ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


2 مشترك

    غسان شربل/ متجدد

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 21 ديسمبر 2012 - 19:52

    المستشار حليف الإعصار

    غسان شربلغسان شربل/ متجدد 120221032933892

    الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢

    الإفراط في الطمأنينة قاتل في زمن التحولات الكبرى. والإفراط في الذعر يفتح باب التخبط والانهيار. والاعتقاد أن الحريق بعيد أفضلُ السبل لاستيراده. والارتباك ليس غريباً. إننا نواجه كدول ومجتمعات ما لم نتوقعه. وما لم يخطر في بال المحللين. وما لم يجرؤ المستشارون حتى على التفكير فيه.

    العقاقير القديمة لا تصلح لمعالجة «الأمراض» الجديدة. لا يكفي أن تغلق النوافذ. هذا كان يصلح للرياح العادية والعواصف العابرة. إغلاق النوافذ لا يعفيك من الإعصار. لم تتدرب الحكومات على مواجهة هذا النوع من الأخطار. إننا ببساطة أمام إعصار غير مسبوق. لا يستطيع مخفر حدودي أن يعتقله. الجيش بأسره لا يستطيع صدّه. مدير الاستخبارات لا يستطيع اعتقاله. لا يخفف من اندفاعته هجاءُ الإعلام الرسمي.

    العقاقير القديمة لم تعد صالحة. اتهام الإعصار بأنه جزء من مؤامرة خارجية لا يردعه. لا تتسرب الأعاصير الى دولة إلا إذا عثرت على ثقوب حقيقية في بنيتها ونهج حكومتها وخلل في التركيبة والسياسات. يجدر بالعربي أن يشاهد ما تفعله الأعاصير في بلدان بعيدة. تقتلع الأشجار وسطوح المنازل. تقتلع علامات الطرق وأسماء الشوارع. تقتلع المخافر الحدودية وتتدفق. تقلب السيارات وتقطع خطوط الكهرباء والهاتف. هذه مسألة تفوق قدرة أجهزة الإطفاء والدفاع المدني. الإعصار يضرب في الصميم. يهزّ الركائز فيرتجف ما كنّا نعتبره صلباً وراسخاً وشامخاً.

    في زمن الإعصار لا يكفي إغلاقُ النوافذ. أوّل مقوّمات الصمود أن يتصالح الحكم مع الشعب. وفي الوقت المناسب وقبل اندلاع الزلزال. والمصالحة تعني الاستماع العميق والاستباق والتجاوب مع التطلعات المحقة والمطالب. مع حقوق الناس في الخبز والكرامة والحرية والمشاركة في صنع مستقبلهم. حقهم في العيش في ظل مؤسسات تُؤتمن على المصائر. لا يجتاح الإعصار دولة لم يتسبب الحكم فيها في تسهيل انقضاضه عليها. الاستبداد والقهر والتمييز والتهميش والفقر والفساد عواملُ تستدعي الإعصار وتضاعف قدرته على التدمير.

    الإفراط في الطمأنينة بالغ الخطورة. أوّل الأخطار النومُ على بخور التقارير. والاعتقاد أن ما كان صالحاً قبل عقد يصلح الآن. وأن الانتظار أفضل مستشار. وأن المسكّنات أرقى أنواع المعالجات. وأن الاستمرار هو ضمانة الاستقرار. والحقيقة أن ما كان صالحاً لم يعد كذلك. المريض مختلف والأمراض جديدة. حماية الاستقرار تكون بالتغيير ولو على مراحل. بفتح النوافذ على المكونات ومخاوفها ومطالبها. بإشراك المواطن العادي في بناء غده. بانتهاج سياسة جريئة ومرنة ومتحركة ومبادرة. قليل من الخسائر يعفي من الخسارة الكاملة لاحقاً.

    ليتنا نعرف ما قال المستشارون للحكام الذين دهمهم الإعصار. ليتنا نعرف ما دبّجه قادة الأجهزة قبل وصوله. سألت السيد المستشار إنْ كان نَصَحَ الحاكم فأجاب مبتسماً: «كنت أحاول أن أمرّر إشارات خجولة وبعيدة لكنها لم تستوقفه. والحقيقة أنه اختارني لأمدحه لا لأنصحه. أشعرني منذ اللحظة الأولى بأنه يعرف ما لا أعرف. وبأنه جائع دائماً الى المزيد من المدائح».

    يخطئ الحاكم حين ينام على حرير التقارير ومدائح المتملقين. الطمأنينة المفرطة تعني انتظار الانهيار. والمستشار الذي أعماه الولاء الكامل حليفٌ للإعصار.


    عدل سابقا من قبل waell في السبت 22 ديسمبر 2012 - 6:22 عدل 1 مرات
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 21 ديسمبر 2012 - 19:54

    سألت السيد المستشار إنْ كان نَصَحَ الحاكم فأجاب مبتسماً: «كنت أحاول أن أمرّر إشارات خجولة وبعيدة لكنها لم تستوقفه. والحقيقة أنه اختارني لأمدحه لا لأنصحه.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الجمعة 21 ديسمبر 2012 - 20:35

    غسان شربل/ متجدد 488515
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty إما الظلم وإما الظلام

    مُساهمة من طرف waell السبت 22 ديسمبر 2012 - 6:23

    إما الظلم وإما الظلام
    غسان شربل
    الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢

    العيش المتواصل مع الأخبار العربية مضر بالمزاج وبالصحة النفسية أيضاً. لهذا اهرب أحياناً إلى المكتبات. ابحث عن كتاب بعيدين ومواضيع بعيدة. ومنذ سنوات تسعفني هذه الكتب في محاربة ارتفاع منسوب الجثث ولوائح الاغتيالات. كنت ابحث عن كتاب في مكتبة حين استوقفني شاب سوري من قراء «الحياة».

    يعتقد القراء أحياناً أن الصحافي يعرف اكثر مما يكتب ربما بسبب المتابعة المستمرة أو معرفة الأشخاص ومسارح الأحداث. لهذا امطرني الشاب بسلسلة من الأسئلة كشفت عمق القلق الذي يفترسه. سألني:» متى سنستطيع العودة إلى سورية؟ هل صحيح ما يتردد عن أن النظام سيسقط خلال حفنة أسابيع أو شهور؟ هل يمكن أن تغرق سورية في حالة من الصوملة أم ستمضي سنوات من عدم الاستقرار على غرار ما عاشه العراق؟ وهل صحيح أن الحسم العسكري سيؤدي إلى إمساك المتشددين بالسلطة فيكون قدر سورية الانتقال من الظلم إلى الظلام؟ وهل دفع السوريون كل هذه الأثمان للتخلص من تسلط البعث وأجهزته ليقعوا تحت وطأة أفكار شبه طالبانية ستؤدي إلى نهاية سورية التعايش والتعدد؟».

    أوجعني سؤال الشاب عن موعد العودة. ذكرني بأسئلة كان يطرحها الصوماليون والعراقيون واللبنانيون بعد استباحة بلدانهم من الداخل والخارج. يحلم الشاب بسقوط النظام ولا يرضى بأقل من ذلك لكنه يخشى اليوم التالي بسبب ما سماه «ضعف القوى المدنية والديموقراطية أمام أصحاب البرامج الشمولية والمقاتلين الوافدين من بلدان بعيدة».

    تحادثنا أمام رفوف الكتب وحاولت مواساة السائل قدر استطاعتي فأنا أيضاً اسأل عن اليوم التالي المفتوح على احتمالات كثيرة. وحين عدت إلى الفندق ظلت عبارة «إما الظلم وإما الظلام» ترن في رأسي على رغم شعوري أن الطريق الثالث وارد وإن كان محفوفاً بالصعاب.

    ذكرتني العبارة بما قاله لي في دمشق قبل سنوات الشاعر محمد الماغوط في منزل صديقنا المشترك فخري كريم. كان الماغوط مجبولاً بيأسه من الواقع العربي. خاطبني قائلاً:» لا تسقط في الأمل. لا تكذب على نفسك. لا شيء يرتجى ما دام الخيار المعروض علينا هو: إما أبو نجمة (ويقصد الضابط) وإما أبو لحية (ويقصد المتشدد). الأول ينتزع أظافرك والثاني ينتزع حريتك وعنقك. نحن على قارعة التاريخ ولا علاقة لنا بالمستقبل. إننا ننقرض عملياً على رغم امتلاكنا موهبة التكاثر. يجب أخذ عينة من ترابنا إلى مختبرات العالم الراقية. قد تكون المشكلة في التربة نفسها. تنجب ضابطاً أو تنجب طالبانياً. الليل طويل».

    راودني سؤال صعب. وماذا لو كان الماغوط حياً هذه الأيام؟ ماذا كان سيقول وماذا كان سيكتب؟ بماذا كان سيعلق على بقايا القرى وبقايا المدن وبقايا سورية وبقايا العائلات؟ على بقايا حمص وبقايا حلب وبقايا دمشق؟ على حطام الأسواق القديمة وحطام التعايش وحطام التاريخ وحطام الياسمين؟.

    كان الماغوط ، كما الشاب الذي استوقفني، مذعوراً من الخيار القاتل بين الظلم والظلام. لكنه كان محظوظاً. ليس فقط بسبب منجم الغزلان البرية في دماغه. وليس فقط بسبب لجوئه باكراً إلى غابة روحه ومخيلته مستدرجاً الأقمار والينابيع وعناقيد الجمر. وليس فقط لأن اللغة كانت تستحم في عينيه وتفر من قبور القاموس. بل أيضاً لأن بائع الصور والسموم حالفه الحظ لمرة إذ غاب قبل أن يشهد أهوال الظلم وأهوال الظلام.

    أتمنى أن يكون الماغوط مخطئاً. وأن يكون الشاب مبالغاً. هذا الخيار القاتل ليس قدراً. لا بد من نافذة في اتجاه الحرية والديموقراطية والكرامة والاعتراف المتبادل بين المكونات والانتماءات. تستحق سورية العيش في ظل دولة لا تقوم على الظلم ولا تعتنق الظلام.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty اسم القتيل

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 24 ديسمبر 2012 - 4:55

    اسم القتيل

    غسان شربل

    الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢

    قبل سنوات كان باستطاعة المرء أن يقول:»أنا عربي». وكان يصدق ما يقول. ويعتقد أن هذا الانتماء بوليصة تأمين. أو وسادة منسوجة من شراكة في اللغة والتاريخ والحضارة وفي غالب الأحيان الدين. وكان السوداني مثلاً يعتقد أن خيطاً يربطه بالعراقي مهما تباعدت المسافات. وأن المصير مشترك في النهاية وبغض النظر عن العلاقات بين الأنظمة والحكام. وأن الضعف العربي يجب أن يكون عابراً. وأن الأمة قادرة على النهوض مهما تأخرت. وأنها ستأخذ موقعها الطبيعي بين الأمم التي مرت هي الأخرى في فترات انحدار وانحطاط. وكان العربي يتعاطف مع شقيقه العربي إذا احتلت ارضه. أو ضرب مدينته زلزال. أو ابتليت دولته بمستبد يبدد الأرزاق والأعناق.

    لا شك في أن العربي كان يشعر بالامتعاض والاشمئزاز من تجار العروبة. من الذين كانوا يرفعون الشعارات لإدامة التسلط وتغطية الأنين المتصاعد من الزنزانات. ومن الأكاذيب التي كانت تبرر التسلط والتدهور الاقتصادي بمستلزمات المعركة المقدسة. وعلى رغم ذلك كان العربي يرى في انتمائه هذا ضمانة ضد تمزيق الهوية والكيانات وفتح الباب لانتماءات اصغر لا تعد إلا بحروب أهلية ومواكب طويلة من الجنازات.

