اوباما … الكاذب الأكبر !
علي محمود الكاتب
رحم الله زعيمنا العربي والخالد فينا أبدا ، جمال عبد الناصر حين قال في عام 1965م ” أمريكا هي عدو حركات التحرر الوطني في العالم ” ومن يريد صدق المقولة عليه ان يقرأ جزء من مذكرات هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأميركى حين قال أنه شعر بالسعادة البالغة لنبأ وفاة الرئيس عبد الناصر لأن وجوده بسياسته الراديكالية المعادية للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط كان يمثل أكبر عائق لتنفيذ الأهداف الأميركية في المنطقة الأهم للولايات المتحدة !
وبذات النهج وحرصاً من الولايات المتحدة الأمريكية على قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام العالمي المبني على العدالة الاجتماعية في الشرق الأوسط ، قررالرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس أكبر دولة تدعي الديمقراطية في العالم ان يعاقب بشار الأسد بدعوى استخدامه للمواد الكيماوية في حربه ضد المعارضة ، وأخذ الثأر لأهل “الغوطة” من خلال إرسال هداياه للشعب السوري قبيل عيد الأضحى المبارك،عبر صواريخ كروز المدمرة لتلهو بأجساد الأطفال وأحلامهم !
وهذا التصرف المشين والإرهابي ، ليس بالتصرف الغريب أو المستهجن على هذا الرجل ، فقد فعلتها بلاده من قبل في العديد من بقاع الأرض ، حين ضربت بالعراق ملجأ العامرية في فبراير 1991م أبان حرب الخليج الثانية وأسقطت طائراتها حمم قنابلها الذكية التي أودت بحياة أربعمائة وثمانية شخص جلهم من النساء والأطفال ، وكذلك لن ننسى ما فعلته في الصومال وأفغانستان ،وقصفها أيضاً لمصنع الأدوية بالسودان لاعتباره يشكل خطراً إرهابي يهدد أمريكا دون امتلاك أي إثباتات يستدل بها !
أنها الولايات المتحدة الأمريكية القوى الأكثر عنجهية في العالم وان كانت في هذا ليست الوحيدة ،ولكنها الفريدة في اختيار الأسباب والحجج رغم أنها على مر التاريخ لم تكن بحاجة ماسة لهذا فالبطش لأجل البطش غايتها الكبرى !
وببشرته السمراء الناعمة والمخادعة ولسان المحامي المراوغ تحدث اوباما في خطابه الأخير بأن قصفه لسوريا سيكون على شكل ضربات محدودة وأنها قد تكون غدا أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر، موضحاً أن العمل العسكري الأميركي ضد نظام الأسد لن يتضمن تدخلاً برياً !
والرجل هنا ان ضرب سوريا ففي الحقيقة لن يكون الامرغريبا كما أسلفنا ، فإذا نفذت أمريكا تهديدها وقتلت ما استطاعت قتله من أبناء سوريا الحبيبة فكيف نعترض ؟ وهي عربيا وإسلاميا على الأقل ، لديها تصريح رسمي بالقتل والإبادة ، كما ورد على لسان مفتى حلف النيتو المدعو “يوسف القرضاوي” والذي قال في خطبة الجمعة الأخيرة بدولة قطر العظمى ، “انه يؤيد الضربة العسكرية على سوريا وحتى لا ينتقده أحدا أو يلومه ، أضاف جملته القبيحة بلسانه المنافق “ان الغرب أداة سخرها لنا الله للانتقام من الظالمين !”
وكيف لا تقدم أمريكا على ضرب سوريا وهي من قال زعماءها قديماً “”إن الله لم يهيئ الشعوب الناطقة بالإنجليزية لكي تتأمل نفسها بكسل ودون طائل، لقد جعل الله منا أساتذة العالم ! ”
أنها لدولة عظمى بحق، عظمى في الغطرسة ونشر الإرهاب وعدم الالتزام لا بقانون ولا بأعراف ولا بمواثيق، دولة كبرى وليت العرب يفهمون معنى الكبر !
فهي وعلى الدوام تسعى للهيمنة على العالم ولتحقيق مصالحها الذاتية ولو كانت على أشلاء البشر، ، دولة لا تراعي أي قوانين دولية أو أخلاق إنسانية ، وقد انكشف زيف ديمقراطيتها حينما وقعت عليها الهجمات في الحادي عشر من سبتمبر، حيث تلاشت ديمقراطيتها المزعومة في معاملتها الأسرى في “غونتناموا” !
فواهم من ظن ان أمريكا تذرف الدمع على أوضاع الشعب السوري ، ولكن بعد فشلها في العراق وليبيا وسقوط إخوان مصر أرادات ان تبدل في تفاصيل خطتها القديمة “الشرق الأوسط الجديد” لتكون حربها على سوريا هي النواة الأولى لتحقيق وتعميق الطائفية والتقسيم في الوطن العربي لتحمي بذلك مصالحها العليا ، وتعزز الأمن على حدود حليفتها الأولى إسرائيل وتقضي وللأبد على حلم إقامة الدولة الفلسطينية ، وفي ذات السياق تهدف الى عزل إيران عربياً ، وختاماً ولأنها توقن ان المعارضة السورية ليست بكفاءة وقدرة وصلابة الجيش الرسمي لسلطة بشار الأسد ، كان من البديهي ان تفكر بضربة مس اعدة ومفصلية، كما فعل النيتو في ليبيا ومناطق أخرى !