ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


4 مشترك

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!


    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 23 يونيو 2013 - 20:51

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Images?q=tbn:ANd9GcSta4D5UakMyKqM9jU2NjW6jYkVpaPywPznIwQpB1K-xHT1bohh

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty إجابة «إكسبريس»

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 25 يونيو 2013 - 10:59

    إجابة «إكسبريس»
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
    استقبل بريدي الإلكتروني سؤالاً مستعجلاً لقارئ ألحّ بالإجابة. وسؤاله: كيف أعرف أنني أحب المرأة التي قابلت..؟! فهل يحتاج المحب إلى معرِّف به؟ أم هل الحب شعور يخطئه صاحبه؟ ثم، ولم التساؤل في موسم السفر والإجازات؟ أم أن لحرارة الصيف علاقة بالموضوع..؟! فماذا إن دخل الخريف؟ ومع ذلك، ليكن الرد السريع عاماً ومنشوراً. فالحب بداية، حالة خاصة جداً ومتلونة من شخص إلى آخر، فما يحسه أحدهم ويصنِّفه على أنه حب، قد لا يراه غيره كذلك، ولكن، لنقل إن أعقد الأسئلة تملك أبسط الأجوبة. وعليه يكون الحب هو الاشتياق باختصار، فالشوق إلى الحبيب كافٍ عن التفكير في ما عداه، وهو شعور غريب عنك، يحتلّك ويربكك. فمن يفضِّل معه العزلة والغرق في بحر الخيال. أو النوم أملاً بحلم يأتي بطيف الحبيب، ومن يجافيه النوم لأن واقعه تحوّل فجأة إلى عالم أجمل من الأحلام، على أن الأمر ليس في وقوع الحب، ولكن في: إلى أين سيأخذنا..! وفي الحب بالذات من الممكن أن يجد المرء نفسه وهو يلعب ضد نفسه وضد مصلحته، فتخيّل أن نفسك تنافس نفسك في لعبة، الرابح فيها قد يخسر أيضاً، فأي مجازفة!
    يُقال إننا لا نعرف قيمة الشيء إلا إذا تحول إلى ذكرى، وهذا صحيح في معظم الذكريات، ولكننا في الحب نستعذب لحظاته ونحن نعيشها، ونحن نغيب عنها أيضاً، وإن لحقها في البعد كم من الآهات، وربما الحسرات، فيسترجع المرء ذكريات حبه بغصة تعتصره بابتسامة خفية. والأهم أن نتعلم أكثر من أن نعرف، فما جدوى معرفتنا إن لم تعلِّمنا؟ ودروس الحب من شأنها أن تعلِّم حتى الجاهل المصرّ على جهله، فلا أحد أكبر من سلطان الحب بعبره وعذاباته، ليبقى ما لا أفهمه في الحب..! فالمنطق ينحو إلى أن من يحب لا يقبل على حبيبه قتامة الحزن والتعاسة، ومع هذا تسجِّل الإحصاءات وتوثِّق الحكايات أن المحبين أكثر من يسبب الألم لمحبيهم، فكيف تحب وترضى بدموع شريكك وهو معك في ابتلائك نفسه؟ ولا شك في أن الحب ابتلاء، وعوضاً عن أن يتعاون المبتليان على مصيرهما، يزيدانه ابتلاء بجروحهما، عجيب غباء الإنسان في أذية روحه!
    أمّا قارئي الذي ينتظر جوابه، وأدري أنني لم أشف غليله، فأرده إلى مؤلفات أحلام مستغانمي ليستفيض منها، فهي من أفضل مَنْ كتب في الحب وبحوره، حتى إنك لتحتاج إلى وقت لتتأمل عُمق جُملها، وقد تقرأها وتسأل نفسك: وكيف لم أفكر بهذا من قبل..؟! فإن كان البعض يرى أن مستغانمي قد صفّت مع المرأة على حساب الرجل، فهو نقد متحيِّز إن جمعت فيه كل ما خطت، أمّا إن قصدت به مؤلفاً بعينه فلا بأس ببعض الإنصاف من ظلم الرجل ومغامراته، ثم ما ضر المُحِّب الصادق من كلام لا يعنيه؟ إلا أن تكون مذكوراً بين السطور وطيّات الورق بأحاسيسك الطيّارة التي استحقت التنبيه منها.
    فما هو عدو الحب؟ الزمن. فالوقت يقضي على الحب، كما الحب يقضي على الوقت، فالمشاعر تفتر والموضوعية تطل، فإذا بك تدرك الأخطاء والعيوب التي تغافلت عنها، وإذا بسوء التقدير الذي صاحب الاثنين يطالب بتقدير غير، أكثر صراحة بين الاثنين، ما يعني أن العقل عاد إلى عمله، فإذا كنا في الحب لا نعقل، فإننا في العقل لا نحب، وقد تعتبر ما مرّ بك مجرد وهم غذّيته حتى نما واستطال، وتسلّط عليك فصوّر لك الحبيب وكأنه مختلف عن الآخرين. وهكذا تجري المقادير...! حب يستفيق منه صاحبه، ومحب يودِّع حبه، ومن يتوقع نتائج الحب فهو مخطئ.
    على أن النـــاس على نوعين: فهناك من يخفِّف عنه الحب ويهضم صـــعابه، وربما ينسيه آلامه وشقاءه. ونوع آخر لا يعـــتقد بملاءمــــة الحب للجياع وأصحاب الهموم. فبالنسبة إلى هـــؤلاء يُعد الحب رفاهية لا يقتربون منها ولا يقدرون عليها، ففي نظرهم الحب في حاجة إلى نفس مستعدة لاستقباله، لا لتطفيشه. وبالعموم، الرجل إذا أحبّ أصبح أرق وأشعر، والمرأة إذا أحبت استوحشت واستقوت، ثم تعطّفت بالرقة والدلال بحسب التوقيت الذي تحدده، بالمكان والمقدار. وهذه هي المرأة..!
     
     
    كاتبة سعودية

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 25 يونيو 2013 - 22:37

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 13256128161

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 27 يونيو 2013 - 11:07

    رجل حسبة من الزمن الماضي!
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
    قيل عن العابد المحتسب عبدالله بن عمر العمري إنه خرج حاجاً، فرأى امرأة تتكلم بكلام استنكره، فأدنى ناقته منها وقال: «ألست حاجّة؟ أما تخافين الله؟ فأسفرت المرأة عن وجه يبهر الشمس حُسناً، ثم قالت: تأمل يا عمّ، فإنني ممن عناه العرجي (شاعر غزل لُقِّب بالعرجي لسكناه قرية العرج بالطائف) بقوله:
    أماطت كساء الخز عن حُر وجهها*وأذنت على الخدين بُرداً مهلهلا
    من اللاء لم يحججن يبغين حسبة*ولكن ليقتلن البرئ المغفّلا
    فبماذا رد الشيخ وهي التي بنظرك تستحق ما تستحقه على وقاحتها في بيت الله؟ لم يزد أن نظر إليها وقال: «فإني أسأل الله ألاّ يعذب هذا الوجه بالنار». فبلغ خبره سعيد بن المسيّب وكان سيد التابعين وأكابر أهل الحديث والفقه وتفسير القرآن حتى سمي بفقيه الفقهاء. فلم يزد عن قوله: أما والله لو كان من بعض بغضاء العراق لقال لها: «اغربي، قبحك الله! ولكنه ظُرف عُبّاد الحجاز». فهلاّ تأملنا كلمات ابن المسيب؟ ولا يزايد أحد على غيرته في الدين والحق، ومع ذلك لم يتوعد ولم يهدّد ولم يشكّك في إسلام العمري ويدعوه للهداية، ولا أكثر منه. بل كل ما قاله: إنه ظريف.
    ولنتصور أن امرأة في أيامنا كانت «تتلكّع» بجوار مسجد من بيوت الله، فلا هو بشارع ولا بسوق، فجاءها من رجال الحسبة من أمَرها بالستر ومراعاة المكان والكف عن ميوعتها، فردت عليه بإماطة النِقاب عن وجهها، وإنشادها شعراً بأنها لا تبغي سوى وقوع المغفّل في حبالها. فماذا ستكون ردة فعل هذا المحتسب مع امرأة تتحداه في مخالفتها؟ ولنمضِ في التخيّل ونرى رجل الحسبة ينظر إلى المرأة فيعظَها ألاّ تعود لمثلها، فمثل وجهها حرام أن تشوهه النار، وعلى الله الهداية من قبل ومن بعد، ثم يتركها في حال سبيلها، فيصل الخبر إلى بعض أصحابه المحتسبين، وربما إلى رئيسه، فلا يعنّفه ولا يوبخه ولكن يصفه بالظرف!
    خيال واسع، أليس كذلك؟ ولكنه وقع من سيد التابعين والفقهاء المتوفى عام 94 هـ، ومن ذلك التاريخ إلى تاريخنا انظر كيف تطرفنا في اعتدالنا وسماحتنا؟
    فما ضير المحتسب أن يُبدي النصح بالحسنى والدين المعاملة؟ ونعم، هناك نماذج مخالفة ومستفِّزة، ومع هذا تظل النصيحة ثقيلة ولو كانت بالحق، ومن طبيعة الإنسان أن يستثقل اعترافه بخطأه وموافقة الآخر على صوابه، وبخاصة أمام الجمهور، وإن أيقن في داخله بصحة ناصحه. وإن الشيخ العمري بلطفه وبدعوته المحبّبة أصاب بحسن قوله في نفس الفتاة وعقلها، أبلغ من زجره لها والدعاء عليها - لو كان فعل -. فهل يليق برجل الحسبة الدعاء على امرأة لاحقها ليهديها إلى الستر؟ فلما سألته وكيف يكون الستر؟ وهي المغطاة من قمة رأسها إلى أخمص قدمها، فلا يكون جوابه غير الدعاء عليها بالسرطان؟ وهذا ما حصل أمامي والله شهيد. والغريب أن معظم ما يُروى عن عنف رجال الحسبة وتشنجهم وتجاوزهم اللفظي والإجرائي في أداء مهمات الاحتساب لا يعدو أن يكون التعليق الوحيد عليه سوى أنه قد يبالغ رجال الحسبة أحياناً في مفهومهم لإحقاق الحق، ولكنها تظل حالات فردية لا تمثل إلاّ أصحابها. فإذا كانت هذه هي طريقتنا في مواجهة التطرف، فمتى سنعتدل؟ بل وكيف سنعتدل ونحن المصرون على أنها مجرد حالات فردية؟ أفلا يساوي مجموعها حالات جماعية محسوبة على رجال الحسبة ونهجهم؟
    ثم ما الغرض الأهم من وراء الاحتساب؟ والجواب: العمل لمصلحة الدين، فمتى كان التخويف طريقاً للجذب والترغيب؟ فنحن هنا إنما نناقش المبدأ من الأساس الذي تُبنى عليه سلوكيات المتشدِّد في كل شيء، فما بالك بالدين الذي يئنّ إلى سياسة محببة ومحنكة في هذا الزمن المشوِّش لأهله؟ فيأتي رجل الحسبة وبكل غلظة وجلافة فيأخذ الناس عنوة وتسلطاً، وفي رأيه أنه بذلك خدم الدين وأدى أمانته؟ فهل يكون هذا النموذج هو أفضل ما لدينا وما في استطاعتنا؟ فإذا كانت غلظة القلب وجلافة اللسان تعني انفضاض الناس من حولك، فكيف ستجمعهم على الامتثال للأمر والنهي؟
     
     
    كاتبة سعودية

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 27 يونيو 2013 - 23:38


    ثم ما الغرض الأهم من وراء الاحتساب؟ والجواب: العمل لمصلحة الدين، فمتى كان التخويف طريقاً للجذب والترغيب؟
     فنحن هنا إنما نناقش المبدأ من الأساس الذي تُبنى عليه سلوكيات المتشدِّد في كل شيء،
    فما بالك بالدين الذي يئنّ إلى سياسة محببة ومحنكة في هذا الزمن المشوِّش لأهله؟ فيأتي رجل الحسبة وبكل غلظة وجلافة فيأخذ الناس عنوة وتسلطاً،
     وفي رأيه أنه بذلك خدم الدين وأدى أمانته؟ فهل يكون هذا النموذج هو أفضل ما لدينا وما في استطاعتنا؟
    فإذا كانت غلظة القلب وجلافة اللسان تعني انفضاض الناس من حولك، فكيف ستجمعهم على الامتثال للأمر والنهي؟
     

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty عابر حياة - وعرضت «أبها» فيلمها!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:10

    عابر حياة - وعرضت «أبها» فيلمها!
    ثريا الشهري
    الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣
    فهمُنا للدين لا يخدم الدين ولا طبيعتنا البشرية. فأنت إذا فهمت، فهذا يعني أنك فكرت. ومن شأن التفكير أن ينقلك من طرف إلى آخر. كيف؟ أظهرت الدراسات أن أكثر الناس أكلاً أخصهم جوعاً، إذ لا توازن، فإذا اعتقدنا أن الإنسان الذي تعوّد على ملء بطنه وأصبح الأكل بالنسبة له مسألة مستمرة، هو أبعده عن التفكير في الأكل، فنحن إنما نكون بتفكيرنا هذا مخطئين. ومثل الأكل إشباع الشهوات الأخرى، حتى إننا نلاحظ أن أكثر الناس نهماً في اتّباع الهوى، أوفرهم عرضه للسأم في ما بعد. فعندما تتخم من شيء فأنت ترفع من حافز التأهّب بداخلك لتنتقل بتفكيرك إلى الجهة المعاكسة، وقد تصل إلى فكرة التوقف عما أنت فيه، فخذ عندك أكثر الناس انحرافاً عندما ينتقلون بتفكيرهم إلى النقيض حيث التوبة والزهد لاحقاً، وهكذا هي آلية التفكير. فما لا نفهمه عن التفكير أنه يتجه إلى البعيد وليس إلى القريب، فالشيء البعيد يولِّد الطموح والشعور بالأمل، وربما السعادة لفكرة امتلاكه وكذلك اختلافه. كما الحبيبة البعيدة مثلاً! بل إن الزوجة إذا تطلّقت لتحلو في نظر طليقها، فيفكر بها متعجِّباً بعد أن كان ملّها وهي قريبة منه ومضمونة.
    وعليه، عندما نصر على جرعاتنا العالية من المثالية والفضيلة الملائكية، وعندما ننسب هذا الأسلوب في التفكير اللاواقعي إلى الدين لا إلى تطرفنا في فهم الدين، فماذا تكون النتيجة؟ ينحو التفكير إلى الجهة الأخرى. فأنت تحذر من الاختلاط وفتنة المرأة، وستجد أن المرأة هي التي احتلت عليك تفكيرك، إن لم يكن طوال الوقت فمعظمه. فيصيبك الذعر من ارتكاب الخطيئة إن استمر عقلك بنهجه هذا مع كل التزمت. وبدلاً من التخفيف من تنطّعك، تتشنج أكثر في سدّ أي نوافذ وأبواب تؤدي بك إلى حيث مصدر غوايتك كما ضخمها تفكيرك. وكلما تشددت قفز بك عقلك إلى النقيض، ولذلك تجد أن رجال الدين منذ «الرهبنة» هم أكثر الناس جنوناً بالمرأة، فجاء الإسلام ومنع الرهبنة، وأحيا الإنسانية التي ننكرها اليوم.
    حين قام الشباب المتجدِّد المهتم بصناعة السينما وتأثيرها بإنتاج فيلم سعودي بعنوان: «هيفاء» - لو استبدل بعنوان آخر غير مستهلك ولا مرتبط بأذهان الناس بالابتذال لكان الأنسب - ويحكي عن ارتباط المرأة بالأرض والمكان، ويهدف إلى إظهار جماليات المنطقة الطبيعية والبشرية. نقول حين تكلف هؤلاء بالمادة والوقت والجهد والعزم على إنتاج الفيلم وعرضه ضمن فعاليات مهرجان أبها، وتبادلت المواقع صور الجمهور المتنوع بين رجاله ونسائه في صالة العرض. قيل بعدها إن رجالاً عليهم «بشوتهم» تدخلوا لوقف العرض والحيلولة دون استمتاع العائلات بمتابعة الفيلم. وسواء أستجيب لهم أم استمر العرض، فهذا لا يمنع أن منظور تفكير الممانعين إنما يشوبه الخطأ وعدم الوعي، فحينما نملك الشيء لا يصبح مادة لتفكيرنا، بخلاف إذا حرمنا منه! ثم لم علينا أن نربط الدين بالتنغيص على الناس؟ وهذه المشاعر السلبية التي نربِّيها داخل النفوس باسم الدين، أليست ببساطة من تراكمات العقول الباطنة وستبحث لها عن فرصة للانفجار في وضع فوضوي لا يليق بنا ولا بديننا؟
    مواقع التواصل الاجتماعي صارت وكأنها الوسيلة لتجاوزات حمقاء وتطاولات تمس الدين لم نكن نسمع بها قبلاً. وبمفاهيم مضطربة لم يعد أصحابها بقادرين على احتوائها، فظنوا أنه وبخروجها على السطح سيشعرون بالتحرر، والحقيقة أنهم غير مرتاحين في كتمانها ولا في ظهورها. فماذا فعلنا بعقول أبنائنا حتى بات الابتعاد عن الدين هو الخيار الأسهل للتمتع بالحياة في نظر شبابنا؟ وحتى لا تقع ضحايا أخرى من التشويه فلا بد من التصدي للمشوّهين بفتح الواو مرة وبكسرها أخرى، فهل فهم أوصياء الدين كم أضروا به وبنا على امتداد السنين؟ الدلائل الحاضرة لا تؤيد وجود مثل هذا الفهم، وإلاّ لما كنا بحاجة إلى التذكير الدائم بأن تقديم بعض التضحيات والتنازل عن بعض المسلّمات من ضروريات العصر طالما أنها ستقرب الناس من دينهم وتعينهم على التمسك به بصدق وحب، ذلك أن الوحي نزل لتنظيم الحياة، وليس لموتها أو خنقها أو تزييفها.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:12

