أخت
ماأروع المطر حينما ينهمر بشدة ليعلن عن :
فصل جديد ...
ومشوار جديد ...
ورحلة جديدة ...
ليتيح لنا مساحات من الخيال والامال والاحلام
ويخلق فينا مشاعر مضطربة مختلفة من الفرح والحزن والشوق والامل ...
ويرسم على وجوهنا بسمة غريبة بعفويتها وصدقها
ويثير فينا جنونا المخفي
أعشق الركض تحته وانا افتح ذراعي للحياة
واترك فكري يتوه عني في عوالم الشوق ودنيا الخيال
أتخيلك بجانبي .... معي .... هاهنا
تركض معي بنفس الجنون
تمسك يدي بشدة كمن يخاف ان يفقدهما
لأنه يوقن انهما ليسا ملكه ولن يكونا
تمعن النظر في عيني التائهتين المشتاقتين
لتقرأ بهما مشاعر مخفية وكلاما لا يقال
فتتوه ... لاعود من جديد وابادلك تلك النظرات
فتغرق في قراءة العيون
لكنني كعادتي اهرب منها لانني لا احب ان يجتاحني احد
او يتغلغل في اعماقي فيكشف اسرار تعبت من اخفائها
فنمشي تحت المطر لساعات وساعات
ونحن نثرثر كثيرا ونضحك كثيرا ...
ولكننا في الحقيقة نخفي بداخلنا الكثير من الحزن ونبكي في داخلنا كثيرا
لاننا بعد لحظات سنترك يدي بعض ونبتعد عن بعض
ونعود لنشتاق ونفكر بلحظة اللقاء القادمة أستكون ام لا
نترك يدي بعض وكأن قلوبنا فارقت أجسادنا وذهبت وراء الاحلام
ونبكي لحلاوة اللقاء ومرارة الفراق
وأصحو لاجد نفسي على ارض الواقع
وان يداي لازالتا محلقتان تائهتان تبحثان عنكـ
فأدرك مرارة الواقع
واننا حتى في احلانا معذبون
وان امانينا لن تكون
وانك ستبقى هناك وانا هنا
وانك ستبقى رفيقي تحت المطر
سنبقى نحلق تحته ونحن نفرد ايدينا
صدقني سنشعر ببعض وكأننا بجانب بعض
ستلتقي أرواحنا لانها تفهمنا
وسنبقى نحن معذبين هاهنا
فان هطل المطر ولم أكن هنا
ولم تلتقي ارواحنا
فاعرف ان روحي المعذبة قد حلقت بعيدا في عوالم ودنيا غريبة
وتركت لكــ ذكريات بالرغم من ألمها لكنها جميلة
فأمسك يديك بشدة وقل :
كانت هنا
فان هطل المطر ولم أكن هنا 