    لنترك الأكاذيب جانباً. ومعها الإفراط في الديبلوماسية والتهذيب. هل تستطيع عزيزي القارئ أن تقول اليوم «أنا عربي» بالطريقة نفسها التي كنت تقولها قبل سنوات؟. ألا تشعر بقدر من الارتباك والخجل قبل أن تتلفظ بهذه العبارة المقتضبة؟. اغلب الظن انك تفضل تفادي مثل هذا الإحراج. ثم إن كل ما تسمع وتشاهد يوحي أن من كنا نسميه العربي غادر إلى غير رجعة. لا غرابة أن يكون قتل في واحدة من تلك الحروب الأهلية التي تعصف دورياً ببلداننا. أو يكون سقط بين ضحايا عملية انتحارية نفذتها «القاعدة» وأخواتها. وربما يكون اختنق تحت وطأة الشعارات والأكاذيب.

    لا تسارع عزيزي القارئ إلى اتهامي باليأس أو المبالغة. ولنفترض انك في بيروت أو دمشق أو بغداد أو صنعاء أو البحرين أو غيرها. هل تستطيع القول اليوم انك عربي كما كنت تفعل قبل سنوات أم أن هويتك الحقيقية أضيق من ذلك بكثير وأضيق حتى من حدود الدولة التي تحمل جواز سفرها؟.

    تمزق رداء العروبة التي كانت تتسع لكل أبناء الأرض العربية. انظر إلى ما يدور في بلادك. هل تنتابك المشاعر نفسها إذا سقط قتيل من منطقة يغلب على سكانها انتماء مذهبي آخر؟ هل تسارع إلى السؤال عن الانتماء المذهبي لأهل الحي الذي انفجرت فيه سيارة مفخخة؟ انطلاقاً من أي دوافع تناصر هذا الفريق العراقي أو ذاك؟ وانطلاقاً من أي معايير تناصر الثورة السورية أو النظام؟. وكيف تفسر انقسام اللبنانيين والعراقيين حول الحريق السوري المجاور؟.

    تمزق رداء العروبة الرحبة المتسامحة مع الأقليات العربية وغير العربية المقيمة منذ قرون. أوليس غريباً أن لا يعثر نوري المالكي على شريك جدي من تكريت أو الأنبار؟ أوليس غريباً أن لا يتسع العراق لنوري المالكي ومسعود بارزاني؟ وأن لا تتسع بيروت لحسن نصرالله وسعد الحريري؟ وأن يتصاعد الكلام في سورية عن دويلات متشابهة لينام العلوي في إقليمه والسني في إقليمه والكردي في منطقته ويقف المسيحيون على أبواب السفارة الكندية؟ أوليس معيباً أن نسمع أن إشكالاً دامياً حصل في قرية مصرية بسبب شائعة وأن التسوية التي رعتها الشرطة قضت بابتعاد الأقباط من أبنائها؟. هذه ليست مصر وتلك ليست سورية وذلك ليس لبنان.

    اعرف أن قتلى كثيرين سقطوا في هذه الدولة العربية أو تلك. وأننا في بدايات مرحلة ولسنا في ختامها. لكن اخطر ما حصل بعد تمزق رداء العروبة هو سقوط قتيل استثنائي حاولنا إخفاء هويته. واسم القتيل هو التعايش. إننا نحب الأقاليم «النظيفة». والمناطق التي لا يلوثها «الآخر». ولهذا تتفكك دولنا وتتآكل مدننا ويجتاحها المقاتلون الجوالون حاملين قاموساً جديداً والكثير من النعوش.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty يؤسفني أن أبلغك

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 8 يناير 2013 - 0:08

    يؤسفني أن أبلغك

    غسان شربل

    الإثنين ٧ يناير ٢٠١٣

    أعرف أنه وطنك. وأنك تعشقه. ومستعد لبذل دمك دفاعاً عن حياضه. وأنك لا تقبل التفريط بحبة تراب. وأنك حارس أمين لقبور أجدادك. وأعرف أنك فخور بجذورك إلى حد التعصب. وتلتهب عيناك إن استهدفها غريب بكلمة جارحة أو ساخرة. وأنك شديد المباهاة بمن طردوا محتلاً أو ردوا عدواناً. وأنك حفظت مواويل رددها والدك نقلاً عن والده. وأنك إن سافرت بضعة أيام أصبت بمرض الحنين الجارف.

    أعرف أنه وطنك. ولك فيه بيت تزعم أنه يحميك من لسع البرد ولسع الغربة ولسع الفقر. وأمامه حديقة شربت من عرقك ومن أيامك. وأنك لا تكره الأرض وإن بخلت. ولا تلوم السماء وإن أخلفت الأمطار مواعيدها. وأنك تعتبر الظلم في الوطن أقل من ظلم الابتعاد عنه. وأنك تصر على التفريق بين الوطن والحزب الذي يلتهمه. وبين الأرض والأجهزة التي تستبيحها. وأنك ببراءة مفرطة ترى ضوءاً في آخر النفق.

    وأعرف أنك تستجير بالتاريخ منقباً عن تعزيات. كأن تقول إن بغداد تنام على الآف السنوات من الحضارة. وإن حلب سيدة المدن وأعرقها. وإن بيروت مختبر ونافذة. وإنها لو لم تكن لكان على العالم اختراعها. وأنك تستخدم وصف العظيم لبلدك. والمجيد لتاريخك. والمشرق للمستقبل. وما تقوله يقوله رجل في صنعاء. وآخر في القاهرة. وفي أماكن كثيرة.

    أنحني بإجلال أمام نبل مشاعرك. ولا أريد إفساد طمأنينتك. لكنني أريد أن أقول لك ما ترددت في قوله طويلاً. أنا مواطن عربي أعرف تلك العواصم. زرتها حاملاً آلة التسجيل ودفتراً صغيراً وأسئلة كثيرة. زرتها ونمت فيها وعدت إليها. استمعت الى مسؤوليها وإذاعاتها وقرأت صحفها. وكنت بريئاً مثلك كي لا أقول ساذجاً. ثم اكتشفت ما يؤسفني اليوم أن أبلغك به.

    يؤسفني أن أبلغك أن النشيد الوطني دجال. وكي لا أجرح شعورك أقول إنني أبدأ أولاً ببلادي. إنه عباءة حيكت من المبالغات والأحلام والأوهام نخفي تحتها خناجرنا ومواعيد التربص بشركائنا. أعرف أن عليك الوقوف لدى سماعه. وربما تأدية التحية. وأنك تبتهج إذا هبت ريح خفيفة ورفرف العلم كطفل مذبوح. هذا لا يغير شيئاً. ويؤسفني أن أبلغك أن كتاب التاريخ كذاب كبير. وأن كتاب التنشئة الوطنية سرق من المعجن نفسه.

    منذ تمزق رداء العروبة وأنا مصاب بعقدة الكهوف. كهوف الظلمة والرطوبة والثأر. أشعر أن مدننا كهوف. وجامعاتنا كهوف. وأحزابنا كهوف. وأننا نهرب من الضوء لأنه يبهر عيوننا. يعرينا. يطالبنا بالانتماء إلى العصر ومغادرة أنفاق التاريخ. هجمت الكهوف على أيامنا وأقلامنا وشاشاتنا. وبدل الصعود إلى القطار المتجه إلى المستقبل ها هي ترغمنا على السفر إلى الماضي. تهويل وتخويف وتخوين. والويل لمن يعاند قطار الظلام.

    لا تتهمني بالمبالغة. التفت إلى المنطقة. إنها تتفكك. الدول التي كان يعتقد أنها راسخة تنفجر اليوم كسفينة اصطدمت بالصخور العاتية. الخرائط التي كانت تعتبر مقدسة ممددة اليوم على الطاولة ومتروكة لشراهة أبنائها. الولاءات العابرة للخرائط تدمر أماكن انطلاقها وأماكن وصولها. تدحرجت الدول تحت وطأة الظلم والفساد وها نحن في الطريق إلى دويلات غير رسمية مهددة بظلام مديد. أزمة تعايش رهيبة ولا نزال نغرف من معجن النشيد الوطني وكتاب التاريخ بحثاً عن أوراق التوت. لا جذور لدينا لفكرة الدولة والمؤسسات. ولا لفكرة المواطنة والدساتير العادلة. ولا لفكرة الديموقراطية والمحاسبة والتناوب.

    لا تتهمني بالمبالغة. نفتك ببعضنا ونكذب. نتهم العدو وأصابع العدو. نتهم الاحتلال وحين نطرده نتفرغ للاحتراب والتفجيرات والاغتيالات. أنهار من الدم تحفر عميقاً داخل تلك الخرائط التي كنا نسميها أوطاننا. أنهار من الكراهية تفصل الحي عن الحي المجاور. كنت من الوطن وصرت من بعضه. كنت من المدينة وصرت من بعضها. وها أنت تشعر أنك أقرب إلى ابن بلد آخر منك إلى جارك في المبنى أو الحي أو المدينة. وأنك تخير جارك المختلف بين التنازل عن ملامحه أو الهجرة. إننا في بدايات عصر الكهوف وإقامتنا فيه تبدو طويلة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty الأسد والإبراهيمي و«المنطقة المحظورة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 14 يناير 2013 - 3:44

    الأسد والإبراهيمي و«المنطقة المحظورة»

    غسان شربل

    الإثنين ١٤ يناير ٢٠١٣

    خرج الأخضر الإبراهيمي غير مرتاح من لقائه الثالث مع بشار الأسد. اللقاء الثاني كان أفضل. ولا غرابة في الأمر. السباحة في العموميات تعفي الطرفين من كشف ما يريدان تركه إلى اللحظة المناسبة. هذه المرة اقترب الأخضر مما تعتبره دمشق «المنطقة المحظورة». لقاءات المبعوث الدولي والعربي مع الحلقة المقربة من الرئيس رسخت قناعته بصعوبة مهمته. اللقاء الرابع يبدو بالغ الصعوبة، أو متعذراً.

    في الفندق في دمشق، راح الإبراهيمي يقرأ في موقف الرئيس السوري. يعتقد الأسد أن مجلس الأمن لا يزال مقفلاً أمام أي محاولة لاستصدار قرار يغطي عملية خارجية لاقتلاع نظامه. لا شيء يوحي ان روسيا تستعد لتغيير موقفها. الأمر نفسه بالنسبة إلى الصين. ايران قصة أخرى، فهي تعترف أن سقوط النظام السوري يعني سقوط دورها في الإقليم. يعني فشل الهجوم الذي شنته وكلفها عشرات الأعوام وبلايين الدولارات. يعني انتقال المعركة لتقليص حضورها في العراق ولبنان. ثم إن إدارة باراك اوباما ليست في وارد القيام بتدخل عسكري في سورية. وإذا كان النزيف السوري يصيب المدنيين هناك، فإنه يصيب أيضاً النظام وحلفائه. تستطيع الانتظار تحت قبعة الإبراهيمي. تصرف الأسد في اللقاء الثالث مستنداً أيضاً إلى استمرار تماسك الوحدات الأساسية الضاربة في الجيش السوري. وخير دليل انتقال بعض الوحدات إلى الهجوم حول دمشق وتحقيقها بعض التقدم.

    لم يتصرَّف الأسد تصرُّفَ من يبحث عمن يساعده على الخروج من المأزق. حين لامس الإبراهيمي موضوع «المرحلة الانتقالية» و «الحكومة الكاملة الصلاحيات» استناداً إلى إعلان جنيف، وألمح إلى «تغيير حقيقي»، كان رد الأسد واضحاً، بل قاطعاً. شرعية الرئيس جاءت من الانتخابات ولا تتغير إلا بانتخابات. المشكلة ليست في دمشق، بل في الاعتداء الذي تتعرض له سورية، وأول الحل «أن توقف الدول الراعية للإرهابيين مساعداتها لهم».

    في موسكو لم يسمع الإبراهيمي ما يتيح له الحديث عن «اختراق» او «تقدم ملموس». قال لافروف إن موسكو لا تعتبر من مهمتها أن تدعو الأسد إلى التنحي، وإنها لا تعتقد أنه سيتجاوب إن فعلت، وإن هذا الجو ملموس أيضاً لدى المحيطين بالأسد. لكن لافروف أكد أن بلاده لم تتراجع عن إعلان جنيف. وأنها مهتمة بمصير البلد لا مصير الشخص. وأنها تعارض بشدة انهيار الدولة السورية ومؤسساتها ولا تريد قيام «ليبيا جديدة»، خصوصاً أن معلوماتها تؤكد تصاعد دور الجهاديين داخل المعارضة السورية. لكن لافروف أكد للإبراهيمي أن بلاده متمسكة بإعلان جنيف على رغم تباين التفسيرات.

    تصاعَدَ تبادل الرسائل. قال الإبراهيمي إن الخيار في سورية هو بين الحل السلمي والجحيم، وحذّر من الصوملة. ورسم الأسد في خطابه برنامجاً للحل تحت سقف حكومته لا في ظل «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة». دخل الإبراهيمي مجدداً المنطقة المحظورة ونقل عن السوريين «اعتقادهم» أن حكم أسرة الأسد طال أكثر مما ينبغي، فاتهمه الإعلام السوري الرسمي بالانحياز.

    في لقاء جنيف لم يتبلور تصور مشترك. بدت أميركا مرتبكة وهي تبلور أركان الولاية الثانية لأوباما. تمسك الجانب الأميركي بتنحية الأسد، لكنه بدا مهتماً بعدم انهيار بنية الدولة السورية، ولم يظهر واثقاً من هوية البديل. تحدث الجانبان الأميركي والروسي عن مخاطر الحل العسكري وكُلْفته الباهظة، وكررا تأييدهما إعلان جنيف. عبَّر كل من الطرفين عن قلقه من تصاعد التطرف. أكد الجانب الروسي ثقته بالإبراهيمي. تحدث عن تأييده التحرك من أجل مرحلة انتقالية وكأنه يدعو إلى إبقاء مسألة تنحي الأسد جانباً. بدت مواقف الطرفين غير ناضجة لتحقيق اختراق، لكنها سمحت بتعويم مهمة الإبراهيمي على رغم دخوله «المنطقة المحظورة».

    لم يتوقف تبادل الرسائل. بعد جنيف تلقى الإبراهيمي رسالة جديدة، وهذه المرة عبر صحيفة «الوطن» السورية. قالت الصحيفة إن الإبراهيمي «تجرأ» وطرح مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وإن الأسد أجابه: «لست القبطان الذي يهرب من السفينة عندما يشعر أنها بدأت تهتز» وأنهى الاجتماع. هل نفهم من ذلك أن ميزان القوى لا يسمح بحل، بل بالمزيد من الاقتتال لمحاولة تغييره أو فرض وقائع جديدة؟ هل نفهم أن اللقاء الرابع بين الأسد والإبراهيمي بات مستحيلاً، وان دمشق ستحاول كسب الوقت بالمطالبة بـ «وسيط غير منحاز»؟ وكم سيُقتل من السوريين بانتظار «نضوج» الظروف الداخلية والإقليمية والدولية؟

    أعان الله السوريين المبدَّدين داخل بلادهم واللاجئين خارجها.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty التعايش مع البركان

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 28 يناير 2013 - 6:31



    التعايش مع البركان

    غسان شربل

    الإثنين ٢٨ يناير ٢٠١٣

    لا شيء يوحي أن البركان السوري يتجه نحو الخمود. مؤشرات كثيرة توحي أننا لم نشهد بعد الفصول الأشد بطشاً وهولاً. يقذف البركان السوري يومياً حممه في الداخل وعلى أطرافه. يقذف يومياً نحو 150 جثة وآلاف الفارين إلى الدول المجاورة. يطحن يومياً عائلات وأحياء وقرى. يلحق خسائر إضافية بالاقتصاد والبنية التحتية ويضاعف عدد السوريين المقيمين تحت خط الفقر، فضلاً عن خط الرعب. يبث البركان السوري يومياً مشاعر تعزز روح المواجهة بين الطوائف والمذاهب وتعزز أيضاً مشاعر الطلاق والحديث عن الخرائط الصغيرة.

    تطرح المأساة السورية على من يتابعها سلسلة من الأسئلة الصعبة والشائكة. هل صحيح مثلاً أن روسيا هي الداعم الأول للنظام السوري أم أن إيران هي اللاعب الأول في سورية؟ صحيح أن روسيا حمت النظام من صدور قرار دولي يدينه أو يجيز التدخل ضده، لكن روسيا تستطيع في النهاية العيش من دون سورية ومن دون القاعدة البحرية في طرطوس. يمكن الذهاب أبعد. تستطيع روسيا أن تخسر في سورية من دون أن تكون هذه الخسارة مدمرة لها أو قاتلة. ربما تستطيع الحصول على مقابلٍ ما إذا وافقت على الخسارة على الملعب السوري. في انتظار ذلك، تتعايش روسيا مع البركان وتمده بمقومات الاستمرار وترى فيه استنزافاً للراغبين في إسقاط النظام السوري في الداخل والخارج.

    في المقابل، لا تبدو إيران قادرة على احتمال الخسارة في سورية. اتخذ النزاع الدائر في سورية موقعه الرئيسي على خط النزاع السني-الشيعي في المنطقة. خسارة الحلقة السورية تعني أن إيران خسرت معركة الدور الكبير إقليمياً. خسارة سورية تقلص حجم المكاسب الإيرانية في العراق. تقلص أيضاً حجم المكاسب الإيرانية في لبنان. هذه الخسائر ستبعث برسالة مفادها أن ايران ناءت تحت أعباء حلمها الإقليمي كما سقط الاتحاد السوفياتي ضحية التزاماته الخارجية الباهظة. لهذا، تبدو إيران كأنها تدافع في سورية عن صورتها وتحالفاتها ومصالحها في معركة حياة أو موت، ذلك أن التواصل بين حلقات هلال الممانعة هو برنامجها الكبير، وهو أكثر أهمية وحيوية من البرنامج النووي القابل للتأجيل أو التجميد. وإذا كان لا يكفي أن تبرم أميركا صفقة مع روسيا، فهل ظروف الصفقة مع إيران ناضجة؟ وهل الولايات المتحدة مستعدة لمكافأة ايران؟ وكيف؟ وأين؟ وهل الظروف الإيرانية الداخلية مهيأة لصفقة من هذا النوع؟... لا شيء يوحي ان الصفقة سهلة أو ممكنة في المستقبل القريب. لإيران مصلحة حيوية في منع سقوط النظام. إنها تدافع عن نفسها وبرنامجها على أرض سورية. لهذا لن تبخل بما يضمن استمرار البركان.

    في موازاة المشهد الخارجي، يبدو المشهد الداخلي قاتماً هو الآخر. لا شيء يوحي بقدرة النظام السوري على إعادة فرض سلطته على كامل الأراضي السورية. لا شيء في المقابل يوحي بأن المعارضة قادرة بوضعها الحالي على حسم الصراع عسكرياً. وفي الوقت نفسه، يصعب تصور حوار تحت قبعة النظام بعد كل الخسائر التي وقعت. وهكذا تكتمل حلقات المشهد: سورية مرشحة لمزيد من العيش داخل حمم البركان. والدول المجاورة محكومة بالتعايش مع استمرار البركان. إنها معركة استنزاف طويلة ومدمرة. عودة النظام إلى ما كان عليه قبل 22 شهراً ليست واردة. الدول المتحمسة لإسقاطه لا تريد ايضاً رؤية سورية في قبضة الفوضى الدامية ورؤية «القاعدة» تتحصن في مدنها أو قراها. وثمة من لا يرى ضيراً في استنزاف النظام وحلفائه واستنزاف المقاتلين الجوالين أيضاً. لا الحل الداخلي وارد ولا إطفاء البركان من الخارج متيسر. إننا في خضمّ حرب الاستنزاف. إننا في مرحلة التعايش مع البركان. لا بد من قبور جديدة في الداخل. ولا بد من خيام جديدة في الخارج. يمكن قواعد اللعبة هذه أن تتغير إذا سقطت أسلحة كيماوية في أيدي متطرفين أو انهمرت صواريخ على إسرائيل.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty أوجاع ما بعد الربيع

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 5 فبراير 2013 - 15:31

    أوجاع ما بعد الربيع


    غسان شربل


    الإثنين ٤ فبراير ٢٠١٣


    أغلب الظن أننا لا نعرف
    بلداننا على حقيقتها. لا ندرك عمق الأمراض المستحكمة بها. تعلّق المواطن ببلاده
    يحول دون النظرة الثاقبة المتفحصة. لا يريد أن يستنتج أنه من بلد مريض. وأن
    الأمراض عميقة ومتجذرة. وأن المشكلة ثقافية قبل أن تكون سياسية. وأنها بدأت قبل
    الوقوع في قبضة المستبد الذي زادها استفحالاً.



    يريد المواطن الاحتفاظ
    بالأمل. وإبقاء النافذة مفتوحة. لهذا يميل الى الاعتقاد أن الأزمة غيمة تعبر. وأن
    الحرب الأهلية كابوس سيخرج المواطنون منه بدروس تضمن عدم تكراره. وأن الشعوب تتعلم
    من تجاربها.



    أكتب وأفكر في ملايين
    الشبان الذين اجتذبهم «الربيع العربي» وأوقعهم في الأحلام. رأيتهم يتدفقون
    كالأنهار في تونس وبنغازي والقاهرة وصنعاء ودرعا. كانت قبضاتهم مغموسة بالغضب
    ووجوههم طافحة بالألم. كانوا يدافعون عن حقهم في الكرامة والحرية والخبز والعمل.
    حقهم في وطن يكون ملعباً للفرص والتفاعل والآمال لا ساحةً للقهر والإذلال
    والجنازات.



    سمعت صوتهم الهادر «الشعب
    يريد إسقاط النظام». وشاهدتهم ينهالون على تماثيل المستبد وصوره وكلّ ما يذكر
    بشخصه وبطانته ونهجه. ورأيتهم يرقصون حين بلغهم نبأ فراره أو اعتقاله أو مصرعه أو
    انكفائه. شاهدت الأعراس والآن نشم رائحة الخيبات.



