تحول سور كلية البنات بجدة المشهور بسور الحوامل الى غاليري ومعرض مفتوح في الهواء الطلق لاعمال فنية وابداعات خطتها انامل طالبات السنة النهائية بقسم التربية الفنية بالكلية ضمن مشاريع تخرجهن.
(100) لوحة جدارية بمقاس (3*1) متر تعاونت في انجازها (300) طالبة، اضفت على الموقع الذي يرتاده الكثيرون من هواة رياضة المشي، جمالا وسحراً يبعث في النفس البهجة ويطرد عنها الكآبة التي كانت تتسبب فيها الكتابات التي شوه بها بعض الشباب الموقع.
مبادرة حضارية
المبادرة جاءت من امانة جدة للاستفادة من الاعمال الفنية لطالبات الكلية في اضفاء ملمح جمالي على المكان.
في هذا الصدد يقول د. اشرف التركي مدير ادارة المناطق المفتوحة بامانة جدة انه وبتوجيه مباشر من معالي امين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه تم تنظيم هذا المعرض المفتوح بالسور الشرقي لكلية البنات لاضفاء ملمح جمالي وحضاري على هذا الموقع المهم الذي يرتاده الكثير من سكان جدة بهدف ممارسة رياضة المشي اضافة الى تغطية وحجب الكتابات التي شوه بها بعض الشباب المنظر العام للمكان.
وشرح د. التركي انه تم طلاء السور ونقل اللوحات من كلية الاقتصاد المنزلي وتركيبها على طول ممر المشاه. تشجيعاَ للمبدعات بقسم التربية الفنية بالكلية.
وقال مدير إدارة المناطق المفتوحة بامانة جدة ان الادارة تعتزم ايضاً اعادة تصميم ممر المشاة بما يوفر مساحات اكبر لممارسة رياضة المشي وتظليل المساحات المرصوفة بالاشجار والشجيرات المزهرة اضافة الى إضاءته بعناصر إضاءة ذات بعد جمالي لاضفاء المزيد من اللمسات الجمالية عليه وستقوم بتنفيذ المشروع ادارة الصيانة والتشغيل وادارة الحدائق بالامانة.
في الهواء الطلق
ويشير مدير المركز الاعلامي بامانة جدة احمد الغامدي الى ان مشروع جداريات سور كلية البنات يأتي في اطار حرص الامانة على تعزيز الاعمال الجمالية التي تزخر بها مناطق الكورنيش ومعظم الشوارع الرئيسية والتقاطعات، كما تعكس رغبة الامانة في توسيع دائرة الأعمال الفنية بحيث لا تصبح قاصرة على المجسمات الجمالية فقط وإنما فتح الباب أمام العديد من الأعمال الفنية التي ستساهم في تعزيز الصور الجمالية المتعددة لمحافظة جدة مثل الجداريات والرسومات ثلاثية الأبعاد والرسم على الأرض والتكوين مختلف المواد والإضاءة التجميلية وعناصر الألعاب على هيئة مجسمات جمالية والفن البيئي وسجادة الزهور والتشجير التشكيلي الملون وغيرها.
وقال الغامدي ان الامانة تسعى إلى إشراك الفنانين المحليين في للمساهمة في تجميل مدينتهم من خلال مسابقات النحت والمشاركات الشخصية وتشجيع شريحة الطلاب والطالبات في تأسيس المعارض المفتوحة لعرض أعمالهم الفنية.
واعتبر هذه اللوحات الجدارية اضافة نوعية متميزة لما تذخر به عروس البحر الأحمر من أعمال فنية تؤهلها لان تكون مسرح للفن الجميل في الهواء الطلق.
وناشد الجميع وخاصة الشباب المحافظة على هذه الابداعات الفنية وعدم العبث بها والكتابة على الجدران مذكراَ في هذا الصدد بأن الأمانة خصصت مواقع لهواة الكتابة على الجدران بلغ عددها (50) موقعاً موزعة على عدد من الاماكن منها بلدية بريمان وجدة الجديدة وبلدية الجنوب وشارع فيصل بن فهد، وان العديد من الشباب بدأوا ممارسة هوايتهم في تلك المواقع.
