إذن نحن أمام مرشح محتمل للرئاسة اسمه عبدالفتاح السيسى، سوف يخلع بدلته العسكرية ويترشح كمدنى ويدخل هذه المعركة وهو برتبة مشير تبدأ فعلياً الأول من فبراير.
الآن يدخل «السيسى» معركة الرئاسة بعدما طالب به الشعب، وخرجت الجماهير تؤيده فى يناير، ووافق الشعب على الدستور بنسبة 98٪، ودعمه المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى بيان تاريخى.
كل شىء يسير -بالضبط- كما يريد.
ولكن..
من الآن فصاعداً يتعين على «السيسى» أن يواجه الأحداث والوقائع التى تخالف رؤيته، والتى سوف تتم بالشكل الذى لا يريده.
سوف يتعين على «السيسى» أن يتحمل سخافات وادعاءات وأكاذيب جماعة الإخوان ضده، وسوف يتعين عليه أن يتحمل زيادة وتيرة العنف والتفجيرات التى سوف تزداد تصاعدياً مع اقتراب قبول أوراق ترشحه.
وسوف يتعين على «السيسى» أن ينتظر مفاجآت من سيتقدم للترشح أمامه بدءاً من حمدين إلى العوا، وصولاً إلى أبوالفتوح حتى الفريق سامى عنان.
وسوف يضطر «السيسى» أن ينزل إلى الناس فى الأزقة والحوارى والنجوع كمرشح شعبى، وسوف يتعين عليه أن يتلقى بابتسامة واسعة انتقادات، ويتحمل سهام معارضيه ومنافسيه.
حينما يطرح السياسى نفسه كمرشح فهو يضع نفسه داخل دائرة مرمى إطلاق النيران السياسية.
بدأ عبدالفتاح السيسى مشوار التحدى عبر طريق الآلام الطويل الممتد فى ظرف تاريخى شديد الصعوبة، وتحت مظلة سقف مرتفع للغاية من الأحلام والتطلعات المبالغ فيها.
الرؤية الواقعية تقول إن شهر العسل للبطل الشعبى الجماهيرى عبدالفتاح السيسى قد انتهى وبدأت بعده رحلة الألف ميل الشاقة والمؤلمة فى التصدى لتراكمات وتحديات مشاكل حكم مصر.
إن رئيس مصر المقبل كائناً من كان سوف يتحمل ما لا يطيق بشر منذ يومه الأول ولن يستطيع مهما كانت شعبيته أن يتصدى وحده لحل المشكلات الأزلية، أو أن يفى بالوعود الملزمة أو أن يحقق الأحلام المبالغ فيها لدى رجل الشارع البسيط.
لا أريد أن أبدو مثل ذلك الذى يريد إفساد العرس السياسى لأنصار عبدالفتاح السيسى، لكننى أشفق على الرجل الذى بدأ رحلة الانتقال من صفة البطل الشعبى إلى صفة الرئيس، الذى يتعين عليه تحقيق المستحيل لجماهير فقدت صبرها منذ سنوات طويلة.