دور العرب في تاريخ العلوم .. (( اطلالة )) ..
منذ أن نزل الوحي على نبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – و هو يدعو للعلم ، فأول كلمة نزلت بالقرآن هي (( أقرا )) و كلنا نعلم أن القراءة أساس كل ثقافة شخصية كانت أم جماعية ، و قد حث الإسلام جميع المسلمين على طلب العلم فقال تعالى في محكم تنزيله (( و قل ربي زدني علماً )) ، و قال نبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – (( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) ، فأوجب الإسلام العلم لكل مسلم ، فعمل المسلمون على التعلم و طبقوا أوامر الله ، فكلما زاد إيمانهم زاد علمهم ...
العلوم عند العرب قبل الإسلام
لم يكن العرب طوال تاريخهم يعيشون في عزلة و عن بقية الشعوب المحيطة بهم ، فقد كانوا يحتكون بهم و أوجدوا بعض العلاقات معهم ، و كانت أغلبها عن طريق التجارة ، و أفاد أحتكاك العرب بالشعوب الأخرى العرب فنُقلت العديد من المعارف و العلوم الهامة للعرب سواء كانت علوم زراعية أو طبية أو فكلية أو حتى عمرانية .
و لم يكن العرب كلهم من البادية فقد سكن بعضهم بجوار الواحات و الأنهار و في الأمكنة التي تلتقي فيها قوافل التجار ، فبُنيت العديد من المدن كـمكة المكرمة و يثرب و الطائف ، وفي الجنوب بُنيت نجران و صنعاء و مأرب ، و شيدوا فيها القصور الفاخرة في دلالة على مدى الرقي العمراني عند العرب ، و استفاد العرب الحضر من سكنهم بجوار الأودية فبنوا العديد من السديد للأستفادة من مياه الأودية الوافرة و من أهم هذه السدود (( سد وأدي مأرب )) .
و بأحتكاك العرب مع الغرب تجارياً استطاعوا تعلم طرق الحساب الرياضي و أن كانت هذه المعرفة محدودة نوعاً ما ، و أفادهم تنقلهم في معرفة بعض أمور علم الفلك و الجغرافيا و لكن علم الفلك امتزج لدى بعض العرب بالخرافة فوُجد علم التنجيم الباطل ، أما طبياً فقد استعملوا العديد من الأعشاب الطبيعية من أجل العلاج ، كما استعملوا الحجامة ، و استفادو من مادة القطران في مداواة الحيونات من بعض الأمراض .
النظرة الغربية للعلوم عند العرب
منذ أن سطعت شمس العلوم على الأرض و العرب المسلمين سباقين في كل العلوم أيا كانت ، فأبدعوا و ساهموا في تطور الحياة البشرية جمعاء ، و لكن الكثيرين تحاملوا على العقل العربي و حاولوا تحجيمه و وضعه في أطار معين ، ربما يكون ذلك للتحامل الكبير الغربي على العلوم العربية و التراث العربي ، و ربما لأهمال العرب لتراثهم و تاريخهم و عدم اهتماهم بعلومهم ، ولطالما انتقص الغربيون و خصوصاً اليونانيون من العلماء العرب ، فأفردوا للأنتقاص و الأجحاف بحق العرب مساحة كبيرة من مقالاتهم و كتبهم لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال ، و رغم ذلك وجد القليل من المؤرخين و العلماء الغرب الذي أنصفوا العرب و المسلمين .
فيقول العالم و الفيلسوف اليوناني سارطون قاصداً علماء الغرب المنتقصين من حق العرب (( أن بعض المؤرخين يجربون أن يستخفوا بتقدمة الشرق للعمران ، ويصرحون بأن العرب و المسلمين نقلوا العلوم القديمة و لم يضيفوا إليها شيئاً ما ، أن هذا الرأي خطأ و أنه لعمل عظيم جداً أن ينقل إلينا العرب كنوز الحكمة اليونانية و يحافظوا عليها ، و لولا ذلك لتأخر سير المدنية بضعة قرون )) .
أما نيكلسون العالم الأوربي فيقول (( و ما المكتشفات اليوم لتحسب شسئاً مذكوراً أزاء ما نحن مدينون به للرواد العرب الذين كانوا مشعلاً وضاءً في القرون الوسطى المظلمة ولا سيما في أوروبا)) .
و في ذلك أيضا يقول العالم دي فو (( ان الميراث الذي تركه اليونان لم يحسن الرومان القيام به أما العرب فقد أتقنوه و عملوا على تحسينه و أنمائه حتى سلموه إلى العصور الحديثة )) .
أما العالم سيديو فيقول (( أن العرب هم في الواقع أساتذة أوروبا في جميع فروع المعرفة )) .
==من الرياضه الى الابد==