الحاسة السادسة.. بوصلة النساء إلى حقيقة الرجال .. ؟؟
53% من الرجال يعتبرون أن القلق من الخيانة يحفزها لدى زوجاتهم و62% يخافونها
- تعريف الحاسة السادسة:
يصف الدكتور ممتاز عبدالوهاب (أستاذ الطب النفسي في كلية الطب في جامعة القاهرة) الحاسة السادسة، بأنها "استشعار خارج الحواس، له أشكال متعددة منها الجلاء البصري والسمعي، ومنها ما هو مقترن بالحواس". والحاسة السادسة كما يقول "نوع من أنواع التخاطر عن بعد، وهي حالة لاإرادية ولا تخضع لمسببات مباشرة، ولا علاقة لها بصفة اجتماعية أو نفسية، ولا تخضع لسن محددة، لكنها تظهر في موقف معين تحت ما يسمى الاستشعار الحسي اللاإرادي أو الاستشعار خارج الحواس".
ماذا نقول عن امرأة تنهض من نومها شبه متأكدة من أن ابنتها تعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة؟ فتفحصها لتكتشف أن إحساسها في محله؟ وعن أخرى تؤكد لزوجها أن مبلغاً محدداً سيدخل في حسابه صباح اليوم التالي، فيستيقظ ويجده؟ وهل يمكننا ألا نتوقف عند امرأة عرفت أن زوجها يكذب عليها من دون أن يخبرها أحد بذلك؟
وإذا كانت المرأة تزهو بحاستها السادسة، وتعتبرها ميزة تضاف إلى مزاياها، حتى إنها تستعملها كدليل إدانة ضد زوجها في بعض الأحيان؟ فكيف ينظر الرجل إلى الحاسة السادسة؟ وكيف يقوِّم تأثيرها في حياته وعلاقته بزوجته؟
تحت عنوان الحاسة السادسة وهذا الموضوع إستطلاعاً شمل 100 رجل (متزوج) من أجل تحديد مدى تخوف الرجال وتحسبهم من هذه الحاسة، حين تتميز بها المرأة.
- الكفة ترجح للمرأة:
أكثر النقاط لفتاً للانتباه في الاستطلاع، تجلّى في كونه بيّن إيمان 55 في المئة من الرجال بتمتع المرأة بحاسة سادسة، ما يعني أن الحديث عن حاسة المرأة السادسة ليس زهواً نسائياً في الدرجة الأولى. بينما تبين أن 28 في المئة منهم يؤمنون بتفوق الرجل بتلك الحاسة على المرأة. في حين يتصور 17 في المئة من الرجال، أن النساء يتشابهن معهم في امتلاك الحاسة السادسة متخذين موقف الحياد منها.
ويبدو أن الحاسة السادسة ليست رهناً بمن يحملها، رجلاً كان أم امرأة. فـ56 في المئة من الرجال يؤمنون بوجودها، من دون تحديد أيّ من الجنسين يمتاز بها، في حين يأتي رد 35 في المئة منهم غير قاطع بخصوص وجودها أو عدمه.
واللافت، أن 7 في المئة فقط من الرجال الذين شملهم الاستطلاع، ينفون إيمانهم بالحاسة السادسة.
- منحة لا ذكاء:
وبعد التعمق في قراءة الاستطلاع، يتبين أن اعتراف الرجال بحاسة المرأة السادسة لم يأت في سياق المدح لذكائها وفطرتها، حيث أكد 47 في المئة منهم أن الحاسة السادسة منحة خاصة من عند الله، ولا دخل لها في الذكاء أو التفوق. وبهذا تكون المرأة مخلوقاً محظوظاً أكثر من كونها مخلوقاً ذكياً. فـ39 في المئة من الرجال ينسبون تمتع المرأة بالحاسة السادسة، إلى قدرتها على اكتسابها وتعلّمها كمهارة من المهارات، في حين أن 14في المئة يعترفون بأن تلك الحاسة تُعتبر شكلاً من أشكال الذكاء والفطنة.
والغريب أن 58 في المئة من الرجال الذين شملهم الاستطلاع، قابلوا شخصاً أو اثنين يتمتعان بما يمكن أن نطلق عليه حاسة سادسة، ما يعني دخول تلك الحاسة في صميم التركيبة النفسية لكثير من الناس. في حين ينفي 16 في المئة من الرجال مصادفتهم أحداً يتمتع بتلك الحاسة، ليأتي تأكيد 26 في المئة منهم أنهم قابلوا في حياتهم أشخاصاً كُثراً يتميزون بحاستهم السادسة.
- سوء ظن الزوجات:
أما المفارقة الكبيرة، فتتجلى في أن "رادار" الحاسة السادسة عند المرأة، إنما يبدأ العمل بتيقظ، نتيجة سوء ظنها بزوجها أولاً وأخيراً. ذلك أن 53 في المئة من الرجال، يربطون عمل الحاسة السادسة عند الزوجات، بسلوك أزواجهن، معتبرين أن سوء الظن هو الحافز الرئيسي إليها. ويدل ذلك على أن سلوك الزوج، هو الذي يدفع المرأة إلى استثمار حدسها في كشف خفايا أفعاله. في المقابل، يؤكد 29 في المئة من الرجال أن ما يقف وراء حاسة الزوجات السادسة، يتعلق بسلوك الزوج البراءة والشفافية، لنعود بذلك إلى النتيجة نفسها، وهي: رفض الرجال الاعتراف بذكاء المرأة وقدرتها على استشعار ما يقوم به زوجها، حيث يربط 18 في المئة من الرجال فقط حاسة المرأة السادسة بذكائها وسرعة بديهتها.
في اقتناع الرجال بتمتع المرأة بالحاسة السادسة، لكون تلك الحاسة أصبحت نذير شؤم، وناقوس خطر يدق في بيت الزوجية ويقض مضاجعهم. فـ62 في المئة من الأزواج يؤكدون تخوفهم وتحسبهم من حاسة زوجاتهم السادسة، ويعترفون بأنهم يجدون أنفسهم مضطرين إلى مسايرة تلك الحاسة، لِما تحمله من وقع سلبي على حياتهم الزوجية. في حين يجد 19 في المئة منهم أنفسهم غير مضطرين إلى التخوف من حاسة الزوجة السادسة، انطلاقاً من عدم إيمانهم بوجودها أصلاً. وفي المقابل، يجد 19 في المئة من الرجال أنفسهم مضطرين إلى مسايرة الحاسة السادسة لدى زوجاتهم بين حين وآخر.
