بسم الله الرحمن الرحيم }
( و الليل إذا يغشى ) أي يعم الخلق بظلامه .
( و النهار إذا تجلى ) ظهر بزوال ظلمة الليل أو تبين بطلوع الشمس .
و الليل و النهار هما آيتان من آيات الله الدالتان على ربوبيته تعالى الموجبة لألوهيته .
( و ما خلق الذكر و الأنثى ) و هو كقوله تعالى " و خلقناكم أزواجا " و كقوله تعالى " و من كل شيء خلقنا زوجين " .
( إن سعيكم لشتى ) أي إن عملكم أيها الناس
لمختلف , منه الحسنات الموجبة للسعادة و الكمال
في الدارين , و منه السيئات الموجبة للشقاء في
الدارين - أي دار الدنيا و الآخرة - .
( فأما من أعطى ) أي أعطى ما أمر بإخراجه من
العبادات المالية , كالزكوات , و الكفارات و النفقات ,
و الصدقات , و الإنفاق في وجوه الخير .
( و اتقى ) ما نُهي عنه , من المحرمات و المعاصي , على اختلاف أجناسها .
( و صدق بالحسنى ) أي صدّق ب " لا إله إلا الله " و
ما دلت عليه , من جميع العقائد الدينية , و ما ترتب
عليها من الجزاء الأخروي .
( فسنيسره لليسرى ) أي فسنهيئه و نوفقه
للطريقة اليسرى , التي هي السلوك في طريق
الحق , فنيسر له فعل كل خير , و نيسر له ترك كل
شر , لأنه أتى بأسباب التيسير , فيسر الله له ذلك .
( و أما من بخل ) أي بالنفقة في سبيل الله , و منع
ما وهب الله له من فضله من صرفه في الوجوه
التي أمر الله بصرفه فيها. فلم يعط حق الله فيه و لم
يتصدق متطوعا في سبيل الله .
( و استغنى ) بماله وولده و جاهه فلم يتقرب إلى
الله تعالى بطاعته في ترك معاصيه و لا في أداء
فرائضه , و لم ير نفسه مفتقرة غاية الإفتقار إلى
ربها , الذي لا نجاة و لا فوز و لا فلاح , إلا بأن يكون
هو محبوبها و معبودها , الذي تقصده و تتوجه إليه .
( و كذّب بالحسنى ) أي بوجود المثوبة للحسنى ,
لمن آمن الحق , لاسغنائه بالحياة الدنيا و احتجابه
بها عن عالم الآخرة .
( فسنيسره للعسرى ) أي للطريقة العسرى
المؤدية إلى الشقاء الأبدي , و هي العمل بما
يكرهه الله تعالى و لا يرضاه من الذنوب و المعاصي
و الآثام ليكون ذلك قائده إلى النار , قال الله تعالى "
و نُقلّب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل
مرة و نذرهم في طغيانهم يعمهون " .
( و ما يغني عنه ماله إذا تردّى ) يخبر تعالى بأن من
بخل و استغنى و كذب بالحسنى حفاظا على ماله
و شحا به و بخلا أن ينفقه في سبيل ربه هذا المال
لا يغني عنه شيئا يوم القيامة إذا ألقي به في نار
جهنم فتردى ساقطا فيها على أم رأسه .
( إن علينا للهدى ) أي علينا بموجب قضائنا المبني
على الحكم البالغة , حيث خلقنا الخلق للإصلاح
في الأرض , أن نبين لهم طريق الهدى ليجتنبوا
مواقع الردى , و قد فعل سبحانه ذلك بإرسال
الرسل , و إنزال الكتب , و التمكين من الإستدلال و
الإستبصار , بخلق العقل و هبة الإختيار .
( و إنّ لنا للأخرة و الأولى ) أي ملكا و خلقا , ليس
له فيهما مشارك فليرغب الراغبون إليه في الطلب ,
و لينقطع رجاؤهم عن المخلوقين . و الآية أيضا فيها
إشارة إلى تناهي عظمته و تكامل قهره و جبروته , و
إن من كان كذلك , فجدير أن يبادر لطاعته و يحذر
من معصيته .
