اختلافات لا تؤدي الى خلافات .. ؟؟
الفروق بين الرجل والمرأة "لا تفسد في الود قضية"
مختلفان نعم، مُتحابّان نعم. هي معادلة صعبة، ومع ذلك يعيشها الأزواج تحت سقف واحد، بقليل من الفهم وبكثير من التكيُّف، نُسلِّط عليها الضوء في هذا التحقيق.
هل اتّفق الرجل والمرأة على أن يختلفا؟ أم أنّ الإختلاف هو من طبيعة العلاقة الأزلية بين هذين المخلوقين؟ وإلا، لماذا حين تقول هي: أبيض، يقول هو: أسود، وحين تقول: أحب هذا الشيء، يتعين عليه النفور منه؟ البعض ينظرون إلى هذا الإختلاف على أنّه ضروري، في حين يرى آخرون أنّ المسألة هي مجرّد إنعكاس للإختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة، التي تنعكس إختلافاً في الذوق والمزاج والتوجهات وفي النظرة العامة في الأمور، ويقولون إنّ الإختلاف لا يعكس في الود قضية.
- فروق:
يشرح إستشاري العلاقات الزوجية عبدالله الأنصاري، الفروق التي تُميِّز وتُباعد بين الرجل والمرأة، حيث يُحلّل الإختلاف في تركيبتها العاطفية عن تركيبته العقلانية بالقول: "يتكون المخ من جزءين: أيسر وأيمن، يكون الجزء الأيمن مسؤولاً عن المشاعر والعاطفة والرومانسية والألوان. أمّا الجزء الأيسر فيكون مسؤولاً عن الأحكام, الأوامر والأمور الحسابية"، مبرراً ميل المرأة العاطفي بكونها تستخدم النصف الأيمن، بخلاف الرجل الذي يستخدم الأيسر".
أمّا بالنسبة إلى الفرق المتعلق بكون المرأة تهتم أكثر بالتفاصيل، فيقول: "تحب المرأة أن تسمع خبراً مُفصّلاً، فالجزئيات تعنيها، وما بين السطور يجذب انتباهها، في حين يردد الرجل كلمة: اختصري في حديثه معها، لنفوره من الحديث المفصل والمتشعب". يُضيف: "في السِّياق نفسه، تختلف المرأة عن الرجل بحبها للكلام، حيث أثبتت الدراسات أن معدل الكلام الذي تتفوه به المرأة في اليوم هو 18 ألف كلمة، في حين يصل معدل الكلام عند الرجل إلى 9 آلاف كلمة".
- القلب:
"العاطفة في حياة المرأة هي الحكم والمؤشر والكلمة الفاصلة"، كما يقول الأنصاري، لافتاً إلى أنّ "العاطفة لا تلعب أي دور يذكر في حياة الرجل". ويشير إلى أنّه "لهذا، تطلق المرأة في كثير من الأحيان أحكاماً خاطئة بسبب تورطها العاطفي". يتابع: "أما الفرق الذي يتعلق ببصرها، فهو الإختلاف بين الكلي والجزئي. فالمرأة حين تنظر إلى حوض من الزهور، ترى لونه وحجمه ومدى تناسقه، على العكس من الرجال الذي لا يجد من الصورة إلا بضعة زهور". وفي ما يتعلق بالإختلاف الذي يجعل من المرأة عاشقة للتسوق، فيرده الأنصاري إلى أنّها "تتحمّل المشي ساعات طويلة في السوق وأمام واجهات المحلات، بعكس الرجل الذي يتعب بسرعة. يُقول: "لهذا خصصت بعض الكراسي في المحلات النسائية، بغية منح الرجال فرصة للإستراحة خلال تسوق زوجاتهم".
بناء على كلام عبدالله الأنصاري، كان علينا أن نسأل الأزواج لنقف على حقيقة الإختلافات الفاصلة بين المرأة والرجل، فكانت أغلبية الردود مؤيدة لمَا قيل لا بل ربّما أكثر.
- عاطفية وعقلاني:
بعد 30 عاماً على زواجه، يجد أحمد علي الدقاق، أن "أكثر الإختلافات الملموسة والمحسوسة والملحوظة بين الرجل والمرأة، هي عاطفيتها وعقلانيته". يقول: "حين تصر المرأة على العيش في أطلال الحكايات التي جمعتها مع زوجها في الماضي، نراه يُحلِّق في السّرب المعاكس، لأنّ العاطفة بالنسبة إلى الرجل ليست إلا شكل من أشكال تضييع الوقت على أشياء لا تنفع". ويشير إلى أنّ "هذا الفرق الجوهري بين طبيعة الإثنين، يولد في العلاقة الزوجية خلافاً سببه توقعات المرأة الحالمة، وردود فعل الرجل الصادمة، وبين التوقع والصدمة تشتعل شرارة الخلافات التي كثيراً ما تضيع أسبابها الحقيقية في ثورة غضب الزوجين". "الطبيعة الرومانسية للمرأة تضعها على الدوام في موقع المحتاج" كما يعلق أحمد، "حيث تدفعها حاجتها العاطفية إلى إنتظار سماع ما تريده وما تبحث عنه، لتُفاجأ في المُقابل برجل يستنكر تلك الحاجات ولا يجيد اللعب على أوتارها، فيقع الخلاف في بداية الحياة الزوجية، ثمّ لا يلبث أن يتحول إلى تكيُّف أو إستسلام كل طرف لطبيعة الآخر".
- كلامها وصمته:
"لا تؤمن المرأة بأنّ "السكوت من ذهب"، لأنّها لا تجد أنّه في الدنيا أغلى من الكلام"، بهذا يُحدِّد عبدالرحمن أحمد، بعد 23 سنة زواج، أكثر الفروق وضوحاً بين الرجل والمرأة، حيث يقول عارضاً وجهة نظره: "يؤمن الرجل بأن "خير الكلام ما قَلّ ودَلّ"، ولكن هيهات أن تؤمن المرأة بذلك، فالمرأة تتكلم لأنّها تحب أن تتكلم وليس لأنّه عليها أن تتكلم. لهذا، تفتح مئة سيرة في الوقت نفسه، من دون أن تأخذ نَفَساً واحداً، خوفاً من أن يقاطعها أحد". ويستحضر عبدالرحمن كيف يضطر في كل مرّة تعود فيها زوجته من السوق، إلى أن يستمع مُرغماً إلى نشرة أخبارها الإقتصادية، التي تتناول أسعار البضائع والتغيُّرات التي طرأت على "فاتورة المشتريات" بالتفصيل المُملّ. يقول إنّه حين يوضّح لها أنّه لا يريد الإستماع إلى هذه التفاصيل، "تنتقل بسرعة مكوكيّة إلى الحديث عن الناس الذين صادفتهم في السوق، مُردِّدة أخبارهم وأحوالهم وألوان ملابسهم إنْ اقتضَى الأمر".
