟ وقد قيل إن المخرج العالمي هتشكوك لم يرتبط بعلاقة مع امرأة غير زوجته، وأن شكله الخارجي كان سبباً لتذمره ونفور النساء منه. والسؤال: هل إن تمسّك الرجل بامرأة واحدة يكون بمزاجه؟ وستخرج تعليقات القراء بـ «لا» للتعميم، فهناك من الرجال من هو صادق بحبه واختياره حتى الموت. حسناً جداً.. كم نسبة هذا الاستثناء إلى المجموع العام؟ بالتفاؤل والمجاملة أقول إنه «واحد في المليون»!



    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - القرآن وبناء الأهرامات

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 3:33

    عابر حياة - القرآن وبناء الأهرامات
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣
    يتساءل الدكتور العالم مصطفى محمود عن سرِّ بناء الأهرامات، والكيفية التي تماسكت فيها 2.6 مليون قطعة حجر بلا إسمنت! أحجار وكتل ضخمة يراوح وزنها بين 2.5 و 15 طناً، حتى بلغ وزن القطعة الواحدة منها في سقف قبر أحد الملوك 70 طناً، وهو ما يعادل ثقل قاطرة سكة حديد. فكيف رفعت تلك الأحجار؟ علماً أن ارتفاع الهرم الأكبر يصل إلى 149 متراً، وقيل 146 متراً، أو قل ناطحة سحاب مكونة من 48 دوراً! وهو أعلى بناء في العالم لمدة 4500 عام، وحتى القرن الـ 19. ولا يكتفي الدكتور مصطفى بتساؤلاته تلك، ولكنه يستدركها بسخرية لاذعة من المناهج المصرية في تفسيرها لبناء الأهرامات، واختزالها المعرفة في ما عرف بـ «المصطبة الترابية»، وفكرة بنائها حول الهرم، والتي تتكون برواية المفسرين من الطوب النيء الذي جُرّت عليه بكرات من الخشب المحملة بالأحجار. في تحليل لا يرى مصطفى محمود أنه ساذج وحسب، بل ومضحك أيضاً. فكيف نصدّق أن حجر غرانيت بوزن 70 طناً، تجره خشبة مرتكزة على طوب، ومن تحته ساتر ترابي، عدا عن أوزان الـ 100 ألف عامل وهم يجرون الأحجار على المصطبة السحرية؟ ولو قيل إنها قاعدة خراسانية بعجلات من حديد صلب لكانت أقرب إلى المنطق العلمي. ليبقى السؤال الحائر: كيف بُنيت الأهرامات إذاً؟
    موضح السر كله في مقطع موجود على موقع «يوتيوب». السر المذكور في القرآن منذ 14 قرناً. وللأمانة، فحكايات الإعجاز العلمي في القرآن التي زاد انتشارها وتسويقها - وعلى افتراض حسن نية أصحابها ومروجيها - غير أن بعضها قد يكون بسطحية المناهج المصرية في تفنيد بناء الأهرامات، فإن كنت تنتظر التفسير المقنع والمادي لإيمانك، فالأَولى أن تراجع طريقتك. فالإيمان بالذات - ودائماً أكررها - ليس بالظاهرة العلمية ولا المنطقية، وإنما هو ما يقع في قلبك وتنشرح له روحك فتسلِّم وتطمئن، ومع ذلك فقد وجدت في ذلك الاكتشاف العلمي لبناء الهرم ما يؤكده القرآن ولا يتعارض معه، بل ويثبته، ولكن قبل قرون من الزمان، وهو مكمن الجمال، وابتسامة المؤمن في القصة برمتها.
    فماذا قيل قديماً؟ الاعتقاد بقيام الفراعنة بنحت الحجارة. فهل يعقل أن هذا الجهد الجبار منحوت؟ فإن قبلنا بمقولة «النحت»، فكيف نفسر تطابق كل الحجارة؟ فأنت لا تجد مسافة بين الحجر والآخر. وما تآكل الحواف إلاّ لتعاقب السنين وعوامل التعرية، ولا يلغي حقيقة تماثلها وتراصها. ولو نحتت مثلاً، فأين هي المعدات والأزاميل المستخدمة؟ لِمَ لمْ يتم العثور عليها عند الحفر والتنقيب؟ ولمزيد من الإيضاح يرى العالم والبروفيسور الفرنسي جوزيف دافيدوفيتس أن الأهرامات بنيت من الحجر الجيري القليل الصلابة نسبياً بعد تذويبه بماء النيل وتحويله إلى طين، ثم خلطه بمواد أخرى كالجير و«النطرون» الذي استخدمه المصريون في التحنيط، فتصب كلها في قوالب حجرية محكمة، ثم تسخن على درجة حرارة عالية لتتفاعل وتتكون على هيئة حجارة تشبه تلك الناجمة عن البراكين أو المستخرجة من الجبال. فما الذي يؤيد حقيقة هذه النظرية؟
    لقد ثبت وبتقنية «النانو» وجود كميات من الماء في مكونات حجارة الأهرامات، كما أثبتت الأشعة السينية وجود فقاعات هوائية داخل عينات الحجارة المأخوذة، ومثل تلك الرطوبة وفقاقيع الهواء - والأخيرة ربما تشكلت أثناء صب الأحجار من الطين، فصعدت بفعل الحرارة والتبخر إلى قمة الحجر أثناء المعالجة - لا تكون عادة موجودة في الأحجار الطبيعية والصخور الرسوبية التقليدية.
    لنأتي إلى موضوع التقاء الأحجار المتلاصقة الذي ينفي أن تكون جلبت ثم نحتت، والاحتمال الأكثر واقعية وذكاء أن الطين صُبَّ في قوالب خشبية متراصة وقابلة للاستعمال المتكرر، فجاءت أشكال الأحجار متماثلة، ومن بعد الصبِّ كان للتسخين دوره، وهي طريقة عرفت قديماً في بناء الأفران أو المواقد لصناعة التماثيل من الطين الممزوج بالمعادن وبعض المواد الطبيعية، بعد إيقاد النار عليها حتى تتصلب وتجمد. وعلى رغم أن هذا الاكتشاف التي قبع في الظل منذ العام 1981 أعيد اكتشافه العام 2006 بالتحاليل المخبرية المتطورة التي تنفي الشك عنه، إلاّ أن من علماء المصريات من رفض نظرية دافيدوفيتس. والسؤال المتعلق بالمقالة هو: أين إعجاز القرآن من هذا الكشف؟
    يقول الله تعالى: «وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى...». فإن تقلصت مساحة الرأي الشخصي في هذه المقالة، فلمصلحة تقديم المعلومة للقارئ، ووجود ما يدافع عنها في كلام الله. وكل عيد ونحن وديننا وقرآننا بخير.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 - 12:45

    عابر حياة - كنتُ سعيدة!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٣
    بعد الفيلمين «قبل الشروق» و «قبل الغروب» بأسئلتهما الوجودية والتأملية، ظهرت النسخة الثالثة في صيف 2013 بعنوان: «قبل منتصف الليل»، فكان الفيلم الحديث أكثر اتصالاً بالواقع المعاش بعد زواج البطلين ومجيء الأطفال، إذ تروي إحدى الشخصيات الثانوية في الفيلم وصية مكونة من 26 صفحة تركتها جدتها الخياطة، احتلت ثلاث صفحات منها تفاصيل حياكتها لملابس إحدى المسرحيات. أمّا زوجها وهو الجد، فلم يشغل ذكره أطول من فقرة واحدة بثلاث عبارات: «ذهب إلى الحرب، فانتقل إلى مقر عمله، ثم مات». لتختم وصيتها بحكمة خرجت بها من الدنيا، تقول: «إن أكثر ما جلب لها السعادة، وكان سبباً حقيقياً في رضاها هما العمل والصداقة». ودعت الجميع ألاّ تستهلكه فكرة الحب الرومانسي أكثر مما ينبغي، وهو رأي واقعي ومجرّب، ومعظمنا سعد بإنجازاته وبانعكاساتها على اعتزازه بذاته أكثر من خيالية الحب ومزاجية الحبيب.
    يعتقد الكاتب اليوناني في الفيلم، والذي استضاف في بيته الزوجين أو بطلي «الحدوتة»، أن الحب بالمعنى الشامل للحياة أغنى من الحب الفردي المحاصر، أمّا سرّ سعادته مع زوجته الراحلة فكان في اعتماد كل منهما على نفسه، فلم يكونا شخصاً واحداً كما فكرة الحب الوردية السائدة، بل شخصين مستقلين يلتقيان في الوسط مع أشيائهما المشتركة، وهي سياسة رائعة لا تلزم الشريكين باستنزاف أحدهما الآخر، أو التلاشي تحت جناح الأقوى أو المسيطر في العلاقة، كما لا تستوجب التضحية بسعادة أحد الزوجين، أو رغباته المكبوتة لأجل خاطر عيون الطرف الآخر، لأنها على قدر ما تبدو خطة عملية في تسيير المركب، على قدر ما تكون كالقنبلة الموقوتة، وسيتلاشى وقتها لتنفجر في وجه الطرف الأناني. ويا ليت امرأتنا العربية تفهم هذه التوليفة لكانت اتبعتها في مشوارها، وحدّت من خسارتها وارتاحت بعض الشيء! فليس صحياً أن يشغل الرجل كل تفكيرها وحياتها، بل جزءاً معيناً في خريطة عقلها، فلا تسمح له بالتمدد خارجه على حساب بقية مناطق عوالمها، وإلاّ ستنتهي في مدن بالاسم نفسه لرجل واحد، عوضاً عن مدن للطفل وللعمل وللبيت وللدراسة وللهواية وللصداقة والتأمل المرح و..و..!
    سيدتي أنت وما تعوديه! وليس أمامه من خيار سوى أن يقتنع ويلزم أسوار مدينته، وإلاّ فهو المهدد بالنفي خارجها.
    أجمل ما خُتم به الفيلم تلك الرسالة المتخيلة التي خطتها البطلة وهي في الـ80، أي بعد 40 عاماً من لحظتها. وبحكم آلة الزمن التي في حوزة البطل، استطاع الحصول على رسالتها وفضها وقراءتها أمامها، وهو محض خيال أبدع الكاتب في توظيفه. فيمسك الزوج بمنديل طاولة المطعم المفتوح على الواجهة البحرية لليونان، ويحاول قراءة المنديل كأنه «المسج» الآتية من المستقبل البعيد. وجاء فيها «أن أجمل ليلة عاشتها كاتبتها كانت هذه الليلة في اليونان تحديداً». فماذا تفهم؟ أية ليلة وإن بدت كأنها انتزعت من كتاب مملّ مقطّر بالنكد، فبالإمكان تحويلها مع سبق الإصرار إلى أجمل الليالي. وإليك التجربة! فانزع نفسك من محيطك، وأغمض عينيك وتخيلّ أنك بعد 50 عاماً من لحظتك تسترجع هذا اليوم، فكيف تصفه؟ أحسن يوم! أعذب يوم! أسوأ يوم! أضيع يوم! اختر ما شئت واعمل عليه. وإليك آلة الزمن فطر بها، ووثق تاريخ يومك.
    تتساءل الكاتبة الإنكليزية ماري آستيل قبل 300 عام فتقول: «إن ولد كل الرجال أحراراً، فكيف استعبدت النساء وكيف ولدن عبيداً؟». والعبرة المستخلصة أن على المرأة تحرير نفسها بنفسها سواء من أفكارها المستهلكة، أو من طرقها وأساليبها البالية، فلا تجّتر، ولكن تغربل وتمحّص وتبدأ بفردها قبل مجتمعها، فلا تنتظر من الرجل المشغول بهمه وأسره أن يفعل، كما لا تحمله مسؤولية تعاستها وتذمرها المزمن، فمن يهن يسهل الهوان عليه، وعلى المتضرر أن يبادر ويغير، فإن كان الرجل هو المنتفع من وضعك المتخاذل، فلمَ عليه تعديل النتيجة برأيك؟
    طيري عمراً بآلتك، ولكن قرّري قبل ذلك كيف سيكون حاضرك، حتى إذا كتبتِ عنه قلتِ: كنت سعيدة!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - الفنانة المهرِّجة

