ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 5 أكتوبر 2014 - 23:38

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة
    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Barood10


    14/5/2013
    نجاح حلاس
    يعد الشاعر والطبيب وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة بامتياز ...




    يكتب القصيدة حين يأتيه شيطان الشعر ,أما إذا جفاه وقاطعه فلا يكتب لذلك جاء شعره جميلاً لا تكلف فيه ولاصنعة يقول :‏


    أطلقت شعري في ميادين الهوى‏


    سحراً وإغراءً ووحياً منزلاً‏


    سكر الغواني من كؤوس رحيقه‏


    وصحون لما جئتهن مقبلاً‏


    لم يحترف الشعر أبداً ,بل ظل هاوياً طوال حياته لا ينشد من الحياة سوى قصيدة عشق جميلة ,وباقة ورد وسماعة طبيب يداوي بها مرضاه .‏


    ولد الشاعر وجيه البارودي في مدينة حماه في آذار عام 1906 ,ودرس دراسته الأولى في مدينته من خلال كتاب الشيخين الحامد والمازوني ومن ثم في مدرسة ترقي الوطن ومدرسة التطبيقات‏


    وفي عام 1918 سجل في الكلية الإنجيلية السورية في بيروت الجامعة الأميركية الآن ودرس فيها مدة /14/عاماً شملت الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية وتخرج فيها طبيباً عام 1932وقد تعرف خلال دراسته الجامعية بالشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ,والشاعر العراقي حافظ جميل والأديب اللبناني عمر فروخ وكانوا يعقدون اجتماعاً سموه دار الندوة وبصحبته للشاعر المذكورين قويت ملكته الشعرية ...وكان ينظم الشعر مع إبراهيم طوقان ومن قصائدهما المعروفة التي نظماها معاً قصيدة "وادي الرمان "‏


    وبعد تخرجه عاد إلى حماه وفتح عيادة فيها ولم يغادرها أبداً إلا خلال دراسته في بيروت وبعض الرحلات القصيرة .‏


    أتاه الشعر وهو في العشرين عمره وقد قال :‏


    هواية الطب ما كانت لتشغلني‏


    عن القوافي بل إن الطب أرهقني‏


    فلي جناحان من طب ومن أدب‏


    حلقت ما أحد في الكون يدركني‏


    فلا فؤاد بعلم الطب يحلقني‏


    ولا أبو ريشة بالشعر يسبقني‏


    مارس مهنة الطب وبرع فيها وامتدت شهرته إلى مدينة حماه وريفها وظل يمارس الطب إلى أن أنهكه المرض .‏


    كان وجيه البارودي عصامياً في حياته ولم يسلم من مصائب الدهر فقد فجع بفقدان أمه وهو طفل وأكمل السنتين الأخيرتين في الجامعة بدراسة الطب بتبرع وهبات من الأصدقاء حيث أصيبت عائلته بحادث إفلاس ...كما أصيب بوفاة زوجته وهي في الستين من العمر بعد حياة زوجية معها دامت 45 عاماً ,كما فجع بوفاة ابنه عام 1995 ...ولم يرث من والده شيئاً من الرزق بل كان من الأشخاص الذين اعتمدوا على أنفسهم في بناء حياتهم .عرف بروح الدعابة وخفة الدم وكانت وسيلته لمواجهة قساوة الحياة ولم تكد تخلو له جلسة أو حديث أو معاينة إلا وفيها دعابة وكثيراً ما ردد الناس دعاباته التي تدل على خفة دمه.ولعل ما قاله في سيارته العجفاء يدل على ظرافته إذ يقول :‏


    تمر سيارتي العجفاء في طرق شعبية ليس فيها لمحة لغني /جموع الصبية الأغرار تتبعني مهما فررت فراري ليس ينفعني /هذا يصيح وجيه أمس أنقذني من الهلاك وهذا أمس طهرني .‏