"هواية الكلام، التي تشكل قاسماً مشتركاً بين النساء، وإختلافاً جوهرياً بين الرجال والنساء"، من وجهة نظر عبدالرحمن، يتبعها "عشق التفاصيل والتمتع بذاكرة حديدية لا يسقط منها حرف أو موقف" بحسب ما يقول. لهذا، فها هو يؤكد أن "ذاكرة المرأة في لحظات الإنفعال، مثل الخزان الذي ينفجر بما فيه، فتردد على مسمعي الزوج كلمات سبق أن قالها منذ عشر سنوات، لم يعد يتذكر منها حرفاً، لأن ذاكرته ببساطة مثقوبة". وماذا عن الرجل في لحظات الإنفعال؟ يُجيب ضاحكاً: "من المؤكد أنّ الرجل لا يلجأ إلى الكلام واستحضار الماضي ليثبت أنّه على صواب، فكل ما يفعله هو الهروب من وجهها أو رفع صوته "الفرق الأهم بين الرجل والمرأة هو حبها للمسلسلات التركية، وكرهه هو لها". ما يقوله ملهم ملحم المتزوج منذ 7 سنوات، لا يدخل في خانة الدعابة أو المزاح، كما يؤكد لنا، فهو جاد في هذا التصنيف الذي يجعل من المرأة والرجل أمام التلفزيون فريقين لا يمكن لهما أن يشجعا البرامج نفسها، خاصة في موجة المسلسلات التركية "المدبلجة"، التي يؤكد ملهم أن "مُشاهديها فقط من الجنس اللطيف". ملهم، الذي يجد في إختلاف الأذواق بين الرجل والمرأة "الفرق الأهم بين الجنسين"، يؤكد أنّ "متابعة المرأة للأفلام العربية مثلاً، ليس إلا دليل على رومانسية لا يعترف بها الرجل، لأنّه من غير الممكن أن يجلس الرجل أمام فيلم عربي بالأبيض والأسود كما تفعل هي، ومن غير الممكن أن يتابع مسلسلاً بمئتي حلقة كما تفعل، ومن المستحيل أن يتكلم الرجل مع صديقه حول أحداث مسلسل بالساعات عبر التليفون كما تفعل هي"، مُشيراً إلى أنّ "البرامج السياسية والثقافية والعلمية التي تستحوذ على إهتمام الرجل، تشبه أفلام الرعب التي تهرب منها المرأة. لهذا، فإنّ الرجل والمرأة لا يمكن أن يجتمعا في مكان واحد إلا ويكون التلفزيون مطفأ". ما هو الحل؟ يُجيب باختصار: "شراء جهازي تلفزيون، واحد له وواحد لها".
يُضيف ملهم إلى تلك الفروق فرقاً جديداً "يتعلق بطبيعة الرجل وطبيعة المرأة"، فيقول: "تريد المرأة من زوجها أن يعاملها كما كانت تعامل في بيت أهلها، بنتاً مدللة، طلباتها أوامر، تسمع كلام المديح في اليوم 24 مرّة، في حين لا يملك الرجل القدرة على تحمل دلالها، فيضغط على نفسه في بداية الزواج، ثمّ لا يلبث أن يعود إلى طبيعته وإيقاظها من وهم الطفولة".
- ذاكرتها ونسيانه:
لا يأتي كلام محمد العبيدي، المتزوج منذ 3 سنوات، في صيغة احتجاج كما ينوه منذ البداية، بل في صيغة اعتراف بالفروقات الكبيرة بين الرجل والمرأة، فيقول: "إن إمتلاك المرأة لذاكرة فذة، يحول عقلها إلى أجندة تحمل كل التواريخ التي لا تخطر على بال رجل، فنجدها تتذكر تاريخ أوّل مرّة اتصل بها زوجها، وأوّل مرّة اعترف لها بحبه، وأوّل مرّة قدّم لها هدية، وأوّل مرّة أخذها مشوار وأوّل مرّة طبخت له، حتى تكاد تتذكر أوّل أغنية سمعتها برفقته". والمشكلة، كما يضيف محمد ضاحكاً، "أنّ المرأة تريد احتفالية خاصة لكل مناسبة، فالتاريخ الذي يمر في حياتها يبقى في ذاكرتها ليعاد الإحتفال به كل عام، إلى درجة أنّه يظن أنّ المرأة تكتب في مذكراتها عموداً يومياً تحت عنوان "حدث في مثل هذا اليوم". يضيف محمد منتقداً: "العيب ليس في الذاكرة، بل في التوقعات التي تنتظرها المرأة بسببها، فحين يمر أحد تلك التواريخ في حياتها ولا يعيرها الزوج أي أهمية، نجدها تختلق مشكلة وتتفاعل معها وتعتبرها مسألة حياة أو موت، والمناسبة قد تتعلق مثلاً بأوّل مرّة قصت شعرها وهي على ذمته". وهناك فرق جوهري يضعه محمد كعلامة إختلاف بين الجنسين، لافتاً إلى أن "خوف المرأة من التكنولوجيا، يقابله مهارة الرجل في ذلك المجال. فالمرأة تخاف حتى من قراءة "الكاتالوغ"، لهذا تولي زوجها هذه المهمة لتكتفي بكبس أزرار، مثل (Stop) أو (Play).
- غيرتها وقناعته:
الفوارق والإختلافات بين الرجل والمرأة لم تتوقف عند هذا الحد، فها هو وليد كريشان، المتزوج منذ 29 سنة، يزيد على تلك القائمة ميل المرأة الفطري إلى عقد مقارنات بينها وبين بنات جنسها، فيقول: "المرأة مهووسة بالمقارنة بينها وبين النساء الأخريات، بخلاف الرجل الذي لا يهتم إذا قاد صديقه سيارة أغلى من سيارته، أو سكن بيتاً أحلى من بيته، أو سافر ولف الدنيا وهو مكانك راوح". وفي هذا الإتجاه يشير كريشان إلى المرأة، التي يؤكد أنّها "تقارن بين بيتها وبيت الأخريات، وملابسها وملابس الأخريات، وزوجها وأزواج الأخريات، وكأنّ القناعة التي وصفوها بأنّها "كنز لا يفنى" بعيدة كل البُعد عن التطبيق". إلاّ أنّ "المقارنة هنا"، كما يتابع وليد "ليست سوى غيرة نسائية مغلفة تمارسها المرأة كل يوم مع قريناتها، لهذا لا يعرفها قاموس الرجل لأنّه ببساطة لا يغار". إذن، تبدو الغيرة والمقارنة بمثابة صفات أنثوية يطلقها وليد على المرأة، مُبعداً الرجل وبشكل مطلق عنها بإعتباره "لا يغار ولا يقع في فخ المقارنة" كما يقول، لافتاً إلى أنّ "المقارنة تجر المرأة إلى الإهتمام بـ"برستيجها" لكونه هويتها الإجتماعية، بخلاف الرجل الذي لا تعنيه المظاهر، لأنّه يهتم بالجوهر لا بالقشور كما تفعل هي"، مُضيفاً إلى ذلك "قدرة الكلمة المعسولة على تغيير مزاج المرأة ورفع معنوياتها"، مُشيراً إلى أن "أسهل طريق للوصول إلى قلب المرأة أذنها، على العكس من الرجل الذي تصل إليه المرأة عن طريق معدته، وهذا فرق آخر بين الجنسين بامتياز" حسب تعبيره.
