ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


    المعلم بطرس البستاني

    avatar
    المهندس جورج فارس رباحية
    صديق فعال
    صديق فعال


    البلد : سوريا
    ذكر
    العمر : 82
    عدد الرسائل : 176
    العمل/الهواية : مهندس زراعي ، خبير محلّف لدى المحاكم ، المطالعة ، كتابة المقالات التاريخية ، الأدبية ، التراثية ، التصوير الضوئي
    تاريخ التسجيل : 27/10/2011
    مستوى النشاط : 10106
    تم شكره : 24
    الجدي

    المعلم بطرس البستاني Empty المعلم بطرس البستاني

    مُساهمة من طرف المهندس جورج فارس رباحية الخميس 12 أكتوبر 2017 - 18:59

    المُعَلِّم بطرس البستاني
    1819 ـ 1883
    المهندس جورج فارس رباحية

      هو بطرس بن بولس بن عبد الله بن كرم بن شديد ، ابن أبي شديد  بن محفوظ ، ابن أبي محفوظ البستاني . ففي أواسط القرن السادس عشر ، كان أفراد هذه الأسرة يشتغلون بالزراعة في قرية ( بقرقاشه ) في جبل بْشِرّي جنوب لبنان وكان لها بستان عامر اشتهر بين أرزاق القرية وشهر صاحبه حتى عُرِفَ به فدُعِيَ ( بالبستاني ) . وكان أن حدث ما نغّص عيش صاحب البستان ، أبي محفوظ فغادر قريته سنة 1560 ، مع أولاده محفوظ ، وعبد العزيز ، وناضر . فاستقر محفوظ في ضهر صفرا في منطقة عكار ، أما أبو محفوظ وولداه الآخران قصدوا مدينة دير القمر في جبل لبنان ، وتكاثر نسلهم وانتقل بعضهم في أوائل القرن الثامن عشر إلى مزرعة ( الدلهمية ) في إقليم الخروب ثم استقرّوا في مزرعة ( الدبيّة ) حتى أصبحت اليوم بلدة كبيرة أكثر سكانها من آل البستاني .
     وُلِدَ بطرس في شهر تشرين الثاني سنة 1819 في بلدة الدبية . وما أن ترعرع حتى أُرْسِلَ إلى مدرسة البلدة فتعلّم على يد أساقفة البلدة مبادئ العربية والسريانية مع خدمة القداس في الكنيسة ، فلاحظوا عليه ذكاءً نادراً ، فاستدعاه مطران صور وصيدا عبدالله البستاني وأرسله إلى عين ورقة كبرى المدارس في ذلك الوقت . فتلقى فيها فنون الأدب العربي من صرف ونحو وبيان وعروض ولغة . وأتقن التاريخ والجغرافية ودرس اللغات السريانية واللآّتينية والإيطالية وحصّل دراسة المنطق والفلسفة واللآّهوت الأدبي والنظري ، وأصول الحق القانوني ، وكان يرافقه في الدراسة شبلي ابن الخوري يوسف البستاني . وبعد أن أنهيا دراستهما سافر شبلي إلى روما لمتابعة الدراسة وبقي بطرس في بلدته لأسباب عائلية فكان يُدَرِّس في المدارس التي تعلّمَ فيها ويجتهد في تعلّم اللغة الإنكليزية حتى كانت سنة 1840 فترك التدريس واستقرّ في بيروت . وكانت سنة اضطراب في لبنان أواخر حكم إبراهيم باشا
    وقد أرسلت الدول الأوروبية المتحالفة مع تركيا : انكلترا والنمسا وبروسيا سفنها إلى سواحل لبنان لإجبار إبراهيم باشا على الخروج . فعمل بطرس مترجماً للإنكليز . ثم تعرّفَ على الأميركي الدكتور ( كرنيليوس فانديك ) الذي كان يعمل مع الإرساليات الأميركية في بيروت في التبشير بالمذهب البروتستانتي ، الذي أسّس مدرسة في ( عبية ) سنة 1846 درّس فيها بطرس مدة سنتين ، ألّفَ في خلالها باكورة أعماله وهي : ( كشف الحجاب في علم الحساب ) و ( بلوغ الإرَب في نحو العرب ) وفي عبية وُلِدَ ابنه البكر سليم البستاني الذي أصبح فيما بعد ساعده الأيمن في كل