( فأنذرتكم نارا تلظى ) أي تستعر و تتوقد . قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن أهون أهل
النار عذابا يوم القيامة رجل توضع في أخمص قدميه
جمرتان يغلي منها دماغه " رواه البخاري . و
الأخمص هو المتجافي من الرجل عن الأرض . و في
رواية لمسلم " إن أهون أهل النار عذابا من له
نعلان و شراكان من نار يغلي منهما دماغه كما
يغلي المرجل , ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا , و
إنه لأهونهم عذابا " . و الشراك هو أحد سيور النعل
, الذي يكون على وجهها و على ظهر القدم .
( لا يصلاها إلا الأشقى ) لا يدخلها و يصطلي بحرها
خالدا فيها أبدا إلا الأشقى أي الأكثر شقاوة و هو
المشرك , و قد يدخلها الشقي من أهل التوحيد و
يخرج منها بتوحيده , حيث لم يكذب و لم يتول , و
لكن فجر و عصى , و ما أشرك و ما تولى .
( الذي كذب ) بالحق الذي جاءه .
( و تولى ) عن آيات ربه و براهينها التي وضح أمرها و بهر نورها , عنادا و كفرا .
( و سيجنبها الأتقى ) أي و سيزحزح عن النار التقي
النقي الأتقى , ثم فسره بقوله تعالى ( الذي يؤتي
ماله يتزكى ) أي يصرف ماله في طاعة ربه , ليزكي نفسه و ماله و ما وهبه الله من دين و دنيا .
( و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) فهو ينفق ما ينفقه في سبيل الله خاصة و
ليس ما ينفقه من أجل أن عليه لأحد من الناس
فضلا أو يداً فهو يكافئه بها لا لا , و إنما هو ينفق
ابتغاء رضا ربه تعالى لا غير .
( و لسوف يرضى ) و لسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات .
( و الليل إذا يغشى ) أي يعم الخلق بظلامه .
( و النهار إذا تجلى ) ظهر بزوال ظلمة الليل أو تبين بطلوع الشمس .
و الليل و النهار هما آيتان من آيات الله الدالتان على ربوبيته تعالى الموجبة لألوهيته .
( و ما خلق الذكر و الأنثى ) و هو كقوله تعالى " و خلقناكم أزواجا " و كقوله تعالى " و من كل شيء خلقنا زوجين " .
( إن سعيكم لشتى ) أي إن عملكم أيها الناس
لمختلف , منه الحسنات الموجبة للسعادة و الكمال
في الدارين , و منه السيئات الموجبة للشقاء في
الدارين - أي دار الدنيا و الآخرة - .
( فأما من أعطى ) أي أعطى ما أمر بإخراجه من
العبادات المالية , كالزكوات , و الكفارات و النفقات ,
و الصدقات , و الإنفاق في وجوه الخير .
( و اتقى ) ما نُهي عنه , من المحرمات و المعاصي , على اختلاف أجناسها .
( و صدق بالحسنى ) أي صدّق ب " لا إله إلا الله " و
ما دلت عليه , من جميع العقائد الدينية , و ما ترتب
عليها من الجزاء الأخروي .
( فسنيسره لليسرى ) أي فسنهيئه و نوفقه
للطريقة اليسرى , التي هي السلوك في طريق
الحق , فنيسر له فعل كل خير , و نيسر له ترك كل
شر , لأنه أتى بأسباب التيسير , فيسر الله له ذلك .
( و أما من بخل ) أي بالنفقة في سبيل الله , و منع
ما وهب الله له من فضله من صرفه في الوجوه
التي أمر الله بصرفه فيها. فلم يعط حق الله فيه و لم
يتصدق متطوعا في سبيل الله .
