مصر : أب اغتصب ابنته .. أي مجتمع ثوري هذا؟ .
عاشت فتاة في سن المراهقة فترة عذاب ورعب بسبب إستغلال أبيها لغياب والدتها واغتصابها. وقالت الفتاة إن والدها كان يتحرش بها منذ أن بدأت تتشكل كفتاة، حيث كان يقتحم غرفة نومها ويجردها من الملابس ويربطها لكي يعتدي عليها جنسيا حتى فض غشاء بكارتها
هي حوادث تتكرر بين حين وآخر، وأخبار أصبح الوطن العربي يسمع بها أكثر فأكثر، فهل يعود سببها إلى كسر حاجز الخوف مع موجة التغييرات التي تجتاح مجتمعنا، والتي أعطت المرء نوعا من الحرية وجعلته يتجرأ على ما كان يخاف منه؟
تحدثت مصادر الأنباء المصرية المختلفة عن كارثة إنسانية واجتماعية وقانونية وأخلاقية قام بها أب تجاه ابنته، حيث تجرد الأب المجرم من كل مشاعر الأبوة وأقدم على مدار 3 سنوات على اغتصاب ابنته داخل منزله بالقاهرة الجديدة أثناء غياب الأم، وكانت الفتاة بحسب المصادر قد إلتزمت الصمت خوفا من أبيها، لكنها كشفت هذا السر في نهاية المطاف إلى والدتها، التي دخلت في حالة نفسية سيئة جدا وقدمت شكوى رسمية للجهات المختصة، أما الأب المعاق فقد فر هاربا خوفا من الفضيحة، إلا أنه تم القبض عليه.
الأم توجهت إلى قسم القاهرة الجديدة وحررت محضرا بالواقعة وتمت إحالته إلى النيابة العامة، أما الفتاة الضحية فقالت إن والدها كان يتحرش بها وهي في الصف الثالث الإعدادي ولم تستوعب تلك الأفعال آنذاك، وفي أحد الأيام اقتحم غرفة نومها مستغلا عدم وجود والدتها وشقيقها الأصغر فجردها من ملابسها وقيد يديها وتعدى عليها جنسيا حتى فض غشاء بكارتها وظل يعاشرها جنسيا كلما غادرت والدتها المنزل، وأضافت إنها عاشت سنينا من العذاب لم تستطع أن تواجه فيها تلك المأساة، وكانت تتوسل لوالدها أن يتركها حتى انهارت واعترفت لوالدتها بكل شيء ، وأن أباها كان يعاشرها جنسيا منذ 3 سنوات.
التقرير الطبي أوضح أنه تم فض غشاء بكارة الضحية وهناك إشتباه في حمل الفتاة، الأمر الذي دفع النيابة إلى إلقاء القبض على الوالد المجرم وإيداعه السجن، ولكن اللافت للأنظار هو أنه لم يتم الإعلان عن سوابق للأب .
الجميع يعرف أن خوف الإنسان يأتي بسبب الكثير من الأمور وفي حالات مختلفة، وأن مجتمعنا العربي لا يسمح لنا بالكثير مما نريد قوله وعمله خوفا على سيرة العائلة وغيرها من الأسباب التي جعلت مجتمعنا يعاني العديد من المشاكل حتى وصلت بنا إلى مثل هذه المأساة التي أصبحت تتكرر في الكثير من دولنا.
علماء النفس يقولون إن هناك أنواعا مختلفة من الخوف، لكن هذه الجرائم البشعة أصبحنا نسمع عنها أكثر فأكثر وكأن هناك حلقات متعددة يتطرق إليها القارئ والمستمع العربي كي يملأ وقت فراغه، فهل هذه المواضيع الحساسة جدا كانت من تلك الأمور التي لم نسمع عنها بسبب الأنظمة والقوانين التي كانت، أم هي نوع من السياسات الموجهة خارجيا لملء أوقات فراغ المواطن الذي فقد الكثير مما يمتلك بسبب التغيرات التي تشهدها المنطقة، أو أنها ظاهرة مرضية جديدة أصابت العالم العربي الذي يتأثر لحظة بعد أخرى بما يراه من إعاقات اجتماعية وحضارية عبر شاشات التلفاز لا سيما مع دخول الأقمار الاصطناعية وألوف القنوات إلى منزل كل شخص منا.
يتمثل دور الثورة الحقيقي مهما كان نوعها بتغير القوانين القديمة والظروف المعيشية وقوفا عند مطالب الشعب، أما دور المجتمع الجديد فهو حماية مواطنيه، خاصة الأطفال والمسنين. الثورة في مصر لم تعط شعبها ما طالب به حتى الآن، وخاصة أننا في عصر الإنترنيت الذي غير نظرتنا إلى الكثير من الأشياء، تلك الأشياء التي كانت محرمة ليس فقط ضمن سياق الحديث، بل والتفكير أيضا، تلك الأشياء التي كان العالم المتحضر كما يقال يتحدث عنها ويشخص مرضه كي يستطيع معالجته.
الثورة في مصر فتحت صندوق "باندورا" على مجتمعها، ونحن بدورنا أصبحنا شهودا على هذه الأحداث المأساوية التي كانت تخبأ بطرق عديدة من قبل الحكومات السابقة، ربما برادع الخوف ولا تعالج كما يجب، وبالإضافة إلى التحرش الجنسي الذي فاق المعقول وتحول إلى أداة سياسية في مصر الإخوان، هناك الكبت الجنسي الذس يتسبب بأمراض نفسية لها أول وليس لها آخر بدأنا نرى نتائجها شيئا فشيئا.
اليوم وقعت مصر في فخ جديد رسم لأرض الكنانة، فخ يتمثل في حكم المرشد والجماعة بطرق دكتاتورية لم تعشها مصر حتى في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك، ومع وجوب التأكيد على أهمية مشاركة جميع فئات المجتمع في قيادة النظام الجديد، هناك سؤال يطرح نفسه على المجتمع المصري لا أحد يستطيع الإجابة عنه لا سيما ممن يحاولون إعلاء شأن الشريعة دون البحث في مضمونها وهو، هل للمرأة دور في المجتمع الجديد، أم أنها ستبقى "ملك اليمين" لممارسة الجنس الذي يشتهيه الرجال؟
.هاني جبران
روسيا اليوم