- فضولها ولامبالاته:
"مَن الذي جاء أولاً البيضة أم الدجاجة؟"، سؤال يختصر به ربيع عفيش، المتزوج منذ 18 سنة، طبيعة المرأة، ليُوضح الفرق بين فضولها، الذي يصفه بأنّه "حشرية"، وبين ابتعاد الرجل عن التفاصيل وعدم رغبته في الدخول في ما لا يعنيه. فالمرأة كما يقول: "تمتلك روح محقق جنائي، فتتبع أثر الخبر، وتقتفي ذيوله رغبة منها في "نَبْش" التفاصيل وحياكة تخيل عن الحكاية، في حين يكتفي الرجل بقراءة الخبر، من دون الرغبة في معرفة أسبابه وما ظروفه ونتائجه". ويضرب ربيع مثالاً على ذلك، فيقول: "قد لا يمر خبر طلاق أحدهم على المرأة مرور الكرام، فنجدها تباشر اتصالاتها النسائية وبحثها التفصيلي، لتقف على أسباب الطلاق ودوافعه، مُحمِّلة نفسها ذنب التأويل والتفسير والجنوح بالمخيّلة إلى أقصى حدود التخمينات، مُعتبرة القضية قضيتها الشخصية". وماذا عن الرجل في موقف كهذا؟ يُجيب بنبرة حاسمة: "الرجل بالكاد يتذكر الخبر، وبالكاد يعلِّق عليه بكلمة أو كلمتين، أو أنّه يسمعه من دون أن ينتبه إليه أصلاً". ويشير ربيع إلى عادة نسائية لا تشذ عنها امرأة وهي "إبقاء زوجها منتظراً لدى خروجهما من البيت فعملية التحضير التي تنفقها المرأة قبل خروجها من البيت تستلزم وقتاً طويلاً. أمّا هو، فتكفيه خمس دقائق ليكون جاهزاً للخروج". وهل من رد فعل سلبي على ذلك؟ يجيب: "على الإطلاق، فالرجل خلق لينتظر المرأة، بينما خلقت هي لتمتحن صبره في إنتظارها".
وفي خضم الحديث عن الفروق بين الرجل والمرأة، يضيف ربيع مسألة "مقاطعة الكلام"، حيث يعتبر أنّها تشكل فرقاً يستحق التوقف عنده، لأنّ المرأة، كما يقول: "تأخذ العلامة الكاملة في مقاطعة الحديث، والعلامة الأدنى في الإستماع، في حين يتمتع الرجل بروح المستمع الممتاز، حتى تكاد المرأة أن تصدق أنّه خلق خصوصاً ليسمعها".
- الكرة في الملعب النسائي:
لم تحمل الفروق التي سردها الرجال مزايا تنسب إلى الجنس اللطيف، فهنّ في العرف الذكوري ثرثارات، فضوليات، عاطفيات لدرجة السذاجة، ناقصات عقل، لا يحترمن المواعيد ولا يعرفن قيمة الوقت، جاهلات في مجالات التكنولوجيا، وعديمات الفهم بكل شيء يتعلق بالسياسة. في المقابل، ما هي أكثر الفروق التي تضعها المرأة في ميزان الإختلاف بينها وبين الرجل.
- رومانسيتها وواقعيته:
"زوجي يزن كلامه بالميزان"، عبارة تلخص بها ميرفت مالك، المتزوجة منذ 15 سنة، علاقتها بزوجها، الذي يؤمن كما تقول: "بأن الكلام الكثير يقلل من قيمة صاحبه". وتضيف: "لهذا هو لا يفتح فمه إلا مع عملائه في البنك حيث يعمل". وإذ تعدد ميرفت جميع الفوارق التي تعانيها هي وبنات جنسها، تقول: "يفيق الرجل بوجه عابس، بينما تفيق المرأة بشوشة الوجه. كذلك، لا يقول الرجل في الصباح أكثر من كلمة صباح الخير، بينما تميل المرأة إلى الكلام بنهم حتى إنها مستعدة لرواية أحلامها بالتفاصيل. أيضاً، تتصل المرأة بزوجها أثناء النهار كلما خطر على بالها، بينما ينسى الرجل زوجته ما إن يخرج من باب بيته". تضيف: تخاطب المرأة زوجها بكلمة "حبيبي"، بينما يناديها هو بإسمها بتجرد كما لو كانت زميلته في المكتب. كذلك، تسجل المرأة اسم زوجها في هاتفها "الخليوي" تحت كلمات مُحبّبة مثل: عمري، روحي، حبي"، بينما يميل الرجل إلى كتابة اسم "البيت" بدلاً من اسمها، وتفكر المرأة في كيفية الإحتفال بعيد زوجها، بينما ينسى هو عيدها، تميل المرأة إلى الجلوس على ضوء الشموع ليلاً مع زوجها، بينما تسبب هذه الرومانسية للزوج توتراً لا يخجل من التعبير عنه". ميرفت،التي دفعت ثمن الإختلاف مع زوجها الكثير من راحة بالها، تؤكد أنّها انتصرت على تلك المشاكل بعد أن فهمت أنّ الرجل محكوم بطبيعة لا يمكن تغييرها، وتقول: "توقفت عن مطالبته بأن يهديني وردة في عيد العشاق، لكني لم أتوقف عن إشعال الشموع في تلك الليلة، فله طريقته ولي طريقتي، لهذا نحن معاً منذ خمسة عشر عاماً".
- "برستيجها" وإهماله:
بعد زواج 13 سنة، تجر عبير فاروق كفَّة التحقيق إلى صف بنات جنسها، فتقول بانفعال: "إذا كنّا عاطفيات، فهم بعيدون كل البعد عن العاطفة، وإذا كنا عصبيات، فأدعوا الرجل أن يقوم بمهام المرأة ليوم واحد حتى يعرف من أين تأتي العصبية، وإن كنا نعشق التفاصيل فلأننا نتمتع بمخيلات خصبة". تُتابع عبير دفاعها عن النساء في مسألة الفروق، فتقول: "تعلق المرأة بالأفلام العربية، يعكس حاجتها وتعطشها العاطفي، لهذا فهي ليست متابعة شغفة لتلك النوعية من الأفلام عن عبث كما يتهمها الرجل". تضيف عبير فارقاً آخر يتعلق بالمظهر والبرستيج، فتقول: "من النادر أن نجد رجلاً يهتم بمظهره وملابسه كما تفعل المرأة، وحين يحدث ونلتقيه، فلابدّ أن يكون هذا في ساعات دوامه، لأن ربطة العنق والأناقة من اكسسوارات نوعية معيّنة من الوظائف، بخلاف المرأة التي تحرص على مظهرها ولو كانت ذاهبة إلى شراء خضراواتها من عند البقال". مسبحة الفوارق السلبية تكر في حديث عبير، التي تبدو سعيدة بفرصة الحديث عنها، حيث تضيف: "يعيش الرجل في حالة من فقدان الذاكرة طوال الوقت، فذاكرته مقارنة بذاكرة المرأة تشبه الزجاج الذي لا يعلق عليه شيء". تُتابع: "يا ليت هذا الإختلاف يقف عند هذا الحد، فالرجل يستهين بذاكرة المرأة حين تستحضر أمامه تواريخ المناسبات المهمة، على الرغم من أنّها في المجمل تواريخ مشتركة بينه وبينها، ولكن لا حياة لمن تنادي".
