منيركيال في كتابه "الحمامات الدمشقية" حكاية كنت قد سمعتها من بعض النساء
المسنات في أسرتنا في صيغ متشابهة. تقول الحكاية: إن أحد ال م ص وبِنين- من
يستخدم الصابون إضافة إلى كيس صغير خاص يوضع في الك ّ ف لتنظيف جسد
المستحم في حمام السوق- كان نائمًا في داره حين ُ طرِ َ ق عليه الباب لي ً لا. ولما سأل
عن الطارق، طلب إليه -الطارق- أن يو حد الله، وأن يصحو من نومه، فقد أوشك الفجر أن يبزغ،
وهو يريد أن يستحم، والحمام بدون ريس -أي مصوبن- فماكان من صاحبنا إلا أن قال له،
اسبقني...وسألحق بك. وارتدى ملابسه على عجل، وانطلق مسرعًا إلى الحمام، فوجد الزبون على
باب الحمام ينتظر، ففتح له الباب ودخلا، ثم أنزل الريس الثريا، وأشعل الأسرجة بعد أن زيتها،
وفعل مثل ذلك في "الوسطاني"، و"الج واني" -قسمي الحمام الداخليين- وعندما بدأ بتفريكه بالكيس،
أخذ ضوء السراج يخفت، فأراد الريس إصلاح ضوء السراج، فقال له الزبون: لا تتعب نفسك!
سأصلحه عنك. وهنا مد الزبون يده ليصلح الضوء، فإذا هي تطول عدة أمتار، وتنتهي بحافر حمار.
ذعر الريس -المصوبن- من هول المفاجأة وانطلق هاربًا إلى الب راني- قسم الحمام الأول-
فاعترضه المعلم- مدير الحمام الذي كان قد وصل- وسأله عما به فقص عليه ما شاهده. فأظهر
المعلم دهشته، ولم يجد غرابة في ذلك قائ ً لا: أليست كهذه؟ ومد يده، فإذا هي تصل إلى سقف
الب راني، وتنتهي بحافر أيضًا. فهرب المصوبن بلا وعي إلى السوق، فناداه الحمصاني -بائع
الحمص والفول- مستفسرًا عن سبب ذعره وركضه في السوق، في ذلك الوقت شبه عارٍ، حافي
القدمين! ولما قص عليه خبر الزبون والمعلم، قال له الحمصاني: أليست كهذه؟! ومد له يدًا انتصبت
أمامه عدة أمتار كسابقاتها، فهرب إلى داره، ففتحت له زوجه الباب فقص عليها ماحدث. وهنا أيضًا
.( مدت يدًا مشابهة، فهرب من الحي كله( ١