- الخيانة الزوجية:
يبقى أن أكثر النقاط إثارة في ما يتعلق بنظرة الرجل إلى حاسة زوجته السادسة،إنما تكمن في موضوع الخيانة الزوجية، حيث يتصدر موضوع الخيانة لائحة الأمور التي تستثير الحاسة السادسة، عند المرأة، وذلك بحسب تأكيد 54 في المئة من الرجال، وهذا ما يؤشر إلى الهوس الكبير لدى المرأة بكل ما يتعلق بخيانة الزوج، وهو الأمر الذي انتقل تلقائياً إلى الرجال أنفسهم. والمفارقة أن هوس الزوجة كأنثى، يطغى على هوسها كأم، ويأخذ بعداً أكبر منه. ذلك أن 34 في المئة من الرجال يعتبرون أن التفكير في الأولاد وفي ما قد يصيبهم من مكروه، يأتي في الدرجة الثانية لدى النساء، في حين يأتي الخوف من خيانة الزوج في المرتبة الأولى، ما يؤكد دور الخوف من الخيانة في تنشيط حاسة المرأة السادسة، في حين تتراجع تلك الحاسة تجاه الضرر الذي يصيب البيت والممتلكات، بحسب ما يقول 12 في المئة من الأزواج.
- الجنية منال:
وإذا كانت نتائج الإستطلاع الرقمية، حاسمة في موضوع الحاسة السادسة، بحيث إنها لم تترك شكاً في تفوق وتميز المرأة بهذه الحاسة، فما الذي تضيفه قصص وحكايات الناس حول الحاسة السادسة، التي تقاطعت مع آراء الرجال المئة الذين شملهم الاستطلاع في نقاط عدة؟
ترفع منال. ف حاستها السادسة إلى مستوى اليقين الذي لم يخطئ مرة معها، فتقول: "يُطلق عليَّ الجميع اسم الجنية، نظراً إلى ما أتمتع به من قدرات كبيرة على كشف خبايا وخفايا الآخرين، حتى بتُّ لا أخطو خطوة من دون اللحاق بما تهمس به حاستي السادسة في أذني".
وتُعدد منال أطرف المواقف، التي كشفتها بفضل حدسها، متباهية بأن "لا يمكن لأحد ممن هم حول الإقدام على شيء من دون إعلامي بذلك". وتضيف: "إذا اتفقت بعض الصديقات على الالتقاء في أحد المقاهي، تراني ألحق حدسي لأقترب منهن، مرحبة بالصدفة التي جمعتنا من غير موعد". أحياناً كثيرة تشعر منال بأن زوجها في بيت أمه أثناء دوامه، لافتة إلى أنها تقصد فوراً بائع الزهور: "وأتجه إلى بيت حماتي ومعي باقة من الورد الجوري الذي تحبه".
وعما إذا كانت تعتبر أن حدسها هو هبة من الله، أم ذكاء وفطرة؟ تجيب منال التي تعمل في محل ملابس، قائلة: "أنا أعتبر الحاسة السادسة عند المرأة مرتبطة بالذكاء وبسرعة البديهة"، معترفة بأن "حاستي السادسة ترهقني في بعض الأحيان، لِمَا تكشفه لي من أشياء تنغص عليّ حياتي".
- فاعل خير.. اسمه الظن:
إذا كانت المرأة تعترف بـ"عظْمة لسانها" بأنها تعبت من حدسها، فما بال الرجل الضحية الأولى لنشاط الحاسة السادسة لدى المرأة؟
يستحضر كمال. ع (رجل أعمال) آخر موقف صدر عن زوجته "صاحبة أقوى حاسة سادسة في العالم"، على حد قوله. فيقول: "يا سبحان الله كيف تشم المرأة رائحة كذب زوجها؟". ليبدأ في سرد حكايته، لافتاً إلى أنه لم يشأ في إحدى المرات إخبار زوجته أنه موجود في أحد الفنادق مع بعض الأصحاب، "تجنباً للدروس والنصائح التي تتلوها على مسمعي قبل كل سهرة"، كما يقول. ويضيف: "لم يصدق أحد أنني وجدتها تنتظرني على باب الفندق في ذلك اليوم، وكانت تنتظرني في السيارة، وأترك الباقي للمخيلة، كي تتصور ما الذي قد يحصل بين زوج كاذب وامرأة تتمتع بحاسة سادسة؟". ويتابع بسخرية: "رجوتها أن تخبرني باسم فاعل الخير الذي أعلمها بمكاني، فأقسمت بأنها عرفت من تلقاء نفسها، وعلى لسانها العبارة ذاتها: ألم تؤمن بعد سنوات زواجنا العشر بأن ظني لا يخطئ؟".
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتبر أن حدس زوجته، يدخل في سياق الذكاء، أم أنه منحة خاصة من الله؟ يرد كمال ضاحكاً: "ليس ذكاء ولا منحة ربانية، كل ما في الأمر أن زوجتي سيئة الظن، وتشك حتى في ظلها".
- نوايا:
وإذا كانت حاسة المراة السادسة تُعتبر ورطة لرجل ومصدراً لقلقه، كما يؤكد 62 في المئة من الرجال، فها هو مهند عثمان يجد حلاًّ للخلاص منها، فيقول: "ما من مَخرج ينقذ الرجل من حاسة المرأة السادسة إلاّ إنجابها وانشغالها بأطفالها". ويربط ذلك بأنها "ستنشغل عن زوجها بأطفالها، وبدلاً من أن يتحرك رادار شكها نحوه، سيأخذ أطفالها كل اهتمامها بشكل تلقائي، لينعم الرجل بما يريد". ومع ذلك لا يبتعد مهند من وضع سوء الظن في المقام الأول "كمحرك نشط لحاسة المرأة السادسة"، حيث إنه يؤمن بأن الله يرشد المرأة إلى توقعاتها وتخميناتها، ليس فقط لأنها امرأة، إنما بسبب لعنة الخيانة: "فهذه الخاصية التي تعتبرها المراة ميزة" على حد قوله، "لا تظهر إلاّ في علاقتها مع زوجها، وهذا ما يؤكد أن كل الخيانات الزوجية فُضحت بفضل حاسة المرأة السادسة".
- حاسة سابعة:
وبعيداً من سوء الظن، الذي يربطه 53 في المئة من الرجال بامتلاك المرأة الحاسة السادسة، يقول وليم فراندو بمنطق مغاير، إن "المرأة لا تمتلك حاسة سادسة، فحسب، بل حاسة سابعة من دون أدنى شك". ويعزو السبب إلى "الشفافية التي تتميز بها عن الرجل". ويقول: "تضيف طيبة القلب إلى المرأة قدرة خَيالية على قراءة ما يحدث، فهي تفهم الكلمة من أول حرف، وتقرأ المكتوب من عنوانه، وتكشف المستور من هفوة صغيرة ارتكبها الآخر". ولعل هذه الأشياء كما يضيف وليم: "مرتبطة بشفافيتها وعفويتها، اللتين منحهما إياها الله". ويعترف وليم في المقابل بأن إيمانه بالحاسة السادسة كان نتيجة ما يراه في المرأة من قوة ملاحظة، ويقول: "يمشي الرجل وراء حقائق، في حين تمشي المرأة وراء أحاسيس. ومن هنا وُلدت عبارة: قلبي يخبرني بكذا وكذا، وهي العبارة التي لا قدرة لرجل واحد على تردادها".