- تفاصيلها وعمومياته:
"يبدو الرجل في طباعه من كوكب غير الكوكب الذي تعيشه المرأة"، بهذا تبدأ مجدولين عبدالعزيز، المتزوجة منذ 24 سنة، حديثها عن الفوارق التي تُميِّز الرجل عن المرأة، فتقول: "الرجل مخلوق لا يعرف من الألوان إلا الأبيض والأسود، لهذا نجده يعشق العموميات التي تتجنبها المرأة، عاشقة التفاصيل بامتياز". تضيف: "الرجل لا يُساير ولا يشارك ولا يُسلِّي، فإذا سألته زوجته عن آخر أخبار وظيفته، هزّ رأسه واكتفَى بالقول: "ماشي الحال"، وإذا سألته عن سبب شروده، امتنع عن التعليق، وكأنّه سر من الأسرار، أما إذا طلبت منه الجلوس معها من باب المُسايرة وتبادل أطراف الحديث، فيعلّق قائلاً: "عن ماذا يمكن أن نتحدث؟". الرجل أيضاً، كما تتابع مجدولين: "لا يحب التسوق، في حين أنّ المرأة تعشقه وتعتبره هواية تحب ممارستها، وهذا الفرق يخلق أزمات لا تحل إلا بعدم مرافقتها إلى السوق"، مشيرة إلى أنّ "المرأة تنفق بلا حساب إذا رأت المال في يدها، على العكس من الرجل الذي يضع خطة لصرفه وأجندة لمشترياته".
- مجاملتها ونفاقه:
الصمت الذكوري من أكثر الفروق المستفزة للمرأة، لأنّه، وكما تقول أريج الخاطر، المتزوجة منذ 3 سنوات، يُشعرها بأنّها "راديو" لا أكثر ولا أقل، مؤكدة أنّ "جميع المحاولات التي تبذلها المرأة لجر الرجل إلى حلقة الكلام، أثبتت فشلها، خاصة أنّ الكلام في مفهوم الرجل عادة نسائية أقرب إلى الثرثرة من أي شيء آخر". تضيف: "يختلف الرجل عن المرأة أيضاً بأنّه لا يتقن فن المجامَلة كما تتقنها هي، فما يُسمِّيه الرجل نفاقاً إجتماعياً، تُسمِّيه المرأة دبلوماسيّة". أريج تجد أن سبب الإختلاف بين الرجل والمرأة "هو إختلاف الطباع والنفسيات وطرق التفكير"، مُشيرة في هذا الصدد إلى أنّ "الرجل لا يتفاعل مع الأشياء المحيطة به، فلا يثيره أن يكون صديقه أغنَى منه أو أكثر منه سعادة، في حين تعقد المرأة مقارنات مستمرة بين حياتها وحياة قريناتها، بعيداً عن الغيرة التي تُتَّهم بها من قِبَل الرجل". ولعلّ أكر ما يلفت انتباه أريج هو الطريقة التي يتعامل بها الرجل مع المرأة، حيث يصر هو على أنها طفلة صغيرة يضحك عليها بقطعة من "الشوكولاتة"، وهي في حقيقة الأمر تتظاهر بأنّها ابتلَعت "الطُّعم" فقط لتعيش بسلام معه". فالرجل، كما تقول أريج "رجل مَعارك وحروب المرأة، مخلوق يحب السلام والطمأنينة". وهنا، تأخذنا أريج إلى منطقة أخرى من الحديث، حيث إنها تجد في "التطنيش" سياسية مثلى، لتجاوز تلك الإختلافات، التي تؤكد أنّها "جوهرية، ولكنها مع الوقت، وبحكم التعوّد، تصبح جزءاً من نسيج العلاقة التي لا تقف عن كل كبيرة وصغيرة، تنتج عن تلك الإختلافات".
- سوء فهم:
الفروق التي تَضع كلاً من الرجل والمرأة في جهة مختلفة "ليست فوارق مقصودة"، كما تقول متخصِّصة التشخيص ومُعالجة الأمراض النفسية، الدكتورة دولي حبال، فالمشكلةحسب تعبيرها "تكمن في فهم طريقة تفكير الجنس الآخر، وهذا ما يجعل الخلاف مصير الإختلاف بين طرفي العلاقة الزوجية". مُشيرةً إلى أنّ "الصورة التي تَجمَع الرجل والمرأة، تعكس تَبايُن الصِّفات والسُّلوكيات، كما لو كانَا من كوكبين مختلفين، ويتكلمان لغتين مختلفتين. لهذا فإن أي نجاح أو فشل في العلاقة، يؤكد أو ينفي فهم أحدهما لطبيعة الآخر". وإذ تتحدث عن أهم الفوارق بين المرأة والرجل، تلفت إلى أنّ الدراسات "أثبتت حاجة المرأة إلى إنصات الرجل أولاً ومن ثمّ إلى تحليله، لهذا يُسعدها أن تجد فيه ذلك المستمع المتفاعل مع حديثها، قبل أن يُقدِّم لها الحل بطريقة المختصر المفيد".
"الخلافات التي تنتج عن الفوارق بين الرجل والمرأة، لا تتعلق بالرجل فحسب"، فها هي المرأة "مُتَّهمَة أيضاً" على حَدِّ تعبير الدكتورة حبال، التي تردّ ذلك إلى "عجزها عن فهم نفسية الرجل وحاجته إلى اللجوء إلى كهفه، كما يقول علم النفس حين يكون مُتعَبَاً، فبدلاً من أن تفهمه وتُقدِّر ظروفه، تصفه بأنّه بارد المشاعر، لا مُبال ومُستهتر، ولا يعطي بالاً لمُتطلباتها العاطفية، الأمر الذي يُعمِّق الهوّة بينهما مع مرور الوقت".
من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الأزواج، إعتقاد أحدهم بأنّه يملك قدرة سحرية، على تغيير الصِّفات التي لا تُعجبه في الطرف الآخر، فيبدِّد الوقت والجهد في محاولات التغيير تلك، بدلاً من التعامل السليم في ظل تلك الفوارق النفسية والسلوكية". تقول د. حبال ردّاً على سؤال حول كيفيّة التعايُش مع هذه الفروق. تقول: "الحل في إتقان فن التامل مع الإختلاف، لأنّه قائم بين الشريكين، مهما ادَّعى كل منهما عكس ذلك"، مؤكِّدة أن "إتقان تلك المهارة ليس بالأمر الصعب، مادام هناك اقتناع بأن طبيعة الرجل مختلفة عن طبيعة المرأة".تختم د. حبال بالإشارة إلى أن "إتِّهام المرأة الرجل بأنّه فظّ أمام رومانسيتها، وواقعي زيادة على اللوزم أمام شخصيتها الحالمة، لا يعني أنّه لا يحبها ولا يهتم بتواريخ عيد ميلادها أو عيد زواجهما. فانشغالات الرجل ومسؤولياته تتعبه وتأخذه بعيداً عن المنطقة الحالمة، التي تعيش فيها المرأة طوال الوقت، وهذا ما لم تَعه المرأة حتى اليوم".
