آلاف جراحة قلب نابض تجعل المملكة الأكثر تميزا بالشرق الأوسط |
الاتفاق مع معهد مجدي يعقوب لتدريب جيل من الباحثين السعوديين |
الرياض: فاضل الفاضل |
تقنية جراحة القلب النابض بالمملكة وصلت إلى مستويات متقدمة إقليمياً ودولياً ، إذ أجرى مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب أكثر من أربعة آلاف جراحة قلب نابض بنتائج ممتازة منذ بداية ظهور هذه التقنية قبل 15 عاماً بحسب مدير المركز الدكتور الاستشاري محمد علي فودة الذي أوضح في حوار إلى "الوطن" أن المملكة تشهد تقدماً هائلاً في جراحة القلب مقارنة بدول الجوار. وينظم المركز أول مؤتمر من نوعه في الشرق الأوسط يبدأ أعماله اليوم في كلية الطب بجامعة الملك سعود في الرياض. ويقول فودة إن هذا المؤتمر سيبرز إمكانيات الجراح السعودي. وهنا نص الحوار: * ما الهدف من عقد المؤتمر العالمي الأول لعمليات القلب النابض الذي ينظمه المركز ؟ ـ الهدف هو تعريف المجتمع الطبي ،خصوصاً المتخصصين في أمراض وجراحة القلب بتقنية القلب النابض, و المؤتمر هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر جراحة القلب النابض تقنية حديثه إذ لم يتعد عمرها 15 عاماً ووصلت المملكة بهذه التقنية لمستوى متقدم بمركز الملك فهد لجراحة القلب وبالتالي رأينا أنه من الواجب علينا كمركز متخصص في هذه التقنية مشاركة الخبرات التي توفرت لدينا مع الجراحين العالميين المتخصصين في هذا المجال, وإجراء عمليات مباشرة في غرف المركز بواسطة جراحين من المركز وخبراء عالميين ,إضافة إلى الأبحاث التي تقدم في المؤتمر حيث تنقل العمليات مباشرة إلى مسرح كلية الطب الذي تقام فيه هذه الفعالية ويستطيع المشاركون من أطباء وغيرهم مناقشة الجراحين أثناء إجراء العلميات على الهواء مباشرة. * كيف ترى انعكاس ذلك التجمع العلمي العالمي على جراحي القلب في المملكة؟ ـ بالطبع هذه ليست أول فعالية تقام فمراكز المملكة تقوم بعمل فعاليات مشابهة وأفضل من هذه الفعالية منذ أكثر من حوالي 15 عاماً, وبنظرة سريعة فيما يخص خدمات جراحة القلب بالذات حول المملكة سواء في الخليج أو غيره، نرى التقدم الهائل الذي حققته المملكة, وبالتالي فهذه الفعالية استمرار لفعاليات أخرى سابقة لإبراز إمكانيات الجراح السعودي على مستوى جراحة القلب ومراكز القلب السعودية, كما أعتقد أنها تقنية جديدة قد يكون المركز متميزاً بها فقط عن بعض المراكز الأخرى في المملكة وتميز فيها أيضا بتقنيات مختلفة متطورة للغاية, فأعتقد أن جراحي القلب السعودي في المراكز الأخرى باطلاعهم على ما وصلت إليه جراحة القلب النابض في مركز الملك فهد سوف يستفيد من هذه التقنية في ممارسته اليومية في بعض الحالات التي يصعب فيها عمل جراحة القلب بالطريقة العادية. * كيف نشأ مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب كفكرة, ومن وقف خلفها؟ ـ نشأ المركز مع نشأة كلية الطب في جامعة الملك سعود، لكنه كان عبارة عن وحدات متفرقة ،وحدة لجراحة القلب ووحدة أمراض القلب ولم تكن تحت سقف واحد إنما كانت تعرف بخدمات القلب في المستشفى الجامعي ثم جاءت مكرمة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بإطلاق اسمه على المركز، وبعد فترة سعينا إلى نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز لتوصيل الفكرة كاملة والتي تضمنت إنشاء مبنى مستقل لمركز الملك فهد فاستقبل الأمير سطام الفكرة بصدر رحب ونقلها بشكل شخصي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان نائبا للملك آنذاك، وصدر الأمر السامي منذ حوالي 8 سنوات بإنشاء مبنى مستقل للمركز في حرم جامعة الملك سعود. * ما هي تطلعاتكم للمركز؟ ـ الأكاديمي الأول في المملكة فهذا يحملنا كأطباء في الجامعة مسؤولية كبيرة بجانب التدريس والتطبيب وبنظرة أكثر شمولية فإن المجال الأكاديمي ليس فقط تدريس الطلبة وإنما عمل الأبحاث أيضاً . * يعد المركز أول من أدخل تقنية جراحة القلب النابض في عمليات القلب المفتوح فلأي مرحلة وصلتم في هذا الجانب؟ ـ بدأنا بعمليات جراحة القلب النابض منذ بداية ظهور هذه التقنية من حوالي 15 عاماً, بهدف تخفيف الضرر عن بعض المرضى الذين لا يتحملون جراحة القلب العادية "جراحة القلب غير النابض" التي يقوم فيها الطبيب بإيقاف قلب المريض والاستغناء عنه بجهاز قلب صناعي أثناء العملية حتى يتمكن الجراح من عمل توصيلات على شرايين صغيرة جدا , وكان من الصعوبة دائما على الجراح عدم استخدام جهاز القلب الصناعي وإيقاف قلب المريض, وعندها رأى الجراحون خلال الـ 20 عاماً الماضية الصعوبات التي يتعرض لها المرضى سواء من كبار السن أو المرضى الذين لديهم فشل في عضلة القلب فبدؤوا بالتفكير في كيفية إجراء العملية من غير توقيف القلب فبرزت فكرة تقنية القلب النابض باستخدام بعض الأجهزة التي تساعد على تسكين جزء من عضلة القلب بينما باقي العضلة تتحرك بحيث إنه لا يحتاج الجراح إلى استخدام جهاز القلب الصناعي أو إيقاف القلب، وبالتالي نتائج العمليات تكون أقل خطورة على المرضى, وقد أنجزنا أكثر من 4 آلاف جراحة قلب ناجحة, وقد اختير المركز كمركز متميز في مجال جراحة القلب النابض على مستوى الشرق الأوسط وشرق أوروبا من قبل شركات تقوم بصناعة أجهزة القلب النابض, وذلك يعني إننا مسؤولون مع هذه الشركة بعقد رسمي عن تدريب جراحين داخل المملكة وخارجها، وبالفعل دربنا الكثير من الجراحين وأنشأنا مراكز لجراحة القلب النابض في العديد من مراكز القلب داخل المملكة وخارجها. * ماذا يشكل لكم حمل المركز اسم الملك فهد؟ يعد حمل المركز لاسم الملك فهد رحمه الله شرفاً كبيراً لنا ومسؤولية أكبر , فالملك فهد معروف بدعمه الكبير للعلم منذ أن كان أول وزير لوزارة المعارف بالمملكة، وتجلى هذا بشكل واضح أثناء فترة توليه الحكم بدعم المراكز الصحية والمراكز التعليمية بصفة عامة والجامعات, وكانت موافقته ـ يرحمه الله ـ لحمل المركز اسمه تشريفاً لنا لأنه ليس من السهل أن يحمل أي مركز اسم جلالة الملك دون أن يكون كفؤاً لهذه المسؤولية، فالمطلوب منا كمركز يحمل اسم الملك فهد أن نكون دائما أفضل مركز من ناحية الخدمات العلاجية وأول مركز يمارس أي تقنية جديدة في مستقبل جراحة القلب ويطلب من المركز وباستمرار إنتاج أبحاث على مستوى عالمي تنشر في مجلات عالمية , ونحن نضع هذه المسؤولية دائما نصب أعيننا . * متى سيتم البدء الفعلي لإنشاء المقر المستقل لمركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب في جامعة الملك سعود، وكم تبلغ التكاليف الإجمالية للمشروع؟ ـ المشروع عبارة عن مبنى مستشفى متكامل مستقل في كل الخدمات حتى الخدمات المساعدة فيه تغنيه عن أي خدمات أخرى, وسيبنى في نفس حرم مستشفى الملك خالد الجامعي، وسيكون متصلا بالمستشفى عن طريق ممرات داخل منظومة متكاملة بالمدينة الجامعية الكبيرة التي بدأ العمل فيها ولله الحمد, ويتوقع البدء بالمشروع خلال الشهرين المقبلين بعد أن تمت ترسيته على شركة عالمية مسؤولة عن مشاريع أخرى بالمدينة الطبية . والمبنى يتكون من6 طوابق، ويحتوي على 160 سريراً ما بين أسرة تنويم وأسرة عناية مركزية للأطفال والكبار, وغرف التنويم كلها عبارة عن سرير واحد أو سريرين فقط إضافة إلى أجنحة خاصة, كما توجد 5 غرف عمليات على أفضل وأحدث مستوى تقني في جراحة القلب، و4 غرف للقسطرة, وسيجهز المستشفى بتقنيات حديثة مثل النداء المرئي الذي يمكن الأطباء من التحدث مع بعض داخل أو خارج المركز عن طريق شاشات متواجدة بكل مكان بالمركز. ويكلف المشروع نصف مليار ريال . * يتميز مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب، بجانبين مهمين: الجانب الأكاديمي، والجانب العلاجي، كيف ترى هذا التميز؟ ـ يوجد الآن في منطقة الرياض 5 مراكز للقلب، وأكثر من 14 مركزاً على مستوى المملكة، وحسب ما يذكر فإنه يوجد لدينا أكثر مما نحتاج، ولكننا ننظر للزيادة الكبيرة في عدد السكان بالمملكة , و ننظر للمركز باعتبار أن هدفه ليس العلاج فقط بل إجراء الأبحاث سواء أبحاث على الحيوانات وأبحاث في علوم الطب الأساسية على مستوى الخلية الجذعية وتكوين خلية عضلية في القلب من هذه الخلية لمساعدة مرضى فشل القلب, وكذلك الأبحاث التي تقام على المرضى كالأبحاث الإكلينيكية . كما يهتم المركز بالإحصائيات وأخص بالذكر الدكتور خالد الحبيب رئيس قسم أمراض القلب، الذي له جهد بارز في إجراء إحصائيات على مستوى المملكة لدراسة أعداد وحالات أمراض القلب وبالذات أمراض انسداد الشرايين التي أصبحت الآن الظاهرة الأساسية في المملكة والظاهرة الغالبة في أمراض جراحة القلب بسبب أشياء كثيرة منها مرض السكر وازدياد مصاعب الحياة وبسبب السمنة والتدخين, والإحصائيات من الأمور الأساسية التي يقوم بها المركز بل تعدت الإحصائيات المملكة لتشمل الخليج عامة فمركز الملك فهد يعتبر الباحث الرئيسي في هذا المجال بإشراف الدكتور خالد الحبيب رئيس وحدة القلب في المركز. * تم توقيع اتفاقية بين جامعة الملك سعود ممثلة في مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب وبين الكلية الإمبراطورية في لندن ممثلة في معهد البروفيسور مجدي يعقوب, حدثنا عن هذه الاتفاقية وأهدافها وانعكاساتها على المركز؟ ـ قصة الاتفاقية بدأت منذ حوالي السنة والنصف فقد كان البروفيسور الدكتور مجدي يعقوب في زيارة للمملكة لحضور أحد المؤتمرات، وباعتباره ليس جراح قلب عالمياً من أصل عربي فقط، ولكنه برع بخصوصية كبيرة جدا في موضوع إجراء أبحاث في علوم القلب الأساسية فهذه الأبحاث لا يمكن إجراؤها إلا عن طريق علماء متخصصين متفرغين تماما للعمل البحثي، وباعتبار الدكتور يعقوب هو الطبيب العالمي الوحيد في مجال علوم القلب الأساسية الذي أنشأ معهدا لهذا الغرض في لندن ويتبع للكلية الإمبراطورية، وقدم لسنوات طويلة أفضل الأبحاث التي تنشر في أهم مجلات علوم القلب الأساســية, ولما كان الدكتور يعقوب موجودا في الرياض أثناء الزيارة تم عرض الموضوع على مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان الذي أبدى حماسا كبيراً للموضوع، فالتقى بالدكتور يعقوب، وطلب منه التواجد في جامعة الملك سعود لإنشاء معمل متكامل وتدريب علماء سعوديين, وطورنا الموضوع على مدى سنة كاملة إلى ابتعاث ثمانية أشخاص، وتكرم الدكتور عبدالله العثمان، وضاعف العدد إلى 16 باحثاً وباحثة سعودية، وتم عمل إعلانات لجذب انتباه المتقدمين ومثولهم أمام لجنة كونت من معهد الدكتور مجدي يعقوب وبإشرافه شخصيا ولجنة من جامعة الملك سعود بإشراف كلية الطب وكلية العلوم وتم في المرحلة الأولى اختيار 4، وهم موجودون الآن في لندن منذ بداية العام الميلادي، والهدف من وجودهم هو حصولهم على الماجستير والدكتوراه خلال الخمس سنوات المقبلة في مجال أبحاث علوم القلب الأساسية وبإشراف معهد الدكتور يعقوب, وسيكون هؤلاء عند عودتهم هم النواة لإجراء الأبحاث فنحن بحاجة للباحث السعودي لأن الأجنبي قد يغادر بعد سنتين من بداية بحثه ويقوم بأخذ البحث معه, وسيكون عدد الباحثين لا يقل عن 15 باحثا وباحثة هم نواة مركز الأبحاث في مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب، والمجهز بمعامل الأبحاث وبإشراف الدكتور يعقوب الذي انضم لكادر التدريس في جامعة الملك سعود كأستاذ في مركز الملك فهد بتخصص جراحة وأبحاث القلب، وبالتالي سيكون دوره مستمراً معنا. http://www.alwatan.com.sa/NEWS/newsdetail.asp?issueno=3137&id=100216&groupID=0 |
نقلا عن جريدة الوطن السعودية