دهون البطن تضر بالصحة وتشوّه القوام .. ؟؟
قد يكون ممكناً إخفاء البطن المترهِّل تحت قميص فضفاض، أو تخفيف بُروزه بإرتداء ثياب مطاطية ضاغطة، لكن من غير الممكن الهروب من مخاطره الصحّية.
لقد تَبيَّن أنّ الدهون التي تتراكم في منطقة البطن، تختلف عن غيرها من دهون الجسم، فهي لا تكتفي بتشويه قوامنا، بل تشكِّل تهديداً فعلياً لصحّتنا. ولكن لابدّ من الإشارة في البداية، إلى أننا لا نتكلّم هنا عن ذلك البروز الصغير في البطن.. فجميعنا نحتاج في نهاية الأمر إلى القليل من الدهون الداخلية. وتُفسِّر ذلك المتخصِّصة الأميركية في التغذية، الدكتورة باملا بيك، فتقول: إننا نحتاج إلى دهون البطن لتشكل ما يشبه الوسادة للأعضاء الحيوية، وللحفاظ على الحرارة الداخلية للجسم، ولتوفير مصدر مهم للوقود الإحتياطية.
لكن المشكلة تكمن في أن جميع دهون البطن ليست متماثلة، فنوع الدهون وموقع وجودها، هما اللذان يُحدِّدان ما إذا كانت تُجسِّد أي خطر على الصحة.
- نوعية دهون البطن:
يُوجد في منطقة البطن نوعان من الدهون: الأوّل هو الموجود تحت الجلد مباشرة، والثاني هو المتجمِّع في عمق البطن. والأوّل هو ذلك الذي نستطيع أن نراه ونمسكه بين أصابعنا ونحرِّكه. وهو لا يجب أن يقلقنا بقدر ما يفعل النوع الثاني العميق. والدهون العميقة هي تلك التي تتراكم داخل البطن حول الأمعاء، الكليتين، البنكرياس والكبد. وهي تكون المسؤولة عن التضخم الكبير والإنتفاخ البارز في البطن.
ويعلِّق الجرّاح الأميركي الدكتور جاري هارينغتون، فيقول: إنّ وجود دهون زائدة في البطن يشبه محاولة حشر ما بين 7 و10 أرطال من البطاطا في كيس يَتّسع لخمسة أرطال فقط. فلا يعود هناك متّسع من المكان للأشياء لتنمو في الداخل، ويصبح البطن متضخماً والجلد مشدوداً ومنتفخاً. وهذا التضخم لا يشبه في شيء ذلك الترهل الدهني السطحي، الذي يمكننا أن نضغطه بين أيدينا. وعلى الرغم من أن نوعي هذه الدهون يبدوان متشابهين تقريباً في مظهرهما الخارجي (كلاهما يتمتع باللون الأصفر نفسه وبالتركيبة نفسها)، إلا أنّهما يظهران مختلفين تحت المجهر، ويقومان بوظائف مختلفة على المستوى البيولوجي.
فالدهون الموجودة تحت الجلد غالباً ما تُوصَف بأنّها "سلبية"، لأنّها تكتفي بالقيام بدور التخزين. وهي لا تتطلّب الكثير من التدخلات الأيضية من قبل أجهزة الجسم الأخرى والغدد كي يتم تحويلها إلى طاقة. أما الدهون الداخلية العميقة، فهي تعتبر "ناشطة"، لأنّها تلعب دوراً شبيهاً بدور الغدة. وهي مبرمجة لتتحلل وتطلق أحماضاً دهنية ومواد هرمونية أخرى، تتم عملية أيضها مباشرة في الكبد.
تقول المتخصصة الأميركية الدكتورة ماري سافارد، إنّه عندما تصل هذه الأحماض الدهنية إلى الكبد، تخلق بيئة أيضية غير ملائمة، وتضر بوظائف الكبد.
كذلك أظهرت الدراسات المتتالية أنّ الدهون الزائدة في منطقة البطن تزيد من خطر إصابتنا بأمراض مثل: القلب، إرتفاع ضغط الدم، السرطان والسكتة الدماغية.
