المشمش الّذي لا ينبت في الغوطة ليس مشمشًاً ...
وزهرة الليمون في غير اللاذقيّة لا رائحة لها ...
ولا فستق إلا من حلب أو إدلب أو حماة ...
ولا طرب في الدّنيا إلّا بقدود الشهباء .
ولا قمح قاسي في الدّنيا إلّا قمح حوران ... أطعم بلادنا وكل بلاد الرومان ...
ولا تفّاح إلّا تفّاح السويداء ...
كلّ عنب غير عنب داريّا هباء ...
ولا أبجديّة إلّا في رأس شمرا ...
وكلّ نخوة الدنيا أصلها من ارض الفرات ...
ويغني أطفال الشام في الرحلات: يا شوفير دوس دوس الله يبعتلك عروس بيضا حلوة من طرطوس ...
وجرس الكنيسة في غير الشّام هو مجرّد صدى لأجراس الشّام ...
وكلّ أذان في غير الشّام هو تقليد لأذان بلال الرّاقد في باب الصّغير في الشّام ...
وكلّ بقعة في الدّنيا هي من أطراف بستان هشام ...
وكل قطرة مياه من غير نبع الفيجة أجاج ...
وكلّ وجه ليس من الشّام فهو
ضيف ......
ولا علم يعلو فوق أرض الشّام إلّا علم الحرية والسلام .
ولا نشيد إلا صوت حماة الديار
ولا دعوة إلّا دعوات نسائها ......
ولا عطر إلّا عطرهن الفواح ...
وكلّ جمال أصله منها ... وكلّ بهاء هو من سحرها ...
وكل صبية حسناء، لها في حمص مشرباً ...
وكلّ بقعة من أرضها هي أصل لكلّ الأشياء ... بارك الله بها وبأهلها ...
الشّام تبثّ خيرها في أرجاء الكون ...
ولا يملكها إلّا الله وقد أعلنها خيرة بلاده واجتبى إليها خيرة خلقه ...
كلّ من أحبّها وزارها فهو ضيف عزيز ... وكلّ من كرهها يغيب في ثقبها الأسود ثمّ لا يعود ...
من أراد خيرها أعطاه منه الله نصيباً ... ومن أراد شرّها أبلاه الله بالعذاب والجوع والمرض .