الفروق بين الرجل والمرأة "لا تفسد في الود قضية"
مختلفان نعم، مُتحابّان نعم. هي معادلة صعبة، ومع ذلك يعيشها الأزواج تحت سقف واحد، بقليل من الفهم وبكثير من التكيُّف، نُسلِّط عليها الضوء في هذا التحقيق.
هل اتّفق الرجل والمرأة على أن يختلفا؟ أم أنّ الإختلاف هو من طبيعة العلاقة الأزلية بين هذين المخلوقين؟ وإلا، لماذا حين تقول هي: أبيض، يقول هو: أسود، وحين تقول: أحب هذا الشيء، يتعين عليه النفور منه؟ البعض ينظرون إلى هذا الإختلاف على أنّه ضروري، في حين يرى آخرون أنّ المسألة هي مجرّد إنعكاس للإختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة، التي تنعكس إختلافاً في الذوق والمزاج والتوجهات وفي النظرة العامة في الأمور، ويقولون إنّ الإختلاف لا يعكس في الود قضية.
- فروق:
يشرح إستشاري العلاقات الزوجية عبدالله الأنصاري، الفروق التي تُميِّز وتُباعد بين الرجل والمرأة، حيث يُحلّل الإختلاف في تركيبتها العاطفية عن تركيبته العقلانية بالقول: "يتكون المخ من جزءين: أيسر وأيمن، يكون الجزء الأيمن مسؤولاً عن المشاعر والعاطفة والرومانسية والألوان. أمّا الجزء الأيسر فيكون مسؤولاً عن الأحكام, الأوامر والأمور الحسابية"، مبرراً ميل المرأة العاطفي بكونها تستخدم النصف الأيمن، بخلاف الرجل الذي يستخدم الأيسر".
أمّا بالنسبة إلى الفرق المتعلق بكون المرأة تهتم أكثر بالتفاصيل، فيقول: "تحب المرأة أن تسمع خبراً مُفصّلاً، فالجزئيات تعنيها، وما بين السطور يجذب انتباهها، في حين يردد الرجل كلمة: اختصري في حديثه معها، لنفوره من الحديث المفصل والمتشعب". يُضيف: "في السِّياق نفسه، تختلف المرأة عن الرجل بحبها للكلام، حيث أثبتت الدراسات أن معدل الكلام الذي تتفوه به المرأة في اليوم هو 18 ألف كلمة، في حين يصل معدل الكلام عند الرجل إلى 9 آلاف كلمة".
- القلب:
"العاطفة في حياة المرأة هي الحكم والمؤشر والكلمة الفاصلة"، كما يقول الأنصاري، لافتاً إلى أنّ "العاطفة لا تلعب أي دور يذكر في حياة الرجل". ويشير إلى أنّه "لهذا، تطلق المرأة في كثير من الأحيان أحكاماً خاطئة بسبب تورطها العاطفي". يتابع: "أما الفرق الذي يتعلق ببصرها، فهو الإختلاف بين الكلي والجزئي. فالمرأة حين تنظر إلى حوض من الزهور، ترى لونه وحجمه ومدى تناسقه، على العكس من الرجال الذي لا يجد من الصورة إلا بضعة زهور". وفي ما يتعلق بالإختلاف الذي يجعل من المرأة عاشقة للتسوق، فيرده الأنصاري إلى أنّها "تتحمّل المشي ساعات طويلة في السوق وأمام واجهات المحلات، بعكس الرجل الذي يتعب بسرعة. يُقول: "لهذا خصصت بعض الكراسي في المحلات النسائية، بغية منح الرجال فرصة للإستراحة خلال تسوق زوجاتهم".
بناء على كلام عبدالله الأنصاري، كان علينا أن نسأل الأزواج لنقف على حقيقة الإختلافات الفاصلة بين المرأة والرجل، فكانت أغلبية الردود مؤيدة لمَا قيل لا بل ربّما أكثر.
- عاطفية وعقلاني:
بعد 30 عاماً على زواجه، يجد أحمد علي الدقاق، أن "أكثر الإختلافات الملموسة والمحسوسة والملحوظة بين الرجل والمرأة، هي عاطفيتها وعقلانيته". يقول: "حين تصر المرأة على العيش في أطلال الحكايات التي جمعتها مع زوجها في الماضي، نراه يُحلِّق في السّرب المعاكس، لأنّ العاطفة بالنسبة إلى الرجل ليست إلا شكل من أشكال تضييع الوقت على أشياء لا تنفع". ويشير إلى أنّ "هذا الفرق الجوهري بين طبيعة الإثنين، يولد في العلاقة الزوجية خلافاً سببه توقعات المرأة الحالمة، وردود فعل الرجل الصادمة، وبين التوقع والصدمة تشتعل شرارة الخلافات التي كثيراً ما تضيع أسبابها الحقيقية في ثورة غضب الزوجين". "الطبيعة الرومانسية للمرأة تضعها على الدوام في موقع المحتاج" كما يعلق أحمد، "حيث تدفعها حاجتها العاطفية إلى إنتظار سماع ما تريده وما تبحث عنه، لتُفاجأ في المُقابل برجل يستنكر تلك الحاجات ولا يجيد اللعب على أوتارها، فيقع الخلاف في بداية الحياة الزوجية، ثمّ لا يلبث أن يتحول إلى تكيُّف أو إستسلام كل طرف لطبيعة الآخر".
- كلامها وصمته:
"لا تؤمن المرأة بأنّ "السكوت من ذهب"، لأنّها لا تجد أنّه في الدنيا أغلى من الكلام"، بهذا يُحدِّد عبدالرحمن أحمد، بعد 23 سنة زواج، أكثر الفروق وضوحاً بين الرجل والمرأة، حيث يقول عارضاً وجهة نظره: "يؤمن الرجل بأن "خير الكلام ما قَلّ ودَلّ"، ولكن هيهات أن تؤمن المرأة بذلك، فالمرأة تتكلم لأنّها تحب أن تتكلم وليس لأنّه عليها أن تتكلم. لهذا، تفتح مئة سيرة في الوقت نفسه، من دون أن تأخذ نَفَساً واحداً، خوفاً من أن يقاطعها أحد". ويستحضر عبدالرحمن كيف يضطر في كل مرّة تعود فيها زوجته من السوق، إلى أن يستمع مُرغماً إلى نشرة أخبارها الإقتصادية، التي تتناول أسعار البضائع والتغيُّرات التي طرأت على "فاتورة المشتريات" بالتفصيل المُملّ. يقول إنّه حين يوضّح لها أنّه لا يريد الإستماع إلى هذه التفاصيل، "تنتقل بسرعة مكوكيّة إلى الحديث عن الناس الذين صادفتهم في السوق، مُردِّدة أخبارهم وأحوالهم وألوان ملابسهم إنْ اقتضَى الأمر".
