سوق الحميدية
إلى سوق الحميدية وهو السوق الأشهر في سورية، ويعود تاريخ بنائه الى عام 1863 خلال حكم السلطان العثماني عبدالحميد الذي سمي السوق باسمه، وحوانيت السوق
تشتهر بجميع انواع البضائع ولاسيما الملابس والأقمشة والصناعات التقليدية.
سوق الحميدية..أشهر أسواق الشرق وأكثرها جمالا
هذا الكلام بين النجوم وصلني بالبريد وهو للكاتب نعمان قساطلي .. لكي لا نهضم حقه
وبعض الصور فى هذاالموضوع من تصوير العمدة وبعضها من مواقع مختلفة
* * * * * * * * * * * * * *
يقول الدمشقيون : من زار دمشق ولم يزر سوق الحميديه..كانه لم يزرها
على امتداد ما يزيد على ميلين اثنين تقع سوق الحميدية الدمشقية العريقة..أشهر أسواق الدنيا ، وأكثرها طرافة وجمالا معماريا ، ورونقا..وربما كان أكثرها قدما من حيث
تشكلها كسوق تجاري وصناعي وحرفي ،
وقد وصفها ( نعمان قساطلي ) في كتابه الشهير
( الروضة الغناء في دمشق الفيحاء ) الذي طبع للمرة الأولى عام 1879 بأنها
مدينة فيها أصحاب التجارة وأرباب البيع والشراء والأغنياء ، وتباع فيها الأقمشة والبضائع الثمينة ، وسوق الحميدية عمرها أكثر من 100 سنة ومازالت محافظة على
اصالتها.
ويسألونك وأنت عائد من الشام : هل زرت الحميدية واستمتعت بالتجوال فيها وتبضعت منها ؟
..فان قلت : لا..كان جوابهم حاضرا استنكاريا كيف فعلت هذا يارجل ؟
ويصدرون حكمهم عليك..أنت لم تكن في الشام ولم تزرها ! فقد ارتبط حضور الزائر إلى دمشق بزيارة سوق الحميدية والتجوال فيها الذي يحتاج للإحاطة بالسوق ومعرفة
تفاصيلها ثلاثة أيام على الأقل..لان هذه السوق لا تعني الشارع المسقوف الممتد مابين المدخل وأعمدة معبد جوبيتير وحسب ،
وإنما يتعداه إلى ما يلتحق
أو يحيط به من
أسواق رئيسية سيأتي تفصيلها في ما يلي من حديث....
يتداول أهل سوق الحميدية المحدثون ، وزوارها للأسف معلومة ابتدعوها من اسمه حول انشاء هذه السوق العظيمة في حين إنشائها والمستمرة عظمتها على مر العصور
وتوالي الدهور..فينسبون سوق الحميدية وإنشاءها إلى عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني..
ويقولون أنها أنشئت في عهده وسميت باسمه..لكن الحقيقة هي غير ذلك
تماما ! فتاريخ بناء سوق الحميدية يعود إلى فترة ولاية حمدي باشا أو حمدي بك وهو احد الولاة العثمانيين الذين حكموا دمشق وقد بدأ بناؤها عام 1870 ميلادي وأنجزت
تماما بأعمدتها وسقفها القصديري ونوافذها التي تطل منها الشمس ، فتنير عتمة المكان ، ويدخلها الهواء فيتلطف جو المكان سنة 1873..وكان فيها 9600 دكان هي
مجموع المحال الصغيرة والكبيرة الموجودة في السوق الرئيسية والأسواق الفرعية ، حسبما تتفق روايتا كل من الكاتبين نعمان قساطلي والكاتب المصري محمد علي باشا
في كتابه الرحلة الشامية المطبوع سنة 1907 ميلادي ، ومعلوم ان بين تاريخ بناء السوق وانجازها وتاريخ بدء ولاية السلطان العثماني عبد الحميد زمنا طويلا .
