ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


3 مشترك

    سأخون وطني - محمد الماغوط

    أم التوت
    أم التوت
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : السعوديه
    انثى
    العمر : 39
    صديقة مقربة صديقة مقربة : مينيرفا
    صديقة صديقة : زهرة البراري
    صديقة صديقة : صدى الأشواق
    عم عم : waell
    أخت أخت : سوسكانا
    أخ أخ : Dr.abodi
    عدد الرسائل : 6779
    تاريخ التسجيل : 02/10/2008
    مستوى النشاط : 25034
    تم شكره : 21
    الثور

    سأخون وطني - محمد الماغوط Empty سأخون وطني - محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف أم التوت السبت 10 ديسمبر 2011 - 17:35

    كتاب سأخون وطني ( هذيان في الرعـب والحرية )

    تأليف : محمد الماغـوط .



    سأخون وطني - محمد الماغوط 49603 سأخون وطني - محمد الماغوط D8a7d984d985d8a7d8bad988d8b7



    سأخون وطني - محمد الماغوط 126964

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



    سأخون وطني - محمد الماغوط 126964

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



    سأخون وطني - محمد الماغوط 126964

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



    · هذا الكتاب نقلته من صفحة الصديقه درة الحجاز بالفيس بوك

    فهو من اختيارها ..



    سأخون وطني - محمد الماغوط 488593
    أم التوت
    أم التوت
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : السعوديه
    انثى
    العمر : 39
    صديقة مقربة صديقة مقربة : مينيرفا
    صديقة صديقة : زهرة البراري
    صديقة صديقة : صدى الأشواق
    عم عم : waell
    أخت أخت : سوسكانا
    أخ أخ : Dr.abodi
    عدد الرسائل : 6779
    تاريخ التسجيل : 02/10/2008
    مستوى النشاط : 25034
    تم شكره : 21
    الثور

    سأخون وطني - محمد الماغوط Empty مقتطفات

    مُساهمة من طرف أم التوت السبت 10 ديسمبر 2011 - 17:49

    العرّاف

    ما هذا ؟

    أمة بكاملها تحل الكلمات المتقاطعة وتتابع المباريات الرياضية، أو تمثيلية السهرة ، والبنادق الاسرائيلية مصوبة إلى جبينها وارضها وكرامتها وبترولها.

    كيف اوقظها من سباتها، وأقنعها بأن أحلام اسرائيل اطول من حدودها بكثير، وان ظهورها أمام الرأي العام العالمي بهذا المظهر الفاتيكاني المسالم لا يعني أن جنوب لبنان هو نهاية المطاف؟

    فهي لو أعطيت اليوم جنوب لبنان طوعا واختيارا لطالبت غدا بشمال لبنان لحماية أمنها في جنوب لبنان.

    ولو اعطيت كل لبنان لطالبت بتركيا لحماية أمنها في لبنان.

    ولو اعطيت تركيا لطالبت ببلغاريا لحماية أمنها في تركيا.

    ولو أعطيت اوروبا الشرقية لطالبت بأوروبا الغربية لحماية أمنها في أوروبا الشرقية.

    ولو أعطيت القطب الشمالي لطالبت بالقطب الجنوبي لحماية أمنها في القطب الشمالي.

    وملآت حقائبي بالخرائط والمستندات والرسوم التوضيحية ويممت شطر الوطن العربي أجوب ارجاءه مدينة مدينة وبيتا بيتا.

    وحدثتهم كمؤرخ عن نوايا اسرائيل العدوانية وأطماعها التاريخية في أرضنا وأنهارنا ومياه شربنا. وعرضت عليهم كطوبوغرافي الوثائق والمستندات السرية والعلنية وباللغات العربية والانكليزية والتركية ... ولكن، لا أحد يبالي.