    أو تفعلها بمكة...؟
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢ يوليو ٢٠١٣
    كانوا إذا حجوا أو اعتمروا حرصوا على الخروج من مكة سريعاً، حتى لا يألفوا المقام وسلوكهم في المقام. وحتى لا ينال التعوّد على المكان من رهبته وتعظيمه داخل نفوسهم. ومع ذلك، ومهما ألف المسلمون العيش بمكة ونواحيها، تظل هي مكة ببيتها الحرام ومسعاها الطاهر وكعبتها المشرّفة، التي ما إن تنظر إليها حتى يعتريك شعور يأخذ بتلابيب روحك ولا تستطيع وصفه أو تتبّع مصدره. إنه ما يقع في قلبك وكفى به تبجيلاً وسكوناً. فكيف تطوِّع للمسلم اقتراف الحرام في مكة؟ وعلى الحرام ما عليه أينما وقع، فكيف إذا ارتكب بمكة؟ بل وفي المسجد الحرام وبين أروقته؟ وهو تساؤل يبحث له عن إجابة شافية. فتركن أغراضك لتصلي فلا تجدها وكانت أمامك. تطوف بين الطائفين فتختفي محفظتك وأنت مع الملبّين. تسعى المرأة فتجد من يستغل الازدحام ويتحرش بها. فإذا تجاوزت البيت الحرام، وإذا شنّ الأمن حملاته، كشف عن السهرات الماجنة والجرائم القاتلة. فكيف تسوِّل للمسلم ارتكاب المخالفات وهو بهذا القرب الظاهر من الله؟ وهذا ما لا يمكن فهمه ولا تقبله. بل بماذا تنصح المتجرّئ على حرمات خالقه وفي ذلك المقام؟ فإذا لم تردعه حرمة المقدّس، فهل ستزعزعه كلماتك؟
    المفروض أن الوعي لا ينام. بخلاف الجسد الذي يئن للراحة والنوم. أمّا الوعي فدائماً يقظ لأنه لا يتأثر بقانون الجاذبية. فمن المعروف أننا نعيش في ظل قانون نيوتن للجاذبية، كل شيء يسحبك إلى الأسفل، فتكبر وكل ما فيك يتهدّل ويتعب. فإن وقفت تعبت، وإن جلست تعبت، ووحده الاستلقاء أفقياً يمنحك الراحة لأنه متناغم مع الجاذبية، بعكس الوضع العامودي الذي هو ضدها، ولكن هذا كله بالنسبة إلى الجسد، أمّا الوعي فلا علاقة له بصعوبة تدفّق الدم إلى أعلى، لأن الجاذبية ليس لها سلطان على إدراكك. فكيف يعمل الوعي إذاً، وتحت أي قانون؟ يعمل وفقاً لقانون الارتقاء، فإذا كانت الجاذبية تعني الانحدار إلى تحت، فالارتقاء يُعنى بالتطلع والسمو نحو فوق... نحو الأعلى. فإن كان وعيك لا يأخذ مساره الطبيعي له بالصعود، فأنت إذاً إنما تعوق عمله. وعندها ستتخبط في مسارات حياتك، وخذ عندك الملحِد حين يُنكر على أحدهم السرقة في بيوت الله، فإذا سألته عن سبب إنكاره وكنت تتوقع منه ألا يبالي، أجابك لأن فيه خطأ كبيراً، فالموضع مقدّس لكثير من الناس، ولا يجب المساس به، وهذا وعي قبل أن يكون إيماناً.
    نعم، مثل هذا الوعي قد يفاجئك به الملحِد، فتسأل نفسك: وكيف بمن سلّم واستسلم لله ودينه؟ كيف صوّر له وعيه بارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، من دون أن يراجع نفسه أو يؤنِّبها إلى أن يُقبض عليه ويُدان؟ وكان الأحرى به أن يُسابق هو في توبته. عَنَت ويصرّ عليه، وكأن حياته مكرّسة لهدف ألا يتغيّر، وألا يسمح لفهم جديد، ونضج أعمق أن يخترقه، فيسمع ما يسمع، ويقرأ ما يقرأ، ثم ينحو إلى كل السبل لتبقيه كما هو. أو بالأصح لتبقي على عقله بلا تفاعل، فهل خدمه عقله وهو عقله، أم تآمر ضده؟ على ما يبدو، والتفسير التحليلي لهذا التمنّع، أننا خلقنا الكثير من «تروس» الدفاع والحماية حول أنفسنا، فحالت دون مرور إلا ما ألفناه. ومن أجل نسف تلك التروس والمصدّات المانعة لقطرات الوعي أن تجتاحنا، نحتاج إلى صدمة تزلزِل علينا جدراننا وتشقِّقها لينفذ النور من فتحاتها، صدمات بهيئة مواقف أو ظروف تصيب الإنسان وتوقظه، على أن الأهم من وقوعها في حياته، أن يتنبّه لحكمتها، وإلا فكل البشر تمر عليهم، فمنهم من يتعظ ويعتبر وينشد الأفضل، ومنهم من يظل على خبله وجهله بلا تغيير.
    حواراتنا وتفاسيرنا لا تخاطب المنطق، ولا تطمئن الروح، فجُلّها لا يخرج عن أوامر تأمر وتنهى بلا نقاش، وإنما بتبعية تقودك ولا تدلك وتوسع مداركك، وقبل أن ندين المخالِف لتعاليم الإسلام بمكة، علينا أن نبدأ معه بحوار عقلي ونفسي غاب عن وعي بيته ومدرسته. أمّا الإشكالية بحق، فهي أن من عليه أن يحاور افتقر إلى مثل هذا الحوار ومنذ البدايات.
     
     
    كاتبة سعودية

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty عابر حياة - الدين قبل «الإخوان» وبعدهم

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:14

    عابر حياة - الدين قبل «الإخوان» وبعدهم
    ثريا الشهري
    الخميس ٤ يوليو ٢٠١٣
    حين نُسب إلى الثائر والطبيب الأرجنتيني تشي غيفارا تحرير دولة كوبا من الديكتاتور باتيستا، نفى تشي أن يكون محرِّراً، لأن المحرِّرين -على حد قوله- لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي التي تحرِّر أنفسها. ومن أقواله: «الطريق مظلم وحالك. فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟ ولا يهمني أين ومتى سأموت، بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن». قُبض عليه في غابات بوليفيا حين حاول تكرار تجربة كوبا، فتدخّلت الولايات المتحدة وساندت نظامها السائد في تصفيته، وأصبح الأرجنتيني بإعدامه رمزاً للثائر المتمرِّد وكان بعيداً من وطنه الأم، فما الوطن الذي عناه إذاً بكل نداءاته؟ يقول تشي: «أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى المظلوم. فأينما وُجد الظلم فذاك هو وطني. وبالثوار لن ينام العالم على أجساد الفقراء». فإذا قارنت كلمات الرجل قبل حوالى 50 عاماً بالحالة المصرية، تظن أن قائلها هو المصري المتظاهِر في ميدان التحرير منذ 25 يناير 2011. أمّا الفرق النوعي بينهما، فيلخصه كفاح غيفارا المسلّح والعنيف، في حين أن أدوات المتمرِّد المصري الأعزل هي صوته واعتصامه المدني بلوحة تطالب برحيل النظام. وقد برهنت أنها الأقوى.
    الأسباب الاجتماعية التي تدفع الشعوب إلى الانقلاب على حكوماتها تكاد تتشابه، بل تتطابق على مر العصور، ولكن لا تأتِ وتخدِّرْني وتبعني طموحك مغلّفاً باسم الدين، فإذا ثرت عليك وعلى أخطائك وسياساتك المعنية بعيشي ووطني وتردّي أوضاعي، قلبتَ المسألة بيننا إلى كفر وإيمان، فحجزتَ لنفسك مقعد المؤمن وألبستني «طاقية» الخائن. هذه المزايدة التي لا تليق بمكانة الدين، لن ترتد على أحد بقدر احتراق من بدأها وأشعلها. وهو أمر مفروغ منه، فخسارة «الإخوان المسلمون» بعد توليهم الزمام في مصر لا تقدّر بهزائمهم قبل السلطة. وكل ما يعنينا منها ألاّ يتحملها الدين الذي اتخذوا منه مطيّتهم زوراً وتقيةً. ولا أخشى شيئاً بعد زوال حكم «الإخوان» -أو «الخَوَان» بتوصيف العقّاد- أكثر من ارتداد تجربتهم العوراء في الحكم على تقدير الناس للدين وأهله. فيبتعد الناس تدريجياً عن كل ما شاب الدين، لأن حفنة من المنتفعين به استغلوه ووظفوه مادياً.
    الشعب المصري الموحِّد مؤمن وقدري بطبعه. ومن قناعاته المتجذِّرة استطاع «الإخوان» النفاذ والاتكاء عليها في استعجالهم الكراسي. وجاء الواقع فكان أبلغ أنباءً وأصدقها من خطبهم ووعودهم العرقوبية، فبقاء «الإخوان» في السلطة أصبح مرهوناً بالساعات المقبلة (وقت كتابة المقالة). وليس هذا بموضوعنا، ولكنها العِبر التي علينا تشرّبها مع التجربة الإخوانية المصرية، وأينما كنا... فالانتصار للدين يحتِّم النأي به عن صراعاتنا. فلا يوجد إنسان على الأرض إلاّ وله في الإسلام نصيب أعلِمَ بذلك أم لم يعلَم، ذلك أن الإسلام هو دين الفطرة الإنسانية، وأي خروج عن الفطرة في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى التشريعية هو في عمقه خروج عن الإسلام. يقول تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها). فما الداعي وهذه حال البشر أن تأتي وأنت المسلم فتحتكر الدين لحزبك ومجموعتك؟ ألرغبتك في الانفراد بمنبر الدين وضمان العامة. وها قد كُشِفت اللعبة وأوراقها حتى مع العامة. وتخلى عنك الجيش والشرطة والقضاء والشعب، ولا شرعية لك تُرتجى! ولا نسأل الله سوى أن يعقل الناس فيفرِّقوا بين الدين وبين كل من يمتطي الدين ليؤمِّن الإجماع عليه. فلا تثق بمن يستأثر بالدين لغير الدين.
    والسؤال الاستشرافي: كيف سيتحول المتحولون ثانية؟ فمن تسرّع واستبدل مساره القديم (المتحوِّل بدوره) بموجة «ركِّب دقن وادهن زبيبة»، هذا المتورِّط ما مصيره بذهاب جماعته المتأسلمة؟ وكأني به يقول: «يا جماعة ارسوا لكم على حال؟ أركّب الدقن ولاّ أحلقها؟ ألبس الكرفتة ولاّ أخلعها» فكيف به وعليه أن يبرِّر الـ «نيولوك»؟ أمّا من فهمها فهو ابن «الريس» بعقد عمله بالسعودية حين تمسّك بوظيفته، وإن تولى أبوه السلطة. لنعد إلى مقولة تشي غيفارا: «لن يكون لنا ما نحيا من أجله، إن لم نكن على استعداد للموت من أجله». وعلى رغم يقيننا باستعداد المصريين للموت فداء لمصرهم، غير أن وطنيتهم أعقل من تدنيس أيديهم بدماء إخوانهم مهما بلغ حجم الخلاف والاختلاف الدنيوي بينهم.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 14 يوليو 2013 - 18:02

     «لن يكون لنا ما نحيا من أجله، إن لم نكن على استعداد للموت من أجله».
    وعلى رغم يقيننا باستعداد المصريين للموت فداء لمصرهم،
     غير أن وطنيتهم أعقل من تدنيس أيديهم بدماء إخوانهم
    مهما بلغ حجم الخلاف والاختلاف الدنيوي بينهم.

    متى كان طول اللحى عنوان للايمان
    او الورع
    كيف سنثبت نحن النساء عن مدى ايماننا هل نستعين بلحى اصطناعيه
    ستكون جميله جدا على ذقوننا
    فد ترضي هؤلاء المتأسلمين
    ؟؟؟؟؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 18 يوليو 2013 - 12:15

