كم حياة ستعيش
في ركضنا المتواصل من أجل جني أمتار إضافية في رصيدنا البنكي ، و الجلوس خلف مقود السيارة التي حلمنا بها ، و العمل من الصباح الباكر إلى المساء الداكن قبل أن نسقط في غيبوبة تؤهل أجسادنا للدوران في الدائرة من جديد ، ننسى لماذا نعيــش !
أمس أنتهى وغدا لا نملك ضماناً لمجيئه فقط اليوم هو ما نملكه ونملك الأسمتاع به.
عش يومك وأستفد من تجارب الماضى من غير أن تعيش مشاكله وهمومه .
ثق بخالقك الذى يعطى للطائر رزقه يوما بيوم .
...هل سمعت عن طائر يملك حقلاً أو حديقة ؟ ،
إنه اليقين بالله والتوكل عليه والثقة بما عنده .
الأفضل قادم شريطة أن تحسن الظن بخالقك ولا تضيع يومك.
الأفكار رزق من الله يسوقه إليك وليس من العقل والذكاء التفريط فى هذا الرزق
فرب فكرة زارتك اليوم جاء أوان تنفيذها بعد سنين فإذا لم تكن ساكنة فى دفتر يقيدها فربما جاء أوان ما ذهب وضاع تفصيله
ما أقرب ضغط الدم ، و السكر ، و الشيخوخة المبكرة من أولئك الذين ينتظرون من الناس الكثير !
عندما لا تتوقع و تجد ، خير لك من أن تتوقع و لا تجد !
حسابات البشر تختلف عن حساباتك .. و إهتماماتهم ليست بطبيعة الحال متوافقة مع إهتماماتك فلا عجب أن يكون يوم عيدك بالنسبة لبعضهم يومً عادياً و ربما سيئاً !
كثير من المصلحين يحثوننا على تطليق صراعات الحياة من باب الزهد في الغنيمة الدنيوية ، هؤلاء أرسل لهم قول الأديب الرافعي " مثلما يضر أهل الشر غيرهم عندما يفعلون الشر ، يضر أهل الخير غيرهم إذا لم يفعلوا الخير ّ"
و فعل الخير ليس دائما مثاراً إعجاب الناس و إستحسان من الآخرين ، خاصة أصحاب النفوس السيئة البغيضة ، و هنا ستجد نفسك و أنت تفعل الخير - في قلب المعركة
فياصاحبي إذا أردت أن تكون سعيداً عليك ...أن تطرد من ذهنك فكرة أن الحياة سلام و هدوء و راحة ، إنما الراحة هناك بعدما نمر على الصراط و نتخطى مرحلة الحساب .. أما هنا فنحن في معركة علينا أن نربحها بشرف و كرامة !
الأيام دائمـاً حبلـى بالأحداث ،
ليـس لهـا موعـد مخـاض
تُفاجئـك دونمـا توقُـع بوليـدها
... فتجد نفسـك بين ليلـة وضحـاها
فـي حـال لـم تتوقعـه أو تحسـب لـه حسـابه
المدهـش أنهـا حيـاة واحـدة ، نحيـاهـا ثم ينتهـي السبـاق
... _ كريم الشاذلي
*كتاب: كم حياة ستعيش