مشاريعه . وفي سنة 1848 عاد إلى بيروت وأصبح عضواً في الجمعية السورية الأولى التي تأسّست عام 1847 حيث كان في عضويّتها أيضاً الشيخ ناصيف اليازجي فكتب بطرس وقائع هذه الجمعية ونظّمَ أشغالها ونشر مجموعة أعمالها سنة 1852 في آخر سنواتها ، وخلفتها الجميعة السورية الثانية ( الجمعية العلمية السورية ) سنة 1868 وأصبح عضواً فيها ، وكان عضواً فخريّاً في المجمع العلمي الشرقي  وكان أيضاً يعملَ مترجماً في القنصلية الأميركية حتى عام 1862 حيث استلم العمل مكانه ابنه سليم . فانصرف في تأسيس ( المدرسة الوطنية ) سنة 1863 وكانت طليعة المدارس العلية في سوريا ولبنان .
      تفرّغ بطرس بعدها للعمل في الجمعيات المختلفة من خيرية وعلمية وأدبية ودينية وفي تأليف الكتب والمحاضرات وانكبّ على دراسة اللغتين اليونانية والعبرانية . وعمل على تضميد الجراح وتنقية القلوب في المجازر الأهلية سنة 1860 التي سبّبتها الحزازات والتعصّبات فكانت خطاباته ومقالاته التي كان ينشرها في صحيفته الوطنية السياسية ( نفير سورية ) أكبر الأثر في تقريب القلوب . كانت سنوه الأخيرة أوفر أقسام حياته خصباً في الأعمال الأدبية ، فظهرت أعظم مؤلفاته : ( محيط المحيط ) و ( قطر المحيط ) و ( دائرة المعارف ) وأكمل مقالاته وأبحاثه في صحفه . وكان أول من طالب بتعليم المرأة . فقال عنه جرجي نقولا باز : " كان أول من ناصر المرأة في سورية على منبر بل أول رسول نسائي سوري دعا إلى تعليمها وتهذيبها ..... " وكان المعلم بطرس بودّه إنشاء مدرسة نسائية كالمدرسة الوطنية لكن الظروف لم تساعده على ذلك .  
     وبينما كان بطرس غارقاً بين الكتب والمحابر يشتغل كعادته في إعداد ما يظهر في صحفه في اليوم التالي فاجأته نوبة قلبية لم تمهله إلاّ الوقت القليل فتوفي مساء الثلاثاء في 1/ أيار /    1883 بعد حياة مليئة بالأعمال الجليلة . وشارك في جنازته كبار الكتّاب و الأدباء ورجال الدين من كافة الطوائف ودُفِنَ في المقبرة الإنجيلية في بيروت على طريق الشام .
     كان المعلّم بطرس متوسط القامة ممتلئ الجسم ذا بنية قوية . من أعظم أركان النهضة ،يُعتبَر من رواد الصحافة الأوّلين ورجل سابق لعصره ، كان رزيناً ، مخلِصاً ، متواضعاً ، ودوداً ، صادق العاطفة ، ليّن العريكة ، سليم النيّة ، مفتوح القلب ، واسع الصدر ، كان محباً لجميع أهل وطنه ، على اختلاف مذاهبهم ، وكان شعار حياته ( حب الوطن من الإيمان ) وكان هذا شعار مجلّته ( الجِنان ) .
    مؤلفــــاته :  
    في الصحــافة
    1 ـ صحيفة ( نفير سورية ) : أصدرها سنة 1860 بعد المذابح الأهلية ، جاعلاً إياها  على شكل رسائل وطنية دعا بها أبناء البلاد إلى الاتحاد والوئام . حتى استتبّ الأمن فأوقف نشرها
    2ـ مجلة ( الجِـنان ) : مجلة سياسية علمية أدبية تاريخية نصف شهرية أصدرها يوم السبت في 1 كانون الثاني سنة 1870 وجعل شعارها : ( حب الوطن من الإيمان ) .
    3 ـ صحيفة ( الجنّـة ) : صحيفة سياسية تجارية أدبية . تصدر مرتين في الأسبوع أصدرها مع ابنه سليم يوم السبت في 11 حزيران سنة 1870 وبسبب الضغط على المطبوعات أوقفها ابنه نجيب سنة 1886 .
    4 ـ جريدة ( الجنينة ) : أصدرها مع ابنه سليم سنة 1871 وكانت تصدر أربع مرات في الأسبوع ، احتجبت سنة 1875 .

