طبعا الموقف هذا حصل لصديق ابوي:
في أحد الأيام اصطحبت معي أحد زملائي المشرفين من
مشرفي الصفوف الأولية لنقوم بتقويم جميع طلاب الصفوف الأولية في مدرسة ما
وفق معيار محكي دقيق قمت أنا وزميلي بتصميمه وهذا المعيار كاف في الحكم على
مخرجات العملية التعليمية داخل الفصل....طلبت من زميلي تقسيم الفصول بيننا وكان
من نصيبي ثلاثة فصول اثنان منهما للصف الأول........دخلت على معلم الصف الأول
وقمت وإياه بتوزع نماذج التقويم على الطلاب ثم طلبت من المعلم أن يبين للطلاب
المطلوب .......الأصل في التقويم أن المعلم عندما يتأكد أن الجميع فهم المطلوب
أن يترك الطلاب لحل التدريب.
بعد وقت طلبت من المعلم التأكد مرة ثانية من فهم الطلاب للتدريب عن طريق المرور
عليهم وبيان المطلوب ......من خلال مرور المعلم وتضجره وضيقه من إجابات طلابه
استطعت معرفة حجم الأمن الذي منحه المعلم لطلابه.........بدأ صوت المعلم يرتفع على
طلابه وقامت علامات التجهم تمر بوجهه كل ثانية والطلاب ينظرون اليه وقد تمكن
الخوف من قلوبهم ......حاولت تهدئة المعلم وقمت بملاطفته ببعض العبارات
لكنني فوجئت به وهو يمر بأحد الطلاب ويشاهد إجابته فإذا به يرسل له موجا من
الألفاظ التي يكفي عشرها في تبغيض المعلم والمدرسة بل والمعرفة في نفس الطالب
واليكم بعض الألفاظ مع كامل الاعتذار من تلويث أسماعكم بها لكن من باب الفائدة
( أنت ماتفهم ,أنت غبي ,كذا شرحنا ,الله يقطعك ,ثور,ياثور ,.............) وصاحب ذلك
عنف عن طريق استخدام يده في التلويح في وجه الطالب أو الضرب على كتفه أو
قرصه .....المهم ضاق علي الفصل وقلت في نفسي لو شاهد أحد الآباء هذا المعلم
ماذا يمكن أن تكون ردة فعله............لملمت أوراقي واستأذنت المعلم وفي قلبي
حسرة وجبال من الألم وقبل خروجي ودعت الصغار وكأني أقرأ في عيونهم رسالة
تقول أيها الزائر الغريب نرجوك أن ترفع عنا هذا العذاب
قمت بتصحيح الإجابات وكانت النتائج كما توقعت سيئة طلبت المعلم ودار بيني وبينه
حوار عاتبته بشدة قلت له لن أعاتبك على نتائج الطلاب أنا أعاتبك على مستوى
الحوار بينك وبين طلابك .......قلت ياأستاذ أتعرف انعكاسات كلمة (ثور ) على الطالب
وجدت أنني في واد والرجل في واد..............وللقصة بقية لاأحب أن أملكم بسردها
لكن يمكن أن أتناول خطورة هذه الكلمة والتي أجزم أن الكثير من المعلمين والمعلمات
قد يقولونها بحسن نية أو جهلا بآثارها
نعود لانعكاسات كلمة المعلم وآثارها النفسية والتربوية والقيمية على الطالب........أرجو ألا تكونوا نسيتم الكلمة التي قالها المعلم لبعض طلابه.....عموما الكلمة هي وصف المعلم للطالب بكلمة (ثور).
والأمر كذلك لدى بعض المعلمات فقد سمعت الأخ الكريم محمد الملحم مدير تعليم البنات يقول
أن بعض المعلمات قد تصف الطالبة بوصف (كلبة) أكرمكم الله في رده على سؤالي عن
أهمية تواجد القيم في نفوس المعلمات وقد أعجبني في رده الوضوح والصراحة.
