أيام الحب السبعة
الثلاثاء: عنقاء
يكفي مرورك بالألفاظ كي تجد
العنقاء صورتها فينا, وكي تلد
الروح التي ولدت من روحها جسدا...
لا بد من جسدٍ للروح تحرقه
بنفسها ولها, لا بد من جسد
لتظهر الروح ما أخفت من الأبد
فلنحترق، لا لشيءٍ، بل لنتحدا!
الأربعاء: نرجسة
خمس وعشرون أنثى عمرها. ولدت
كما تريد... وتمشي حول صورتها
كأنها غيرها في الماء: ينقصني
حب لأقفز فوق البرج... وابتعدت
عن ظلها، ليمر البرق بينهما
كما يمر غريب في قصيدته...
الخميس: تكوين
وجدت نفسي في نفسي وخارجها
وأنت بينهما المرآة بينهما...
تزورك الأرض أحياناً لزينتها
وللصعود إلى ما سبب الحلما.
أما أنا، فبوسعي أن أكون كما
تركتني أمس، قرب الماء، منقسما
إلى سماءٍ وأرضٍ. آه... أين هما؟
الجمعة: شتاء آخر
إذا ذهبت بعيداً, علقي حلمي
على الخزانة ذكرى منك, أو ذكرى
من. سيأتي شتاء آخر, وأرى
حمامتين على الكرسي, ثم أرى
ماذا صنعت بجوز الهند: من لغتي
سال الحليب على سجادة أخرى
إذا ذهبت، خذي فصل الشتاء، إذا!
السبت: زواج الحمام
أصغي إلى جسدي: للنحل ألهة
وللصهيل ربابات بلا عدد
أنا السحاب, وأنت الأرض, يسندها
على السياج أنين الرغبة الأبدي
أصغي إلى جسدي: للموت فاكهة
وللحياة حياة لا تجددها
إلا على جسد... يصغي إلى جسد
الأحد: مقام النهوند
يحبك، اقتربي كالغيمة... اقتربي
من الغريب على الشباك يجهش بي:
أحبها. انحدري كالنجمة... انحدري
على المسافر كي يبقى على سفر:
أحبك. انتشري كالعتمة... انتشري
في وردة العاشق الحمراء, وارتبكي
كالخيمة, ارتبكي, في عزلة الملك...
الاثنين: موشح
أمر باسمك، إذ أخلو إلى نفسي
كما يمر دمشقي بأندلس
هنا أضاء لك الليمون ملح دمي
وههنا’ وقعت ريح عن الفرس
أمر باسمك, لا جيش يحاصرني
ولا بلاد. كأني آخر الحرس
أو شاعر يتمشى في هواجسه...
للشاعر محمود درويش