- لنتبادل:
وفي موقف لافت، تتمنى غادة عيسى "لو يأخذ الرجل الحاسة السادسة من المرأة، ويزيح عن صدرها ذلك الهم". وإذ تبدي اعتراضاً على ما سبق من مواقف، اعتبرت أن المرأة هي المستفيدة من الحاسة السادسة، تقول: "المتضرر الأول من حاسة المرأة السادسة، هي المرأة نفسها، حيث تعيش الزوجة التي لا تمتلك تلك الحاسة حياة هانئة لا يعكر صفوها تأويل ولا توقع".
- ميزة مشتركة:
"حاسة المرأة السادسة، هي ببساطة مهارة يمكن تعلُّمها واكتسابها عن طريق متابعة التفاصيل وتحليلها". هذا ما يقوله باسل عطاالله، الذي يعتبر أن "تصنيف الحاسة السادسة على أنها خاصة بالنساء أمر غير منطقي، لأنني شخصياً أتمتع بها وأعرف العديد من الرجال ممن يتميزون بامتلاكها".
وما الذي جعل الناس يربطون بين المرأة والحاسة السادسة؟ يجيب: "ربما هو حديثها المستمر عنها، وتفاخرها بتلك القدرة التي تعتبرها خاصة بالنساء فقط. فقد يكون ذلك هو ما يوهم الناس بأن الحاسة السادسة ملك للمرأة وحدها". ويضيف: "استطيع أن أؤكد أن الرجل يتمتع بالحاسة السادسة ويستطيع استخدامها بشكل أقوى وأعمق من المرأة، بعيداً من التهويل والمبالغة، لأنه لا يتكلم كثيراً عن مهاراته، كما تفعل المرأة". إلاّ أن ذلك لا ينفي إيمان باسل بأن "المرأة تحصر قوة حاستها السادسة في الأمور التي تتعلق بأنوثتها وكرامتها". ويتابع: "ما من شك في أن حذر المرأة وخوفها من فقدان الرجل، يوقظان كل طاقاتها، حتى الحواس التي لم نسمع عنها بعد".
- فارق واحد:
لا تختلف نسرين تنوخي مع باسل في أن الحاسة السادسة ميزة الرجل، مثلما هي ميزة المرأة. إلاّ أنها تجد في ذكاء المرأة التفصيلي الفارق الذي يرجح كفة النساء، لافتة إلى أن "هذا الذكاء يقف وراء ملاحظاتها الدقيقة". وبحسب تعبيرها، فإن "الحاسة السادسة ترتبط بجملة من التفاصيل التي تؤدي غرضها في تنشيط حدس المرأة، ولكن تلك التفاصيل لا تأخذ دورها في ملاحظات الرجال". وتضيف: "لهذه الأسباب، تتفوق المرأة باكتشاف أمور لا تثير انتباه الرجل، كإحساسها بخطر يقترب من بيتها، أو بنذير شؤم يقف على مقربة منه". وإذ تشير إلى أن "هذا لا يعني أن الرجل لا يهتم بأمور أسرته"، تلفت إلى أنه (الرجل) مشغول بعمله ومسؤولياته في نهاية المطاف "الأمر الذي يشغله ويبعده من قراءة ما يحدث حوله".
وتعترف نسرين بامتلاكها الحاسة السادسة، فتقول: "أشعر أحياناً وأنا في سريري بأن درجة حرارة ابنتي عالية، فأقصد غرفتها وأجدها ساخنة، وهذا دليل على كوني محصنة بحاستي ضد أي سوء يدخل بيتي".
- الذكاء في الدرجة الأولى:
إذا كانت المرأة تتمتع بحاسة سادسة قوية، بحسب ما يبين الاستطلاع، فإن حدسها كما يَعتبر 39 في المئة من الرجال "ليس نتاج ذكاء أو سرعة بديهة، بقدر ما هو نتاج مهارة وسوء ظن". وهذا ما يثير حفيظة فيرا أيوب، التي تعترض على هذا الكلام، فتقول: "لقد خص الله المرأة بإحساس مرهف، لكنه لم يساو بين النساء في درجة الذكاء، فالحاسة السادسة لا تَظهر عند كل الجنس اللطيف مهما حاول امتلاك المهارات، وهنا يظهر الفارق بين امرأة ذكية تربط الأحداث وتصل إلى نتيجة، وأخرى لا تعرف كيف تتنبأ ولا كيف تخمن".
وإذ تصف فيرا حاستها السادسة بأنّها "ممتازة"، تقول: "أشعر بالشيء قبل حدوثه، وأتكهنّ به قبل أن يرى النور". وعما إذا كانت تستخدم حدسها تجاه زوجها، تجيب فيرا ضاحكة: "بصراحة نعم، فأحياناً أستبق كلامه، وأسأله: هل تريد الخروج الليلة؟ فيرمقني بتلك النظرة التي أراها في عينينه كلما فأجأته بحاستي السادسة". وتشير فيرا إلى أنّ "الحاسة السادسة لدى المرأة، تجعل الزوج يعد للعشرة قبل الإقدام على خيانتها، فيخاف من أن تعرف ما الذي يدور في رأسه. ومن أجل هذا يفرح الرجل بالزواج بإمرأة لا تتمتع بحاسة سادسة، لأنّ ذلك يجعله غير مضطر إلى اللف والدوران وإعتماد الحيلة والكذب معها".
- السلوك الأعوج:
وتجاه تأكيد 54 في المئة من الرجال أنّ الخيانة الزوجية، هي أكثر الموضوعات التي توقظ حاسة المرأة السادسة. تعتقد ليلى أشرم أن "سلوك الزوج الأعوج، هو الذي يوقظ تلك الحاسة لدى المرأة". وتلفت إلى أن "ما من مبرِّر لإيقاظها وتنبيهها، إذا كان زوجها حسن السلوك ويراعي بيته وأسرته". وتضيف: "تبقى الحاسة السادسة في مكمنها، حتى تلوح في أفق البيت غيوم الشك وعلامات الخيانة، ليأتي دورها في التنبؤ أوّلاً، والتأكد ثانياً، وذلك بعد ربط الدلائل ووضع الزوج أمام مرآة الحقيقة".
وتقول ليلى، وهي أُم لطفلتين، إنّها "توجه حاستها السادسة نحو بناتها وأسرتها"، كاشفة أنّها تشعر بالمكروه قبل وقوعه: "فأركض وأطمئن عليهنّ، لأفاجأ بالسوء الذي كنت أشعر بأنّه قد يحصل قبل لحظات، وهذا من إيجابيات الحاسة السادسة لدى الأُم".
