بذور الشيطان" رواية تجسد الدور الأمريكي المقيت
دمشق: تعالج رواية "بذور الشيطان" للكاتبة السورية لينا كيلاني نبذ الغرب بحضارته ومنجزاته العلمية الموظفة في مجال الاستعمار والهيمنة على الشعوب المستضعفة الفقيرة، وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين لغير المسلمين في العالم الغربي.
وحسبما كتب د. عبد الجبار العلمي بجريدة "القدس العربي" اللندنية ، فمن الملاحظ أن المنظور السردي في رواية" بذور الشيطان" يخرج عن نمط الرؤية السردية التي تطغى عليها الذاتية والأنا ، ذلك أن المؤلفة الضمنية تختفي، وتترك دفة السرد لسارد مشارك ذكر أمريكي الجنسية هو "فرانك"، الذي كانت الكتابة هوايته المفضلة.
والشيطان في الرواية "شيطان العلم الذي سلب العلم براءته وقدسيته .. إنه علوم الشر التي ستحكم قبضتها على الجنس البشري"، إن هذا الشيطان قادم من أمريكا بالذات، تلك الدولة المتحكمة في دول العالم المتخلفة التابعة لها بحكم عدم استقلاليتها اقتصادياً وتكنولوجيا.
بطل الرواية أمريكي الجنسية من أصل أسيوي ( هندي) وقد هاجر جده المباشر إلى كاليفورنيا ، توفي والده وقبله والدته، وبقي وحيداً يعيش في كنف صاحب المزرعة ( جو). يحس بالغربة، رغم أن هذا الأخير اتخذه واحداً من أفراد الأسرة ، وأنفق على تعليمه حيث تخصص تخصصاً علمياً نادراً هو مزيج من علوم النبات أو تخصيب النبات وعلوم أخرى ، وسوف يبتعث للقيام بمهمة في أفغانستان تتعلق بتخصيب أرض بوار.
صاحب المزرعة ( جو) الأمريكي ليس له أبناء ذكور، لذلك قرب الفتى الهندي إليه. و( جو) هو صاحب ذلك المشروع الخطير الذي يتعلق بتجربة علمية مشبوهة ، تتمثل في زرع بذور غريبة في أرض قاحلة جرداء لم تعرف الزراعة منذ أمد بعيد ، ولم تكن تلك الأرض إلا في أفغانستان.
و( جو) - الذي يرمز لأمريكا هنا - ينتظر أن يجني من خلال تحقيق هذا المشروع هو والشركة التي ينتمي إليها أرباحاً خيالية.
أما شخصية "آيشا" فتمثل في الرواية المرأة الأفغانية الإنسان ، تتعامل مع الآخر مهما اختلفت معه في الديانة والجنس والانتماء الحضاري، تعاملا إنسانياً راقياً يتجاوز كل الحساسيات والخلفيات الأخرى.