فكرة مبتكرة
وتشرح سوزان الصايغ احدى المشرفات على اللوحات الجدارية ان الفكرة تولدت لديها هي وزميلتها عبير الفتني قبل عام من خلال مشاركتهما في اللجنة الفنية لتجميل مدينة جدة ورحبت الامانة بالفكرة وتبنتها، وقامت سوزان وعبير وباشراف عميدة الكلية بالنيابة الدكتورة سكينة باصبرين والدكتورة ثريا العباسي عميدة الكلية حالياَ بتنفيذها من خلال مادة لوحات جدارية التي تدرس للفرقة الرابعة كمشروع تخرج لطالبات السنة النهائية بقسم التربية الفنية بالكلية وبمساندة كبيرة من المهندس حماد الجدعاني مدير ادارة المشاريع والخدمات بكلية البنات بجدة.
تعميم الفكرة
وتقول الصايغ انه وبمجرد عرض الفكرة على الطالبات تحمسن للمشاركة فيها وشرعن في تنفيذ اللوحات، حيث شاركت ثلاثمائة طالبة بنحو مائة لوحة ( كل ثلاث طالبات في لوحة جدارية واحدة بمقاس ثلاثة أمتار في متر واحد)، واستخدم في تنفيذها كسر السيراميك وخامات اخرى مختلفة.
وتشير سوزان الى ان الطالبات عملن بجد وحماس وروح تعاون واجتهاد للمساهمة في تجميل مدينتهن ومشاركة المجتمع في الاستمتاع بالاعمال الفنية التي أبدعنها، واتاحة الفرصة كذلك لمرتادي ممر المشاة للاطلاع على ما تعلمنه خلال سنوات الدراسة بالكلية من فنون جميلة تغذي الروح وتمتع النفس.
وتتطلع سوزان الصايغ الى تعميم فكرة المشروع على كافة المواقع المماثلة التي من الممكن ان تضفي عليها هذه الجداريات ابعاداً جمالية مثل اماكن التنزه المخصصة للمشي وذلك للاستفادة من الكم الكبير من اللوحات التي تنجزها الطالبات سنوياً.
فائدة مزدوجة
وعبرت مجموعة من الطالبات اللائي شاركن في تنفيذ هذه الاعمال الفنية عن سعادتهن البالغة بالاسهام في هذا المشروع الحضاري.
واكدن ان هذا المعرض المفتوح وفي الهواء الطلق فكرة مبتكرة لامانة جدة تستفيد منها الطالبات في عرض اعمالهن والاطلاع عليها من قبل الجمهور ممثلاً في رواد رياضة المشي من مرتادي الموقع وغيرهم، اضافة الى استفادة المرتادين من التمتع بجماليات هذه اللوحات عدا عن اضافة ابعاد جمالية على المكان.
واوضحت المشاركات ان عرض اعمالهن وبهذه الطريقة الجميلة افضل بكثير من ان تظل حبيسة المستودعات في الكلية لايطلع عليها احد.
وتقول منال الشايع خريجة قسم التربية الفنية بكلية الاقتصاد المنزلي والمشاركة في البرنامج، إن اللوحات التي شاركت في انجازها عبارة عن مشروع بحث تخرج أشرفت عليه الأستاذة عبير فتني واستخدمت في تنفيذ لوحتها التي تحمل اسم "مساحات لونية" السيراميك وخامات اخرى.
ووصفت الشايع تبني الامانة لهذا المشروع بأنها فكرة رائدة تحسب للأمانة وتضاف الى رصيدها وحرصها على تجميل العروس.
فيما ترى ناريمان بهادر ان المعرض المفتوح اتاح للمشاركات ابراز ابدعاتهن وإتاحة الفرصة للجمهور للاطلاع عليها من خلال اسلوب عرض مبتكر وفي الهواء الطل.
