تصر حماس علي نفي أي صلة لها بما يجري في سيناء من عمليات إرهابية واعتداءات يومية إجرامية علي جميع رموز الدولة المصرية، وما يتم من استهداف بالقتل والتفجير للمنشآت العسكرية والأمنية وضباط وجنود قواتنا المسلحة وقوات الشرطة.
وتؤكد حماس بصفة تكاد تكون يومية علي لسان جميع المسئولين بها، أنها غير متورطة في المؤامرة الإرهابية واضحة المعالم وسافرة الوجه التي تتعرض لها مصر الآن، والتي كشفت عن وجهها القبيح بعد الثلاثين من يونيو، وإقصاء الرئيس المعزول وجماعته عن كرسي الحكم وموقع السلطة.
ونحن لم نكن نتمني تورط حماس في التآمر علي مصر، ولم نكن نتمني كذلك وجود أي صلة لها بالعمليات الإرهابية الجارية في سيناء، وكنا نأمل أن تكون صادقة في نفيها للصلة وتأكيدها عدم التورط، ...، ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، خاصة إذا كانت الحقائق علي أرض الواقع تؤكد عكس ذلك.
ونقول للأسف لأن الواقع علي الأرض يؤكد أن حماس ضلع أساسي في المؤامرة علي مصر، وأن هناك صلة وطيدة وقوية بينها وبين الجماعات الإرهابية المتطرفة المتواجدة في سيناء والتي ترتكب جميع الجرائم والاعتداءات علي قواتنا المسلحة وقوات الأمن ورجال الشرطة.
ليس هذا فقط، بل إن غالبية، إن لم يكن كل هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة، لها أصول أو فروع وكذلك قواعد في قطاع غزة، وأن العديد من كوادرها وأعضائها ينتقلون من غزة إلي سيناء وبالعكس بصفة دورية، وأن كثيراً من الأسلحة والمعدات المستخدمة في العمليات الإرهابية يتم تهريبها عبر الأنفاق التي تشرف عليها حماس ورجالها، بل والأكثر من ذلك هناك من الشواهد والدلائل ما يؤكد تورط حماس في تدريب مجموعات من الإرهابيين للدفع بهم إلي سيناء، وأن فصائل القسام قامت وتقوم بذلك داخل غزة وفي وضح النهار، وتحت سمع وبصر قادة حماس، ...، ثم بعد ذلك كله لا تخجل حماس من إصرارها علي نفي الصلة وإنكار التورط.
ولكن علي حماس أن تدرك جيداً أن للصبر المصري حدوداً.