    ثم تحدثت إليهم كفنان. وعرضت أمامهم أشهر اللوحات التشكيلية والرسوم الكاريكاتورية التي تصور اسرائيل كمخلب قط للاستعمار، كرأس جسر للإمبريالية، كأفعى تلتف، كعقرب يلسع، كحوت، كتنين، كدراكولا، كريا وسكينة ... تقتل وتفتك وتتآمر ... ولا أحد يبالي.

    ثم تحدثت إليهم كخبير طاقة. وحذرتهم من أن منابع النفط هي الهدف التالي لاسرائيل. وأننا، كعرب، قد نعود إلى عصر الحطب في المضارب، ونفخ النار بالشفتين وطرف الجلباب ... ولا أحد يبالي.

    ثم تحدثت إليهم كطبيب، عن تسميم الطلاب والطالبات في الضفة الغربية، والجثث المفخخة في مجازر صبرا وشاتيلا. وعن التنكيل المستمر بأهلنا في الأراضي المحتلة، ومصادرة البيوت، وطرد السكان، وتحديد الاقامة، ومنع السفر، ومنع العودة، واغلاق المدارس، وتغيير المجالس البلدية، وقمع المظاهرات، واطلاق غاز الاعصاب، والقنابل المسيلة للدموع، والمسيلة للتخلف ... ولا أحد يبالي.

    ثم تحدثت إليهم كأب. ونبهتهم إلى أن كل مدرسة في الوطن العربي قد تصبح مدرسة بحر البقر، وكل كاتب أو شاعر قد يصبح كمال ناصر أو غسان كنفاني. وكل رئيس بلدية أو دائرة حكومية قد يعود إلى بيته على عكازين كبسام الشكعة وكريم خلف ... ولا أحد يبالي.

    ثم تحدثت إلى الفلاحين كفلاح. وإلى العمال كعامل. وإلى التجار كتاجر. وإلى اليمينيين كيميني. وإلى اليساريين كيساري. وإلى المزايدين كمزايد. وإلى المعتدلين كمعتدل. وإلى العجائز كعجوز. وإلى الأطفال كطفل ... وقلت لهم أن اتفاق شولتز مثله مثل اتفاقيات كامب ديفيد واتفاق سيناء وكل الاتفاقات التي تمت من وراء ظهوركم. فهو مصوغ بدقة متناهية كابتسامة الجوكندا بحث لا أحد يعرف إذا كان يبتسم لنا أم يسخر منا. ولذلك فان دولا عربية متخاصمة لم يكن يتصور أحد أنها يمكن أن تتصالح ... قد تصالحت بسببه. وأن دولا اخرى صديقة لم يكن يتصور أحد أنها قد تختلف، قد اختلفت بسببه ... ولكن للتحركات السياسية حدودا. وللجهود الدولية معايير لا يمكن الاخلال بها. وأن مؤتمر الشعب العربي الدائم وقضيته المركزية فلسطين لا يستطيع أن يستمر في عقد جلساته الطارئة إلى ما لا نهاية ما لم يلق استجابة من هنا أو دعما من هناك.

    وان المقاومة الوطنية في لبنان مهما كانت باسلة، لا تستطيع وحدها القضاء عليه ما لم تعمم هذه التجربة في كل بلد عربي.

    وقصصت عليهم أحسن القصص عن البطولة والفداء. والروعة في أن يكون الإنسان ثائراً من أجل وطنه ينصب الكمائن ويطارد الأعداء في شعاب الجبال. وفي فترات الاستراحة يضم بندقيته إلى صدره ويقرأ على ضوء القمر الرسائل الواردة إليه من الوطن، إذ في كل صفحة خصلة شعر من خطيبة، أو ورقة يابسة من حبيب.

    وقرأت عليهم بنبرة مؤثرة وغاضبة أجمل قصائد المقاومة والنضال، لناظم حكمت ولوركا وهوشي منه ومحمود درويش وسميح القاسم... ولا أحد يبالي.

    الكل ينظر إليّ تلك النظرة الحزينة المنكسرة كغصن وينصرف متنهداً إلى عمله.

