يسارع بعض الاهل لوضع
الماء على رأس الطفل ويحاولون تهدئته، وهنالك من الأمهات التي تسارع إلى
الطبطبة على ظهر الطفل ثم أخذه للنوم أو إطعامه أو تقديم الماء له.في هذا الجيل يكون جسم الطفل حساسا لمثل هذه الإصابات، فأحيانًا تترك
الإصابة الكدمات، ولكن هل لمثل هذه الإصابات تأثيرات أخرى مثل التسبب
بتضرر للرأس او الدماغ، ام يكفي ان نقول "يعيش ويوكل غيرها" . فماذا نفعل
عندما نجد أنفسنا أمام طفل قد سقط من الدراجة أو عن الدرج؟ وماذا نفعل في
حال وجود رضيع أمامنا لا يستطيع التعبير عن ذاته، وبالتالي عدم القدرة على
تقديم المساعدة المناسبة له؟ حول هذا الموضوع التقينا الدكتور قاسم كيال،
أخصائي طب الأطفال، ومدير عيادة كلاليت في الرامة عين الأسد وساجور،
للحديث عن هذا الموضوع.يقول الدكتور كيال أن ظاهرة الإصابة بالرأس لدى الأطفال هي جزء من ظاهرة
عامة وهي ظاهرة الإصابات غير المقصودة، حيث تشكل هذه الإصابات السبب
الرئيسي للموت والإعاقة لدى الأطفال ، في العالم، حيث يموت أكثر من مليون
طفل سنويا من جيل الولادة حتى جيل 14 سنة. ولهذا السبب أعلنت منظمة الصحة
العالمية واليونيسيف، عن إصابات الأطفال كوباء الألفية الثالثة.
النسبة للأطفال العرب؟
الأطفال العرب، من جيل 14-0 سنة، معرضون للإصابة، وذلك حسب نوع الإصابة. والسبب الأكثر انتشارا
لرقود الأطفال في المستشفى، من جيل 17-0، عامًا، هو نتيجة حوادث مثل
السقوط من علو، والسبب التالي هو نتيجة حوادث طرق ومن ثم نتيجة التسمم.
لنتحدث عن إصابة الرأس لدى الأطفال؟
معظم إصابات الرأس لدى الأطفال بسيطة، بالرغم من أن بعضها قد يؤدي إلى نتائج خطيرة تؤدي للإعاقة المزمنة وحتى الموت. السؤال الصعب الذي يواجه الأهل هو ماذا يفعلون لدى إصابة الابن أو الابنة بالرأس؟ مما لا شك فيه أن القدرة على معالجة الإصابة، لدى حدوثها، محدود وخاصة لدى
الأشخاص غير المؤهلين لهذا الغرض، ولكن التصرف الصحيح، حتى في ظل انعدام
التأهيل، يترك أثره الكبير على العواقب للمدى البعيد.
هنا نصل للسؤال المركزي الذي يواجه الوالد والوالدة: ما العمل؟
نتيجة تجارب وأبحاث، تم التوصل إلى عدد من النصائح العامة التي من الممكن
أن تكون مرشدًا للأهل لمعالجة إصابات الرأس، في المرحلة الأولى لحدوثها،
منها: - عدم تحريك المصاب إذا كانت الإصابة شديدة.- عدم إزالة الخوذة الواقية عن رأس المصاب.- إدارة الطفل الذي يتقيأ لينام على الجانب لمنع الاختناق.- استدعاء سيارة الإسعاف في حالة إصابة شديدة.ومع ذلك، هل من الممكن تقدير مدى خطورة الإصابة؟ هل هنالك مؤشرات ما؟
من المتعارف عليه لقياس درجة الإغماء لمصابي الرأس اعتماد ما يسمى سلم Glasgow الذي يرتكز على ثلاثة مؤشرات:1. فتح العينين.2. الاستجابة للحديث.3. الاستجابة للألم.بموجب هذه المؤشرات من الممكن أن نقدر، ولو بشكل أولي مدى خطورة الإصابة.
ولكن في حالة الإصابة لدى الأطفال، من الصعب الحصول على معلومات من الطفل، وخاصة فيما إذا كان يشعر بالألم، وأين؟
نعم، من مميزات الإصابة لدى الأطفال هو عدم قدرة الطفل على سرد معلومات
متعلقة بالإصابة، ولذلك هنالك توجه عام، بأن إصابة طفل من جيل 7-0 سنوات
تشكل عاملاً خطرًا لإصابة رأس شديدة.وهنالك صعوبات في تشخيص درجة الإصابة، فعلامات الإصابة بالرأس قد تكون
مخفية في الجيل الصغير وصعبة للتشخيص وخصوصا لمن هو غير مؤهل لذلك.
