إنها بالفعل .. فن .. وذوق .. وأخلاق
لطالما قرأت تلك العبارة على أورقة المباني والجسور وعلى جوانب الطريق .. "القيادة .. فن وذوق وأخلاق" لا يدرك الكثيرون .. خصوصا السائقون منهم .. لا يدركون معنى هذه الجملة ولا يطبقون منها إلا القليل القليل
البعض فعلا هم فنانين في القيادة .. لكنهم يفتقدون إلى الذوق والأخلاق
والبعض يملكون أخلاقًا عالية ولكن لا يملكون تلك الدرجة المرتفعة من فن القيادة
وآخرين .. يحاولون أن يجمعوا بين هذه وتلك وإن كانت تصعب عليهم
لأن الجمع بين تلك الصفات الثلاثة ليس بالأمر الهين أبداً
منذ قرابة الأسبوع كنت أقود سيارتي الصغيرة في طرق مزدحمة .. لربما هي المرة الأولى لي للقيادة في طريق مزدحم بهذا الشكل .. الكل صائمون .. والكل غاضبون .. والكل يريد العودة إلى منزله بعد الدوام المتعب .. الكل يريد الوصول إلى مدرسة أولاده لأخذهم .. والكل يزعجهم ذاك الإزدحام الذي يفوق الوصف عند مواقف المدارس وما أدراك ما زحمة المدارس في شمس الظهيرة
سرت مع السائرين .. خطوة خطوة .. بل لربما .. حبة حبة .. كنت وحدي في سيارتي ذلك اليوم .. وبسبب وقوف السير جلست أنظر خلسة في أوجه السائقين عن يميني وشمالي .. كانوا على وشك الانفجار دون أي مبالغة .. أتوقع بأنني كوني حديثة العهد في القيادة .. كنت أملك من الصبر ما يزيد عنهم بكثير .. فليس لي سنوات طوال وأنا أدخل في مثل ذاك الزحام .. وأنتظر هذا الانتظار
وبعد لحظات كانت طويلة جدا .. سارت السيارات وبدأ الوضع في الهدوء .. وإذا بي أمام أمرٍ جديد .. أحدهم لمس سيارتي .. لم تكن ضربة .. لأنها لم تكن بتلك القوة .. كانت لمسة قاسية بعض الشيء .. شعور مختلط بالخوف والارتباك .. ماذا عليي أن أفعل .. أقف بمنتصف الطريق وأنزل لأدخل في مشادة كلامية مع رجل بعمر أبي ؟؟ أترك الأمر وكأن شيئا لم يكن .. أبدأ في تلك السلسلة الطويلة من الكلام القبيح الذي يتلفظ به بعض السائقون ؟؟؟ أم اتصل بأبي ليأتي لحل الموضوع
مازلت أفكر .. وإذا بتلك السيارة التي ضربتني وأنا على قولة البعض "في أمان الله " وإذا بها تكمل طريقها بنفس السرعة وكأن شيئا لم يكن
!!
قررت أن أنزل لأرى ما حدث .. وقفت ونزلت وإذا بجرح صغير في سيارتي العزيزة
يا له سائق قليل في ذوقه لأبعد حد .. يضرب ويمشي وكأنه ما أجرم من شيء
رجعت غاضبة وكلمت أبي بما حدث .. ضحك قليلا .. إنه عالم القيادة إن لم تكوني أنتِ الأقوى لن تأخذي حقك .. حتى رقم السيارة لم أحفظه .. لكنها والحمد لله إجت سليمة
ومر الموضوع بخير وسلام
وإذا بي أنا القليلة الذوق هذه المرة
أيتوقع أحدكم أن يضرب سيارة تقف بأمان؟؟
ستقولون مجنونة
!
ولكني فعلتها
!!
لم أعرف هل كنت لحظتها نائمة أو أنها سيارة نزلت من السماء في اللحظة التي تحركت بها من مكاني
سمعت صوت ضربة وكانت ضربات قلبي وقتها أقوى .. معقول !! اصدم سيارة خلفي .. لقد نظرت للخلف قبل أن أرجع ما الذي حدث هذه السيارة على كبر حجمها لم أرها !! نزلت بسرعة لأتفقد الوضع .. وأحمد الله أن الطريق وقتها كان خاليا من المارة بشكل كامل .. لأن من سيرى ما فعلت سيضحك دون أدنى شك
لم أعرف هل كنت لحظتها نائمة أو أنها سيارة نزلت من السماء في اللحظة التي تحركت بها من مكاني
سمعت صوت ضربة وكانت ضربات قلبي وقتها أقوى .. معقول !! اصدم سيارة خلفي .. لقد نظرت للخلف قبل أن أرجع ما الذي حدث هذه السيارة على كبر حجمها لم أرها !! نزلت بسرعة لأتفقد الوضع .. وأحمد الله أن الطريق وقتها كان خاليا من المارة بشكل كامل .. لأن من سيرى ما فعلت سيضحك دون أدنى شك
!!
كانت سيارة قوية لم تصب بأذى ... وسيارتي أيضا أصيب إصابة طفيفة جدا .. لا تَذكر
وهربت مسرعة من المكان بعد تأكدي من سلامة الأمر
قلت في نفسي .. واحدة لك وواحدة عليك
هرب مني تلك المرة .. فسلمها الله هذه المرة
وهربت مسرعة من المكان بعد تأكدي من سلامة الأمر
قلت في نفسي .. واحدة لك وواحدة عليك
هرب مني تلك المرة .. فسلمها الله هذه المرة
ما زلت بحاجة للكثير من الفن والذوق والأخلاق
وجميع من يقود بحاجة لها
لا تخبروا أحدا بسرّي
ورد الشام
من مذكرات ورد الشام
من مدونتها
شكرا ورد الشام