    ماذا أفعل أكثر من ذلك لأثير نخوتهم وغضبهم ومخاوفهم؟

    هل أضع على وجهي قناعاً يمثل سنّي بيغن الأماميتين المشؤومتين؟ أم أضع عصابة سوداء على عينّي مثل موشي دايان، وأقفز حول أسرّة الأطفال في ظلام الليل؟

    هل أعرض في الساحات العامة صورا شعاعية لما يعتمر في صدر شارون وبيريز وارينز وايتان وغيرهم من ضغينة وحقد على هذه الأمة وما يبيتون لها ولشعوبها من قهر وذل وجوع ودمار؟

    هل فقدت الشعوب العربية احساسها بالأرض والحرية والكرامة والانتماء إلى هذه الدرجة؟

    أم أن الارهاب العربي قد قهرها وجوّعها وروّعها وشرّدها سلفا أكثر بكثير مما فعلته وما قد تفعله اسرائيل في المستقبل؟
    أم التوت
    أم التوت
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : السعوديه
    انثى
    العمر : 39
    صديقة مقربة صديقة مقربة : مينيرفا
    صديقة صديقة : زهرة البراري
    صديقة صديقة : صدى الأشواق
    عم عم : waell
    أخت أخت : سوسكانا
    أخ أخ : Dr.abodi
    عدد الرسائل : 6779
    تاريخ التسجيل : 02/10/2008
    مستوى النشاط : 25034
    تم شكره : 21
    الثور

    سأخون وطني - محمد الماغوط Empty رد: سأخون وطني - محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف أم التوت السبت 10 ديسمبر 2011 - 17:50

    الأجنحة


    الأغنياء والفقراء، القضاة والمتهمون، الحراس واللصوص والمخمورون، كلهم يقولون لي: ماذا تفعل في هذا الوطن بعد أن ابيضّ شعرك تحت سمائه وانحنى ظهرك فوق أرصفته، ماذا تنتظر منه بعد أن تحدد فيه مستقبلك ومستقبل غيرك في السياسة، كما تحدد مستقبل محمد أمين في الفن؟ سافر إلى بلاد الله الواسعة، فقد لا تجد وقتاً في المستقبل لشراء حقيبة. وقد لا تجد يداً أو اصبعاً في يدك لحمل تلك الحقيبة. وكلما عدت إلى بيتي في آخر الليل أجد على عتبته جواز السفر وتأشيرة الخروج ودفتر الصحة وبطاقة الطائرة وحبوب الدوخة.

    وأحزم حقائبي وأسافر. في الذهاب أتمنى أن يكون مقعدي في غرفة القيادة على ركبة الطيار أو المضيفة لأبتعد بأقصى سرعة عن هذا الوطن. وفي الإياب أتمنى أن يكون مقعدي في مقدمة الطائرة على غطاء المحرك لأعود بأقصى سرعة إلى هذا الوطن.

    آخر مرة كانت إلى تونس. أربعة آلاف كيلومتر فوق البحار والقارات وأنا احدق من نافذة الطائرة كما يحدق اليتيم في واجهات الحوانيت في الأعياد، كانت الغيوم هاربة من العرب، الأمواج هاربة من العرب، الأسماك هاربة من العرب، التلوث هاربا من العرب، العروبة هاربة من العرب. وبعد أسبوع كنت أهرول عائدا اليهم وحزام الأمان ما زال حول خصري.