وقالت ان امانة جدة بتبنيها لهذا المشروع قدمت دعماً معنوياَ كبيراً للمشاركات من طالبات التربية الفنية وتشجيع غيرهن للمساهمة في تزيين مدينتهن.
فيما دعت روابي الجحدلي الى تعميم الفكرة على مواقع اخرى بمدينة جدة بالاستفادة من العدد الكبير من اللوحات الفنية التي تبدعها طالبات قسم التربية الفنية وغيرهن من الموهوبات في جدة بما يخدم اغراض تجميل المدينة من جهة، وابراز اعمال المشاركات من جهة ثانية ولم تخف روابي سعادتها الكبيرة بالاسهام في هذا البرنامج الرائد، مبدية استعداد جميع طالبات الكلية للمشاركة في أي برامج مماثلة تتيح لهن فرصة خدمة مدينتهن والمساهمة في تجميلها، معتبرة ان ذلك واجب تجاه جدة من قبل الطالبات.
الريادة العالمية
من جانبهم، رأى عدد من مرتادي موقع سور كلية البنات لممارسة رياضة المشي، ان اللوحات اضفى على المكان رونقاَ واخفت الكتابات التي كانت تشوهه.. كما أنها أسهمت في إدخال البهجة في نفوسهم اثناء ممارستهم للمشي في الموقع وتمنوا ان تدعم الامانة برامج مماثلة في مواقع اخرى حتى تصبح جدة رائدة عالميا في عرض الاعمال الفنية في الهواء الطلق.
كما وصفت الفنانة التشكيلية نوال السريحي: مشروع امانة جدة بتزيين، بانه مشروع مميز ويعكس توجهاَ حضارياً لتوظيف الاعمال الفنية في تجميل جدة تواصلاً لما سبق ان قامت به الامانة من جهود في هذا الاطار من خلال تزيين ميادين وشوارع العروس باعمال لمشاهير الفنانين العالميين.
واشارت السريحي الى ان خطوة الامانة لعرض اعمال طالبات السنة النهائية بقسم التربية الفنية بكلية البنات، يمثل تشجيعاَ لهن ولغيرهن على الابداع، اضافة الى الاستفادة من هذه الاعمال في تحسين الصورة البصرية للمكان بدلاً من تخزينها في المستودعات.
وابدت التشكيلية السريحي ملاحظات على الطريقة التي تم بها تعليق بعض اللوحات الفنية لطالبات التربية الفنية على سور الكلية، لافته الى ان هذه اللوحات كان ينبغي ان تعلق وتعرض بطريقة معينة تناسب انواعها واشكالها حيث ان هناك لوحات زخرفية وهندسية كما ان بعضها راسية ومستطيلة لها طريقة عرض معينة.
وقالت انه كان على الامانة ان تقوم بالتنسيق مع بعض الفنانين لتعليق وعرض هذه الاعمال الفنية بصورة مثلى.
وطالبت السريحي امانة جدة بتوفير مساحات ومواقع اضافية لنشر الاعمال الفنية في جميع انحاء جدة وذلك بالتنسيق مع الفنانين التشكيليين لعرض ابدعاتهم والاسهام في اضفاء المزيد من المسحات الجمالية على عروس البحر الاحمر. مع التركيز على مواقع ممرات المشاة لكي يستمتع بها رواد رياضة المشي وجميع مرتاديها.
وكانت امانة محافظة جدة قد تبنت مشروعاً لعرض (100) لوحة من الاعمال الفنية التي ابدعتها طالبات السنة النهائية بقسم التربية الفنية بكلية البنات بجدة ضمن مشاريع تخرجهن واسهم في انجازها (300) طالبة وقد اضفت هذه اللوحات منظرا جماليا على السور بعد طمس آثار الكتابات التي شوة بها بعض الشباب الموقع.