( و استغنى ) بماله وولده و جاهه فلم يتقرب إلى
الله تعالى بطاعته في ترك معاصيه و لا في أداء
فرائضه , و لم ير نفسه مفتقرة غاية الإفتقار إلى
ربها , الذي لا نجاة و لا فوز و لا فلاح , إلا بأن يكون
هو محبوبها و معبودها , الذي تقصده و تتوجه إليه .
( و كذّب بالحسنى ) أي بوجود المثوبة للحسنى ,
لمن آمن الحق , لاسغنائه بالحياة الدنيا و احتجابه
بها عن عالم الآخرة .
( فسنيسره للعسرى ) أي للطريقة العسرى
المؤدية إلى الشقاء الأبدي , و هي العمل بما
يكرهه الله تعالى و لا يرضاه من الذنوب و المعاصي
و الآثام ليكون ذلك قائده إلى النار , قال الله تعالى "
و نُقلّب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل
مرة و نذرهم في طغيانهم يعمهون " .
( و ما يغني عنه ماله إذا تردّى ) يخبر تعالى بأن من
بخل و استغنى و كذب بالحسنى حفاظا على ماله
و شحا به و بخلا أن ينفقه في سبيل ربه هذا المال
لا يغني عنه شيئا يوم القيامة إذا ألقي به في نار
جهنم فتردى ساقطا فيها على أم رأسه .
( إن علينا للهدى ) أي علينا بموجب قضائنا المبني
على الحكم البالغة , حيث خلقنا الخلق للإصلاح
في الأرض , أن نبين لهم طريق الهدى ليجتنبوا
مواقع الردى , و قد فعل سبحانه ذلك بإرسال
الرسل , و إنزال الكتب , و التمكين من الإستدلال و
الإستبصار , بخلق العقل و هبة الإختيار .
( و إنّ لنا للأخرة و الأولى ) أي ملكا و خلقا , ليس
له فيهما مشارك فليرغب الراغبون إليه في الطلب ,
و لينقطع رجاؤهم عن المخلوقين . و الآية أيضا فيها
إشارة إلى تناهي عظمته و تكامل قهره و جبروته , و
إن من كان كذلك , فجدير أن يبادر لطاعته و يحذر
من معصيته .
( فأنذرتكم نارا تلظى ) أي تستعر و تتوقد . قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن أهون أهل
النار عذابا يوم القيامة رجل توضع في أخمص قدميه
جمرتان يغلي منها دماغه " رواه البخاري . و
الأخمص هو المتجافي من الرجل عن الأرض . و في
رواية لمسلم " إن أهون أهل النار عذابا من له
نعلان و شراكان من نار يغلي منهما دماغه كما
يغلي المرجل , ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا , و
إنه لأهونهم عذابا " . و الشراك هو أحد سيور النعل
, الذي يكون على وجهها و على ظهر القدم .
( لا يصلاها إلا الأشقى ) لا يدخلها و يصطلي بحرها
خالدا فيها أبدا إلا الأشقى أي الأكثر شقاوة و هو
المشرك , و قد يدخلها الشقي من أهل التوحيد و
يخرج منها بتوحيده , حيث لم يكذب و لم يتول , و
لكن فجر و عصى , و ما أشرك و ما تولى .
( الذي كذب ) بالحق الذي جاءه .
( و تولى ) عن آيات ربه و براهينها التي وضح أمرها و بهر نورها , عنادا و كفرا .
( و سيجنبها الأتقى ) أي و سيزحزح عن النار التقي
النقي الأتقى , ثم فسره بقوله تعالى ( الذي يؤتي
ماله يتزكى ) أي يصرف ماله في طاعة ربه , ليزكي نفسه و ماله و ما وهبه الله من دين و دنيا .
( و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) فهو ينفق ما ينفقه في سبيل الله خاصة و
ليس ما ينفقه من أجل أن عليه لأحد من الناس
فضلا أو يداً فهو يكافئه بها لا لا , و إنما هو ينفق
ابتغاء رضا ربه تعالى لا غير .
( و لسوف يرضى ) و لسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات .