ما عاد تعريف الحبّ اليوم " إثنان ينظران في الاتجاه نفسه " بل اثنان ينظران إلى الجهاز نفسه. و لا صارت فرحتنا في أن نلتقي بمن نحبّ. بل في تلقّي رسالة هاتفيّة منه.
ماتت الأحاسيس العاطفيّة الكبيرة. بسبب تلك " الأفراح التكنولوجيّة " الصغيرة التي تأتي و تختفي بزرّ منذ سلّمنا مصيرنا العاطفي للآلات.
انتهى زمن الانتظار الجميل لساعي البريد.
... ... صندوق البريد الذي نحتفظ بمفتاحه سرًّا ، ونسابق الأهل لفتحه .
الرسائل التي نحفظها عن ظهر قلب و نخفيها لسنوات. الأعذار التي نجدها لحبيب تأخرت رسالته أو لم يكتب إلينا .
اليوم ندري أن رسالته لم تته.. ولا هي تأخرت .
صار بإمكان المحبّ أن يحسب بالدقائق وقت الصمت المهين بين رسالة..و الردّ عليها !
لا ترابطي إذاً بجوار الهاتف و تربطي حياتك به. فذاك الرجل أخذ قرارًا بألّا يهاتفك و لو متّ على أمل أن يقتلك بسكتة هاتفيّة. دعيه يتوهّم ذلك !
إن كنت تودّين إسعاده واصلي التنكيل بنفسك. فلا هدف له إلّا تعذيبك على جريمة وحده يعرفها. يحتاج أن يزهق روحك ليتأكّد من براءتك. إن كنت مولعة بالعشق الفاشستيّ و مشتقاته أبشري !
إنّه يعدّ لك محرقة حطبها.. غباؤك.
***
سأصبر حتى يعلم الصبر أنّي صبرت على شيء أمر من الصبر