    إذا كان المستبد هو
    المشكلة الوحيدة فلماذا لم تلتقط البلاد أنفاسها غداة إزاحته؟ أعرف الجواب. المستبد
    ألغى الحياة السياسية. جوّفها وقتلها. زوّر كل شيء وأقام سعيداً وسط الدمى. لم
    يترك إلاّ فرصة التطرف وتراكم مشاعر الغضب والانتحار. إذا كان زين العابدين بن علي
    هو المشكلة الوحيدة فكيف نفسّر هذا الخوف المتصاعد في تونس؟ إذا كان معمر القذافي
    المشكلة الوحيدة فكيف نفسّر المشهد الحالي في ليبيا التي تتزايد خطورتها على نفسها
    وعلى جيرانها أيضاً؟ إذا كان علي عبدالله صالح المشكلة الوحيدة فلماذا لم تبدأ
    رحلة لملمة شظايا البلاد؟ وإذا كان حسني مبارك المشكلة الوحيدة فكيف نفهم هذا الذي
    يجري في مصر؟



    لا شك في أن المستبدين
    ألحقوا ببلادهم أضراراً فادحة تحتاج معالجتها الى عقود وجهود. لكن، ما الذي يوحّد
    من قالوا إنهم صنّاع الثورة وأبناؤها؟ أين الحد الأدنى الضروريّ بينهم؟ ولماذا
    يتواجهون الآن في الشوارع أو مع الشرطة في مشاهد تذكّر بمن رقصوا يوم إطاحته؟



    ثمة أسئلة مشروعة تطرح
    نفسها وبإلحاح. هل تكفي صناديق الاقتراع للانتقال من نظام الى آخر؟ هل تكفي
    نتائجها لصوغ الدساتير على عجل والذهاب في التفويض الانتخابي الى أبعد مما يتحمله
    المجتمع؟ وهل صحيح أن صناديق الاقتراع أنجبت منتصرين يجيدون المعارضة والعمل السري
    أو نصف السري لكنهم يفتقدون الخبرة في شؤون إدارة الدولة؟ وهل صحيح أن بعض القوى
    لم تكن تتوقع اقتراب الوليمة فسارعت الى الانقضاض عليها؟



    لم يدخل محمد مرسي القصر
    على دبابة. جاء من صناديق الاقتراع. شرعيته كاملة لكنّ إدارته مرتبكة ومتسرّعة، ما
    سهّل لخصومه اتهامه بالاتكاء على برنامج حزبي ساعة كانت البلاد تحتاج الى توافقات
    واسعة. سهّل لخصومه اتهامَهُ واتهامَ فريقه وإشعالَ خطّ تماس معه. واضح أن مرسي
    يحتاج إلى مراجعة تجربة الشهور الماضية في ضوء التهاب الشارع والتدهور الاقتصادي.
    وهي مراجعة مطلوبة من كل الذين خرجوا منتصرين من انتخابات «الربيع العربي»، مع
    التسليم بأن الامتحان الكبير يجري في مصر وليس في سورية حيث يتعرض الربيع لقصف
    مكثف من طائرات النظام ويتعرض للاغتيال أيضاً على أيدي المقاتلين الجوّالين.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 6 فبراير 2013 - 12:16

    سلمت يدك
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty الوصفة الأردنية للربيع

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 11 فبراير 2013 - 7:31

    الوصفة الأردنية للربيع


    غسان شربل


    الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣


    ثلاثة أخبار توالت على
    الشاشة. اغتيال القيادي التونسي المعارض شكري بلعيد ومسارعة المحيطين به الى تحميل
    حركة «النهضة» المسؤولية. الفتوى التي صدرت في مصر وأباحت قتل رموز «جبهة الإنقاذ
    الوطني». سلسلة تفجيرات في اليمن يُعتقد أنها من صنع «القاعدة». لا أزعم أن أخبار
    الاغتيالات أو التهديد بها فاجأتني أو أصابتني بالذعر. أنا من بلد ينام على كمية
    محترمة من الاغتيالات ما أكسبني خبرة في تلقي أنبائها وما يمكن أن يعقبها من
    جنازات وتصدعات. لكن ما يربط بين الأخبار الثلاثة هو أنها تأتي من بلدان أصابها «الربيع
    العربي» وأطاح فيها النظام أو المستبد على الأقل.



    شاءت الصدفة أن أكون في
    عمّان حين نقلت الشاشات هذه الأخبار. كان أول ما تبادر إلى ذهني هل نجا الأردن من
    «الربيع العربي» الذي لفحه؟ ولماذا تبدو عمّان الآن أقل توتراً مما كانت عليه حين
    زرتها قبل ثمانية أشهر؟ وهل في تجربة الأردن الأخيرة ما يمكن أن يفيد الدول التي
    قد يطرق الربيع أبوابها وشوارعها؟ طبعاً مع الالتفات الى أن رياح «الربيع العربي»
    لم تغادر المنطقة. وثمة من يعتقد أن ما شهدناه هو بدايات مخاض قد يمتد سنوات طويلة
    وأن دول المنطقة ستظل قيد الامتحان لفترة غير قصيرة. أصيب رداء الاستقرار السابق
    بثقوب قاتلة تشمل الهيبة والشرعية والتوازنات في الداخل والخارج.



    حملتُ الأسئلة إلى من
    التقيتهم وكانت الحصيلة التالية. أثارت حركة الاحتجاجات في البداية مخاوف من أن
    يكون الأردن قد انزلق في طريق لا عودة عنه. وكما في حالات من هذا النوع كان هناك
    من يعتقد بوجوب جبه العاصفة بالحزم قبل استفحالها والتعامل معها كزائر وافد من
    الخارج أو بتشجيع منه. وثمة من رأى أن الحل يكون بمرونة شكلية مع بعض المطالب مع
    التذكير بالقبضة الأمنية. في هذا الوقت وسّع الملك عبدالله الثاني مشاوراته الداخلية
    بالتوازي مع متابعة ما شهدته مسارح «الربيع العربي». كان القرار الأول عدم اعتبار
    الاحتجاجات مؤامرة خارجية والتعامل معها بالالتفات الى أسبابها السياسية
    والاجتماعية والاقتصادية في بلد قليل الموارد. وكان القرار الثاني عدم السماح
    بإراقة دم المحتجين والدخول في دورة القتل والجنازات والشهداء. وكان القرار الثالث
    السعي الى حماية الاستقرار بإحداث التغيير لا بالانتظار، وتحويل الاحتجاجات فرصة
    لتسريع الإصلاحات التي كانت بطيئة في العقد الماضي. وما كان لهذه القرارات أن
    تُتَّخَذ وتُنَفَّذ لولا قناعة الملك «ان المُلك الذي سيورّثه لنجله سيكون مختلفاً
    عن المُلك الذي ورثه عن أبيه»، وأن ما يصلح في مرحلة لا يصلح في أخرى.



    هكذا ذهب الأردن الى
    تعديلات دستورية واسعة، وإلى انتخابات نيابية أكد المراقبون الدوليون نزاهتها في
    توجه صريح الى إعطاء المجلس الدور الأول في اختيار رئيس الوزراء ومحاسبة حكومته.
    لم تكن الشهور الماضية سهلة فقد اضطرت الحكومة، وقبل الانتخابات، الى رفع الدعم عن
    المحروقات ونجحت في احتواء احتجاجات صاخبة ومن دون إراقة دماء ايضاً.



    قبل شهور ضاعفت انتصارات
    الربيع في مصر وليبيا وتونس واليمن رغبة «الإخوان» في الأردن في مخاطبة الحكم من
    موقع قوة واشتراط، وهو ما انتهى بمقاطعتهم الانتخابات. الأخبار الوافدة الآن من
    مسارح «الربيع العربي»، خصوصاً سورية، لا تصب في مصلحتهم ولا تشجّع الأردنيين على
    المجازفة باستقرار البلد المطوّق بزنار النار. لا بد من الانتظار لاختبار مقدار
    نجاح الوصفة الأردنية التي جنّبت البلاد حتى الآن العنف السوري والاضطراب المصري
    والذعر التونسي وزمن الميليشيات الليبية.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 11 فبراير 2013 - 22:08

    a5
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty دمشق أخطر من بغداد

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 19 فبراير 2013 - 23:33

    دمشق أخطر من بغداد


    غسان شربل


    الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣


    قال: «ما يجري في سورية
    أخطر بكثير مما جرى في بغداد قبل عقد. طبيعة الصراع مختلفة وأكثر تعقيداً والمنطقة
    أكثر هشاشة مما كانت عليه يوم اقتلاع نظام صدام حسين. في بغداد كانت أميركا مندفعة
    وحازمة. في دمشق أميركا متمهلة ومترددة وناعمة. في بغداد كانت لطهران مصلحة في
    سقوط صدام وكانت تستعد لقطف ثمار غيابه. في دمشق طهران منخرطة في المواجهة كأنها
    تدافع عن مشروعها وحدود دورها وهيبتها. المنطقة تتغير من دمشق لا من بغداد».



    وتابع: «صمامات الأمان
    العربية غير موجودة. مصر مرسي غارقة في الاضطراب. عراق المالكي يسقط مجدداً في
    أزمة المكونات. سورية الأسد مسرح لمعركة ضارية هي مزيج من ثورة واقتتال داخلي
    ومواجهة إقليمية وعجز دولي. في ظل هذه المعطيات لا يمكن إلاّ توقع الأسوأ».



    استوقفني كلام المسؤول
    العربي فطلبت منه أن يشرح أكثر.



    قال إن أخطر ما في الوضع
    السوري هو العجز عن التراجع. لا تستطيع المعارضة التراجع بعد سقوط ما يقرب من مئة
    ألف قتيل ودمار يحتاج الى مئة بليون دولار للتغلب على آثاره. النظام أيضاً لا
    يستطيع التراجع بعد ما فعل. ثم إن النظام معلق بشخص بشار الأسد. لهذا، عاد الأخضر
    الإبراهيمي خائباً من دمشق وبمجرد اقترابه من «المنطقة المحظورة».



    ورأى ان تعثر زيارة
    الإبراهيمي الأخيرة ضاعف قناعة خصوم الأسد في الداخل والخارج بضرورة إحداث تعديل
    على الأرض في موازين القوى. هذا يعني ببساطة جولة جديدة من التمويل والتسليح. دمشق
    في طريقها الى معركة كبرى تنجب المزيد من الضحايا والدمار وأمواج اللاجئين.



    قال إن روسيا التي ذهبت
    بعيداً في وقوفها الى جانب النظام السوري تجد صعوبة في التراجع. ثم إن المفتاح
    الحقيقي موجود في طهران وليس في موسكو. إيران تتصرف وكأن سقوط النظام السوري نكبة
    لا خسارة. لهذا، ترمي بثقلها في النزاع الدائر. تدرك أن خروجها من سورية سيقلق
    حضورها في العراق ولبنان وسيهزّ صورتها في طهران نفسها. العلاقة مع سورية الأسد هي
    أكبر وأطول استثمار إيراني في المنطقة والأكثر كلفة. بتر الحلقة السورية من الخيط
    الممتد من طهران الى بيروت عبر بغداد يعني أن إيران خسرت معركة الدور. والدور أهم
    من القنبلة التي يمكن ان تحمي الدور الكبير والتي قد يتعذر إنتاجها.



    «حزب الله» أيضاً لا
    يستطيع التراجع. سقوط النظام السوري يعيده لاعباً محلياً بعدما كان لاعباً
    إقليمياً. سقوط النظام السوري سيعني أيضاً افتقار قاموس الممانعة الى عمق عربي
    وفّرته سورية.



    لفتني المسؤول الى ما
    اعتبره تطوراً بالغ الخطورة. رئيس الأركان في الثورة السورية اللواء سليم إدريس
    هدّد بمحاسبة «حزب الله» عاجلاً أم آجلاً. قال أيضاً إن مقاتليه سيتعاملون مع
    مقاتلي الحزب في منطقة حمص كمرتزقة لا كأسرى. من يلتفت الى الخريطة يدرك خطورة هذا
    الكلام وأن العلاقات السورية – اللبنانية ومعها العلاقات السنّية – الشيعية مرشحة
    لاختبار صعب في حال سقوط النظام.



    قال المسؤول ان «الفصل
    الأصعب» من الأزمة السورية يقترب.



    إذا تمكن النظام من
    الاستمرار على جزء من سورية، فهذا يعني الانتقال من تهديد الأنظمة الى تهديد الخرائط
    نفسها. سقوط النظام بالضربة القاضية سيضعنا أمام سورية غير مستقرة لسنوات. أي
    تجذّر لـ «القاعدة» على الأرض السورية سيكون بالغ الخطورة. كل السيناريوات تؤكد أن
    دمشق أخطر من بغداد.



    استوقفني كلام المسؤول
    العربي الذي لم يفته أن يسألني عن أحداث عرسال في البقاع اللبناني.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty الخرائط والأقفاص الصغيرة

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 26 فبراير 2013 - 13:17

    الخرائط والأقفاص الصغيرة


    غسان شربل


    الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣


    كان المستبد يحرس
    الخريطة. يضاعف أمراضها لكنه يمنع تقاسمها. حين اقتلعته العاصفة تركها عارية
    مذعورة. استيقظت كل أنواع المطالب وأزمات الهوية والأحلام الدفينة. سقط حارس القفص
    الكبير فتقدم دعاة الأقفاص الصغيرة. غياب فرص التعايش في ظل الحرية والمساواة،
    وفّر لأنصار الطلاق فرصة ذهبية. لهذا تتمزق الخرائط تحت ضربات أبنائها. وتستباح
    على أيدي المقاتلين الجوّالين. لَعِبَ الظالم على التناقضات وحوّل المكوّنات عبوات
    تنتظر لحظة الانفجار والانتحار.