    ورغم أن وجيه البارودي قد نظم الشعر مبكراً إلاّ أنه لم يبدأ بنشر أشعاره إلا في زمن متأخر من عمره ,وكان أول دواوينه "بيني وبين الغواني "وكانت زوجته قد أحرقت غالبية قصائد الديوان ولكن الشاعر استطاع أن يسترجعها من ذاكرته القوية ,ومن ثم صدر ديوانه الثاني كذا "أنا "عام 1971 ,وديوانه الثالث والأخير "سيد العشاق"1994 الذي صدر قبل مرضه ووفاته بسنتين وقد كتب على غلافه البيتين التاليين :‏


    يا أيها الجيران في دنيا الهوى‏


    هيا استمع لتجاربي ونوادري‏


    أنا سيد العشاق من قبل الشبا‏


    ب ومن نعومة أنملي وأظافري‏


    ويعكس شعره حياته بكل آلامها وأفراحها وخيباتها ونجاحاتها ,وهو القائل :‏


    شعري حياتي من أراد تعّرفا‏


    بي فهو عني الترجمان الأفضل‏


    فيه الصبا فيه الهوى فيه التي‏


    أنا في هواها جمرة تتآكل‏


    وقد برع وجيه البارودي في غزله للمرأة منذ ديوانه الأول إلا أن نظرته أو بالأحرى فلسفته لهذا الحب تبدلت بين مرحلة وأخرى ففي البدايات كانت أشعاره تفيض عذوبة ورقة وشفافية ومحبة أما في أواخر حياته فقد أصبحت نظرته إلى المرأة تأخذ شكلاً آخر يقول في ذلك :‏


    فلا نوم بلا سهر طويل‏


    وسير بلا جهد جهيد‏


    يسحرني الجمال فأشتهيه‏


    وأعشقه ولكن من بعيد‏


    وصار الوصل في شم وضم‏


    به أستغيث عن بيت القصيد‏


    أشم أضم ثم أشم حتى‏


    يغيبني الشميم عن الوجود‏


    ورغم ما اتهم به بأنه شاعر المرأة فقط إلا أنه اهتم بالجوانب الحياتية وكانت له قصائد رائعة في نقد العادات البالية ,والتقاليد الاجتماعية التي كان ينفر فيها ...كما شارك في النقد السياسي ببضع قصائد لكنه لم يجد في نفسه ميلاً إلى الهجاء أو الرثاء أو المديح أو الوصف وقد آثرت أن أقتطف بعضاً من آخر قصيدة كتبها الشاعر الكبير وجيه البارودي قبل رحيله إلى مثواه الأخير والتي يقول فيها :‏


    أمشي إلى غايتي في منتهى التعب‏


    كأن ساقي قضبان من الحطب‏


    فإن أكلت فأكلي جد مختصر‏


    من الخضار ,وحبات من العنب‏


    وقد عميت ,فلا قبح يمج....ولا‏


    حسن له رعشة للحب في عصبي‏


    كذاك وقر بسمعي ازداد في كبري‏


    فلا غناء ولا عزف يؤثر بي‏


    شمي وذوقي ولمسي جل ما بقيت‏


    من الشعور ,فلم أقلع عن اللعب‏


    ليلاً نهاراً رهين البيت أكتب ما يوحى‏


    إلي من الأشعار في طرب‏


    كتابة الليل ألغاز ...ننقحها‏


    صبحاً ,وننقلها في خطها العربي‏


    وليد راويتي أدرى بصحتها‏


    له مثالية في ذوقه الأدبي‏


    يأتي إلي بما يختار من متع‏


    ومن طرائف في شتى من الكتب‏ 






    كم ذا جرى بيننا في البحث من جدل‏






    فكان لي وله شطر من الغلب‏


    بدولة الشعر لي سبق ,ويسبقني‏


    بالصرف والنحو والآداب والخطب‏


    هذا...ويحفظ أشعاري برمتها‏


    وفي المحافل إما غبت لم أغب‏


    وقد غيب الموت شاعرنا البارودي عام 1996 عن عمر ناهز التسعين بعد معاناة مع المرض العضال الذي أقعده عن العمل والشعر وهو الذي بقي عاشقاً للشعر حتى آخر يوم من حياته .‏       
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 5 أكتوبر 2014 - 23:44

