كثيراً ما تتردد كلمة الابداع والخيال الواسع في الحياة العملية. مهما تكن نوع المهنة التي يزاولها الانسان فإن التمتع بخيال خصب هي ميزة لا يمكن تجاهلها. كيف يمتلك الانسان البالغ خيالاً واسعاً لا بد من زرع بذور هذا الابداع منذ الصغر. كيف يمكن للأهل مساعدة الأطفال على تنمية خيالهم وحسهم الابداعي؟
أهم شيء الابداع هو القدرة على الافلات من حدود الواقع الذي نعيشه. الأمر الذي يغفل عنه الكثير من الأهل أن حدود الواقع نرسمها من خلال التعليم الذي نقدمه للطفل.
قواعد الحياة الاجتماعية ترسم حدود حياة الطفل الاجتماعية المستقبلية، وقواعد الحياة العائلية ترسم حدود حياة العائلة التي يكونها عندما يكبر. وكذلك غيرها من نواحي الحياة الأخرى.
الخطأ الذي يقع فيه الأهل هو الخلط بين التعليم والتلقين. بشكل طبيعي يسعى معظم الآباء لنقل كل ما عاشوا عليه لأبنائهم. لا شك أن الكثير من خبرة الأهل قد تكون مفيدة للطفل، لكن فرض كل شيء مما عاش عليه الأهل على الطفل يجعل حياته مجرد استنساخ لحياة أهله.
لكي يترك الأهل للطفل مجالاً كافياً للتعبير عن نفسه واطلاق العنان لخياله وابداعه لا بد من الابتعاد عن فرض قيمهم وعاداتهم عليه. حياة الطفل كل لا يتجزأ وإذا كان قسم كبير منها مبني على التلقين فإن الابداع يموت في نواحي الحياة الأخرى لديه.
من أفضل الطرق لنقل المعلومات إلى الطفل هي بسرد القواعد كحكاية يستقي منها الطفل ما يناسبه ويترك كل ما لا يتناسب مع زمنه و عصره. بالطبع سوف يتأثر الطفل ببيئة أهله بشكل كبير لكنه سيحتفظ بها كجزء من أصوله وجذوره دون أن تفقده حريته بالابتعاد عنها اذا رغب.
عندما يكبر الطفل على هذا النموذج من التعليم يمكنه ببساطة أن يطبقه على كل شيء. وبالتالي حتى التعليم الذي يتلقاه في المدرسة يتحول من علم مفروض إلى تراث وخبرة. وهكنا يصبح خياله حراًَ طليقاً، ينطلق من الواقع الذي يعيشه إلى المستقبل الذي يطمح إليه
منقول من مجلة صباح الخير