. لَا أَدْرِي بِأَيِّ اِسْمٍ مَا كَانَ بيننا
. أَكَانَ هَذَا حُبًّا أَمْ جُنُونًا أَمْ مِحْنَةً أَمْ كِبْرِيَاءَ
. لَكِنَّنِي لَنْ أَنْسَى اِسْمَكَ أَبَدًا أَيَّتُهَا المَرْأَةَ
أَبَدًا. نَعَمْ أَقُولهَا اِمْرَأَةٌ وَإِنْ كُنْتِ فَتَاةٌ مَا لَبِثْتِ أَنْ خَلَّعْتِ جَسَدِ الطُّفُولَةِ.
لَكِنَّكَ قَدْ فَجَّرْتِ طَاقَاتِ الجِمَالِ فِي تِمْثَالِكَ هَذَا.
أَعَوَّدَ لِلقَوْلِ فِيكَ 000 أَيَّتُهَا المَرْأَةَ
. فَإِذَا قِلَّتُ أَنَّكِ جَعَلْتِنِي اُشْكُ حَتَّى فِي صِدْقَ الدُّمُوعِ.
لَا يُفَوِّتُنِي أَنَّكِ كُنْتِ صَافِيَةً كَمَا صَفَاءُ المَاءِ البِكْرِ.
. غُيُرٌ نَاسٍيًا أَنَّنِي كُنْتُ فِي سَذَاجَةَ الطِّفْلِ المُدَلَّلِ
. عِنْدَمَا أَحْبَبْتُكِ. مُنْذُ ذَاكَ الزَّمَنِ مذ أَنْ أَحْبَبْتُكِ مُنْذُ أَنْ كُنْتُ وَكُنْتِ.
أَتَمَتَّعُ بِأَنَّكِ كُنْتِ أَوَّلَ مَصْدَرٍ مِنْ مَصَادِرُ الأَلَمِ..
كُنْتِي إِلْهَامُ تَفَتُّحِ مَشَاعِرِي الصَّغِيرَة
وَفِي وِلَادَةَ دُمُوعِ دُنْيَاي الصَّغِيرَةِ.
لَقَدْ تَفَجَّرَتْ دُمُوعِي بِسَبَبِكِ.
وَهِيَ لَنْ تَجِفُّ وَتَجْرِي عَبْرَ جُرْحَيْ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَمِلُّ فِي أَنْ يَنْدَمِلَ
. وَإِنَّنِي لِسَعِيدَ بِهَذَا التَّنَاقُضِ بَيْنَ النبع المُرِّ وَالذِّكْرَيَاتُ الأَلِيمَةَ.
لَكِنَّنِي مُؤْمِنٌ بِأَنْ لِلهِ حِكْمَتُهِ فِيمَا اِبْتَلَانِي.
فَلَنْ تَكُونُ دُمُوعِي أُخُرَ مَوْطِنِي بِكَ وَأَخَّرَ عَهْدِي.
لَكِنَّنِي سَوْفَ أَجْلِسُ مَعَ هَذَا الطِّفْلِ المُدَلَّلُ وَأَقُولُ لَهُ بِأَنَّهُ:. مَدِينٌ لَكَ بِتَفَتُّحِ قَلْبٍ.
وَأَنَّ المَرْءُ طِفْلُ مَا لَمْ يُهَذِّبُهُ الأَلَمُ.
وَالنَّفْسُ لَا تَعْرِفُ حَقِيقَةُ مَشَاعِرِهَا مَا لَمْ تَمُرُّ بِتَجْرِبَةِ الأَلَمِ.
تِلْكَ هِيَ نَوَامِيسُ الحَيَاةِ القَاسِيَةُ.
. فَالنَّبَاتُ لِأَيَنْمُوَا إلأ إِذَا بَلَّلَتْهُ قَطَرَاتُ النَّدِيِّ فِي الصَّبَاحِ.
وَلَا صَبَاحٌ يَأْتِي قَبْلَ لَيْلٍ قَارِسٌ البُرُدِ أَسْوَدُ الظُّلُمَاتِ.
وَنَحْنُ مِثْلَ النَّبَاتِ نَتَغَذَّى وَيُشَرِّقُ صَبَاحِنَا عَلَى الدَّمْعِ.
لَقَدْ رَمَزُوا قَدِيمًا لِلسَّعَادَةِ بِبُرْعُمِ نَبْتٍ بِشَجَرَةٍ مُحَطِّمَةٌ
. مَرْكُونَةٌ فِي زَوَايَا الأَزِقَّةِ المُوحِشَةِ
بَلَّلَتْهَا قَطَرَاتُ النَّدِيِّ
فَاِبْتَعَثْتُ الحَيَاةَ بِهَا مِنْ جَدِيدٍ.
كَذَلِكَ الإ نِسَانُ
لَنْ يُحِبُّ الزُّهُورُ وَلَا يُطْرِبُ لِلأَنَاشِيدِ وَلَا. يَنْعَمُ بِالأَحَاسِيسِ وَلَنْ يَتَذَوَّقُ الفَنَّ
مَا لَمْ يَمُرُّ بِتَجْرِبَةِ الأَلَمِ.
. إِنَّ السَّعَادَةُ فِي الحُبِّ لَا تُنْجِبُ الشَّاعِرَ وَلَا الفَنَّانَ
وَلَا تُخَلِّدَ قَيْسًا وَلَيْلَى.
فَالسَّعَادَةُ فِي الحُبِّ لَا تُؤَدِّي إِلَّا إِلَى اِنْجَابَ الأَطْفَالُ.
اِسْمَعْ يَا طِفْلِي المُدَلَّلُ:. مَا أَجِدْ هَذِهِ التَّجْرِبَةَ الَّتِي مَرَّرْتُ بِهَا
فَهِيَ تَجْرِبَةٌ. قَدَرَ لَكَ أَنْ تُعْرَفَ مِنْ خِلَالِهَا سِرَّ السَّعَادَةِ بِمَا أَنْزَلَتْهُ بِكَ مِنْ آلَامٌ.
إِنْ الآلم يَفْتَحُ القَلْبَ يَجْلُوهُ يُزِيلُ صَدَاهُ
يُنَقِّيهُ. فَهَلْ يُغْضِبُكَ أَنْ قَلَّبَكَ صَارَ فِي صَفَاءِ السَّمَاءِ.
هَذِهِ تَجْرِبَتُكَ وَهَذِهِ سَعَادَتُكَ وَهَذِهِ لَذَّةُ الأَلَمِ
.. بِقَلَمِي ِ
عدل سابقا من قبل waell في الإثنين 25 ديسمبر 2017 - 4:37 عدل 1 مرات