    في بيروت المريضة أقرأ
    أخبار المنطقة. أسمع بكاء الخرائط وأشم رائحة الأقفاص الصغيرة والأقاليم. إننا
    نتقدم بخطى ثابتة نحو هاوية أشد هولاً من هاوية الاستبداد والمستبدين. هاوية سقوط
    التعايش بين الطوائف والمذاهب والأعراق. هاوية السقوط في خيارات لا مكان فيها
    للآخر الذي لا يشرب من النبع ذاته.



    تراودني عزيزي العربي
    رغبة في أن أطرح عليك سؤالاً مزعجاً. هل صحيح أن تلك الخرائط التي علّمونا انها
    مقدسة وراسخة شاخت وتآكلت؟... وأنها تحتاج دائماً الى مستبد كي لا يعبث المواطنون
    بوحدتها؟ هل صحيح أن ما قاله المدرّس كان مجرد كذبة رسمية؟... وأن الخرائط
    الحقيقية هي أصغر من الخريطة التي ورثناها؟ وأننا نخفي الخرائط الحقيقية لأننا
    نخاف المجاهرة بها ولأننا نتربص ونتحيّن الفرصة السانحة لكشف حدودنا الفعلية،
    حدودنا الطائفية والمذهبية والعرقية والإثنية؟ وهل صحيح ان بلداننا كانت دائماً
    مقسّمة لكننا كنا مرغمين على تغطية انقساماتنا بسبب اليد الساحقة للمستبد الحاكم
    وفريقه؟



    هل صحيح اننا كنا نتظاهر
    بالتسليم بالخريطة الموروثة والإيمان بها وأننا تعلمنا في البيت، وبعد إسدال
    الستائر، أن لنا خريطتنا التي لا يقيم فيها الآخر ولا يفسدها ولا يهددها؟... وأن
    الخريطة الحقيقية هي التي تضم من يشبهك الى حد التطابق، ويقرأ في الكتاب ذاته ويحفظ
    المواويل ذاتها وتتطابق خريطة أحلامه وعداواته مع خريطة أحلامك وعداواتك؟ وأن
    المدن المختلطة سواء كان اسمها بغداد أو دمشق أو بيروت أو غيرها، لم تكن خيارك
    إلاّ إذا كنت ابن الأكثرية فيها؟ الأكثرية القادرة على فرض لونها وإرادتها والتي
    تطالب الأقلية بالتنازل عن لونها وملامحها في مقابل السلامة أو نوع منها؟ وهل صحيح
    أنك صرت تكره المدينة بعدما تبدّلت النسب السكانية فيها، وتقلّص عدد الأحياء التي
    تشبهك؟



    أكتب هذا الكلام في ضوء
    جمل قصيرة مخيفة سمعتها في عواصم عدة ويسمعها أي صحافي زائر، إذا ضمِن المتحدث
    أنها لن تُنشر باسمه. شرح لي مسؤول عربي أن خطر تقسيم سورية قائم وجدي، وأن
    استمرار المواجهات على أرضها يعمّق التباعد القائم أصلاً بين المكونات. رسم أمامي
    ملامح خريطة جديدة تنظّم الطلاق بين السنّة والأقليات التي كانت موزّعة في الخريطة
    القديمة، واعترف بأن تبلور الخريطة الجديدة يستلزم أنهاراً من الدم.



    سمعتُ من مسؤول آخر أن
    أهالي جنوب اليمن «لن يقبلوا بما يقل عن زوال الاحتلال الشمالي وعودتهم الى
    الاستقلال»، ولم يستبعد ايضاً ان يرفض الحوثيون القبول «بما كانوا عليه في خريطة
    علي عبدالله صالح».



    وسمعتُ من ثالث ان الجوهر
    الفعلي لاحتجاجات الأنبار هو «رفض العرب السنّة العيش كمواطنين من الدرجة الثانية
    في ظل حكم شيعي إيراني الهوى، والمعركة مفتوحة على كل الاحتمالات والأخطار».



    وسمعت في لبنان ان النائب
    الحقيقي يجب أن يفوز بأصوات أبناء طائفته أو مذهبه، وأن فوزه بأصوات «الآخرين»
    يُفقِده صفته التمثيلية الحقيقية.



    وسمعتُ في القاهرة ان «لا
    مستقبل للأقباط في مصر غير الهجرة» وأن «فوز الإخوان سيسرِّع مغادرتهم».



    إننا في الطريق الى
    الهاوية. إننا في أخطر وضع عربي. في غياب الديموقراطية والمؤسسات والمواطنة
    والمساواة نشهد محنة الخرائط وأشكالاً من الحروب الأهلية، لا تعِد بغير الفقر
    والجنازات وأنهار الدم. أنهك الظلم والتمييز الخرائط الموروثة. اعتبرها المغبونون
    أقفاصاً خانقة. راودهم حلم الاستقالة من شركائهم. راودهم حلم الأقفاص الصغيرة
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 26 فبراير 2013 - 23:54

    غسان شربل/ متجدد 2986alsh3er
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty من يربح في سورية؟

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 4 مارس 2013 - 5:46

    من يربح في سورية؟


    غسان شربل


    الإثنين ٤ مارس ٢٠١٣


    لنترك جانباً مشاهد السوريين
    المبددين في الدول المجاورة ينتظرون البطانيات والمعلبات. ومشاهد السوريين
    المبددين داخل بلادهم يصطادهم الموت على أبواب المخابز أو تصطادهم الصواريخ
    والبراميل في الأقبية أو الكهوف. ومشاهد الممارسات الفظة لمسلحي النظام. وبعض
    المشاهد المظلمة لممارسات المقاتلين الوافدين. لنترك ذلك كله لنطرح سؤالاً بسيطاً
    هو: من يربح في سورية؟



    يعترف المتابعون أن
    النظام السوري أبدى مقاومة ضارية واستثنائية لمحاولة الثوار اقتلاعه سلماً أو
    حرباً وهو ما لم تنجح في إبدائه الأنظمة التي عصف بها ما سمي «الربيع العربي»
    وأطاحها. ولا غرابة في الأمر. المسألة تتعلق بنظام مختلف تولى على مدى أكثر من
    أربعة عقود بناء آلته الحزبية والعسكرية والأمنية فضلاً عن استناده في العمق إلى
    عصبية عميقة لم تتوافر للأنظمة التي غدرها الربيع.



    يقولون أيضاً أن
    الانشقاقات لم تصل إلى العمود الفقري للماكينة العسكرية والأمنية ما جنب الأخيرة
    الانهيارات الواسعة والقاتلة. لكن ذلك لا يلغي أن الماكينة العسكرية والأمنية التي
    كانت تمسك بقوة كامل أراضي الدولة تقلصت الآن لترابط على جزء منها. وقدرة هذه
    الماكينة على إلحاق دمار واسع بالمناطق التي خسرتها لا تعني أبداً قدرتها على
    استعادتها. يمكن القول إن الجيش السوري أصيب بأضرار فادحة خصوصاً بعد استخدامه
    ترسانته داخل الأراضي السورية وثبوت حاجته الدائمة إلى المساعدات الإيرانية
    والروسية للاستمرار في المعركة. لا يمكن إدراج تمكن الجيش من استعادة بلدة أو طريق
    في باب النجاحات الجدية لأنه لا شيء يشير إلى قدرته على الحسم الكامل وإعادة
    العقارب إلى الوراء.



    وضع حزب البعث لا يحتمل
    الكثير من الاجتهاد والتأويل. لقد سقط الحزب الذي كان يحتكر قيادة الدولة
    والمجتمع. النظام نفسه بادر إلى إحالة الحزب إلى التقاعد بموجب الإصلاحات التي
    أعلن عنها. وإذا كان البعث العراقي يستطيع التذرع أنه أسقط بفعل تدخل خارجي فإن
    البعث السوري لا يمتلك مثل هذه الذريعة.



    تستطيع المعارضة القول
    إنها قدمت تضحيات هائلة وحققت مكاسب على الأرض لكن الوقائع تشير أيضاً إلى أنها
    غير قادرة على الحسم. أما نجاحات «جبهة النصرة» فهي مكلفة للمعارضة أيضاً لأن أول
    مهام الجيش بعد التغيير، في حال حصوله، ستكون شطب نجاحات الجبهة وسائر المقاتلين
    الجوالين.



    يقرأ المرء مثلاً أن
    روسيا نجحت في التذكير بموقعها وفرضت نفسها معبراً إلزامياً للحل المقبل. لكن وعلى
    رغم أهمية الدور الروسي في مجلس الأمن وخارجه تشير الوقائع إلى أن إيران هي اللاعب
    الأول في سورية وليست روسيا. ثم أن لا مجال في سورية لأي حل يضمن لموسكو وضعاً
    شبيهاً بما كانت عليه قبل اندلاع الثورة السورية.



    يقرأ المرء أيضاً إن
    إيران منعت سقوط النظام السوري وإن لا حل من دون موافقتها. لكن الوقائع تشير أيضاً
    إلى استحالة أن يكون لإيران في سورية ما بعد الحل وضع مريح أو شبيه من وضعها مع
    النظام الحالي. هذا يعني أن أقصى ما تفعله هو توهم قدرتها على الحد من خسارتها.
    وإذا أخذنا في الاعتبار أن الدور الإيراني في دعم النظام السوري ساهم عملياً في
    إذكاء النزاع السني - الشيعي في المنطقة يمكن القول إن إيران لا تربح. وما يقال عن
    إيران يمكن أن يقال أيضاً عن «حزب الله» في لبنان على رغم الفوارق. يستطيع الحزب
    أن يلعب دوراً بارزاً في منع سقوط النظام في سورية أو تأخير هذا السقوط لكن في
    مقابل ثمن مرتفع يدفعه لبنان الذي دخل بقوة في الشهور الماضية على خط التنازع
    الشيعي - السني الذي يمر في سورية. وفي مقابل ثمن مرتفع يدفعه الحزب أيضاً من
    صورته وعلاقات طائفته بالسني اللبناني والسني السوري. يمكن قول الشيء ذاته تقريباً
    عن العراق وموقف حكومة نوري المالكي. أما بعض دول الجوار القريبة والبعيدة
    فتتجاذبها الرغبة في إطاحة النظام مع القلق من البدائل.



    أميركا لا تستطيع القول
    إنها تربح في سورية. كشفت المأساة السورية محدودية الدور الأميركي في عهد أوباما.
    كشفت أن أميركا أوباما هي أميركا متعبة ومثخنة ومترددة وإن كان يسجل لها ابتعادها
    عن السياسات المتهورة.



    يمكن القول إننا في خضم
    ما يشبه حرباً أهلية إقليمية. في خضم نزاع طويل ومدمر. لهذا يمكن الحديث عن أرباح
    محدودة أو هشة أو غير أكيدة. فرص التفاوض ضئيلة للغاية. تغيير ميزان القوى يحتاج
    نهراً من المساعدات العسكرية وأنهاراً من الدم. الأكيد أن سورية التي كنا نعرفها
    قبل عامين ذهبت إلى غير رجعة.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty الذي جاء متأخراً

    مُساهمة من طرف waell الخميس 7 مارس 2013 - 8:48

    الذي جاء متأخراً


    غسان شربل


    الخميس ٧ مارس ٢٠١٣


    حين دخل قصر الرئاسة
    منتخباً قبل أربعة عشر عاماً كان العالم قد تغير. نظر إلى الخريطة فلم يعثر على
    الاتحاد السوفياتي. نظر إلى الصين فرأى ورثة «الربان العظيم» يغطون وجهه
    بالدولارات. لم يكن أمام المظلي الوافد من أحلام سيمون بوليفار غير أن يلقي بنفسه
    في حضن «أبيه». فتح فيديل كاسترو صدره لـ «الرفيق». كانت عروق الجزيرة تنشف بفعل
    انقطاع المساعدات السوفياتية حين وصل هوغو تشافيز حاملاً نار الثورة وعائدات النفط
    الفنزويلي.



