الصداع النصفي أو "الشقيقة"
سببه الأساسي الجينات .
كل إنسان في هذا العالم يعاني من أنواع مختلفة من المشاكل ولو بشكل متفاوت. هنا في لبنان، مشاكل وصعوبات الحياة أكثر من أن تعدّ وأكبر من أن توصف، وضع اقتصادي مزر، مشاكل اجتماعية، حروب سياسية، وصعوبة الامساك بلقمة العيش. وبالنسبة للمواطنين، هذه المشاكل كفيلة بأن توجع كل رأس، إلا أنّ أوجاع الرأس عديدة ومن أصعبها الصداع النصفي أو ما يعرف بـ"الشقيقة"، فما هو هذا المرض؟
يصيب هذا النوع من الصداع بشكل عام جزءا واحدا من الرأس أي بشكل نصفي وهو يختلف عن أنواع أوجاع الرأس الأخرى. يعاني منه25% من النساء و8% من الرجال طوال حياتهم، إلا أنّ المرأة أكثر عرضة للاصابة به من الرجل ولاسيما في مرحلة سن اليأس لتغير معدلات الهورمونات الأنثوية لديها.
يصيب هذا المرض بكثرة بحسب الدكتورة شريفة الرفاعي الأشخاص من عمر العشرين إلى عمر الاربعين، لافتة عبر "النشرة" إلى أن سببه الأساسي هو الجينات (اي مرض وراثي) بالاضافة إلى أسباب أخرى يمكن أن تسببه كالتدخين أو بعض أنواع الأطعمة أو جفاف الجسم.
إذا، هو مرض وراثي بالدرجة الأولى، وهذا سبب إصابة دجى داود به في سن السادسة عشر حسب ما قالته في حديثها لـ"النشرة"، موضحة أنّ الصداع النصفي انتقل إليها من والدتها، وأصبحت تعاني عوارض مشابهة للعوارض التي تعانيها الوالدة، ألم حاد في الجهة اليمنى من رأسها يترافق مع ألم في عينها عدة مرات في الشهر، وكل مرة حسب حديثها، تختلف مدة النوبة حيث قد تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أيام متواصلة.
ومن مسبباته أيضا صدمة نفسية أو أوقات صعبة جدا يمر بها الانسان على مدى طويل، هذه حالة فاطمة م. المصابة بالصداع النصفي. فاطمة لها من العمر 22 سنة، عندما كانت في سن السادسة توفي والدها فسبب لها ذلك صدمة نفسية لازمتها فترة طويلة بدأت تظهر معها عوارض الصداع النصفي من وجع رأس إلى استفراغ ودم من الأنف وثقل باللسان. وخلال حديثها لـ"النشرة"، تحدثت عن إصابتها المكتشفة بعمر 12 سنة جراء هذه الصدمة، وقالت: "في الفترات الأولى لاصابتي كانت النوبة تداهمني حوالي 4 مرات في الشهر وتدوم أكثر من يوم لتصل في ذروتها إلى 15 يوما من الألم". وأضافت: "بعد الفحوصات اللازمة علمت أنني مصابة بالصداع النصفي فوصف لي الطبيب الدواء اللازم (مسكّن)، بالاضافة لمنعي عن بعض الأمور والأطعمة مثل الملح والكافيين والتدخين والكاتشاب".
أنواع الصداع النصفي
الصداع النصفي حسب الدكتورة شريفة الرفاعي ينقسم إلى نوعين:
- الأول صداع نصفي عادي لا يشعر فيه المريض بدنو النوبة وتستمر نوبته من 4 الى 72 ساعة حيث يشعر بألم في جانب الرأس أو الجانبين، كما قد يكون مع شعور بالغثيان.
- الثاني صداع نصفي تقليدي وفيه يشعر المريض بدنو النوبة، والتي قد تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام، يسبقها توتر عصبي.
ولفتت الرفاعي إلى أنّ الرؤية قد تتشوش في بعض الحالات، بحيث يرى الشخص الخطوط متعرجة، والأنوار مبهرة، مشيرة إلى أنّ المريض قد يفقد النظر مؤقتا مع صعوبة في الكلام والشعور بضعف بالاطراف ووجع شديد.
ولفتت الرفاعي إلى أنّ المصابين بهذا النوع من وجع الرأس الذين يفوق عمرهم الاربعين عاما يخضعون لفحوصات متعددة بغية نفي أيّ مسبب آخر لما يحس به من وجع في رأسه، ومن ثم يتم تشخيص المرض بناء على المعطيات المتوفرة.
الوقاية والعلاج
في ما يخص الوقاية من مرض "الشقيقة" وعلاجه، أوضحت الرفاعي أنّ "تحديد أسباب ظهور الصداع النصفي مهم جدا لمحاولة تجنبه والسيطرة على الالم والصداع"، مشيرة إلى أنه في أغلب الأحيان، لا يوجد أسباب محددة لظهوره، وفي هذه الحالة لا سبيل لعلاجه سوى عبر أخذ الأدوية الموصوفة من الطبيب الاختصاصي والتي عادة ما تكون مسكّنات للألم. لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى وجود بعض العوامل التي قد تساعد علي ظهوره، ومن اهمها:
- اولا التدخين، وهنا تكون الوقاية منه عبر حثّ المريض على إيقاف التدخين لأنه يسبب له ألما في رأسه،
- ثانيا قد يكون السبب هو قلة النوم أو السهر لفترات طويلة، وهنا الوقاية تكون عادة بتنظيم أوقات النوم والسهر مما يؤثر إيجابا على المريض،
- ثالثا، يعتبر جفاف الجسم أيضا من الأسباب المهمة للاصابة بالصداع النصفي وبالطبع فإنّ الوقاية هنا تكون بالاكثار من شرب الماء والسوائل المفيدة للجسم.
- رابعا يمكن أن يكون السبب تناول بعض أنواع الطعام والشراب كالجبن والشوكولا والخمور والكحول، والوقاية تكون هنا عبر التخفيف من هذه الأنواع من الأطعمة أو إيقاف تناولها نهائيا.
ولفتت الرفاعي إلى بعض النصائح التي يوجهها الأطباء للمرضى للوقاية من الصداع النصفي وهي تناول الأطعمة المفيدة صحيا، الراحة والاسترخاء، ممارسة الرياضة وخصوصا لمن كان عمله يتطلب منه الجلوس وراء مكتب لفترات طويلة.
وتشدّد الرفاعي، في الخلاصة، على ضرورة عدم تناول الدواء دون وصفة طبية لان من شأن ذلك تعريض المريض للخطر أو الادمان، مشيرة إلى أنّ الادوية المخدرة نادرا ما تعطى لمرضى الصداع النصفي إلا في حالات قليلة يكون المريض فيها غير قادر على احتمال الوضع وبالطبع عبر وصفة طبية.