"هواية الكلام، التي تشكل قاسماً مشتركاً بين النساء، وإختلافاً جوهرياً بين الرجال والنساء"، من وجهة نظر عبدالرحمن، يتبعها "عشق التفاصيل والتمتع بذاكرة حديدية لا يسقط منها حرف أو موقف" بحسب ما يقول. لهذا، فها هو يؤكد أن "ذاكرة المرأة في لحظات الإنفعال، مثل الخزان الذي ينفجر بما فيه، فتردد على مسمعي الزوج كلمات سبق أن قالها منذ عشر سنوات، لم يعد يتذكر منها حرفاً، لأن ذاكرته ببساطة مثقوبة". وماذا عن الرجل في لحظات الإنفعال؟ يُجيب ضاحكاً: "من المؤكد أنّ الرجل لا يلجأ إلى الكلام واستحضار الماضي ليثبت أنّه على صواب، فكل ما يفعله هو الهروب من وجهها أو رفع صوته "الفرق الأهم بين الرجل والمرأة هو حبها للمسلسلات التركية، وكرهه هو لها". ما يقوله ملهم ملحم المتزوج منذ 7 سنوات، لا يدخل في خانة الدعابة أو المزاح، كما يؤكد لنا، فهو جاد في هذا التصنيف الذي يجعل من المرأة والرجل أمام التلفزيون فريقين لا يمكن لهما أن يشجعا البرامج نفسها، خاصة في موجة المسلسلات التركية "المدبلجة"، التي يؤكد ملهم أن "مُشاهديها فقط من الجنس اللطيف". ملهم، الذي يجد في إختلاف الأذواق بين الرجل والمرأة "الفرق الأهم بين الجنسين"، يؤكد أنّ "متابعة المرأة للأفلام العربية مثلاً، ليس إلا دليل على رومانسية لا يعترف بها الرجل، لأنّه من غير الممكن أن يجلس الرجل أمام فيلم عربي بالأبيض والأسود كما تفعل هي، ومن غير الممكن أن يتابع مسلسلاً بمئتي حلقة كما تفعل، ومن المستحيل أن يتكلم الرجل مع صديقه حول أحداث مسلسل بالساعات عبر التليفون كما تفعل هي"، مُشيراً إلى أنّ "البرامج السياسية والثقافية والعلمية التي تستحوذ على إهتمام الرجل، تشبه أفلام الرعب التي تهرب منها المرأة. لهذا، فإنّ الرجل والمرأة لا يمكن أن يجتمعا في مكان واحد إلا ويكون التلفزيون مطفأ". ما هو الحل؟ يُجيب باختصار: "شراء جهازي تلفزيون، واحد له وواحد لها".
يُضيف ملهم إلى تلك الفروق فرقاً جديداً "يتعلق بطبيعة الرجل وطبيعة المرأة"، فيقول: "تريد المرأة من زوجها أن يعاملها كما كانت تعامل في بيت أهلها، بنتاً مدللة، طلباتها أوامر، تسمع كلام المديح في اليوم 24 مرّة، في حين لا يملك الرجل القدرة على تحمل دلالها، فيضغط على نفسه في بداية الزواج، ثمّ لا يلبث أن يعود إلى طبيعته وإيقاظها من وهم الطفولة".
- ذاكرتها ونسيانه:
لا يأتي كلام محمد العبيدي، المتزوج منذ 3 سنوات، في صيغة احتجاج كما ينوه منذ البداية، بل في صيغة اعتراف بالفروقات الكبيرة بين الرجل والمرأة، فيقول: "إن إمتلاك المرأة لذاكرة فذة، يحول عقلها إلى أجندة تحمل كل التواريخ التي لا تخطر على بال رجل، فنجدها تتذكر تاريخ أوّل مرّة اتصل بها زوجها، وأوّل مرّة اعترف لها بحبه، وأوّل مرّة قدّم لها هدية، وأوّل مرّة أخذها مشوار وأوّل مرّة طبخت له، حتى تكاد تتذكر أوّل أغنية سمعتها برفقته". والمشكلة، كما يضيف محمد ضاحكاً، "أنّ المرأة تريد احتفالية خاصة لكل مناسبة، فالتاريخ الذي يمر في حياتها يبقى في ذاكرتها ليعاد الإحتفال به كل عام، إلى درجة أنّه يظن أنّ المرأة تكتب في مذكراتها عموداً يومياً تحت عنوان "حدث في مثل هذا اليوم". يضيف محمد منتقداً: "العيب ليس في الذاكرة، بل في التوقعات التي تنتظرها المرأة بسببها، فحين يمر أحد تلك التواريخ في حياتها ولا يعيرها الزوج أي أهمية، نجدها تختلق مشكلة وتتفاعل معها وتعتبرها مسألة حياة أو موت، والمناسبة قد تتعلق مثلاً بأوّل مرّة قصت شعرها وهي على ذمته". وهناك فرق جوهري يضعه محمد كعلامة إختلاف بين الجنسين، لافتاً إلى أن "خوف المرأة من التكنولوجيا، يقابله مهارة الرجل في ذلك المجال. فالمرأة تخاف حتى من قراءة "الكاتالوغ"، لهذا تولي زوجها هذه المهمة لتكتفي بكبس أزرار، مثل (Stop) أو (Play).
- غيرتها وقناعته:
الفوارق والإختلافات بين الرجل والمرأة لم تتوقف عند هذا الحد، فها هو وليد كريشان، المتزوج منذ 29 سنة، يزيد على تلك القائمة ميل المرأة الفطري إلى عقد مقارنات بينها وبين بنات جنسها، فيقول: "المرأة مهووسة بالمقارنة بينها وبين النساء الأخريات، بخلاف الرجل الذي لا يهتم إذا قاد صديقه سيارة أغلى من سيارته، أو سكن بيتاً أحلى من بيته، أو سافر ولف الدنيا وهو مكانك راوح". وفي هذا الإتجاه يشير كريشان إلى المرأة، التي يؤكد أنّها "تقارن بين بيتها وبيت الأخريات، وملابسها وملابس الأخريات، وزوجها وأزواج الأخريات، وكأنّ القناعة التي وصفوها بأنّها "كنز لا يفنى" بعيدة كل البُعد عن التطبيق". إلاّ أنّ "المقارنة هنا"، كما يتابع وليد "ليست سوى غيرة نسائية مغلفة تمارسها المرأة كل يوم مع قريناتها، لهذا لا يعرفها قاموس الرجل لأنّه ببساطة لا يغار". إذن، تبدو الغيرة والمقارنة بمثابة صفات أنثوية يطلقها وليد على المرأة، مُبعداً الرجل وبشكل مطلق عنها بإعتباره "لا يغار ولا يقع في فخ المقارنة" كما يقول، لافتاً إلى أنّ "المقارنة تجر المرأة إلى الإهتمام بـ"برستيجها" لكونه هويتها الإجتماعية، بخلاف الرجل الذي لا تعنيه المظاهر، لأنّه يهتم بالجوهر لا بالقشور كما تفعل هي"، مُضيفاً إلى ذلك "قدرة الكلمة المعسولة على تغيير مزاج المرأة ورفع معنوياتها"، مُشيراً إلى أن "أسهل طريق للوصول إلى قلب المرأة أذنها، على العكس من الرجل الذي تصل إليه المرأة عن طريق معدته، وهذا فرق آخر بين الجنسين بامتياز" حسب تعبيره.
