= الساقية وصيانتها السنوية =
إن ساقية الماء التي تنبع كما أسلفنا سابقاً من العراد وتسقي أراضي قدسيا لا بد لها من صيانة سنوية حتي يستمر جريان الماء فيها بانسياب وتبقى مياهها نظيفة رقراقة فكان الفلاحون يتفقون على ( تعزيل الساقية ) فينادي المرحوم أبو رشاد بدران على مكبرات الصوت من الجامع ( يافلاحين يكون عندكن علم بكرة على عزال الساقية ) ومن الصباح الباكر يجتمع كل من كان قادراًعلى العمل ومن لم يكن قاد...را أو ليس لديه متسع من الوقت يدفع نقوداً كاجرة عامل ، وكنا نحن الصغار نذهب وراء الكبار كي نلقّط السمك كون المياه قد قطعت نهائياً . والغاية من تنظيف الساقية كما مر في أول الكلام هو الانسياب السريع للمياه وضان نظافة المياه فكان بعض الناس يشربون منها فمن أراد تعبئة المياه للشرب عبأ المياه من مكان في أول البلدة لم يستعمل المكان احد الناس في غسل الملابس أو الجلي أو سقاية الحيوانات أما من أرادت من النساء غسل ملابس الأطفال وخاصة الملابس التي يمكن أن تحمل نجاسة فلا تغسل في الساقية وإنما في أحد الفروع المتفرعة من الساقية نزولا نحو البساتين . وفوق الساقية من أول البلدة لآخرها عدة جسور للعبور ولكل جسر اسم متعارف عليه إما بحسب الحارة أو بحسب مايعمل عند ذلك الجسر ففي أول البلدة وفوق مدخل بلدة الهامة تماما تمسى الكبانيّة والاسم الأعم سابقاً ( الدير ) نسبة الى دير كان في المنطقة لا تزال بعض أطلاله الى يومنا الحالي وباتجاه البلدة مقابل فرن التوفيق حالياً نزلة عكوبة نسبة للمرحوم الحاج أبو عدنان عباس والى الأمام قليلا وعند مدرسة الفردوس (جسر جلال ) نسبة الى صاحب البستان الذي مكان مدرسة الفردوس حالياً
ثم جسر التينة والتسمية نسبة لشجرة تين مازالت بقاياها خضراء حتى اليوم مقابل بن كولومبوس . والى الأمام وجانب مطعم ابو شادي حاليا ( جسر الملايات ) أي النساء اللوتي يعبأن المياه واسم حارة الجسر نسبة الى الجسر الكبير الذي أُنشيء فوق الساقية آنذًك . وبجانب ملحمة عمر عميري مكان على الساقية يسمى ( الحلالة ) والاسم مشتق من حل الحرير من شرانقه حيث كان البعض يربون دود القز . وعند الساحة وكانت تسمى ( تحت الضيعة ) وبجانب المجمع من جهة اليسار ( نزلة الخرار ) نسبة الى الشلال الصغير الذي كان ينزل من الساقية . وعند الجهة القبلية في المجمع كانت طاحونة تدور على مياه الساقية وكذلك في العراد كانت طاحونتان تدوران على المياه أيضا . ما أجمل الحياة ان نحياها ببساطتها بعيدا عن تكاليفها .
دمشقي انا معلومات جديدة جازاك الله خيرا
وائل الصيداوي ساقية قدسيا وبالفعل إعتاد أهل قدسيا على تسميتها
(( الساقية ))
هي عبارة عن مجموعة ينابيع العراد وعلى ما اذكر كان اول نبعها من عين البركة من ثم تسير بين بساتين العراد تسقي بعضها وتزود من ينابيع بعض البساتين
فمنطقة بساتين العراد كانت تبدأ من منطقة البجاع شمال الضاحية ضاحية قدسيا نزولا بين البساتين حتى تصل قدسيا عن طريق الوادي وادي العراد أو وادي الأرن وهو الجبل من قدسيا المطل الفاصل بين قدسيا والهامة وتنقسم هذه الساقية بين قسم يروي بعض باستين الهامة والبعض يواصل سيره لقدسيا من الجهة الواقعة فوق مصنع البيرة وقبل مصنع البيرة كان هنالك بستان على ما أذكر كانت تسمى (( أرض عظمي )) سوف نتحدث عنها لاحقا
اجمل مافي الساقية أنها كنت مكشوفة بجانب الطريق