    حسناً..لنقل الإخوان المتحدين!
    ثريا الشهري
    الأحد ٧ يوليو ٢٠١٣
    كلما نقص وعي الإنسان وتسطحت ثقافته، أو بالمعنى الدارج «استسهل وأخذها من على وجه القِدْر من دون أن يصل إلى قاعه وعمقه» مال إلى ربط الكثير من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية بالتفسير الجبري. وبالتالي كلما زاد جهل المرء بسيرورة القضاء والقدر ارتفع شعوره القدري بالنسبة لقناعاته وسلوكياته. فكل ما يقع وسيقع قضاء وقدر، وما الإنسان إلاّ منفِّذ له، أي مجرد أداة.
    فإذا كنا لا نميل إلى هذا الاستسلام، فما الذي يقيّد الإنسان في اختياراته التي تنبئ عن حريته التي ولد بها؟ تلك المقيّدات والمحدِّدات هي المرجعية الأخلاقية والمعرفية والجمالية والرابعة العُرفية وهي قوانين الأرض، وبما أن معرفة الإنسان وإحاطته بالقوانين نسبية، فتصرّفه بها إذاً يظل نسبياً، ما يترتب على أن حريته أيضاً نسبية بناء على معرفته الناقصة بالمرجعيات، بمعنى أن المعرفة ترفع من مساحة الحرية، وغيابها يقلِّص من المساحة. فأرجو قراءة الفقرة ثانية، ليتسنى الانتقال إلى التالية.
    أحداث مصر الأخيرة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالجدالات والتعليقات، وكل يتبرع برأي، وإن خلا من الرأي. فهل كل ما يصدر عن الإنسان وينسب إليه يعبّر عن رأي؟ و
    سواء أكان ناقلاً له عن غيره، أم من بنات أفكاره واستنتاجاته، فها نحن قرأناه على أنه رأيه بالتبنِّي، وليتنا لم نقرأ. فمن ضحالة الفكر وسذاجته تشك في العمر الزمني لصاحبه. وإن كان عمره العقلي لا يحتاج إلى إيضاح. ومن مفهوم حرية التعبير أن يُقاس بمنطق الرأي المضاد، أي أن حرية الفكر بمقدار الرأي الآخر في التعبير عن فكره. فلا تقوّم الحرية بتعبيرك عن رأيك وإقصاء غيرك، ولكن بمساحة الضدين ووجودهما، ضمن مرجعية المعرفة الوطنية ويُعبّر عنها بالدستور.
    التوجّه الشعبي المصري بعدم إبعاد فصيل سياسي (وإن كان إسلامياً) عن المشاركة الوطنية حق مكفول للجميع بحرية التعبير عن توجهاتهم، (بخلاف سياسة الإخوان الإقصائية القائمة على مبدأ الولاء للجماعة وليس على الأهلية والكفاءة)، وهذا كله حسن وفيه عودة الوطن إلى مساره في التصحيح. ولكن وبالإشارة إلى بداية المقالة والقدرية المتغلِّبة على تفسيراتنا نقول: فماذا إن اقترن وصول الإخوان إلى الحكم بالاتحاد عوضاً عن الإسلام، فيكونون الإخوان المتّحدين مثلاً وليس المسلمين؟ عندها ستتحول رواية فشلهم إلى ابتلاء قدري، ولن يلقى عزلهم مثل تلك الحساسية والاستماتة. ولكن طالما أنهم ارتبطوا بالإسلام، فقد مروا على عقولنا من بوابة الدين، ومن تفاسيرنا الواسعة العفوية غير المصنفة للقدريات. فلزم الاحتفاء بهم وطاعتهم، وكأن في عصيانهم تجرأ على الدين وإرادة الله. عجيب أمرنا، ألم يصلنا بعد أنها في مجموعها ممارسات سياسية؟
    الناخب في البلاد المتقدِّمة يتنافس ببرنامجه الانتخابي، أمّا وعودنا ومشاريعنا الانتخابية، فواجهة للزينة تكميلية. فيكفي أن يُظهِر أحدهم تديناً فائضاً، وخطاباً مغلّفاً بالله، وبمنام رأى فيه رسول الله، حتى يضمن التفاف العوام حوله، وسباقهم للدفاع عن مخططه بأكثر مما كان سيفعل. فبالنسبة لهؤلاء المؤيدين هي قضية جهاد ومراتب في الجنة. تلك الفئات لا تفهم من حركة الإخوان المسلمين سوى كلمة الإسلام، يعني الدين... يعني الإخوان على حق، وما عداهم على باطل. وكله يعود إلى وعينا المتدني بالمرجعيات التي نفذ رأينا من خلالها. وقد يكون القائل بهذا الرأي من أصحاب الخطايا العشر، ولكنه في ضميره التائه يعتقد أنه بحماسته سينعم بالتكفير انتصاراً للدين.
    فإن سألته وهل الدين في خطر؟ أجابك: وحين تحارب جماعته أفلا يكون؟ فتتقافز الكلمات في حلقك تريد أن تقول لهذا المأخوذ بجهله: وكيف انطلت عليك أنهم جماعته؟ ثم، أليس كل المسلمين هم جماعة المسلمين؟ فعلاً لا تلام أميركا إن دافعت عن بقاء الإخوان في السلطة.
    وستتسرب وثائق ويكيليكس السرية لتبرهن كيف خدم الإخوان المتأسلمون أمن إسرائيل الاستراتيجي. وقد يخرج عندها من يتهم أعداء الدين بالمكيدة للدين. واستفسار المعذّب بفهمه: أما آن لوعينا كشف حيل المنتفعين بالدين وأوراق المحّتكرين لاسمه؟ أما آن لحكوماتنا التصدّي لهم؟ أما آن لمجتمعاتنا التنبّه من غفلتها ومن انقيادها لكل من يشير لها بكرت الدين ولو من بعيد، فتتبعه معصوبة العيون والعقول؟ حقاً، أما آن...؟
     
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 18 يوليو 2013 - 12:17

    ثانية
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٩ يوليو ٢٠١٣
    في الوقت الذي لا يزال مسافرونا على خطوطنا المحلية يعانون من خلل تنظيم رحلات سفرهم والالتزام بالمواعيد وتغيير البوابات خصوصاً في أوقات الذروة والإجازات. في الوقت الذي بات إقلاع طائراتنا في موعدها هو الاستثناء، فإذا كنا مرتبطين بموعد طبيب أو مؤتمر أو زواج فالأنسب أن نحتاط بالسفر قبل تاريخه بمدة كافية. وبصرف النظر عن ظروفنا إن سمحت بتمديد وقتنا المستقطع، أم كانت على حساب ظروف لنا أخرى. وكله تحسّباً لمفاجآت خطوطنا بمنح أنفسنا فرصة الالتحاق بجدولنا إن خذلنا ناقلنا الجوي. فالمناسبة - أياً كانت - لا عليها ممن فاتها ولكن من حضرها. فتبذل جهدك ووقتك ومالك ثم تضيع في زحمة تأخير كان مسؤولية غيرك فصار مسؤوليتك أمام من التزمت معهم بالظهور. في الوقت الذي نكتب ونصرخ بالتحسين، فلا نتقدم في ناحية، حتى نتراجع في غيرها. وكأن هذه تبرر تلك. في هذه الأوقات مجتمعة نسمع بخبر تحطّم طائرة الخطوط الجوية الكورية الجنوبية (آسيانا) على مهبط مطار سان فرانسيسكو الدولي وإخلاء ركابها - البالغ عددهم 291 مسافراً، و16 من طاقمها - في ظرف 90 ثانية.
    دقيقة ونص كانت كفيلة بمغادرة الركاب. فلم يمت منهم غير شابتين، ربما بسبب التدافع الذي من الواضح أنه غير تدافعنا على الإطلاق. فإذا كان تدافعهم للنجاة سمح بمرور هذا العدد في غضون 90 ثانية مع تعطّل نصف مخارج الطائرة بسبب احتراقها، فهو حتماً غير التدافع الذي خبرته أوساطنا وتتدخّل فيه غُترنا وعُقُلنا ونُعلنا وأكواعنا وصراخ نسائنا وبكاء أطفالنا وشتائم رجالنا. فكيف فُسِّر هذا الإخلاء العبقري في زمنه القياسي وضغطه النفسي؟ فالأكيد أن لديهم أكواعاً مثل أكواعنا وناساً متوترة كحالنا. فكيف ضبطت بلا تبادل الغُتر والأحزمة؟ الجواب: بالتدريب العالي لطاقم الطائرة المنكوبة. الذين لن يعفيهم من التحقيق لحمل الركاب المغادرين متعلقاتهم الشخصية، ما قد يؤخر عملية الإخلاء ويعوقها. فهل فهمنا الآن لِمَ نجحت 90 ثانيتهم؟ لهذه الدقة المهنية.
    بلادنا غنية بمواردها المالية، وسنبني أحدث مطارات بأسطول طائرات ننافس بهما العالم، وقد نتفوق. ولكن هذا بالمادة، وليس بالإنسان وتدريبه للمراكز المتقدمة. فكل عطل وتقصير وازدحام واقتتال ووراءه الإنسان. وكلما تقدمت بالمنتج الإنساني، كلما تطورت في حضارتك، فالتدريب والتنظيم وعقاب التهاون والإهمال، والإشراف الجدي على سير العمليات وأخلاق التعاملات في أي موقع، هي ما يرفع البلد ويخفف على مواطنه. فلا يعاني في الإدارات والجهات المعنية لتحصيل حقوقه وهي حقوقه. في معاناة يومية متواصلة لا يقطعها سوى استنزافك ورفع صوتك بالشكوى والتهديد، أو تنازلك عن المطالبة بحقوقك رأفة بقلبك وعقلك. وكل هذا والموظف نفسه هو مواطن دائخ مثلك. فلِمَ عليه تصعيبها عليك وهي صعبة معه أيضاً؟ وطبعاً كلامنا المكرر لا يعني من فلتوا من سعيرها بطائراتهم الخاصة وكراسيهم الوثيرة. ثم قيل لهم إن ما يسمعونه هو تهويل مواطنين لا يعجبهم العجب. ليخرج المسؤول فيبرر الخطأ ويذكِّرنا بأن الموظف إنسان. وكأن موظفيهم «هناك» ليسوا بشراً، ولكن كائنات مؤجّرة من كوكب فيغا. وسؤالي: كيف يطور الموظف من أدائه إن تسامح مديره مع غلطه؟ والغالب أنه رأي الحريص على كرسيه. فلا يضخِّم الأمر حتى لا يرتد عليه.
    على أن هناك أمراً دائماً ما يدعو للراحة مهما كانت رحلة السفر طويلة ومرهقة، وهو سرعة حصولك على حقائب سفرك وخروجها على سير العفش عند هبوط طائرتك. خصوصاً في مطار الملك خالد الدولي بالرياض. وهو إنجاز جزئي لافت ويدعو للتساؤل في خضم كل الفوضى. فمن الجائز أن تقف لوقت لا بأس به في أشهر مطارات العالم لحين وصول حقيبتك بعد تحميلها وخروجها من الطائرة، عفواً إلا في مطار الرياض. وقد فسّرها أحدهم بقوله: «فاضين ما غير تهبط الطائرة ويحمِّلوا عفشها»، في تحليل سطحي وغير متخصِّص. فلا بد من خلطة سرية وليتها تكون معدية. وطبعاً حتى هذه المعلومة لا تعني بعضنا ممن لم يتعوّدوا الوقوف لحين تسلّم حقائبهم. لأنهم لا يمرّون من صالة السفر التي نمرّ منها من الأساس. فلا بد من الاعتراف بأن هناك مقالات للجميع، ومقالات لا تعني الجميع.
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 18 يوليو 2013 - 12:18

     
    حي عن حي إلى أحياء
    ثريا الشهري
    الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣
    ماذا قدّم علماء الإسلام للدين؟ تصدّروا المجالس والصحف والإذاعات والقنوات الفضائية وجُل عملهم نقل ليس فيه اجتهاد. فما الفرق بين أن أفتح كتاباً دينياً أو موقعاً على النت، وأقرأ فيه عن التراث الديني للسابقين، وبين أن أسمع من علمائنا الناقلين اليوم؟ فإن كنتَ ستقدِّم الدين بتفسير السلف للدين، فكيف بمعطيات ومستجدات ظروفك العصرية؟ من سيفسِّرها على ضوء ديننا؟ وهاهو شيخ يظهر على قناة العربية فتسأله المذيعة عن حكم صيام 21 ساعة، فيردها إلى الجواب التقليدي بوجوب الصيام. حتى إن المذيعة راجعته في عدد الساعات وهو مصر على رأيه! مع أن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أجاز الفطر لأهلينا في تلك البلاد البعيدة لأنهم بحكم المسافر. لكن شيخ الفضائية لا يريد أن يأتي بأي اجتهاد. وكأن الشواهد التي يسوقها علماؤنا اليوم وتمس تفاصيلنا في القرن 21، إنما ترسخ لفكرة أن الإسلام دين خارج الحياة. وهذا غير صحيح البتة. ولكن الإشكالية أنك لا تنقله عن أحياء يتفاعلون معك ويعيشون ظروفك، ولكن عن أموات جاءت تفاسيرهم بحسب علومهم ومعارفهم وأحداث عصرهم. وحتى لو كان في تفاسيرهم بعض الرخص والفسح فلا يروق لك ذكرها. أدين انتقائي ما تنقلونه لنا؟
    الدين لا يمكن أن يصبح تراثاً نستقيه من القديم فحسب، ونكرر ما استقيناه. وإلاّ فكيف بالله عليكم سيصبح صالحاً لكل زمان ومكان؟ فقط أعطوا أنفسكم مهلة للتفكير وتدبّروا كيف سيكون الإسلام صالحاً لكل زمان ومكان ونحن لا نريد له أن يكون؟ فحين نعطِّل أوجه الاجتهاد لأن الصحابة والأوائل لم يعملوا بما سنقوله، فهل نحن معنيون بالعيش في الحاضر؟ وماذا أريدَ بديننا؟
    لابد من العقل ومعه النظرة النقدية لتفسير النصوص، فالقيمة الحقيقية هي للنص القرآني وليس لتفسيره المحفوظ في كتب التراث. وهذا النص الحي يجب أن يكون تفسيره متجدِّداً وحياً مثله. وسؤالي لم لا يجتمع علماء الإسلام لعمل ضخم وتاريخي لتفسير القرآن؟ فلا يكون باجتهاد فرد فيأتي من يغلِّطه ويأخذ عليه أكثر مما يأخذ منه. وإنما يكون وليد جهد جبار لجماعة من العلماء المسلمين المشهود لهم بالعلم والثقافة الواسعة التي لا تقف عند حدود العلم الديني الشرعي، بل تتعداه إلى مختلف أنواع العلوم، لتفسير القرآن تفسيرا عصرياً.
    الوحي ثابت ولكن تفسيره ليس كذلك. وهو ما يفسر لنا إصرار رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام على تدوين الوحي، ولا يقابله بالإصرار نفسه على تدوين أقواله الشخصية. فالله وحده هو الحي الذي لا يموت. أمّا بالنسبة لتفاعلنا نحن البشر مع قرآننا، فإننا وبرحيلنا إلى ما تحت التراب، فإن تفاعلنا هذا سيدخل من بعدنا في حسبة تراثنا. وتأتي الأجيال اللاحقة وتقرأ ما كتبت الأجيال السابقة لها، وهي نحن. وهذا ما كان من تفاعل الأوائل بكتابنا. فنتاجهم الفكري والحضاري ما هو سوى تراث عربي إسلامي، ولكنه لا يواكب في مجمله ما يعترينا ويعترضنا يومياً. وخذ عندك أبناءنا المبتعثين ولديهم من المحاضرات والواجبات والاختبارات ما يعجز عقلهم وجسمهم على حمله واستيعابه بلا أكل ولا شرب لساعات طوال. ومع هذا كله يخرج الشيخ على الهواء ليذيع أن الثواب على قدر المشقة، وقبل أن ينهي فقرته يذكرنا أن الدين يسر لا عسر. في تناقض لا يؤدي بنا إلى شيء. إلاّ أن يفطر أبناؤنا من تلقاء أنفسهم وشعور الذنب يأكل عليهم استمتاعهم برمضان بداية. ثم مع الوقت يتعودون على ذنبهم، فلا يؤثر بهم حين يتجرؤون ويهملون أداء شعائر لهم أخرى.
    فماذا لو أنك - وأنت عالم الدين - أوضحت لهم رخص دينهم لمثل ظروفهم بالإفطار، على ضرورة القضاء والتصدّق فيما بعد. فلا يكون الأمر وكأنه مخالفة لأوامر الدين، ولكن أخذاً برخصه ويسره مع تحمّل المسؤولية في التعويض. ولكن علماءنا لا يعينون الناس على التمسّك بدينهم في زمن الحروب الدينية. كل همهم المحافظة على صورهم العامة، ووصايتهم المرجعية، فلا يبت في أمر إلاّ بمشورتهم، فإذا سئلوا لم يصدر عنهم ما يدل على أن قرآننا حي صادر عن حي إلى أحياء.
     
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 18 يوليو 2013 - 12:21

     
    كوميديا سوداء
    ثريا الشهري
    الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
    هل منع برنامج «فايبر» للتواصل؟ والآن هل جاء الدور على «واتساب»؟ فتتعالى تصريحات هيئة الاتصالات لتؤكد أنها لم تمنع شيئاً. وبالفعل لا يزال «واتساب» يؤدي غرضه ولم ينقطع. ولكن هذا لا يعني استمراره بلا تدخّلات عليا. وسؤالي: من يتخذ مثل تلك القرارات؟ وهل يدرس مُتخذها وقعها وتأثيرها ومدى انتفاع الناس بها قبل أن يقررها في مكتبه المكيّف؟ حتى أن المذيعة الأجنبية لم تتمالك نفسها من الضحك وهي تذيع خبر احتمال منع «واتساب». فبالنسبة إليها هو خبر كوميدي. وليتها تعرف أن كوميدية حياتنا لم تقف عند هذا الخبر!
    كم من العائلات والأبناء لا يتواصلون مع بعضهم بعضاً سوى من خلال البرامج الاتصالية المجانية! ثم يتجرأ المسؤول على هذه النافذة المهمة في حياة 150 ألف مبتعث ومبتعثة ويزيدون، فيصدر أمره بإغلاقها. وبالعموم، هناك من البرامج الأخرى التي من الممكن الانتقال إليها واتخاذها «طاقة» ثانية وثالثة. فأنت تقفل شُباكاً، والإنترنت يبعث لنا بألف شباك. وإن كان رقم الألف مبالغاً به لتلك النوعية من البرامج بالذات. ولكن يظل هناك عدد معقول منها، ويمكن التحوّل إلى خدماته في حال منع «واتساب» وغيره. لكن دعنا من هذا الآن، ولنسأل عن العائد الربحي الذي تسعى إليه هيئة اتصالاتنا. فالمسألة لا تحتاج إلى اكتشاف الذرة لنعرف أن هيئتنا تسعى وراء الربح المادي في التضييق على الناس في استخداماتهم تلك البرامج. ليضطروا إلى العودة آسفين إلى الوسائل التقليدية في اتصالاتهم وإرسال «مسجاتهم». وسؤالنا المستغرب: البلاد الأخرى ولنقل الأجنبية، أليست لديها شبكات اتصالات محلية تهدف إلى تحقيق أرباحها؟ فلِمَ لا تجرؤ على مثل تلك القرارات «الكوميدية» مع مواطنيها؟ ولا تجد هيئة اتصالاتنا أية غضاضة في الخروج علينا بأي قرار، مهما كانت «طرافته»؟
    ومهما قيل اليوم إن نظام اتصالاتنا يسمح باستقبال المكالمات للمبتعثين بالمجان، تضامناً مع أوضاعهم وتسهيلاً عليهم، فمن الجائز جداً أن تنام وتطمئن لهذا القرار، فتستقبل وأنت المبتعث ما تشاء من مكالمات أهلك في الوطن، لأنها «ببلاش» كما قيل لك. لتفاجأ بأن القرار قد عُدِّل في غيابك وارتأى المسؤولون أن حكاية استقبال كامل المكالمة بالمجان، كثير عليك ويكفيك نصفها. على أن تتحمل فاتورة جوالك النصف الثاني. فتعود إلى الوطن وأول ما عليك القيام به هو دفع فاتورتك «النص» التي تحمّلتها وأنت غافل عنها، وكل الدقائق التي أخذت راحتك فيها بتمديد مدة المكالمة ستندم عليها، وهذه هي أحوالنا. يصحو المسؤول فيغيّر بـ«شخطة» قلم ما كان بالأمس. ويصحو بعد غد ويغيّر ما كان اليوم. ومن سيراجعه برأيك؟ وإن روجع - هذا إن - وإن أجبر على شطب ما أقر. فمن يتحمل مدة القرار وشطبه؟ من يدفع الفاتورة؟ «وهو العمر فيه كم فاتورة بعدها في انتظاره؟».
    المواطن في البلاد المتقدمة له قيمته في فكر المسؤول وفي عملية اتخاذ القرارات التي تخص معيشته. فهذه سياسة داخلية وأمن قومي ولا مجال للتهاون فيهما ومعهما. ولكن المواطن في بلادنا لا تراعى قيمته، بقدر ما سيأتي منه من إزعاج و«عوار راس». فتخيل أن تتقلص قيمتك إلى مجرد دوشة يتم التعامل معها على ألا تُقلِق منام أحد. مع أن هذه الدوشة نفسها لها اسم آخر في بلاد بعيدة عنا، وهذا المسمى يدعى «الحقوق». والحقوق المدنية لم تسنّها الأنظمة والدساتير ليُتطاول عليها، ولكن لتُحفظ بأمان مكفول لحق المواطن وحده. وأي تطاول وتجاوز فتأكد أنك ستسمع عنه في صحفهم وقنواتهم، والذي ستستعيره صحفنا وقنواتنا وتذيعه. وقد يخرج فينا من ينبهنا إلى حال بلاد الفرنجة في حقوقهم المهدورة. وينسى ويتناسى أن ما وصل إلينا هو الاختراق للنظام وهذه حال البشر مع أنظمتها. ولكن لو كان أميناً في تنبيهه فليذكر نسبة هذا الاختراق من المجموع العام لتأمين النظام. وسيجد أن حقوقهم وأنظمتهم لم توجد لتخترق، ولكن لتؤمن عيش وحياة مواطنيها وقد فعلت. وليت مواطنيهم يعرفون قيمة ما يرفلون به من احترام وتقدير. فنستمع إلى شكواهم ونضحك عليها بدورنا، لأنها بالمقارنة بشكوانا هي «كوميديا» أيضاً، ولكن سوداء.
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 18 يوليو 2013 - 12:22

     
    عابر حياة - نظرية الببلاوي الريعية
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
    كانت مادة الاقتصاد ضمن المواد الإلزامية علينا، وكان الدكتور حازم الببلاوي رئيس وزراء مصر الحالي من ضمن الطاقم الأكاديمي العامل بالجامعة، غير أن تسجيلي المادة كان مع زميل آخر له يدعى الدكتور عزالدين العرب الذي كان حريصاً على مناقشة فكر الببلاوي الاقتصادي، خصوصاً ما تعلق أمره بـ«النظرية الريعية». وكانت دول الخليج في مقدم الدول الريعية التي عناها البحث من حيث سيطرة الفكر الريعي عليها، فتصدّر النفط وتستفيد من ريعه، وتبيع الأرض وتنتفع بعائدها، وتزوج البنت وتربح من حلالها. وهي قيمة متغيّرة وغير مستقرة، لأنها خاضعة لقانون العرض والطلب في السوق، فاليوم تعيش الطفرة، وغداً يسود الكساد.
    هكذا، كان الدكتور عز يتوسّع في شرح نظرية الببلاوي الريعية، ليوضح لنا خطورة نتائجها إن استفحل فكرها في المجتمع، لأنها حتماً ستؤدي إلى انتظار ضربات الحظ، والاتكال على عائد خارجي متقلّب في استراتيجية حياتك، عوضاً عن تفعيل الطاقة البشرية الكامنة فيك، والاعتماد على قدراتك الذاتية في الإنجاز والتقدم، فكل عامل خارجي في نهايته هو موقت وقابل للنفاد، بخلاف ما تكون أنت مصدره والمتحكّم به، وهي نظرية تدعو للتفكّر، وإن كان من الممكن الجمع بين التفكير الريعي والتقدم الفعلي، إن كان التخطيط الذكي والرؤى البعيدة تهدف إلى استثمار العائد الريعي في تطوير المنتج الإنساني إلى أن يتحقق له الاكتفاء الذاتي بذاته. مثل استثمار السعودية في عقول أبنائها بابتعاثهم للتعليم بالاستعانة بعائدات النفط.
    على أن السؤال وبالاهتداء بنظرية الببلاوي الريعية إنما يكون: فماذا عن حال مصر اليوم، بخاصة مع فكر «الإخوان»؟ ألا يوصف فكر هذه الجماعة بالريعي؟ فماذا فعل «الإخوان» غير توظيف الدين لمصلحة عوائدهم ومخططاتهم؟ وهو أقبح أنواع الريع. فأنت هنا إنما تتخذ من الدين واجهة مقنعة لأغراضك وطموحاتك، مستغلاً ثقة المسلمين الزائدة لكل من له انتساب فائض للدين. بل إن انجراف الناس للتصديق لتجدهم يكذّبون أنفسهم ويفسّرون سلوك وأقوال المنتفعين بالدين على أنها دين خالص ومخافة من الله، مهما بالغ المتأسلمون في الضحك على الذقون والعقول. وهو كلام بالمناسبة لا يقتصر على جماعة «الإخوان» فحسب، ولكن على كل إنسان ينحو نحوهم. الأمر الذي يدفعك للتفكّر في المراحل التي يمر بها تفكير المسلم. ولِمَ هو على هذه السذاجة وقد تعلق الأمر بالله ورسوله؟ مع أن المفروض أن المسلم فطن بإسلامه، فكيف حوّل الدين من سبب لفطنته إلى سبب لاستغفاله؟
    حين تقرأ تعليقات الناس المتوترة لتناول أحد البرامج المرئية لشخصية دينية بالانتقاد، ثم تحلّل الفكر الذي يقبع خلف الكلمات، لا ينتابك أمان فكري على الإطلاق. فلا يزال القوم في غفلتهم ساهين وجاهلين. فالقدسية لا تكون إلّا للوحي وحده، وكل ما عداه ليس بقدسي، وإن كان تفسير الوحي نفسه، لأنه يظل عملاً بشرياً. أمّا السؤال ويئن إلى إجابة متعمّقة ومطوّلة: لم يلح علينا مثل هذا الهاجس «المُلِح علينا» في تقديس الإنسان؟ أيكون من فقرنا إلى النماذج القدوة؟ فنغصب أنفسنا على تصديق ما اتخذناه رمزاً لفضيلتنا المزعومة! حتى إننا نغض الطرف غضاً لو بدر عن هذا الرمز ما يشوبه، ليس حباً به، ولكن كرهاً في فقدان صنمنا ومعه قناعتنا، فبمَ يكون اختلاف هذه التماثيل التي حنطناها عنوة في عقولنا عن أصنام جاء الإسلام ليحطّمها ويمحو آثارها في فكر الإنسان ووجدانه؟ فإن كانت مادة الأصنام قديماً من جماد، فهي اليوم من لحم ودم والمبدأ واحد.
    وقد سألتها قبلاً: هل جاء الإسلام ليحيا الناس به أم ليحيوا من أجله؟ فإن جاء ليحيوا من أجله، فهو ما لا يتماشى مع فطرتهم وسيبتعدون عنه يوماً بنماذجه. أمّا إن جاء ليحيوا به، فهو المناسب والمتناسب لهم في أي زمان ومكان، لأنه الدين الشامخ والعملاق بذاته، التي هي ذات الخالق وحده بلا وسيط ولا شريك.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 18 يوليو 2013 - 12:24

     
    عابر حياة - الحظ يبتسم
    ثريا الشهري
    الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
    سهل أن نعقّد حياتنا، بل إنك لتظن أنه الشيء الذي نجيد إتقانه. أمّا أصعب المهمات فهي أن نجعلها حياة أسهل بأقل تعقيد. وهنا لا تخلط التفاهة بالسهولة. فأن تكون حياتك فارغة وسخيفة وبلا إنجازات ولا على الصعيد الشخصي، فتبتسم وتعتقد أنك سهلتها على نفسك، فهذا هو الخلط بذاته. ما أعنيه بتسهيل حياتك أننا كلنا سنموت، ولكن هل كلنا سنعيش؟ فإذا عشنا وكبّرنا «السالفة» بالطموح والعمل وتحقيق الأحلام، فهل فعلنا ونحن نبسّط الأمور التي تصادفنا في الطرقات؟ أم أننا زدناها عقبات على عقباتها؟ هذا هو السؤال! ولا تنتظر من أحد أن يسهلها عليك. لأن حقيقة الواقع تبرهن كل يوم أن الناس في حياتك غير معنيين بتلطيفها عليك - إلاّ ما ندر وندر جداً ولا يقاس عليه - لذلك فهي تعود إليك وحدك! إمّا تسهلها على عمقها، أو تعقدها على عمقها! والخيار لك.
    وأنت في عمر أصغر، لا يتملّكك الخوف من القادم. ولكن الحماسة والشعور بالإثارة من هذا الآتي ومعه صور من خيالاتك عنه. وكلما تقدم بك العمر، فترت حماستك ونقص تعلقك (أو هكذا يفترض)، وتنحنح خوفك وعلا صوته. فخيالاتك تحولت إلى أفكار هائمة تجمعت فولدت خوفاً لا تعرف كنهه. فلربما من تجارب اكتويت بنارها، وربما مما سمعته ورأيته في دنياك. وكأن الإنسان كلما طال به العيش، عاش أقل في فرحه وأمله. لذلك هي استراتيجية جبّارة. فأن تستدل على التوليفة التي تجعل حياتك أسهل، فإنما تحتاج إلى عقل يفكّر كيف يحب نفسه أولاً. فهل تحب نفسك أم أنك الأناني الذي توهم أنه يحب نفسه؟ فحب النفس والروح «فن غامض» لا يسبر غوره إلا مطلع وفاهم وذو إرادة تعي وتطبق. حب النفس هو علاقة الحياة الرومانسية الأطول. وفي أحيان لا تكون بداياتها مشجعة أو موفقة. وعليك وحدك أن تحولها إلى علاقة أمتع وأسهل. كيف؟ أنت المخول لمعرفة الجواب.
    هل تقدر على إطالة عدد أيامك؟ ولا حتى ثانية واحدة. ولكنك قادر على تحويلها إلى أيام أنسب بمفهومك للأنسب. فحين نصحتها أي الرجلين تختار، أجابتها الحكيمة: لا تختاري الرجل الأفضل، ولكن الشريك الذي يجعلك أفضل. وهذه هي! فليس علينا اختيار الأحسن في أي شيء وكل شيء، ولكن ما يجعلنا أحسن إن اخترناه، أكان شريكاً أم صديقاً أم عملاً أم حتى اقتناء. وللناس فيما يهوون مذاهب ومشاعر. والهواية مثل الحياة لا تفهمها وما تحدثه فيك إلاّ بالنظر إلى الوراء وبأثر رجعي. فهل أطلعك على السر ولا تفشيه؟ إنه الإصرار. فالحظ دائماً ما يبتسم أمام الإصرار. فأصر على ما يجعلك أحسن وإن لم يكن الأحسن. ولا تنتظر أثره فيك في حينه. ولكن أمهله فرصة ليتخمر وتشم عطره فيك.
    أجمل ما في الحياة وجود الاحتمالات. وأجمل ما في الفن إعادة صياغة الأسئلة أملاً في الأجوبة. فكيف بوجود الاحتمالات والفنون لا نشعر بعظمة الحياة؟ وكيف حولناها إلى شيء ننتظره أن ينتهي ويخلّصنا؟ سياسة إنسان فاشلة ولم أقل «فاشل»، لأنها تعود إلى السياسة وبإمكان الإنسان أن يغيّر فيها ويبدّل. أم هل نسينا أن الحظ يبتسم أمام الإصرار، ويعبس في وجه الانهزام والنفس القصير. وبالعموم، يظل الفشل أكثر تقبلاً من الندم. فمع الفشل احتمال النجاح ثانية. أمّا الندم فيعني أن الفشل قد تمكن منك أكثر مما يجب. وبالمناسبة، أحياناً ما يكون الفشل والندم دليلين على أننا ربحنا. فكّر بهذا الشكل الإيجابي والواقعي وأنت الرابح في المرة المقبلة. فطالما أنك لم تفقد حماستك لتكرار المحاولة، فأمورك بخير. أمّا الإحباط وخيبات الأمل فهي ثمن معرفتك بالناس أكثر، وإصرارك على معاودة الكرة أكثر وأكثر. ولكن الحظ الذي يعشق الانحناء للإصرار... هذا الحظ يستحق العناء.
     
