سقطنا.. ليلة سقوط بغداد!!
هناك أسطورة أمريكية تقول "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".. وهي باختصار تروي ما حدث مع الثيران الثلاثة. عندما جاء الأسد إلي الثور الأسود وعقد معه اتفاقاً بأن يتركه ولا يعتدي عليه مقابل أن يدعه يأكل أخاه الثور الأبيض. ومقابل هذه الصفقة وطمعاً في حياة ذليلة علي حساب أخيه وافق بلا تفكير أو دراسة. وما لبث أن جاءه مرة أخري بعد أيام قليلة يطلب منه أن يخلي بينه وبين الثور الأحمر وهو يقطع علي نفسه عهداً بأن يتركه يعيش. ووافق الثور الأسود أيضاً وهو مغيب لا عقل كأنه مسلوب الإرادة. يُمني نفسه بحياة طويلة. لكن بعد أسابيع معدودة جاءه الأسد ليلتهمه بلا مقدمات ولا صفقات ولا استئذان. فلم تعدله قيمة ولا قوة. فهو يعرف أنه كان يستمد قوته من اتحاده مع أخويه الثورين الأبيض والأحمر اللذين ضحي بهما مقابل صفقة وهمية. وهو لا يدري أنه يضحي بقوته وسنده فأصبح الآن ضعيفاً وحيداً. لا أحد يقيم له وزناً. فاقترب منه الأسد ليتناول وجبة شهية دسمة بلا مقاومة. هنا أدرك الثور الخطأ الذي وقع فيه. ولكن بعد أن فات الميعاد. فنظر إلي نفسه بحسرة. ثم نظر إلي الأسد وقال: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".
هذه الأسطورة الأمريكية لم تكن مجرد خيال لمؤلف. أو كاتب قصص لتسلية الأطفال. وإنما واقع يطبقه الأمريكان ويتلاعبون بالعالم. يجعلون الإخوة أعداء مثل "الكوريتين". ويفرقون بين الأشقاء. ويريدون أن يكون العالم كله دويلات صغيرة تتأرجح بين أيديهم مثل كرة التنس. ولكن المؤسف والمحزن أن الأمريكان لم يطبقوا ذلك عملياً إلا في منطقتنا العربية. ولم يبدأ ذلك مع "ثورات الربيع العربي" فقط. وإنما بدأ منذ سنوات طويلة. مع استغلال الغزو العراقي للكويت. فلم يكن دخول الأمريكان معركة تحرير الكويت من أجل عيون الكويتيين. ولا ردعاً لجريمة صدام. فكل هذا لا يهمهم. إنما الحقيقة أنهم استغلوا الحدث في الدخول إلي المنطقة. اتخذوه ذريعة للقضاء علي الجيش العراقي الذي أنهكوه وهم يشعلون الحرب بين العراق وإيران. فكان سهلاً أن يسقط. وتحقق لهم ما أرادوه.
مازلت أقرأ عن "ليلة سقوط بغداد" وانهيار الجيش العراقي الذي كان أحد أكبر وأقوي الجيوش العربية. كان الملايين من المصريين والعرب غاية الحزن والأسف والأسي. ليس لسقوط نظام صدام ولكن لسقوط بغداد وانهيار الجيش العراقي. وذلك يحدث بينما حزننا الأكبر علي ما فعله كثير من الإخوة العراقيين وقتها وهم يهللون ويرحبون بالغزاة المحتلين المعتدين من قوات حلف الأطلسي. ووقع الأشقاء العراقيون في "المطب" إذ أوهمهم الأمريكان أنهم جاءوا ليخلصوهم من "ظلم وجبروت صدام" بينما هم في الحقيقة جاءوا لتدمير بلد عربي كبير. وحاولوا أن يمحونه من علي الخريطة. ومنذ هذا الحدث الذي وقع قبل أربعة وعشرين عاماً. مازال العراق يعاني من تلك الخدعة الكبري. يقتتل أبناؤه ولا يكاد يمر يوم بلا عشرات الضحايا. والحقيقة أنني لا أفهم لذلك سبباً إلا نيران الخلاف والشقاق التي تشعلها "ماما أمريكا" بين الإخوة والأشقاء.. ثم جاءت لحظة فارقة أخري لتكمل أمريكا مخططها في تفتيت الأمة العربية خاصة وتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد. مستغلة الأوضاع في البلدان العربية. وحركت مشاعر الشعوب. لكن من قبل ذلك جهزت الخونة والجواسيس والعملاء لتلعب بإصابعها في المنطقة كيفما تريد. واستطاعت أن تخرب تونس وليبيا واليمن وتحرق سوريا وكانت تخطط للمزيد خطوة خطوة وكان الدور علي دول الخليج.