    الهزار العاشق



    في كل يوم جديد
    من الهوى و مزيد
    و للجديد اشتعال
    و للقديم خمود
    أنا الهزار أغني
    في الروض كيف أريد
    لي المدى و الجناحان
    ليس دوني حدود
    من أجلي الحسن ، لولاي
    لم تفتح ورود
    ولا تضوّع طيب
    ولا زكا عنقود
    أنا المليك و حولي
    من الشقيق بنود
    لي في الصباح نشيد
    و في المساء نشيد
    و في الشتاء مكوث
    و في الربيع شرود
    و كل يوم مزيد
    من الهوى و جديد
    فلا أقول ليوم
    ولى عساك تعود
    الروض روضي و دأبي
    الهيام و التغريد
    1955
    *****


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 5 أكتوبر 2014 - 23:47

    مواعيد

    قالت  غداً  و   في   غد


    جئت     فقالت      للغد


    و   ماغد   من      أمسه


    أو       غده       بأسعد


    و   هكذا    من    موعد


    لموعد              لموعد


    إن    قلت    لن    أعود


    قال   القلب   ويك     اتئد


    عد   كل   يوم    ضارعاً


    مستعطفاً     لا      تزهد


    و ارجع كما شاء    الهوى


    معذباً      صفر      اليد


    أليس      كل      عودة


    لوناً      من       التودد


    تجدد   العهد    و    هل


    أحلى     من      التجدد


    في  جلسة  قصيرة     ...


    عش في مداها  و  اسعد


    في  الروح   و   الريحان


    في أبهى من الورد الندي


    عد    للقاء    في    غد


    أحر      أشواقاً       عد


    عد     عاشقاً      مدلهاً


    مؤرجحاً             للأبد


    11     أيار      1959
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 5 أكتوبر 2014 - 23:52

    الغيارة

    قالت أتهواني ؟  لئن  تكُ    صادقاً


    يا  ألف  أهلا  بالمحب    الصادقِ


    أو كان  حبك  عابراً  تسعى    إلى


    عبث  و  تسلية  فلست     معانقي


    بالأمس  سرت  إلى  يمينك    غادةً


    قل لي  بربك  كيف  أنت    مرافقي


    غيارة   أنا   لا    أريد      شريكة


    في الحب إن الشرك سخط   الخالق


    بالأمس كنت و لا أزال و في    غدٍ


    لا  لا  أطيق  تقلباً  من     عاشقي


    أو   ما   نظمت   قصيدة     رنانة


    لفلانة    إبان     حفل       شائق


    فسرقت من حسني لها حسناً و من


    حبي   لها   حباً   بغير     تناسق


    فبدت  كأقبح  ما  تكون     عشيقة


    و بدوت أجوف في  اهاب    منافق


    الحسن    هندام    يليق      بأهله


    كالعطر  في  أنفاس  ورد     عابق


    لا رجعة حتى  تفيء  إلى    الهدى


    و تذوب وجداً  في  لهيب    حرائقي


    ****


    أنا




    العندليب  على  الورود  يحوم    لا


    يرضى  بديل  الورد  في    البستان


    و مع الخريف أتى فحام  فلم    يجد


    للورد  من  أثر  على     الأغصان


    أيعود  ..  كلا  لن   يعود     فهذه


    أزهار    نسرين    بغير       أوان


    غنى على النسرين  ألحان    الهوى


    و  العيش  لا  يحلو  بلا     ألحان


    فترنح  النسرين  من  طرب    لشدو


    العندليب      ترنح         النشوان


    و زها  و  تاه  بطيشه  و    غروره


    و المجد  في  دنيا  الغرور    ثوان


    فالورد   جاء   بخيله   و     برجله


    يجتاح  وجه  الأرض  في    نيسان


    في   كل   نافذة   سرت      أنباؤه


    ليلاً  و  فاض  الصبح    بالإعلان


    دنيا من الأعراس و  الأعياد    فالز


    ينات  و   البشرى   بكل     مكان


    و    العندليب    مغرد       متنقل


    من    برتقاليٌ    لأحمر       قان


    متجاهل  و  الورد   يحرجه     فقد


    غنى  و   شبب   بابنة     الجيران


    فجرى  عتاب  ممتع   و     تراشقا


    هذا   بأطياب   و   ذا      بأغان


    و تصافيا بعد  الخصام  و    أبرما


    عهداً    إذا    افترقا       لينتظران


    لكن   عهد    العندليب      مهلهل


    فأمامه    النسرين    ورد       ثان


    و  لكل  زهر  حسنه   و     عبيره


    و  الورد   أفضل   حين     يلتقيان


    ****


    هي                             :




