القصة مكتوبة على لسان صاحبتها سمية بمساعدة الدكتورة ناعمة الهاشمي
القصة حقيقية ومن التجارب التي تحصل يوميا
كما يوجد مع القصة نقاشات وحوارات وردود وشروحات من الدكتورة
أترككم مع القصة
وشقيقتي الأكبر مني بيضاوات، ولكن أخي الشقيق الذي يكبرني بعام والشقيق الذي يصغرني بعام وأنا، سمر في الحقيقة، .......
أهل أبي جميعا، يتميزون بالجمال، وبياض البشرة،
بينما أهل أمي، أخوالي وخالاتي، حنطاويين، يميلون إلى السمرة، ......
جئت في أسرتي متأخرة، تماما، قبل أخي الأخير،
منذ أن وعيت لحالي، وأنا أسمع كلمة ترددها أختي علي كل يوم،
سمية السوداء قالت،
السوداء فعلت، سمية السوداء ذهبت، سمية السوداء جاءت، ......
قبل أن أفهم، كنت أعتقد أن اسمي هو سمية السوداء،
وكانت عمتي تسألني دائما ما أسمك...؟؟
فأقول ببراءة: ثمية الثوداء....؟؟ وكانت تضحك من كل قلبها،
وتعود لتسألني من جديد، .....
حتى أني أذكر ذلك اليوم كلمحة من فيلم قديم، كحلم في منام،
عندما سألتني أمام صديقتها ذات السؤال،
وأجبتها ذات الجواب، فضحكت، لكن صديقتها، امتعضت،
إذ كانت سمراء أيضا، .......!!!!
في ذلك الوقت لم أكن أفهم معنى تلك الكلمة، حتى افتهمت قليلا،
وبدأت أدرك أن الكلمة هي نوع من الانتقاد،
بدات أفهم اني ناقصة عن شقيقاتي، فالفساتين عليهن أجمل، وعلي أنا لا،
كانت والدتي تحتفظ بملابس كل واحدة من شقيقاتي لتعيد الباسها للأخرى الأصغر سنا،
وكنت كلما ارتديت فستان احداهن القديم، اسمع ذات التعليق من حولي، وأذكر مرة هذا الموقف لجدتي، .......
كنت العب في الفناء، وكانت جدتي تجلس مع عمتي تلك في الليوان
ولم تلاحظا وجودي، فسمعتهما تتحدثان عني، ...
- لابسة فستان طيبة، كان على طيبة محلاه، شوفي كيف شكلة على سميوه، جنه ابو ريال،
- طالعة لخوالها، سمرا، ياحسرتي خايفة عوشة تحمل من جديد، ما أريد منها عيال،
وساطلب من ابراهيم يتزوج حرمة ثانية،
- والله يا أمي صرت استحي اخذ سمية معي عزايم ومناسبات،
كلهم يسألوني من هذه، ما يصدقون إذا قلت بنت أخوي، .........!!!
بسألك يا أمي ليش ابراهيم تزوج عوشة،
- نصيب، يا بنتي، عاد الناس مدحوها، وأنا شفتها بيضة، وحلوة،
وابراهيم كان رايدنها من يوم هو صغير.
تلك شذرات من الماضي بقيت عالقة في ذاكرتي حتى اليوم،
وعندما أرويها لأمي، تستغرب وتقول،
كيف تتذكرين أمورا كهذه، كنت صغيرة جدا، في ذلك الوقت،
أمي فقط كانت تدافع عني دائما، وتغمرني بالحب والحنان،
كوسيلة لتعويضي عن سمرة بشرتي،
كان لوني سيصبح أمرا عاديا، لولا أن شقيقتي بيضاوين إلى حد كبير،
ولولا أن أسرة والدي الموقرة، لا تحتمل السمر، وقد تشربت شقيقتي الغرور ببياضهم من العائلة، قبل ان أولد، وعندما ولدت كان علي ان أدفع الثمن،
عدل سابقا من قبل waell في الجمعة 7 أغسطس 2009 - 11:03 عدل 1 مرات