نعود لبيان خطورة هذه الكلمات:
1- أخطر جانب من وجهة نظري أن الطالب في هذه المرحلة يتأمل ذاته ويتعرف على
قدراته ويعطي كل اهتمامه لكل كلمة تقال عنه ويظل حبيس لها فمثلا عندما نشعر
أبناءنا أنهم أذكياء وفطنون ومبدعون فان هذه المعاني تتغلغل في نفوسهم وتكون
معالم تدفعهم لاكتشاف مواطن الجمال في نفوسهم ويشعر الصغير بكينونته ويتعامل مع
ذاته بنوع من التقدير والاحترام...........أما العكس ففاجعة فكلمة المعلم كافية تماما
لنزع ثقة الطالب في نفسه.....فهو يقول في نفسه أكيد أن المعلم لم يقل ثور الا وهو
متأكد أنني لا أفهم ولايمكن أن أفهم ولذلك يبقى هذا الطالب حبيس لهذه الكلمة
ومثيلاتها( غبي ,لا تفهم ,مالك عقل ,اسكت.............) والله لو كان لي من الأمر
شيء لأبعدت عن التعليم من يتفوه بمثل هذه الكلمات حال ثبوتها عليه.
2- من خطورة مثل هذه الكلمات أنها تعطي رسالة للصغير الا يتعب نفسه في فهم أي
مسألة لكون النتيجة معروفة مسبقا .....فلن يفهم والا لما وصفه الأستاذ بهذا الوصف
وهذا الجانب هو مايتعلق بطرائق التدريس.
3- مثل هذه الكلمات تغيب الأمن عن الفصل وتجعله أشبه بثكنة عسكرية يتوقع الجندي
فيها الهجوم عليه في أي لحظة فهو خائف مترقب ووجل......والمحزن أن الفصل
تحول من محضن تربية ورعاية سلوك وبناء انسان الى مصدر ضيق وترقب وخوف
لا ينقطع............كم نظلم صغارنا عندما نضعهم بين يدي هؤلاء
4- يروج المعلم لسلوكيات خطيرة وهي سخرية الطلاب بالطالب الموصوف بأنه يشبه
الثور في عقله فيبدأ الطلاب يعايرونه يا..........في الفسحة والطابور........حتى تضيق
الأرض به
5- ستكون هذه الكلمة حاجزا كبيرا أمامه في المشاركة في الدرس بل وجميع الأنشطة
6- ساهم الأستاذ في توسيع مفردات الطلاب عن طريق اكسابهم العديد من العبارات لكن
المحزن أنها من الألفاظ الرخيصة المدمرة للمتعلم والمعلم.....فتجد أن الطالب عندما
يريد التعبير عن موقف ما يستعين بمخزونه اللغوي الذي استفاده من المعلم وعندها
لايجد الا ركاما هائلا من ألفاظ القبح والتنقص.
7- توجد نوع من التشويش والتناقض في ذهن الصغير.......فالأب يوصي ابنه أن
يجعل المعلم قدوة له في حركاته وسكناته.........ثم يرى هذا الصغير معلمه القدوة
يتساقط أمامه كل يوم بشكل لايقبل التأويل.
8- قد يظن بعض الطلاب أن مثل هذه الألفاظ مقبولة وغبر مستقبحة والدليل أن المعلم
يتفوه بها ولو كانت مرفوضة لكان أول من يتركها المعلم
9- مثل هذه السلوكيات تكشف أن مستوى القيم داخل الفصل منخفض ......والمحزن
أننا نرسل أبناءنا للمدارس ليرفع المعلم لديهم القيم .....لكن ماذا لو كان المعلم هو
نفسه فاقدا للقيم .......لطفك يارب
10- مثل هذه الألفاظ كفيلة بجعل المدرسة تتحول من عنصر جذب الى عنصر طرد
أجزم أن هناك الكثير ممن ترك العلم والمعرفة بسبب معلم ماهر في توزيع ألفاظ البشاعة
والقبح على طلابه.
أعتذر عن الإطالة وأتمنى أن أكون قد أوصلت ما أريد
.......................