    أغار  أغار  لست  أطيق     صبرا


    فلولا   غيرتي    لصبرت      دهرا


    و  لولا  غيرتي   ما   هام     قلبي


    و لا  عرف  الحياة  و  ظل    غرا


    و  لولا  غيرتي  ما  صنت     حباً


    فخرت  به  و  لا  أحرزت    نصرا


    و   لا   غنيت   للعشاق      لحناً


    و   لا   أبدعت   للشعراء     شعرا


    أيا  قلبي  ارتضيت   العيش     مراً


    بمحض   هواك   فانتظر     الأمرا


    لأن    الغيرة     العمياء       داءٌ


    هو السرطان بل أدهى  و    أضرى


    حبيبي  في  الأساة  يجس    نبضاً


    و  تفحص  كفه  بطناً  و     ظهرا


    و  يصغي  للفؤاد   فليس     يخفى


    عليه   ما   أجن   و   ما     أسرا


    و    لكني    أعاتبه       فيمضي


    و  يزعم   أن   في   أذنيه     وقرا


    حديث   القلب   يسمعه      فعتبى


    إذا  عربدْت   ليس   يعيه     جهرا


    فكيف  عشقته  و   الحال     هذي


    و  كيف   على   مباذله     استمرا


    و كيف الحب في ضحك  و    لهوٍ


    تغلغل  في  الجوارح   و     استقرا


    فهل من  حيلة  هل  من    حجاب


    إذا     كتبوه      للغيار        يبرا


    من الصلوات  أضعافا  و    صوماً


    لربي   إن   شفيت   نذرت     نذرا


    يداوي  الضرس  تسكيناً  و    خلعاً


    كذاك   الساق    إصلاحاً      فبترا


    و  يعتاض   المريض     بمستعار


    فيسعد   و   البديل   أحط     قدرا


    فهل  لي   من   نطاسيٌ     شهيرٌ


    يجرد  مبضعاً  و   يشق     صدرا


    يشرح    مهجتي    عرقاً      فعرقاً


    و  يقتلع  الهوى  و   ينال     أجرا


    ............................
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 5 أكتوبر 2014 - 23:55


    الصب الزائ

    أرى قدمي نحوك تحملاني


    بروحي لا بعقلي تمشيان


    ولو أني ملكت زمام نفسي


    أهبت بها فلم أبرح مكاني


    فتكرار الزيارة فيه ظن


    يشينُ المحصنات من الغواني


    ولكني أُشلُّ أمام حبي


    فما لي حين يدفعني يدان


    وبيتك ليس يخلو من نسيب


    له عينان نحوي تشخصان


    يعد علي أنفاسي فمن لي


    بكسب دقيقتين من الأمان


    نوافذ في الجدار لها اتساع


    أرى ابن الجارِ منها أو يراني


    و باب رهن إغلاق و فتح


    على عدد الدقائق و الثواني


    و هذي قهوة جاءت و تبغ


    بأصناف معطرة الدخان


    و أطباق من الحلوى و شاي


    و فاكهة بمختلف الأواني


    و قلتُ تفضلوا فطعمتُ حسنا


    و بي جوع تجمع من زمان


    شربت الشاي في مهل ، و عيني


    تعب من المفاتن و المعاني


    و قلت : الشعر يطربني فهل لي


    بتشبيب كصهباء ابن هاني


    فأبدعت القصائد و الأغاني


    و أرقصت الجماد علي بياني


    و لما إن ثملت شعرت أني


    أسرتك فاحتويتك في كياني


    حملتك بالخيال إلى سماء


    سهيل أرضها و الفرقدان


    فذبت صبابة و أذبت حتى


    كأنّا في المجرة رافدان




    22 نيسان 1964


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty الدكتور وجيه البارودي

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:02

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty لقاء رائع بين الطبيب وجيه البارودي والأستاذ وليد قنباز