    وسألتني زوجتي بدهشة: ما الذي عاد بك بهذه السرعة؟ ألم تعجبك تونس؟
    قلت: انها الجنة بعينيها، شمس وبحر وغابات.
    قالت: وماذا تريد أكثر من ذلك؟
    قلت: بصراحة، بلد لا يوجد فيه مشاكل لا أستطيع العيش فيه.
    قلت: مستغربة: مشاكل!
    قلت: نعم. بلد بدون أزمة سكن، أزمة مواصلات، أزمة غاز، وبدون شائعات ... لا فلان طار ولا فلان راح، لا أستطيع أن أقيم فيه أكثر من اسبوع. كما أنني بدون دخان مهرب ودعوسة رجلين في الباصات، ومسؤولين يخالفون شارات المرور، وشاحنات صاعدة هابطة وقت القيلولة تصب جهود الجماهير في أساس بناية أو شاليه لهؤلاء المسؤولين، وكل نشرة والثانية يا جماهير شعبنا، وفي هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ أمتنا، لا أشعربأنني في بلدي وبين أهلي وأحبابي كما يقولون في كلماتهم الترحيبية. كل شيء عندهم في تونس هادىء كمراكز الامتحانات، وكل شيء واضح ومحدد حسب النظام والقانون، ولذلك فقدت أعصابي وصرت كالخليجي الذي اعتاد النوم طوال حياته على صوت المكيف. فما أن يتوقف عن العمل حتى يستيقظ ولا يعرف كيف ينام حتى يعود إلى العمل والهدير من جديد.

    ثم انني أحب هذا الوطن من محيطه إلى خليجه. فأينما كنت، ما ان اقرأ اسمه في جريدة، أو اسمعه في اذاعة حتى اتجمد كنهر سيبيري، كعريف في حضرة جنرال، انني احبه، قدروا ظروفي وعواطفي.
    فيه قرأت أول قصة لياسين رفاعية، وسمعت أول أغنية لفهد بلان، وقرأت أول افتتاحية ترد على كل المخططات الاجنبية في المنطقة، تبدأ ببيت للفرزدق وتنتهي ببيتين للأصمعي. فيه سمعت لأول مرة اسم: قضية فلسطين، عائدون، حرب التحرير الشعبية، حرف الاستنزاف، الكيلومتر 101، مرسيدس 220 امبريالية، استعمار انسبستر، ديبون، فيزون، بيار كاردان، جنرال الكتريك، جنرال سيلاسفيو؟

    وصرخت زوجتي بحدة: مشكلتك أنك تسخر من كل شيء في هذه المنطقة.
    فقلت لها: بالعكس، مشكلتي أنني احترم كل شيء فيها حتى قمامتها، بدليل، وأنا عائد في آخر الليل سقط عليّ كيس قمامة، فلم أحتج. ولم أنفضها حتى عن رأسي وثيابي، لأنني من طريقة سقوطها عليّ عرفت أنها زبالة مدعومة.
    قالت: حالتك خطيرة جدا. عليك بمراجعة طبيب.
    قلت: ان الدكتور كيسنجر لن يحل مشكلتي، وتصوري أيضاً ... صرت أبكي في أفلام حسن الامام، وأفرقع بأصابعي في حفلات سميرة توفيق.
    قالت: كم يؤلمني أن ارى شاعراً مثلك لا يجد ما يتحدث به في أواخر عمره غير حسن الامام وسميرة توفيق وأكياس القمامة. هل نسيت الشعر؟
    قلت: الشعر! كأنك تذكرينني بطفل فقدته ولا أعرف قبرا له.
    قالت: هل تثق بي؟
    قلت: كثقتي بكرايسكي.
    قالت: أيا كان رأيك فانت في حالة يرثى لها أيها العجوز الصغير. وعلاجك الوحيد هو الشعر. السفر الروحي على أجنحة الحلم والخيال.
    فقلت: ولكن كيف؟ وإلى أين؟

