لم يحسن كثير من المصريين تقدير حجم المشكلة الكامنة في طبيعة جماعة الإخوان التي تتجاوز المكان وتعلو بالتالي فوق الوطن. كانت هناك استهانة بنمط التنشئة في داخل هذه الجماعة,
والتي تجعل الإخواني اليمني أو المغربي أو الإندونيسي أو الأفغاني أقرب إلي عضو جماعة الإخوان في مصر من أبناء وطنه المسلمين وليس المسيحيين فقط, بل ربما يضع أخاه الشقيق ابن أمه وأبيه في مرتبة تالية لـ أخيه في هذه الجماعة. وأخطأ كل من رأي أن طبيعة الجماعة التي لا ترتبط بالمكان, وتعتبر الوطن مكانا مثل أي مكان آخر, تعود إلي إيمانها بفكرة الخلاف. فقد اعتقد هؤلاء, وكنت شخصيا أحدهم, أن الخطر المترتب علي حالة اللامكان لم يعد قائما أو بات محدودا علي الأكثر لأن فكرة الخلافة باتت جزءا من ماض انقضي.غير أن ما يتضح الآن هو أن مشكلة اللامكان التي تجعل جماعة زس بها هذه الجماعة أصلا ولا بغيرها من الأفكار سيئة كانت أو طيبة. فهي ليست جماعة فكرية ولا دعوية, بل جماعة مصلحية. وإذا كانت لديها فكرة فهي تلك التي تجعل الوصول إلي السلطة هدفا تستخدم من أجله مختلف الوسائل وتستبيح في سبيله كل ما يحول دون بلوغه والمحافظة عليه. وعندما تستعين في سعيها هذا بدعم الإخوان في بلاد أخري, فهي لا تجد في ذلك خطأ أو جريمة أو استباحة لقيم أو ثوابت وطنية لا تنسجم مع طبيعتها التي تتجاوز المكان. ولابد من الاعتراف بأننا أخفقنا في إدراك حجم الخطر المترتب علي الطبيعة اللامكانية لهذه الجماعة.غير أن الشعب المصري تمكن من تصحيح خطأ عدم إدراك كثير من سياسييه ومثقفيه خطر الطبيعة اللامكانية لجماعة الإخوان بسرعة قياسية, بخلاف شعوب أخري لم تنتبه إلي تحذير كثير من طلائعها الديمقراطية من أخطار متنوعة كامنة في بنية أحزاب وجماعات وحركات شمولية لا هدف لها الاالسلطة بغض النظر عن الشعارات التي ترفعها أو الأفكار التي تدعي الايمان بها لكسب تأييد هنا أو تعاطف هناك وخداع الناس الي أن تتمكن من اخضاعهم لهيمنتها واستعبادهم
والتي تجعل الإخواني اليمني أو المغربي أو الإندونيسي أو الأفغاني أقرب إلي عضو جماعة الإخوان في مصر من أبناء وطنه المسلمين وليس المسيحيين فقط, بل ربما يضع أخاه الشقيق ابن أمه وأبيه في مرتبة تالية لـ أخيه في هذه الجماعة. وأخطأ كل من رأي أن طبيعة الجماعة التي لا ترتبط بالمكان, وتعتبر الوطن مكانا مثل أي مكان آخر, تعود إلي إيمانها بفكرة الخلاف. فقد اعتقد هؤلاء, وكنت شخصيا أحدهم, أن الخطر المترتب علي حالة اللامكان لم يعد قائما أو بات محدودا علي الأكثر لأن فكرة الخلافة باتت جزءا من ماض انقضي.غير أن ما يتضح الآن هو أن مشكلة اللامكان التي تجعل جماعة زس بها هذه الجماعة أصلا ولا بغيرها من الأفكار سيئة كانت أو طيبة. فهي ليست جماعة فكرية ولا دعوية, بل جماعة مصلحية. وإذا كانت لديها فكرة فهي تلك التي تجعل الوصول إلي السلطة هدفا تستخدم من أجله مختلف الوسائل وتستبيح في سبيله كل ما يحول دون بلوغه والمحافظة عليه. وعندما تستعين في سعيها هذا بدعم الإخوان في بلاد أخري, فهي لا تجد في ذلك خطأ أو جريمة أو استباحة لقيم أو ثوابت وطنية لا تنسجم مع طبيعتها التي تتجاوز المكان. ولابد من الاعتراف بأننا أخفقنا في إدراك حجم الخطر المترتب علي الطبيعة اللامكانية لهذه الجماعة.غير أن الشعب المصري تمكن من تصحيح خطأ عدم إدراك كثير من سياسييه ومثقفيه خطر الطبيعة اللامكانية لجماعة الإخوان بسرعة قياسية, بخلاف شعوب أخري لم تنتبه إلي تحذير كثير من طلائعها الديمقراطية من أخطار متنوعة كامنة في بنية أحزاب وجماعات وحركات شمولية لا هدف لها الاالسلطة بغض النظر عن الشعارات التي ترفعها أو الأفكار التي تدعي الايمان بها لكسب تأييد هنا أو تعاطف هناك وخداع الناس الي أن تتمكن من اخضاعهم لهيمنتها واستعبادهم