ونا أقول
للأسف تقريبا اغلب مدرساتي كذا
دايم يتفوهو بألفاظ بذيئة لاسيما مدرسات الدين _ليس جميعهم_
ولازلت اذكر مدرسة دين قالت لزميلة من زميلاتي
يا (سافلة) طبعا مع كامل اعتذاري للقراء
ومدرسة دين ثانية اذا مافهمنا شي قالت اننا حنا
(تافهات)(غبيات)(سخيفات)(ما نفهم حاجة)
وهي ماتدري انو هالوصف هذا ينطبق عليها_استغفر الله_ لاتلوموني __
_
ومدرسة ثانية تقول لنا كلمات اعظم
تخيلوا اذا في بنت تبي تروح لمعلمة او للخلاء(اكرمكم الله)
واستأذنت منها ترد عليها" انثبري محلك"
واذا اسمحت لها قالت " انقلعي"
بالله عليكم ياناس هذا اسلوب
ماعطاهم ربي من اللي عطاه لمدرسة الانجليزي
ماشاء الله كلها اخلاق وطيبة والله اني الأول كنت مشاغبة
فحصتها ومايهمني كلامها وفوق كذا كنت شينة ماذاكر مادتها
بس بعدين اتبعت معي اسلوب ثاني ماهو بالصراخ والتهديد
بل باللطف واللين والان انا صرت والله العظيم استحي منها بالحيل
وكل مامرت انزل راسي وصرت اذاكر واجتهد وحبيت هالمادة
بصراحة هي احسن من كل المدرسات هاللي الحمدلله والشكر
لامن سويت حاجة الادارة على طول
ولا هذاك اليوم رنت الفسحة ورحت انا مع صديقاتي نلعب
المهم ولعبت انا ب منطقة محظورة و_ماكنت دارية انها كذا_
وفجأة تشوفني المديرة _ وتعالي يابنت للادارة
وقالت : \أبحسم من درجات سلوكك وابكتبلك تعهد واتصل
على امك اعلمها عنك والخبر هذا ابنشره لكل المعلمات اللي هنا
و....و.....و...و
كلام فاضي مايستحق الكتابة
....
وغير كذا امنعت عني أي رحلة اروح الها
مااقول غير
الله يصبرني على هالبلا..... الله يصبرني بس
وهذا موقف ثاني مع ادارية:
تأخر عني الوالد بالمدرسة وجت هذي الادارية
واتصلت على امي وسالتها ليه الوالد متأخر
بعد كذا خذت تهاوش امي اللي مالها يد بالسالفة
وكنت مررررررة مقهوووووووررة
ومن وسط كلامها لأمي خذت تتمسخر عليها ليه انها
قاعدة بالبيت بلا وظيفة ....
وطبعا امي ماخلتها كذا بل عطتها كلام خلاها تسكت
وغير هذا وصفت صديقتي _ اسمحولي اكتبها_
ب(حمارة)
ومواقف كثيرة مريت بها وعانيت منها بشأن المعلمات
لكني احب اذكر موقف طيب حصلي ونا بسادس ابتدائي
مع مدرسة القرآن وهو:
كنت اقرأ لها ماحفظته من كتاب الله وفجأة نسيت كلمة ماقلتها
وكنت اشوي وتطيح الدمعة لخوفي من عدم اخذي للدرجة الكاملة
وبعد هذا قالت لي كلام مانسيته ليومي هذا بالرغم من مرور ثلاث سنوات :
حبيبتي لا تزعلي مشان كذا فنحنا هنا مانحفظ القرآن
مشان درجات دنيا بالعكس نحفظه لله
ولما رحت سنة اولى متوسط
اجا دوري بالقراية وخذت ارتل فقالت لي معلمة القرآن
ما شاء الله ترتيلك مرة حلو وتلاوتك سليمة
ياهي ماتتخيلو قد ايش انبسطت مرة من كلامها
وقبل كذا لما كنت ادرس سنة رابع
قالت لي المعلمة اقرأ القرآن ونا في البداية كنت اقرا عادي بس بعدين فجأة تحولت قرايتي لقراية ثانية
ايه.... نعم
اخذت احاول اقلد ترتيل الشيخ(احمد العجمي) ومسوية بها اني عارفة
وكنت اشوف ان المعلمة تبتسم وكأنها تكتتم ضحكها
ولما انهيت القراية قالت لي وهي مبتسمة: عندنا شيخ اليوم هنا
(المعلمة هذي توفيت الله يرحمها وتركت اثر طيب وذكر حسن في نفوسنا حنا الطالبات ) الله يرحمها ويغفر لها
المهم هاذي ثلاث مواقف في حصص القرآن خلت مني
دافع قوي اني احفظ كتاب الله وربي يوفقني ان شاء الله
...............................
كلمة اخيرة:
ليس المعلم من اشتغل في مهنة التدريس
وليس المعلم بمادته وانما بأخلاقه
والمعلم قبل ان يدرس الناس مادته
فليعلمهم الاخلاق اولا
عملا بلا قول ............: ولا انا غلطانة...
...واحب اقدم اعتذاري على طول كلامي
استغفر الله عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكون
من مدونة الصديقة أميرة