- الأُم ثانياً:
وإذا كانت النتائج التي أظهرها الإستطلاع، قد أوضحت أن مسألة "الضر الذي يصيب البيت والممتلكات"، هي من أقل الموضوعات التي تنبه حاسة المرأة السادسة، وذلك بحسب تأكيد 12 في المئة من الرجال، فإن في ذلك ما يثير الإحتجاج على ألسنة النساء، اللواتي يجدن في هذا الكلام ظلماً وتجنياً.
وفي هذا السياق، تؤكد سناء سلايطة، أنّها تتعامل مع الأشياء في محيط أسرتها إنطلاقاً من حاستها السادسة، وتقول: "لهذا يشاورني زوجي في أمور عمله وفي كل خطوة يخطوها".
ولكن الكثير من الرجال يبدون تخوفهم من حاسة زوجاتهم السادسة؟ تجيب سناء مدافعة: "كل يغني على ليلاه، فإذا كان هم الرجل محصوراً في عمله وبيته، فلن ينظر إلى حاسة المرأة السادسة بخوف وحذر وتتابع: "في المقابل، فإن من يريد أن يلعب بذيله خارج علاقته الزوجية، لابدّ أن يتحسب من حدس زوجته الذي سيسلط الضوء على أخطائه".
وتتحدث سناء عن موقف لا تنساه، فتقول: "شعرت ذات ليلة بأنّنا على وشك كسب مبلغ كبير من المال. وبالفعل أخبرت زوجي، ليأتيني في اليوم التالي غير مصدق أنّ المبلغ الذي حددته له، كان نفسه الذي حصل عليه".
- الحاصة السادسة وعلم النفس:
كيف ينظر علم النفس إلى الحاسة السادسة، باعتبارها خصوصية نسائية، كما أجمع أغلب الآراء؟
لا يجد الدكتور طلعت مطر (طبيب نفسي) تفسيراً علمياً للحاسة السادسة، سوى أنّها "إحساسنا بالشيء من دون الإعتماد على الحواس الخمس، التي هي: البصر والسمع واللمس والشم والتذوق".
والحاسة السادسة بحسب قوله: "تشمل التخاطب، والإحساس من بعد، والتنبؤ، وتحريك الأشياء". أمّا لماذا تتميز بها المرأة، أكثر من الرجل، فيعلق الدكتور مطر على ذلك بقوله إنّ "طبيعة المرأة المشككة، خاصة في ما يتعلق بعلاقتها العاطفية مع الرجل، تحرك عندها الحاسة السادسة، فتلتقط كل سوء يتعلق بالمحيط الذي تعيشه فيه". ويشير إلى أن "إتفاق الرجال على أن أكثر الموضوعات التي تستثير حاسة المرأة السادسة، هو الخيانة الزوجية، ما هو إلاّ إثبات أنّ المرأة تعيش حالة هوس بشأن كيانها الأسري، وزواجها الذي لا تريد أن تفقده". فالعلاقة الزوجية كما يضيف الدكتور مطر: "تشكل الركيزة النفسية في حياة المرأة، وهي التي تحرك في داخلها الشكوك والتأويلات والمخاوف، ولهذا تنشط الحاسة السادسة عند المرأة بشكل كبير".
- طبيعة الرجل:
ويذهب الدكتور مطر إلى شرح طبيعة الرجل، كعامل مساعد في تنشيط حاسة المرأة السادسة، فيقول: "لا يجيد الرجل الكذب كما تجيده المرأة، فحين يكذب ترتبك بعض الخلايا في مخه، ما يؤثر في سلوكه ونطقه، عكس المرأة التي تعرف كيف تخفي وتداري كذبتها". ويضيف: "هذا الإرتباك في سلوك الرجل، يحفز الحاسة السادسة عند المرأة. لهذا يشعر الرجل بخوف من حاسة زوجته السادسة".
وبالإنتقال إلى العلاقة بين ذكاء المرأة وحاستها السادسة، ينفي الدكتور مطر فرضية أن ذكاء المرأة يقف وراء حاستها السادسة، ويقول: "كما أجمعت الآراء، يعمل سوء الظن عند المرأة على إيقاظ حاستها السادسة، فهي عندها قدرة كبيرة على قراءة ما بين السطور. ولهذا تلتقط الأشياء التي يحاول زوجها إخفاءها، لسوء ظنها المستمر وليس لذكائها".
ويتعاطف الدكتور مطر مع النسبة الضعيفة التي نالتها المرأة في الإستبيان، في ما يتعلق بالموضوعات التي تستثير حاستها السادسة، فيقول: "تلتقط حاسة المرأة السادسة السوء قبل أن يصيب أولادها، وقد انتشرت مؤخراً في بريطانيا حكاية الأُم التي نهضت من سريرها فجراً، لشدة الألم الذي تشعر به في أسنانها، فاصطحبها زوجها إلى أقرب مستشفى، لتُظهر الفحوص أنها لا تشكو من شيء، على الإطلاق، فما كان منها إلاّ أن عادت إلى البيت مستغربة مما حدث، إلاّ أنّ الأمر الغريب، هو أنها تلقت اتصالاً من ابنها المقيم في الولايات المتحدة، أخبرها فيه أنّه في الساعة نفسها، ذهب إلى المستشفى ليقلع السن التي كانت تؤلمها ذاتها".
* أُم الحواس
في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، كتب الزميل أنيس منصور مقالاً في جريدة "الشرق الأوسط"، بعنوان "هذه الحاسة السادسة وراء كل الحواس"، حيث يقول إنّ "المرأة من أكثر الناس إعتماداً على حاستها السادسة، لأن تجاربها ليست كثيرة، وإيمانها بالعقل ليس كبيراً، فهي تعتمد على عواطفها، ولا تعتمد في الدنيا على ما تراه وتسمعه، بل على حاستها السادسة". ويشير إلى أن "من المؤكد علمياً أن إدراك المرأة أصدق من إدراك الرجل، وأحساسها بالأحداث المقبلة أوضح من إحساس الرجل، وهناك آلاف التجارب في حياتنا تؤكد صدق فراسة المرأة".
تقول جيرترود شميدلر (أستاذة علم النفس في جامعة نيويورك)، إنّ "أغلب الناس يتمتعون بالحاسة السادسة، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم أو استبصاراتهم".وتلفت إلى أنّه "ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادث خطير، أو بأمر بالغ الأهمية، حتى يُقال إنّه موهوب بالحاسة السادسة. إنّما يكفي أن يدق جرس الهاتف وتخمن من المتصل، لتتأكد من إمتلاكك الحاسة السادسة، التي قد يملكها رجل وإمرأة بالقدر نفسه".