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 25 أكتوبر 2013 - 9:03

    عابر حياة - الفنانة المهرِّجة
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣
    أُسِر الصحابي ثمامة بن أثال الحنفي وجيء به إلى المدينة وشُدَّ بسارية المسجد، انتظاراً لأمر النبي الكريم في شأنه. فأحسن النبي -عليه الصلاة والسلام- معاملته، وأبقاه على حاله ثلاثة أيام ليدعوه إلى الإسلام، فلما خلّى سبيله في الثالثة، أسلم الرجل وهو حر طليق، حتى لا يُظن أنه أسلم خوفاً من الموت، أو يُقال إن محمداً يُجبر الناس على الإسلام. وهذه واحدة. والثانية مع وفد نجران، ويستدل بها ابن القيم بجواز صلاة النصارى في مساجد المسلمين على ألا يتخذوها عادةً، بدليل ذلك الوفد النجراني الذي قدم على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في المسجد، فلما حانت صلاتهم قاموا وصلوها، فما كان من نبي الرحمة إلاّ أن قال كلمته: «دعوهم». فماذا عن فناء المسجد؟ أفتى العلماء أن فناء المسجد لا يدخل ضمن حدود المسجد، فلا يكون له حكم المسجد، وبالتالي، يجوز فيه ما يجوز في غير المسجد من بيع وخلافه. ثم قيل إن فناء المسجد هو من حدود المسجد، فاختلف العلماء حوله.
    بتاريخ 19 من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أحيت المغنية الأميركية ريهانة حفلتها في أبوظبي، والظاهر أنها طافت بموكبها نهار ذلك اليوم في شوارع المدينة لتتعرف على أبرز معالمها وعلى رأسها التحفة المعمارية الممثلة في جامع زايد الكبير. ويبدو من الصور التي التقطتها في فناء المسجد أنها قد استعدت لها بثياب سوداء كاملة لم يظهر منها غير وجهها، بعد أن غطّت شعرها. وهو احتشام المرأة الأجنبية احتراماً للمكان ومكانته وما يمثله، ولم يكن في الصور ما يؤذي مشاعر المسلمين، غير لقطة ظهرت فيها ريهانة، وهي مستلقية ولم تكن موفقة لا بزاويتها ولا بحركتها، وبخاصة أنها لا تتوافق مع حرمة فناء تابع لمسجد. ولكن ريهانة بصورها مجتمعة إنما تزعم -وبمفهوم الثقافة الغربية- أنها ترسل بها ومن خلالها تحياتها إلى الإمارات. كمثل مزار «تاج محل» الذي لا يفوتك زيارته وأنت في الهند، فكيف إن كنت ضيفاً على أهلها أو حكومتها؟ وصورة الأميرة الراحلة ديانا ومن ورائها المزار الشهير لا تحتاج إلى تعريف.
    وعلى رغم تصريح إدارة مركز الجامع بمبادرة المغنية من تلقائها، بلا تنسيق مسبق أو تعريف بنفسها، وقد غادرت ولم تدخل الجامع حين طلب منها القائمون التوجه إلى المدخل المخصص للزيارة، إلاّ أن هذا كله لم يؤخر المطبِّلين عن التطبيل، كفرصة لم يتعودوا -ولم نتعود عليهم- تمريرها.
    فأن يدخل على الخط المزايدون بالدين والشعارات فليس بجديد عليهم، وبالذات مع الموقف الإماراتي السياسي الصارم والحاسم من بؤر الإخوان ومناورات المتأسلمين بالعموم. لكن الدخلة المضحكة عادة هي للغشيم. وقد تشفق عليه من حماقته، وتريد أن تنحو به جانباً وبهدوء تشرح له أنك بتهريجك وخفّتك إنما تسيء وتخلط الأوراق أكثر مما يفعل المغرضون. وهو حافزهم من وراء تشجيعك فلا تغتر بالتصفيق. ويبدو أن أحدهم قد بلّغ تلك الفنانة المهرِّجة بما وقعت به، وهذه المرة في حق وطنها. فسارعت ومسحت تغريداتها، مستنكرة الهجوم عليها لاعتراضها –على حد وصفها- «على دخول كافرة بيت من بيوت الله». فهل من إسلام المسلم، أن يحقِّر من لم يهده الله بعد، أو أن يكفِّر غيره؟ وها هو الهولندي منتج الفيلم المسيء إلى رسولنا الكريم أحد حجاج بيت الله لهذا العام. فإذا عرفنا أن ديانة المغنية الأميركية هي المسيحية، فهل يجوز أو حتى يليق بمسلمين موحدين بجميع الأديان السماوية نعت الكتابي بالكفر؟ ليظل الغرور خطيئة إبليس المفضلة، وبها رفض السجود لآدم، لأنه خير منه.
    ثم من قال إن ريهانة دخلت الجامع أصلاً؟ لقد اكتفت بفنائه وهو موضع خلاف، أيكون من حدود المسجد أم خارجها؟ وأياً يكن، فقد سمح نبي الأمة -عليه الصلاة والسلام- لرجل وثني بالمبيت في المسجد ثلاثة أيام، وللنصارى بالصلاة فيه. وقد سئلت المغنية الالتزام بتوجيهات الجامع، ففعلت برحيلها المباشر مع طاقمها. أمّا تغريدة ريهانة كتعليق على صورتها -العبارة التي احتجّت بها الفنانة المتعجلة- فهو تعبير أجنبي متداول ولا يترجم بحرفيته لمن يفهم الإنكليزية بثقافتها. والسؤال: من الفنان الواعي؟ الذي يدرك المساحات المشتركة والمتقاطعة مع جمهوره، وينأى بنفسه وفنه عن المسائل الخلافية. فلا يُحرج ويفتضح جهله بها، وهناك من يفوقه علماً وخبرة للتصدى لها. ولا يخسر من جمهوره بسبب قناعات شخصية ليس مطلوباً، ولا منتظراً منه الإعلان عنها. أمّا الفنان المسّتفِز الذي يسهل استفزازه، الفنان مفْتعِل الخلافات، وأحياناً من العدم، فقد أفسد على جمهوره متعة تذوق فنه بمعزل عن معاركه الاستعراضية وتجاوزاته المستمرة. فتختلط الصورتان على المتلقي. وتتآكل صورة الفنان الذي لم يرتق ولم يهذِّبه الفن، وإن كسب بلغة المال.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - يا صباح التفاح!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 28 أكتوبر 2013 - 14:04

    عابر حياة - يا صباح التفاح!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٣
    يقول غاندي: «حينما أشعر باليأس، أتذكر أنه على مر التاريخ، لطالما كانت الغلبة للحقيقة والحب. صحيح كان هناك طغاة وقتلة، ولوقت قصير بدا أنهم لا يقهرون، لكنهم في النهاية سقطوا. فكِّر في هذا دائماً حين يساورك الشك بأن الله أراد العالم هكذا... فكِّر في هذا وبعدها حاول القيام بالأمور على طريقته هو». ولن أزيد على كلام غاندي إلاّ فئة الجهلة التي وقعت سهواً. فهناك طغاة وقتلة وجهلة، ومن الجهل يتولّد كل غث، ومن الجهل يتفاقم الطغيان والقتل. وسؤالي إلى القارئ: كيف تتصور شعور الكاتب واستعداده للكتابة وهو يطرق المواضيع المعادة لأنها على حالها.. المواضيع التي هو نفسه لاكها وعجنها وخبزها؟ محاولاً مع كل كتابة إضاءة زوايا يعتقد أنها معتمة أو لم يتناولها بعد؟ وبالتصعيد مرة، وبالترغيب والتقريب مرات، وبكل الأساليب الممكنة لعله يلفت نظر أحد، أو يقنعه بالنزول عن صخرته. ولكن القارئ متشبث بمكانه المتحجِّر في الجهة المقابلة، ملوحاً بالصحيفة حتى إذا تأكد أن المعني رآه، رمى بأوراقها في الهواء ومعها رسالته: «هذا هو ردِّي على فكرك أيها الكاتب».
    يقول برنارد شو: «إذا كانت لديك تفاحة وأنا لدي تفاحة، وتبادلنا التفاح. فما زال لكل منّا تفاحة واحدة. أمّا إذا كانت لديك فكرة وأنا لدي فكرة، وتبادلنا الأفكار، فستكون لكل منّا فكرتان». إلاّ أن اللافت أننا العرب إنما نتحرج من تبادل أفكارنا. وقد نصدِّق غيرنا ونوافق فكرهم، ولكن ليس من السهل علينا نقل هذا التبني إلى العلن. فمعناه أن فلان جاء وصوّبني، أو سد نقص معرفتي. فمن يكون هذا الفلان لأمنحه الفضل! طبعاً إن كان ميتاً، فلا بأس حينها أن أعترف بتنويره. أمّا إن كان حياً يرزق، وإن كان من الزملاء أو من إحدى النساء، فالمسألة تحتاج إلى حنكة ومواربة. فلا أقول أنني ضد، ولا مع. وإن كان لا بد من الضد، فلا مانع من استثناءات (استراتيجية خط الرجعة) مع تغليفها بما «يشبه» قول الزملاء. يعني شبه من بعيد. حتى لا يُفتضح أنه رأيهم وأنا استعرته منهم. فلن ينالوها مني. أمّا الخبر الأكيد فهو أن: أغلب أدمغة العرب تعمل بهذا الميكانيزم.
    لذلك نحن لا نتعلم بسرعة، ولا نتغير بسرعة، ولا نتطور بسرعة. ولكننا نتطاحن بسرعة، ونتقاتل بسرعة، ونتخلص من بعضنا بسرعة. فلم كل هذا؟ لأننا شعوب غوغائية انفعالية، لا تعرف أن تحكِّم عقولها بما يعود عليها وعلى مجتمعاتها بالمصلحة. وما لم نتخلص من هذه الانفعالات التي تعوق التفكير المنطقي العملي الموضوعي لن نصل إلى حلول جذرية لتحدياتنا. وها هي – كأقرب مثال - إسرائيل المزروعة بيننا منذ أكثر من 60 عاماً. لا نعرف عنها وعن حياة أهلها ومناهج أبنائها، اللهم سوى كلمتين عن وعد بلفور حفظناها ومللناها. فلا ندرس تاريخها ولا سياساتها ولا ولا... بينما في المقابل تجدها تتعمق بكل بلد منا على حدة. وهب أننا اعترفنا بجهلنا، فهل فعلنا شيئاً إزاءه؟ فأن نعترف بعيوبنا لا يعني شيئاً، إذا لم نحاول التغلب عليها. والغريب أن الوجدانيات التي تغلغلت فينا واستقرت ليتها أديرت بما ينفعنا، ويعظم من تاريخنا من ناحية الفنون الإنسانية التي تتغذى على المشاعر والأحاسيس. فأن نكون بهذه العواطف الجياشة ثم لا نترجمها في مساراتها الطبيعية، ومن نوصمهم بالبرود والبرغماتية هم من يتفوقون عالمياً في فنونهم بأنواعها، هنا لا بد أن نتوقف! فعندما مات عباس بن فرناس محاولاً الطيران انشغلنا بالسؤال هل مات شهيداً أم منتحراً. بينما تساءل الغرب: هل يمكن حقاً أن نطير؟ لذلك هم تقدموا، ونحن لا نزال نلحق بهم.
    فكما يقول المفكر محمد أركون: «يكفي أن تغلِّف أية فكرة بصبغة دينية، حتى تقنع العرب باتباعك». وهذا صحيح، إذ استغرقنا في الصراعات العقائدية والطائفية والفقهية عن كل ما سواها. وفي بالنا أننا نطبق تعاليم الله، ونحن لا نطبق سوى فهمنا القاصر والمتحيز والأناني لهذه التعاليم، فهل نطرد الجهل بجهل أكبر منه؟ هذا ما نكرره تاريخياً إلى اليوم. وفي كل مرة نتوقع نتيجة مختلفة. فماذا إن عملنا بقول تشرشل: «حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت»؟ فهل فكرنا بهذا؟ أكاد أجزم أن القارئ في باله الآن أكثر من إجابة. وهذا حسن. فانتق وابدأ وهذا هو جهادك، وهذا هو فخرك. أمّا بندقيتك فياليتك تنحِّيها ومعها تحفظ دمك. فليس بموتك ستتصدر، ولكن بحياتك وفكرك وبنائك. والاحتمال الأكبر أن يقرأ القارئ المقالة – هذا إن قرأها - ثم ومن فوق صخرته يرمي بها مع الريح. وتلك هي نهاية القصة. مع تفاحة واحدة لكل منّا.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 1 نوفمبر 2013 - 11:16

    عابر حياة
    ثريا الشهري
    الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
    سياسة العروض العالمية المعروفة باسم «سيرك دو سولاي» أن يكون لكل عرض فكرة يجسِّدها ويتمحور حولها. ولا مجال هنا لاستعراض المواضيع التي تحقّقت مع سيرك دوسلاي، ولكن دعنا نتحدث اليوم عن «كيدام». أو عابر حياة باللغة اللاتينية. وقد احتل عرضاً كاملاً باسمه بدأ منذ عام 1996. وحصد الملايين من الجمهور المتابع لجمالية الأداء والفكرة. فـ«كيدام» هذا هو الذي قاد فتاة العرض المهملة من أهلها المتأزِّمة بمللها ورماديتها، إلى نقلة جديدة عليها. غيّرت معها نمطية حوارها وأسلوبها مع الحياة. وكأنها خلعت نظارتها القاتمة القديمة واستبدلتها بأخرى ملونة بالرؤى والخيارات.. فهل من الضروري أن يكون «كيدام» شخصاً بعينه؟ قد يعترضك ويتقاطع معك في هيئة إنسان، أو كشيء عابر تكون سمعته وقرأته أو خبرته في مشوارك. وكلنا يمر بنا «كيدام»، ولكن من يتنبّه له تلك هي المسألة.
    يُروى على سبيل العبرة أن قسيساً خرج من الكنيسة ذات شتاء قارس وقد اكتسى الخارج بحلة بيضاء حتى وصل الثلج إلى ركبتي الرجل، وهو يمشي قاصداً مكانه. فعبرت به دراجة يدعوه صاحبها إلى الركوب خلفه، ولكن القسيس صد عنها لأن الرب سينقذه. وذاك كان جوابه. وكلما طوى بضع خطوات أخرى تكاثف سقوط الثلج وارتفع بمستواه. فمرّت بالرجل سيارة بالدعوة نفسها إلى الصعود. وهذه أيضاً امتنع عنها. إلى أن وصل الثلج قرابة حلقه. فسمع صوت سيارة تقف بمحاذاة الرصيف ويدعوه سائقها إلى النجاة بنفسه، ولكن القسيس الذي لا يزال يكرر أن الرب سينقذه أضاع آخر الحلول. وطبعاً انتهت القصة بموته. وهو يشبه منطقنا من حيث لا ندري. فالرب لم يتخل عن الرجل حين دعاه، وأرسل إليه دراجة وسيارتين. فلِمَ الرفض والعناد؟ ولم الإصرار على أن يأتيه الخلاص ببرواز «المعجزة»؟ فهل ينتظر العبد سلماً من السماء ينزل عليه؟ وإن افترضنا، فلماذا لا يعتبر الدراجة والسيارتين هما ذلك السلم! ولماذا تأطيره بحبل يتدلى من فوق فيفوِّت عليه الفرص المرسلة! فلا يلحظها إلاّ بعد مرورها. وربما لا يفعل حتى بعد مرورها. فاصنع من صعوباتك فرصاً، ولا تصنع من فرصك صعوبات.
    الحظ يمر بباب الجميع. فيفتح بعضنا الباب، وبعضنا الآخر يتكاسل ويفتحه غيره. فهو وفق استعدادك والتقاطك له. يقول لويس باستور: «في مجال الملاحظة لا تنحاز المصادفة إلاّ إلى الذهن المستعد». أمّا المقولة الخائبة بأن الحظ يأتي مرة واحدة، فهي مضلِّلة ومحبطة وغير صحيحة بصيرورة الأيام. فالحظ قد يطرق بابك مرات. وقد يأتيك بدراجة وسيارة، ولكنك تنتظر الطائرة فلم تعره انتباهك ولا وقتك. أتدري شيئاً؟ الدراجة كانت ستوصلك إلى السيارة، ومنها إلى سمائك الثامنة، ولكنك لم تبدأ. وتضخّم طموحك وانتفخ، فاحتقرت الدراجة. يقول جمال الغيطاني: «كلمة أو نظرة أو إيماءة ربما تحدِّد مصيراً، وتغيِّر مسار حياة».
    أمّا «كيدام» الذي يزورك وتتعرف عليه وتقدِّر ما أحدثه في عقلك وروحك، فهو عابر حياة لا يدوم. وهذه مهمته وقد أنجزها. ويبقى عليك أن تكمل من دونه. فلا تتشبث به. وسيأتيك غيره طالما أنك متنبّه لوجوده، وللعطاء الرباني المتمثل بوجوده. فحتى هذه المقالة من الجائز أن تعتبرها «كيدام». وأن تستبقيها كي لا تغادرك كلماتها. ولكن الاعتبار والأفكار ليسا حكراً على مقالة أو موقف أو شخص. فاغرف وانهم وأنت تقرأ وتطالع وتصادق وتعمل وتصارع ما حييت. وانتقل برشاقة في تطور فهمك ووعيك وعلاقاتك. حتى تشحذ آلة استعدادك النفسي والعقلي لمزيد من الفهم والوعي.
    ولأن الكلمات وحدها ليس لها الأثر ذاته بلا ألحان تلامس الروح، فماذا لو ألحقتها بموسيقى تصويرية تنوّع من طبيعة صمتها وجفافها؟ فلا يمكنك إنجاز شيء كبير بلا عاطفة قوية تشحنه. وباللحن الملهم توقظ المشاعر. فماذا عن موسيقى وأغاني عروض سيرك دوسلاي؟ فهي في معظمها غير تقليدية وجاذبة. فما يضيرك إن جربت؟ وما خسارتك إن أخطأت، أو لم تكن النتيجة بمقدار توقعك؟ فمن لا يختبر الجديد لا يعشْ. وأنت لو منطقتها ستجد أن الأخطاء - هذا إن اعتبرت- هي الثمن اللازم لإكمال المشوار. وحتى لو اخترت الجمود مكانك، فهذا أيضاً خطأ آخر ترتكبه بعدم المواصلة. فلا تشغل نفسك بالتصنيفات، وركِّز بتفاصيلك، ونقِّح وغربل وتعرّف على منح السماء في حزمتك. تعرّف على «كيدام» ولو في جملة عابرة، أو إنسان على قارعة الطريق. يقول ابن العميد: «قامت تظلّلني ومن عجب/ شمس تظلّلني من الشمس». وسيرك دوسولاي - والأخيرة تعني الشمس بالفرنسية - لم يرفع من قيمة عروضه تكاليف إنتاجه الباهظة في الديكورات والأزياء واستقطاب الكفاءات فحسب، ولكن في ما يقوله من وراء كل هذا الإبهار. وهذا هو الجوهر، وتلك هي الشمس، وإن لم تكن شمساً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - بطولة امرأة عرعر

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 19:45

    عابر حياة - بطولة امرأة عرعر
    ثريا الشهري
    الخميس ٧ نوفمبر ٢٠١٣
    لم تكد كارثة تسونامي التي اجتاحت الشواطئ الآسيوية قبل تسعة أعوام وخلّفت أكثر من 150 ألف قتيل، غير من شرّدت وأعادت ترسيم خريطة حياته، لم يكد لهذا الحدث المأسوي أن يمر ولو بمضي الأعوام، حتى خرج فيلم «المستحيل» الغربي عام 2012، ليحكي لنا ويذكِّرنا بما وقع للناس، وبما خسروا من خلال قصة إنسانية حقيقية جرى عليها ما جرى.
    فالعائلة الأوروبية المكوّنة من الزوجين وأبنائهما الثلاثة الصغار، كانوا هناك في إجازة لهم في الفندق القريب من الشاطئ، الذي كان في مواجهة مباشرة مع الطوفان حين اكتسح بمياهه الهادرة ما في طريقه. ولأن القصة وقعت بالفعل وهذه قوة تأثيرها، فلا تستغرب معها المصادفات والتراتيب الإلهية في لمّ شمل العائلة بعد الطوفان، على رغم وجود ثلاثة أطفال جرفهم السيل، ثم بعثرهم. وقد تلخص القصة بأسطر معدودة تقرأها ولا تكاد تتخيلها، ولكن الفيلم، وكان بمستوى ترشيحات «أوسكار» بتقنياته العالية في الإخراج والتمثيل، حتى لتصدق أنها مياه «تسونامي» الفعلية، وأفراد العائلة الفعليين بتعابيرهم الناطقة ومعاناتهم الحية، لا يترك لك خياراً غير متابعته، ولا يفوتك قدر الله في عباده. وهذا التوثيق بهذه الحرفية والمهنية أهم ما يُحفظ لصناعة السينما. وكم من قصص وروايات وتواريخ عالمية وإنسانية كادت لتندثر لولا فضل الفيلم عليها، وهو مغزى المقالة.
    فالسيول التي اجتاحت جدة وتجتاح المناطق السعودية في كل عام بكل ما تخلِّفه وراءها، ببطولات أصحابها، بتفاصيلها المحزنة والمفرحة والمتناقضة التي لا تصدق أحياناً، كل هذه الحيوات أين هي من أرشيف التوثيق بالصوت والصورة؟ أين الفيلم السعودي الذي يختم بتوقيعه حكاية بطولية لزوجة ضحّت بنفسها لتنقذ زوجها، ثم جرفتها مياه السيول وماتت غرقاً، فعرفناها بامرأة عرعر؟ والغريب أن عدد أفراد الأسرة السعودية هو عدد مثيلتها الأوروبية في «تسونامي تايلاند عام 2004». فعائلتنا المفجوعة مكونة من زوجين وثلاثة أطفال، وكذلك الأوروبية، غير أن الغريب - وبشهادة أخي الغريقة - أن أخته رفضت رفضاً قاطعاً أن يصحبها أطفالها هذه المرة في زيارتها القصيرة لأهلها في طريف، وبسبب إصرارها الخارج عن عادتها كتب الله للأطفال النجاة من الغرق، فهل من الإنصاف أن تمرر هذه الشجاعة، وهذا الحدس قبل الموت في سطرين يواريها التراب كصاحبتها؟
    في المواقف الحرجة والظروف الاستثنائية والكوارث الطبيعية، لا يبقى للإنسان غير معدنه الأصلي، يتصرف على أساسه، فلا وقت للمجاملات ولا للتزييف. هنا موعدنا مع الطبيعة البشرية بلا إضافات وحسابات. لذلك، يُكرّم لاحقاً أبطال الفزعات والقرارات الحاسمة غير الأنانية، فمن يُقدم عليها في وقتها يكون جازف بحياته، وقد لا يعيش حتى يرى نتيجة شهامته وتضحيته، كمثل غريقتنا التي تركت دينها في عنق زوج أنقذته من الموت. رحم الله روحها وأعان زوجها على قضاء أمانتها بمراعاة أبنائها، وتكريم ذكراها ما طابت له الدنيا ومد في عمره.
    فهل وقفت الأقدار عند السيول؟ فماذا عن الكوارث الإنسانية الأخرى؟ ماذا عن تسونامي الربيع العربي بكل روايات أهله؟ بل ماذا عن حرب سورية التي تدمي القلب ونحن مجرد جمهورها من بعيد؟ ماذا عن العراق وأفغانستان؟ ولن تنتهي «ماذا» وحياتنا وبلادنا حبلى بالملاحم الخام التي تنتظر من يفجرها ويظهرها للعالم ولأجيالنا القادمة.
    بسبب تسريب تشاد هورلي لـ «لقطة فيديو» التي نقلت لحظة تقدم المغني كانيي ويست بطلب يد نجمة تلفزيون الواقع كيم كارديشيان، عرفنا أن هورلي شارك في تأسيس «يوتيوب» وباع حقوقها إلى «غوغل» في مقابل 1.65 بليون دولار. فهل استوعبنا الرقم جيداً؟ هذا لأن قيمة الصورة وأهميتها في تصاعد غير محدود. فكم عادوا وزادوا في معارك الحربين العالميتين بأهلها وبيوتهم وذكرياتهم؟ وكم وثق اليهود عن محرقتهم؟ وكم عن انهيار برجي نيويورك في 11 سبتمبر؟ وكم وكم في ما يخصهم.
    أما ما يخصنا، فتبقى صورة المرأة الخليجية في كاميرتنا تسحّب من شعرها فتمسح السلم ومن أوله بثوبها ودموعها على يد ذكر العائلة، أو تتباهى بثمن شنطتها تمسكها بأظافرها المطلية بماكياجها المبالغ ودلعها اللامقنع. فأين النماذج الأخرى والمشرفة لنسائنا؟ وأين بطولات الرجال غير «الطقاق» واللهاث خلف الأموال والنساء؟ أين الفيلم الخليجي أصلاً؟ وأين الفيلم العربي الذي ينافس في المهرجانات العالمية ودور السينما غير العربية؟ أين رسائلنا المصورة والمؤثرة في الرأي العام الدولي وتخطيط السياسات؟ ولا أقول إلا إننا ضيعنا حقوقنا بسوء إدارة تسويقها، وضيعنا أيامنا بفقر السيناريو والرؤيا لحكاياتها، وضيعنا أقوال كبارنا وحكمائنا، لأن أفلامنا الغائبة لم تحفظها لأبنائنا.
    وعلى رغم كل شيء، وكما عبارة فيفيان لي أو سكارليت أوهارا في فيلم ذهب مع الريح: «ومع كل هذا، غداً هو يوم آخر».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - الإنسان ذو الندبة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 19:46