- فضولها ولامبالاته:
"مَن الذي جاء أولاً البيضة أم الدجاجة؟"، سؤال يختصر به ربيع عفيش، المتزوج منذ 18 سنة، طبيعة المرأة، ليُوضح الفرق بين فضولها، الذي يصفه بأنّه "حشرية"، وبين ابتعاد الرجل عن التفاصيل وعدم رغبته في الدخول في ما لا يعنيه. فالمرأة كما يقول: "تمتلك روح محقق جنائي، فتتبع أثر الخبر، وتقتفي ذيوله رغبة منها في "نَبْش" التفاصيل وحياكة تخيل عن الحكاية، في حين يكتفي الرجل بقراءة الخبر، من دون الرغبة في معرفة أسبابه وما ظروفه ونتائجه". ويضرب ربيع مثالاً على ذلك، فيقول: "قد لا يمر خبر طلاق أحدهم على المرأة مرور الكرام، فنجدها تباشر اتصالاتها النسائية وبحثها التفصيلي، لتقف على أسباب الطلاق ودوافعه، مُحمِّلة نفسها ذنب التأويل والتفسير والجنوح بالمخيّلة إلى أقصى حدود التخمينات، مُعتبرة القضية قضيتها الشخصية". وماذا عن الرجل في موقف كهذا؟ يُجيب بنبرة حاسمة: "الرجل بالكاد يتذكر الخبر، وبالكاد يعلِّق عليه بكلمة أو كلمتين، أو أنّه يسمعه من دون أن ينتبه إليه أصلاً". ويشير ربيع إلى عادة نسائية لا تشذ عنها امرأة وهي "إبقاء زوجها منتظراً لدى خروجهما من البيت فعملية التحضير التي تنفقها المرأة قبل خروجها من البيت تستلزم وقتاً طويلاً. أمّا هو، فتكفيه خمس دقائق ليكون جاهزاً للخروج". وهل من رد فعل سلبي على ذلك؟ يجيب: "على الإطلاق، فالرجل خلق لينتظر المرأة، بينما خلقت هي لتمتحن صبره في إنتظارها".
وفي خضم الحديث عن الفروق بين الرجل والمرأة، يضيف ربيع مسألة "مقاطعة الكلام"، حيث يعتبر أنّها تشكل فرقاً يستحق التوقف عنده، لأنّ المرأة، كما يقول: "تأخذ العلامة الكاملة في مقاطعة الحديث، والعلامة الأدنى في الإستماع، في حين يتمتع الرجل بروح المستمع الممتاز، حتى تكاد المرأة أن تصدق أنّه خلق خصوصاً ليسمعها".
- الكرة في الملعب النسائي:
لم تحمل الفروق التي سردها الرجال مزايا تنسب إلى الجنس اللطيف، فهنّ في العرف الذكوري ثرثارات، فضوليات، عاطفيات لدرجة السذاجة، ناقصات عقل، لا يحترمن المواعيد ولا يعرفن قيمة الوقت، جاهلات في مجالات التكنولوجيا، وعديمات الفهم بكل شيء يتعلق بالسياسة. في المقابل، ما هي أكثر الفروق التي تضعها المرأة في ميزان الإختلاف بينها وبين الرجل.
- رومانسيتها وواقعيته:
"زوجي يزن كلامه بالميزان"، عبارة تلخص بها ميرفت مالك، المتزوجة منذ 15 سنة، علاقتها بزوجها، الذي يؤمن كما تقول: "بأن الكلام الكثير يقلل من قيمة صاحبه". وتضيف: "لهذا هو لا يفتح فمه إلا مع عملائه في البنك حيث يعمل". وإذ تعدد ميرفت جميع الفوارق التي تعانيها هي وبنات جنسها، تقول: "يفيق الرجل بوجه عابس، بينما تفيق المرأة بشوشة الوجه. كذلك، لا يقول الرجل في الصباح أكثر من كلمة صباح الخير، بينما تميل المرأة إلى الكلام بنهم حتى إنها مستعدة لرواية أحلامها بالتفاصيل. أيضاً، تتصل المرأة بزوجها أثناء النهار كلما خطر على بالها، بينما ينسى الرجل زوجته ما إن يخرج من باب بيته". تضيف: تخاطب المرأة زوجها بكلمة "حبيبي"، بينما يناديها هو بإسمها بتجرد كما لو كانت زميلته في المكتب. كذلك، تسجل المرأة اسم زوجها في هاتفها "الخليوي" تحت كلمات مُحبّبة مثل: عمري، روحي، حبي"، بينما يميل الرجل إلى كتابة اسم "البيت" بدلاً من اسمها، وتفكر المرأة في كيفية الإحتفال بعيد زوجها، بينما ينسى هو عيدها، تميل المرأة إلى الجلوس على ضوء الشموع ليلاً مع زوجها، بينما تسبب هذه الرومانسية للزوج توتراً لا يخجل من التعبير عنه". ميرفت،التي دفعت ثمن الإختلاف مع زوجها الكثير من راحة بالها، تؤكد أنّها انتصرت على تلك المشاكل بعد أن فهمت أنّ الرجل محكوم بطبيعة لا يمكن تغييرها، وتقول: "توقفت عن مطالبته بأن يهديني وردة في عيد العشاق، لكني لم أتوقف عن إشعال الشموع في تلك الليلة، فله طريقته ولي طريقتي، لهذا نحن معاً منذ خمسة عشر عاماً".
- "برستيجها" وإهماله:
بعد زواج 13 سنة، تجر عبير فاروق كفَّة التحقيق إلى صف بنات جنسها، فتقول بانفعال: "إذا كنّا عاطفيات، فهم بعيدون كل البعد عن العاطفة، وإذا كنا عصبيات، فأدعوا الرجل أن يقوم بمهام المرأة ليوم واحد حتى يعرف من أين تأتي العصبية، وإن كنا نعشق التفاصيل فلأننا نتمتع بمخيلات خصبة". تُتابع عبير دفاعها عن النساء في مسألة الفروق، فتقول: "تعلق المرأة بالأفلام العربية، يعكس حاجتها وتعطشها العاطفي، لهذا فهي ليست متابعة شغفة لتلك النوعية من الأفلام عن عبث كما يتهمها الرجل". تضيف عبير فارقاً آخر يتعلق بالمظهر والبرستيج، فتقول: "من النادر أن نجد رجلاً يهتم بمظهره وملابسه كما تفعل المرأة، وحين يحدث ونلتقيه، فلابدّ أن يكون هذا في ساعات دوامه، لأن ربطة العنق والأناقة من اكسسوارات نوعية معيّنة من الوظائف، بخلاف المرأة التي تحرص على مظهرها ولو كانت ذاهبة إلى شراء خضراواتها من عند البقال". مسبحة الفوارق السلبية تكر في حديث عبير، التي تبدو سعيدة بفرصة الحديث عنها، حيث تضيف: "يعيش الرجل في حالة من فقدان الذاكرة طوال الوقت، فذاكرته مقارنة بذاكرة المرأة تشبه الزجاج الذي لا يعلق عليه شيء". تُتابع: "يا ليت هذا الإختلاف يقف عند هذا الحد، فالرجل يستهين بذاكرة المرأة حين تستحضر أمامه تواريخ المناسبات المهمة، على الرغم من أنّها في المجمل تواريخ مشتركة بينه وبينها، ولكن لا حياة لمن تنادي".