53% من الرجال يعتبرون أن القلق من الخيانة يحفزها لدى زوجاتهم و62% يخافونها
- تعريف الحاسة السادسة:
يصف الدكتور ممتاز عبدالوهاب (أستاذ الطب النفسي في كلية الطب في جامعة القاهرة) الحاسة السادسة، بأنها "استشعار خارج الحواس، له أشكال متعددة منها الجلاء البصري والسمعي، ومنها ما هو مقترن بالحواس". والحاسة السادسة كما يقول "نوع من أنواع التخاطر عن بعد، وهي حالة لاإرادية ولا تخضع لمسببات مباشرة، ولا علاقة لها بصفة اجتماعية أو نفسية، ولا تخضع لسن محددة، لكنها تظهر في موقف معين تحت ما يسمى الاستشعار الحسي اللاإرادي أو الاستشعار خارج الحواس".
ماذا نقول عن امرأة تنهض من نومها شبه متأكدة من أن ابنتها تعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة؟ فتفحصها لتكتشف أن إحساسها في محله؟ وعن أخرى تؤكد لزوجها أن مبلغاً محدداً سيدخل في حسابه صباح اليوم التالي، فيستيقظ ويجده؟ وهل يمكننا ألا نتوقف عند امرأة عرفت أن زوجها يكذب عليها من دون أن يخبرها أحد بذلك؟
وإذا كانت المرأة تزهو بحاستها السادسة، وتعتبرها ميزة تضاف إلى مزاياها، حتى إنها تستعملها كدليل إدانة ضد زوجها في بعض الأحيان؟ فكيف ينظر الرجل إلى الحاسة السادسة؟ وكيف يقوِّم تأثيرها في حياته وعلاقته بزوجته؟
تحت عنوان الحاسة السادسة وهذا الموضوع إستطلاعاً شمل 100 رجل (متزوج) من أجل تحديد مدى تخوف الرجال وتحسبهم من هذه الحاسة، حين تتميز بها المرأة.
- الكفة ترجح للمرأة:
أكثر النقاط لفتاً للانتباه في الاستطلاع، تجلّى في كونه بيّن إيمان 55 في المئة من الرجال بتمتع المرأة بحاسة سادسة، ما يعني أن الحديث عن حاسة المرأة السادسة ليس زهواً نسائياً في الدرجة الأولى. بينما تبين أن 28 في المئة منهم يؤمنون بتفوق الرجل بتلك الحاسة على المرأة. في حين يتصور 17 في المئة من الرجال، أن النساء يتشابهن معهم في امتلاك الحاسة السادسة متخذين موقف الحياد منها.
ويبدو أن الحاسة السادسة ليست رهناً بمن يحملها، رجلاً كان أم امرأة. فـ56 في المئة من الرجال يؤمنون بوجودها، من دون تحديد أيّ من الجنسين يمتاز بها، في حين يأتي رد 35 في المئة منهم غير قاطع بخصوص وجودها أو عدمه.
واللافت، أن 7 في المئة فقط من الرجال الذين شملهم الاستطلاع، ينفون إيمانهم بالحاسة السادسة.
- منحة لا ذكاء:
وبعد التعمق في قراءة الاستطلاع، يتبين أن اعتراف الرجال بحاسة المرأة السادسة لم يأت في سياق المدح لذكائها وفطرتها، حيث أكد 47 في المئة منهم أن الحاسة السادسة منحة خاصة من عند الله، ولا دخل لها في الذكاء أو التفوق. وبهذا تكون المرأة مخلوقاً محظوظاً أكثر من كونها مخلوقاً ذكياً. فـ39 في المئة من الرجال ينسبون تمتع المرأة بالحاسة السادسة، إلى قدرتها على اكتسابها وتعلّمها كمهارة من المهارات، في حين أن 14في المئة يعترفون بأن تلك الحاسة تُعتبر شكلاً من أشكال الذكاء والفطنة.
والغريب أن 58 في المئة من الرجال الذين شملهم الاستطلاع، قابلوا شخصاً أو اثنين يتمتعان بما يمكن أن نطلق عليه حاسة سادسة، ما يعني دخول تلك الحاسة في صميم التركيبة النفسية لكثير من الناس. في حين ينفي 16 في المئة من الرجال مصادفتهم أحداً يتمتع بتلك الحاسة، ليأتي تأكيد 26 في المئة منهم أنهم قابلوا في حياتهم أشخاصاً كُثراً يتميزون بحاستهم السادسة.
- سوء ظن الزوجات:
أما المفارقة الكبيرة، فتتجلى في أن "رادار" الحاسة السادسة عند المرأة، إنما يبدأ العمل بتيقظ، نتيجة سوء ظنها بزوجها أولاً وأخيراً. ذلك أن 53 في المئة من الرجال، يربطون عمل الحاسة السادسة عند الزوجات، بسلوك أزواجهن، معتبرين أن سوء الظن هو الحافز الرئيسي إليها. ويدل ذلك على أن سلوك الزوج، هو الذي يدفع المرأة إلى استثمار حدسها في كشف خفايا أفعاله. في المقابل، يؤكد 29 في المئة من الرجال أن ما يقف وراء حاسة الزوجات السادسة، يتعلق بسلوك الزوج البراءة والشفافية، لنعود بذلك إلى النتيجة نفسها، وهي: رفض الرجال الاعتراف بذكاء المرأة وقدرتها على استشعار ما يقوم به زوجها، حيث يربط 18 في المئة من الرجال فقط حاسة المرأة السادسة بذكائها وسرعة بديهتها.
في اقتناع الرجال بتمتع المرأة بالحاسة السادسة، لكون تلك الحاسة أصبحت نذير شؤم، وناقوس خطر يدق في بيت الزوجية ويقض مضاجعهم. فـ62 في المئة من الأزواج يؤكدون تخوفهم وتحسبهم من حاسة زوجاتهم السادسة، ويعترفون بأنهم يجدون أنفسهم مضطرين إلى مسايرة تلك الحاسة، لِما تحمله من وقع سلبي على حياتهم الزوجية. في حين يجد 19 في المئة منهم أنفسهم غير مضطرين إلى التخوف من حاسة الزوجة السادسة، انطلاقاً من عدم إيمانهم بوجودها أصلاً. وفي المقابل، يجد 19 في المئة من الرجال أنفسهم مضطرين إلى مسايرة الحاسة السادسة لدى زوجاتهم بين حين وآخر.