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:05

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:12


    وراء الجمال
    أجري وراء الجمال


    مغامرا لا أبالي


    مستمتعاً باندفاعي


    الأعمى و باستبسالي


    و كم عبثت بمالي


    فلم أوقر مالي


    و ساءت الحال حتى


    عانيت أسوأ حال


    ولى الصبا و تبقى


    حبي فيا لضلالي


    أرجو من الغيد ما لا


    أعطى فبئس النضال


    و الله والله حبي


    أضعاف حبي الخال


    فيا صبايا رويدا


    أساءكن اكتهالي


    أساءكن اتزاني


    الأقوال و الأفعال


    ألا أكون محباً


    إلا إذا الرأس خال


    الراح فيكن تجري


    لا في عروق الدوالي


    و أسعد العيش إني


    أشقى لنيل وصال


    ماذا وراء اجتهادي


    ماذا وراء اشتعالي


    ماذا وراء صلاتي


    ماذا وراء ابتهال


    أنتن طول نهاري


    أنتن طول الليالي


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:15


    من أين جائت

    ألغزتُ لم أفصحْ و لم أسترسلِ


    و تلوتُ شعراً من قديم تغزلي


    الشعر بالألفاظ للماضي


    و بالمعنى و بالتوجيه للمستقبلِ


    تصغي أليس الحب في إصغائها


    لو لم يراودها الهوى لم تصغ لي


    حسناء تم لها الجمال بأسره


    من غير تطرية و غير تجمل


    بي حاجة للحب ها قد جاءني


    في حينه ولا شهر قلبي خل


    بي حاجة للحب جاء بعنفه


    أهلا بأعنف زائر و بأنبل


    للنظرة الأولى عشقت و ليس لي


    علم بمن فتكت و لم تتمهلِ


    من أين جاءت ما اسمها ما كنهها


    أحجية غمضت و لما تنجلِ


    يا أمها يا أم أجمل معصر


    لا زال حسنك في المكان الأول


    في أي فردوس رتعت و أي ألوان


    شربتِ من الرحيق السلسلِ


    فنميت سحراً قاهراً و نفحت طيباً


    عاطراً و رويت نغمة بلبلِ


    أنا في هو ابنتك افتضحت فأجملي


    و تهللي لتحببي و توسلي


    هل تجهلين هواي ؟ حاشى أنت أنفذ


    فكرة فتجاهلي لا تجهلي


    لا حيلة لي في هواك و لم تعد


    حيل الرجال على فتاة تنطلي


    هيا إلى حب إلى أرجوحة


    في ظل صفصاف و ضفة جدولِ


    هيا إلى الأنخاب نشربها فلا


    نصحو و في أدغال وادٍ نختلي


    في الليل مفترقان نحن بحسرة


    و الناس بين معانق و مقبلِ


    كيف السبيل لقبلة مبلولة


    بالعنف أطبعها و ما شئتِ افعلي


    ..............................