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 18 يوليو 2013 - 18:03



     أحياناً ما يكون الفشل والندم دليلين على أننا ربحنا. فكّر بهذا الشكل الإيجابي والواقعي وأنت الرابح في المرة المقبلة.
     فطالما أنك لم تفقد حماستك لتكرار المحاولة، فأمورك بخير. أمّا الإحباط وخيبات الأمل فهي ثمن معرفتك بالناس أكثر،
     وإصرارك على معاودة الكرة أكثر وأكثر. ولكن الحظ الذي يعشق الانحناء للإصرار... هذا الحظ يستحق العناء.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty وكله أمر بالمعروف

    مُساهمة من طرف waell الأحد 21 يوليو 2013 - 18:09

     
    وكله أمر بالمعروف!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٣
    يقول تعالى: (... الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله...). والملاحظ هنا كيف فُصل المعروف والمنكر عن الحدود. ذلك أن الإسلام إنما يتألف من حدود الله والعبادات والوصايا، ومن بقية الأمور الأخرى التي اصطلح الكُتّاب على تعريفها بالمعروف والمنكر. وتعني ما تعارف عليه الناس وما أنكروه تبعاً لأعراف زمانهم ومكانهم. فما هي الأعراف؟ هي القوانين الإنسانية التي وضعها الإنسان وسار عليها. والآن كيف نفسّر مصطلحي «المعروف» و«المنكر»؟ المعروف من معناه، هو ما عرفه الناس ثم تعارفوا عليه، وبالتالي تحوّل إلى شيء مألوف ومقبول اجتماعياً وذوقياً لتلك البيئة. فماذا عن المنكر؟ من الطبيعي ومن اسمه أن يكون ما أنكره الناس ثم استنكروه فصار من الأمور المستهجنة وغير المقبولة اجتماعياً في بيئته. لذا يدخل مبدآ المعروف والمنكر ضمن المفاهيم المتطورة والمتغيرة بحسب الزمان والمكان اللذين وُجِدا فيهما.
    يقول تعالى في لباس المرأة الخارجي (ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين). وهنا ارتباط بين المعرفة في شكل اللباس ووقوع الأذية في شكل مباشر. وكله بحسب الأعراف السائدة في البلد الذي تعيش فيه تلك المرأة، فلباس المرأة المسلمة في بلاد الغرب - والذي لن يعرضها للأذية لو لبسته في بلاد أخرى - قد يعرضها للأذية، وكله لباس ساتر. ذلك أن الأعراف في تلك البلاد غيرها في البلاد الأخرى وهكذا. ولنأخذ قوله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، فماذا نفهم من الآية؟ إنه أمر لمقام النبوة، وليس الرسالة، بسلوك لا يتعلق بالنصوص، ولكن بالأعراف السائدة في زمانه ومكانه وليست لها علاقة بالحدود والغيبيات، إنما هي خاضعة - كما توضح الآية - للأعراف. ومن المعروف عن الأعراف أنها بدورها خاضعة للتبديل والتغيير ولا يوجد فيها حلال وحرام، ولكنها عرف وتقليد. فلباس الرجل - مثالاً لا حصراً - في زمان الصحابة والخلفاء الراشدين هو غير لباس رجال المسلمين اليوم، ولا شيء في ذلك.
    وبالعودة إلى المقدمة، يتضح لنا أن فصل المعروف والمنكر عن الحدود، معناه أن من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ما كان أعرافاً لا أحاديث حدود، وكانت وليدة بيئتها ومعطياتها وظروفها، فإذا تغيّرت البيئة والمعطيات والظروف، فلا شيء علينا إن تغيّرت أعرافنا معها. وقد طالب الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإغلاق أسواقنا حوالى الساعة السابعة مساء أسوة بدول العالم، فلا يستمر خروج العاملين والمتسوقين رجالاً ونساء حتى منتصف الليل بما يعطل المصلحة العامة للأسرة والدولة، وهي دعوة موفقة لتغيير العرف الذي تعوّد عليه السعوديون. تماماً كدعوتنا إلى عدم إغلاق الأسواق وقت صلاة العشاء حتى يتسنى إغلاقها في تمام الساعة الثامنة أو التاسعة أقصاها. فإغلاقنا الأسواق وقت الصلوات هو عرف سائد وليس حداً من الحدود. يقول تعالى في سورة الجمعة (يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)، ثم يقول (فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض...). تأكيداً من الخالق لترك أمر البيع والشراء وقت صلاة الجمعة من كل أسبوع، ما يعني أن إغلاق الأسواق «الذي تعارفنا عليه» وقت الصلوات طوال أيام الأسبوع من الجائز استبداله بعدم الإغلاق كما الحال مع جيراننا المسلمين، أو اقتصاره على حصر الإغلاق في وقت أبكر قبل صلاة العشاء.
    ورد لفظ المعروف في القرآن مصطلحاً مطلقاً وفي مجالات مختلفة، بحيث نفهمه ونطبقه بنسبية تتوافق مع التعليمات المرحلية لكل حقبة، فما تقتضيه الأعراف السائدة في بر الوالدين بأميركا، غيرها في السعودية، وكله معروف، يقول تعالى (وصاحبهما في الدنيا معروفاً). وهكذا في قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). فنغلق أسواقنا مع مواقيت صلواتنا ماعدا وقت صلاة العشاء ولا شيء في ذلك، وكله أمر بالمعروف.
    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 28 يوليو 2013 - 10:11

    يا ليتهم يطالبو بما ينفع البشر ويحترم انسانيتهم
    هؤلاء بعضهم وليس كلهم
    من المفسدين في الارض

    شكرا الك  تحياتي 
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty الرياضة للنساء.. لعباً ومشاهدة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 18 أغسطس 2013 - 8:21

    الرياضة للنساء.. لعباً ومشاهدة
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٣
    كيف نفهم السُّنة في المضمون لا في حرفية النص الذي وقعت أو جاءت في إطاره؟ وكيف نفهمها فهماً معاصراً؟ لنأخذ أمثلة حية عدة للدلالة. فعندما ننصح بشرب اللبن والحليب وأكل التمر لأنه طعام النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، فماذا نفهم منه؟ أن النبي وأصحابه كانوا من سكان منطقتنا، وبما أن العرب حينها كانوا يعيشون على تربية الإبل والضأن وزراعة النخيل، فكان الطعام المتاح هو الحليب واللبن والتمر لأنه من نتاج البيئة. وعليه نفهم السنة النبوية أن على أهل الأرض أن يشربوا ويأكلوا من الطعام الذي تنتجه أراضيهم، وهو من دروس الوطنية والاكتفاء الغذائي الذاتي، ولكن إن فهمنا اللبن والحليب والتمر بعينهم، فيصبح فهمنا بذلك شكلاً لا مضموناً، وهو فهم قاصر وضيق جداً، وإن كنا متفقين على فوائد اللبن والحليب والتمر، ولكن هذا لا يمنع أن نعي المبدأ من وراء السنة.
    ولنأخذ مثالاً آخر، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته». فالأهلة هي مواقيتنا التي نحدد من خلالها دخول الشهر وانتهاءه. ولأن النبي وأصحابه لم يكن لديهم خيار في معرفة المواقيت سوى بالعين المجردة، فكان اعتمادهم على ما تراه عيونهم. ولكن وفقاً لمعطيات الحاضر وتطور علم الفلك، أخذ هذا التحديد بُعداً آخر معتمداً على آلات العصر الحديث، ومن هنا فلا بأس إن أتى صومنا بالاعتماد على وسيلة العين أو أي وسيلة أخرى غيرها تكون أكثر دقة وحسماً وأقل خلافاً، ولا يعني ذلك عدم اتباعنا للسنة، لأن المبدأ أن نرى الهلال وليس كيف نراه.
    فماذا عن إطالة اللحية وتقصير الثوب أو لباس المسلم بوجهه العام؟ كان هندام النبي عليه الصلاة والسلام لا يختلف عن هندام أصحابه الكرام، حتى إن الرجل ليدخل عليه من العرب وهو بين أصحابه فيسأل «أيكم محمد؟»، لحرصه على ألا يتميز عن غيره، سواء في إطالة اللحية - وكانت من عادات العرب وقتها - أم في تقصير الثوب لمقتضيات الطرقات وظروف المعيشة حينذاك، فماذا نفهم من ذلك؟ أن يحرص المسلم أن يكون زيه القومي مشابهاً لقومه فلا يشذ عنهم. وهذا ما نفهمه من سنة النبي في ضربه المثال وتعليمنا الدرس في الشعور القومي. وبالتالي، إن اختلف الشكل الخارجي للمسلم بتطور العصور فهُذّبت اللحية إلى ما نراه اليوم، وعُدّل اللباس إلى وضعه الآني، فلا شيء في ذلك. ولا مخالفة فيهما لأي سنة لأنهما إنما يتماشيان مع ظروف الزمن وتطوره.
    وكذلك أمر السواك الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يستعمله مع أصحابه وسيلة لنظافة الفم والأسنان وتطهيراً للنَّفَس. فالسواك من شجر الأراك المزروع في أرضنا. وفي ضوء فهمنا للسنة، نقول إن في السواك حثاً للمسلم على العناية بنظافة الفم ضمن الوسائل المتاحة لديه، فإن تحوّل السواك إلى فرشاة ومعجون وغسول مطهّر للفم فلا شيء في ذلك أبداً، وهكذا. وباستعراض الأمثلة - المحفوظة سلفاً - وبتدبّرها نقول: فإذا عُرف عن النبي عليه الصلاة والسلام حبه للرياضة وتشجيعه لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - على لعبها ضمن الرياضات التي كانت معروفة من سباق للجري ونحوه، وإذا أُثر عن النبي عليه الصلاة والسلام السماح لزوجته عائشة بالنظر إلى لعب الأحباش في المسجد، فكيف نفهم هذه السنة؟ على أن الرياضة للبنات ومتابعة من يلعبها من سنن النبي، فإذا تطورت أنواع الرياضة تطور لعبنا وفهمنا معها، لأن المبدأ هو المضمون وليس الشكل وقفاً على سباق الجري مثلاً. وحتى لو كان، فهل سمحنا لبناتنا بالجري وأقمنا لهن الملاعب أو حتى النوادي؟
    في اللبن والتمر والهلال واللحية والثوب والسواك نقتدي بالسنة، وفي رياضة البنات لا نقتدي بالسنة. فماذا نسمي هذا التحيّز؟ أم أن الغض عن أمور، واستقطاع أمور لا بأس بها في ما يخص النساء؟ حسناً أعلنوها صريحة وكونوا المخالفين. فإذا على سنة نبينا فقد أجازت لنا الرياضة.. لعباً ومشاهدة.
     
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty طلاق كل ربع ساعة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 18 أغسطس 2013 - 8:22

    طلاق كل ربع ساعة
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
    صدر عن وزارة العدل السعودية أن صكوك الطلاق والخلع والفسخ في عام 1433 بلغت 34490 صكاً، وذلك بمعدل 96 صكاً في اليوم. ما يعني وقوع أربع حالات طلاق في الساعة الواحدة، أي طلاق كل ربع ساعة. «وليه مستعجلين كده؟». ولأن الجواب واضح من عنوانه، فلن أغوص في الآثار الاجتماعية للعائلة والوطن ودول الجوار، فهذه قد شبعنا فيها «لطماً». ولكن دعونا اليوم نتخفّف من التحليل الجدي للرقم الإحصائي الكبير إلى رأي بعض النساء في مشروع الزواج بعد أن عاشرنه وعرفنه وجهاً لوجه. ولأن المرأة العربية تتحرج من ذكر رأيها الحقيقي في الزواج والذي تتبرع به في مجالسها بين صديقاتها وأفراد أسرتها، فإذا خرجت إلى العلن لم تستعنْ بأكثر من عصا القسمة والنصيب تستند إليها. وكأنها لا تتحمل أي قرار ولا أي اختيار لا في زواجها ولا في طلاقها، ولكنه النصيب وحده هو الذي أتى وأخذ قرار الزواج عنها، ثم زارها مرة أخرى ومن دون أن يشاورها صمم على طلاقها أو خلعها أو فسخها. وهي وحدها تقف في الزاوية لا تلوي على شيء، فإذا سألتها لم تجبك بأدبها المعهود وابتسامتها الملائكية بأكثر من تنهيدة ضرورية لزوم الإخراج مع عبارتها اليتيمة: إنها القسمة والنصيب.
    ولأنك المرأة العربية، والسعودية تحديداً، التي لن تفصح عن غضبها ولا عن مسؤوليتها في ما يحدث لها، ولأنك الحريصة على اعتبارات ورثتها عن ثقافتك وبيئتك ولا تلامين على قائمتك، ولكن على تقصيرك في تنقيحها، ولأن أشياء كثيرة تكبّلك وتعرقلك، فلندعك ترتاحين على مقعدك، ولنستعرض رأي امـرأة مثلك، ولكنها أجنبية عنك. امرأة تحرّرت من قوائمها، ثم عــــادت ونادت بالرجوع عن هذا التحرر. وكأن لا شيء يُرضي الإنسان! فماذا تقول أختنا الأجنبـــــية؟ هي اقتنعت بأن شر البلية ما يضحك. فإذا وقع البلاء فلا بأس في تجاوزه ببعض الابتسامات. تقول وينــــدي ليبمان: «دائماً ما نصحتني أمي ألا أتزوج من أجـــل المال، ولكن يجوز أن أتطلق من أجله». وهو رأي صريــــح ومباشر. وخذ عندك عدد صكوك الطلاق، وتأكد أن خلافات المال سبب في نصفها وأكثر. فما وضع المرأة بعد الطلاق؟ تمزح الممثلة الإيطالية آنا ماجناني في ذلك وتقول: «المطلقة هي امرأة تزوجت كي لا تضطر إلى العمل، ولكنها بعد الطلاق ستجتهد لتعمل كي لا تتزوج». ولو أني أشك في شعبية رأيها بين نسائنا. فأول مشروع لمطلقتنا البحث عن «سيد سيده». لتطربه بأغنية الجيل المعروفة: «سيدي يا سيد ساداتي».
    ترى الكــاتبة الأميركية جين كير أن الطلاق مثل الحافلة التي صــــدمتك، فإذا نجــــوت وعشت بعد الصدمة فلن تقطع الشارع ثانية إلا إذا تلفت يميناً وشمالاً. فلا تريد أن تخبطك شاحنة أخرى مثلاً، وهكذا الزواج. لترد عليها الكاتبة مارثا بولتن فتقول: «إن كنتِ تعتقدين بمثالية الزواج، فأنت حتماً لم تغادري قاعة العرس بعد». فإن احترتِ في أمرك فاتبعي نصيحة شيلي وينترز حين أشارت على كل امرأة تنوي الزواج بالبحث عن زوجة «عريس الهنا» السابقة - إن وجدت - لتقضي معها فترة بعد الظهر في أحاديثهما المشتركة. أمّا نصيحتي فهي أن تأخذي بنصيحة شيلي، ثم صدقي نصف ما تسمعين، فليس كل الكلام صحيحاً، وليس كله كذباً أيضاً.
    تقول الممثلة بيتي ديفز إنها مستعدة للزواج فوراً من الرجل الذي يمتلك 15 مليوناً، بشرط أن يمنحها نصفها، ويتعهد لها بموته في العام الأول لزواجهما. ولا تظنوا فيها الطمع أبداً، هي فقط لديها التزامات. لتشاطرها الرأي صديقتها القنوعة الأخرى زازا جابور فتقول: «أن يحدث الطلاق لمجرد أنكِ لم تعودي تحبين زوجك، هو بمثل سخافة أن تتزوجيه لأنك تحبينه». أمّا الكاتبة ستيفانيا بيرو فاختصرتها بقولها: «وراء كل امرأة قوية، مقدار أساسي من القهوة». فتقهووا تتقووا... وسلامتكن.
     