- الخيانة الزوجية:
يبقى أن أكثر النقاط إثارة في ما يتعلق بنظرة الرجل إلى حاسة زوجته السادسة،إنما تكمن في موضوع الخيانة الزوجية، حيث يتصدر موضوع الخيانة لائحة الأمور التي تستثير الحاسة السادسة، عند المرأة، وذلك بحسب تأكيد 54 في المئة من الرجال، وهذا ما يؤشر إلى الهوس الكبير لدى المرأة بكل ما يتعلق بخيانة الزوج، وهو الأمر الذي انتقل تلقائياً إلى الرجال أنفسهم. والمفارقة أن هوس الزوجة كأنثى، يطغى على هوسها كأم، ويأخذ بعداً أكبر منه. ذلك أن 34 في المئة من الرجال يعتبرون أن التفكير في الأولاد وفي ما قد يصيبهم من مكروه، يأتي في الدرجة الثانية لدى النساء، في حين يأتي الخوف من خيانة الزوج في المرتبة الأولى، ما يؤكد دور الخوف من الخيانة في تنشيط حاسة المرأة السادسة، في حين تتراجع تلك الحاسة تجاه الضرر الذي يصيب البيت والممتلكات، بحسب ما يقول 12 في المئة من الأزواج.
- الجنية منال:
وإذا كانت نتائج الإستطلاع الرقمية، حاسمة في موضوع الحاسة السادسة، بحيث إنها لم تترك شكاً في تفوق وتميز المرأة بهذه الحاسة، فما الذي تضيفه قصص وحكايات الناس حول الحاسة السادسة، التي تقاطعت مع آراء الرجال المئة الذين شملهم الاستطلاع في نقاط عدة؟
ترفع منال. ف حاستها السادسة إلى مستوى اليقين الذي لم يخطئ مرة معها، فتقول: "يُطلق عليَّ الجميع اسم الجنية، نظراً إلى ما أتمتع به من قدرات كبيرة على كشف خبايا وخفايا الآخرين، حتى بتُّ لا أخطو خطوة من دون اللحاق بما تهمس به حاستي السادسة في أذني".
وتُعدد منال أطرف المواقف، التي كشفتها بفضل حدسها، متباهية بأن "لا يمكن لأحد ممن هم حول الإقدام على شيء من دون إعلامي بذلك". وتضيف: "إذا اتفقت بعض الصديقات على الالتقاء في أحد المقاهي، تراني ألحق حدسي لأقترب منهن، مرحبة بالصدفة التي جمعتنا من غير موعد". أحياناً كثيرة تشعر منال بأن زوجها في بيت أمه أثناء دوامه، لافتة إلى أنها تقصد فوراً بائع الزهور: "وأتجه إلى بيت حماتي ومعي باقة من الورد الجوري الذي تحبه".
وعما إذا كانت تعتبر أن حدسها هو هبة من الله، أم ذكاء وفطرة؟ تجيب منال التي تعمل في محل ملابس، قائلة: "أنا أعتبر الحاسة السادسة عند المرأة مرتبطة بالذكاء وبسرعة البديهة"، معترفة بأن "حاستي السادسة ترهقني في بعض الأحيان، لِمَا تكشفه لي من أشياء تنغص عليّ حياتي".
- فاعل خير.. اسمه الظن:
إذا كانت المرأة تعترف بـ"عظْمة لسانها" بأنها تعبت من حدسها، فما بال الرجل الضحية الأولى لنشاط الحاسة السادسة لدى المرأة؟
يستحضر كمال. ع (رجل أعمال) آخر موقف صدر عن زوجته "صاحبة أقوى حاسة سادسة في العالم"، على حد قوله. فيقول: "يا سبحان الله كيف تشم المرأة رائحة كذب زوجها؟". ليبدأ في سرد حكايته، لافتاً إلى أنه لم يشأ في إحدى المرات إخبار زوجته أنه موجود في أحد الفنادق مع بعض الأصحاب، "تجنباً للدروس والنصائح التي تتلوها على مسمعي قبل كل سهرة"، كما يقول. ويضيف: "لم يصدق أحد أنني وجدتها تنتظرني على باب الفندق في ذلك اليوم، وكانت تنتظرني في السيارة، وأترك الباقي للمخيلة، كي تتصور ما الذي قد يحصل بين زوج كاذب وامرأة تتمتع بحاسة سادسة؟". ويتابع بسخرية: "رجوتها أن تخبرني باسم فاعل الخير الذي أعلمها بمكاني، فأقسمت بأنها عرفت من تلقاء نفسها، وعلى لسانها العبارة ذاتها: ألم تؤمن بعد سنوات زواجنا العشر بأن ظني لا يخطئ؟".
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتبر أن حدس زوجته، يدخل في سياق الذكاء، أم أنه منحة خاصة من الله؟ يرد كمال ضاحكاً: "ليس ذكاء ولا منحة ربانية، كل ما في الأمر أن زوجتي سيئة الظن، وتشك حتى في ظلها".
- نوايا:
وإذا كانت حاسة المراة السادسة تُعتبر ورطة لرجل ومصدراً لقلقه، كما يؤكد 62 في المئة من الرجال، فها هو مهند عثمان يجد حلاًّ للخلاص منها، فيقول: "ما من مَخرج ينقذ الرجل من حاسة المرأة السادسة إلاّ إنجابها وانشغالها بأطفالها". ويربط ذلك بأنها "ستنشغل عن زوجها بأطفالها، وبدلاً من أن يتحرك رادار شكها نحوه، سيأخذ أطفالها كل اهتمامها بشكل تلقائي، لينعم الرجل بما يريد". ومع ذلك لا يبتعد مهند من وضع سوء الظن في المقام الأول "كمحرك نشط لحاسة المرأة السادسة"، حيث إنه يؤمن بأن الله يرشد المرأة إلى توقعاتها وتخميناتها، ليس فقط لأنها امرأة، إنما بسبب لعنة الخيانة: "فهذه الخاصية التي تعتبرها المراة ميزة" على حد قوله، "لا تظهر إلاّ في علاقتها مع زوجها، وهذا ما يؤكد أن كل الخيانات الزوجية فُضحت بفضل حاسة المرأة السادسة".
- حاسة سابعة:
وبعيداً من سوء الظن، الذي يربطه 53 في المئة من الرجال بامتلاك المرأة الحاسة السادسة، يقول وليم فراندو بمنطق مغاير، إن "المرأة لا تمتلك حاسة سادسة، فحسب، بل حاسة سابعة من دون أدنى شك". ويعزو السبب إلى "الشفافية التي تتميز بها عن الرجل". ويقول: "تضيف طيبة القلب إلى المرأة قدرة خَيالية على قراءة ما يحدث، فهي تفهم الكلمة من أول حرف، وتقرأ المكتوب من عنوانه، وتكشف المستور من هفوة صغيرة ارتكبها الآخر". ولعل هذه الأشياء كما يضيف وليم: "مرتبطة بشفافيتها وعفويتها، اللتين منحهما إياها الله". ويعترف وليم في المقابل بأن إيمانه بالحاسة السادسة كان نتيجة ما يراه في المرأة من قوة ملاحظة، ويقول: "يمشي الرجل وراء حقائق، في حين تمشي المرأة وراء أحاسيس. ومن هنا وُلدت عبارة: قلبي يخبرني بكذا وكذا، وهي العبارة التي لا قدرة لرجل واحد على تردادها".