ولو اخذنا الطريق من نزلة قدسيا نزلة المعهد (( نزلة عكوبة )) وأنت تسير على الطريق الذي كان ضيق وترابي تكون بجوارك ساقية قدسيا بين سياج واشجار السفرجل واشجار الرمان وكانت تدخل البيوت في بعض الأحيان وتشكل أروقة جميلة في هذه البيوت تصور داخل البيت ساقية مكشوفة يعلوها العنب واشجار التين وعند كل بستان كانت توجد فتحة ماء تحويلة ماء تسمى (( مسكرة ))
الذي اذكره أن الساقية كانت في أغلب أماكنها يقف بها الكبير حد الركبة أو أكثر والصغار كانوا يقفون بها حد الوسط أو الخصر ونحن كنا نسبح بها
من المحطات الجميلة التي إنقرضت في مسيرة الساقية
تسميات مثل
طاروق جلال ___ من يذكره
جسر التينة ____ من يذكره
نزلة الجسر أو نزلة العسلي
الحلالة لآ أظن أحد من الجيل الجديد يذكر الحلالة
من ثم تكمل الساقية طريقها حتى تصل أمام بيت ابو علي الحمامي وهنا للساقية قصة جميلة وصورة جميلة
في عصر كل يوم والساقية المكشوفة على جانب الطريق الترابي الضيق كان كل من ابو علي الحمامي
وابو عدنان الخطيب والبردويل من يذكر البردويل
وابو سعيد زعبوبة
لديهم كل واحد في دكانه عصا طويلة طولها تقريبا 3 امتار هذه العصار ركب في نهايتها سطل (( وعاء معدني )) مثبت في نهاية العصار يقف احدهم في طرف الساقية ويغمس العصا بوعائها بالساقية ويقوم بالتناوب برش الطريق مرة تلو المرة حتى يصبح الطريق في يوم الصيف الحار يصبح الطريق الترابي رطب ومن يذكر رائحة التراب فلرائحة التراب سحرها أليس كذلك
وكنت ترى الطريق تقريبا من بداية دكان الحمامي اي من نهاية ساحة الأمل حاليا حتى ساحة البلدة الطريق رطب مفعم برائحة التراب
الذي اذكره تماما ولا يغيب عن بالي طفولتي
حيث كان بيتنا يبدا من جسر نزلة العسلي حتى نزلة الحلالة الساقية تمر داخل بيتنا اي أن ساحة الأمل كلها الساحة حتى البناء كان بيتنا كان يتوسط هذا البيت شجرة من السرو طويلة جدا بحيث كنت تراها من جميع أماكن قدسيا
والساقية تمر داخل البيت بعرض مترين تقريبا فوق هذه الساقية كانت عريشة العنب تبدأ من أول البيت حتى أخره تبدأ بالعنب السوادي يتوسطها العنب الزيني من ثم العنب الحلواني وكله متسلقات عنب تغطي هذه الساقية بمنظر جميل
وعلى جانبي الساقية داخل البيت من الغرب كان المنزل ومن الشرق كان بستان كبير يعتم على الساقية
وكان البيت يعتبر من البيوت الشرقية العريقة سوف نتحدث لاحقا عن أشهر البيوت العريقة في قدسيا
وكان على جانبي الساقية بداية شجرة تين كبيرة كبيرة كبيرة كثيرة الثمار خيرة العطاء وكنا نسمي التين السقوي اي حبة التين (( طاب تين )) من بعدها وفوق الساقية كان هنالك شجرة مشمش هندي تصل بحجمها للدور الثاني من المنزل وفي موسم الحمل والثمار كانت هذه الشجرة مضيئة باللون المشمشي الساحر من كثرة الثمار والحمل
وعلى يمين الساقية كانت هنالك وردة جورية زهرية اللون
وبجوراها شجرة حبلاس من يعرف ما هو الحبلاس
وشجرة رمان مجاورة لشجرة الحبلاس كل هذا فقط جوار الساقية هكذا كانت قدسيا وهكذا كانت طبيعة بيوتها
وتستمر الساقية بالسير حتى ساحة قدسيا وبما تحدثنا عنه طاحونة قدسيا وكانت الساقية تمر داخل الجامع العمري والبحرة الحجر الكبيرة التي كنت داخل الجامع كانت تأخذ مياهها من الساقية تصور نظافة الساقية في ذلك الوقت
وتسمر الساقية في السير بين المنازل والبساتين وعلى جوار الطريق حتى تصل لبساتين الكروم
الذي أذكره تماما أن الساقية كانت في أخر مطافها تكمل السير حتى بساتين منطقة الأحداث وصولا تقريبا لبستان بيت أبو عادل مستو
من باستين الكروم نذكر ولا يغيب عنا بستان بيت حمودة أبو جميل حمودة وابو جمال الله يذكرهم بالخير الاباء والأبناء بستان بيت الطير بستان بيت مستو بستان بيت توبة بستان بيت المضاوي وغيرهم من اصحاب البساتين
دائما للحديث بقية