    ولما كانت زوجتي بطبيعتها حالمة وخيالية، فسرعان ما فتحت النافذة وحدقت في الأفق البعيد وقالت: الآن وليس غداً. انزع من رأسك كل السفاسف السياسية والمنغصات اليومية وتعال معي لنطر على أجنحة الحلم والخيال إلى العوالم التي سبقنا اليها رامبو وفيرلين وهايني وشلر ولوركا، لنطر بعيدا في عالم السحر والجمال حيث السماء الزرقاء والأمواج الحالمة والغابات العذراء.
    فقلت لها: حبيبتي، اذا ما استمرت الامور في المنطقة على هذا المنوال. تبادل شتائم ومؤتمرات وخطابات. فلن نطير أنا وأنت وغيرنا في نهاية الأمر الا إلى كامب ديفيد....
    أم التوت
    أم التوت
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : السعوديه
    انثى
    العمر : 39
    صديقة مقربة صديقة مقربة : مينيرفا
    صديقة صديقة : زهرة البراري
    صديقة صديقة : صدى الأشواق
    عم عم : waell
    أخت أخت : سوسكانا
    أخ أخ : Dr.abodi
    عدد الرسائل : 6779
    تاريخ التسجيل : 02/10/2008
    مستوى النشاط : 25034
    تم شكره : 21
    الثور

    سأخون وطني - محمد الماغوط Empty رد: سأخون وطني - محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف أم التوت السبت 10 ديسمبر 2011 - 17:50

    المواطن والكلب


    كان المثقف العربي غارقاً في بث همومه ومكنونات صدره للكلب الصغير المتثاقل ترفاً واسترخاء في احدى سيارات السلك الديبلوماسي الأجنبي وسط تجمع المارة وسخريتهم، عندما أقدم أحد رجال الشرطة مسرعاً بمسدسه وهراوته وأصفاده وغيرها من عدة الديموقراطية العربية.

    المثقف: سنتابع حديثنا فيما بعد.

    الكلب: لم يرتجف صوتك وتصطك ركبتاك؟

    المثقف: لقد جاء الشرطي؟

    الكلب: وإن جاء، ما علاقته بك أو بسواك؟

    المثقف: إذا لم تفهموا هذه العلاقة حتى الآن فلن تفهموا ما يجري في منطقتنا أبداً.

    الكلب: أنا لا أخاف من حلف الأطلسي.

    المثقف: لأن حلف الأطلسي قد يراجع بشأنك إذا ما تعرضت لمكروه.

    الكلب: أليس لك أهل وأصدقاء يراجعون بشأنك؟

    المثقف: طبعاً. ولكن المشكلة أن الذين سيراجعون بشأني سيصبحون هم اوتوماتيكيا بحاجة إلى من يراجع بشأنهم. الآن وصل الشرطي. أرجوك أن تتصرف وكأنك لا تعرفني.

    الشرطي: ما هذا التجمع وسط الشارع؟

    المثقف: الا تسمعون؟ ممنوع التجمع إلا لرجال الأمن.

    الشرطي: هيا . كل في حال سبيله.

    المثقف: مواطن يتحدث إلى كلب، هل هي فرجة؟

    الشرطي: بل جريمة.

    المثقف: قبل أن ترفع هذه العصا يجب أن تعرف، وأنت رجل القانون، لا يوجد في أي عرف أو دستور أو بيان وزاري ما يمنع المواطن من التحدث إلى كلب؟

    الشرطي: من ندرة الاشخاص والمنابر والمتفقهين من حولك حتى تتحدث بما تعانيه إلى هذا المخلوق المنفر الغريب؟

    المثقف: ولمن أتحدث يا سيدي.
    الكتاب مشغولون بالجمعيات السكنية.
    والفنانون بالمسلسلات الخليجية.
    والمعلمون بالامتحانات.
    والطلاب بمعاكسة الفتيات.
    والتجار باحصاء الارباح.
    والفقراء بغلاء الأسعار.
    والمسؤولون بالخطابات.

    الشرطي: عمّ كنتما تتحدثان؟

    المثقف: موضوعات عامة. كنا نتحدث عن الحب.

    الشرطي: كذاب. لا أحد يحب أحداً.

    المثقف: عن الصداقة.

    الشرطي: أيضاً كذاب. لا أحد يثق بأحد.

    المثقف: عن الصحافة العربية.

    الشرطي: لا أحد يقرأها.

    المثقف: عن الاذاعات.

    الشرطي: لا أحد يسمعها.

    المثقف: عن الإنتصارات.

    الشرطي: لا أحد يصدقها.