ولمن لم يزر دمشق بعد ، ولا يعرف مكان سوق الحميدية الشهيرة ننقل المعلومات الآتية :
تبدأ سوق الحميدية من مدخلها الرئيسي عند تقاطع شارع النصر ع شارع الثورة
ومع امتدادها باتجاه ( باب الجابية ) في عقدة تسمى
( الدرويشية ) نسبة إلى احد الولاة العثمانيين آنذاك
( درويش أفندي ) الذي بنا جامعا ومدرسة في هذه النقطة الهامة
من دمشق سواء في ذلك الحين أو المستمرة حتى يومنا هذا .
وتمتد سوق الحميدية وصولا إلى احد فروعها المسمى
( المسكية ) وهو سوق للكتب والقرطاسية ، حتى يصل إلى أعمدة ( جوبيتير ) وهي بقايا لمعبد وثني بني أيام
الإغريق لم يبق منه سوى أعمدته الرخامية المرمرية الجميلة..والمزينة بكؤوس مزخرفة من الرخام ، والذي يتصل بساحة يعتقد أنها كانت فناء للمعبد المذكور ، ليجد
الزائر نفسه أمام البوابة الرئيسية للجامع الأموي الكبير ، ويحيط بالسوق عدد من الأوابد الأثرية والتاريخية فعلى يمينها تقع قلعة دمشق الشهيرة التي يتقدمها تمثال البطل
العربي التاريخي صلاح الدين الأيوبي وضريحه الذي يقع بين السوق وبين حي العمارة التاريخي ، وقبل أن يصل زائر سوق الحميدية إلى أعمدة جوبيتير ينحرف ، إذا شاهد يسارا ليجد صرحا ثقافيا كبيرا لا يزال شاهدا على كون دمشق الشام حاضرة أساسية من حواضر الثقافة والعلم والمعرفة ، ألا وهو المكتبة الظاهرية بيبرس إبان فترة
حكمه لدمشق ، وبعد تحرير بلاد المشرق العربي الإسلامي من الصليبين .
وتتفرع عن سوق الحميدية وتحاذيها أسواق كثيرة ويقول القساطلي أنها تزيد على اثنتي عشرة سوقا..ويقول غيره أنها تتجاوز ال21 سوقا وهي أسواق مهنية تخصصية
نذكر منها أساسا : سوق مدحت باشا وهي سوق طويلة مسقوفة مثل سوق الحميدية بناها الوالي العثماني مدحت باشا..
وسوق البزورية وفيها يباع كل شئ يتعلق بالأغذية
والحبوب والبذورات المجففة اضافه إلى السمنة العربية والزيوت والبهارات ،
وسوق الحريقة المتخصصة بالأقمشة
وسوق الخياطين
وسوق الصاغة
وسوق المناخلية
وسوق العصرونية
وسوق القباقبية
وسوق السروجية ( صناع سروج الخيل )
وسوق الحرير
وسوق العرائس المتخصصة بلوازم الأعراس ويسميها السكان سوق تفضلي
وسوق الطويل
وسوق المسكية
وسوق القيشاني الذي تباع فيه الكلف والأزرار وسواها
وسوق الصوف
وسوق القطن
وسوق العبي للعباءات العربية..
وكي لا يمل الزائر أو يأخذ
التعب منه مأخذه وهو يتجول في سوق الحميدية لم ينس بناة السوق ان يبنوا استراحات وهي عبارة عن محال لبيع الحلويات الشامية الأصلية كالبوظة ذات الأنواع المتعددة
بالبندق واللوز والجوز والفستق الحلبي والمحلاية والسحلب..
كما لم ينس بناة السوق بناء مصليات ومساجد صغيرة الحجم يدخل إليها زائر السوق ليغسل يديه ورجليه
بماء الفيجه..
ويستطيع زائر سوق الحميدية ان يختتم جولته لـ
( القعدة ) في مقهى ( النوفرة ) الشهير الذي يقام لرواده ، وهم كثر بحيث يحتاج الراغب في تناول كاس من
الشاي أو فنجان القهوة أو اخذ النرجيلة إلى الانتظار حتى تخلو إحدى الطاولات القليلة ليجلس عليها ويستمتع بالجلسة التي تعد من جلسات العمر .
تحيــــــــــــــــــــــــــاتي،،،
* * * * * * * * * * * * * *
سوق الحميدية 1910
[/size]
سوق الحميدية قبل اكتمال بناء سقفه
[/size]
عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 19:07 عدل 2 مرات