    عابر حياة - الإنسان ذو الندبة
    ثريا الشهري
    الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠١٣
    كتابة السيناريو والحوار أو صوغ النصوص، «فن» زاده الحرفية العالية وتمكّن الفنان من رسم الصورة بقلمه داخل «الكادر» بعد تخيّلها، ولكن باستخدام الكلمات. ومن الأفلام ما نردد حوارات أبطالها وجملهم، وقد نستعين بها لتخليصنا في المناسبات وعند الحاجة، متذاكين أو معجبين ومعوّلين على جهل الطرف الآخر بمنشئها الأصلي. ومن الحوارات ما نستعيدها لا عن اقتناع بتركيبة الشخصية التي تفوّهت بها، ولكن عن تعاطف مع مضمونها أو تفنيدها وإن لم نكن المعنيين بها. ومن ذلك الحوار الذي جرى على لسان الممثل آل باتشينو في فيلمه «الرجل ذو الندبة»، ويمثل سيرة آل كابوني المتخيلة - المافيا الإيطالية الشهيرة - بعد التصرّف الدرامي للقصة، فلما تمصّر الفيلم خرج بنسخته العربية بعنوان «الإمبراطور» من بطولة الممثل الراحل أحمد زكي. فإذا عدنا إلى مشهد المطعم في الفيلم الأجنبي والجدال الصاخب الذي وقع بين رجل المافيا توني مونتانا - آل باتشينو اللاجئ الكوبي ومهرب المخدرات - وامرأته الممثلة ميشيل فايفر حين رفضت أن تمنحه طفلاً وهو بمثل وضعه المزري، لتابعنا وبإمعان تنظير توني مونتانا الثمل حين لاحظ احتقار الناس له بعد سماعهم الكلمات التي قذفته بها المرأة الغاضبة.
    فيلتفت توني مونتانا إلى زبائن المكان بقوله: «إلى ماذا تنظرون وأنتم حثالة أيضاً؟ أتعرفون السبب؟ لأنكم لا تملكون الجرأة لتكونوا حيث تريدون، ولكنكم تحتاجون إلى شخص مثلي لتوجهوا إليه أصابعكم وتقولوا هذا رجل سيئ. فما الذي يجعلكم صالحين؟ أتدرون؟ أنتم غير صالحين. أنتم تعرفون فقط كيف تختبئون وكيف تكذبون. من هذه الناحية ليست لدى مشكلة فأنا أقول الحقيقة دائماً، حتى وأنا أكذب»!
    ومن طبيعة الإنسان البشرية أن يكون لديه ما يحتفظ به لنفسه ولا يطلعه على أحد، ولكن هل يعني هذا أن يجنح إلى الإجرام؟ أو يكون حجز بعض السلوكيات والصفات عن الخروج بها إلى العلن مبرراً لانحراف المرأة طالما أن لديها ما تخفيه؟ ومن راجعها أو تقوّل عليها ردت عليه: وكأن غيري ملائكة! فمتى انحصرت بين طرفي مجرم أو ملاك؟ بأية حال، تظل حيلاً يُرضي بها الإنسان ذاته التي سقطت، وإن كان كل منا معطوب بطريقته ولا أحد ينجو من العطب، ولكنني لست ملزماً أن أكون مع عطبي مثيراً للشفقة، أو أهبط بعطبي إلى التهلكة.
    غير أن المعنى الذي أشار إليه رجل العصابات مونتانا بمحاولات الناس المنافقة للتطهّر على حساب الساقط، فيذكرونه ليذكِّروا أنفسهم أنهم أفضل وأرقى منه، هذه كما يقول المصريون: «عداه العيب فيها». فقد أصاب كبد الواقع، فإن كنت ما أفتأ أذكر الفاشل كي أرضى عن نفسي، فالبلاء هنا ليس فيمن فشل، ولكن فيمن يقيس ذاته ونجاحها بأحط وأدنى الدرجات. وهذه أيضاً من حيل العقل.
    يقول الممثل جوني ديب: «من ميزات غير الأمين أنك واثق من عدم أمانته». وهي فلسفة تبتسم معها لأنها تصفع الأمين في طريقها، فإشكالنا ليس مع الواضح بتحلّله من القيم والمبادئ، ولكن مع من يدعيها، أو نعتقد فيه أنه راعيها، فلن يفاجئك النذل بنذالته، ولكن يصدمك من توهّمت فيه الترفّع والصلاح، والأجدى موضوعياً أن نكون معقولين في توقعاتنا، فالسذاجة تخسر في التعامل مع النفس المعقدة بأفكارها وأحاسيسها وعلاقاتها واختياراتها، والتي لا تملك هي نفسها أن تفسِّر ذاتها أو دوافعها أحياناً، وهذا صحيح لأن مرده إلى اللاوعي، فما استقر في لاوعيك أخطر مما وعاه وعرّفه وعيك، ولا وعيك هذا تنبئك به أحلامك عند نومك، ويكشفه ذهاب عقلك، أو قل سيطرتك عليه عند تناولك المسكر أو المخدّر، وتظهره كذلك نوعية قراراتك وتحليلك للأمور، وكل من نعرفه بداخله إنسان، وربما أكثر لا نعرفه.
    تروي صديقتي المجتهدة أنها حاولت الغش مرة في اختبارها، ففتحت الكتاب في اللحظة التي صادفت نظر المعلمة إليها، فلم يبدو من ملامح المرأة - غير المتسامحة في العادة - أنها ربطت بين الكتاب والاختبار، ذلك أن ما استقر في اللاوعي لديها هو تفوّق الطالبة النجيبة الخلوقة التي لا تقدم على الوضاعة. وهذه الصورة العامة هي ما يستغلها المرء بالضبط، ويرتكب تجاوزاته بموجبها، ولكن المجازفة أنه لو وقع في تلاعبه فمن الصعب تصديقه بعدها، فأنت تبني حائطك من الثقة، ثم تغامر بأمر خارج وتسقط، فتتساقط أحجار المعبد على رأسك والمستفيد معك. هذا طبعاً عدا الحساب الإلهي. أمّا إن استمر المعني في لعبته لاعتقاده أنه أذكى من الجميع، فمن ثغرة الغرور هذه سيكون اكتواؤه، ولا يعود الوعي ولا اللاوعي حينها ينفعه. والسؤال: فما قولك فيمن يغش وتعرف أنه يغش، ثم تبجِّله إذا حذّر من الغشاشين؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty امرأة عرعر في نسخة أخرى!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 نوفمبر 2013 - 7:17

    امرأة عرعر في نسخة أخرى!
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
    تجاوب شاكراً أحد القراء مع مقالتي السابقة عن امرأة عرعر التي جرفها السيل، فماتت غرقاً بعد أن أنقذت زوجها، فارتأيت توثيق تلك المواقف البطولية، من خلال عمل أفلام تحفظ لأجيالنا أيامنا وتواريخنا. فجاء في إيميل القارئ، أن تلك الغريقة لم تنقذ زوجها، ولكن إنقاذه كان على يد رجل غريب انتشله من المياه الجارفة. والحقيقة أن أمن الطرق أعاد الزوجين في البداية، وأمرهما بالعدول عن مواصلة رحلتهما، فأقنعت الزوجة رجلها بالسير قدماً بمركبتهما إلى أن جرى ما جرى، وهو التفسير الذي يناقض رواية شقيق الغريقة، الذي خرج على قناة «العربية»، ليقص على المشاهدين ملابسات الحادثة، ويجوز أنه بالغ في تصوير بطولة أخته، ويجوز أن القارئ تحامل في تحليل ما وقع، وهذه الحال دائماً مع التاريخ حمّال الأوجه، فكل يراه من وجهة نظره.
    في رواية الفضيلة أو «بول وفرجيني» كما مسماها في نسختها الأصلية وترجمها المنفلوطي للعربية، جنحت العاصفة بالسفينة، فتمزقت أشرعتها وشارفت على الغرق وعلى ظهرها تلك المرأة التي ينتظرها حبيبها بول على اليابسة. فحاول أحد البحارة إنقاذها، فاختارت الغرق على أن يتقطع رداؤها وهي ملتصقة بجسده، مفضِّلة الموت على التعرض للمهانة الأخلاقية. فماتت واعتبرت في الرواية من صويحبات الشرف والفضيلة. ولو كانت الحكاية وقعت فعلاً، لخرج من وصف المرأة الفاضلة بالبلاهة التي دفعت حياتها ثمناً لها، لأن تقديرات العفة برأيه لها اعتبارات لا تتفق بالضرورة مع معايير غريقة الرواية، وفي تلك الظروف الاستثنائية. وعليه، فإن توثيق أحداثنا لا يعني تطابق الحفظ مع التفسير الحقيقي لما جرى بحذافيره ودوافعه، ولكن سيقترب منه قدر الإمكان وبحسب وعي وموضوعية المأتمن على الحكاية.
    في الفيلم الجديد للممثل الأميركي توم هانكس المقتبس عن القصة الحقيقية للقبطان فيليبس، الذي تمكن من النجاة بسفينته وبحارته من هجوم القراصنة الصوماليين، توجه هانكس إلى بيت القبطان بنفسه قبل بدء التصوير، وقال له أمام زوجته: «أنت كتبت مذكراتك في كتاب، وسردت المغامرة التي عشتها بالحرف الواحد، لكن السينما أمر مختلف. وأنا عندما سأتقمص شخصيتك، ومهما فعلت فلن أتحول إلى قبطان حقيقي. وسأتفوه بكلمات لم تقلها أنت أبداً وسأجعلها تبدو صادقة، لأن هذه هي مهنتي كممثل. وسأركب سفينة حقيقية، لكنني لن أقودها، وسأركب قارب نجاة، لكن ربما في إطار لا علاقة له بالبحر مثلما وقع لك. وسأتصرف وكأنني في خطر، لكنني لن أكون في خطر. فهل أنت على استعداد لتحمل مثل هذه الأمور ومتابعة حكايتك على الشاشة، على رغم التناقضات التي تعتمد عليها السينما، حتى عند قيامها بسرد قصة واقعية؟». فكان الرد الهادئ من القبطان أنه سيتقبل التصريف الدرامي لقصته طالما أن الفيلم لا يعتمد على أكاذيب، أو تحوير جذري في مضمون الأحداث بغرض الترويج التجاري، وبيع حكايته وكأنها مجرد سلعة.
    بتقدير المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، أن السينما هي التي تهتم بما داخل الإطار وبما خارجه. أي بالمعنيين الظاهري والباطني. وهذا الأخير هو الذي تتولد عنه الأخيلة والتوجهات. فالحدث الظاهري إن كان تجسيداً لقصة واقعية، فلا يسعك أن تتلاعب في تغيير تفاصيله ذاك الشيء، ولكن يمكنك أن توجه الفيلم بحسب الرؤية التي تضمرها له. فهناك من يرى فيه بطولة، وآخر من يحشره في ركن مغاير، ولكن الأهم دائماً كما في جواب القبطان ألا يأتي التوظيف الدرامي مخالفاً لأصل الواقعة لأهداف من تكسّب، أو محاباة، أو تسجيل نقاط في المرمى السياسي مثلاً. وإلاّ فما يدرينا بالنوايا وما دار في عقول الأبطال الفعليين، خصوصاً إن رحلوا وخطفهم الموت قبل أن يدلوا برؤيتهم ودوافعهم. ففي حال القبطان، لدينا بطل لم يمت، وكتاب من تأليفه يخبرنا أدق التفاصيل. وهذه مادة خصبة يستلهم منها الفيلم مادته من عين المصدر، لكن في غياب هذا المصدر تكون المهمة أصعب وأدعى للتحدي. فما بالك إن تمتعت بشهود لها آخرين إنما أحياء، وبإمكانهم التكذيب والتصدي للتزوير ولي عنق الحقيقة لو حصل؟ أمّا إن كان العمل نقلاً عن سيرة ذاتية لشخصية لها مكانتها في القلوب أو في صناعة التاريخ، فهنا نادراً ما يحظى فيلمها بموافقة وتأييد الأغلبية. فالكل سيعترض ومن خلال عيونه التي حكمت. وعلى المخرج ألاّ يلتفت إلى الفريق الراضي أو الساخط، ولكن إلى تجويد نحت المادة وإخراجها بصورة تليق بالحياة لا بالموت عقب المشاهدة. واستعرض في ذهنك كم من أفلام لم تعد تذكرها، وأخرى تستدعيها ذاكرتك حية بحواراتها وأبطالها وديكوراتها، وهذا هو الفيلم الذي يعنيننا إن اتجهنا نحن السعوديين إلى صناعته، الفيلم الذي يذكرنا إن نسينا أو تناسينا.
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - سورية في أرض الدم والعسل