    قبل أن يتعلم رقصة
    الديموقراطية جرب الشاب الصاخب أساليب أخرى. قاد الكولونيل اليساري في 1992 محاولة
    انقلاب أدخلته السجن لا القصر. سنتان وراء القضبان أكسبتاه تعاطفاً شعبياً في بلد
    يعج بالفقراء ويتلوى على حكايات الفساد فيما تنام أرضه على ثروة هائلة من الذهب
    الأسود.



    لم يستسلم تشافيز للمشهد
    الدولي الذي كان يقول إن العالم دخل العصر الأميركي وإن أميركا تربعت على عرش
    القوة العظمى الوحيدة. كان الإرث الثوري لأميركا اللاتينية يغلي في دمه. وكأنه كان
    يحلم أن ينوب عن كاسترو الذي فعل به العمر ما لم تنجح أميركا في فعله.



    هكذا انتمى «الكومندانتي»
    إلى نادي الممانعين الحالمين بإضرام النار في الرداء الأميركي. لكنه لم يذهب إلى
    الحد الذي بلغه كاسترو في عقود ماضية، ذلك أن غياب المظلة السوفياتية جعل التحرش
    العسكري بالأميركيين باهظاً وربما انتحارياً.



    كان تحدي السطوة
    الأميركية جزءاً رئيسياً من سياساته. لهذا استعذب زيارة بغداد لتحدي الحصار الذي
    كان مضروباً على العراق. وابتهج صدام حسين بضيفه وقاد بنفسه سيارة أقلت الزائر في
    شوارع بغداد. لكن الرئيس الفنزويلي لم يقم بغزو دولة مجاورة ولم يوفر لأميركا
    أعذار الانقضاض عليه.



    ابتهج تشافيز أيضاً بتحدي
    الحظر المفروض على ليبيا معمر القذافي. وكان بينه وبين العقيد أكثر من عناق. وحين
    فر القذافي أمام الثوار قال تشافيز: «أدعو الله أن ينقذ حياة أخينا القذافي. إنهم
    يطاردونه ولا أحد يعرف مكان وجوده. أعتقد أنه ذهب إلى الصحراء». لم تصل تمنيات
    تشافيز إلى حيث اشتهى ولاقى الممانع الليبي نهايته المعروفة. طبعاً مع الإشارة إلى
    أن تشافيز لم يرتكب أيضاً ما ارتكبه العقيد في لوكربي أو غيرها.



    تأييد تشافيز القاطع
    للفلسطينيين أكسبه رصيداً في الشارع العربي. استقبلته دمشق بحفاوة أكثر من مرة.
    ولم يبخل هو بالحرارة والحفاوة حين زاره الرئيس بشار الأسد. طبعاً مع الإشارة إلى
    أن تشافيز الذي كان يصف أحياناً خصومه في الداخل بـ «الخونة» لكنه لم يستخدم ضدهم
    ترسانة جيشه.



    رأى تشافيز في العلاقة مع
    إيران فرصة لإغاظة أميركا وتأكيد عدائه لها. أقام معها علاقات دافئة. زار طهران
    مراراً وكان بينه وبين محمود أحمدي نجاد أكثر من عناق. الأول اعتبر أميركا
    «شيطاناً» والثاني لا يكل من وصفها بـ «الشيطان الأكبر».



    في الداخل مكنت عائدات
    النفط تشافيز من تقليص معدل الفقر وتقديم مساعدات فعلية في ميداني الصحة والتعليم.
    لهذا فاز دائماً في الانتخابات والأمر نفسه في الاستفتاءات باستثناء مرة يتيمة.
    وحين أبعده إنقلابيون عن القصر نحو يومين أعاده الجيش وأنصاره إلى مكتبه. خطب تمتد
    ساعات يوشحها بالنكات ولا تغيب عنها أحياناً الشتائم.



    كانت لديه قدرة غير عادية
    على مخاطبة فقراء بلاده واجتذابهم. مبادر واستفزازي وصاحب قرار. انقسمت البلاد
    بحدة حول شخصه ونهجه.



    أحب الفقراء وأحب
    المشاكسة وأحب السلطة وأحب النساء. لكنه القدر. الإمبريالية يمكن مواجهتها. يمكن
    التحايل عليها. لكن السرطان شيء آخر. إنه عدو يأتي من الداخل. قاوم على مدى عامين
    ثم انحنى. غادر في الثامنة والخمسين على وقع أوجاعه لا على وقع المليونيات و
    «الشعب يريد إسقاط النظام». أغلب الظن أنه تأخر في المجيء وكان يصلح أكثر لزمان
    سابق.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty مصر وساعة المراجعة

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 12 مارس 2013 - 7:05




























    مصر وساعة المراجعة


    غسان شربل


    الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣


    لا يحتاج الرئيس محمد
    مرسي إلى قراءة التقارير كي يدرك حجم الانزلاق الحاصل في مصر. يكفي أن يفتح نافذة
    القصر ليشاهد ما يقلق ويسمع ما يقلق. يستطيع الرئيس أيضاً أن يطلب من فريقه تزويده
    بضعة أرقام. كم هو عدد القنابل المسيلة للدموع التي ألقيت منذ توليه الرئاسة في
    حزيران (يونيو) الماضي؟ كم هو عدد القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات والمواجهات؟
    كم عدد الإضرابات التي شلت قطاعات كثيرة؟ كم عدد الاعتصامات التي نظمت
    والاستثمارات التي ضاعت؟.



    يستطيع الرئيس أن يطلب
    أيضاً لائحة بالهتافات التي تدوي في المدن المصرية والشعارات التي يرفعها
    المتظاهرون وكم تختلف عن تلك التي كانت تردد وترفع أيام الثورة؟. لا بد أن تستوقفه
    هتافات من قماشة «يسقط يسقط حكم المرشد» و «لا لأخونة الدولة» ومقالات تتحدث عن
    «الفرعون الجديد» و «الانتقال من ديكتاتورية عسكرية إلى ديكتاتورية إسلامية». لا
    بد أن يلتفت أيضاً إلى أن بعض الاتهامات يأتي من قوى إسلامية كان يفترض أن تقف إلى
    جانبه.



    ثمة ما هو أخطر من ذلك.
    تراجع ثقة المواطن العادي بالدولة المصرية التي يفترض أنها تتكئ على مؤسسات عريقة.
    لا يحتاج الرئيس إلى من يشرح له الأحوال داخل الشرطة وعلاقتها بالناس. ولا إلى من
    يذكره باهتزاز صورة القضاء ولا بالخوف من إمساك «الإخوان» بمفاصل الجيش.



    لا يحتاج مرسي إلى من
    يشرح له أن المصري العادي خائف. خائف على خبزه. وخائف على أمنه. وعلى حريته. وعلى
    مبدأ تداول السلطة. وعلى حقوق المرأة. وعلى حقوق «الآخر». وعلى مناهج التعليم.
    وخائف على غده لاعتقاده أن البوصلة ضائعة وأن الوضع مفتوح على أشكال من الانهيار
    الاقتصادي والسياسي والأمني.



    أخطر ما تعيشه مصر حالياً
    هو انقطاع خيط الاتصال بين الرئيس والمصري العادي الذي لا ينتمي إلى تيار
    «الإخوان». لم يستطع الرئيس إطلاق حالة من الأمل. لم يستطع إقناع المصري العادي أن
    المعارك التي خاضها مع القضاء والمؤسسة العسكرية والمعارضة تصب في خدمة بناء
    الدولة المدنية ومؤسساتها وتعد بالاستقرار والازدهار. صحيح أن الرئيس لم يتخذ
    مواقف مغامرة في موضوع العلاقة مع إسرائيل ونجح في الحفاظ على الرغبة الأميركية في
    نجاحه لكن الصحيح أيضاً أن المسألة أبعد من ذلك وأكثر تعقيداً وأن الامتحان الكبير
    يدور في الداخل.



    لم يحسن الرئيس تقديم
    نفسه وشرح برنامجه. الممارسات تركت انطباعاً أن القرار انتقل إلى يد فريق لا يملك
    برنامجاً للحكم ولا تصوراً لمواجهة أعباء مرحلة انتقالية يضاعف التعاطي المرتبك مع
    استحقاقاتها أثقال الملفات الموروثة. لو استطاع الرئيس تقديم تصور واقعي ومقنع
    وجاذب في ما يتعلق بالدستور والملفات السياسية والاقتصادية والأمنية لما تجرأت
    المعارضة على الاحتكام إلى الشارع واتخاذ قرارات المقاطعة والتصعيد.



    ليس بسيطاً أبداً أن يبقى
    الشارع المصري ملتهباً. وأن ترتفع أصوات محذرة من الإفلاس. وأخرى من «الصوملة».
    وثالثة من تجربة جزائرية دامية إذا بلغ التدهور حد اضطرار الجيش إلى العودة إلى
    الوصاية على القرار.



    حين دخل مرسي قصر الرئاسة
    كان هناك من اعتقد، في مصر والمنطقة وفي الغرب أيضاً، أننا أمام تجربة ستفوق في
    أهميتها وانعكاساتها ما بات يعرف بالنموذج التركي. وأن إدارة بلد بتركيبة مصر
    وحجمها ستدفع «الإخوان» إلى التكيف مع مستلزمات الدولة الحديثة ومنطقها ومؤسساتها
    فضلاً عن الحقائق الدولية. اليوم تتراجع آمال هؤلاء. مصر ليست تركيا ولكل تجربة
    سياقها المختلف. الحزب الذي ورثه أردوغان أنضجته تجارب طويلة ومريرة من العيش في
    ظل دستور علماني وتحت رقابة جيش أتاتورك. ثم إن تجربة حزب أردوغان في الحكم ترافقت
    مع نمو اقتصادي متواصل واحترام صارم لإرادة الناخبين. في المقابل ها هو مرسي يتولى
    الرئاسة في بلد مهدد بتدهور اقتصادي مريع وتأزم سياسي غير مسبوق ما يفتح أبواب
    العنف والفوضى وما هو أدهى. الأكيد أن مصر ليست تركيا ومرسي ليس أردوغان والدليل
    أن «الإخوان» استقبلوا الزائر التركي بتصفيق شديد لكنهم لم يخفوا امتعاضهم حين
    تحدث عن الدولة المدنية والعمل في ظل دستور علماني. مصر في خضم تجربة شديدة
    الاختلاف ومفتوحة على كل الأخطار. ولهذه القناعة أثمانها في الداخل وكذلك في
    الاستثمارات والمساعدات الخارجية.



    يحتاج الرئيس مرسي الى
    مراجعة عاجلة لإنقاذ عهده وتجربة «الإخوان» والأهم لإنقاذ مصر من تركة الماضي
    وارتباك الحاضر.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty إيران بين زلزالين

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 18 مارس 2013 - 2:31

    إيران بين زلزالين


    غسان شربل


    الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٣


    تحمل المنطقة اليوم آثار
    زلزالين عنيفين أطاحا أنظمة وموازين قوى وساهما في إطلاق رياح الحرية والتغيير
    والتفتت وحروب المكونات. انطلق الأول حين أطبقت الآلة العسكرية الأميركية قبل عشرة
    أعوام على نظام صدام حسين. وانطلق الثاني حين هبت رياح «الربيع العربي» على عدد من
    دول المنطقة. أطاح الزلزالان مرتكزات الأمن والاستقرار السابقة. أدخلا المنطقة في
    مرحلة انتقالية تختلط فيها الأحلام بالأوهام وتشهد سباقاً محموماً بين الحالمين
    بالدولة المدنية والمطالبين بالدولة الدينية.