في مصر نجح المخطط الأمريكي أيضاً. ولم نكن بعيدين عن التقسيم والتخر يب. والقضاء علي الجيش المصري الذي يعد أقوي الجيوش العربية. وسارت جماعة الإخوان في تنفيذ مخطط أمريكا في مصر. لكن كان الله حاميها وحارسها. فهبت ملايين المواطنين ترفض هذا كله. وأيدها الجيش العظيم المخلص الوفي لأرضه وعرضه وساند مطالب الجماهير. وكتب الله علي يديه النجاة. لكن المخربين والعملاء والخونة لم يعجبهم ذلك فواصلوا تنفيذ المخطط ولجأوا إلي إرهاب الشعب بشتي الطرق. وما نراه كل يوم شاهد علي جرائمهم.. إن ما حدث ليلة سقوط بغداد.. كان بداية سقوط الأمة العربية.. هل تعلمنا الدرس؟
هناك أسطورة أمريكية تقول "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".. وهي باختصار تروي ما حدث مع الثيران الثلاثة. عندما جاء الأسد إلي الثور الأسود وعقد معه اتفاقاً بأن يتركه ولا يعتدي عليه مقابل أن يدعه يأكل أخاه الثور الأبيض. ومقابل هذه الصفقة وطمعاً في حياة ذليلة علي حساب أخيه وافق بلا تفكير أو دراسة. وما لبث أن جاءه مرة أخري بعد أيام قليلة يطلب منه أن يخلي بينه وبين الثور الأحمر وهو يقطع علي نفسه عهداً بأن يتركه يعيش. ووافق الثور الأسود أيضاً وهو مغيب لا عقل كأنه مسلوب الإرادة. يُمني نفسه بحياة طويلة. لكن بعد أسابيع معدودة جاءه الأسد ليلتهمه بلا مقدمات ولا صفقات ولا استئذان. فلم تعدله قيمة ولا قوة. فهو يعرف أنه كان يستمد قوته من اتحاده مع أخويه الثورين الأبيض والأحمر اللذين ضحي بهما مقابل صفقة وهمية. وهو لا يدري أنه يضحي بقوته وسنده فأصبح الآن ضعيفاً وحيداً. لا أحد يقيم له وزناً. فاقترب منه الأسد ليتناول وجبة شهية دسمة بلا مقاومة. هنا أدرك الثور الخطأ الذي وقع فيه. ولكن بعد أن فات الميعاد. فنظر إلي نفسه بحسرة. ثم نظر إلي الأسد وقال: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".
هذه الأسطورة الأمريكية لم تكن مجرد خيال لمؤلف. أو كاتب قصص لتسلية الأطفال. وإنما واقع يطبقه الأمريكان ويتلاعبون بالعالم. يجعلون الإخوة أعداء مثل "الكوريتين". ويفرقون بين الأشقاء. ويريدون أن يكون العالم كله دويلات صغيرة تتأرجح بين أيديهم مثل كرة التنس. ولكن المؤسف والمحزن أن الأمريكان لم يطبقوا ذلك عملياً إلا في منطقتنا العربية. ولم يبدأ ذلك مع "ثورات الربيع العربي" فقط. وإنما بدأ منذ سنوات طويلة. مع استغلال الغزو العراقي للكويت. فلم يكن دخول الأمريكان معركة تحرير الكويت من أجل عيون الكويتيين. ولا ردعاً لجريمة صدام. فكل هذا لا يهمهم. إنما الحقيقة أنهم استغلوا الحدث في الدخول إلي المنطقة. اتخذوه ذريعة للقضاء علي الجيش العراقي الذي أنهكوه وهم يشعلون الحرب بين العراق وإيران. فكان سهلاً أن يسقط. وتحقق لهم ما أرادوه.
مازلت أقرأ عن "ليلة سقوط بغداد" وانهيار الجيش العراقي الذي كان أحد أكبر وأقوي الجيوش العربية. كان الملايين من المصريين والعرب غاية الحزن والأسف والأسي. ليس لسقوط نظام صدام ولكن لسقوط بغداد وانهيار الجيش العراقي. وذلك يحدث بينما حزننا الأكبر علي ما فعله كثير من الإخوة العراقيين وقتها وهم يهللون ويرحبون بالغزاة المحتلين المعتدين من قوات حلف الأطلسي. ووقع الأشقاء العراقيون في "المطب" إذ أوهمهم الأمريكان أنهم جاءوا ليخلصوهم من "ظلم وجبروت صدام" بينما هم في الحقيقة جاءوا لتدمير بلد عربي كبير. وحاولوا أن يمحونه من علي الخريطة. ومنذ هذا الحدث الذي وقع قبل أربعة وعشرين عاماً. مازال العراق يعاني من تلك الخدعة الكبري. يقتتل أبناؤه ولا يكاد يمر يوم بلا عشرات الضحايا. والحقيقة أنني لا أفهم لذلك سبباً إلا نيران الخلاف والشقاق التي تشعلها "ماما أمريكا" بين الإخوة والأشقاء.. ثم جاءت لحظة فارقة أخري لتكمل أمريكا مخططها في تفتيت الأمة العربية خاصة وتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد. مستغلة الأوضاع في البلدان العربية. وحركت مشاعر الشعوب. لكن من قبل ذلك جهزت الخونة والجواسيس والعملاء لتلعب بإصابعها في المنطقة كيفما تريد. واستطاعت أن تخرب تونس وليبيا واليمن وتحرق سوريا وكانت تخطط للمزيد خطوة خطوة وكان الدور علي دول الخليج.
في مصر نجح المخطط الأمريكي أيضاً. ولم نكن بعيدين عن التقسيم والتخر يب. والقضاء علي الجيش المصري الذي يعد أقوي الجيوش العربية. وسارت جماعة الإخوان في تنفيذ مخطط أمريكا في مصر. لكن كان الله حاميها وحارسها. فهبت ملايين المواطنين ترفض هذا كله. وأيدها الجيش العظيم المخلص الوفي لأرضه وعرضه وساند مطالب الجماهير. وكتب الله علي يديه النجاة. لكن المخربين والعملاء والخونة لم يعجبهم ذلك فواصلوا تنفيذ المخطط ولجأوا إلي إرهاب الشعب بشتي الطرق. وما نراه كل يوم شاهد علي جرائمهم.. إن ما حدث ليلة سقوط بغداد.. كان بداية سقوط الأمة العربية.. هل تعلمنا الدرس؟