الهاربون إلى الموت
الشباب المصرى الذى ظهر على الشاشات فى الأيام الماضية وتحدث عن تجارب سفره إلى ليبيا وسوريا وكيف يتم استقطابهم بالأحلام والأوهام والأموال والأكاذيب .. هذا الشاب الذى اختار الموت بعد أن لفظته الحياة ووجد نفسه محاصرا بين الفقر والبطالة والإحباط يحتاج إلى دراسة الأسباب التى جعلته يختار الهروب إلى الجحيم .. إن معظم هؤلاء الشباب الهاربين من القرى الفقيرة فى قلب الصعيد ونجوع الدلتا للأسف إنهم يحملون درجات علمية ودرسوا فى الجامعات، ولا أتصور كيف أقنعهم صوت من أصوات الضلال بأنهم فى طريقهم إلى الجنة وبنات الحور وان انتحارهم دفاع عن الدين .. هذه الأفكار الشريرة التى غرسها دعاة الضلال فى شبابنا تحتاج إلى وقفة لأن هؤلاء الشياطين يعيشون بيننا وليسوا فقط فى ليبيا أو سوريا، لقد وجدوا فى قرى مصر الفقيرة أرضا خصبة وعقولا متخلفة سمعت هذا الكلام وقررت الانتحار، إن المطلوب من الأجهزة الأمنية أولا أن تعرف مسار شبابنا وأين يذهبون إنهم يتسللون إلى ليبيا ومنها إلى تركيا ومنها إلى سوريا أو العراق، وهنا ينبغى ان تبلغ كل أسره عن سفر ابنها حتى تحميه من مواكب الضلال وحتى لا يعود إليها مفخخا ويرتكب جريمة ضد وطنه وأهله .. إن تسلل هؤلاء الشباب إلى سيناء يبدو أمرا صعبا لأن الجيش يحاصر كل المداخل إلى سيناء ولكنهم يهربون فى السفن الغارقة ويعبرون الحدود، وهناك يتم تجنيدهم أمام ظروف اقتصادية صعبة وأحلام فى الثراء أو طمعا فى الجنة .. أن يفجر الشاب نفسه فى كنيسة ويقتل عشرات الأبرياء طمعا فى الجنة فهذا فكر مريض، وهذا الإنسان الذى هانت عليه حياته وعمره وشبابه يحتاج إلى مراجعات فكرية ودينية تعيد له توازنه وتضع الدين الصحيح والفكر السليم فى مسار عقول هؤلاء الشباب .. كلنا يعلم أن شباب مصر هو ثروتها الحقيقية، وحين يتحول هذا الحلم الجميل فى المستقبل إلى لغم ينفجر فينا فلا بد أن نضع أيدينا وقلوبنا على الخطأ حتى لا تصبح النيران حريقا.