    مُساهمة من طرف waell الأحد 17 نوفمبر 2013 - 7:25

    عابر حياة - سورية في أرض الدم والعسل
    ثريا الشهري
    الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣
    «على مدار ثلاثة أعوام ونصف العام لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل حاسم لوقف الحرب في البوسنة. وكان حصار سراييفو هو الأطول في التاريخ الحديث، إذ أُجبر كل بوسني من أصل اثنين في البلاد على مغادرة منزله. عدا اغتصاب 50 ألف امرأة بوسنية، وهو ما أدى إلى إدانة العنف الجنسي للمرة الأولى، واعتباره جريمة بحق الإنسانية. وقد شكلت الحرب في البوسنة أكثر صراعات التطهير العرقي فتكاً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومنذ عام 1995 ساد السلام بين البوسنة والهرسك، ولكنه غير راسخ. فما زالت الانشقاقات واسعة في ما بينهما. إنما النضال من أجل المصالحة لا يزال مستمراً». هذه الفقرة هي التي اختتم بها الفيلم الذي شاركت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي في إنتاجه وكتابة السيناريو والحوار له. الفيلم الذي حمل عنوان: «في أرض الدم والعسل» وكان من إخراج أنجلينا أيضاً، لم يعجب الصربيين بطبيعة الحال، الذين - على حد قولهم- قد تحاملت عليهم أنجلينا في رؤيتها، وتصويرهم على أنهم الطرف المجرم في الحرب. فكان رد أنجلينا أن الحرب كلها غير متوازنة فكيف يطلبون أن تكون نظرتي متوازنة؟
    وحين سئلت أنجلينا عن سبب اختيارها هذا الموضوع الشائك، اتضح أنها وبسبب مهماتها سفيرةً للنوايا الحسنة قد تعرّفت عن كثب على قصص وحكايات الناس الذين عاصروا الحرب واكتووا بنارها، فقررت بعد أن بحثت وقرأت في معظم ما كتب عن حرب البوسنة والهرسك أن من واجبها سفيرةً للنوايا الحسنة أن تلفت نظر العالم إلى هذه المأساة المنسية، خصوصاً أن أهلها لا يزالون يكافحون من أجل التصالح مع ماضيهم، ليتقبلوا حاضرهم.
    يا ليت كل سفراء النوايا الحسنة مثلك يا أنجلينا، ومثل إحساسك العالي بالمسؤولية الإنسانية! ولمن يتابع الفيلم ويرى استباحة الجنود الصرب لشرف النساء البوسنيات، فيتأذى من المشاهد وهي على الشاشة باتفاق المخرجة والممثلين، فكيف به لو شهد الوقائع حقيقةً على الأرض؟ وكيف بأولئك الأطفال الذين ولدوا سفاحاً نتيجة الانتهاكات الشهوانية؟ وأين هم اليوم وقد صاروا كباراً، ولا يعرف لهم آباء يعترفون بهم؟ وأين أمهاتهم؟ هل واصلن فك أسْرهنّ؟ أم متن بالرصاص المستهتر؟ فضعن وضاع الأبناء؟
    ولا يسعك لو كنت عربياً ومسلماً سوى أن تعقد المقارنة وتتخيل حال النساء السوريات اللائي وقعن في مصيدة الحرب العفنة في سورية. فإذا الإحصاءات التقديرية تشير إلى اغتصاب 50 امرأة بوسنية، فكم وصل عدد السوريات اللاتي تعرضن للهتك؟ علماً أن سعير الحرب لا يزال مشتعلاً، وهو ما يعني أن الرقم في تصاعد مضن؟. وهذه حال النساء في الحروب؟ أكثر المتألمات اللاتي يدفعن أغلى الأثمان من كرامتهن ومن رعبهن من شبح الاغتصاب، وهن أيضاً أكثر المهمشات حين تحط الحرب أوزارها. فيتصدّر الرجال صفوف البطولة، وتتوارى النساء المنسيات، ويكفيهن من الذهاب الإياب. ولا يهم كيف عدنا! ولا الندوب التي سيحملنها ما بقي لهن عمر. فأي إجحاف! ثم، وكأن ما تعرضت له المرأة من قهر وظلم في حقها لا يكتمل سوى باغتيالها النفسي من رجال عائلتها ومجتمعها. فينبذونها لأنها المغتصب شرفها، ولا يطيقون التعامل معها أو النظر في وجهها. فما ذنبها وهي الضحية أن تُسلخ مرتين. مرة بالاغتصاب المادي وآخر بالمعنوي. فإذا لم تقدر على محاسبة الجلاد على فعلته، فهل تتحمل المرأة عنه فعلته؟
    ينبغي ألا ننتظر إلى حين تتفق الأطراف والمصالح الدولية والمحلية حتى نخرج بفيلم عن حرب سورية، ومن زاوية النساء المغتصبات والمعنفات والمهجّرات تحديداً. النساء اللاتي أكل الرعب نهارهن وليلهن على الولد والأخ والزوج. النساء اللاتي داوين الجروح بمعرفتهن ودفنّ الأسى ليكملن المشوار. صرخة هؤلاء النسوة لا بد من أن تُسمع الحجر قبل البشر. ولن يحصل ما دام الشرفاء لم يخرجوا للعالم بأفلام تحكي عن الضعفاء وكيف استضعفوا! ولم يصنعوا الأفلام التي تصور للعالم ما يجري بسورية وتحرج الدول الكبرى أمام مسؤولياتها التاريخية وشعاراتها. فإذا على التمويل فلن يغلب من عقد النية في تدبيره. فالمصادر المرحبة - وأولها الخليجية- لن تبخل بأموالها وإمكاناتها أمام هذا الكشف. وزاده روايات النساء السوريات اللاتي عشن وشهدن ويلات الحرب والتهجير. فكم من قصة وألف حكاية تنام في المخيمات؟ وكم من سورية مستعدة للإدلاء بشهادتها الحية لو سئلت وخُيّرت؟ فلمَ تطبّع كل هذه المعاناة الإنسانية، فتصبح كالمسلم بها؟ فكيف إذا علمت النساء أن ما يروينه سيخرج للعلن بأسماء مستعارة وبتجسيد محاكٍ؟ ألا ترون إن ضمنت النساء ستر أسمائهن الحقيقية في مجتمع عربي مسلم أن يدلين بكل ما يعرفنه؟ إذاً لمَ لا نبدأ؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - شكراً «الداخلية» ... شكراً الشريان