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:19


    رسالة غرام
    فكرت في رسالة


    أخطها في أسطر


    في أحرف معدودة


    في قالب مختصر


    في لمحة ترى بها


    ما حل بي في أشهر


    في صيغة رقيقة


    تلين قلب الحجر


    تأسرها و إن تكن


    عنيدة لم تؤسر


    يا قلمي هذي كنوز


    الدر فانظم و انثر


    ويا جناحي استعدا


    لاجتياح القمر


    و يا مواسم الهوى


    املئي فراغ بيدري


    ويا رموز سحرنا


    على غرامنا اسهري


    و يا خمور كرمنا


    مع الندى تقطري


    ولترقص الدنيا على


    أنغامنا و تسكر


    رسالة رسالة


    الأشواق و التحسر


    محمومة مشحونة


    بطاقة لم تظهر


    و آية في عمقها


    و غاية في القصر


    بستان حب نورت


    زهرا و لمّا تثمر


    فيها من القديم و


    الحيث و المبتكر


    من آل نعم نفحة


    و من مزايا عمر


    و من جميل نغمة


    ترنحت في وتري


    و من وجيه لفحة


    من اللظى المستعر


    أحلام حب في شريط


    من ألوف الصور


    يحملها على جناحين


    نسيم السحر


    في موكب العطور نحو


    قصرها المسور


    فأقتحم القصر و من


    غير النسيم يجتري


    فأنساب في أنفاسها


    و في الخبايا الأخر


    أسكرها و نال منها


    فوق نيل الوطر


    و عاد يجري مرحا


    في نشوة المنتصر


    يسر في أذني


    إلى غد فانتظر






    أذار 1957






    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:23


    مع الوشاة

    أحب فيغضب الواشون أني


    إذا أرضيتهم غضب الحبيب


    أراهم في البكور و في الأماسي


    لهم زمر تضيق بها الدروب


    بكل ثنية و بكل باب


    نحوسا لا تغيم و لا تغيب


    أمر خلال ثرثرة و همس


    كما اجتاز الحمى رجل غريب


    فهذا سائل عني فضولاً


    و ذاك بغير معرفة يحيب


    و قرَّ قرارهم أني محب


    و أن الحب عندهمُ معيب


    و أني الخصم ظاهره وقور


    و باطنه أخو عبث طروب


    أتى يسطو على كنز ثمين


    فكل مواطن منهم رقيب


    ولكني دخلت بهم صديقاً


    كما فعل السياسي الأريب


    أصانعهم و أسعفهم و أغضي


    عسى بتوددي تصفو القلوب


    و أشرب نخبهم صرفاً كأني


    ربيب شقاوة لهم قريب


    و قالوا يا وجيه تعال زرنا


    فأنت لأهل حارتنا طبيب


    فصرت أزور محبوبي قريراً


    فما أنا بين أصحابي مريب


    فمرحى بعد ذلك ألف مرحى


    لمن يغشى الصعاب و لا يخيب




    ....................................


    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 65
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29437
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65979
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة Empty رد: وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 6 أكتوبر 2014 - 0:41

    يا بني الشام يا ملائك يا غاوون يا مغرمون يا ظرفاء هذه دمّر حديقة حب لا وشاة فيها ولا رقباء
     
     
    وجيه البارودي الشاعر الحموي السوري المميز، لم يقرزم الشعر يوماً، بل ولد شاعراً، وبدأ شاعراً محلقاً كما يقول عن نفسه، فقد سألته ذات يوم في بيته الحموي: متى بدأت تجريب الشعر؟ فانتفض البارودي ورفع صوته، لأنه كان يعاني ضعفاً في السمع: أنا لم أقرزم الشعر يوماً، أنا ولدت شاعراً.. وما من شاعر نفض ا لغبار عن الفكر والمجتمع والتخلف والسياسة في قالب فكه كما فعل وجيه البارودي، وهو الذي يدّعي أنه لا يحفل بالسياسة كما يقول:
    أنا في ا لسياسة ليس لي باع
    ولي في الحب أجنحة تحلق للعلا
    ولكن على الرغم من ذلك فقد كان البارودي شاعراً ثائراً ونهضوياً وتغييرياً من خلال رفضه لكل مظاهر التخلف في المجتمع، وهو في ذلك صنو الشاعر نزار قباني في صرخاته الاجتماعية، ومن عظم البارودي وكبره، سألته عن نزار- والحديث مسجل- فقال فيه كلاماً طيباً، وأبدى إعجابه به، ووصفه بالعبقرية، وحدد الفرق بينهما أن نزار شاعر حب وغزل، وهو شاعر عشق، وكان يطيب له لقب (سيد العشاق) وهو الديوان الأخير صدوراً له.
     
    البارودي ودهشة الشعر
    لم يكن البارودي شاعراً مكثراً، ولم يطبع سوى ثلاثة دواوين: (بيني وبين الغواني) الذي ضم أشعاره من عام 1925 إلى عام 1950 طبعه في حماة عام 1971، و(كذا أنا) ضمّ أشعاره من عام 1950 إلى عام 1970 وصدر في الوقت نفسه، وقد طبع منهما البارودي عشرة آلاف نسخة في ذلك الوقت و(سيد العشاق) الذي ضم أشعاره حتى وفاته، وقد أشرف على طباعته راويته وصديقه الراحل وليد قنباز... من عام 1971 وحتى نهاية القرن العشرين لم يصدر الشاعر أي مجموعة، ولم يغب عن المشهد الشعري، ولكنه في الوقت نفسه لم يغب عن المشهد الطبي المهني، فبقي على تواصل مع جمهوره في جلسات نقابته المهنية، وكذلك من خلال بشاشته التي لم تقف حائلاً  دون لقائه مع أي محب لشعره، أو مريد لأدبه مهما كانت منزلته، ولا أزال أذكر احتفاءه بي وأنا في بداية الطريق، ما زادني قرباً منه وتواصلاً معه.
    ومع ذلك فقد استطاع البارودي أن يهز الأوساط الاجتماعية والسياسية، وأن يأسر الأدباء والشعراء ليقفوا أمامه معجبين بعبقريته، وها هو الأستاذ عبد الرحمن عياش يقول في شعره (في قيثارة وجيه وتر ثالث رفاف الجناح خصيب النغم وهو وتر الاجتماع على أن ريح الشاعر لم تكن في قصائده الاجتماعية لينة الهبوب، فهو على أشد ما يكون اكفهراراً، وأشد ما يكون مضاء. هو في اجتماعياته موسيقار في عينه جذوة من نار تتطلع إلى الوتر وهو يكاد يتقطع تحت قبضته ويموت...».
    وشاعر حماة بدر الدين الحامد يقول فيه: هو ليس ممن ينظمون الشعر للنظم، ولا من أولئك الذين يتحينون المناسبات للقول، ولا ممن يضعون الموضوع نصب أعينهم فلا يزالون يجهدون النفس حتى يستقيم لهم الشعر. إنه لنفسه ولأخيلته وذكرياته ووصفه ورضاه ونقمته.
    إنه بشهادة الكبار شاعر للشعر لا للنظم، وهذا ما نلمحه في أشعاره كلها، فهو لا ينظم الشعر الخالي من الروح والإحساس ليكون موجوداً، وإنما يفيض شعراً وحباً وعذوبة مع ثورته التي تتجاوز الحدود.. ووجيه البارودي الطبيب الشاعر هو من الكبار، وقد كان زميلاً لشاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان، ولهما قصيدة مشتركة بعنوان (وادي الرمان) يقول البارودي في مقدمتها (هذه القصيدة أنموذج مفرد مبتكر نظمتها بالاشتراك مع المرحوم إبراهيم عبد الفتاح طوقان شاعر فلسطين ورفيقي في الجامعة الأميركية في بيروت. امتزج روحانا بكل كلمة وبكل شطرة).
    واد يهيم به الجمال وإنه
    ليكاد ينطقه الجمال فينطق
    النور في جنباته متألق
    والنور في وجناتها يتألق
    وهو كذلك صديق وزميل للدكتور الباحث الراحل عمر فروخ صاحب الدراسات والمصنفات ذات القيمة العالية في بابها، بينهما صداقة واحترام، على اختلاف في الرؤية والغايات. هذا هو الشاعر الدكتور وجيه الباردوي الذي لا نعرف عنه سوى نتف من المعلومات تدل على تقصيرنا تجاهه، وكم أتمنى أن تتصدى وزارة الثقافة السورية لطباعة أعماله الشعرية الكاملة في سلسلتها المتفوقة، وخاصة أن أشعاره طبعت محلياً في حماة، فلم تصل إلى شرائح كبيرة في المجتمع السوري الثقافي، وهي بالتالي عاجزة عن الوصول إلى الأوساط الثقافية العربية خارج سورية.. ويؤسف أن أغلب المتخصصين لا يعرفون عن البارودي وأشعاره شيئاً، ويكتفي أحدهم برأي سمعه هنا أو هناك!!
     