- تفاصيلها وعمومياته:
"يبدو الرجل في طباعه من كوكب غير الكوكب الذي تعيشه المرأة"، بهذا تبدأ مجدولين عبدالعزيز، المتزوجة منذ 24 سنة، حديثها عن الفوارق التي تُميِّز الرجل عن المرأة، فتقول: "الرجل مخلوق لا يعرف من الألوان إلا الأبيض والأسود، لهذا نجده يعشق العموميات التي تتجنبها المرأة، عاشقة التفاصيل بامتياز". تضيف: "الرجل لا يُساير ولا يشارك ولا يُسلِّي، فإذا سألته زوجته عن آخر أخبار وظيفته، هزّ رأسه واكتفَى بالقول: "ماشي الحال"، وإذا سألته عن سبب شروده، امتنع عن التعليق، وكأنّه سر من الأسرار، أما إذا طلبت منه الجلوس معها من باب المُسايرة وتبادل أطراف الحديث، فيعلّق قائلاً: "عن ماذا يمكن أن نتحدث؟". الرجل أيضاً، كما تتابع مجدولين: "لا يحب التسوق، في حين أنّ المرأة تعشقه وتعتبره هواية تحب ممارستها، وهذا الفرق يخلق أزمات لا تحل إلا بعدم مرافقتها إلى السوق"، مشيرة إلى أنّ "المرأة تنفق بلا حساب إذا رأت المال في يدها، على العكس من الرجل الذي يضع خطة لصرفه وأجندة لمشترياته".
- مجاملتها ونفاقه:
الصمت الذكوري من أكثر الفروق المستفزة للمرأة، لأنّه، وكما تقول أريج الخاطر، المتزوجة منذ 3 سنوات، يُشعرها بأنّها "راديو" لا أكثر ولا أقل، مؤكدة أنّ "جميع المحاولات التي تبذلها المرأة لجر الرجل إلى حلقة الكلام، أثبتت فشلها، خاصة أنّ الكلام في مفهوم الرجل عادة نسائية أقرب إلى الثرثرة من أي شيء آخر". تضيف: "يختلف الرجل عن المرأة أيضاً بأنّه لا يتقن فن المجامَلة كما تتقنها هي، فما يُسمِّيه الرجل نفاقاً إجتماعياً، تُسمِّيه المرأة دبلوماسيّة". أريج تجد أن سبب الإختلاف بين الرجل والمرأة "هو إختلاف الطباع والنفسيات وطرق التفكير"، مُشيرة في هذا الصدد إلى أنّ "الرجل لا يتفاعل مع الأشياء المحيطة به، فلا يثيره أن يكون صديقه أغنَى منه أو أكثر منه سعادة، في حين تعقد المرأة مقارنات مستمرة بين حياتها وحياة قريناتها، بعيداً عن الغيرة التي تُتَّهم بها من قِبَل الرجل". ولعلّ أكر ما يلفت انتباه أريج هو الطريقة التي يتعامل بها الرجل مع المرأة، حيث يصر هو على أنها طفلة صغيرة يضحك عليها بقطعة من "الشوكولاتة"، وهي في حقيقة الأمر تتظاهر بأنّها ابتلَعت "الطُّعم" فقط لتعيش بسلام معه". فالرجل، كما تقول أريج "رجل مَعارك وحروب المرأة، مخلوق يحب السلام والطمأنينة". وهنا، تأخذنا أريج إلى منطقة أخرى من الحديث، حيث إنها تجد في "التطنيش" سياسية مثلى، لتجاوز تلك الإختلافات، التي تؤكد أنّها "جوهرية، ولكنها مع الوقت، وبحكم التعوّد، تصبح جزءاً من نسيج العلاقة التي لا تقف عن كل كبيرة وصغيرة، تنتج عن تلك الإختلافات".
- سوء فهم:
الفروق التي تَضع كلاً من الرجل والمرأة في جهة مختلفة "ليست فوارق مقصودة"، كما تقول متخصِّصة التشخيص ومُعالجة الأمراض النفسية، الدكتورة دولي حبال، فالمشكلةحسب تعبيرها "تكمن في فهم طريقة تفكير الجنس الآخر، وهذا ما يجعل الخلاف مصير الإختلاف بين طرفي العلاقة الزوجية". مُشيرةً إلى أنّ "الصورة التي تَجمَع الرجل والمرأة، تعكس تَبايُن الصِّفات والسُّلوكيات، كما لو كانَا من كوكبين مختلفين، ويتكلمان لغتين مختلفتين. لهذا فإن أي نجاح أو فشل في العلاقة، يؤكد أو ينفي فهم أحدهما لطبيعة الآخر". وإذ تتحدث عن أهم الفوارق بين المرأة والرجل، تلفت إلى أنّ الدراسات "أثبتت حاجة المرأة إلى إنصات الرجل أولاً ومن ثمّ إلى تحليله، لهذا يُسعدها أن تجد فيه ذلك المستمع المتفاعل مع حديثها، قبل أن يُقدِّم لها الحل بطريقة المختصر المفيد".
"الخلافات التي تنتج عن الفوارق بين الرجل والمرأة، لا تتعلق بالرجل فحسب"، فها هي المرأة "مُتَّهمَة أيضاً" على حَدِّ تعبير الدكتورة حبال، التي تردّ ذلك إلى "عجزها عن فهم نفسية الرجل وحاجته إلى اللجوء إلى كهفه، كما يقول علم النفس حين يكون مُتعَبَاً، فبدلاً من أن تفهمه وتُقدِّر ظروفه، تصفه بأنّه بارد المشاعر، لا مُبال ومُستهتر، ولا يعطي بالاً لمُتطلباتها العاطفية، الأمر الذي يُعمِّق الهوّة بينهما مع مرور الوقت".
من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الأزواج، إعتقاد أحدهم بأنّه يملك قدرة سحرية، على تغيير الصِّفات التي لا تُعجبه في الطرف الآخر، فيبدِّد الوقت والجهد في محاولات التغيير تلك، بدلاً من التعامل السليم في ظل تلك الفوارق النفسية والسلوكية". تقول د. حبال ردّاً على سؤال حول كيفيّة التعايُش مع هذه الفروق. تقول: "الحل في إتقان فن التامل مع الإختلاف، لأنّه قائم بين الشريكين، مهما ادَّعى كل منهما عكس ذلك"، مؤكِّدة أن "إتقان تلك المهارة ليس بالأمر الصعب، مادام هناك اقتناع بأن طبيعة الرجل مختلفة عن طبيعة المرأة".تختم د. حبال بالإشارة إلى أن "إتِّهام المرأة الرجل بأنّه فظّ أمام رومانسيتها، وواقعي زيادة على اللوزم أمام شخصيتها الحالمة، لا يعني أنّه لا يحبها ولا يهتم بتواريخ عيد ميلادها أو عيد زواجهما. فانشغالات الرجل ومسؤولياته تتعبه وتأخذه بعيداً عن المنطقة الحالمة، التي تعيش فيها المرأة طوال الوقت، وهذا ما لم تَعه المرأة حتى اليوم".