     
    كاتبة سعودية
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty «مناحة»!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 18 أغسطس 2013 - 8:23

    «مناحة»!
    ثريا الشهري
    الأحد ١٨ أغسطس ٢٠١٣
    الحل الأمني القومي المصري استدعى فض اعتصامات الموالين للرئيس المعزول ولجماعة الإخوان، وهو شأن داخلي مصري بحت. فما لنا نحن السعوديين ومال التدخل في ما يجري هناك؟ ولم هذا التشويش المخجل وقلب المسألة إلى معركة كفر وإيمان والانزلاق العقلي والعاطفي مع النفاق الديني برعاية جماعات متأسلمة اتضح أنها أكثر من خدم الأمن الإسرائيلي في المنطقة بالتعاون مع حليفتها الأميركية؟ وهل كل من قال الله والرسول «بيخاف ربنا»؟ هل إسلامنا بهذه السذاجة، أو بالأصح والأدق؟ هل فهمنا للدين بهذا المستوى المتدني؟ بهذا المنطق حتى أعتى المجرمين بإمكانه اكتساح الشاشات والمنصات بتعابير ورع مصطنع، فيبدأ وصلته بالصلاة على النبي، ويختمها بحسبي الله، وما بينهما يكز على أسنانه ويرفع صوته بالآيات والأحاديث، متشبهاً بالأوائل الذين صمدوا في محنهم.
    فما يكاد يفعل، حتى يحظى بتأييدنا، وربما دعاؤنا على من يحاربه. يا إلهي كم نحن سذج ومغفلون إن صدّقنا! ولكن على ما يبدو أن أغلبنا - ومن حيث لا يدري - لم يسلم من هذه العدوى. وبزعمه أنه إنما ينصر الإسلام.
    حتى صحفنا السعودية تستقرئها وكأنها لم تحسم أمرها من الموقف المصري. فتأتي العناوين الرئيسة لصحيفة محلية وبالخط الأحمر العريض: «فض اعتصام النهضة.. ورابعة تنزف»، بعنوان آخر يليها عن مقتل ابنتي الشاطر والبلتاجي ومعهما آخرون. فما الرسالة التي تحملها تلك الصحيفة بالضبط، وتسعى لتمريرها باختيارها مفردة «تنزف»، ثم إلحاقها بموت البنتين؟ (وفي الواقع هما ابنة البلتاجي وزوج ابنة الشاطر فحسب، وهذا ما جناه أبي عليّ...)، وهو سؤال منطقي وسط «المناحة» التي فتحها بعض السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية؟ فلم هو سؤال ملح؟ لأنه ببساطة ضد سياسة الوطن. فأن تكون الحكومة السعودية بسياستها المعلنة منحازة صراحة لملايين المصريين منذ خرجوا في 30 يونيو، ليقرروا حقهم فيمن يحكمهم بتكاتف جيشهم وأجهزتهم الأمنية، ثم تأتي بعض صحفنا فتخالف التوجه الرسمي، فهذا يفسر بمعنيين: إمّا أن القائمين على الصحيفة وغيرها من قنوات «المديا» ليسوا على قدر من الثقافة المسؤولة والواعية، ولكن على مستوى الوهج الشعبي والمراهقات الإعلامية، أو أن القائمين يعون جيداً ما ينشرون وكيف ينشرونه وبأي لون وتوقيت لأبعاد أخطر وأخبث. وفي الحالين لا نجني سوى خلق مساحة من الإرباك العام لدى القارئ، وهو «مو بناقص»، وبالمصري «مش ناقص».
    أمّا بالنسبة للمحسوبين علينا كإعلاميين ومفكرين ودعاة منظرين، فأكثر ما يثير دهشتنا نحن المتلقين أن يخرجوا علينا في المناسبات الوطنية وكأنهم المتحدثون الرسميون للدولة السعودية، حتى في الزيارات الخارجية للقيادات العليا نسمعهم يعيدون ويزيدون في تحليل السياسة الوطنية. وهذا حسن، على أن يضع المتكلم نصب عينيه علاقة التلاحم بين الشعب وحكومته، مع مراعاة التوازنات. ولكن ما ليس حسن أن نرى ونسمع عين الوجوه والأصوات، وهي تعبّر عن آرائها المناقضة لسياسة دولتها. وخذ عندك الحال المصرية كأقرب مثال، ناهيك عن بقية المواقف والحالات التي تصدمك الآراء التعبوية عنها. وهذا تشويش آخر يحتمي بالتسامح والصبر السعودي.
    أمّا الازدواجية، فهي أن نحارب توظيف الدين على أرض بلدنا ثم لا نمانع، بل ونقاتل من أجل توظيفه على أرض غيرنا. وهذا أبسط ما يستخلصه المراقب من تلك التذبذبات. وبالمناسبة، إن كان الإدلاء بالآراء المناهضة يمر ويتحجج برئة حرية التعبير وغيرها من مفاهيم نستدعيها وقتما نرى ونقرر، فبإمكان الطرف الآخر أن يؤلب ويقلب الطاولة وباسم حرية التعبير أيضاً. وهكذا كل طرف.
    ولكن مصلحة الوطن أعز من الجشع وأكبر من التهور. وللموضوعية، حرية التعبير مكفولة للجميع على ألا تنخر بالوطنية أو تتلاعب بأوتار التجييش الديني. وكفانا تمسحاً بأعتاب ديموقراطية لا نؤمن بها إلا بمقدار ما تقربنا من السلطة، وليس من الوطن. فانتماء جماعة الإخوان لمصر كان جزءاً من مخطط أعظم وأبعد من محيط وطنهم وأهله. وعليه نسأل: هل ولاؤنا لأوطاننا هو مجرد جزء من كل؟ لأنه عندها ستفسر أكثر التناقضات والانفصامات التي حيّرتنا.
    كاتبة سعودية
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الأحد 18 أغسطس 2013 - 22:53

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Img_girls-ly1363828586_185
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty عابر حياة - قال ... إلا مصر

    مُساهمة من طرف waell الخميس 22 أغسطس 2013 - 9:23

    عابر حياة - قال ... إلا مصر
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٣
    الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو خادم الحرمين الشريفين، يعني مكة المكرمة والمدينة المنورة في نظر المسلم البسيط في إسلام أباد وأنقرة، وفي القرى والأطراف وأي مكان يوجد فيه من يدين بالإسلام. ولا أحد يزايد على تديّن الملك عبدالله، فإذا كانت وقفة هذا الرجل الذي ما عهدنا منه غير الصدق والثبات في المواقف، إذا كان قراره التاريخي أن يقف في صف الدولة المصرية ضد كل ما تتعرض له من الهجوم الإخواني عليها وعلى أمنها -بدعم من أطراف خارجية بقيادة أميركا وأعضاء من حلف الناتو وأولهم تركيا- بماكنة الإعلام الأصولية التي تصول وتجول بقنواتها وجزرها بالعربية والإنكليزية، وبخاصة باللغة الأخيرة لتُسمع رعاتها الرسميين، أقول إذاً: قامة بحجم عبدالله بن عبدالعزيز وثقله، وهو المسلم قبل أن يكون الملك، جاءت رؤيتها وصَدَرَ حسمُها السريع بتجريم تلك الفئة المتأسلمة، فهذا هو صمام الأمان والوضوح لمسلم لا يدري بعدُ في أي اتجاه ينحو ويكون معه الحق، فلا تظن أن جماعة «الخَوان»، (وكم يروق لي وصف العقاد لهم بالخَوان فأغتنمه) لا تستغل صور الدم وجثث الموتى وبكاء الأطفال وتدافع النساء، في تحويل الصراع إلى فتك بمسلمين يدافعون عن شرعيتهم وشريعتهم، ولا تظن أن كل مسلم متابع لا يتأثر ويشكِّك ويحتار، فليس كل من اصطف مع الخَوان -ولو بلسانه- فعل لأنه خائن، ولكن قد يكون لأنه بزعمه واعتقاده ونيته إنما يرضي الله ورسوله.
    فيأتي خطاب الملك عبدالله في زمن المحن وصمود الرجال فيقول لهذا المسلم: «لا عليك، أنا خادم الحرم المكي والمسجد النبوي وسليل الأرض الطاهرة، وأقول لك إن ما تتعرض له مصر ما هو سوى إرهاب وفتنة مضللة، ما هو إلا كيد حاقدين وكارهين لضرب وحدة المصريين الشرفاء بمعول المستترين بالدين». ويا ليتنا نهتم نحن العرب بالنتائج الإحصائية ونسب التأييد والمعارضة تتولاها فينا وعنّا جهات استبيانية محايدة ومتخصصة، لكنا عرفنا كم مسلم حُسم أمره بعد خطاب الملك عبدالله، ولكنا اعترفنا بأهمية هذا الخطاب على المستوى الشعبي تحديداً. وحين تنقشع الظلمة في ذهن الرجل، فمعناها أن أهله ومن في كنفه سيتأثرون بتوجهه أيضاً، وهذا كله لأن من بيدهم الأمر من أمثال الملك عبدالله والسيسي وغيرهما، لا يزالون رابطين ومرابطين، وهذا التوفيق هو الذي تصدى لزيف الإخوان. فلو كان الرئيس المصري المعزول يعلم أن الفريق السيسي من جماعة الصابرين الرابطين، والإسلام في جوهره والوطن في انتمائه وولائه، لما وافق على تعيينه في منصبه على الإطلاق، ولكن يشاء الله أن يقيّض لمصر رجلاً مخلصاً وواعياً، ولا يُستدل على شرفه بأوفى من صلابته، على رغم كل الضغوط -وربما الإغراءات- فقط ليتزحزح عن وطنيته.
    فخورة أنا كمواطنة سعودية بمواقف بلدي التاريخية، وإلى يومنا لا يزال العالم يذكر قوة الملك فيصل في قطع إمدادات النفط عن أميركا في حرب 73 وتغيير موازين القوى على الأرض، وإلى اليوم لا يزال مؤتمر الخرطوم بعد هزيمة 67 حاضراً في كتب التاريخ، حيث التعالي على كل خلاف بين الأشقاء وإمداد مصر الحزينة بحزمة مساعدات مادية أعطتها النَّفَس والثقة لاستعدادها السياسي والعسكري. وها هي السعودية مهما تبدّل الظرف والوقت تنهض بعملاقها ابن عبدالعزيز وتتخذ موقفها الذي بَنَتْ عليه بقية الدول من بعدها، فكم يشفي الغليل أن نبادر ولا ننتظر الغير أن يبادر! ولكل عصر لغته.
    فإن كان النفط حينها هو السلاح، فلن تحتاج أميركا اليوم إلا إلى «تحمير العين»، ولكن الأهم عين من التي تحمرُّ؟ فلا نخلط بين العيون، فليس كل عين هي عين في نظر أميركا، ولكن إن وصلني أن عين وطني إذا احمرّت تراجعت أميركا في تصريحاتها وهدّأت من اندفاعتها، فيحق لي أن أعتز بهذه العين وأدعو لها بطول العمر والنظر.
    أما مصر العزيزة، فلن أقول عنها بأبلغ ما جاء عن أديبها الراحل يوسف السباعي، الذي كان يصف رجالها في شدائدهم فيقول: «إن الذين عبروا القناة لن يستعصي عليهم عبور أي مشقة مهما ثقلت وطأتها وطالت معاناتها».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty عابر حياة - ليس بيني وبين الله أحد

    مُساهمة من طرف waell الخميس 22 أغسطس 2013 - 9:26

    عابر حياة - ليس بيني وبين الله أحد
    ثريا الشهري
    الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٣
    حين يخرج أحد المشايخ السعوديين الرسميين في برنامج ديني على القناة السعودية ويؤيد المشايخ المحسوبين على «الإخوان»، لأنهم -وفق قوله- «الموجودون في الميدان، ونثق فيهم ونعتبرهم من علماء الأمة، ولذلك نقبل برأيهم». فكأن هذا الشيخ هو ضد التوجه الرسمي للدولة، التي رأت أن ما يجري في مصر هو إرهاب بيّن على الدولة من «الإخوان» ومن سار في ركبهم! وهو ما لا يبشِّر بخير في وقت أحوج ما تكون أوطاننا إلى لُحمة أهلها على قلب رجل واحد. ولا أدري ما الذي يرمي إليه الشيخ من بث البلبلة في عقول من يستمعون إليه ويعتبرونه من مراجعهم في كثير من أمور دينهم ودنياهم. وهو ليس اتهاماً، ولكنه رأي بُني على "قل لي من توافق أقل لك ما توجهك"!
    منذ متى كانت بيوت الله مرتعاً للاعتصامات والتظاهرات الدنيوية (أم ماذا نسمي مستميتي السلطة)؟ ألم يرَ الشيخ -ومن في رؤيته- آثار الدمار والحريق التي خلّفها الإخوان ومعتصموهم في جنبات مسجد رابعة العدوية، وتلك الجثث المتعفّنة التي احتجزوها بنسائها الثلاث؟ ألم يتأذَّ ولو كمسلم -قبل أن يكون شيخاً وداعية- من التقتيل الجماعي والتمثيل بالموتى واعتلاء منارة المسجد وإطلاق الرصاص الحي على متجمهرين سلميين في الشارع وعلى رجال شرطة كانوا أول من أمّن خروج أولئك الخوارج سالمين على كل انتهاكاتهم؟ ما هذا العبث في التفريق بين الدين والتلاعب بالدين؟ أم أن الشيخ كان ضد تخليص القوات الأمنية لحصار المسجد الحرام على أيدي جهيمان العتيبي وزمرته في عام 1979؟ وإن كانت أدبيات جهيمان بالمقارنة قد تعد بالسذاجة التي لا ترقى -على خطورتها- إلى مكر التنظيم السري للخَوان وغموضه وتخطيطه. ومع ذلك نسأل: أي قضية عادلة -مهما كان طرحها- تلك التي تستبيح بيوت وجدت لعبادة الله وصلواته؟ ولنفترض على سبيل المحاكاة -غير الواردة- أن جماعة ذات توجه ليبرالي فشلت في حكمها، فانقلب الناس عليها وكانوا أكثر من 30 مليوناً. فلم تر تلك الجماعة أي غضاضة في استحلال المسجد والاعتصام به أكلاً وشرباً وإقامة، وربما تناكحاً وقتلاً وإحراقاً لتعلن تصميمها على كرسيها تحريضاً وتهديداً. لنتخيل هذا المشهد السريالي غير الواقعي لو أنه وقع بالفعل وشاهده العالم أجمع. وهو ما استدعى التدخل الأمني لفضه وتحرير بيت الله من قبضته. تدخّل انتظر الأيام تلو الأخرى لإقناع معتصميه بالتفاهم والحوار وبقواعد اللعبة السياسية. فلمّا لم تنجح الوسائط ولا الوسائل الحضارية قال الأمن كلمته. فلم تسلم ولم يأمن رجاله من وابل رصاص وغدر اتهموا على إثره بأنهم من يقتلون ويخونون، لا من يدافعون ويصدّون.
    ثم تقفز صورة الموالين للجماعة الليبرالية تصعيداً من سلّم التباكي إلى مسرح العنف والترويع وتذبيح الناس وتدمير المنشآت. وتتابع الأخبار وتتوالى وتعتقد بأن الحق واضح وجليّ. فهذا المعتدي وذاك من يوقف اعتداءه. هذا الليبرالي الغاشم، وذاك رجل الأمن المدافع ومعه رجل الشارع المساند، وكل من يعقل ويتدبّر. فهل تظن أن من المشايخ عندها من سيخالف الرأي المجاهر بالاستنكار والإدانة؟ مستبعد جداً وإلاّ فإنه مخالف لشرع الله وتعاليمه. حسناً، فما الذي سيتغيّر لو استبدلنا الجماعة الليبرالية بالإخوانية؟ ولمَ في الأولى كانت شرذمة مارقة وتجب ملاحقتها ومحاربتها، وفي الثانية حازت رضا الشيخ ومن في صفه؟! هل لأن أصحابها أطالوا لحيَّهم ورفعوا صوتهم بالآيات والأحاديث؟ على ما يبدو هو ذاك. فافعل ما تفعل، وألحقه بقال الله والرسول وأمورك تسلك، لأن على الأرض شيوخاً ستباركك وتطهّرك، وربما تسير خلفك. ثم نستغرب كيف يُفتن الناس ويُلتبس عليهم الحق. ولأن حجة الله على العباد هو عقلهم الذي خلقه لهم. فعلى المسلم أن يتفكّر ويُشغل عقله ولا يُسلمه لأحد. لأن ليس بيننا وبين الله ورسوله أحد.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 22 أغسطس 2013 - 16:34

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Images?q=tbn:ANd9GcRi_YE52isPy7CeFZS55RaGyc53UFmTkaXkWhyNdP3NYWNaZFU1
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 25 أغسطس 2013 - 4:12