- لنتبادل:
وفي موقف لافت، تتمنى غادة عيسى "لو يأخذ الرجل الحاسة السادسة من المرأة، ويزيح عن صدرها ذلك الهم". وإذ تبدي اعتراضاً على ما سبق من مواقف، اعتبرت أن المرأة هي المستفيدة من الحاسة السادسة، تقول: "المتضرر الأول من حاسة المرأة السادسة، هي المرأة نفسها، حيث تعيش الزوجة التي لا تمتلك تلك الحاسة حياة هانئة لا يعكر صفوها تأويل ولا توقع".
- ميزة مشتركة:
"حاسة المرأة السادسة، هي ببساطة مهارة يمكن تعلُّمها واكتسابها عن طريق متابعة التفاصيل وتحليلها". هذا ما يقوله باسل عطاالله، الذي يعتبر أن "تصنيف الحاسة السادسة على أنها خاصة بالنساء أمر غير منطقي، لأنني شخصياً أتمتع بها وأعرف العديد من الرجال ممن يتميزون بامتلاكها".
وما الذي جعل الناس يربطون بين المرأة والحاسة السادسة؟ يجيب: "ربما هو حديثها المستمر عنها، وتفاخرها بتلك القدرة التي تعتبرها خاصة بالنساء فقط. فقد يكون ذلك هو ما يوهم الناس بأن الحاسة السادسة ملك للمرأة وحدها". ويضيف: "استطيع أن أؤكد أن الرجل يتمتع بالحاسة السادسة ويستطيع استخدامها بشكل أقوى وأعمق من المرأة، بعيداً من التهويل والمبالغة، لأنه لا يتكلم كثيراً عن مهاراته، كما تفعل المرأة". إلاّ أن ذلك لا ينفي إيمان باسل بأن "المرأة تحصر قوة حاستها السادسة في الأمور التي تتعلق بأنوثتها وكرامتها". ويتابع: "ما من شك في أن حذر المرأة وخوفها من فقدان الرجل، يوقظان كل طاقاتها، حتى الحواس التي لم نسمع عنها بعد".
- فارق واحد:
لا تختلف نسرين تنوخي مع باسل في أن الحاسة السادسة ميزة الرجل، مثلما هي ميزة المرأة. إلاّ أنها تجد في ذكاء المرأة التفصيلي الفارق الذي يرجح كفة النساء، لافتة إلى أن "هذا الذكاء يقف وراء ملاحظاتها الدقيقة". وبحسب تعبيرها، فإن "الحاسة السادسة ترتبط بجملة من التفاصيل التي تؤدي غرضها في تنشيط حدس المرأة، ولكن تلك التفاصيل لا تأخذ دورها في ملاحظات الرجال". وتضيف: "لهذه الأسباب، تتفوق المرأة باكتشاف أمور لا تثير انتباه الرجل، كإحساسها بخطر يقترب من بيتها، أو بنذير شؤم يقف على مقربة منه". وإذ تشير إلى أن "هذا لا يعني أن الرجل لا يهتم بأمور أسرته"، تلفت إلى أنه (الرجل) مشغول بعمله ومسؤولياته في نهاية المطاف "الأمر الذي يشغله ويبعده من قراءة ما يحدث حوله".
وتعترف نسرين بامتلاكها الحاسة السادسة، فتقول: "أشعر أحياناً وأنا في سريري بأن درجة حرارة ابنتي عالية، فأقصد غرفتها وأجدها ساخنة، وهذا دليل على كوني محصنة بحاستي ضد أي سوء يدخل بيتي".
- الذكاء في الدرجة الأولى:
إذا كانت المرأة تتمتع بحاسة سادسة قوية، بحسب ما يبين الاستطلاع، فإن حدسها كما يَعتبر 39 في المئة من الرجال "ليس نتاج ذكاء أو سرعة بديهة، بقدر ما هو نتاج مهارة وسوء ظن". وهذا ما يثير حفيظة فيرا أيوب، التي تعترض على هذا الكلام، فتقول: "لقد خص الله المرأة بإحساس مرهف، لكنه لم يساو بين النساء في درجة الذكاء، فالحاسة السادسة لا تَظهر عند كل الجنس اللطيف مهما حاول امتلاك المهارات، وهنا يظهر الفارق بين امرأة ذكية تربط الأحداث وتصل إلى نتيجة، وأخرى لا تعرف كيف تتنبأ ولا كيف تخمن".
وإذ تصف فيرا حاستها السادسة بأنّها "ممتازة"، تقول: "أشعر بالشيء قبل حدوثه، وأتكهنّ به قبل أن يرى النور". وعما إذا كانت تستخدم حدسها تجاه زوجها، تجيب فيرا ضاحكة: "بصراحة نعم، فأحياناً أستبق كلامه، وأسأله: هل تريد الخروج الليلة؟ فيرمقني بتلك النظرة التي أراها في عينينه كلما فأجأته بحاستي السادسة". وتشير فيرا إلى أنّ "الحاسة السادسة لدى المرأة، تجعل الزوج يعد للعشرة قبل الإقدام على خيانتها، فيخاف من أن تعرف ما الذي يدور في رأسه. ومن أجل هذا يفرح الرجل بالزواج بإمرأة لا تتمتع بحاسة سادسة، لأنّ ذلك يجعله غير مضطر إلى اللف والدوران وإعتماد الحيلة والكذب معها".
- السلوك الأعوج:
وتجاه تأكيد 54 في المئة من الرجال أنّ الخيانة الزوجية، هي أكثر الموضوعات التي توقظ حاسة المرأة السادسة. تعتقد ليلى أشرم أن "سلوك الزوج الأعوج، هو الذي يوقظ تلك الحاسة لدى المرأة". وتلفت إلى أن "ما من مبرِّر لإيقاظها وتنبيهها، إذا كان زوجها حسن السلوك ويراعي بيته وأسرته". وتضيف: "تبقى الحاسة السادسة في مكمنها، حتى تلوح في أفق البيت غيوم الشك وعلامات الخيانة، ليأتي دورها في التنبؤ أوّلاً، والتأكد ثانياً، وذلك بعد ربط الدلائل ووضع الزوج أمام مرآة الحقيقة".
وتقول ليلى، وهي أُم لطفلتين، إنّها "توجه حاستها السادسة نحو بناتها وأسرتها"، كاشفة أنّها تشعر بالمكروه قبل وقوعه: "فأركض وأطمئن عليهنّ، لأفاجأ بالسوء الذي كنت أشعر بأنّه قد يحصل قبل لحظات، وهذا من إيجابيات الحاسة السادسة لدى الأُم".