    في الترجمـــة
    1 ـ ساعد الدكتور سميث في ترجمة أكثر أسفار الكتاب المقدس عام 1848 وهي الترجمة المعروفة بالأميركانية .
    2 ـ التحفة البستانية في الأسفار الكروزية : وهو ترجمة كتاب ( رحـلة روبنسن كروزي Robinson Crusoe ) . تأليف دانيال ديفو .
    3 ـ سياحة المسيحي تأليف جون بنيان .
    4 ـ تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر تأليف : ميرل دوبنييه .
    5 ـ تاريخ نابليون الأول .

    في الكتــــب
    1 ـ قاموس محيط المحيط : أول قاموس عصري في اللغة العربية طبعه في مجلّدين كبيرين في بيروت سنة 1870 . وأرسل منه نسخة إلى السلطان وأُخرى إلى الصدر الأعظم وثالثة إلى نظارة المعارف ، فمنحه السلطان الوسام المجيدي الثالث مع 250 ليرة مجيدية . اعادت طبعه مكتبة لبنان في مجلّد واحد سنة 1977 .
    2 ـ قطـر المحيط : وهو مختصر السابق طبع سنة 1870 .
    3 ـ دائرة المعــارف : التي عُرِّّّّّّّّفَتْ بأنها :( قاموس عام لكل فن ومطلب ) أما كلمة دائرة المعارف فقد اختارها ترجمة " لإنسيكلوبيديا Encyclopedia " حيث وعد بها في خاتمة قاموس محيط المحيط . فأنهى تبويبها وهيكلها الأبجدي سنة 1875 وأنشأ موادها مع ابنه سليم ونسيبه سليمان فأصدر الجزء الأول بنحو 800 صفحة سنة 1876 وكان يصدر كل سنة جزء حتى أصدر ستة أجزاء وأعدَّ ثلثي الجزء السابع فتوفي سنة 1883 وتابع العمل فيها ابنه سليم فأصدر الجزء السابع سنة 1883 والثامن سنة 1884 ثم توفي في شبابه . فتابع العمل أبناؤه مع نسيبهم سليمان فأصدروا التاسع سنة 1887 والعاشر سنة 1898 والحادي عشر سنة 1900 وهو ينتهي بكلمة ( عثمانية ) ثم توقّف العمل ولم تكتمل .
    4 ـ تعليم النساء : خطاب مطوّل ألقاه يوم الجمعة في 14 / كانون الأول / 1849 دعا فيه إلى تعليم المرأة في يوم لم يكن أحد يجرأ على ذكر المرأة بالخير ، نشره في مجموعة أعمال الجمعية السورية سنة 1852 وفي مجلته الجِنان .
    5 ـ آداب العرب : خطاب مطوَّل ألقاه يوم الثلاثاء في 15 / شباط / 1859 شرح فيه أسباب انحطاط الأدب مع النظر إلى مستقبله .
    6 ـ شرح ديوان المتنبي : طبع في بيروت سنة 1860 .
    7 ـ كشف الحجاب في علم الحساب : هو كتاب بعلم الرياضيات بأسلوب سهل . طبــع في بيروت سنة 1848 .
    8 ـ روضة التاجر في مَسْـك الدفاتر : يختص بالأعمال التجارية .
    9 ـ مصباح الطالب في بحث المطالب :  يختص في الصرف والنحو في 416 صفحة طبع في بيروت سنة 1854 .
    10 ـ مفتاح المصباح : مختصر للكتاب السابق في 360 صفحة طبع في بيروت للمرة الثانية سنة 1868 .
    11 ـ الهيئة الاجتماعية : مقارنة بين العادات العربية والغربية طبع سنة 1869 .
    12 ـ قصة أسعد شدياق: قصة أسعد ـ شقيق أحمد فارس الشدياق ـ مع البطريرك الماروني يوسف حبيش . طبع سنة 1860
    13 ـ أخبار الأعيان في تاريخ لبنان : كتاب لطنوس شدياق ـ شقيق أحمد فارس الشدياق ـ  نقّحه وطبعه المعلم بطرس .
    14 ـ بلوغ الإرَب في نحوالعرب : لا يزال مخطوطاً