    عابر حياة - أوباما ضد كاردشيان!
    ثريا الشهري
    الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
    ولو أن شعبية الرئيس الأميركي أوباما هذه الأيام في حضيضها بسبب سياسته المنحازة وغير المتوازنة مع الأحداث المصرية والسورية الأخيرة، إلا أن للرجل حديثاً لا بد من أن نتوقف أمامه، بعيداً عن دهاليز السياسة المحيّرة، وهو الانتقاد الذي وجهّه لحياة المشاهير في برامج ما يسمّى تلفزيون الواقع، وبخاصة برنامج عائلة «كيم كاردشيان»، فعلى حد وصفه بـ «أنها برامج تربي النشء على أن مقياس النجاح هو السيارة الفارهة، والمنتجعات السياحية، وارتداء أزياء بيوت الموضة، ناكرة أهمية العمل على تنمية الشخصية، ومتناسية أن الحلم الأميركي كان يتضمن تعليماً جيداً للحصول على وظيفة مناسبة، وحد معقول من الأمان، وذلك لأن المادة الإعلامية التي يقدمها التلفزيون أسهمت في تغيير الثقافة العامة، فأصبح طموح المراهقين العيش مثل أولئك الأثرياء، وأي مقياس آخر للنجاح غير مرضٍ بالنسبة إليهم».
    وتلك رؤية تحليلية تعبّر عن حال كثير من الشباب الغربي والعربي على حد سواء. والملاحظ أن للإعلام - بمواده التي يقدمها - نصيب الأسد في اهتزاز بنية العقلية الناشئة، فحين تحرص قناة عربية مهمة مثل «إم بي سي» على بث وترجمة مثل تلك النوعية من البرامج الفارغة، فهذا لا يعفيها من تسيير المضمون الثقافي لدى شبابنا وشاباتنا نحو مزيد من التسطيح وانتظار الثروات الهابطة، بل إن من القيم التي يحملها هذا البرنامج تحديداً ما يطبِّع الخطأ والخطيئة، ويجعلهما شيئاً عادياً وعابراً، فإلى يومنا ونجمة المجتمع الأميركي- المجردة من الموهبة إلا من استعراض مفاتنها مع بقية أخواتها - لم تتزوج بخطيبها الذي صار أبا لطفلتها. وهذا طبعاً بعد النهج الذي سارت عليه أختها كأم لطفلين من رجل ترفض الزواج منه، وعلى رغم أن ما يتابعه المشاهد متفق عليه مسبقاً بسيناريو معد كشفت عنه نجمات سابقات لمثل تلك البرامج، وعلى رغم أن وعي المتفرج إلى أن ما يدور ليس وليد الصدفة والعفوية كما قد يبدو، إلاّ أن القائمين على إخراجها لديهم من الأفكار والأساليب المغرية ما يحمل المشاهد على الانخراط معهم في تمثيلياتهم كنوع من الموافقة على الضحك عليه ولو للتسلية!
    غير أنها لو لم تكن برامج مدروسة لتحقق نسبة مشاهدة عالية بإغراءاتها الاستهلاكية لما وصلت إلى درجة انتقاد رئيس الولايات المتحدة لها تعييناً. الإشكال في أنها تعلي من شأن مَن لا شأن له، أمّا العقل والتعب والعمل والأمل فليس لها بريق في خطة بائعي الوهم والمقامرة بضربات حظ، وإلا إذا على الشهرة والمال فالفنانون والرياضيون هم أهلها، فلم لم نتابع أنجلينا جولي مثلاً، أو لاعب كرة القدم ميسي أو المضرب نادال في حياتهم اليومية عبر كاميرا تلاحقهم؟ وإلاّ كنا شهدنا دعم جولي لمنكوبي العالم، أو تغلّبها على استئصال ثدييها وتوفيقها بين أولادها وعملها وسفرها، وإن كانت هي الأخرى لم تتزوج بوالد أبنائها، ولكن تبقى النواحي الإيجابية.
    إذا كان لا بد من تلفزيون الواقع، أو قل كنا اكتشفنا المثابرة والتدريب الشاق للتفوق الرياضي، وأن الفنان أو الرياضي اجتهد وأبدع في عمل يتقنه فأكسبه المال والشهرة، فلم تقتصر الحكاية على مجرد وجه وجسد؟ وسؤالي: لم لا يتعاقد «تلفزيون الواقع» مع العالِم والطبيب والكاتب، ومن عرف بإضافاته وقيمته الإنسانية، فيتعرف الشباب على خلفيته ولو بدافع الفضول؟ الجواب: لأن هذه الشريحة لا تؤمن للمنتجين التجاريين نسب الربح التسويقي التي ترضي أطماعهم. ثم نلوم الشباب على تفكيره «الريعي» وإهماله أولويات التأسيس الحقيقي، ومعظم ما يقدم إليه يوحي بأن الأموال هي هدف ولغة العصر للسعادة، ولا تستدعي سهر الليالي على الكتاب والمشروع الجاد، بقدر السهر على أمور أخرى أسهل وأسرع وأمتع، فإن سمعنا بقفزة اسم أو اسمين، فذلك لا ينفي العدد المسكوت عنه ممن وقع في الفخ وخرج بحطامه وانهياره.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 26 أغسطس 2013 - 22:46

    a5
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 28 أغسطس 2013 - 7:03

    عابر حياة - «هذا في مزاج أنا»
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣
    دائماً ما أؤيد الرأي القائل بأن الصحوة الإسلامية والردة العنيفة في العودة إلى الدين ما هما إلا نتيجة للشعور الجمعي لمجتمعاتنا الإسلامية وعموم العرب بالإخفاق الحضاري في مواجهة الغرب، وكأننا نقول أنتم فشلتم على صعيد القيم الأخلاقية والاجتماعية، بينما نحن تغلّبنا عليكم في هذه الجزئية بالذات التي سيحققها الإسلام. لذلك تجدنا راديكاليين في التمسك بها، فإن تبسّطنا فيها فماذا بقي لنا؟ يعني لا حضارة ولا فضيلة مزعومة! وطبعاً من غير المرأة تكون كبش الفداء وضحية المذبح! فانظر إلى أي اختلاف تكون المرأة بالمصادفة طرفاً فيه. فأول ما ستُضرب به هو شرفها وشرف رجالها الذين سمحوا لها بالتطاول والحرية. وقد لا يكون في الأمر لا تطاول ولا حرية ولا من يحزنون. ولكنها الخصومة العربية التي قد تبدو في ظاهرها مجتمعات حضارية، بينما تحمل في باطنها السمات البدائية الأولى في أسوأ أحوالها. فإذا تحضّرت وتمدّنت في نقاشك، رد عليك بخطابه الإسلامي المتشدِّد. وهو رد مغلوط ولا منطق يبرره، فإذا على الإسلام فهو أعظم دين حضاري متمدّن. فماذا إذاً؟ ومتى سننتهي من هذا النفاق وهذه المراحل الانتقالية لمجتمعاتنا؟ التي كلما أوسعناها نقداً قيل لنا إنها مرحلة انتقالية والناس فيها تكون أكثر توتراً وأسرع استثارة. والظاهر أن قدرنا كشعوب عربية وإسلامية أن نراوح مكاننا في الانتقال والازدواجية، ثم نوهم أنفسنا أننا نتقدم، وعند أول خناقة تحضر سيرة المرأة وفضيلتها.
    موقف قطر واحتضانها الإخوان المتأسلمين ينبغي فهمه والرد عليه من منطلق أبعاده الآيديولوجية والسياسية الاستراتيجية. ومن حق المصريين وأمنهم القومي الاستنكار وتوضيح الحقائق، ولكن لأن في المشهد العام امرأة تدعى الشيخة موزة فيتحول الخلاف والغضب إلى رخص قديم ومتأصل يغمز ويلمز، وهو انحطاط في الخصومة وشاهد أصيل على فقرنا الأخلاقي والحضاري، فمن حقك ووطنيتك وفهمك لخبايا الأمور مناقشة الأفكار والأساليب والسياسات، ولكنك وبمجرد تطرقك للأمور الشخصية لغريمك - حتى وإن كان رجلاً - فأنت إنما تضعف من حجتك، وتضر بعدالة قضيتك في أحسن التفاسير، لكن هذا طبعاً في المجتمعات المتحضّرة. أتذكّر في معرض هذا الكلام ما كان العامل الهندي في موقع بناء مسكني يجيبني به كلما استغربت منه شيئاً في البناء، فيرد ويقول: «هذا في مزاج أنا». ويقصد أنها طريقته. والظاهر هنا أن المزاج العربي في التعامل مع المرأة لا يبتعد بأكثر ولا بأعمق من منطق العامل البسيط ولو صارت الحاكمة بأمرها.
    النبي سليمان عليه السلام يناقش قومه ويحاورهم في ملكة سبأ ويقول عنها إنها «أوتيت من كل شيء». وهذا من فضل ربي على النساء وفي القرآن سورة كاملة باسمهن. فالمرأة بأمر من خالقها قد تمنح كل العقل والحكمة والجمال، فيستكثرها عليها الرجل ثم يلصقها بغيرته الإسلامية. والأنكى أن قذف المحصنات من كبائر الإسلام، ولا تجد أسرع من إطلاق اللسان في قذف المرأة، ولا يحتاج القاذف إلى أكثر من تلميح سافر حتى يكمل البقية من عنده، ويقوم من مكانه ليتوضأ ويصلي ويسأل الله الستر والعافية. عجيب أمر مسلمنا يطلب ستر أهله، ولا يتحرّج من فضح أهل غيره ولو زوراً وبهتاناً، ثم لا يستحي من الله حتى بعد علمه بحادثة الإفك والآيات التي نزلت في إنصاف المرأة. إنه تاريخ مخزٍ وجاء الإسلام ليهذبه ويعقله، فمضى الزمن وعدنا كما كنا مع حادثة الإفك، مع الفارق أننا اليوم نغلّفه بإطار ديني. والسؤال: أين ولّت مقارعة الحجة بالحجة؟ فإن سلكت المرأة توجهاً سياسياً وآيديولوجياً معيناً، وكان خطيراً ومحرضاً، وحصل أنه تناقض مع مصالح واتجاهات أخرى، فلا يكون الرد بتقزيم الموقف وتحقيره إلى أمور شخصية تتعلق بشرف المرأة، بأساليب ليست سياسية أو قانونية كما كان ينبغي. ولكنها ثقافية بدائية في وعيها الجمعي، وهذه هي سمة المجتمعات المتأخرة في تعاملها مع المرأة مهما اكتست بوشاح التحديث الظاهر على سطحها.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 29 أغسطس 2013 - 0:53

    شكر
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty عابر حياة - البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 سبتمبر 2013 - 9:23

    عابر حياة - البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1!
    ثريا الشهري
    الأحد ١ سبتمبر ٢٠١٣
    ترددت أخيراً أصوات تطالب برجوع الإخوان المسلمين إلى تعاليم المؤسّس حسن البنّا وما أراد بالجماعة، وانفصالهم أو تراجعهم عن راديكالية القطبيين (نسبة إلى سيد قطب الذي انضم إلى الجماعة في مرحلة لاحقة). وهو كلام مضلِّل وغير دقيق، وغير مبني على معرفة بالسياق الداخلي لثقافة التنظيم وفكره، فكأنه يقول أن البنّا وصّى بالدعوة إلى الله ومساعدة المحتاج ثم رحل عن جماعته، وليس رجلاً اتخذ من الصبغة الدينية غطاء لطموحه ونشاط تنظيمه السياسي، فهذا الرجل منذ الأساس هو طالب سلطة، ولكن الساحة عند تأسيس الحركة كانت تعج بالأحزاب والشخصيات التاريخية ذات الباع والتاريخ السياسي والوطني العريق والمعروف، وبالتالي فالمنافسة على بضاعتهم نفسها لن تكون في مصلحة البنّا ولا بضاعته، فكان أن خرج بحركته على شكلها الظاهري مستغلاً التذمر الاجتماعي والطبقي، ومقدماً نفسه على أنه المنقذ، وهو ما أكسبه وجماعته تلك الشعبية التي حظوا بها وبخاصة بين طبقات المجتمع البسيطة والكادحة ذات الوعي الذي يسهل اقتياده وتوجيهه.
    في أول دراسة عن حركة الإخوان المسلمين، صدر كتاب بعنوان: «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» للمستشرق البريطاني ج. هيوارث دن، الذي تعلم في الأزهر وأشهر إسلامه، وتأتي أهميته من كون صاحبه عايش الجماعة وكان شاهداً ومراقباً لها منذ طور تكوينها وصعودها، فألف كتابه في الفترة التي انخرطت فيها الجماعة أواخر الأربعينات في أعمالها «الإرهابية» (لمن يطالب بعودة الجماعة لتعاليمها الأولى)، فتطرّق لجوانب في تاريخ البنّا والإخوان لم تذكرها الدراسات المتأخرة، ليجمع مؤلفه بين ميزتي السبق والريادة، وأصبح المصدر الرئيس الذي لا يصح تفويته لمن يريد أن يفهم. وعلى رغم غيظ الإخوان من الكتّاب وعدم رضاهم عن محتواه وكشفه للتاريخ الواقعي لمؤسسهم وحركتهم، ارتأوا عدم مهاجمته أو مؤلفه - خبثاً منهم - كي لا يسهموا في اشتهاره وتحديداً عند القارئ العربي والإسلامي، مكتفين بإنكار معرفتهم بالمؤلف ومعرفة المؤلف بهم أمام من يقرأ الكتاب، أو يعرف بوجوده.
    يقول هيوارث دن: «أعجب الكثير بالبنّا لآرائه، ولم يستسيغوا الظن بأنه كان يبدي كل تلك القوة لأجل أطماع سياسية. لم يريدوا التفكير بأنه استعمل الإسلام لأغراض سياسية. ولكنه برهن على أن الإسلام يمكن استخدامه كسلاح قوي ضد الامتيازات والحكومة والتغريب والرأسمالية». مضيفاً: «مع التغيرات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للطبقات العاملة، نمت فجوة هائلة بين العلماء والناس، فملأ حسن البنّا تلك الفجوة. ولكن - لسوء الحظ - الرجال الذين يستغلون الأوضاع الاجتماعية الجديدة، ليسوا أولئك الذين يستطيعون منح المجتمع المشاركة التي هي لصالحه بتعاون طبقاته»، وهذا ما تكشّف بعد أكثر من 80 عاماً من تأسيس الجماعة ووصولها للكرسي الذي صُنعت لأجله، ومن مصر خرجت وفي مصر وئدت.
    علة الموالين أنهم لا يصدقون إلاّ ما يصدقون مهما سقت إليهم من أدلة وحاورتهم بالمنطق، هذا على اعتبار أنهم الغافلون على أحسن تقدير. أمّا المزايدون ومن في ركب الإخوان فالدين ورقتهم، ولا أدل على هذه البراغماتية الوصولية من حلفاء الإخوان ومن يدافع عنهم اليوم، فالعرض المسرحي بالمزايدات هو للجماهير، أمّا خلف الستارة فالضرورات تبيح المحظورات، ولكل عمل مسوغه، وفي ذلك يحكي الكتاب عن نشأة الجماعة في الإسماعيلية حين سعى البنّا للحصول على تمويل مالي من شركة قناة السويس لبناء مسجد ومدرسة ودار لجماعته، وتلك كانت البداية، فقبض من البارون دي بنوا وهو الوكيل الأعلى للشركة مبلغ 500 جنيه، فجوبه باعتراض بعض أتباعه لقبوله الإعانة من المستعمرين الكفار، فلم يغلب البنّا في تسويغ فعله مثل ما فعل حين لم يجد غضاضة أو حرجاً في قبول المبلغ الكبير الذي تبرع به التاجر اليهودي حاييم درّة للإخوان في حفلة بكازينو النزهة في الإسكندرية، وهي معلومة مذكورة في إحدى مقالات الإخواني أحمد السكري لمن يشكِّك. وهذا هو البنّا الذي لم يندم على غاياته التي تبرر وسائله!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty عابر حياة - جواز سفر حتى إشعار آخر

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 سبتمبر 2013 - 9:25

    عابر حياة - جواز سفر حتى إشعار آخر
    ثريا الشهري
    الثلاثاء ٣ سبتمبر ٢٠١٣
    يوصم الخطاب العربي بالتكرار والاجترار. والأكيد بالتطويل، بحيث لو استقطعت جزءاً ووصلته بآخر لما تأثر الطرح بالقطع ولا بالحذف. وفي رواية لو ألغي الخطاب كله لكان الأجدى لقائله ومستمعه. هذه حال خطاباتنا وذهنيتنا وثقافتنا، والجود من الموجود. فمن أين ستأتي كلمات الخطاب؟ وقيل إنه ليس بالإمكان سوى ما كان وسيكون! غير أنه، وعلى ما يبدو أن أميركا في السنوات الثلاث الأخيرة استعارت خطابنا إياه، دع عنك دول أوروبا، وخذ عنك: «مرة حنضرب، ومرة مش حنضرب. مرة انتظروا يقولولنا نضرب، ومرة مش محتاجين يقولولنا نضرب». وهذه بركات ابن حسين أوباما بدخوله البيت الأبيض، وتخندقَ المعنيون. واستعدت مدام الأسد بطلب أصناف الغذاء الأجنبي لأبنائها في ملجأ الخمسة نجوم. والضربة الليلة، وبالكثير غداً. ويصيح الموالون بالمسرحية وسورية لن تضرب، ويرد المعارضون بالوعيد والتهديد «فعَمْلة» الكيماوي القاصمة لن تمر بلا عقاب، وإلى كتابة المقالة وابن حسين «ما بيجمعش ومش عارف ينزل من أعلى الشجرة». وعلى رأي القائل: «كل يذهب، لكن من يعود ممن ذهبوا»، هذا ليس السؤال، ولكنه الجواب. وبمناسبة الخطاب العربي الذي لا يسمعه أحد: فماذا عن كلمة الملك عبدالله التي وجهها إلى مصر؟ خطاب مدوٍّ وباعتراف المحللين. وكأنه يحمل رسالة ضمن الرسالة تقول إن مصير خطابنا المهمل ليس حتمياً، كل ما فيها أن الخطابات التاريخية لم تُخلق إلا لمن يعرف إذا صعد كيف ينزل، وإلا فلا داعي للصعود من أساسه.
    وستضرب أميركا سورية، ولكن التردد والتخبّط وتلك الحيرة الغربية في التفكير ليست بالأمر الذي يتغاضى عنه المتابع المعاصر. فمن طبع الأيام بتعاقبها، أن تُنسي الناس الملابسات والحيثيات التي أدت إلى وقوع الفعل، فيتذكروا النتيجة ويغفلوا ما كان دونها. ولكن هذا «لاحقاً». نحن اليوم في اللحظة التي نعيشها ونتتبعها. نحن في الإدارة الأميركية التي لم تحسن التصرف في تدبير ملفات الربيع العربي ولا ما لحقه من فصول. وطبعاً هذا ما جنيناه على أنفسنا. فأن ننتظر حكم أميركا، وقرار أميركا، وخلاص أميركا، هذا هو تاريخنا. ومع ذلك، لو امتلك المواطن العربي جوازي سفر، أحدهما عربي والآخر أجنبي. (ولن أحدد الدولة). واقترب من موظف جوازات المطار، فأي جواز سيظهر باعتقادك؟ الجواز الأجنبي في واقعة شهدتها وكانت مع زميلة اتفق سفرها معي. فلما سألتها عن السبب، ابتسمت وردت: «وهذه محتاجة سؤال؟»، ولأن جوابي على ردها البارد سيكون من نوعية خطاباتنا المحفوظة سلفاً، فضلت الصمت. فهل رأيت أميركياً يفضل جوازاً آخر على جوازه (يجوز المطارد أمنياً)؟ أو حتى أوروبياً أو كندياً أو.. أو..؟ في حين لا يستقيم السؤال ما لم نلحقه بآخر نسأل فيه عن عدد العرب الذين يبحثون اليوم عن جنسيات أخرى أجنبية عنهم! وهي حقيقة ليتني أستطيع إنكارها أو تكذيبها. ولن يتغير واقع البيئة العربية الطاردة إلا بأعداد ممن يحسنون ارتقاء الشجرة صعوداً وهبوطاً، وعلى أرض أوطانهم.
    إن اهتز أوباما، فأميركا باقية من بعده ومن قبله ولن يضيرها اهتزازه، وهذا هو الفرق. فالمهزوز فينا لا بد أن يصيب البلد بزلازله وتوابعها. فيقسّمها ويشقّقها ويهدم أعلاها أسفلها وفي الختام سيغادرها، ولكن بعد أن يُفقر أهلها ويُفسدهم ويهجّرهم ويرغمهم على إخفاء جوازاتهم وهويتهم. فماذا بعد؟ نحتاج كمواطنين عرب أن تكون المواطنة فينا شعوراً حقيقياً مدعّماً بالمنطق والشواهد، لا مجرد انتماء أجوف هش نتخلى عنه عند أول ملامح فرصة أو جواز أجنبي. نحتاج أن تحبنا أوطاننا حباً قانونياً عادلاً بلا تفرقة من عرق وطائفة ومذهب وحسب ونسب وقرابة وقائمة لا تنتهي. نحتاج أن نعتز بجوازنا لا أن نظهره لأننا لا نملك غيره. نحتاج أن نبقى على أرضنا ولا يأتي من يستضعفنا ويرمينا خارجها بكل ذكرياتنا، وبقايا من طين تحت أظافرنا تشبثنا به ونحن نُقتلع مع أشجارنا.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف waell الخميس 5 سبتمبر 2013 - 9:26

    عابر حياة - البنّا وقطب ... العملة ذاتها-2
    ثريا الشهري
    الخميس ٥ سبتمبر ٢٠١٣
    تابعتُ بعض التعليقات التي تناولت مقالتي السابقة بعنوان: «البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1»، سلباً وإيجاباً، بما وردني منها على بريدي الإلكتروني أو بما تداوله بعض المواقع على «الإنترنت». في كل الأحوال كنت سعيدة بها وبمشاركيها وبالحراك الذي أحدثوه حول الطرح والكتاب الذي اعتمدته مصدراً للفكرة الرئيسة التي ارتأيت إيضاحها. فكما جاء في المقالة الأولى أن هناك منحى أخذ ينمو ويتردد في الفترة الأخيرة، وبخاصة في برامج الحوارات المصرية، عن جماعة الإخوان المسلمين وانحرافها عن خط سير البّنا الذي أراده لها وانخراطها في أدبيات الفكر القطبي (نسبة إلى سيد قطب)، وهو تحليل رومانسي في مجمله، وبعيداً تاريخياً عن الواقع بحقيقته. فالتنظيم الذي شكّل عجينته البّنا واختار له اسمه الحركي الجذاب، هو ما وصلَنا عنه بعد أن تزوّد في الطريق بالمؤونة القطبية، ليضيفها إلى ما كان لديه من زاد مما لم يختلف عنه في الصنف كثيراً، ولكن في الطعم قليلاً. وهو أمر طبيعي بسبب امتداد السنين وتغيّر ظروف التكنيك والتخطيط، تبعاً لاختلاف المناخ العام. وهذا بالضبط ما عنيته في مقالتي الأولى بالاستعانة بأهم ما كُتب عن «الإخوان المسلمين»، في كتاب له السبق والريادة على الدراسات المتأخرة عنه، لمعايشة الكاتب للمؤسِّس وقربه منه، وكان عنوانه: «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» لمؤلفه المستشرق البريطاني ج. هيوارث دن.
    هذا الكتاب ومترجمه إلى العربية أحمد الشنبري لم يكن ليظهر ويستفيد منه القارئ العربي والإسلامي لولا جهود المحقق والباحث «علي العميم» الذي أخرجه للنور وحضّره بمقدمة احتلت 88 صفحة، بما حوته من مقارنات ومقاربات بين الروايات والتحقيق فيها. في جهد، قد لا يقدّره القارئ العادي كمثل الباحث والأكاديمي ومن له باع في العمل البحثي. وربما لهذا السبب تحديداً لم أشر إلى العميم في المقالة السابقة، لأن مقدمته بقيمتها المضافة إلى كتاب هيوارث، كانت تحتاج إلى إفراد أكبر يكفي لمناقشتها واستيعابها. ومع ذلك، ونظراً إلى حدة بعض أصوات التعليقات، ولاسيما ما كتبه الأستاذ محمد السيف، معتبراً أن مقالتي السابقة تضمنت «سرقة كربونية لـ12 سطراً» من مقدمة الباحث العميم، يؤسفني هنا أن أقول إن هذا الوصف غير صحيح، إذ إنني استفدت من المقدمة في التدليل على فكرتي، وهذا ما لا أنكره، لكنني عبّرت عن استفادتي بأسلوبي وبما تحتمله مساحة المقالة. وعلى أي حال، وللتأكيد على كلامي، أجدها فرصة ملائمة لإعادة تسليط الضوء على الكتاب وكاتبه ومقدمه مرة أخرى، لذا أنصح القارئ بشرائه وقراءته بتمعّن وتركيز يمكّنانه من ربط الأحداث والتحليلات بهوامشها بعضها ببعض (ويا ليته بالمرة يعقد المقارنات بين مقالتي ومحتوى الكتاب حرفياً)، فميزة هذا العمل أنه يضيف إلى القارئ وثقافته في فهم أصول حركة الإخوان المسلمين وأساسياتها، مهما اعتقد بأنه قد أخذ كفايته في القراءة عنها.
    من الأمور التي استغربتها وأزعم أن الكتاب عرّفني بها، كيف أن سيد قطب كان يحقِّر من شأن الجماعة ويستتفهها في علاقته الملتبسة بمؤسسها البنّا في أواسط الأربعينات، فكان يكثر من شتم البنّا أمام ابن شقيقته الذي كان من أتباع الجماعة واسمه أحمد محمد سالم، وذلك بشهادة زوج أخت هذا الابن، فكان الخال المتهكِّم كلما صادف ابن شقيقته سأله عن البّنا وجماعة الحشاشين عوضاً عن المسلمين (في إشارة إلى جماعة الحشاشين الإرهابية الخارجة عن الدولة الفاطمية). ولا غرو في ذلك إذا قرأنا عن تفصيلة فصّلها الكتاب -حصرياً- عن الضرر الكبير الذي لحق بالمجلة التي كان يترأس تحريرها سيد قطب، والحرب التي شنها البنّا على قطب لرفضه القاطع إدماج فكر «الإخوان» في مجلته، لعدم تثمينه لفكرهم من الأساس. وهي معلومة لها تفاصيلها وحواشيها، على خلاف ما صوره لنا محمد قطب عن علاقة شقيقه سيد بالبّنا و «الإخوان» والامتداد الفكري والشخصي المتواصل بينهما. معلومة تقودنا إلى انتقام الجماعة من يهود مصر وتفجيرهم لمحالِّهم (شيكوريل وبنزايون وأركو وغيرها) لامتناع أصحابها عن الإعلان في مجلة تحرِّض عليهم. وكانت تفعل بأوامر من البّنا مستتراً، على رغم علاقته الجيدة علناً مع هؤلاء اليهود. ثم تفجيره لاحقاً للشركة الشرقية للإعلان وتعود في ملكيتها ليهود مصر أيضاً، لمنافستها شركته للإعلانات العربية (وأيضاً على رغم علاقته الجيدة في العلن معهم)، باعتراف «الإخوان» أنفسهم بعد سنوات من الحادثة. فلماذا ينادي بالرجوع إلى تعاليم البّنا وإخوانه؟! ها هي أفكارهم وتطبيقاتهم منذ البداية بتسويغات معدّة سلفاً. والسؤال: لماذا إذاً جاء التحاق قطب بالجماعة بعد وفاة مؤسِّسها بخمس سنوات وأشهر، على رغم موقفه النافر منها؟ مجرد انتهازية وصولية لامتداد فكره لا تختلف عن أسلوب التنظيم ونهجه.
    عابر حياة - البنّا وقطب.. العملة ذاتها-1!
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23894
    تم شكره : 33
    الاسد

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty رد: ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...!

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 5 سبتمبر 2013 - 16:06

    تسلم ايدك تسلم ايدك تسلم ايدك
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65546
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    ثريا الشهري /عابر حياة - فلا بأس ...! - صفحة 5 Empty عابر حياة - لو وُجد «تويتر» قبل 10 أعوام!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 2:18

    عابر حياة - لو وُجد «تويتر» قبل 10 أعوام!
    ثريا الشهري
    الأحد ٨ سبتمبر ٢٠١٣
    خرجت مقالتي عن البنّا وقطب بتحليل توقّعت أنه سيلقى ما يستحقه من نقاش الفكرة، فلم أجد سوى اتهامي بسرقة 12 سطراً من الكتاب الذي استعنت به في التدليل على طرحي. فماذا تفهم من هذا؟ أن الكاتب فتح الكتاب ونقل النص كما هو ثم نسبه إلى نفسه. وعلى رغم نفوري من تشخيص المواضيع، ومع أنني ألحقت تلك المقالة بأخرى وضّحت فيها - وباختصار - أنه اتهام غير صحيح، إلا أنني أجدني ثانية في مقالة أخيرة لتوضيح بعض الأمور وبتوسع أكبر. بداية وقبل أي شيء لو كانت النية سيئة لما ذكرت اسم الكتاب والمؤلف في المقالة الأولى، وقد جرت العادة أن أستعين في كتاباتي ببعض المقتطفات وأنسبها إلى أصحابها من دون ذكر اسم الكتاب ودار النشر وسنة النشر ومقدمة الكتاب ومترجمه وكل من شارك بإخراجه، لأنني أعتقد - وهذا رأيي الشخصي وقد لا يتفق معه آخرون - أن مساحة العمود الصحافي غيرها عن المقالة في صفحة الرأي الرئيسة، وبالتالي فإن أردت الاقتباس فيكفي التنويه باسم صاحبه، على أن تستثمر الكلمات الباقية في مناقشة فكرة المقالة والمتفرع منها.
    غير أنني في مقالتي الأولى عن البنّا وقطب لم أقف عند ذكر المؤلف هيوارث دنْ، ولكن المصدر بعنوانه الأصلي أيضاً. وهي إضافة اعتبرتها ضرورية لتحديد أهمية الكتاب كون مؤلفه - وللمرة الثالثة - له فضل السبق والريادة، لأنه كان معايشاً ومراقباً للبنّا والجماعة منذ طور تكوينها وصعودها، ولأن «الإخوان» لم يكونوا راضين عن الكتاب وما ورد فيه، ارتأوا إهماله كي لا يشتهر لدى القارئ العربي والإسلامي، بل وأنكروا معرفتهم به وبوجوده، وهذه الفقرة بالذات في المقالة الأولى هي التي عيّنها الأستاذ الذي اتهمني بالسرقة. والسؤال: هل إذا عبّرنا عن المعلومات بذكر المعلومات نكون سرقناها؟ فأنت حين تعِد لمقالتك وتكون من الحريصين على قراءة المراجع تستقي منها، فمن الطبيعي إن كانت القراءة «طازجة» أن تتشابك بعض كلمات كتابتك «وليس الأسطر» مع ما قرأته وفرغت منه للتو، وخصوصاً إن كنت ممن يتمتعون بذاكرة حافظة. لذلك يميل بعض الكتّاب إلى القراءة ثم الكتابة لاحقاً عما قرأوه إلى حين «تخمّره» في أذهانهم، واختلاطه بغيره من الأفكار والقراءات، فتكون النتيجة تراكمات ثقافية تخرج على الورق وتتبناها، وأنت الذي سمعتها أو قرأتها في مكان ما، كمثل القول: «الحقيقة هي ضحية الحروب»! فقد ترد في مقالة لأنها أصبحت جزءاً من حصيلة مفردات كاتبها. فهل معنى هذا أنه سرقها؟ إذاً بهذا الفهم كلنا سارقون، وهو توصيف غير سليم البتة.
    عملياً لست من هواة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ولا أملك حسابات فيها، ولكن حين وصلني ما تداوله «تويتر» عن مقالتي بتعليقات بعضها «مع» وبعضها ضد، تأملت الحراك للأمانة، فوجدته غير دقيق لأن معظم المعلقين لم يقرأوا الكتاب من الأصل كما اطلعت وكان جلياً من كتاباتهم، وهي نقطة جوهرية، فكيف تعقد المقارنة الكربونية بين مقالة وكتاب إذا لم يُقرأ سوى طرف واحد فيها؟ ثم إنه ومع خوض الخائضين لم يوجد تعليق يناقش الفكرة التي تضمنها الطرح في المقالتين، والتي كان من المنتظر تسليط الضوء عليها وإثراؤها بالنقد والتحليل، وبفائدة تعود على كاتب المقالة وقارئها. وبالمناسبة فلو كان السجال من الأساس في عدم ذكر اسم المقدِّم لكان في العتب أو الانتقاد موضوعية أجدى، وقد استدركت الأمر في المقالة الثانية بذكر المقدِّم والمترجم مع أنه لا يُشترط عادة، طالما أن الإشارة إلى الكتاب ومؤلفه لم تغفل أصلاً، فالمقدمة جزء غير منفصل عن الكتاب.
    في بداية كتابتي الصحافية قبل حوالى الـ10 أعوام تعرضت لسرقة «إيميلي» المنشور مع المقالة، أعقبتها اتصالات تهددني بعدم نشر صورتي والكتابة في المواضيع الدينية، وتناولت بعض مواقع الإنترنت المبتدئة خبر ما حصل ببعض التهكم أحياناً، وببعض التعاطف والاستنكار أحياناً أخرى، وانتهى الأمر سريعاً كما بدأ، ذلك أن التطور في مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن كحاله اليوم، وإلا لكانت القصة تضخمت وتصاعدت بين مؤيديها ومعارضيها في جدال لا طائل منه للقارئ ولا نفع. وها هي الأيام تمضي، وها نحن نترك المتن، ونناقش شيئاً خارجاً عن الهامش!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 7:38