- الأُم ثانياً:
وإذا كانت النتائج التي أظهرها الإستطلاع، قد أوضحت أن مسألة "الضر الذي يصيب البيت والممتلكات"، هي من أقل الموضوعات التي تنبه حاسة المرأة السادسة، وذلك بحسب تأكيد 12 في المئة من الرجال، فإن في ذلك ما يثير الإحتجاج على ألسنة النساء، اللواتي يجدن في هذا الكلام ظلماً وتجنياً.
وفي هذا السياق، تؤكد سناء سلايطة، أنّها تتعامل مع الأشياء في محيط أسرتها إنطلاقاً من حاستها السادسة، وتقول: "لهذا يشاورني زوجي في أمور عمله وفي كل خطوة يخطوها".
ولكن الكثير من الرجال يبدون تخوفهم من حاسة زوجاتهم السادسة؟ تجيب سناء مدافعة: "كل يغني على ليلاه، فإذا كان هم الرجل محصوراً في عمله وبيته، فلن ينظر إلى حاسة المرأة السادسة بخوف وحذر وتتابع: "في المقابل، فإن من يريد أن يلعب بذيله خارج علاقته الزوجية، لابدّ أن يتحسب من حدس زوجته الذي سيسلط الضوء على أخطائه".
وتتحدث سناء عن موقف لا تنساه، فتقول: "شعرت ذات ليلة بأنّنا على وشك كسب مبلغ كبير من المال. وبالفعل أخبرت زوجي، ليأتيني في اليوم التالي غير مصدق أنّ المبلغ الذي حددته له، كان نفسه الذي حصل عليه".
- الحاصة السادسة وعلم النفس:
كيف ينظر علم النفس إلى الحاسة السادسة، باعتبارها خصوصية نسائية، كما أجمع أغلب الآراء؟
لا يجد الدكتور طلعت مطر (طبيب نفسي) تفسيراً علمياً للحاسة السادسة، سوى أنّها "إحساسنا بالشيء من دون الإعتماد على الحواس الخمس، التي هي: البصر والسمع واللمس والشم والتذوق".
والحاسة السادسة بحسب قوله: "تشمل التخاطب، والإحساس من بعد، والتنبؤ، وتحريك الأشياء". أمّا لماذا تتميز بها المرأة، أكثر من الرجل، فيعلق الدكتور مطر على ذلك بقوله إنّ "طبيعة المرأة المشككة، خاصة في ما يتعلق بعلاقتها العاطفية مع الرجل، تحرك عندها الحاسة السادسة، فتلتقط كل سوء يتعلق بالمحيط الذي تعيشه فيه". ويشير إلى أن "إتفاق الرجال على أن أكثر الموضوعات التي تستثير حاسة المرأة السادسة، هو الخيانة الزوجية، ما هو إلاّ إثبات أنّ المرأة تعيش حالة هوس بشأن كيانها الأسري، وزواجها الذي لا تريد أن تفقده". فالعلاقة الزوجية كما يضيف الدكتور مطر: "تشكل الركيزة النفسية في حياة المرأة، وهي التي تحرك في داخلها الشكوك والتأويلات والمخاوف، ولهذا تنشط الحاسة السادسة عند المرأة بشكل كبير".
- طبيعة الرجل:
ويذهب الدكتور مطر إلى شرح طبيعة الرجل، كعامل مساعد في تنشيط حاسة المرأة السادسة، فيقول: "لا يجيد الرجل الكذب كما تجيده المرأة، فحين يكذب ترتبك بعض الخلايا في مخه، ما يؤثر في سلوكه ونطقه، عكس المرأة التي تعرف كيف تخفي وتداري كذبتها". ويضيف: "هذا الإرتباك في سلوك الرجل، يحفز الحاسة السادسة عند المرأة. لهذا يشعر الرجل بخوف من حاسة زوجته السادسة".
وبالإنتقال إلى العلاقة بين ذكاء المرأة وحاستها السادسة، ينفي الدكتور مطر فرضية أن ذكاء المرأة يقف وراء حاستها السادسة، ويقول: "كما أجمعت الآراء، يعمل سوء الظن عند المرأة على إيقاظ حاستها السادسة، فهي عندها قدرة كبيرة على قراءة ما بين السطور. ولهذا تلتقط الأشياء التي يحاول زوجها إخفاءها، لسوء ظنها المستمر وليس لذكائها".
ويتعاطف الدكتور مطر مع النسبة الضعيفة التي نالتها المرأة في الإستبيان، في ما يتعلق بالموضوعات التي تستثير حاستها السادسة، فيقول: "تلتقط حاسة المرأة السادسة السوء قبل أن يصيب أولادها، وقد انتشرت مؤخراً في بريطانيا حكاية الأُم التي نهضت من سريرها فجراً، لشدة الألم الذي تشعر به في أسنانها، فاصطحبها زوجها إلى أقرب مستشفى، لتُظهر الفحوص أنها لا تشكو من شيء، على الإطلاق، فما كان منها إلاّ أن عادت إلى البيت مستغربة مما حدث، إلاّ أنّ الأمر الغريب، هو أنها تلقت اتصالاً من ابنها المقيم في الولايات المتحدة، أخبرها فيه أنّه في الساعة نفسها، ذهب إلى المستشفى ليقلع السن التي كانت تؤلمها ذاتها".
* أُم الحواس
في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، كتب الزميل أنيس منصور مقالاً في جريدة "الشرق الأوسط"، بعنوان "هذه الحاسة السادسة وراء كل الحواس"، حيث يقول إنّ "المرأة من أكثر الناس إعتماداً على حاستها السادسة، لأن تجاربها ليست كثيرة، وإيمانها بالعقل ليس كبيراً، فهي تعتمد على عواطفها، ولا تعتمد في الدنيا على ما تراه وتسمعه، بل على حاستها السادسة". ويشير إلى أن "من المؤكد علمياً أن إدراك المرأة أصدق من إدراك الرجل، وأحساسها بالأحداث المقبلة أوضح من إحساس الرجل، وهناك آلاف التجارب في حياتنا تؤكد صدق فراسة المرأة".
تقول جيرترود شميدلر (أستاذة علم النفس في جامعة نيويورك)، إنّ "أغلب الناس يتمتعون بالحاسة السادسة، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم أو استبصاراتهم".وتلفت إلى أنّه "ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادث خطير، أو بأمر بالغ الأهمية، حتى يُقال إنّه موهوب بالحاسة السادسة. إنّما يكفي أن يدق جرس الهاتف وتخمن من المتصل، لتتأكد من إمتلاكك الحاسة السادسة، التي قد يملكها رجل وإمرأة بالقدر نفسه".