إضافة إلى ذلك، فقد أظهرت دراسة أميركية، شملت 6700 شخص، أنّ إمكانية الإصابة بالعته ترتفع بنسبة 145% لدى الأشخاص الذين يملكون كمية كبيرة من الدهون العميقة في بطونهم. وتعلق بيك قائلة: صحيح أنّ هذه الدهون موجودة في عمق البطن، غير أنّها قد تسبِّب الكثير من الأضرار التي تتعدّى بكثير نطاق البطن، ولا تقوم أي دهون أخرى في الجسم بذلك، لهذا السبب بالتحديد يجب علينا السيطرة على كمية الدهون الموجودة في عمق البطن.
والأمر لا يتوقف عند ذلك، فقد أظهر البحّاثة في مؤسسات الصحة الوطنية الأميركية، أنّ خطر الإصابة بمرض القلب القاتل يتضاعف لدى المرأة، التي يزيد محيط خصرها على 88.9 سم، مقارنة بالمرأة التي يقل محيط خصرها عن 72 سم. كذلك فإن زيادة محيط خصر المرأة على 81.2 سم يزيد من خطر إصابتها بالسكري.
وتقول البروفيسورة مادلين فيرنستروم، مديرة مركز التحكم في الوزن في كلية الطب في جامعة "بيتسبورغ" الأميركية، إنّ بعض مرضاها يقولون إنّه ليست لديهم مشكلة وزن، إلا في البطن. وهي تجيبهم بأنّ ذلك مشكلة كبيرة، وكبيرة جدّاً.
وتشرح الباحثة الأميركية المتخصصة، البروفيسورة راشيل وايتمر، ذلك قائلة: إن دهون البطن، أو دهون الأحشاء، خطيرة جدّاً، لأنّها تقع في عمق البطن، وتحيط بالأعضاء الحيوية، وتفرز هرمونات سامية. وأسوأ ما تفرزه هو نوعان من البروتينات هما: "سيتوكينز" و"أديبوكينز"، وهما يزيدان من سماكة جدران الأوعية الدموية ويزيدان من خطر الإصابة بالنوبة القلبية، كما يؤكد المتخصِّص الأميركي في أمراض القلب، والأستاذ المساعد في جامعة "تكساس" الدكتور جايمس ليموس.
كذلك تعاني الكبد، المركز الأساسي لتنقية الجسم، وجود كمية كبيرة من الدهون في منطقة البطن. تقول فيرنستروم، إنّه عندما تتسرب هذه الدهون إلى داخل الكبد، فإنّها تلاقي صعوبة كبيرة في التخلص من المواد السّامة.
وتؤثر دهون البطن أيضاً في العضلات، فتجعلها أقل فاعلية، ما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري. أمّا سبب ذلك فهو أنّ العضلات الصحيحة، تستخدم الكثير من السكر الذي يدخل الجسم، بينما العضلات الخاملة،لا تتمكن من أيض السكر بالطريقة نفسها. وكأن ذلك كلّه لا يكفي ليحثّنا على التخلص من هذه الدهون الزائدة، فقد جاءت الأبحاث لتؤكد أنّ المرأة التي يكون جسمها شبيهاً بشكل التفاحة (أي أنّ الدهون تتجمّع لديها في الجزء العلوي من جسمها وفي البطن)، تكون أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة (سرطان الثدي، القولون، الرحم)، على الرغم من أنّ العلماء لا يعرفون بعد سبب ذلك.
- الهرمونات ودهون البطن:
يُشكِّل إنخفاض مستويات الهرمونات الجنسية، واحداً من الأسباب التي تؤدي إلى بُروز البطن لدى النساء والرجال مع التقدُّم في السن. حتى المرأة التي يشبه شكل جسمها شكل الإجاصة (أي التي تتراكم الدهون لديها في منطقة الردفين والفخذين)، والتي يتحكم "الإستروجين" في كيمياء جسمها، تبدأ بفقدان الفائدة التي يمنحها إياها "الإستروجين" مع بلوغها سن اليأس، وتتعرض لمزيد من الأخطار الصحية. وتقول سافارد: إنّ زيادة وزن هذه المرأة بعد سن اليأس، تميل إلى التركُّز في منطقة البطن، وإذا كثرت كمية الدهون هذه، فإن شكل الجسم يتحوّل من شكل الإجاصة إلى التفاحة.
قد يكون ممكناً إخفاء البطن المترهِّل تحت قميص فضفاض، أو تخفيف بُروزه بإرتداء ثياب مطاطية ضاغطة، لكن من غير الممكن الهروب من مخاطره الصحّية.
لقد تَبيَّن أنّ الدهون التي تتراكم في منطقة البطن، تختلف عن غيرها من دهون الجسم، فهي لا تكتفي بتشويه قوامنا، بل تشكِّل تهديداً فعلياً لصحّتنا. ولكن لابدّ من الإشارة في البداية، إلى أننا لا نتكلّم هنا عن ذلك البروز الصغير في البطن.. فجميعنا نحتاج في نهاية الأمر إلى القليل من الدهون الداخلية. وتُفسِّر ذلك المتخصِّصة الأميركية في التغذية، الدكتورة باملا بيك، فتقول: إننا نحتاج إلى دهون البطن لتشكل ما يشبه الوسادة للأعضاء الحيوية، وللحفاظ على الحرارة الداخلية للجسم، ولتوفير مصدر مهم للوقود الإحتياطية.
لكن المشكلة تكمن في أن جميع دهون البطن ليست متماثلة، فنوع الدهون وموقع وجودها، هما اللذان يُحدِّدان ما إذا كانت تُجسِّد أي خطر على الصحة.
- نوعية دهون البطن:
يُوجد في منطقة البطن نوعان من الدهون: الأوّل هو الموجود تحت الجلد مباشرة، والثاني هو المتجمِّع في عمق البطن. والأوّل هو ذلك الذي نستطيع أن نراه ونمسكه بين أصابعنا ونحرِّكه. وهو لا يجب أن يقلقنا بقدر ما يفعل النوع الثاني العميق. والدهون العميقة هي تلك التي تتراكم داخل البطن حول الأمعاء، الكليتين، البنكرياس والكبد. وهي تكون المسؤولة عن التضخم الكبير والإنتفاخ البارز في البطن.
ويعلِّق الجرّاح الأميركي الدكتور جاري هارينغتون، فيقول: إنّ وجود دهون زائدة في البطن يشبه محاولة حشر ما بين 7 و10 أرطال من البطاطا في كيس يَتّسع لخمسة أرطال فقط. فلا يعود هناك متّسع من المكان للأشياء لتنمو في الداخل، ويصبح البطن متضخماً والجلد مشدوداً ومنتفخاً. وهذا التضخم لا يشبه في شيء ذلك الترهل الدهني السطحي، الذي يمكننا أن نضغطه بين أيدينا. وعلى الرغم من أن نوعي هذه الدهون يبدوان متشابهين تقريباً في مظهرهما الخارجي (كلاهما يتمتع باللون الأصفر نفسه وبالتركيبة نفسها)، إلا أنّهما يظهران مختلفين تحت المجهر، ويقومان بوظائف مختلفة على المستوى البيولوجي.
فالدهون الموجودة تحت الجلد غالباً ما تُوصَف بأنّها "سلبية"، لأنّها تكتفي بالقيام بدور التخزين. وهي لا تتطلّب الكثير من التدخلات الأيضية من قبل أجهزة الجسم الأخرى والغدد كي يتم تحويلها إلى طاقة. أما الدهون الداخلية العميقة، فهي تعتبر "ناشطة"، لأنّها تلعب دوراً شبيهاً بدور الغدة. وهي مبرمجة لتتحلل وتطلق أحماضاً دهنية ومواد هرمونية أخرى، تتم عملية أيضها مباشرة في الكبد.
تقول المتخصصة الأميركية الدكتورة ماري سافارد، إنّه عندما تصل هذه الأحماض الدهنية إلى الكبد، تخلق بيئة أيضية غير ملائمة، وتضر بوظائف الكبد.
كذلك أظهرت الدراسات المتتالية أنّ الدهون الزائدة في منطقة البطن تزيد من خطر إصابتنا بأمراض مثل: القلب، إرتفاع ضغط الدم، السرطان والسكتة الدماغية.