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 15:58

     
    عابر حياة - شكراً «الداخلية» ... شكراً الشريان
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٣
    من تابع الحلقة المميزة لبرنامج «الثامنة» مع الموقوف وليد السناني الذي مضى على وجوده في السجن حوالى 19 عاماً، سيلحظ التجاوزات التي سيقت على لسان السناني وسمحت الرقابة بتمريرها. فـ «التكفير» وترديد لفظ «الطواغيت» على عواهنه حتى فقد وقعه وقيمته، تعوّد عليهما الرجل على ما يبدو في وصم الجميع من رموز وقيادات ومفتٍ وهيئة كبار علماء ورجال أمن ومرور ومواطنين. وحتى الشيخان ابن عثيمين وابن باز - رحمهما الله - لم يسلما من قائمة التخطئة واللوم. هذا الرجل له من البنات ست ومن الأولاد ثلاثة، وجميعهم لم يتعلموا بأوامر منه. ولكنهم عادوا بحسب قوله وشكروه على جهلهم، فلم هذا القرار وهو نفسه من ارتاد المدارس وانتسب إلى الجامعة؟ ينيرنا ليقول إنه بسبب مفهوم الوطنية في المناهج، فلما سأله الشريان عن الوطنية في مناهج الدين وكتب اللغة والعلوم، وأين مادة الوطنية في ذلك الوقت، وعهدنا بها لا يزال حديثاً، ونشكو من ضعفها؟ فيحتار المسؤول في الجواب لينتقل إلى غيره ولا يجيب عليه، فحتى مدارس تحفيظ القرآن غير راض عنها، أمّا التلفزيون فيكفي أنه حرمه على أولاده وأحله لعينيه، ولا تفهم من الرجل غير الاعتراض على كل شيء حتى على نفسه.
    وكنتيجة طبيعية لمفاهيم متعنِّتة ولتربية مغلقة وجائرة، تجد الابن الأكبر وقد لحق بأبيه في السجن وعمره اليوم 23 عاماً، فلما سئل الموقوف عن دعوته لأبنائه بالهجرة إلى بلاد المسلمين وأين موقعها أصلاً؟ أجاب: «حيث يوجد المجاهدون في أفغانستان وباكستان». فماذا عن البنات؟ يجلسن في بيوتهن. فهل ينتقلن أيضاً إلى حيث طالبان؟ يجيب الرجل وبسرعة بالنفي، لتستمر المقابلة في المغالطات والتناقضات والتعميمات بإيمان من السجين بصوابها، وأتوقع أن خروج الرجل على الشاشة وتفوهه بما قال كان بنية – والله أعلم - إيصال صوته للغافلين باعتقاده، ولا يدري «أنه لو ما طلع كان أبرك له»، فالغموض والصمت والعزلة من شأنها أن توحي بأمور، وبتخيلات عن المرء أكبر مما هو عليه حقيقة. وهذا السناني كما اليساري بلا قضية، فهو ليس أكثر من إنسان مهزوم تشفق عليه من نفسه التي بغّضت إليه الوجود وصورته ضلالاً وقبحاً.
    «على بالنا عنده سالفة»، فهذا التعليق الذي سمعته قد يكون أقرب ما يوصف به حديث السناني، فلا تُستقطع الآيات والأحاديث في زمانها ومكانها ومناسباتها ثم تأتي بها للتدليل والتثبيت بالحجة، فالأمانة تجبرك على الالتزام بمضمونها قبل المطالبة بتطبيقها، فهل يعي الرجل الانتقائية التي وقع بها؟ ثم ما مفهوم الدعوة للإسلام بالموعظة الحسنة لأمة وسطاً في نظره؟ لم القصة في رأسه محصورة بالدم والقتل والتكفير؟ وأننا المرتدون عن الإسلام وهو من صلح دينه وحده؟ ولا أقول سوى شكراً للسلطات التي سمحت بالمقابلة الحرة التي لم يجبر عليها السناني وباعترافه، وشكراً لمذيعها المحاور داوود الشريان، فلولاهما لما تعرّى المستور، فإذا هو مجرد تنظير لفكر القاعدة التفكيري المعني بالهدم، فالبناء لا يهم الموقوف وأمثاله. وسؤالي المختصر: بماذا أفاد السناني الإسلام كفرد مسلم؟ فهو من فطر قلب والدته عليه وعلى شبابه المهدور، وأتعس حال زوجه وتركها كالمعلقة وباختياره. ناهيك عن أبنائه التسعة الذين تسبب في مجيئهم إلى الدنيا، وبهذا العدد بلا أدنى مراعاة لمسؤوليته وهو الراعي تجاههم، فمن أعالهم ومن أدّبهم ومن أخذ بيدهم طوال مدة توقيفه؟ وهل كان يفعل قبل سجنه؟
    أمن الرجولة في الإسلام أن يهجر الرجل أسرته وأبناءه ليتصدق عليهم الأقربون؟ فحتى جد العيال ومن يقوم مقامه، توفاه الله منذ ثمانية أعوام، فلم - وقد خيّر أربع مرات في الإفراج عنه - لم يخرج ليقوم بأعبائه الأسرية والأبوية أمام الله؟ كيف ارتضى بالحشر في غرفة مانعاً اجتماعه بابنه المسجون - بعد ما جناه عليه - إلاّ في زيارة يتيمة شهرية؟ أليس الأولى به أن يأتمر بالكتاب والسنة، أم أن الرحمة لم تمر عليه في الآيات والأحاديث؟ وكما قالها أحمد شوقي:
    ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً
    إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولاً
    فإذا في غرفته في السجن ومشغول عن ابنه، فالله يعوض أبناءه خيراً مما أخذ منهم. ثم على اعتبار أن الرجل المشغول بنفسه مؤيد للجهاد والجهاديين، فلم عاد من جهاده في أفغانستان ولم يأخذ وضعه بين جماعته هناك؟ أيكون للسبب نفسه الذي رفض لأجله الخروج من سجنه؟ فالهالة التي أحاطت به ستتبخر عند وجوده في البيت «لا شغلة ولا عملة»، وقد يحاجج بالجهاد الذي نادى به ولم يهرول إليه والجبهات مفتوحة، فساعتها ما أحلا غرفة السجن، والاسم أني أقدم سجين «ثابت على الحق»! فإلى أين؟ وأين الأفق في هذا كله؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty وتعلمت المبتعثة درسها

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:05

     
    وتعلمت المبتعثة درسها
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣
    طلبت المعلمة الأميركية المشرفة على تدريس المادة من طلابها وطالباتها تسليم الواجب يوم الثلثاء كما جرت العادة. ولأن مادة فيزياء المباني (حساب كميات الحديد والأسمنت والأعمدة.. إلخ) في تخصص مثل الهندسة المعمارية لا تأتيك حلول أسئلتها إلا بشق النفس والجهد والفهم، فكان الواجب كما التحدي الذي على الطلاب اجتيازه كل أسبوع. إلى أن حل موعد الواجب ولم يستطع بعض الطلبة الوفاء به لتراكم مواعيد تسليم الواجبات الأخرى لبقية المواد باقتراب انتهاء الفصل الدراسي. وهنا استأذن هؤلاء من معلمتهم بتأجيل التقديم ليوم الأربعاء عوضاً عن الثلثاء للسهر على الواجب المعقّد، فوافقت المعلمة بطيب خاطر لتفهّمها الظرف، غير أنها انتهجت نشر أجوبتها الصحيحة ببرمجة «أتوماتيكية» تظهر بعد كل موعد تسليم واجب في موقع للتواصل بين المعلمة والطلبة على النت، حتى إذا انتهى موعد المحاضرة اطلع الطلبة على الحلول. وهذا ما كان، فغاب عن بال المعلمة هذه المرة الخروج من حصتها وتعديل البرمجة إلى اليوم التالي حيث التسليم. وبالتالي، ظهرت الحلول على النت فسارع الطلاب إلى نقلها حرفياً قبل أن تتنبه المعلمة وتحجبها.
    وهكذا قدّم الطلبة واجباتهم بالحلول الصحيحة، ولم يكن أمام المعلمة غير تقويمها بالدرجة الكاملة، ولأنه لم يخفَ عليها ما جرى، فقد أرسلت إلى إحدى الطالبات من توسمت فيها الصراحة، سؤالها الآتي: أصدقيني القول يا فلانة وأعرف أنك لن تخذليني في ذكر الحقيقة، هل اطلعت على أجوبتي قبل أن تحلي مسائل واجبك؟ ففكرت الطالبة أنها قد تحامقت بما فيه الكفاية، فلا داعي للاستمرار في الكذب، فأجابت معلمتها بنعم. وقد نقلت الأجوبة عن صديقتها التي ربما اطلعت بدورها على الحلول. فكيف كان رد فعل المعلمة وتعليقها برأيك؟ ولو كنت مكانها فما هو التصرف الأمثل الذي يليق بك كمربٍّ أولاً قبل أن تكون الأستاذ صاحب السلطة؟ اغمض عينيك وتحرّى جوابك قبل الانتقال إلى الفقرة الآتية. أقلها لتتعرف على الفرق والتماثل بين تفكيرنا وتفكيرهم.
    أرسلت المعلمة وخريجة جامعة هارفارد ردها للطالبة في إيميل حصل أن اطلعت عليه، لأتعلم منه درساً أزعم أنه أعجبني، وتستغرب كيف كتبت المعلمة المنشغلة بمسؤولياتها مثل ذلك الخطاب الوافي للطالبة التي لم تتكلف وتخلق وقتاً لواجبها. وسيتضاعف استغرابك إذا عرفت أن فحوى الكلام كان اعتذار المعلمة من الطالبة لأنها «حدّتها» على ما أقدمت عليه في معرفة الأجوبة، حين أصرّت من جانبها على تسليم الواجب الأسبوعي ولم تراعِ ظروف الطلبة مع الواجبات أخرى. فهل تخيّلت وأنت تتحرى جوابك مثل هذا الاعتذار؟ وقد بدأت المعلمة إيميلها بالشكر العميق للطالبة على صدقها «المشرّف». هل لاحظت.. الشكر العميق! وأبلغتها باحترامها لها كإنسان بصرف النظر عن الموقف والدرجة، مع رجائها الطالبة ألا تعتبر استفسار المعلمة منها كنوع من الحكم عليها، فهي لم تسألها إلا لاعتقادها أن الطالبة ممن تأتمنهم وتثق بهم في قول الحقيقة. على أنه من العدل أن تمنح درجات إضافية للطلبة الذين قدّموا واجبهم قبل موعد نشر الأجوبة بالخطأ، لأنه يعني أنهم وحدهم من قاموا بالجهد لمعرفة الحلول. إيماناً من المعلمة طبعاً بأن الدرجات الإضافية لا ينالها سوى من يستحقها.
    هذا ما كان من المعلمة. أمّا الطالبة فتقسم بالله أنها طوال سنوات عمرها العشرين لم تشعر بهذا الخزي والإحساس بالحزن على نفسها الذي لطمها بعد قراءة الخطاب. وهذه لعمري احترافية تفاعل المربي مع الموقف، ولكن فقط لمن يتعلم الدرس ويستوعبه، فـ «ما لجرح بميت إيلام». وقد شكرت الطالبة معلمتها على تعاملها الراقي، واحترامها لها على رغم ما صدر منها. معترفة أن المبادئ والقيم لا تمتحن إلا في الأوقات الصعبة. ومعها يعرف الإنسان قوته وثباته. ولذلك فهي مصممة على القيام بواجب إضافي لا طمعاً بالدرجة، وإنما لاستعادة اعتزازها بنفسها الذي تلاعبت به وتهاونت بتساهلها. ولتكتمل القصة تعلن المعلمة عن أسماء أصحاب الدرجات الكاملة وإذا بهم جميعهم وبلا استثناء من العرب، وكل الطلبة الأجانب ومن نتفنن في الحديث عن لاأخلاقياتهم كانت درجاتهم ناقصة. فما قولكم بالنتيجة؟ على العموم، لم تنسَ المعلمة قبل انتهاء المحاضرة أن تعلن عن جبرها للدرجات الناقصة حتى تتساوى بالكاملة، مع شهادات بالتزكية تمنحها لجميع الطلبة الذين لم يطلعوا على الأجوبة. وهذا هو المنطق العادل. وتسألني طالبتنا المبتعثة وتقول: أمن المصادفة أن كل الذين غشوا كانوا عرباً ومسلمين؟ فتنهدت ولم أجب، ولكني وعدتها تشجيعاً لنضجها واتعاظها بعرض قصتها بلا استقطاع. فإذا على رأيي، فالحكاية شارحة ومحللة نفسها. وهذه هي تربيتنا وثقافتنا، والتي ننتهي معها بما قاله يوماً برناردشو: «ليست عقوبة الكذّاب أن الناس لا يصدقونه، بل إنه لا يعد يستطيع أن يصدق الناس».
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 6 Empty عابر حياة - كذّابون!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 ديسمبر 2013 - 16:06

