ريبة غربية بشأن الربيع العربي
الجزيرة – منذ 3 ساعات
شادي الأيوبي-أثينا
عبّر العديد من الأكاديميين الغربيين عن تشاؤمهم وريبتهم بشأن مسار حركة الربيع العربي، معتبرين أنه يتحول إلى خريف إسلامي وأن القوى التي بدأته غيّبت عنه اليوم.
وفي مؤتمر عقد في العاصمة اليونانية أثينا لمدة ثلاثة أيام، أعرب معظم المتحدثين عن عدم ثقتهم من المسار الطبيعي للربيع العربي، كما عبروا عن عدم ثقتهم أنه سيجلب أنظمة ديمقراطية واسقراراً للمنطقة.
المؤتمر نظمه قسم الدراسات التركية والآسيوية في جامعة أثينا، وحضره أكاديميون وباحثون وسياسيون ودبلوماسيون من اليونان وتركيا وقبرص وإسرائيل وفرنسا، كما حضر ضيف وحيد من العالم العربي هو رئيس حزب التجمع الوطني اليساري في مصر رفعت السعيد.
المحاضرون تناولوا على مدى أيام المؤتمر الثلاثة نواحي كثيرة في الربيع العربي، مثل تأثير الإسلام على الحياة السياسية في العالم العربي، والعوامل الاقتصادية التي أدت إلى قيام ثورات الربيع العربي، وتأثير الربيع العربي على الاستقرار في المتوسط، ومخزونات النفط في المنطقة ومستقبلها في ظل الربيع العربي، والإسلام السياسي ومدى نجاحه في المنطقة، وتاريخ الصراعات في الشرق الأوسط، وعلاقة الدين بالدولة في الدستور المصري الجديد، وتأثير الأزمة السورية على الواقع اللبناني.
صراع دولي
ومن خلال المحاضرات والمداخلات، رجّح معظم المحاضرين نهاية غير متفائلة لحركة الربيع العربي، كما أن معظمهم أرجعوا نشأته إلى عوامل صراع دولية وتنافس اقتصادي، في حين اعتبر آخرون أنه حركة نشأت بتأثير أميركي لصد النفوذ الروسي من التغلغل في الشرق الأوسط.
كما بدا واضحاً غياب وجهة النظر المقابلة لهذه النظريات، إذ لم يُدعَ للمؤتمر على ما يبدو أي محاضر يمثل وجهة نظر الحركات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم، حتى إن نظريات الإرهاب الإسلامي ودار الحرب والإسلام مرّت بسلاسة دون وضعها في إطارها التاريخي الصحيح.
رئيس قسم الدراسات التركية ومنظم المؤتمر إيوانيس مازيس اعتبر في تصريحات للجزيرة نت أن الربيع العربي كان نتيجة لعدم القدرة على المحافظة على الأنظمة العربية الشمولية المموّلة والمحروسة من الخارج، والتي كانت تُبعد الروس والصينيين عن المنطقة، مضيفاً أن الذي يجري الآن، وبمساعدة خارجية أحياناً، هو محاولة إيصال حكومات إسلامية متطرفة في العالم العربي بهدف الاستمرار في إبعاد الروس والصينيين عن المنطقة.
وعن غياب أي مدعوّ من طرف الحكومات الإسلامية في دول الربيع العربي، قال مازيس إن هذا سيحدث في مؤتمرات لاحقة، ولكن قبل ذلك يجب على العلمانيين في الغرب أن يحددوا ماذا يريدون من الشرق؟
الثورة الثالثة
من جهته قال المدير العام لمعهد أبحاث الطاقة في جنوب شرق أوروبا كوستيس ستابوليس للجزيرة نت إن الربيع العربي حركة ذات دوافع سياسية بالدرجة الأولى، واقتصادية بالدرجة الثانية، واعتبر أنها ثالث ثورة عربية تقوم خلال القرن الماضي بعد ثورة 1917 وثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952.
واعتبر ستابوليس أن نهاية الحركة غير معروفة لأنها لا تزال في تطور مستمرّ، وأن داخلها قوى متصارعة، لكنها تهدف إلى تغيير الواقع الحالي، وقد يحصل بالفعل.
أما الباحث في معهد أبحاث الأمن والدفاع جورج فيليس، فقال إن الاتحاد الأوروبي لديه نقص في الطاقة ولهذا فعليه حتى عام 2020 ضمان واستخراج المخزونات في بحر الشمال وفي شرق المتوسط، مضيفاً أن الولايات المتحدة تريد تقليل اعتماد أوروبا على نفط الشرق الأوسط وغاز روسيا.
وبدوره رأى رئيس حزب التجمع اليساري المصري المعارض رفعت السعيد أن هناك شبه اتفاق على أن الربيع العربي سُرق، وأن الذين قاموا بالثورات العربية تمّ استبعادهم تقريباً، معتبراً أن الافتراضات النظرية حين تتكرر تتحول إلى قانون، وهو ما جرى من تدمير لعدة دول عربية عن عمد، وهو ما يعني أن شيئاً ما تداخل مع الثورات العربية محاولاً تجييرها لصالح جهةٍ معينة.
وأشار السعيد إلى ظاهرة تفتيت الجيوش العربية، معتبراً أن هناك مؤامرة حالياً لضرب الجيش المصري للحيلولة دون استعادة مصر لمكانتها الإقليمية، ليبقى في الساحة تحالف أميركا مع حلفائها الآخرين في المنطقة.