    في مثل هذا الشهر قبل عقد
    ارتكبت إدارة جورج بوش مجازفة غزو العراق ما أدى إلى تغييرات في المنطقة. لم تستطع
    واشنطن إدارة التغيير في مسرح عملياتها ولا ما ترتب على نزع الحجر العراقي من جدار
    نظام الأمن العربي. يستطيع المراقب ملاحظة جملة من التغييرات:



    - أدى قيام الاحتلال بشطب
    مؤسسات الدولة العراقية خصوصاً العسكرية والأمنية إلى تصاعد المقاومة وسط رغبات
    إقليمية بإفشال الغزو خوفاً من قيام عراق ديموقراطي موال للغرب يمكن أن يطلق
    إشعاعاته على الدول المجاورة.



    أدت العملية السياسية
    التي أعقبت الغزو إلى قيام عراق فيديرالي، وهكذا ارتسم الأساس الدستوري والقانوني
    لإقليم كردستان العراقي. ولهذه الولادة آثار تتخطى ما شعرت به الأقليات الكردية
    الموزعة في المنطقة لتصل إلى الأقليات الموزعة فيها. كما أدت العملية السياسية إلى
    محاصصة طائفية ساهم اضطرابها في تعزيز التنازع السني - الشيعي وتسهيل عودة
    «القاعدة» إلى مناطق أخرجت منها.



    - حقق الغزو لإيران حلماً
    كان تعذر عليها تحقيقه إبان حربها الطويلة مع العراق وهو إسقاط صدام حسين والتسلل
    إلى موقع القرار في بغداد. تعاملت إيران بدهاء مفرط مع الغزو قبل وقوعه واتخذت
    سراً قرار إفشاله. دعمها الميليشيات التي تقاوم الأميركيين لم يمنع رئيسها محمود
    احمدي نجاد من زيارة «المنطقة الخضراء» التي كانت رمزاً للاحتلال الأميركي. إسقاط
    نظام صدام حسين أخل بميزان القوى لصالح إيران ومنحها ما يمكن تسميته السنوات
    الذهبية التي شهدت أيضاً حرب تموز في لبنان وحرب غزة.



    يمكن القول إن هذه
    السنوات الذهبية أصيبت بانتكاسة هائلة مع اتضاح النكهة الإخوانية لـ «الربيع
    العربي» وتصاعد النزاع السني - الشيعي خصوصاً بعد اندلاع الثورة السورية واتخاذ
    إيران موقفاً ألهب المشاعر السنية ضدها، وحوّلها جداراً يعترض برنامجها في
    الإقليم.



    - أصيبت سورية بالذعر
    لرؤية الجيش الأميركي يرابط عند حدودها بعدما اقتلع البعث المنافس وتماثيل رئيسه.
    اتخذت سورية بالاتفاق مع إيران قراراً بإفشال الغزو الأميركي وسهلت مرور الجهاديين
    وعناصر «القاعدة» إلى العراق. هذا التحالف الميداني بين دمشق وطهران ازداد عمقاً
    ووثوقاً بعدما اضطرت سورية إلى سحب قواتها من لبنان اثر اغتيال الرئيس رفيق
    الحريري وبات النفوذ السوري في هذا البلد يمر عبر «حزب الله «. وجاءت حرب تموز في
    2006 لتخلط الأوراق ولتعطي إيران أرجحية حاسمة داخل تحالفها مع سورية وهو التحالف
    الذي منع استقرار أي حكومة غير موالية له في لبنان. الحرب نفسها التي أدخلت
    الصواريخ الإيرانية في معادلة الأمن الإسرائيلي ذكّرت دول أميركا والغرب بأن إيران
    باتت قادرة على التأثير في الملفين الأكبر في المنطقة، وهما أمن النفط وأمن
    إسرائيل.



    تحولت المواجهة الضارية
    المفتوحة في سورية إلى ما يشبه الزلزال الذي يهدد النظام السوري وكذلك المكاسب
    التي حققتها إيران بفعل الزلزال الأول لجهة ضمان حضورها على المتوسط فضلاً عن
    الارتدادات المحتملة على الوضع في العراق نفسه. يهدّد الزلزال الثاني مكاسب
    السنوات الذهبية لإيران التي لا تستطيع خسارة الدور في وقت يذكّرها العالم أن
    القنبلة محظورة. تعيش إيران بين آثار زلزالين. يمكن القول إن المنطقة تعيش في
    الوضع نفسه تقريباً.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 18 مارس 2013 - 22:03

    غسان شربل/ متجدد 13256128161
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty السائح والفاجر والخراب

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 22 مارس 2013 - 17:42

    السائح والفاجر والخراب


    غسان شربل


    الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٣


    هل تستطيع عزيزي القارئ
    ان تتكهن بما يمكن ان يكون عليه الوضع في مصر بعد خمس سنوات؟ وهل تستطيع ان تتصور
    ما يمكن ان يكون عليه الوضع في لبنان؟ هل تقدر ان تتنبأ بما يمكن ان تكون عليه
    سورية؟ هل تستطيع الجزم بأن الاردن سيكون مستقراً؟ هل تستطيع الاجابة عما سيكون
    عليه العراق؟ وهل صحيح ان الإعصار تخطى مرحلة إطاحة الحكومات ليصل الى التهديد
    بتمزيق بعض الخرائط على وقع حروب الكراهية بين المكونات؟



    اعرف عزيزي القارئ انك لا
    تستطيع تقديم جواب اكيد ومقنع ومتفائل. وأعرف انك تميل الى اعتبار المستقبل القريب
    قاتماً كي لا نقول كارثياً. ولأن الأمر كذلك، يصعب عليك ان تطالب سيد البيت الابيض
    بأن ينوب عن حكومتك في المطالبة باستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية. الحقيقة
    انني احتراماً لمشاعرك، لم افتتح الاسئلة بالسؤال الجوهري وهو: هل تعتقد ان النزاع
    الفلسطيني - الإسرائيلي لا يزال يحتل الصدارة في اجندات هذه الدول التي تتلوى على
    ألحان الحروب الاهلية او تستعد لها؟



    كانت صورة باراك اوباما
    وبنيامين نتانياهو قاسية. وصادمة. ومستفزة. ليس لأنها الزيارة الاولى لإسرائيل
    يقوم بها اوباما رئيساً. وليس لأن اوباما يفتتح بها ولايته الثانية. وليس لأن
    العالم يعرف ان الود مفقود اصلاً بين الرجلين. وأن نتانياهو خاض بوقاحة وعلى مدى
    سنوات حرباً على الارض الاميركية لتأديب الرجل الجالس في المكتب البيضاوي وتطويعه.
    ليس فقط بسبب كل ذلك، بل قبله بسبب المشهد العربي المريع.



    شعرت أمام الصورة
    بالإحباط. بالقهر. بالذل. وبالعار ايضاً. مذ كنت صغيراً وأنا اقرأ عن «العدو
    الغاشم». وها هو رئيس حكومة العدو الغاشم يستدعي رئيس الولايات المتحدة في لحظة
    فارقة من تاريخ المنطقة. استدعاه ليبلغه أمام الشاشات أن اسرائيل «لا يمكن ان
    تتخلى عن حق الدفاع عن نفسها حتى لأقرب حلفائها». جاء ذلك بعد وقت قصير من افتتاح
    اوباما رحلته «الاستكشافية» بالتشديد على صلابة العلاقات «الابدية» بين الدولتين.
    وبوقاحة استثنائية، تحدث نتانياهو عن ايمان حكومته بـ «حل دولتين لشعبين»،
    متناسياً ان مستوطناته تلتهم يومياً ما تبقى من اراضي الفلسطينيين وحقوقهم.



    خذ منظاراً عزيزي القارئ
    وحدّق في المنطقة. ذهب الكيان المصطنع الى انتخابات. عكست نتائجها انقساماته وتشظي
    مجتمعه. المخاض الطويل انتهى بتشكيل حكومة تطمئن المستوطنين وتضاعف شهياتهم
    المفتوحة. هذا صحيح. لكن الاسرائيلي يستطيع الادعاء ان لديه حكومة تستطيع الاجتماع
    واتخاذ القرار والدفاع عن مصالح الدولة.



    هل تستطيع عزيزي القارئ
    ان تخبرني عن انجازات حكومة هشام قنديل. عن انجازاتها في الامن والاستقرار
    والازدهار وفي طمأنة المواطنين الى خبزهم وكرامتهم وحقوقهم، هذا من دون ان ننسى
    طمأنة المستثمرين والمقرضين والسياح. أعرف الجواب وأنت تعرفه.



    هل تستطيع عزيزي القارئ ان
    تطلعني على انجازات السلطة السورية. لا شك في انها منتجة. كانت سورية تنتج مئة جثة
    في اليوم. في الاسابيع الماضية ازدهرت هذه الصناعة. صار المعدل اليومي اعلى وأدى
    «الازدهار» الى تحويل الحدائق العامة الى مقابر عامة. يمكن تسجيل التقدم نفسه في
    انتاج الأرامل والأيتام. الازدهار متواصل وبدل العيش في ظل حكومة واحدة ستعيش
    سورية، على الاقل لفترة، في ظل حكومتين، وستكون الحروب طويلة ومريرة مع النظام
    اولاً ثم مع من هبّوا لـ «نصرة» الشعب السوري.



    أعفيك عزيزي القارئ من
    قراءة الوضع العراقي. فحكومة نوري المالكي تغرّد في وادٍ، فيما تغرد المكونات
    الاخرى في اودية اخرى. العملية السياسية تلفظ أنفاسها. تحرر العراق من الاحتلال
    وتفرّغ لإنجاز التفكك بين المكونات.



    الحكومة اللبنانية صندوق
    عجائب وويلات. الاقتصاد مريع. الأمن مريع. العلاقات المذهبية مريعة. إطلالات
    السياسيين مريعة. البلد الذي أعلن قبل سبع سنوات انتصاره على العدو الغاشم، يستعد
    الآن للجلوس تحت الركام. مؤسساته مخلّعة. حكومته تشبه أرخبيلاً من الجزر غير
    المتحدة. لكل حفنة وزراء استراتيجية ومرجعية. كل وزير يغرّد على ليلاه. أُصيبت
    البلاد بتخمة في الأقوياء وتعاني نقصاً رهيباً في الحكماء.



    لن أتطرق الى الوضع
    الفلسطيني. بلغ التدهور حداً جعلنا نحتفل بصورة تضم محمود عباس وخالد مشعل
    ونعتبرها إنجازاً تاريخياً.



    عزيزي القارئ، إذا كان
    الخراب العربي بهذا الحجم ومرشحاً للتصاعد والانتشار، فلماذا يمارس اوباما ضغوطاً
    على نتانياهو ولماذا يمتنع عن الإدلاء بتصريحات مريعة؟ غداً يغادر السائح عائداً
    الى بلاده ويبقى الفاجر مقيماً مع ترسانته وجرّافاته ويتسلى العربي بإحصاء عدد
    اللاجئين والحروب الاهلية وقوافل الأيتام وطاولات الحوار الوطني من بيروت الى
    صنعاء.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري السبت 23 مارس 2013 - 1:34

    ويتسلى العربي بإحصاء عدد
    اللاجئين والحروب الاهلية وقوافل الأيتام وطاولات الحوار الوطني من بيروت الى
    صنعاء.


    غسان شربل/ متجدد 13256128161
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty ما بعد ميقاتي

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 26 مارس 2013 - 14:20

    ما بعد ميقاتي


    غسان شربل


    الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣


    في الأسبوع الأخير من
    تموز (يوليو) الماضي ذهبت لزيارة الرئيس نجيب ميقاتي في منزله في لندن. استوقفني
    قوله «إن الوضع في لبنان يستلزم حكومة استثنائية ولن أكون عائقاً أمام قيامها».
    تسببت العبارة في تحويل زيارة المجاملة الى حوار نشرته «الحياة».



