من طرف زهرة النرجس الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 1:16
الامم المتحدة تحذر من خطر امتداد المجاعة الى كل جنوب الصومال
بواسطة فرنسوا اوساي (AFP)
نيروبي (ا ف ب) - حذرت الامم المتحدة ومنظمات انسانية عدة تلقى صعوبات في التصدي لمضاعفات الجفاف المدمرة في القرن الافريقي، من ان المجاعة التي تجتاح منطقتين في جنوب الصومال يمكن ان تمتد الى مجمل مناطق جنوب البلاد.
وحذرت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة الثلاثاء في بيان من "ان كافة مناطق الجنوب الصومالي معرضة لمواجهة المجاعة في اب/اغسطس وايلول/سبتمبر".
واكدت المنظمة البريطانية غير الحكومية اوكسفام الحالة نفسها مشيرة الى جملة عوامل تزيد الوضع تفاقما وهي غياب المرعى للمواشي والارتفاع المستمر لاسعار السلع الغذائية وتردي المحاصيل.
وكانت المسؤولة عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس دقت ناقوس الخطر بتصريحات مشابهة قالت فيها "ان لم نتمكن من ضبطها (المجاعة) الان فانها قد تمتد الى خمس او ست مناطق اخرى في الصومال"، داعية الى "حل على نطاق واسع".
ويهدد الجفاف الذي يجتاح افريقيا الشرقية حوالى 12 مليون شخص بحسب الامم المتحدة. ويواجه حوالى 564 الفا منهم خطر الموت في حال غياب اي تدخل عاجل بحسب الامم المتحدة واوكسفام.
والازمة الغذائية قد تمتد هي الاخرى جغرافيا. واكدت منظمة الامم المتحدة للزراعة والاغذية (الفاو) الثلاثاء ان اوغندا بدأت تعاني من الجفاف وانعدام الامن الغذائي.
والوضع دقيق جدا خصوصا في الصومال بسبب الصعوبة او حتى استحالة الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها متمردو حركة الشباب الاسلامية الذين يمنعون منذ 2009 الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة وعددا من المنظمات غير الحكومية الدولية من الوصول الى الاراضي الخاضعة لسيطرتهم.
وقد قررت الولايات المتحدة الثلاثاء بهدف تسهيل نقل المساعدات، تخفيف العقوبات المفروضة على حركة الشباب التي صنفتها واشنطن بانها "منظمة ارهابية".
واوضح مسؤولون اميركيون ان العقوبات الاميركية المفروضة على متمردي حركة الشباب الذين يسيطرون على مناطق يجتاحها الجفاف والمجاعة، ابقيت لكن الولايات المتحدة لن تلاحق المجموعات التي تبذل "جهودا حسنة النية لتوزيع الغذاء".
وفضلا عن صعوبات الوصول الى المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب او الى مقديشو بسبب المعارك، تواجه المنظمات الانسانية عدم استجابة الممولين بشكل كاف واحيانا بشكل غير منتظم بنظرها.
فقد وعد المجتمع الدولي بمليار دولار لمعالجة هذه المشكلة لكن الامم المتحدة "بحاجة ملحة الى 1,4 مليار دولار اضافية لانقاذ ارواح بشرية" بحسب اموس.
وطالبت منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) بمجانية الشحن الجوي لنقل الخمسة الاف طن من المساعدات الغذائية المخزنة حاليا في فرنسا وايطاليا وبلجيكا وتريد نقلها جوا لمساعدة ثلاثمئة الف طفل.
واوضح متحدث باسم اليونيسف من جنيف "ان نقل مئة طن بطائرة شحن جمبو من فرنسا الى نيروبي تكلف 350 الف دولار، وهي كلفة باهظة جدا، لان ذلك يساوي تقريبا قيمة الشحنة".
واعلنت ايطاليا ارسال طائرة تنقل 40 طنا من المساعدات الانسانية للاجئين الصوماليين في مخيم داداب شرق كينيا الذي يواجه تدفقا كثيفا لعائلات في اعياء شديد واطفال يعانون من سوء تغذية حاد.
الى ذلك اعتبر رئيس البنك الافريقي للتنمية دونالد كابيروكا ان المجاعة في القرن الافريقي تعود في جزء منها الى "فشل جماعي في انهاء الحرب في الصومال".
واشار مدير البنك الافريقي للتنمية الى ان متمردي حركة الشباب "يجازفون بحياة" السكان من خلال منع وصول المساعدة الانسانية اليهم.
وقال هذا الوزير السابق للمالية في رواندا ان قوة الاتحاد الافريقي "تفتقر للعديد وللتجهيزات ولا تملك دعما لوجستيا. ولو كان الامر كذلك لكانت تمكنت بسهولة من احلال الاستقرار (...) للسماح للصوماليين بالبدء بمناقشة نوع الحكومة الذي يرغبون فيه".
من جهته عبر الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد الذي لا تسيطر حكومته سوى على جزء من العاصمة الصومالية، عن اسفه لنقص التنسيق في نقل المساعدات الافريقية والعربية المرسلة الى الصومال، وذلك على هامش زيارة رسمية الى السودان.
وسيعقد اجتماع للمانحين ينظمه الاتحاد الافريقي بعد اسبوع في اديس ابابا من اجل مساعدة ضحايا الجفاف في الصومال.
الثلاثاء 02 آب 2011،