بالإضافة لذلك فإن فحص الأعصاب لدى الأطفال يختلف جدا عما هو عليه لدى
الكبار ويتطلب مهارات فحص خاصة.
وماذا عن فحص الأشعة؟
أُثبت أن التشخيص بواسطة الأشعة، قد يؤدي للإصابة بأمراض السرطان على
المدى البعيد، ولذلك فالتحدي الكبير الذي نواجهه هو القدرة على فحص الطفل،
وتشخيص الإصابة ، بالأساس الإصابات البسيطة التي تتطلب المتابعة فقط، بدون
فحوصات أشعة
وهل هنالك حالات أخرى تسترعي انتباهكم؟
نعم، هنالك أمكانية واردة، أن يكون العامل الخارجي الذي سبب الإصابة هو التنكيل من قبل آخرين، بما في ذلك الأهل، للأسف.
ما هي درجات شدة الإصابة؟
من المتعارف أيضا تقسيم إصابات الرأس إلى:1. إصابة رأس خفيفة: مع انتفاخ بسيط موضعي في مكان الإصابة، التقيؤ حتى 5 مرات، عدم فقدان الوعي ووجع رأس خفيف.2. إصابة رأس شديدة (خطيرة): جرح كبير، تقيؤ متتالي (تقيؤ 5 مرات في 5
ساعات)، فقدان الوعي، فقدان الذاكرة، الارتباك والبلبلة، تغير في حجم
البؤبؤ، رؤية مزدوجة، الرغبة في النوم، تشنجات، إفرازات شفافة من الأنف أو
من الأذن، عدم القدرة على تحريك أحد أعضاء الجسم وعدم القدرة على التجاوب،
تحسن يتلوه تدهور في حالة المريض.
ما هي نوع الحوادث التي قد تؤدي إلى الإصابات الشديدة؟
من الحوادث التي قد تؤدي إلى إصابة خطيرة عادة:1. الوقوع من سيارة مسافرة.2. حادث طرق.3. السقوط من علو يزيد عن متر لطفل حتى جيل سنتين.4. السقوط من شباك أو بيت الدرج.وهل هنالك اهتمام خاص بالنسبة لنوع الحادث، للتقرير في شأن استمرار العلاج؟ نعم، بالطبع، أذكر أنه في فترة التخصص، قمت بفحص طفل رضيع (6 أشهر) كان قد
سقط من بين يدي جدته؛ وكان فحصه سليما جدا، ولم تدل العلامات الخارجية أنه
بعاني من إصابة شديدة، واتفق الأهل على أخذه إلى البيت ولكن بسبب جيله
الغض، وبسبب نوعية الإصابة (الوقوع من علو أكثر من متر) أصررنا، أي الطاقم
الطبي، على إجراء فحص الأشعة. وتبين بالفعل أن هناك كسرًا في الجمجمة، مما
تطلب رقوده في المستشفى لعدة أيام في قسم جراحة الرأس.
لماذا لا تظهر العلامات مباشرة بعد وقوع الإصابة؟
قد يكون النزيف بطيئًا، وبالتالي فمؤشرات الإصابة لا تظهر مباشرة وقد تظهر
بعد ساعات طويلة. وهنالك من العلامات للإصابة بالرأس التي قد تظهر بعد 24
ساعة حتى بعد الرقود في المستشفى وتتطلب التوجه إلى الاستشارة الطبية
العاجلة.
ما هي هذه المؤشرات؟
- نوم متواصل أكثر من المعتاد أو في ساعات غير معتادة، أو صعوبة الاستيقاظ.- التقيؤ المتواصل المتتالي.- تغيرات في السلوك، الارتباك أو تغير في حالة الصحو.- تشنج في العضلات.- ظهور مفاجئ لمشي غير متوازن أو وقوف غير ثابت.- نزيف من الأنف أو الأذن.- ضعف في إحدى الأرجل أو الأيدي (الأطراف).- وجع رأس شديد أو رؤية غير واضحة.
هنالك من يقوم بوضع كمادات مبلولة بالماء البارد، للتخفيف من حدة الإصابة، ماذا تقول؟
كما ذكرت آنفًا، يجب إتباع التعليمات الواردة أعلاه، ولدى وجود أدنى شك بجدية الإصابة يجب التوجه لأقرب مكان للعلاج.