فسالت دمعاتي، ... وأنا أنظر إليه غير مصدقة،
كان هاتفه النقال الصامت، يشير إلى وجود مكالمة ملحة، فقام من فوره بإغلاقه، وسألني: بماذا تحلين..؟؟ قلت: لا أطيق الحلا، أشعر بالغثيان اعذرني...
- لا بأس هل نرحل..؟؟
- يا ليت.
وفي السيارة كان طوال الطريق ممسكا بيدي، وقبلها مرتين، ثم ينظر لي بابتسامة حميمة بين وقت وآخر، نسيت معها بعضا من همي،
كنت أفكر طوال الطريق في اللحظة التي سأنزل فيها من السيارة، كيف سأحتمل أن ينزلني ليسرع إليها، حملت هم تلك اللحظات، ولم يسعفني شعوري المتوتر بالتفكير في طريقة تمنعه من فعل ذلك، وكانت المفاجأة السارة أنه أشار للبواب بفتح باب الكراج، مما أثار ارتياحي الكبير فهذا يعني أنه بالفعل لن يذهب إليها، لا تعلمين كم قدرت له الموقف، فعلى الرغم من كل حقدي عليه لأنه سمح لها بزيارته إلا أني قدرت له تلك الليلة عدم خروجه إليها،
لم أناقش الأمر، ونزلت من السيارة مسرعة نحو غرفة نومي، بينما قال لي: بردي الغرفة، سأتحدث مع أمي قليلا ثم آتي، .......
لا تعلمين حجم الدفء الذي حملته لي تلك الكلمات، وانتابتني فرحة وبهجة، وصعدت الدرج وأنا أحمد ربي وأشكر فضله أن جنبني الألم هذه الليلة.
أسرعت نحو دولابي، وبدأت أبحث عن ثوب مغر، لأثيره به، فأعوضه عن أيام الرفض والحرمان، وانتقيت واحدا قريبا من بدل الرقص، ولبسته لأول مرة، مع أني أملكه منذ أن تزوجت، بدا علي جميلا.
تطيبت وسرحت شعري، ولم أنس أن أبرد الغرفة، وأبخرها أيضا، ثم اندسست في فراشي، وفتحت التلفاز، مر وقت قبل أن يدخل حاملا في يده طبقا من الرز بالزبادي والسمن البلدي)،
- هذه من أمي، تقول إن الحوامل يحببنه .. كما يمكنك أكله دون أن تصابي بالغثيان، ..
- شكرا، ( كنت قد ازددت حيرة في أمره، فشعوري يقول بأنه طلب من والدته أن تقوم بإعداده خصيصا لي ولهذا تأخر علي)
اقترب مني وبدأ يطعمني بالملعقة، لقمة لي ولقمة له، كان طبقا لذيذا جدا، بالفعل تناولته بشهية،
- يكفي، لن آكل أكثر، سأنهي الصحن عنك.
- شكرا أنا أيضا شبعت،
- بل ستأكلين حتى آخر حبة رز في الصحن،
وبعد أن أنهيت الصحن، كان علي أن أغسل فمي وشفتي، فقمت من سريري، قاصدة لفت انتباهه لملابسى واستعدادي لقضاء ليلة خاصة، ......وعندما عدت من الحمام، صدمتني نظرته الباردة، وبدا منسجما في مشاهدة التلفاز، بل هاربا مني، كان يجلس على الصوفا، متجاهلا،
اقتربت منه، وجلست قربه، فوضع يده على كتفي، وبدأ يعبر عن تعبه والإرهاق الذي يحس به، وحاجته للنوم، لكن تفسيري للأمر لم يكن جديدا، فتصورت مباشرة أنه يوفر طاقته لها، أو لم يعد يرغب بي،
اندفعت بكل غيظ نحو فراشي، واندسست فيه، وجرح كرامتي يئن في ذاتي، تكورت وأردت البكاء، حتى أحسست به وهو يدخل الفراش ويضع يده على كتفي، ... وأقبل علي بكل مشاعره.
فكيف تفسرين الأمر.........؟؟؟
الرجل الجنوبي، إنه الرجل الذي يحب الفتيات الخجولات جنسيا، ويحب المتمنعات، لا يحب المجاهرات، كما لا يفضل المبادرات،
تعجبه قمصان النوم الهادئة، كملابس الرياضة البسيطة، أو البيجامات البريئة، قد تثيره امرأة ترتدي بيجاما طفولية، أكثر من امرأة ترتدي قميص نوم عار،
لا يحب الملابس النسائية الفاضحة، ولا فساتين النوم، ولا بدل الإثارة، بل يميل كثيرا نحو الملابس التي تنساب على الجسد ببساطة لتبرز معالمه من تحت الثياب،
يميل إلى المرأة المتسترة ولا يميل إلى العارية هذا في ملابس النوم، أو الإثارة،
كما أن هذا لا يعني أنه يحب الملابس التقليدية، فهو غالبا يمقتها، لا يحب المخور والمطرز والثقيل، يميل إلى الملابس النسائية الكاجوال، والرومانسية، والعملية برقة.
لا يحب المباشرة في الجنس، ولا يحب الحديث عنه صراحة، يحبه أن يبقى سرا يتفاعلان عبره لكن لا يفسرانه، على العكس من الشمالي الذي يتحدث عن الجنس كأنه يشرح محاضرة في فوائد البطاطا، أو تحضير معادلة كيميائية،
ارتداؤك لتلك الملابس في ذلك اليوم، صدمه، وأشعره أنك تطلبين الجنس، وبدا الأمر بالنسبة له منفرا، لكن زعلك وابتعادك أعادا لديه الحماس للجماع.
وهذا لا يعني أن كل الجنوبيين هكذا، لكن على الأغلب،
كما لا يعني أنهم لا يحبون المبادرة إطلاقا، هناك ظروف خاصة، ومناسبات معينة يحب فيها الجنوبي مبادرة المرأة،
يحب الجنوبي التدليل، وإبداء الحب من قبل الزوجة تجاهه، كما يحب أن يستشعر رغبتها الجنسية الخجولة فيه، لكنه غالبا لا يفضل مبادرتها، وقد لا يتقبلها، مما يصيب المرأة بالإحباط.