......أنت وطني
الذي شهد ميلاد قلبي الحقيقي
وخطوتُ في أعماقه خطواتي الاولى
نحو الحياة
ونطقتُ أمامه أول حروف الحب
وتعلمت به أول دروس الحب الحقيقي
وتنفستُ هواءهُ
وعشقت ترابه
وأحببت بحاره
وأيقنتُ استحالة الحياة بعيدا عنه
أوراقي الرسمية..لا تنسبُني إليك
وأوراقك الرسمية..لا تنسبُك إليّ
وحقائب أحلامنا مليئة بأوراقنا العاطفية
وأوراقنا العاطفية لا يعترف بها الواقع
فأين نذهب بإحساسنا الآن؟
وكل الاماكن ترفض وجودنا معا
حتى خيالك..حتى خيالي
تُرى؟
كم تبقى من عمر حلمنا كي نستمر في الحب؟
وكم تبقى من عمر حبنا كي نستمر في الحلم؟
كم تبقى من عمرك كي تغيب؟
وكم تبقى من عمري كي أنتظرك؟
كلما طرقت باب ذاكرتي
شدني إليك حنين مؤلم
وأنا إمرأة أستقبل الحنين ببكاء
تُرى؟
لماذا جاءت بك الاقدار الى عالمي
مادامت لن تمنحني فرصة الحياة معك
بالأمس سرتُ وحدي
في محاولة حمقاء للفرار منك..ومني
وكثيرا ما اسير وحدي
فأبحث عن مكان لا يعرفك
وزمن لا يأتي بك
فإذا كل الاماكن تذكرك
واذا كل الازمان لا تأتي إليّ..إلاّ بك
فلماذا يا سيدي؟
لا يذكر المكان ..إلاّ أنت؟
ولماذا لا يأتي الزمان إلاّ...بك أنت؟
ولماذا حين أفرُ منك...لا أفرُ ..إلاّ إليك؟
وهل حقا هناك كائنات فوق الأرض
...سواك؟
ولماذا أنت جرح لا يبرأ
وكل الجروح تبرأ؟
ولماذا أنت حزن لا ينتهي
وكل الأزمان تنتهي؟
ولماذا أنت حلم لا يتحقق
وكل الاحلام سواك تتحقق؟
ولماذا أنت صدفة لا تتكرر
وكل الصدف تتكرر؟
فهل تجيد الجراح الجري خلفنا؟
كما نجيد السعي خلفها؟
وهل تمتلك الذكرى قدرة البقاء بنا؟
كما نملك قدرة البقاء فيها؟
كما نخشى ان نغادرها؟
وهل الرسائل جزء من
حزننا الذي لا يغادرنا؟
وما مقدار ألم أولئك
الذين ينزفون أحزانهم وأحلامهم
فوق الورق؟
عفوا
كان يجب ان أتسائل:
ما مقدار ألم أولئك الذين لا يجيدون
نزف احزانهم فوق الورق؟
فهم الأكثر عرضة للأختناق
وهم الأشد عرضة للأحتراق
وهم الفريسة الأسهل للحزن
وتفاصيله المريرة
وأنا كنتُ إمرأة تعشق إختراع الرسائل
لم أكن أكتبها لك
كنت ارسمها
ألونها
أزينها
أضخمها بالاحساس
اختمها برحيق الشوق
وأزفها إليك في كامل زينتها
تُرى؟
كم بلغ عدد رسائلي إليك؟
وهل وصلتك في وقتها وزمانها؟
ام انها تاهت في طريق الايام
او ان سيف الانتظار خانها
فلفظت انفاسها فوق قارعة البريد
ولم تصلك؟
سيدي
شكرا لكل رسالة حملت يوما إحساسي
إليك
وبعد ان ارعبنا المساء
لا تهجروا صناديق البريد
وتفننوا في كتابة الرسائل
فالرسالة..صوتكم الصادق إليهم