    المثقف: عن المقاومة الفلسطينية.

    الشرطي: لا أحد يحس بوجودها.

    المثقف: عن حرب الخليج.

    الشرطي: لا أحد يبالي بها.

    المثقف: عن الزراعة.

    الشرطي: لا أحد يزرع شيئاً. كل طعامنا صار معلبات. عمّ كنتما تتحدثان للمرة الأخيرة؟

    المثقف: بصراحة، كنت احدثه عن قضية الصراع العربي - الإسرائيلي من الألف إلى الباء.
    الشرطي: ياللفضيحة. تتحدث عن أهم قضية عربية إلى كلب وأجنبي أيضاً.

    المثقف: لا تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل. اعتبره تتمة للحوار العربي - الاوروبي.

    الشرطي: ولماذا كنت تطلعه على صحفنا المحلية.

    المثقف: كنت أتلو عليه احدى الافتتاحيات.

    الشرطي: وكيف كان تعقيبه عليها؟

    المثقف: لقد عوى.

    الشرطي: كلب متواطىء.

    المثقف: لماذا تتحدث عنه بكل هذه الضعة والاستصغار يا سيدي؟ صحيح أنه كلب صغير بحجم قبضة اليد ولكن انظر إليه كيف يبدو وادعاً مطمئناً، وواثقاً من كل شيء، يعرف متى يأكل ومتى يشرب ومتى يخرج إلى النزهة ومتى يعود منها، ومتى ينام ومتى يستيقظ. باختصار: كلب صغير يعرف مصيره ورجل طويل عريض لا يعرف مصيره. آه يا سيدي الشرطي.



    أنا الإنسان العربي، لو كان لي حقوق كلب فرنسي أو جرو بريطاني لصنعت المعجزات بقلمي البائس ودفتري المهترىء هذا. هل سمعت بإلياذة هوميروس؟

    الشرطي: لا.

    المثقف: بالأوديسة؟

    الشرطي: لا.

    المثقف: بملحمة غلغامش؟

    الشرطي: لا.

    المثقف: بالكوميديا الإلهية لدانتي؟

    الشرطي: لا.

    المثقف: بمسرحية فوست لغوته؟

    الشرطي: لا.

    المثقف: إذن بماذا سمعت؟

    الشرطي: منذ غزو لبنان لم أسمع إلا أغنية "صيدلي يا صيدلي".

    المثقف: إذن: هل تسمح لي بأن أعوي معه قليلاً.

    الشرطي: لا هيّا أمامي.

    المثقف: لن أمشي في الشارع هكذا.

    الشرطي: ماذا تريد؟ موكباً رسمياً!

    المثقف: أريد طوقاً حول عنقي فقد أهرب. كمّامة على فمي فقد أعض.

    الشرطي: من ستعض يا هذا؟

    المثقف: قد أعض الأرصفة. البنوك. الجماهير. اليمين. اليسار. الشرق. الغرب. الجنوب.
    الشمال. اخفض مسدسك يا سيدي ولا تصدق ما أقول ففي النتيجة لن أعض إلا لساني على قارعة الطريق، أو أصابعي حتى يتصل الناب بالناب لأنني آمنت بشيء ما في يوم من الأيام. أليس كذلك يا سيدي الشرطي؟

    الشرطي: أرجوك لا تضربني على الوتر الحساس وإلا تركت عملي وانضممت إلى المحادثات معكما
    .
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65973
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    سأخون وطني - محمد الماغوط Empty رد: سأخون وطني - محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف waell السبت 10 ديسمبر 2011 - 23:08

    سأخون وطني - محمد الماغوط 424641
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 25398
    تم شكره : 31
    الدلو

    سأخون وطني - محمد الماغوط Empty رد: سأخون وطني - محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 11 ديسمبر 2011 - 0:09


    شكرا لك ام التوت
    شكرا لك وللصديقة درة الحجاز على الاختياروالنقل

    سأخون وطني - محمد الماغوط 629859

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024 - 17:06