    ليس بسيطاً أن يقول رئيس
    الحكومة إن البلاد تحتاج الى حكومة أخرى. كانت الرسالة واضحة، ومفادها بأن الحكومة
    التي يرأس لم تعد قادرة على مواجهة التحديات المتعاظمة، سواء ما يتعلق منها
    بالحريق في سورية أو بالانقسام اللبناني حول هذا الحريق وتزايد انخراط اللبنانيين
    فيه. حين يقول رئيس للحكومة عبارة من هذا النوع، من حق القارئ ان يستنتج أنه يعرض
    تقديم استقالته أو أنه دخل مرحلة البحث عن الظرف الملائم لتقديمها.



    لن تتأخر حكومة ميقاتي في
    تلقي هديتين قاتلتين. بعد أقل من أسبوعين كان عليها ان تتجرع كأس توقيف الوزير
    السابق ميشال سماحة بعدما ضبط بالصوت والصورة ينقل متفجرات لاستخدامها في شمال
    لبنان، وتحديداً في الجزء السني منه. انشغل لبنان يومها بما عرف بـ «قضية سماحة –
    مملوك». ولأن ميقاتي مسافر قديم على طريق بيروت - دمشق، كان يعرف جيداً من هو
    ميشال سماحة ومن هو علي مملوك. وأخطر ما في الملف أن الرجل الذي اصطاد سماحة كان
    اسمه العميد وسام الحسن.



    في تشرين الأول (أكتوبر)
    ستتلقى الحكومة هدية قاتلة أخرى تفوق قدرة رئيسها على الاحتمال، وتمثلت باغتيال
    وسام الحسن. كان ميقاتي يعرف تماماً الدور الذي لعبه الحسن في البحث عن الخيوط
    الشائكة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأن المحكمة الدولية ما كانت لتعثر على شيء
    لولا اصرار الحسن وصبره وبراعة الجهاز الذي يرأس.



    باغتيال الحسن خسر ميقاتي
    الورقة التي كان يشهرها في وجه الأكثرية الغاضبة في طائفته، وهي ورقة الحفاظ على
    اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن في موقعيهما. فضّل ميقاتي عدم الاستقالة على
    دوي عملية الاغتيال ربما لخطورة الإقدام على هذه الخطوة في ظرف من هذا النوع. لكن
    الجريمة عمّقت شعوره بضرورة الاستقالة وبدأ البحث عن التوقيت المناسب لتقديمها.
    كان ميقاتي منذ ذلك التاريخ حائراً بين مجازفة البقاء ومجازفة الاستقالة مع تفضيل
    الثانية على الأولى. أطاح اغتيال الحسن المكسب الذي كان ميقاتي حققه عبر النجاح في
    تمرير تمويل المحكمة الدولية بـ «أسلوب ميقاتي».



    ثمة ما هو أخطر. حين كلف
    ميقاتي تشكيل الحكومة لم يكن الربيع العربي ضرب سورية بعد. ولعله اعتقد، كما اعتقد
    كثيرون، ان القلعة السورية بنظامها الصارم والمحكم، محصّنة ضد هذا النوع من
    الرياح. لكن، حين شكل ميقاتي حكومته كانت سورية بدأت رحلة الغرق في يوميات القتل
    والجنازات والعزلة العربية والدولية. وفي الشهور الماضية تزايدت قناعة ميقاتي بأن
    الأحداث في سورية دخلت مرحلة اللاعودة.



    في منزله البيروتي قبالة
    البحر كان ميقاتي يراقب الأحداث كمن يلعب بالقنابل. شبان من منطقته في شمال لبنان
    يعبرون الحدود للقتال الى جانب الثوار السوريين. شبان من «حزب الله»، صاحب الكلمة
    الأولى في الحكومة، يشيَّعون بعد سقوطهم في القتال الى جانب النظام في سورية. صارت
    قيادة حكومة الجزر المتنافرة منهكة وتأكل يومياً من رصيد رئيسها.



    كان وضع ميقاتي بالغ
    الصعوبة. لم يرحمه خصومه ولم يرحمه حلفاؤه. لم يكن أمامه غير الاستقالة لينأى
    بنفسه عن حكومة ارتكب قدراً من المجازفة بقبوله تشكيلها على رغم معرفته بالظروف
    غير الطبيعية لولادتها.



    لا مبالغة في القول إن
    لبنان يعيش أسوأ أيامه وأخطرها. التدهور في العلاقات الشيعية - السنية مريع وغير
    مسبوق. ما تعيشه طرابلس هو حرب أهلية سنية - علوية. الدولة تتآكل بسرعة مذهلة
    والفراغ يكتسح مؤسساتها. لم تعد العرقنة خطراً يقرع الباب. صارت حاضرة في الشوارع والنفوس
    معاً. إن السؤال ليس عن مستقبل ميقاتي بل عن مستقبل لبنان. لا يمكن منع الانهيار
    الكامل إلاّ بوقف المجازفات العابرة للحدود. لا يمكن إنقاذ البلد بعقلية المقامرين
    المتهورين. الوقت ضيّق وعلى المجازفين التبصر بخطورة رهاناتهم. من مصلحة الشيعة
    والسنّة والمسيحيين الجلوس سريعاً تحت شعار «لبنان أولاً» كي لا يضطروا لاحقاً الى
    تشييع قتيل اسمه لبنان. من مصلحتهم العودة الى الدولة. أنقذ ميقاتي نفسه من
    حكومته. على اللبناني الآن أن ينقذ نفسه من المجازفات القاتلة.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 42
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 24308
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 26 مارس 2013 - 23:29

    أنقذ ميقاتي نفسه من حكومته.
    على اللبناني الآن أن ينقذ نفسه من المجازفات القاتلة.

    نتمنى هذا للبنان لانه لمصلحة الجميع
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65967
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد Empty أهوال ما بعد الصورة

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 27 مارس 2013 - 12:03

    أهوال ما بعد الصورة


    غسان شربل


    الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣


    كانت الصورة هي الحدث في
    القمة العربية في الدوحة أمس. صورة غير مسبوقة. قاطعة. وقاسية. ليس بسيطاً أن
    يتقدم وفد المعارضة السورية، وعلى دوي التصفيق، ليشغل مقعد بلاده في القمة. وليس
    بسيطاً أن يجلس معاذ الخطيب وراء علم الثورة لا علم الجمهورية السورية التي نعرف
    منذ عقود. وليس بسيطاً أن أياً من قادة الوفود لم يغادر القاعة. لم يكن من عادة
    القمم العربية أن توجه هذا النوع من الرسائل إلى النظام الحاكم في دولة عضو. لم
    تكتف بتكريس المقعد الشاغر. ذهبت أبعد ومنحته لوفد يمثل الثورة السورية.



    لا بد من الالتفات إلى أن
    الصورة تتعلق بما يجري في دولة عربية أساسية. كانت سورية شديدة الحضور في القمم
    العربية بعدما ساهمت في تأسيس الجامعة. وكان من الصعب على المشاركين تجاهل موقفها
    حتى في المواضيع التي لا تمسها كدولة. كان لها حق النظر، وربما حق النقض، في كل ما
    يتعلق بلبنان وفلسطين وملفات أخرى.



    كانت الصورة كثيرة
    الدلالات. إنها رد عربي صارم على عودة الأخضر الإبراهيمي صفر اليدين من زيارته
    الأخيرة إلى دمشق. وعلى الخسائر البشرية والمادية المذهلة التي تلحقها آلة النظام
    العسكرية بالمدن والقرى وسكانها. وعلى استمرار الدعم الروسي والإيراني للنظام ما
    ينذر بتحويل المواجهة الدائرة على أرض سورية إلى مبارزة داخلية وإقليمية ودولية
    تهدد ما تبقى من سورية وتهدد وحدتها أيضاً.



    جاءت الصورة في سياق
    قناعة متزايدة لدى أطراف عربية وغربية أن النظام السوري ليس في وارد قبول تسوية
    سياسية إلا إذا أرغم عليها. هكذا اتخذ قرار السعي إلى تعديل ميزان القوى لمصلحة
    الثورة. وترجم القرار بالعودة إلى التمويل والتسليح من جهة وباستكمال نزع الشرعية
    عن النظام من جهة أخرى وهو ما بدأته صورة البارحة.



    جاءت الصورة أيضاً في وقت
    تحدث فيه «الجيش الحر» عن نجاحات يحققها في جنوب البلاد أي في الخاصرة الأخطر على
    عاصمة النظام. كما جاءت في وقت صار تساقط القذائف في قلب دمشق نفسها حدثاً شبه
    يومي.



    الصورة حدث فارق يعني كل
    أطراف المواجهة في سورية. لا بد من الانتظار لمعرفة كيف ستقرأ دمشق الرسائل
    المتضمنة في ترؤس الخطيب وفد سورية إلى القمة. ماذا ستستنتج دمشق وهل لديها خيار
    آخر غير ما تفعله حالياً وهو خيار ينذر بأثمان باهظة للمتمسكين به؟ كيف ستقرأ
    طهران الصورة التي ترافقت أيضاً مع اتهام أجهزة استخباراتها بإدارة شبكة تجسس على
    الأرض السعودية؟ هل ترى في الصورة إصراراً على اقتلاع موقعها في سورية وسد طريقها
    إلى لبنان؟ وهل تستنتج أن وقت التراجع أو التعديل قد تأخر؟ وماذا سيقرأ «حزب الله»
    في الصورة وهل يستطيع لبنان احتمال مزيد من الانخراط في النزاع السوري من «حزب
    الله» وآخرين؟ وماذا يقرأ نوري المالكي في الصورة بعدما فضل أن يشاهدها من بغداد؟ وماذا
    ستقرأ موسكو في الصورة خصوصاً أن الخطيب تحدث عن تطلع المعارضة إلى شغل المقعد
    السوري في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية؟.



    لا بد أيضاً من السؤال
    عما ستفعله المعارضة السورية بالنجاح الذي حققته أمس. هل تقع في إغراء الرهان على
    الضربة القاضية أم تسعى إلى تعديل ميزان القوى لفرض تسوية تحفظ ما تبقى من الدولة
    السورية ومن فرص التعايش بين المكونات؟ هل توظف الثورة هذا النجاح لبلورة توافق
    واسع يطمئن القلقين في الداخل والخارج من تنامي الانقسامات وتضارب التصورات وتزايد
    نفوذ المقاتلين الجوالين؟.



    المتابع لمجريات الأحداث
    السورية ينتابه قلق جدي من أن يكون ما بعد الصورة أشد قسوة وهولاً مما شهدناه قبل
    التقاطها. ثمة من يتحدث عن معركة رهيبة ومدمرة في دمشق تضخ أمواجاً جديدة من
    اللاجئين ونهراً من الجنازات والمجازر. ثمة من يعتقد أن ما رأيناه، وهو فظيع، ليس
    سوى عينة مصغرة مما يمكن أن نراه.



    أغلب الظن أن ما بعد
    الصورة سيكون أفظع مما قبلها. دخلت الثورة السورية الفصل الأصعب والأخطر. واضح أن
    الدول المجاورة تسعى إلى ربط الأحزمة. قد تكون الصورة نذيراً باقتراب موعد
    الزلزال. ولا شيء يمنع تطاير الحمم السورية إلى ما وراء الحدود الدولية. وبانتظار
    الأهوال التي تلوح في الأفق يجدر بأفرقاء المواجهة الاحتفاظ برقم هاتف رجل اسمه
    الأخضر الإبراهيمي فقد يحتاجون إليه لإقرار التغيير وضبط الخسائر والمجازر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 17:29