     
    عابر حياة - كذّابون!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣
    هل سمعتم بتشارلز فان دورين؟ يجوز إن كنتم شاهدتم الفيلم المسمى «كويز شو» -الكويز تعني الفزورة- الذي يحكي عن المتسابق والأستاذ الجامعي الأميركي في خمسينات القرن الماضي، والذي لم يخطئ في إجابة أسئلة برنامج المسابقات وعنوانه «21» على مدار الأسابيع، وفي كل مرة يسحق المتبارين ليربح آلاف الدولارات، ثم يتضح لاحقاً أن القائمين على البرنامج كانوا يمدون تشارلز بالأسئلة ويراجعون معه الأجوبة، فيفتضح أمر البروفيسور سليل الأسرة العريقة أكاديمياً واجتماعياً، ويكشف معه تلاعب المعدين، وكانا اثنين اعترفا بفعلتهما من دون علم محطة البث الوطني الممولة للبرنامج. فضيحة مخزية اكتفى بعدها تشارلز بمساهماته في موسوعة بريتانيكا، وبالكتب التي عكف على تأليفها، أمّا التدريس فلم يعد إليه مطلقاً بقرار من جامعة كولومبيا حيث كان يعمل، ذلك أن ما أقدم عليه لا يغتفر في عرف المجتمع الأميركي وثقافته، فهو لم يكذب على نفسه ويقبض أموالاً لا يستحقها فحسب، وهذه ورطته، ولكنه خدع الناس وكذب عليهم أيضاً، وهي بعينها نكبة رئيسه بيل كلينتون حين أنكر علاقته بالمتدربة مونيكا لوينسكي.
    في ذلك الفيلم دار حوار بين المحامي الذي نبش الموضوع وبين تشارلز، فسمعنا بقصة عمّ المحامي الذي اعترف لزوجته بخيانته لها، فلمّا سأل المحامي عمه عن السبب الذي دفعه للكشف الذي سيقوّض زواجه، مع أنه لم يكن مجبراً عليه، رد العم وقال: «لم يكن لي أن أعيش مع الكذبة». وهذا هو اللبّ الذي ضيعناه في كل شيء حتى تسيّدت أساليب «الشطارة» و «الفهلوة»، وعبارات مثل «أكلته بكلامي وصدّقني» و «مشيت عليه»، والطامة أنك ولو لم تكن مقتنعاً بنوعية هذه التنازلات، إنما تجد نفسك ومع الوقت –وبعد أن جاريت الوسط فيها بداية- أصبحت لا تمارسها عندما تقتضيك الحاجة إليها وحسب، ولكنك تلجأ إليها حتى في غياب الداعي، ومستعد للتنظير حولها وتسويغها أيضاً.
    في اجتماع للراغبين في الدراسة بالجامعات الأجنبية في مقر إحدى السفارات بالرياض، أشارت المشرفة الأجنبية إلى ضرورة أن يتوسع الطالب أو الطالبة عند تعبئة نموذج القبول الجامعي في ذكر أنشطته الرياضية وهواياته المتنوعة، فكان التعليق البدهي لأبنائنا أن أغلب الممارسات بلا شهادات موثقة، فلم يختلف رد المشرفة عن جواب العم: «من المفروض أنك تقول الصدق، فإن كنت ممن يبني مستقبله على الكذب، فعندها عليك التعايش مع كذبتك». أمّا أبناؤنا فمعظمهم تعامل مع الجواب على أنه مزحة، وسيتفنن في التوسع وسيعيش ويتعايش معه، لأننا ببساطة لم نعلِ من قيمة الصدق وإحياء الضمير في تربيتنا، وذلك الشعب - تحديداً الأميركي - إنما يؤمن بالصدق كقيمة أساسية في معاملاته وعلاقاته، فدعك من سياساتهم المنحازة، وانظر إلى الشعب الذي هو صخرة بنية مجتمعه التحتية، فلا يعيش بينهم المرء ويكذب عليهم ويتأصل كذبه، فلا هي مرة أو اثنتان. ثم يكتشف أمره وينجو بفعلته كما هي الحال في مجتمعاتنا، وقد ارتكز دفاع مُعدّي البرنامج على أنهما في مجال للتسلية وليسا في ميدان حكومي أو شيء من قبيله، فكذبتهما كانت بهدف الإثارة ومتابعة الجماهير للعرض، ومع ذلك نالا عقابهما، وعليه يكون السؤال: فماذا إن لم يكن «كذّابنا» في ميدان للتسلية؟ وطاولتنا الأذية والخسارة نتيجة كذبه؟
    زارنا المطر فكم كذبة عشناها وعرّاها ضيفنا وأصحابها الكذّابون؟ فضيعنا الغشاشين من كثرتهم وقد تكالبت علينا الخدع والحيل؟ فلمَ انهارت الكباري والجسور برأيكم؟ ووقعت أسقف المطارات؟ ورشحت الأنفاق وسُدت بالسيول؟ حتى البيوت لم تسلم من الضرر! وهي أمطار يومين، بينما جسور أوروبا وطرقاتها وأنفاقها وقصورها ومعالمها من مئات السنين لا تزال صامدة وفعّالة ولم تتعرض للانهيار أو يصبها العطل، وجاهزة للتصوير عندها. فلم ذاك؟ ولم مقاولونا يعيشون ويموتون مع كذبهم ولا يؤرِّقهم مالهم الحرام ولا شغلهم الحرام؟ ولم مشاريعنا لا يمضي عليها الحول حتى «تخرخر» فوق رؤوسنا ولا يتأسف منّا أحد؟ ولم ثقافتنا في تحمّل المسؤولية أن نرميها على غيرنا وكأن مهمة ضميرنا تكمن في التخلص منها؟ ولماذا نحن كذّابون أصلاً؟ أيكون حين نخفق في ملاءمة الحقيقة مع التصور، فمن السهل التضحية بالحقيقة في سبيل الإبقاء على التصور! ففلان معروف بصدقه، فإذا فاحت رائحة كذبه تمسّكنا برصيده الزائف على أن نشهِّر بحقيقته، وقد يكون لأننا محرجون من استغفاله لنا وخروجنا بمنظر أحمق، وهذا على أحسن تبرير طبعاً، لأن الاحتمال الآخر أن نكون مثله كذّابين ومقنّعين في مجتمع تعوّد على الكذب فلم يعد يفرقه عن الصدق، فصادقونا لا يندمجون ويعلون من قيمة فضيلتهم حتى يغترّوا بها من ندرتها في محيطهم، فيتصدّر الكذاب ويتراجع الصادق، وننتهي بالكذّابين يتولون الأموال والأعمال، ويُسرق المال وتسوء حال الأعمال، ويأتي المطر ليصدر حكمه على الاثنين، فهل يسجن الكذّابون؟ تساؤل ساذج، ولكن طرحه ليس كذلك، كما أن السجن لا يكون مادياً دائماً.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 13:59