    البارودي والطب
    كان البارودي طبيباً بارعاً، وعيادته كانت مقصودة من أهل حماة قاطبة، ولعل إخفاقاته المتكررة في دخول معترك السياسة والنيابة كانت وراء تفرغه التام للطب، فكرس حياته لتطبيب الناس مما قبل منتصف القرن العشرين وحتى أخريات أيامه، ويسجل اسم وجيه البارودي في سجل الأطباء كأقدم طبيب يمارس الطب في سورية، ويذكر أهل حماة أن عيادته كانت مقصد الفقراء الذين كانوا يزورونه، ويأخذون الأدوية أيضاً إن لم يكونوا قادرين، وقد شهدت ذلك عند زيارتي له في ثمانينيات القرن العشرين، وقد أخذ الطب مساحة لا بأس بها من شعره كما فعل في السياسة والنيابة والمجتمع، وتبقى أشعار الغزل أعلى مرتبة عند البارودي الشاعر والعاشق، وسيد العشاق كما كان يحب أن يوصف..
    من شعره يتحدث عن الطب والشعر:
    أتيت إلى الدنيا طبيباً وشاعراً 
    أداوي بطبي الجسم والروح بالشعر
    أروح على المحموم أشفي أوامه
    بأجمع ما أوتيت من قوة الفكر
    فأسقيه من روحي رحيقاً ومن يدي
    مريراً فيشفى بالرحيق أو المر
    وبيني وبين المال قامت عداوة
    فأصبحت أرضى باليسير من اليسر
     
    ويقول في قلقه وخلافه مع المجتمع
    نفسي تميل إلى الفتون وموقفي
    في الناس موقف عفة ووقار
    في كل يوم توبة ونقيضها 
    من بعدها قبل انقضاء نهاري
    كيف السبيل إلى الوقوف وكل ما 
    في الكون يدفعني مع التيار
     
    وقال بعد إخفاقه في انتخابات 1949
    أسأت أسأت حين غرست طيباً بأرض لا يطيب بها النبات
    أسأت أسأت حين بذلت روحي لتضحك في جوانبك الحياة
    لئن جحد الذوات يدي فإني لأعجب كيف يجحدني العفاة
    أيخفق عالم والعلم نور وتظفر بالنيابة شعوذات؟!
    إذن بين البهائم عشت عمري وآيات الدلائل بينات
     
    وله في حب ومغامرة:
    عامان من سهر ومن أشواق
    حتى ظفرت بقبلة وعناق
    وتقول وهي تذود عن وجناتها
    إني أخاف تمادي العشاق
    فنقضت ميثاق الهوى وضممتها
    كالليث في نهم وفي إطباق
    أبلى وتبلى الذكريات على الغوى
    ولذيذ رياها بروحي باق
     
    وله قصيدة القبلة الملتهبة:
    راودتها عن قبلة فتمنعت وتصلبت بعنادها لا تسمح
    وأنا الملح وكيف أرجع خائباً من كان مثلي لا محالة ينجح
    قالت بربك لا تعد أبداً إلى هذا الجنون وإنني لك أنصح
    ولئن ربحت وكان نجمك ساطعاً فلسوف تخسر لا يقيلك مربح
    أما أنا فلقد صفحت وربما جاءتك من بعدي التي لا تصفح
     
    ويصف الحب في حياته:
    لكل فاتنة سحر وإغراء
    فلا تنوب عن السمراء بيضاء
    لي ألف محظية لو أن واحدة
    منهن غابت سرى في قلبي الداء
    وفي مراتب إلا أن واحدة
    ألذ ما أنجبت في الدهر حواء
    الحب أصبح قوتاً لا حياة إذا
    فقدته فهو عندي الخبز والماء
    وأختم بقصيدة قصيرة قالها عام 1960 وفيها يتحدث عن تباعدهما:
    ستأتي ستأتي لا أزال مؤملاً
    ستأتي بلا ريب ستأتي على الفور
    سيدفعها نحوي غرام عرفته
    ملحاً فلن تقوى طويلاً على الصبر
    سيجذبها خيط دقيق من الهوى
    ويأسرها بيت رقيق من الشعر

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 27 نوفمبر 2024 - 14:33