الجزيرة – منذ 3 ساعات
شادي الأيوبي-أثينا
عبّر العديد من الأكاديميين الغربيين عن تشاؤمهم وريبتهم بشأن مسار حركة الربيع العربي، معتبرين أنه يتحول إلى خريف إسلامي وأن القوى التي بدأته غيّبت عنه اليوم.
وفي مؤتمر عقد في العاصمة اليونانية أثينا لمدة ثلاثة أيام، أعرب معظم المتحدثين عن عدم ثقتهم من المسار الطبيعي للربيع العربي، كما عبروا عن عدم ثقتهم أنه سيجلب أنظمة ديمقراطية واسقراراً للمنطقة.
المؤتمر نظمه قسم الدراسات التركية والآسيوية في جامعة أثينا، وحضره أكاديميون وباحثون وسياسيون ودبلوماسيون من اليونان وتركيا وقبرص وإسرائيل وفرنسا، كما حضر ضيف وحيد من العالم العربي هو رئيس حزب التجمع الوطني اليساري في مصر رفعت السعيد.
المحاضرون تناولوا على مدى أيام المؤتمر الثلاثة نواحي كثيرة في الربيع العربي، مثل تأثير الإسلام على الحياة السياسية في العالم العربي، والعوامل الاقتصادية التي أدت إلى قيام ثورات الربيع العربي، وتأثير الربيع العربي على الاستقرار في المتوسط، ومخزونات النفط في المنطقة ومستقبلها في ظل الربيع العربي، والإسلام السياسي ومدى نجاحه في المنطقة، وتاريخ الصراعات في الشرق الأوسط، وعلاقة الدين بالدولة في الدستور المصري الجديد، وتأثير الأزمة السورية على الواقع اللبناني.
صراع دولي
ومن خلال المحاضرات والمداخلات، رجّح معظم المحاضرين نهاية غير متفائلة لحركة الربيع العربي، كما أن معظمهم أرجعوا نشأته إلى عوامل صراع دولية وتنافس اقتصادي، في حين اعتبر آخرون أنه حركة نشأت بتأثير أميركي لصد النفوذ الروسي من التغلغل في الشرق الأوسط.
كما بدا واضحاً غياب وجهة النظر المقابلة لهذه النظريات، إذ لم يُدعَ للمؤتمر على ما يبدو أي محاضر يمثل وجهة نظر الحركات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم، حتى إن نظريات الإرهاب الإسلامي ودار الحرب والإسلام مرّت بسلاسة دون وضعها في إطارها التاريخي الصحيح.
رئيس قسم الدراسات التركية ومنظم المؤتمر إيوانيس مازيس اعتبر في تصريحات للجزيرة نت أن الربيع العربي كان نتيجة لعدم القدرة على المحافظة على الأنظمة العربية الشمولية المموّلة والمحروسة من الخارج، والتي كانت تُبعد الروس والصينيين عن المنطقة، مضيفاً أن الذي يجري الآن، وبمساعدة خارجية أحياناً، هو محاولة إيصال حكومات إسلامية متطرفة في العالم العربي بهدف الاستمرار في إبعاد الروس والصينيين عن المنطقة.
وعن غياب أي مدعوّ من طرف الحكومات الإسلامية في دول الربيع العربي، قال مازيس إن هذا سيحدث في مؤتمرات لاحقة، ولكن قبل ذلك يجب على العلمانيين في الغرب أن يحددوا ماذا يريدون من الشرق؟
الثورة الثالثة
من جهته قال المدير العام لمعهد أبحاث الطاقة في جنوب شرق أوروبا كوستيس ستابوليس للجزيرة نت إن الربيع العربي حركة ذات دوافع سياسية بالدرجة الأولى، واقتصادية بالدرجة الثانية، واعتبر أنها ثالث ثورة عربية تقوم خلال القرن الماضي بعد ثورة 1917 وثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952.
واعتبر ستابوليس أن نهاية الحركة غير معروفة لأنها لا تزال في تطور مستمرّ، وأن داخلها قوى متصارعة، لكنها تهدف إلى تغيير الواقع الحالي، وقد يحصل بالفعل.
أما الباحث في معهد أبحاث الأمن والدفاع جورج فيليس، فقال إن الاتحاد الأوروبي لديه نقص في الطاقة ولهذا فعليه حتى عام 2020 ضمان واستخراج المخزونات في بحر الشمال وفي شرق المتوسط، مضيفاً أن الولايات المتحدة تريد تقليل اعتماد أوروبا على نفط الشرق الأوسط وغاز روسيا.
وبدوره رأى رئيس حزب التجمع اليساري المصري المعارض رفعت السعيد أن هناك شبه اتفاق على أن الربيع العربي سُرق، وأن الذين قاموا بالثورات العربية تمّ استبعادهم تقريباً، معتبراً أن الافتراضات النظرية حين تتكرر تتحول إلى قانون، وهو ما جرى من تدمير لعدة دول عربية عن عمد، وهو ما يعني أن شيئاً ما تداخل مع الثورات العربية محاولاً تجييرها لصالح جهةٍ معينة.
وأشار السعيد إلى ظاهرة تفتيت الجيوش العربية، معتبراً أن هناك مؤامرة حالياً لضرب الجيش المصري للحيلولة دون استعادة مصر لمكانتها الإقليمية، ليبقى في الساحة تحالف أميركا مع حلفائها الآخرين في المنطقة.