    مقتطفـــات من أعمـاله :
    1 ـ قال عن المرأة في خطابه ( تعليم النساء ) :
        " لم تخلق المرأة لكي تكون في العالم بمنزلة صَنَم يُعْبَدْ ، أو أداة زينة تُحفَظ في البيت لأجل الفرجة ؛ ولا لأن تَصرف أوقاتها بالبطالة وكثرة الكلام والهذيان ، أو تقتصر من الأعمال على كناسة البيت مثلا ... بل أقامها الله ( أُمّـاً للخليقة ) فهي بحاجة إلى نور وثقافة لكي تستطيع أن تربّي الخليقة تربية راقية ، لاسيما وأنها من طبعها خُلِقَت للمعرفة ، فإذا نظرنا إلى ما أسبغه الله عليها من القوى العقلية والأدبية كالتمييز ، والذاكرة ، وقابلية التعلم والتعليم ، والميل إلى الخير والشر ، وهلمّ جرَّا ، نستدل على أن هذه القوى لم تُعْطَ لها عبثاً دون غاية " .
    2 ـ قال عن اللغة الدارجة أو العامية في خطابه ( آداب العرب ) :
        " وهكذا تولّدت ، عند العرب ، لغة دارجة بينهم تختلف كثيراً عن لغة الكتب . وهذه اللغة الدارجة تتهدّد دائماً اللغة الأصلية . وإذا طال الحال عليها هكذا تُميت كثيراً من ألفاظها فوق ما أماتته ، فيلتزم العرب في آخر الأمر أن يفعلوا باللغة العربية كما فعل اليونان والأرمن بلغاتهم الأصلية ، ويعطوا اللغة الدارجة محل اللغة الأصلية . فتصير اللغة الأصلية لغة العلماء وأصحاب التفتيش فقط كاللغة اللاتينية عند الإفرنج . ولا يُمكن أن يُتَصوّر حصول خسارة للعرب أعظم من هذه . ولكن ازدياد عدد المدارس والمكاتب والمطابع في هذه الأيام ، وأملنا بالزيادة على زيادتها في ما يأتي يجعلان لنا شيئاً من الطمأنينة من هذا القبيل .

    1/1/2017                                        المهندس جورج فارس رباحية  


    المصــادر والمــراجع :
    ـ المعلّم بطرس البستاني : فؤاد أفرام البستاني ، سلسلة الروائع  بيروت 1929
    ـ تاريخ الأدب العربي : حنا الفاخوري
    ـ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
    ـ المعلّم بطرس البستاني : يوسف قزما الخوري 1995
    ـ مواقع على الإنترنت :

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024 - 6:54