إضافة إلى ذلك، فقد أظهرت دراسة أميركية، شملت 6700 شخص، أنّ إمكانية الإصابة بالعته ترتفع بنسبة 145% لدى الأشخاص الذين يملكون كمية كبيرة من الدهون العميقة في بطونهم. وتعلق بيك قائلة: صحيح أنّ هذه الدهون موجودة في عمق البطن، غير أنّها قد تسبِّب الكثير من الأضرار التي تتعدّى بكثير نطاق البطن، ولا تقوم أي دهون أخرى في الجسم بذلك، لهذا السبب بالتحديد يجب علينا السيطرة على كمية الدهون الموجودة في عمق البطن.
والأمر لا يتوقف عند ذلك، فقد أظهر البحّاثة في مؤسسات الصحة الوطنية الأميركية، أنّ خطر الإصابة بمرض القلب القاتل يتضاعف لدى المرأة، التي يزيد محيط خصرها على 88.9 سم، مقارنة بالمرأة التي يقل محيط خصرها عن 72 سم. كذلك فإن زيادة محيط خصر المرأة على 81.2 سم يزيد من خطر إصابتها بالسكري.
وتقول البروفيسورة مادلين فيرنستروم، مديرة مركز التحكم في الوزن في كلية الطب في جامعة "بيتسبورغ" الأميركية، إنّ بعض مرضاها يقولون إنّه ليست لديهم مشكلة وزن، إلا في البطن. وهي تجيبهم بأنّ ذلك مشكلة كبيرة، وكبيرة جدّاً.
وتشرح الباحثة الأميركية المتخصصة، البروفيسورة راشيل وايتمر، ذلك قائلة: إن دهون البطن، أو دهون الأحشاء، خطيرة جدّاً، لأنّها تقع في عمق البطن، وتحيط بالأعضاء الحيوية، وتفرز هرمونات سامية. وأسوأ ما تفرزه هو نوعان من البروتينات هما: "سيتوكينز" و"أديبوكينز"، وهما يزيدان من سماكة جدران الأوعية الدموية ويزيدان من خطر الإصابة بالنوبة القلبية، كما يؤكد المتخصِّص الأميركي في أمراض القلب، والأستاذ المساعد في جامعة "تكساس" الدكتور جايمس ليموس.
كذلك تعاني الكبد، المركز الأساسي لتنقية الجسم، وجود كمية كبيرة من الدهون في منطقة البطن. تقول فيرنستروم، إنّه عندما تتسرب هذه الدهون إلى داخل الكبد، فإنّها تلاقي صعوبة كبيرة في التخلص من المواد السّامة.
وتؤثر دهون البطن أيضاً في العضلات، فتجعلها أقل فاعلية، ما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري. أمّا سبب ذلك فهو أنّ العضلات الصحيحة، تستخدم الكثير من السكر الذي يدخل الجسم، بينما العضلات الخاملة،لا تتمكن من أيض السكر بالطريقة نفسها. وكأن ذلك كلّه لا يكفي ليحثّنا على التخلص من هذه الدهون الزائدة، فقد جاءت الأبحاث لتؤكد أنّ المرأة التي يكون جسمها شبيهاً بشكل التفاحة (أي أنّ الدهون تتجمّع لديها في الجزء العلوي من جسمها وفي البطن)، تكون أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة (سرطان الثدي، القولون، الرحم)، على الرغم من أنّ العلماء لا يعرفون بعد سبب ذلك.
- الهرمونات ودهون البطن:
يُشكِّل إنخفاض مستويات الهرمونات الجنسية، واحداً من الأسباب التي تؤدي إلى بُروز البطن لدى النساء والرجال مع التقدُّم في السن. حتى المرأة التي يشبه شكل جسمها شكل الإجاصة (أي التي تتراكم الدهون لديها في منطقة الردفين والفخذين)، والتي يتحكم "الإستروجين" في كيمياء جسمها، تبدأ بفقدان الفائدة التي يمنحها إياها "الإستروجين" مع بلوغها سن اليأس، وتتعرض لمزيد من الأخطار الصحية. وتقول سافارد: إنّ زيادة وزن هذه المرأة بعد سن اليأس، تميل إلى التركُّز في منطقة البطن، وإذا كثرت كمية الدهون هذه، فإن شكل الجسم يتحوّل من شكل الإجاصة إلى التفاحة.