كم أنا مشتاق
وكم أنت رائعة يادمشق
ها أنت تحت تصرفي
بقلاعك من الإسمنت المسلح
وبيوتك العتيقة من الطين والخشب والحجارة السود
بشوارعك المزدحمة
وأزقة حاراتك الضيقة
بناسك الذاهبين الى التسوق
بأصوات الباعة المتجولين
بنسائك ذوات البشرة البيضاء
والعيون الملونة الممتلئة بنعاس الإشتهاء
بفتياتك اللواتي يتمايلن بغنج ودلال الأنوثة
ويرسلن ايحاءات نادرة فريدة
ها أنت تحت تصرفي
أيتها المدينة العذبة
التي فتحت لي صدرها
وضمتني تحت جناحيها الكبيرين
أنا الريفي القادم اليها بقميص ملون وبنطال بلون السماء
وفي جيبه بضعة أبيات من الشعر
كم أنا مشتاق
وكم أنت رائعة يادمشق
بمآذن مساجدك وقباب كنائسك
بأضرحة الأولياء والأبطال والقديسين
بقصورك القابعة برائحة التاريخ
وأبوابك وسورك الذي تدلى
منه بولس منطلقاً الى العالم
ليخضعه لمجد الكلمة
بترابك الذي يرقد فيه
الحسين وزينب ورقية
ويوسف العظمة والأيوبي ويوحنا
الدمشقي والمعمدان
كم أنا مشتاق
وكم أنت رائعة يادمشق
بالياسمين الذي تدلى من عرائشه
على الجدران
والكبّاد والنارنج اللذين يزهوان
في صحون الدور والمنازل
بهديل يمامك العاشق الولهان
بالفل الذي يتباهى بحسنه
في الأصص الفخارية على الشرفات
ووردك الشامي النادر المثال
بأشجار الكينا والأكاسيا
بحدائقك ومرابعك ومقاهيك
وغوطتك الملأى بأشجار اللوز والجوز والتفاح
سامحيني يادمشق
غادرتك كما يغادر الطير عشه
بحثاً عن الحب والرزق والطعام
غادرتك كي أشتاق اليك أكثر
وأحبك أكثر
وها أنا اعود اليك
وأنا أعلم أنك قد نسيتني في غيابي
لم أجد من ينتظرني
لاأهل ولا أصدقاء
أعود اليك يادمشق
كسائح أو ربما كضيف
أبحث عن الرفاق والأصحاب
فمنهم من قضى ومضى
ومنهم أوراق جافة على وشك السقوط
ومن جاء بعدهم
ثعالب ماكرة حائرة بين عناقيد
العنب الخضراء والزرقاء
ماهذا الخواء
الزرع قليل والحصادون كثيرون
حملتك معي في سفري وتجوالي
وها انا أعود اليك مختنقاً بحبك
ولكنك أنكرتني
وسط قوافل المنافقين والمرائين
الذين يبسطون الشباك
أمام الطيور المنتوفة الريش العمياء
فأحدق في عينيك
اللتين عليهما سحابة من دموع
محاولاً أن اتلمس وجنتيك الأصليتين
أعود اليك
كي أستغرق كصوفي في حبك بلا حدود
وأغيب بين أهدابك الى مالا نهاية
فهل ياتي يوم
تخلعين عليّ عباءة أوابدك
وتكتبيني حرفاً على باب توما ...
وكم أنت رائعة يادمشق
ها أنت تحت تصرفي
بقلاعك من الإسمنت المسلح
وبيوتك العتيقة من الطين والخشب والحجارة السود
بشوارعك المزدحمة
وأزقة حاراتك الضيقة
بناسك الذاهبين الى التسوق
بأصوات الباعة المتجولين
بنسائك ذوات البشرة البيضاء
والعيون الملونة الممتلئة بنعاس الإشتهاء
بفتياتك اللواتي يتمايلن بغنج ودلال الأنوثة
ويرسلن ايحاءات نادرة فريدة
ها أنت تحت تصرفي
أيتها المدينة العذبة
التي فتحت لي صدرها
وضمتني تحت جناحيها الكبيرين
أنا الريفي القادم اليها بقميص ملون وبنطال بلون السماء
وفي جيبه بضعة أبيات من الشعر
كم أنا مشتاق
وكم أنت رائعة يادمشق
بمآذن مساجدك وقباب كنائسك
بأضرحة الأولياء والأبطال والقديسين
بقصورك القابعة برائحة التاريخ
وأبوابك وسورك الذي تدلى
منه بولس منطلقاً الى العالم
ليخضعه لمجد الكلمة
بترابك الذي يرقد فيه
الحسين وزينب ورقية
ويوسف العظمة والأيوبي ويوحنا
الدمشقي والمعمدان
كم أنا مشتاق
وكم أنت رائعة يادمشق
بالياسمين الذي تدلى من عرائشه
على الجدران
والكبّاد والنارنج اللذين يزهوان
في صحون الدور والمنازل
بهديل يمامك العاشق الولهان
بالفل الذي يتباهى بحسنه
في الأصص الفخارية على الشرفات
ووردك الشامي النادر المثال
بأشجار الكينا والأكاسيا
بحدائقك ومرابعك ومقاهيك
وغوطتك الملأى بأشجار اللوز والجوز والتفاح
سامحيني يادمشق
غادرتك كما يغادر الطير عشه
بحثاً عن الحب والرزق والطعام
غادرتك كي أشتاق اليك أكثر
وأحبك أكثر
وها أنا اعود اليك
وأنا أعلم أنك قد نسيتني في غيابي
لم أجد من ينتظرني
لاأهل ولا أصدقاء
أعود اليك يادمشق
كسائح أو ربما كضيف
أبحث عن الرفاق والأصحاب
فمنهم من قضى ومضى
ومنهم أوراق جافة على وشك السقوط
ومن جاء بعدهم
ثعالب ماكرة حائرة بين عناقيد
العنب الخضراء والزرقاء
ماهذا الخواء
الزرع قليل والحصادون كثيرون
حملتك معي في سفري وتجوالي
وها انا أعود اليك مختنقاً بحبك
ولكنك أنكرتني
وسط قوافل المنافقين والمرائين
الذين يبسطون الشباك
أمام الطيور المنتوفة الريش العمياء
فأحدق في عينيك
اللتين عليهما سحابة من دموع
محاولاً أن اتلمس وجنتيك الأصليتين
أعود اليك
كي أستغرق كصوفي في حبك بلا حدود
وأغيب بين أهدابك الى مالا نهاية
فهل ياتي يوم
تخلعين عليّ عباءة أوابدك
وتكتبيني حرفاً على باب توما ...